Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الشيطان2بارت8


أستغفر الله وأتوب إليه      

مختبر مكتب التحقيق الجنائي

"بمساعدة طاقم مكافحة المخدرات إستجوبنا عدداً من تجار المخدرات في سجن الولاية وبدورهم أرشدونا إلى عملاءهم ورفاقهم من المروجين ولسوء الحظ جهودنا ضاعت هباءً منثوراً،فلا أحد منهم يعرف  الضحايا وأجلنا إستجواب البقية ليوم غد ولكننا .."
أشارت العميلة مورين لزميلها كليرك بأن يقول المهم

"لكننا حصلنا على معلومة من عميل يحقق في نفس القضية تفيد بأن خمس جثث تعود لمراهقين تحت سن الثامنة عشر تم إعدامهم ضرباً في الرصاص مباشرة في القلب وتم العثور عليهم في ساحة خرداوات "

قاا لوثر مدلياً برأيه"هذه إشارة واضحة على أننا نتعامل مع عدة قتلة "
رأي يتعارض مع أفكار ثيو فهو لايزال ملتزماً ومقتنعاً بنظريته حول شخص القاتل وكل مايحتاجه دلائل قاطعة تؤكد شكوكه وتنهي نزاع الآراء هذا.

"ماذا عن هواتفهم أكانت معهم حين قتلوا؟"سأل ماخطر على باله ليجيب كليرك"لا أعلم هل تريدني ان اتصل به وأسأله؟"
"نعم لو إستطعت"
إتصل كليرك بزميله وحصل على الإجابة لسؤال ثيو ثم أعلن عنها
"جميع هواتفهم كانت معهم "
غريب!!هل يمكن أن يكونوا عدة قتلة؟!إن كانوا كذلك فهذا يدحض شكوكه التي تأتي في محلها دائماً.إنتزع جسده من على الكرسي بتثاقل وأخذ يسير ويتكلم في آن واحد

"القتل مبني على فكرة واحدة وهي إبادة المراهقين من على الوجود مما يعني إن القاتل أما مراهق تمت الإساءة إليه من قبل أقرانه وأخذ على عاتقه مهمة الإنتقام لنفسه أو رجل بالغ خاض مراهقة تعيسة خرجت تبعاتها الآن وينوي التنفيس عن غضبه بقتلهم جميعاً أو الإحتمال الأخير بأننا نتعامل مع عدة قتلة مهووسين بقتل هذه الفئة"

"وإن عولنا على إفتراضنا الأخير فمهمتنا ستكون معقدة جداً"ً
علقت مورين ليسود الصمت بعد ذلك.
خلال نقاشاتهم كان ديلان والطبيب يتصلان بإستمرار في وقت غير مناسب على الإطلاق ولكي يمنع ثيو أي مشتتات تعرقل صفو تفكيره،حول جميع المكالمات والرسائل على البريد الصوتي للإطلاع عليها في وقت آخر.بيد إن رنين هاتف كليرك أبى إلا أن يتطفل و يشتت أفكارهم وقد كان الطبيب مورفي الذي أخذ يتذمر بشأن إهمال ثيو لإتصالاته العاجلة وطلب منه التعجيل بمكالمته.تكلم معه ثيو وأعتذر إليه ليأخذ المهم منه..فصيلة الضحية جيس +B!.صارت الصورة كاملة في ذهنه الآن بأن كلا من أودين وجيس ضرب أحدهما الآخر وهذا يفسر وجود الدم على قبضة أودين!.إذاً هل فعلها أودين وقتل الفتى وإن فعلها من قتله هو الآخر؟!سؤال محير وقضية معقدة تقتضي سبر أغوارها للوصول إلى النتيجة القاضية.إستأنف النقاش بقوله

"لدينا ثلاث مشتبه به،الأول يدعى أودين وهو أبن رئيس عصابة أخطر تجار الأسلحة،والآخران عضوان في نادي التنس ربما تربطهما بأودين صلة.."

"عذراً للمقاطعة لكن من يكون أودين بالتحديد..أعني ماصلته بضحيتنا جيس؟"

سألت العميلة مورين ليسرد لها ولزميلها إفادة الطالبين السابقة،وأختتمت الحكاية بتوجيه أوامره لهما

"إبحثا عما إذا كان أحد المروجين أو المتعاطين على معرفة بأودين وخذوا أقواله مهما كانت..وأنا والمحقق لوثر سنبحث في أمر اللاعبَين "

"إذاً قضيتنا سترتكز على شخص واحد مشتبه به وهو المدعو أودين ..أتمنى أن ينتهي عملنا به "علق كليرك متأملاً.
"كلا ياصديقي لن ننتهي منه صدقني"خاطب نفسه شاعراً بالذنب على خداعهم جميعاً لكنه مضطر وإلا ستنتهي حياة أحباءه.في طريقه للخروج تذكر الأتصالات المزعجة.أخرج هاتفه وفتح البريد الصوتي وأستمع لرسالة عاجلة تلقاها من ديلان"أنا موجود في مركز الشرطة تعال فوراً،وأيضاً ربحت التحدي "
إستغرق الوقت ثانية واحدة لتنشط عملياته العقلية وتستحضر مقصد صديقه من قول الكلمة الأخيرة؛ فمجريات القضية عملت كحصن منيع لكل مامن شأنه إختراق جدرانها وإثارة البلبلة في ذهن المحقق.مغموراً بالبهجة والفخر بصديقه،أخذ تكسي وأنطلق لمركز الشرطة.

"أنا رجل سئ أستحق الموت..لا أفهم ..ك..كيف لشخص سئ مثلي أن يعيش"
طيلة الوقت كان غارث مرابطاً فوق سطح المستشفى ينوي الإنتحار؛فقد إستمع لحوار الثلاثة بخصوصه عندما لمح غريس من نافذة غرفته الشفافة.سحب نفسه من فراشه وجلس على كرسيه المتحرك وتوجه مبتهجاً لرؤيتها إلا أن صوتاً رجولياً تسلل إلى أذنيه فأرهف سمعه حين أدرك أنه محور الحديث ليتخذ قراراً فورياً بقتل نفسه.ولحسن حظه تمركزت فكرة غريبة في ذهن طبيبه بإحتمالية وجوده فوق سطح المستشفى لغرض سئ في نفسه فأتجه فوراً برفقة رجلي أمن إلى السطح ومنعوه من محاولة الإنتحار تماماً كما تنبأ طبيبه.ثم إتصل بصديقته التي كانت تبحث عنه بجنون وأخبرها عن محاولته لتأتي مسرعة إليه.طلبت من الطبيب الرحيل وتركه لها فهو سيستمع إليها لا لأحد سواها.

"لأنك شخص محظوظ غارث بأن وهبت حياة جديدة. عليك أن تكون ممتناً لهذه الهبة العظيمة "

قالت بعد إن جثت أمامه ثم أردفت بعدها

"إسمع لكل منا جانبه المظلم.جانب إما يسيطر عليك ويسلبك إنسانيتك أو تسيطر عليه وتحتفظ بها،وهي عملية صعبة جداً أقرب أن تكون إلى حرب نفسية مع ذاتك،فيما يخص حالتك فأنت محظوظ حقاً "

"وكيف أكون محظوظ وأنا على هذا الحال؟"

"قد يكون كلامي من المسلسلات لأنني لست بقارئة جيدة وآمل حقاً أن تجدي نفعاً هذه المرة.تمعن في حالتك قليلاً.لقد وهبت فرصة العيش لسبب واحد وهو أن تصحح أخطاءك الماضية..أن تترك كل الأمتعة البالية الأخرى خلفك وتمضي قدماً...المحن تجعلك اقوى تجعلك مصدر الهام للآخرين ..عندما ينظرون إليك سيصفقون لك لأنك تجاوزت مصيبتك وصرت أقوى وحققت كل الخير الذي عجزت عن تحقيقه في حياتك السابقة..كثير من الناس يتمنى فرصة ثانية للتغيير لأنهم أدركوا خطأهم مؤخراً الإنسان لا يدرك مالديه من نعمة حتى يفقدها وإني لأسمي مالديك بنعمة عظيمة تستحق الشكر والإمتنان.أفضل علاج هو أن تعقد الصلح مع نفسك وتوجه طاقاتك نحو هدف أسمى ..أن تغير نفسك للأفضل"

توقفت قليلاً لتلاحظ مدى تأثيرها عليه وقد كان ينظر إليها بإفتتان وبشئ من الإحراج والتساؤل عن إصرارها العجيب بإنتشاله مما هو فيه.ليس لأن أخاه أوزع إليها بمهمة رعايته بل شئ آخر قرأه في عينيها،ولم يمنع نفسه من سؤالها

"لمَ أنتِ مهتمة بي كثيراً؟لقد خذلتك..خذلت إيمانك بي ..خذلت كلماتكِ السابقات وأعرضت عنها"

"لأني كنت أملك جانباً سيئاً أيضاً ولأنك .."

ترددت تحاول جاهدة كبح لسانها المستعجل في بوح ماعجز عن قوله لسنوات طوال.عن سر عميق كان يركل قلبها بإستمرار يحاول النفاذ إلى مضيف آخر ساخطاً وضع مضيفته العنيدة.
"لأنك تذكرني بشقيقي"تمتمت ثم واصلت بحرص
"أنا لم أتحدث عن هذا لأي شخص ولكونك محظوظ بوجودي فقد أتت في وقتها "
قالت بشئ من التباهي متبوعة بإبتسامة صادقة ثم واصلت بجدية

"كنت في العاشرة وكان يكبرني بسنة.كان مصاباً بشلل الأطفال تماماً في ساقيه ويستخدم كرسياً متحركاً كخاصتك.خمن الاطباء موته في سن مبكر كونه هش جداً ولا يتحمل التأثيرات الخارجية.كنت أكرهه كثيراً لأنه أستحوذ على رعاية أمي وإهتمامها بالكامل وجعلها تنبذني.إنه سبب تكوين الفجوة الكبيرة بيني وبينها حتى الآن.."

إستنشقت هواءً عميقاً لتكمل بنبرة ندم

"إقترفت إثماً لا يغتفر نحوه.."
بقلب مغمور بالحقد والغيرة،إقتربت الصغيرة غريس ذات العشر سنوات من شقيقها ودفعته بكرسيه المتحرك تجاه الحائط مما أدى إلى سقوطه وكونه ضعيف جداً فقد وعيه.ومافعلتها الشنيعة إلا نتاجاً لما شهدته من معاملة والدتها اللطيفة تجاهه متجاهلة إبنتها الصغيرة.ذكريات طفت على السطح مسببة لها ألماً فضيعاً كتمته عنه حتى لا تبدو ضعيفة أمامه

"ضربتني أمي ضرباً مبرحاً آنذاك وعاقبتني بحبسي في غرفتي ومنعت عني ألعابي وكل شئ أحببته..أستحققت أكثر من هذا.."

"أهناك أسوء من أن يتم ضربك ومنع عنك حاجاتك؟"
سأل لتجيب
"نعم..السجن..لأن فعلتي أدت إلى موته..دخل في غيبوبة لأسبوع كامل وتوفي بعده..قتلت أخي يا غارث قتلته بناءً على الغيرة والحقد "

"لقد كنتِ طفلة ولا تفقهين نتائج أفعالك"

"كنت طفلة ولكن العاتق الأكبر يقع على أمي..لو أنها كانت عادلة بيني وبينه لما حصل ما حصل..أضع كل اللوم عليها..ظننت بعد موته أنها ستعاملني جيداً لكن عبثاً إزدادت كراهية تجاهي ليزداد حقدي عليه أكثر..لذا عاقرت المسلسلات ..صرت مهووسة بها..كانت ملجأي الوحيد لأنسى معاناتي وآلامي وكم حاولت أختي مواساتي ولكن لم تفلح.كانت الوحيدة من إهتمت بي..أما والدي فقد كان مشغولاً بعمله ولانراه إلا ساعة في اليوم..موتها سبب لي نكسة وكان بمثابة عقاب لي..مثلما أخذت محبوب أمي منها..أُخذت محبوبتي مني..وبنفس الوقت كانت البداية لأن أعقد صلحاً مع نفسي بأن أتغير..وأن أكفر عن أفعالي..أشركته في الآونة الأخيرة في دعواتي وطلبت منه الصفح..وسأفعل الخير دائماً ..أنت ملهمي يا غارث .. بسببك وصلت إلى هذه المرحلة التي لم أكن أتخيلها..مرحلة سأعالج فيها كل المرضى سواءً شلل أطفال أو غيره.. لذا أرجوك..أرجوك لا تخذلني مجدداً وألهمني أكثر"

أمضى في حظنها ساعة كاملة ينوح على قصتها وعلى نفسه أخذاً على نفسه عهداً مؤكداً أبدياً بأن لا يخذلها مجدداً.

مركز الشرطة

إلتقى بديلان وتخاطبا بلغة العيون التي لا يفهمها أحد سواهما.ربت على كتفه مطمأناً إياه بأن كل شئ إنتهى وأن الخطر قد زال حسب إعتقاده ولكن لا أحد  يعرف مايخبئه المستقبل من مفاجآت صادمة!.

دخل لغرفة الإستجواب بقلب متلهف لرؤية من أنهك حرمة منزله مرات عديدة وعاث فيه خراباً..لرؤية من تجسر على تهديده والعبث معه كالأطفال..هاهو للمرة الثانية يلتقي به وجهاً لوجه بعد إن فشل في رؤية وجهه تلك الليلة المشؤومة.جالس على كرسيه بخيلاء..وبتلك الحركة المألوفة أحنى ظهره ووضع كلتا يديه المكبلتين على سطح الطاولة ورمق ثيو بعينيه الغائرتين البراقتين كاشفاً عن أسنانه الصفراء المقرفة بإبتسامة لاتقل قرفاً عنها كأنه يقول أنا المنتصر.جلس أمامه و طالعه بعينين ثاقبتين نافضاً عن نفسه كل غبار الخوف والتوتر وأبتدره قائلاً بلهجته الباردة المعتادة بلا مقدمات

"لماذا تريد قتلي؟هل أسأت إليك في شئ؟"

صمت أعلن عن نوع الرجل وسأل ثيو مجدداً

"هل دفع لك أحدهم لقتلي؟"
إبتسامة جانبية شقت شفتيه الصارمتين فهم منها ثيو أنه على صواب في إفتراضه الأخير

"من هو ؟"

مط شفتيه وهز كتفيه العريضين كناية على جهله فيما يود المحقق معرفته

"أنت تختبر صبري صحيح ؟"
ذات الإبتسامة البشعة زينت ثغره،أدرك منها ثيو أن خصمه ماكر ضليع بلغة الجسد.كبح إنفعالاته وعمد إلى سياسة تتيح له أمتصاص أفكار خصمه.تفرس في وجهه وأنبرى يقول

"لاتحاول خداعي لأنني أقرأ ماتفكر به..أنت تفكر في إثارتي واللعب بأعصابي كي أستعمل قوتي ضدك وأجبرك على الأعتراف..للأسف لن أفعلها معك أتدري لماذا؟لأنني لن أنزل لمستواك الردئ ولأنني أسمى وأذكى منك..ماقولك الآن؟"

تحولت نظرات الرجل العبثية إلى الحذر والحرص مما سيتفوه به فمن يلعب معه أمكر منه ولاذ بالصمت.تساءل ثيو في سره ما إن كان أخرساً نظراً لردود أفعاله الشاذة ثم طفت في عقله فكرة ستختم هذا الإستجواب الممل

"سأمنحك فرصة واحدة وإلا أقسم بأنك لن تشم هواء الحرية مطلقاً..إن لم تخبرني من الذي دفعك لقتلي فسأقاضيك بتهمة الإعتداء والقتل..سأجعلهم يجردونك من كل شئ..أتفهم إنها فرصتك الأخيرة"

كله ثقة بإن تهديداته ستنفع مع الرجل كالعادة مع أي إنسان آخر إلا إنه فوجئ بإستثنائية هذا الرجل ومدى صلابته وعناده ووفاءه لمن كلفه بمهمته!.

"حسناً أنت الخاسر "
قال فيما ينهض من كرسيه وتوجه صوب الباب ليستوقف فور سماع هذه الجملة المستفزة الغامضة

"ليلة سعيدة في العراء"
ومن غير أن يكلف نفسه عناء الإستفسار،غادر ملجوماً باليأس والإحباط.تلقاه ديلان فور خروجه ثائراً

"هل إعترف بجرائمه هذا الحقير؟"

"كلا ولا بكلمة"

"سأدخل إليه وأهشم جمجمته"

كاد أن يدخل لولا إصرار ثيو الذي سحبه خارج المركز.

"دعني أفعلها يا ثيو ..هذا الوغد حرق المنزل..لمَ تتصرف ببرود ناحيته؟!"

مصعوقاً،فغر فاهه وأشتعل جسده ناراً ..توضحت له جملة الرجل"ليلة سعيدة في العراء"وتقهقرت قواه ليتنفس بعمق ويقول

"لن ننحدر لمستواهم ..لست ولن أكون متوحشاً"

أراد ديلان أن يقول شيئاً لكن كان صديقه قد إستوى جالساً في المقعد الخلفي لسيارته

"دعنا نقم بجولة "
قد يكون الأمر سخيفاً القيام بجولة في ضل هذا الوضع العصيب وفي ساعة متأخرة من الليل لكن لن يشكل هذا عائقاً في طريق ثيو طالما تنفع في التنفيس عن غضبه!.يمكن القول بأنها تقنية جيدة تكبح رغباته الجامحة في إيذاء نفسه والآخرين.ترك ديلان نوافذ السيارة مفتوحة آذناً لنسمات الليل البارد بصفع أجسادهم المتحصنة بملابس خفيفة لاتقيهم ثورة الهواء البارد.إسترخى في جلسته وأغلق عيناه المسكينتان اللتان لم تنعما بنوم هنئ وراح يتجول في عوالمه الخاصة.إنه يعي تماماً مايمر به..يعي بأن الخطر يحوم حول الإنسان على مدار يومه منتهزاً فرصته للإنقضاض عليه ..يعي بأنه وضع تحت إختبار شديد القسوة..فقط لإختبار روحه كأن الدنيا تسعى لتدميره.قد ينظر إليها غيره كعملاق ضاري وهم أقزام لا قدرة لهم على تحديه يقدمون له أرواحهم على طبق من ذهب لكن ما إن يظهروا قدراتهم المدفونة المتناسية ويواجهوه بثقة وإيمان سيتقزم ويتقزم إلى أن يتلاشى إلى الأبد.لا يوجد أفضل من أن يتغلب الإنسان على مصاعب الدنيا وأهوالها بروح صنديدة وثيو خلق بروح كهذه لا ولن تسمح للمصاعب ولا لأي كان من تهميشها..إنها المصاعب من تخلق أشخاصاً مثاليين وماأندرهم في زمننا وثيو يسعى للمثالية التي يحتذى بها.

اليوم التالي
في المدرسة

تحررت الفراشة من شرنقتها بروح جديدة وخرجت لمواجهة أكبر مخاوفها من شكل دوراً هاماً في هذا التجديد-كارلوس الساحق-.كان الطلاب كالعادة منشغلين باللعب والغناء ولم يلحظوا قدوم معلمتهم ذات الروح الجديدة.وقفت أمام المنصة بثبات وضربت سطحها بالكتاب بقوة أثارت ذعرهم وإضطرابهم..ضربة إنتشلتهم من خيالاتهم الفاسدة وأجلستهم في مقاعدهم مذهولين من هذه الحركة الصادرة عن معلمتهم الوديعة الضعيفة ذات الصوت الرفيع المضحك.تركت الكتاب وبلا أدنى خوف أو توتر مما سيقبلون عليه تمشت في أرجاء الصف بأريحية وهي تعدد قوانينها الجديدة الصارمة عقاباً لهم لسوء معاملتهم معها.إختبار يومي وأبحاث،وكل من لا يلتزم بها مصيره الطرد النهائي مع رسوب في المادة.ثاروا جميعاً في وجهها وأعتبروها ظلماً بحقهم ولكن لم يكن هذا ليثنيها عن عزمها فباشرت في تسجيل أسماءهم لترفعها للمدير بحجة أنهم لا ينوون الدراسة والقيام بواجباتهم اليومية.صممت منذ اليوم أن ترفع من مستواهم الردئ وتنهض بهم إلى الأفضل ولن تبالي بما سيحصل لها.نصائح مجربة تلقتها من زميلتها من الكادر التعليمي آملة أن تؤتي أُكلها.إنتهت الحصة وغادروا الصف ليتبقى كارلوس الذي توجه صوب الآنسة سكارليت التي كانت تجمع كتبها وقال بدناءة

"واو صارت الفأرة قطة شجاعة و أكثر إثارة ..ستكون الأمور أروع من ذي قبل تجهزي ..أختي"

"إحذر من أنيابي إذاً ولا تناديني بأختي..إنه لأمر محرج أن أحظى بأخ مثلك"
دخل موريس في هذه الأثناء وأعلن عن وجوده بأن هتف بإسمها.تقدم إليهما محدجاً كارلوس بنظرات تهديد ووعيد و وقف أمام الآنسة فارداً ذراعيه متأهباً لحمايتها.هزأ كارلوس من حركته وعلق

"تبدوان كعصفوري حب..معلمة وطالب..يالها من قصة إستثنائية"

غادر مخلفاً توتراً وإحراجاً بين الإثنين المتسمرين في مكانهما.مبتدراً،سأل بشئ من الخجل

"هل أنتِ بخير ؟"
"نعم شكراً لك "أجابت وهي تعدل نظارتها ثم تذكرت شيئاً وهمت تقول

"تعازي الحارة موريس..سمعت الخبر من المدير..هل تود التكلم عنه؟"

أومأ لها إيجاباً وجلسا على كرسي أحد الطلاب في الصف الأمامي وباح بما يخالجه من مشاعر تجاه أخيه بنبرة حزن واضحة

"كان يهوى موسيقى الروك كثيراً منذ صغره..أذكر عندما حصل على هدية عيد ميلاده الثامن من أبي.."

تنهد باسماً وواصل

"لا يمكنك أن تتخيلي مقدار البهجة التي شعر بها..ظل يعزف أغانيه المفضلة بصخب مزعج ليوم كامل.. تصوري يوم كامل بلا راحة ..بلا طعام أو شراب..أبرز فيه موهبته الأسطورية،وبعد منتصف الليل أيقظنا جميعاً ليعلن عن قراره..خشينا من حدوث شئ ما له ثم فاجئنا بقوله إنه قرر أن يصير عازف روك محترف ووجه كلامه لأبي بالذات..كأنه يقول هذا حلمي ولن تعيقني عن تحقيقه.."

"وبماذا أجابه والدك؟"قاطعته لتسأل بفضول وأجاب

"أيده في قراره ووعده أن يدعمه في كل شئ..أبي متحرر جداً بعد كل شئ..في عمر الثانية عشر أسس له فرقة مدرسية وأخذوا يعزفون في حفلات المدارس وأعياد الميلاد وذاع صيتهم في الأنحاء لكنني أكره هذا النوع من الموسيقى..إنها مزعجة وصاخبة ودائماً ما اتشاجر معه حين يعزف مع فرقته في الفناء الخلفي لمنزلنا..
قبل مقتله أعلن لنا بإن شركة للتسجيلات طلبت منهم توقيع عقد معها..سر كثيراً فأخيراً حلمه سيتحقق وستباع ألبوماته في الأسواق ويدخل التاريخ كأصغر عازف روك لكنه قتل قبل أن يسمع أسمه على لسان الصغار والكبار..لا.."

مسح دمعة كادت أن تسقط ولاذ بالصمت..لم يعد قادراً على قول المزيد..مجرد التفكير فيه ينهك قواه ثم قال بنبرة باكية

"لماذا..مالذي فعله ليتلقى مثل هذا المصير..ليسلب حلمه منه..لماذا "

سؤال لاتنفك الالسنة تكرره بحرقة ولا إجابة صريحة تشفي الأوجاع.بعد فترة صمت يحمل الكثير من المشاعر الحزينة قالت
"حقق حلمه..قم ببيع تسجيلاته سيكون هذا رائعاً..سيفرح كثيراً في حياته الأخرى"
فكرى هنيهة ثم أيدها قائلاً"إنها لفكرة رائعة..سأبذل جهدي لتحقيق مالم يستطع تحقيقه..نعم..سأفعل هذا"

في صالة البلياردوا
الساعة الحادية عشرة مساءً

أثار دخول المحققين الصالة فزعاً كبيراً في نفوس اللاعبين الشباب؛فبزاتهما السوداء والهالة المهيبة التي تحيطهما علامة كبرى على إنهما ذوا شأن كبير وليس بالضرورة أن يكونا عميلين فيدراليين قد يكونا مجرمين متأنقين مثلاً!.لإخماد التوتر الحاصل أعلنا عن شارتيهما وأعربا عن رغبتهما في الإستماع إلى شهادة تخص الضحية المدعو أودين،فقد تزودا سابقاً بالصور الشخصية للمعنيين بالإستجواب، ولكي لايثيرا شكوكاً حول الطالبين تصنعا الجهل إيفاءً بوعدهما لهما رغم إعتراض لوثر وإعتبارها مضيعة للوقت.وبالفعل أضاعا وقتاً ثميناً في إستجواب الموجودين اللذين وصفوا الضحية بأنه لاعب محترف خطير وخلاف هذا لاشئ يذكر!.أخيراً بعد عناء ولفتة متعمدة من قبلهما تقدما صوب هدفيهما المنهمكان في اللعب بلا إكتراث لما يجري وقد كانا محطتهما الأخيرة

"لدينا بضعة أسئلة لكما هلا تركتما اللعب قليلاً رجاءً"طلب ثيو بتهذيب ليستديرا نحوه متجهمي الوجه.كان أحدهما يفوق المحققين طولاً وضخامة بوجه صارم قاسي،حاسر الرأس في بداية عشرينياته،والآخر لا يقل عن صديقه في ضخامته وطوله فبدا المحققين أمامهما كمراهقين بريئين.
أخذا يقلب ناظريهما بالتناوب حول 

"أودين..هل يذكركما هذا الأسم بشخص؟"سأل لوثر

"لا أعرف أحداً يحمل هذا الأسم"قال الأول ليوجه لوثر سؤاله السابق للآخر الذي أظهر تردداً واضحاً ينبأ عن شئ ما وتلعثم قائلاً

"لا..لا فكرة لدي "تلعثم وأشاح بوجهه ناحية اليمين.
"إسمعا إياكما والكذب علينا لأننا نميزه بسرعة لأوضح أكثر نحن نقرأ ردود أفعالكما الجسدية أتفهمان ما أعنيه؟"تدخل ثيو بعد تركيزه العميق على  حركاتهما المريبة.أخفض أحدهم رأسه ولاذ بالصمت والآخر أخذ يفرك يديه ببعضهما

"كهذه الحركة مثلاً تخبرنا عن توترك وأنك تخفي شيئاً ما"

"أنت تحاول النيل منا يارجل أليس كذلك؟"

"ماذا برأيك؟دعونا نبدء مجدداً هل تعرفان شخص يحمل إسم أودين؟"

"ماذا ستفعلان بنا إن أخبرناكما هل ستزجان بنا في السجن؟"

"لا نكترث بماتتعاطيانه وتروجان إليه ..مايهمنا كمية المعلومات التي تخزنانها داخل رأسيكما اللعين ..تكلما الآن"

هدر لوثر ليستجيب أحدهما

"على مهلك يارجل سنتكلم..نعم نحن نعرفه ..لقد كان يتردد على الصالة للعب وجني بعض المال "

"جني المال؟!..كيف؟"سأل ثيو

"نعم رهان ومخدرات هكذا يعيش الفتى ناهيك عن كونه إبن تاجر أسلحة "

قال الاخر"غلبنا مرة في اللعبة ودعانا لمشروب تعويضاً عن الخسارة في حانة يملكها والده وأخبرنا بأنه سيقوم بتجارته الخاصة بترويج الممنوعات "

"من أين يأتي بها؟"سأل لوثر

"من مصدري سري رفض إطلاعنا عليه...أخذ يغرينا بالعمل معه قائلاً بأننا سنصير أغنياء وجرينا خلفه "

"ولم تعرفا شيئاً عن المصدر السري للتمويل؟"سأل ثيو

"للأسف لا..تحتم علينا العمل بشفاه مخيطة..كل مايهمنا المال يارجل ولا نكترث لأي مصدر سري"

"أرشدانا إليه "سأل لوثر

"لا يمكن"إنتقل الكلام إلى الآخر ليسأله لوثر

"لماذا؟"

"لأنه قُتل"

"قُتل!! هذا سئ..سئ جداً"إعترض محتداً

"هل إلتقى بشخص ما قبل موته؟"سأل ثيو

"نعم فتى يدعى جيس..حسب ماأذكر جيس ساندرز أوشئ مثل هذا القبيل كان يشتري منه الهيروين "

"هل كانا مقربين ؟"سأل لوثر

"لا كانا مجرد بائع وزبون..قبل موته هدد جيس بقتله إن لم يحصل على ماله ثم سمعنا في اليوم التالي خبر مقتله"

"هل يملك صديقة مقربة؟..أقصد أودين"سأل لوثر
"نعم ..تدعى سولا "

كبح ثيو غبطته بشأن معرفتهما للفتاة فقد وفرا عليه عناء البحث عنها..الأمور تجري بسلاسلة الآن لصالحه لكن لا أحد يعلم متى ستنقلب الطاولة عليه!.بات جلياً عن طريق فصيلة الدم وإعترافات هذين الشابين بأن الضحيتين تواجها مع بعضهما وأدى إلى موت أحدهم لكن من قتل الآخر؟هذا اللغز المحير سلب تفكير ثيو وأرهقه ولابد أن يعثر على أثر أخير.دون لوثرعنوان المطعم الذي تعمل به كطاهية وقصداه راجين خيراً منها.كان المكان يعج بجماهير مهووسة يقفون في طابور كبير منتظرين على مضض دورهم التاريخي في لقاء أسطورة البوب الشهير والحصول على توقيعه السحري.أخذ لوثر يشتم ساخطاً على الوضع ويتمتم ..لماذا هذا اليوم من بين جميع الأيام؟!.إن الرجل حساس جداً تجاه الوقت وكل دقيقة يمضيانها في العبث تلهبه وتثير جنونه وشتان بينه وبين زميله الهادئ الذي يتعاطى مع الأمور بتؤدة وثبات.شقا طريقهما مستعينين بشارتيهما كالعادة،وبالكاد تمكنا من رؤية المدير الذي كان مشغولاً بإعداد التجهيزات اللازمة للأسطورة.تطلب منهما الامر وقتاً طويلاً لشرح وجودهما ورغبتهما الملحة بإستجواب الطاهية عن جريمة قتل حدثت في الجوار.بالتركيز على كلمة جريمة،روح العدالة نفذت إلى صدره ودلهما عليها.إنتحى الثلاثة ركناً هادئاً في مخزن المطبخ وتبادلا معها نظرات نهمة لما ستكشفه لهما.كانت الفتاة ترتدي مئزراً أبيضاً يحمل علامة المطعم،ذات قوام رشيق جذاب،وعينان واسعتان مغريتان مثيرتان ذات لون أخضر غامق.

"مالذي تودان سماعه يا وسيمين؟"

سألت بإسلوب وبنبرة مبتذلة إغرائية صورتها كعاهرة صغيرة أكثر مما هي عليه كطاهية في مطعم مرموق لينطق ثيو متجاهلاً إغراءاتها بإسم الحبيب ليغتم وجهها ويتكأب وتقول

"كان حبيبي..لقد إنفصلت عنه قبيل مقتله..لقد كان فتى طائشاً..على أية حال لم تكن علاقتنا لتنجح"

"لسنا هنا لنسمع عن علاقتك المنحرفة بل لنأخذ مالديكِ من معلومات مهمة عنه "

صرح لوثر بإنفعال واضح ليسدد إليه ثيو نظرات مستهجنة طريقته في الكلام فقد ذاق ذرعاً به وبتصرفاته اللامبالية فهذه هي عادته يلقي كلماته جزافاً بلا إحساس.كتم ثيو غيضه لأجل آخر ووضح للفتاة مقصد زميله

"إن كان بإمكانكِ تزويدنا بأية معلومات تخصه..سواءً على الصعيد الشخصي أو الإجتماعي..أو إذا كنتي تعرفين هوية قاتله سنكون ممتنين لكِ"

"لافكرة لدي عمن يكون قاتله فأعداءه ووالده كثيرون لذا لا أستبعد أن يكون واحداً منهم"

أجابت بصدق ليسأل لوثر مقاطعاً ماأوشك زميله على قوله لأنه واثق من إن الحديث سيتشعب مع ثيو المتعطش لمعرفة كافة التفاصيل

"هل أفصح لكِ شيئاً عن تجارته الخاصة ؟"

"نعم تجارة الممنوعات هذا ماأخبرني به "إعترفت بدون تردد
"من هو الممول الرئيسي لتجارته؟"سأل كأنه سيحصل على إجابة فورية فخاب أمله بأن أطرقت تفكر فيما يجدر بها قوله ثم قالت

"أجنبي..هذا كل ماقاله"

"أجنبي!!"تعجب ثيو فعلقت قائلة

"نعم..ربما يكون هندي أو إيطالي لم يذكر هوية محددة فقد كان كتوماً للغاية بشأن هوية مموله"

"أأنتِ متأكدة مما سمعته؟"سأل ثيو يتتبع نظراتها وحركاتها فأكدت بأنها متيقنة تماماً مما سمعته فقد كانت واعية أنذاك.تأكدا من صدقها ليشكراها والمدير وخرجا بشق الأنفس من المطعم الذي صار ككشك لبيع التذاكر.جلسا في السيارة يدرسان ماحصلا عليه من معلومات وأنبرى لوثر يقول مستغرباً ماآلت إليه المهمة

"هل أنتهت القضية عند هذا الحد لا أصدق هذا"

"ومن قال بإنها إنتهت لا زال المجرم طليقاً"علق ثيو ثم قال الآخر

"المجرم قد مات..إتضحت الصورة الآن..الوغد أودين قتل جيس لأنه لم يحصل على نقوده من بيعه الهيروين وهكذا إنتهت المسألة"

"إذاً كيف تفسر مقتل أودين وسرقة هاتف جيس..ظننتك ذكياً"ثم خاطب ذاته"بل كلا هاتفيهما..إن الأمر محير حقاً"

نكس لوثر رأسه محرجاً..حقاً كيف تسرع بقول هذا الكلام وتعريض نفسه للإحراج أمام من يمقته!كان حري به التفكير جيداً إن أراد ألا يكون موضع سخرية ولوم نفسه فيما بعد.قال ثيو بعد إن تنهد

"نحن لا نعلم بعد ماجرى بالضبط..إنها مجرد فرضيات قد تكون خاطئة..ماتبقى لنا الآن مفتاح واحد لحل المسألة..مفتاح واحد ثمين سيرشدنا إلى الحقيقة .."

"الأجنبي "قاطعه لوثر ليومأ ثيو إيجاباً وقال بعد تفكير

"يبدو إن القضية ستنتهي عند هذا الحد حقاً مالم نعثر على هذا الأجنبي ربما يكون القاتل"

"والآن ماذا سنفعل ..هل ننتقل إلى القضية الأخرى؟"

"أولاً سنسمع ماعند كليرك ومورين وبعدها سنقرر..سأنزل لأشتري شطيرة من ذاك المحل"

أشار إليه وواصل "هل ترغب بواحدة؟"

"كلا لا أشتهي الطعام حاليا"ً
ترك ثيو مقعده متجهاً نحو المحل ناسياً مدونته الورقية على مقعده التي إجتذبت إنتباه لوثر.بفضول لمعرفة محتواها،شاءت الصدفة أن يقع بصره على المعلومات الخاصة بالضحية أودين.متى تمكن من كتابة هذه المعلومات؟فكر وأخذ يسترجع أحداث اليوم.بالتفكير فيها لم يتوصل للحظة قام فيها ثيو  بتدوين ملاحظة أو معلومة ما إستثارته!أليس الأمر غريباً؟إلا إذا كان ملماً بما حدث مع الضحية..هذا يفسر سبب إهتمامه الشديد به علاوة على هدوئه غير الطبيعي حين تلقيا خبر موت الضحية!.أوليس الأمر مدعاة للريبة والتساؤل كما إنه يضع ثيو بمأزق الآن إذ عليه إفشاء السر الذي يحاول جاهداً كتمانه عن زملائه!.أرجع المدونة لمكانها حين لمحه قادم وتصرف بشكل طبيعي.

طيلة الطريق كان يطارد أفكاراً تساعده في حل هذا اللغز لتفلح مطاردته أخيراً عندما طلب منه ثيو إنزاله ليقصد مكاناً آخر غير مكان العمل.فكرته هي تقصي خطوات زميله إلى وجهاته السرية..خطة لن يتخلى عنها حتى يحكم قبضته على الحقيقة وخطة ثيو كذلك،فقضية الضحيتين لازالت قائمة عنده ولن يتخلى عنها أبداً تحت أي ظرف ووجهته التالية هي محطته الأخيرة لليوم.أوقف سيارته في مكان لا تثير شكوك زميله وشخص ببصره ناحية الصامد في مكانه ينتظر وصولوهم لأخذه إلى سنيك.في هذه اللحظة رنين هاتف لوثر دوى بإستمرار في وقت غير مناسب على الأطلاق وأخذ يبحث عنه في جيوبه منفعلاً ولما لم يعثر عليه رفع رأسه مصوباً نظراته حول زميله لكنه كان قد إختفى كالسراب!.

التاسعة مساءً
مواجهة شرسة تجري بين ديلان وغريس داخل مسكنه وثيو الجديد في فندق مرموق.فكرت كثيراً فيما حدث تلك الليلة لم يكن لقاءهما بصديق غارث من قبيل المصادفة!.كان شيئاً غامضاً يحدث بين الصديق وديلان لاحظته من خلال تصرفه المريب برفقته.كان متوتراً وصامتاً طيلة الوقت ولم ينظر إليها أو يدلي برأيه كأنه إستمع إلى القصة سابقاً ويريد تمريرها إلى غريس وإقناعها بشخصية غارث السيئة.تبينت الصورة لها إنه يسعى لتدمير علاقتها بغارث ولكي تنفي هذه الحقيقة المرة وجب عليها مواجهته وإجباره على الأعتراف.

"أنت تعرف شيئاً عن ماضي غارث أليس كذلك لهذا أخذت على عاتقك البحث عن صديقه لإثبات صحة ماتعرفه؟"

سألته وهي تقف أمامه عاقدة ذراعيها حول صدرها تعلن له أن لا فرار منها بعد الآن.حدجها بإنبهار من سرعة إكتشافها له ولاذ بالصمت يرتب أفكاره

"مالذي تخفيه عني ديلان؟"
سألت مجدداً بإصرار ليتسلل صوت آخر فضولي من خلفها وهو يكرر ذات السؤال

"نعم مالذي تخفيه عني ديلان؟"
إلتفتت ناحية الصوت المألوف وكذا فعل ديلان ليتواجه مع أكثر شخصين فضوليين في العالم..الفتاة التي لا حظ له معها،وصديقه الذي أشعره في لحظته أن صداقتهما لن تدوم طويلاً!.
يتبع

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro