Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفصل الاخير


قلب دائرة الشرطة رأساً على عقب حين ورده خبر مقتل مديرة الميتم السابقة طعناً في منزلها..كيف حصل هذا !متى !وأين !..لم يعرف القاتل أو السبب الذي دفعه لقتلها لكن هناك إحتمال واحد خطر في ذهنهم ألا وهو الشيطان من قتلها بغية الحصول على سجل التبني وأنه على معرفة دقيقة بمخططات الشرطة وإلا كيف علم بعنوان المديرة وإمتلاكها سجلاً لو حصلت عليه الشرطة سيمكنهم من معرفة الوالد والذي بدوره سيخبرهم عن قصة جيف الطفل المتبنى والذي من المحتمل تم إعطاءه إسم روبرت وربما سيخبرهم إنه عميل سري والأعين ستصوب على روبرت الحالي أو ربما يكون شخصاً آخر وإن روبرت برئ وقع ضحية شك ثيو المفرط!!

حتى الآن مايدعم الإدعاء بأن جيف هو الشيطان،أقوال السيدة سامنثا وشك ثيو بروبرت لاشئ آخر يدعم القضية أكثر..أما جيف أو روبرت أو كلاهما الشخص ذاته..هذا ما يردده ثيو وأتباعه على مدار الأربع والعشرين ساعة..لكن ألم يتواجد روبرت مع الشرطة طيلة الوقت كيف تمكن من قتل المديرة آلا يعني هذا أن روبرت برئ وأن ثيو أخطأ بحقه !!

جلس رجل يرتدي سترة جلدية سوداء يخبأ تحتها شئ لم تفارقه يده المرتعشة على كرسي أمام مقهى عام وقت الظهيرة.منظره يثير الريبة و يرتجف كأنه أقدم على جريمة ويخشى إن يمسكه أحد..كان ينتظر إتصالاً من زبونه فهو من ألمرتزقة الذين يقومون بأفعال شنيعة مقابل المال وقد أقدم بالفعل على جريمة بقتل إمرأة قبل بضعة أيام بأمر من زبونه مقابل مبلغ جيد من المال وقد ورده الإتصال الآن يطلب منه زبونه وضع ماعنده على الطاولة ومفارقة المكان بلا رجعة والسير نحو حاوية قمامة حمراء لأخذ أجره ..فعل الرجل ماطلب منه بإخراج ماتحت سترته من شئ مغلف بكيس ورقي وسار نحو الحاوية حيث وجد نقوده في حقيبة صغيرة ولاذ بالفرار.

عبر الزبون الشارع وتقدم بضعة خطوات أمام الطاولة وتوقف يلتفت خلفه وعن يمينه وشماله وسار مجدداً ليجلس على الكرسي..رفع قبعته الرياضية ليتمكن من الرؤية جيداً وتنهد لوصوله لبر الأمان ..أخرج من الكيس سجلاً بلون أسود وتصفحه..إنه سجل التبني..لقد نجح روبرت فعلاً في مسعاه حتى الآن بفعل المستحيل والآن مع السجل بحوزته لن يُكشف أمره ..والقضية بلا شك مغلقة ..مزهواً بنفسه، مضيقاً الخناق على ثيو، معترفاً أنه شيطان حقيقي، فارق المكان بإبتسامة تكاد تشق وجهه.

في هذه الأثناء أخذ ثيو زملائه لمطعم لتناول الغداء وأنظم إليهم روبرت في وقت متأخر.حين سُأل ثيو عن خطوتهم التالية، وضع شوكته جانباً وأرخى جسده على كرسيه وأجاب بكل أريحية..ردة فعل لم يتوقعها روبرت ..مزاجه الآن رائق ويختلف عما كان عليه فور سماع خبر مقتل المديرة ..مؤكد إنه يخطط لشئ ما ..فكر روبرت وأرهف السمع لثيو ..

"لاتحسبوا إن القضية ستنتهي على هذا الحال..كلا يا أحبائي..عندما ينغلق باب يُفتح باب آخر ..وأنا من سيفتح هذا الباب"أشار بأصبعه على نفسه مغتراً وسأله أحد العملاء بنبوبة غضب

"ماذا تعني ..ألن ننتهي من هذه القضية البائسة"

أمال ثيو ظهره وطرق على سطح الطاولة

"هون عليك..من قال بأننا لن ننتهي منها..بجهودكم وهمتكم سننتهي منها أكيد"

"وكيف هذا..نورنا ..فقد إنقطعت كل السبل "

"حسناً إليكم ماسنفعله..سنتوجه للميتم بعد إنتهاءنا ونسأل عن عناوين مربيات الميتم السابقات "

إنقبض صدر روبرت وشعر بالإختناق فأرخى ربطة عنقه الحمراء ..ماذا يحسب نفسه فاعلاً هذا..ألى أين يريد أن يصل ..لقد إكتفيت منه ..إنشغل بنفسه متجاهلاً نظرات ثيو المصوبة ناحيته التي تدرسه جزءاً جزءاً وشارك عميل آخر رأيه

"كيف سيفيدنا هذا..الأ تظن إن هذا مضيعة للوقت..أقترح أن نغلق القضية و..."

قاطعه ثيو مكرراً كلماته"نغلق القضية ..نغلق القضية..أمتأكد مما تريده؟..ماذا لو أغلقناها وسمعنا يوماً أن حبيبتك أو أختك ذبحتا على يديه!!"

تضايق الرجل منه ولاذ بالصمت كما اكفهرت وجوه الحاضرين وسيماء الخوف لاحت على وجوههم ليلاحظها ثيو فقال على سبيل تشجيعهم

"إن كنتم لاترغبون بخسارة فرد عزيز عليكم ..دعونا نستمر للنهاية علنا نخرج بشئ مفيد ..ربما تتكتم إحدى المربيات عنه خوفاً على نفسها منه"

"ماذا لو لم نعثر عليهن؟..ماذا لو أنهن أموات؟"أبدى أحد الأفراد رأيه فقال ثيو" سنتأكد حين نعثر عليهن"

وضع يده بحركة مفاجئة على ظهر روبرت الذي تسمر في جلسته..تأثير ثيو عليه هذه المرة أكبر من سابقه يشعر إن كل كلمة تخرج منه موجه إليه على وجه الخصوص كما لو إنه يختبر حركاته وتصرفاته وعليه أخذ الحيطة والحذر

"مارأيك روبرت؟شاركنا في الكلام"

حرك كتفيه إشارة ليبعد ثيو يده عن ظهره وقال

"رأي من رأيك..علينا أن ننهي القضية بأسرع وقت ممكن "

كان في كلماته الأخيرة نبرة تحدي كما فهمها ثيو وأومأ متفقاً معه

"يجدر بنا فعل ذلك ..هيا يا جماعة لننطلق نحو ضالتنا إذاً"

صفق بيديه وتبادل نظرات خاصة مع ثلاث رجال شرطة من بينهم الشرطي الشاب الذي تعامل معه سابقاً.

تعمد ثيو مرافقة روبرت إلى الميتم ليكون ملماً بأي حركة غريبة تصدر عنه وقد أحس روبرت بنواياه فأخذ يخطط فيما سيفعله بثيو ..إنه قريب جداً منه فرصة كهذه لن تتوفر له إن عادا لبلدتهما ..سيقتله الآن ويجعل موته يبدو كحادث ..الأمر بسيط جداً..عليه دفع ثيو الى الباب وتوجيه مقود السيارة بأي إتجاه وهكذا تصطدم السيارة أو تنقلب أو أياً ماسيحدث وإن لم يمت فسيلجأ إلى طعنه حتى الموت..وسُيكتب في التقرير إنه مات جراء حادث سيارة فضيع وستُنسى القضية للأبد ويعش سالماً أبد الدهر.قد تبدو خطرة بعض الشئ ومغامرة بالنسبة إليه فربما سيتأذى هو الآخر لكن لابأس إن كان هذا سيقتل غريمه..أوشك على القيام بالخطوة الأولى فنظر إليه ثيو وأبتسم قائلاً

"ها قد وصلنا"

"وصلنا!!!"صاح روبرت مندهشاً

"نعم..وصلنا..أنا سريع في القيادة كما إنك كنت شارداً طوال الطريق ..فلترح عقلك يارجل إنه ليس بآلة ..هيا إنزل"

ضاعت فرصته الذهبية ..لمَ يشعر بأنه غبي الآن ويكاد عقله ينفجر؟..أم إن ثيو أحسن بتشتيت إنتباهه وصرفه عن الإتزان والدقة في أفعاله..كم أغاظته إبتسامته تلك ..على ماذا يبتسم ألا يعرف بأنه وصل لطريق مسدود وإحتمالية الفوز على الشيطان منعدمة!!

فيما بعد, قامت سلسلة من التحقيقات بشأن المربيات السابقات وتمكنوا من معرفة عناوين البعض وماعليهم سوى إجراء إتصال بهن لأخذ موعد للتحقق من بعض الأمور.كان يجلس في المكتب الذي خصص له بحضرة مجموعة من العملاء ومن ضمنهم روبرت حين جاءه خبر إن إحدى المربيات مستعدة للإدلاء بشهادتها ضد المدعو جيف كما أكدت على معرفتها بوالديه بالتبني وإنها كتمت هذا طيلة سنوات ولم تعد تحتمل ..وقع هذا الخبر على روبرت صادم ..صادم جداً من أين ظهرت هذه ..قام بعمله أنذاك بكل سرية وإتقان كمجرم خبير وليس كطفل ..لايمكن إحتمال الوضع وطوال الوقت وهو يطقطق بأصابعه وأعصابه مشدودة رغم إن ثيو أعلن وبكل عفوية عن عنوانها المضبوط وأقرب نقطة دالة إليها وعن إسمها أيضاً ..كل شئ متاح له سيوجه ضربته لها ويخرسها للأبد ..في تلك الليلة شهوته للدم لا حدود لها وأنطلق تحت سماء شديدة الظلمة نحو مسكن تلك المربية المسكينة..منزلها صغير بحديقة أمامية مزهرة ..فتح الباب بأداة صغيرة يستعملها اللصوص ودلف يتخبط في المكان..كانت الإنارة خافتة جداً وهنا شلت قدماه فور تذكره لعنوان المنزل..إنه نفس عنوان المديرة التي دفع نقوداً طائلة لأجل قتلها..أيعقل أن هذا كمين!!..إستدار ليخرج من حيثما دخل وأُنير المكان بالكامل وأتسعت مقلتاه على وسعيهما لسماعه هذا الصوت المألوف

"أهلاً وسهلاً..كنت بإنتظارك ..لماذا تريد الهرب وقد إلتقينا تواً"

لم يتلقى رداً وبقي روبرت متسمراً شاحباً في مكانه

"هيا يارجل لمَ كل هذا الخجل ..إستدر وواجهني ..لقد كشفنا لعبتك وهويتك..روبرت ..أم جيف..بأيهما سأناديك !؟"

محال ان تنتهي حياته عند هذا الحد ..وعلى يد من !على يد رجل يمقته كل المقت ..رجل ماتوقعه أبداً سيتغلب عليه ويخدعه ..إنه أشطن منه بكثير ..ثيو هذا يستحق لقب الشيطان أفضل منه..إستدار إليه وسحب مسدسه مصوباً إياه تجاه ثيو وكذا فعل الأخير ..

"تريد قتلي ..لابأس هيا إفعل هذا..دعنا نمت سوية الليلة"

سبقه روبرت وسحب الزناد وأطلق ..لمَ هو واقف في مكانه! والإبتسامة تشق وجهه .. إستفزازية لم يرها على وجه أحد ..بل ماكرة وواثقة وشجاعة..!..أطلق مجدداً ومايُطلق سوى هواءً حاراً جافاً

"أخطأت الإصابة..أُخرجت الطلقات من مسدسك..واا..ألم تتفقد مسدسك ..خيبت ظني "

"ولكن كيف !!"همس روبرت وتذكر ذاك الشرطي في غرفة تبديل الملابس..لقد باغته وبدل مسدسه بمسدس آخر فارغ من أية طلقة..كيف سها عنه..كيف لم يتأكد من مسدسه..ندم على إستعجاله وإبتلاعه لطعم نصبه لنفسه لحماسته وشهوته التي تغلبت عليه ..تراجع للخلف هدفه الباب وإذا به يصطدم بجسم صلب ضخم طويل رفع رأسه وألتقت مقلتاه بمقلتي رجل نظراته حادة تشل البدن وجاءته نطحة من رأسه الأصلع أفقدته وعيه.

"نطحة جيدة كليرك ..أحسنت صنعاً ..هيا إحمله ولنغادر لقد تعبت "أرخى ربطة عنقه وتنهد

"يا رجل وراءك مسيرة طويلة في إستجوابه "

"نعم..لاتذكرني "

كل ماحدث من بداية مجيئهم لديترويت حتى هذه اللحظة كان عبارة عن تمثيلية أخرجها وأنتجها ثيو..لمَ عليهم البحث عن مربيات عجائز ربما يرقدن في القبر الآن بينما بإمكانهم نصب كمين له وضربه على الوتر الحساس! .حتى ذاك الرجل المرتزقة كان ممثلاً وقع في أيديهم بخطة محكمة من ثيو الذي كشف علاقة ليندا بروبرت يوم حقق معها وشعر بتغييرات سريعة في نبرتها وكيف ترتجف وحين سألها مباشرة ماإن كان جيف هو نفسه روبرت راحت تتلعثم و تصفط كلاماً هرائاً لتقع ضحية بيد ثيو وأعترفت بكل ماتعرفه وكيف إنها شاركته في قتل الآنسة ميشيل يوم كانا طفلين.نعم إنها تلك الفتاة التي سرقت مفتاح غرفة جيف من الانسة سامنثا وتعاونت معه على قتل تلك المربية المجرمة لسوء معاملتها معها وماكان من جيف سوى مطاوعتها في إنتقامها بل إنتقامه هو أيضاً،وكيف زودته بعنواين فتيات الميتم وإخباره عن طبيعة حياتهن فهي كانت على علاقة بهن وسهلت عليه الامور باسم الحب لكنها لم تفقه شيئاً ..لم تفقه نواياه الحقيقية في سؤاله عنهن ظنت كونه فتى تربى معهن وعايشهن لسنين فهو يحن إليهن ويرغب برؤيتهن ليعيدوا سيرة الأيام الماضيات.لم تتوقع أنه سيقتل المزيد..رأى ثيو أن يستفيد منها فطلب منها خداع روبرت وإعطاءه عنواناً زائفاً للمديرة وعندما أرسل ذاك المرتزقة هجمت عليه الشرطة وأتفقوا معه على تخفيف مدة سجنه إن ساعدهم..تسلم ثيو سجل التبني شخصياً من المديرة السابقة وسلمه بالمقابل لذلك المكلف بقتلها لغرض تسليمه لروبرت لإبعاد الشبهات عنه وهكذا تمت العملية،ولجريمة ليندا بقتل الانسة ميشيل سجنت في سجن ديترويت عقاباً لإفعالها.تزود أيضاً ثيو بعنوان والدي روبرت بالتبني وأعطى الأذن لبضعة رجال بلقاءه وسؤاله عن حياة إبنه.تم كل شئ بسرية متقنة عن روبرت الذي كان غافلاً وموكلاً بمهام خفيفة تبعده عنهم.

غادروا ديترويت وأبتدأت حملة الإستجواب المكثف التي لاقاها روبرت وأعترف ببعض الأشياء التي كان يتوق ثيو لسماعها..مفتخراً بها

"كنت هدفي منذ البداية ..أيها المحقق..يوم وكلت ألي مهمة العثور عليك رفضت المشاركة ولكن بعدها فكرت جيداً ..قلت لابد وأن أرى هذا الذي يظنوه سيقبض علي ..ولما علمت إنك مشترك في جريمة طرت فرحاً إذ إني سأتخلص منك ولن يتجرء أحد على فتح القضية والسبيل إليك .."

"غريس ..قتلت أختها لتقبض علي "قاطعه

"هذا صحيح..تلك الفتاة كانت متكتمة للغاية فقتلت أختها ومع إغواءاتي وإعطاءها أملاً في إنك ستنجح في القضاء علي صدقتني"

صمت ..شعر بأنه قال الكثير وأنه يتمنى الموت الآن ..هذا كثير جداً عليه وصعب تحمله ..ليست هذه النهاية التي حلم بها ..قطعاً ليست هذه

"خاب أملك عندما برءت من التهمة وظهر إد في الساحة ..أليس كذلك؟..لتبرء إسمك ..أطلقت النار عليه وزرته في المستشفى كطبيب وأخذت عينة من دمه ودسست سماً في جسده وأستبدلته بدمك الذي وجدناه مختلطاً مع دم الضحية "

"لقد أجبت بنفسك أيها العميل ..هل أنت معجب بأفعالي ؟"!

أراد الإعتراف ولكنه أمسك عن الكلام كي لايزيده غروراً وبطشاً

"أنت مصاب بمرض العظمة ..تحب أن تكون عظيماً في كل شئ "

"بإمكانك قول هذا..أما عن ذاك الطبيب ..أترك لك التفسير فأنت تكملني "

"قتلته لأنه سيتعرف عليك عندما يراك ..إسمح لي بالقول إنك كنت غبياً حين نطقت بإسمك الحقيقي له"

إبتسم مقراً بغباءه في تلك اللحظة

"ماذا تريد أن تعرف بعد "

"لماذا!!..لماذا قتلت جميع أولئك النسوة وكيف..كيف فعلت هذا بإحتراف "

"أنت معجب بي ..إعترف ..أراك منبهراً وفضولياً جداً للتعرف على طرقي الخاصة في الجريمة ..حسناً هذه هديتي لمعجبي..سأخبرك "

صر ثيو على أسنانه وتصور نفسه يهشم رأسه فأمسك نفسه متجاوباً معه

"إنه سر المهنة كما يقولون ..أرادني أبي بالتبني أن أكون محققاً بارعاً فارتأيت إن مطلبه هذا سيسهل علي إرتكاب ما أصبو إليه ..ولأنني أمتلك عقلاً فذاً مكنني طوال هذا الوقت من النجاة ..إن إكتشف الشرطة شيئاً عني أقوم بمحوه وهكذا دواليك سئلت لماذا ؟..لأنني أكره النساء أيها العميل..ولأن هذه فطرتي.. إنهن متوحشات عديمات رحمة..كرهي لهن فطري ..حلمت بالقضاء عليهن جميعاً وتطهير الأرض من هذه المخلوقات الرقيقة المخادعة ..رؤيتي لهن تقتلني لهذا أقتلهن ..ثمانية كل سنة "

"لما إخترت الرقم ثمانية ؟"

"لأنه أسوء سنوات عمري ..الرقم الذي حطمني وجعلني وحشاً .."

"و سنوات عمرك اللاحقات ألم تتعرض الى أية مضايقة ؟"

"تعرضت..جميع سنوات عمري كانت عبارة عن كتلة من الالم والدم "

"لا أدري ماذا أقول عنك ..مختل أم عبقري .."

"كما تشاء ..أما عن كيف فهذه تعتمد على المهارة والذكاء .."

"والدتك بالتبني ..هل قتلتها أيضاً"

"آه..أبي المسكين ..كان ضعيف الشخصية لدرجة لا تحتمل ..رأيت فيه شخصيتي الضعيفة القابلة للدوس والخضوع للواقع ..رغم معرفته بأنها تخونه لم يفعل شيئاً وأقنع نفسه إنه مجرد وهم وسيزول ..لذا قررت الإنتقام له"

"والدك مسكين جداً ..لاتتصور كيف تعامل مع الوضع حين أخبرناه عنك..يبكى على حاله..ندم لإعطائك سكينته الحربية ..شعر كما لو أنه عاونك في جرائمك..لقد كسرت قلبه كما قال ويرفض رؤيتك"

"لا بأس عندي ..قطعت علاقتي به منذ زمن ..حققت ماأراده وكان علي تحقيق ماأريده "

"الحافلة ..كيف إستطعت تعطيلها؟"

قهقه قليلاً وقال "أنت كثير الاسئلة ..آه .."

تنهد وتابع

"سهلة جداً ..تلك الفتاة التقيت بها في النادي ووضعت لها مخدراً وهي شاردة الذهن وتبعتها لموقف الحافلة وعندما أستقلتها ..تسلقت الحافلة وتمددت فوق سطحها وتحركت بعدها وثقبت العجلات وأتممت المهمة..هذه نهاية القصة "

فغر ثيو فاهه وطرف بعينيه وصاح "أنت مجنون ياصاح"

"أنا عبقري منذ صغري وزادتني القراءة عبقرية فوق عبقريتي ..لهذا القراءة ضرورية للعقل"

"القراءة ضرورية ولكن ليس لتطبيق ماتقرأ على أرض الواقع وإستغلالها بما يضر البشر..لقد فهمت موضوع القراءة بشكل مغلوط "

"كل منا يفهمها كما يريد ..والآن أطلنا الكلام ..وأنت تعلم عني الكثير ..ماذا سيحل بي ؟"

"سنترك هذا للقاضي..شئ آخر..تلك المرأة لما طعنتها وذبحتها"

أطرق يفكر في أمرها بغضب واضح ويتذكر أفعالها

"لأنها تستحق ..كانت تضرب إبنتها بشكل قاسي ..إلتقيت بها مرة وعرفت عنها كل شئ "

"تقول بأنك تلتقط ضحاياك عشوائياً وتجري بحثاً مكثفاً عنهن وبهذا تضرب ضربتك ؟!..ناهيك عن اللعب في الكاميرات والانظمة..أنت خبير..أحب هذا النوع من المجرمين "

إكتفى روبرت بهز كتفيه وطرف عينيه بإبتسامة تكلل ثغره.إبتسامة مبهمة لاحظها ثيو وتوقع أن خلفها شئ ما.

حان يوم المحاكمة وأستعدت الصحافة لهذا اليوم المميز،وأنتشرت القوات الأمنية بأعداد ضخمة تحسباً لأي ضرر كما حضر أهالي الضحايا ليشهدوا على تطبيق العدالة آملين بأن يكونوا منصفين مع ذويهم ،وفي هذا الوقت كان ثيو منعزلاً في مكتبه يأخذ قيلولة ..قبلها كان قد فكر بالرجوع للمنزل فقد إشتاق لأخيه ولديلان ولغريس أيضاً مع أخذ حمام بارد وتناول طعام شهي يملأ معدته حتى التخمة..أجواء حلم بها حين نادى المنادي إن المجرم هرب!!.لقد ضرب الشرطيان الذين إقتادوه للمحكمة وقلب السيارة بهم وأخذ مفتاح أغلاله وولى هارباً ..

"ألن ننتهي من هذا الشيطان ..إنه لايستسلم أبداً "

زفر غاضباً وأنتهت تلك القيلولة الصغيرة يتبعها أذىً كبير.توجهت الشرطة لمنزل روبرت وطوقته وكل الاماكن التي يرتادها وأنهار ثيو ..لايعقل أن تذهب جهوده وجهود غيره سدى ..فكر وفكر وقفزت إليه صورة غريس..ليندا في السجن في ديترويت والمديرة يحرسها عدداً من الشرطة تحسباً لاي فعل وكذا السيدة سامنثا..إذن بقيت غريس..التي لاحارس معها ولاحتى ديلان وبما إنه فشل في قتل النساء الثلاث فهذا حطم كبريائه وسيلجأ لغريس الفتاة التي لها فضل في ماهو عليه الان من محنة ..أين من الممكن أن تكون!

إتصل بها ولم تجب فأتصل بديلان وأخبره إنه تركها في المستشفى برفقة غارث ..

"مابه غارث !!!!"زمجر في الهاتف

"لا تقلق إنه بخير ..فقط قل لي هل بدأت المحاكمة أنا في طريقي إليكم "

"لقد هرب..هرب..وهو في طريقه لقتل غريس "

تلقت رسالة من رقم مجهول تخبرها إنه ديلان وهو بمفرده على سطح المستشفى

"ديلان..لقد خرج منذ ساعة ..مالذي عاد به.. "

وبدون تفكير تركت غارث نائماً ولجأت للسطح حيث يتواجد رجل بملابس شرطة يقف موليها ضهره وسكيناً مختلفاً عن سكينه السابق بين قبضته ..سرت قشعريرة في بدنها وتقدمت ببطئ ناحيته

"ديلان..!!"

إستدار إليها باسماً يقول من بين أسنانه

"غريس..أنتِ وأختك دمرتماني .."

"ر...روبرت"شهقت وأضافت "كيف..كيف هربت؟!"

"أنا شيطان..شيطان ياعزيزتي ..لن يتغلب علي أحد "

توجه قبل مجيئه هنا لمنزله بغية أخذ أغراضه ففوجئ بأعداد الشرطة المحاصرة منزله وخطط حالاً لقتل غريس والإختباء حتى تهدأ الأمور قليلاً ثم يعود لمنزله ويسافر لأي بقعة أرضية تعصمه من قبضة الشرطة.وها هو الآن امامها

خطت للخلف بغية الهرب فأسرع إليها يجرها من شعرها ويسحبها إليه وضع السكين على رقبتها ونفث في أذنها

"لا تتحركي..كوني مطيعة يافتاة ودعيني أذبحك ..لن تشعري بالالم صدقيني..أنا محترف"

راحت الفتاة تقاومه وتضربه لكنه كان شديد الإحكام عليها فلجأت إلى عضه بيده وشعرت بإنها تحررت منه لولا حركته المتقنة بسحبها من جديد وبقوة مرر السكين على رقبتها وجرحها لتصدر منها أنة ويأتيه صوت تبعه طلقة في ساقه

"دعها وشأنها جيف"صرخ ثيو الذي جاء بسرعة أسطورية لينقذها وأستطرد يقول لاهثاً

"إنتهى أمرك ..دعها وأستسلم "

"كلااا.."صرخ مشدداً قبضته على غريس

"لامفر لديك..تقريباً الشرطة وصلت ..لاخيار أمامك أنصحك بتسليم نفسك"

غريس ليست بفتاة تستسلم للموت بسهولة وليس بهذه الشاكلة التي تحلم بها..بكعب حذائها الذي ينفع للمهمات الصعبة أنبتته في قدمه السليمة و تحررت منه ليسحبها مجدداً ويتلقى طلقة أخرى في كتفه أرجعته خطوات للخلف لتسقط سكينه..إنه قريب جداً من الحافة ..آيل للسقوط في أي لحظة

"ثيووو..أيها الوغد..أنت شيطان مثلي.."

"شهادة أعتز بها..ولأصححها..شيطان صالح"

"قضيت علي الآن ولكن سيظهر شيطان آخر أقوى مني ..بل شياطين ستملأ الأرض ..عندها أتمنى لو أعيش لأراك تتحطم

"وابتسم ابتسامة غامضة يثت رعباً لا إراديا في قلب المحقق.

"ستعيش وستراني أقضي عليهم الواحد تلو الآخر سأتأكد من هذا "

أفلتت غريس منه وأهتز ليتراجع للخلف أكثر لكنه لن يستسلم هو الآخر ..أقله لن يموت وحده .. أمسك بطرف سترتها وسحبها إليه ليسقطا معا

ً

"كلااااااااااا...غريس.. "

"غريس"صرخ ديلان الذي جاء متأخراً وهرع مع ثيو للحافة ليراها متشبثة بقوة ..أرتخت أصابعها وأوشكت على السقوط فأمسكاها كلاهما وتم إنقاذها في لقطة درامية رأتها في إحدى المسلسلات وهتفت

"هذه أجمل لحظات عمري ..لن أنساها ماحييت"

رمقاها بأعين غير مصدقة هذيانها وتصرفاتها..

"كنتي ستموتين للتو ..أيتها الحمقاء ..هل هذا وقت الاستهبال "صرخ ديلان بها مستاءً من تصرفها فأجابت

"لكنكما أنقذتماني وأنا حية بفضلكما ..شكراً ..شكراً لكما "

وجثت على الأرض تنشج كالطفلة ..فرحاً لإنتهاء القضية التي سلبتهم راحتهم ..ممتنة لكونها حية ..وحزناً على أختها التي ماتت قبل رؤية غريس فتاة ناضجة تأخذ الحياة بشكل جدي..ومؤكد إنها تراها الآن في عالمها الآخر سعيدة إن موتها فتح لأختها باباً لم تتجرأ على فتحه هي.

وهكذا إنتهت قصة الشيطان بهزيمة الخير الشر وتسجيلها قضية مغلقة للابد.

منح ثيو الحصانة وأزيلت عنه كل التهم الموجهة إليه. وبعد ثلاثة أسابيع ..أتم إجراءات سفره لانكلترا لغرض علاج غارث على يد طبيب ماهر عرفه عليه كليرك وأشاد به وأستعد لعلاج أخيه.

"أنا مستاء منك ديلان "

قال لديلان وهو يدخل حقائب السفر في السيارة

"لماذا!!"

"لأنك لم تخبرني عن مشاعرك تجاه غريس..ماذا أخشيت أن أسرقها منك "

"هاا..كلا...لي..ليس هذا"تلعثم محرجا

ً

"لاتقلق..كلها لك..غريس فتاة جيدة ومميزة لكني لاأحبها كما تحبها أنت ..مشاعري تجاهها عادية ..أعتبرها صديقة وأخت صغرى لم إحظى بها..وتذكر هذا أنا لا وقت لدي للحب"

"لن أراها من بعد الان ..قالت بإنها ستعتكف للدراسة ثم إنها لاتحبني"قال يائسا

ً

"لم أرك مستاءً بهذا الشكل..ياصديقي أنا لم أصدق إنك كسرت حزنك على حبيبتك وقسمك لها وأحببت غريس ..تمسك بها ..كن رجلاً ستحبك إن عاملتها جيداً...أنت ردئ في معاملة النساء"قالها بصراحة أزعجت ديلان وضربه على كتفه ويدخل سيارته ويسبقهم للمطار.

"من أنت !!"سألت غريس بغباء

"مابك..هل أنتِ مريضة ..إنه أنا ثيو "

تفحصته بإمعان ..لا لحية ..لاشوارب ..تسريحة شبابية مختلفة ..طراز عصري براق ..نظراتها إليه أخجلته وتنحنح

"هل أنا وسيم لهذه الدرجة..وااا..أنتي تزيدين غروري يافتاة..هيا كفي عن المبالغة "

شكرته على مافعله لها وذرفت الدموع لإنه سيغادر ..

"غريس ..منذ البداية كنت أعرف إنك تخططين لإيقاعي بحبك ..رغبت بإخبارك "

وضحك لتشتعل خجلاً وتطرق رأسها للأرض ثم رفعته وأعترفت

"كنت أحمل مشاعر الإعجاب تجاهك فقط "

"والان؟"

"لاشئ آخر..لاوقت لدي للحب "

قالت جملته مصادفة وضحك مجدداً

"إنتما صديقان عزيزان ..لن أفرط بكما ..لقد ساعدتماني على رؤية الحياة جيداً"

"وأنتِ أيضاً ..ساهمتي في القضية ..لولاكِ ماكنا لنقبض عليه"

"كاذب..ستقبض عليه بدوني..إنتبه لنفسك غارث"

حولت كلامها لغارث السارح في خياله الخاص وسدد إليها إبتسامة إمتنان ورضا وأختفى مع أخيه ينشد حياة جديدة متذكراً قول غريس له في المستشفى

"لاتشغل نفسك بالبحث عن ماضيك..عش كما لو أنك ولدت من جديد ".

إفترق كلا من غريس وديلان لوجهتهما التالية في الحياة ..نحو أحلاهما الجديدة.

أوقف أحدهم شاشة التلفاز على صورة ثيو التي إستعرضت إحدى القنوات الاخبارية مقابلة خاصة معه بشأن القضية ..وأفرج عن أسنانه الصفراء المقززة يقول مهدداً

"أيها المحقق ..لاتفرح كثيراً بنصرك..ستكون نهايتك على يدي لامحالة".



تمت بحمدالله
كونوا كغريس لاتتخلوا عن أحلامكم مهما كانت بسيطة
وكونوا كثيو يدافع عن الخير دائماً ..وتذكروا مهما إمتلئت الارض بالاشرار فالخير دائما ينتصر .
اخيرا اتمنى ان الرواية نالت ع اعجابكم وكذا النهاية وشكرا لكل من شجعني ..المفاجأة ستكون بعمل جزء ثاني للرواية ..كونوا ع استعداد .

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro