Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الشيطان2بارت7


"كيف كان أبنك..هل بإمكانك أن تتحدثي عنه وأعلمي إن هذا إجراء لا بد منه خلال التحقيق"
ترقب ثيو إجابة على سؤاله الموجه لوالدة الضحية جيس ساندرز وقد كانت تناهز الأربعين من العمر ذات جسد مكتنز،تملك وجهاً بيضوياً حسنا،ً وعينان سوداوان واهنتان توحيان بالعجز والإستسلام..أجابت بصوت يكشف للمستمع مقدار الحزن الذي يحمله

"كان فتى صالحاً،مرحاً،ومحبوباً من الجميع ومجتهد في دراسته كثيراً..لا أدري لماذا قتلوه..مالذنب الذي إقترفه كي يموت وهو في هذا السن.."

تحشرج صوتها بفعل الدموع ولم تعد قادرة على مواصلة الحديث إذ إن مقتله فاجعة عظيمة تصعب التصديق.

"ماذا عن أصدقائه..كيف كانت علاقته بهم..ألم يعاني من بعض المشاكل معهم ؟"

وجه سؤاله للزوج الذي كان يقارب زوجته في السن،ذو وجه عابس يعطيك إنطباعاً بأنه سئ المعشر وقال مدلياً بما يعرفه عن إبنه أو مايعتقد به فهو مدمن عمل لايولي إنتباهه لعائلته 
"على الأطلاق .. كانت علاقته بهم جيدة ولم يشكو منهم أو من زملائه في الصف..كما إنه ليس عنيفاً ليجذب إليه الأعداء"

"ماذا عن حالته النفسية..كيف كانت قبل موته وهل من علامات غريبة لاحظتماها عليه آنذاك في تصرفاته؟"

تلقى السؤال من لدن لوثر وأطرق يفكر هنيهة ثم إنتهى يقول
"لم ألحظ عليه علامات غريبة ..لا أعلم ماذا تقصد..فأنا دائم الإنشغال بالعمل"

"قبل موته بحوالي أسبوعان تغيرت تصرفاته فجأة وصار لا يفارق غرفته أبداً..يمكنني القول صار يميل للعزلة والوحدانية"

قالت زوجته جاعلة منه موضع سخرية أشعرته بالمهانة كونها تعرف عن ولدها الكثير كأنه ليس والده

"مالذي سبب له هذه الحالة..ألديكِ علم عنها ؟"

"نعم كانت مادة الجبر هي من جعلته هكذا..لقد رسب في الإختبار وأثرت كثيراً على نفسيته..غيرته تماماً.."

"أغيرته بما يكفي لكي يتعاطى الهيروين ؟"
سأل ثيو هذه المرة مثيراً غضب الزوج الذي عارض ماقاله بأن إبنه ليس مثل أولئك الحثالة المتعاطين ثم إن رسوبه ليس سبباً قوياً يدفعه لإهدار صحته على هذا الهراء.

"نتائج التحليل أخبرتنا عكس كلامك فقد عثرنا على نسبة كبيرة من الهيروين في جسده كيف تفسر هذا؟"

رفع الزوج صوته منفعلاً على ثيو وقال
"أتعتبرنا والدين مهملين..لقد ربيناه على الفضيلة منذ صغره..أظن إن نتائج التحليل مزيفة ..فلتعيدوا النظر فيها مجدداً"

"لا أقصد إهانتكما على الإطلاق نحن فقط نحاول إكتشاف أي شئ يمكننا من معرفة الجاني..النتائج تجعلنا نفترض بأنه تشاجر مع أحدهم من أجل جرعة هيروين وأدى هذا إلى مقتله..أو ربما لأجل بعض النقود لا ندري ..ولا تنسى سيدي إن الأولاد في هذا السن يمرون بمرحلة حرجة وأبسط الأشياء تؤثر على نفسيتهم خاصة إن جيس كان مجتهداً جداً في دروسه ورسوبه في هذه المادة سببت له نكسة وأعتقدَ بأن فشله الآن سيرافقه لما تبقى من حياته..آلا توافقني الرأي ؟"

أحجم الزوجان عن الرد وهو أمر لا يصب لصالحهما فكل معلومة صغيرة حتى لو كانت تافهة يدليان بها تساهم في القضية وتصير ذات معنى عند المحققين،ولما إستمر الوضع علما هو عليه طلب ثيو ألاذن لتفتيش غرفة إبنهما عسى أن تلتقط عيناه شئ مفيد ورافقه الزوج إلى هناك بينما لازم لوثر مكانه محاولاً الخروج بنتيجة مع الزوجة البكاء.

"سيدتي أقدر مشاعرك فهو أبنك الوحيد ومن حقك البكاء والعويل إلا إنه لن يعيده إليكِ صدقيني وفي المقابل قدري محاولتنا في مساعدتكما وتعاوني معنا أولا ترغبين في الاقتصاص من القاتل ..نحن هنا لأجلكما ولأجل تحقيق العدالة"
هدأت نوبتها قليلاً ومسحت دموعها وألقت ما يحمله صدرها بنبرة إنكسار وندم

"لاحظت أنه كان يطلب مني النقود بإستمرار ولم أبخل عليه أبداً..قال لي إنها لأجل نادي الالعاب الالكترونية وفرحت جداً لهذا التغيير فهو لم يكن مهتماً أبداً بالإلعاب ويعتبرها مضيعة للوقت ولم أدري بإنني كنت أمهد السبيل لموته..أنا من قتلته بسبب غباءي وإهمالي..لن أسامح نفسي على الأطلاق "

وشرعت تبكي من جديد مثيرة أعصاب لوثر الذي لا يجيد المواساة وخصوصاً مع النساء ويثور فوراً حين يماطل الآخرين في إعترافاتهم وهي صفة تلازمه حتى إنه في إحدى المرات كاد أن يفقد عمله عندما ثار على شاهد جريمة قتل وإن أعاد الكرة فهي نهايته لذا أخذ نفساً عميقاً لتهدأ أعصابه وتستكين وسألها مجدداً

"سيدتي..أرجوكِ إهدأي وفسري كلامك لي "

"المخدرات أيها المحقق..كان يطلب المال لأجل المخدرات ..آه كم كنت غبية "

"وكيف علمتي بذلك ؟"

"خالجني شعور بأن القضية أكبر من مجرد إنفاق نقود لأجل الألعاب فقد تمادى كثيراً في طلباته أيها المحقق لذا لجأت إلى إستجوابه وأتى إستجوابي أكله وكان هذا قبل مقتله بيوم ..تركني ..تركني مخاصماً إياي..ياللهول"

قبل يوم من مقتل الضحية جيس ساندرز

عاد الفتى إلى المنزل بعد الموعد المحدد لعودته إذ إشترطت والدته حضوره قبل التاسعة كي يذاكر لأجل إمتحانه في الغد لكنه أعرض عنها وولى صماً بكماً إلى وجهته.أفكار مرعبة تسللت إلى معبد أفكارها وهي تترقب عودته بقلق شديد،وحين عاد هرعت إليه تطمأن على حاله وسألته بصوت مرتعش

"أين كنت قلقت عليك بشدة ؟"

"أنا بحاجة إلى بعض النقود يا أمي ..أنا بحاجة إليها الآن أرجوكِ ساعديني"
إجابة زعزعت أفكارها أكثر وبعثت فيها مخاوف غامضة لا سيما إن لحن كلماته توحي بخطر وشيك،فتقدمت نحوه بخطوات مرتجفة وأحتضنت يداه وقالت متوسلة

"أرجوك قل لي ماذا يجري معك..هل يضايقك أحد لمَ تستمر بطلب المال مني كلما قابلتني..أجبني أرجوك وأرحني مما أنا فيه "

"لا تربكيني ياأمي وسلميني ما عندك بسرعة "
النبرة التي خاطبها فيها بدت قريبة لنبرة لص يحاول سلب ضحيته العاجزة المذعورة تحت تهديد السلاح الفرق الوحيد بين الموقفين إن اللص يكون أبن الضحية فكيف ستتصرف مع هذا الموقف الجرئ؟

"لا..لن أسلمك شيئاً قبل أن تخبرني ماذا دهاك لمَ تتصرف على نحو مبالغ فيه ..تغيرت كثيراً بني أتوسل إليك ..تكلم مابك"

"اللعنة..لن تعطيني نقوداً ..تباً لكِ أنا مغادر ولن تريني مجدداً"
إستدار ليغادر لتجذبه من ذراعه وتخضه متوسلة باكية.حاول دفعها عنه لكنها تماسكت وتشبشت بذراعه أكثر لتلحظ ثقوباً حمراء تمزق جلده.رفعت كم قميصه وجحظت عيناها مصدومة ليبدء ذهنها فوراً بعرض صورة مخيفة عن المخدرات.أستشاطت غضباً وصفعته صفعة قوية سمرته في مكانه مدهوشاً لفعل والدته اللامعهود منها وصرخت فيه

"أيها المخادع الصغير كنت تخدعني طوال الوقت وتنفق نقودي لأجل المخدرات..لماذا تفعل هذا بنا لماذا تفعل هذا بنفسك ؟"

"لإني سئمت العيش ..كل شئ مقرف في هذه الحياة وما يزيدها قرفاً وجود والدين مثلكما "

إستقرت كلماته القاسيات مقر الرصاصة في قلب والدته فالكلمات السيئة سلطانها عظيم أثرها لا يزول ببساطة وتظل ترافقك حتى تصيبك بالجنون..كيف يتجرأ عليهما وهما لم يقصرا معه في شئ!

"أنتما جعلتماني الشخص الذي عليه الآن..دمرتماني بكلماتكما المسمومة عن الفشل ..كنت بحاجة إلى شخص يواسيني عندما رسبت في الإختبار لكنكما عاملتماني كما لو أنها نهاية العام..ستفشل في حياتك كما فشلت في الإختبار..قالها أبي ولم يراعي مشاعري حتى أنتِ شاركتي معه وجعلتماني أتخيل  نفسي فاشلاً حقاً..لقد إنطفأ زيت الحياة داخلي وماعدت قادراً على مواصلة الدراسة..المخدرات هي من تسعدني الآن "

"دفعني وخرج..ليتني إنتبهت إليه أكثر ليتني أخبرت والده ..ليتني مت قبل أن أشهد فلذة كبدي يذهب مني"

"لا ينفع الندم الآن ..صلي لأجل روحه"
نزل ثيو وغادرا شاكرين الزوجين وتبادلا ماحصلا عليهما من معلومات وبالأخص إختفاء هاتف الضحية المحمول تماماً كإختفاء خاصة الضحية أودين!.معلومة جعلتهما يفترضان بإحتواء الهاتف على معلومات سرية قتل لإجلها جيس ساندرز وتوجها لقبلتهما الأخرى.

في المطعم

سيمات وجهها الواجمة أقلقته فأنطلق لسانه يسألها عما يزعجها وأجابته بتنهيدة أتبعها قولها

"أشعر كما لو أن ضميري سيتخلى عني"      
تبسم ضاحكاً من قولها وقال ساخراً"هذا أفضل بكثير سينعم بالراحة منكِ لا أدري كيف يتحملك"
تضايقت وخزته بنظرات معاتبة وتذمرت من تصرفه

"كف عن السخرية وجاملني قليلاً أنت لاتنفك تسخر مني كن جدياً معي ولو لمرة واحدة "

تبدلت نبرته للجد وصرح عنها"لا داعي لكل هذا الغضب عزيزتي غريس أنا لا أحب مجاملة الآخرين تجعلني أنفر من نفسي لست ملائماً أبداً لها كأننا عدوين "

"قل خيراً أو لتسكت..أنت سألتني عن حالي وأجبتك أكره أن أتعرض للسخرية وخاصة منك ..لذا أما أن تسمعني أو ترحل ..تعلم جيداً أن لا أصدقاء لدي هنا لأفصح لهم عما بداخلي وأنت وثيو وغارث و.."

سكتت موجهة إنتباه ديلان لإبتسامتها التي سرعان ماتلاشت حين شعرت أن أمرها سيفتضح وواصلت

"أنتم أصدقاءي الوحيدين ..ثيو وغارث غير متوفرين حالياً عداك أنت بالطبع لذا إلى من سألجأ برأيك؟"

قال مذكراً إياها ليفهم سر الابتسامة الغامضة

"بتلك ال "و" المجهولة الهوية"
إن أمسك ديلان شيئاً غريباً عنها يستمر بمضايقتها  حتى ينتزع منها مايريده لذا قررت أن توضح مقصدها وتفضي بما لديها قبل تشعب الكلام

"أقصد مورغان النادلة التي تعمل هنا..تصورتها صديقتي ..لو كانت كذلك لهو حقاً أمر رائع ..ألجأ إليها متى ما شعرت بالحزن والحاجة إلى الكلام "

مورغان مرة أخرى!شعر بإن جلستهما ستطول وستتمحور حول تلك الفتاة مجدداً لذا عليه جذب كامل إنتباهها لموضوع آخر فقال

"ستناقش في موضوع غارث كما أتفقنا لذا أتركي الفتاة وشأنها "

"إنها مريضة "
يبدو أن لا مجال له فعقلها كان متعلق بها.. بمشهد الليلة الماضية الذي سلبها نومها وأنبها كثيراً.

"وإن يكن هل ستعطيها جزءً من صحتكِ مثلاً "
علق مغتاضاً فهو قد جاء لأجل الحديث عن غارث ورسم الخطة اللازمة لبدء مهمتهما بينما هي لا تعيره أدنى إنتباه وتواصل حديثها عن مورغان فأعترضت على اللامبالاة التي يظهرها

"أنت لا تفهم..لقد أسأت إليها وقلت كلاماً جرحها بالتأكيد..إنها..إنها مصابة بالسرطان يا ديلان..رباه..المسكينة"

أدرك أن لا فرار وأن عليه مجاراتها عساها تهدأ حين تفضفض له وبعدها يناقشها في الأهم وطلب منها مواصلة الحديث.أذعنت له فرحة أنه أخيراً فهمها وأسترسلت مكررة المشهد الحزين لتلك الليلة

"ظننتني أول من عدت إلى المنزل فقد كانت جميع الأنوار مضاءة ولو عاد والداي لكان الظلام يلف المنزل فنحن نعتمد على الأشارات كي ننبه أحدنا الآخر بعودتنا لذا أطفأتهم جميعاً كإشارة على عودتي وصعدت إلى غرفتي وأوشكت على الدخول لولا أصوات غريبة أفزعتني وأدركت فوراً مصدرها غرفة أختي..تباطأت في سيري قليلاً وقلبي ينبض خوفاً من رؤية شئ مفزع ولما أقتربت من الباب ميزت الاصوات..كانت أصوات تقيأ ..نعم ..كانت مورغان تتقيأ وتبكي في آن واحد ..دخلت عليها ليفزعني المنظر ..ياإلهي بقدر ما هو مقزز كان مؤلماً وحزيناً..مثيراً للشفقة والقشعريرة..كانت تتقيأ داخل سلة صغيرة للمهملات..في البداية لم أتعرف على الكائن الهزيل العديم الشعر وما إن تنبهت لوجودي حتى حدقت في بعينين محرجتين مما هي فيه وصرخت بإن أخرج حالاً..ترددت عن تنفيذ طلبها ونويت مساعدتها لكنها أصرت على خروجي وتركها وشأنها..عندها علمت أنها مريضة بالسرطان وماتلك الثقوب التي غرزت جسدها المريض سوى آثار حقن كيميائية تتعالج بها.أنبت نفسي كثيراً لإني جرحت إنساناً ضدعيفاً وتطفلت على حياته ولا أدري إن كانت ستسامحني "

"أنا لا أفهم غايتك من فعل هذا..مالذي تريدينه بالضبط منها ؟"

"بعد مقتل أختي فقدت ثقتي في الناس..أتصورهم يتقربون منا لأجل مصلحة وبعدها يغدرون بنا..كما فعل روبرت..قتل أختي بغية معرفة مكان ثيو..أريد إبعاد الخطر عنهم أي كانت أشكاله "

"في بعض الأحيان نكون الخطر الذي يودي بحياة أحباءنا..ومانظنه لصالحهم يدمرهم..لذا دعي الفتاة وشأنها ولا تتطفلي على حياتها أكثر..ربما ستؤذين عائلتك بأفعالك..ودعينا نحل موضوع غارث"

"هل تعتبر التنقيب عن ماضي غارث كما تقول حلاً؟"

"نعم إنها الوسيلة الوحيدة لمعرفة هوية الفتاة من الحلم"

فكرت قليلاً وأستقرت على قرار واحد وهو وضع إستيراتيجية بسيطة جداً تكشف ما يضمره ديلان من خفايا غير معلنة

"أرفض الفكرة لن أسبب المزيد من الألم للآخرين من الافضل أن ندع الماضي وشأنه ونمضي إلى الأمام لهذا سمي الماضي ماضياً لأنه لن يعود أبداً مثله مثل فقدان أطرافك أو أي عضو في جسدك فأنها لن تعود لسابق عهدها "

"لكن ماذا لو كان ماضيه سبيله للشفاء..إن عرف شيئاً عن تلك المرأة ربما يشفى "

"بل سبيله للشقاء ديلان..إنه يصارع لأجل الشفاء وإن علم شيئاً عن ماضيه فسيظل عليلاً إلى الأبد "

تحركت شفتاه لتضيف كلاماً آخر لكنها إرتخت وسكنت لتنبري غريس قائلة

"سأزوره إن رغبت في المجئ معي فأهلاً بك "

رفع جسده إشارة لإنتهاء الجلسة وقال مظهراً غيظه

"لدي مشوار شخصي الآن سأعلمكِ بقراري فور إنتهاءي"

لم تجد تفسيراً منطقياً لتصرفه الأخير فليس من عادته التصرف على نحو مبالغ فيه ناحية غارث!،لكنها إستطاعت وبفعل إستيراتيجيتها إستحضار السبب الذي جعله يصر على معرفة ماضي غارث آلا وهو حقيقة إخفاءه شئ ما لاينوي إعلانه حتى يلامس الدليل المجهول وستكتفي بهذه الفكرة وتنتظر ماسيقبل عليه لتلامس دليلها الذي يؤكد شكوكها هي الأخرى.

في المدرسة..

حصل المحققان على مذكرة تخولهما إستجواب كل من له صلة بالضحية جيس ساندرز سواء من ناحية المعلمين أو الطلاب،وأمضيا ساعات طويلة،مملة يحاولان إستجداء المعلومات كالمتسولين في الشوارع مهدرين طاقاتهم في الإستماع لكلمات الثناء والمديح على شخص مقتله أصابهم بالصدمة.حتى الساحق كارلوس الذي أخبرهما أنه صديق جيس لايملك فكرة عما أصابه بإستثناء أن جيس قطع علاقته به بعد رسوبه في مادة الجبر.شعرا بإنهما أضاعا وقتاً وجهداً كبيران مقابل لاشئ وأعلنا إستسلامهما وأستعدا للمغادرة مطالبين بالإتصال بهم إن جد جديد.

في الباحة الخلفية للمدرسة

طالب بدين يجلس القرفصاء مشغول بقضم أظافر يديه الإثنتين بنهم مبالغ فيه بطريقة مقززة تشعرك بأنه سيقبل على إلتهام أصابعه بعد حين،وعيناه المضطربتان غير المستقرتان على موضع محدد للرؤية تصيبانك بالدوار إن طالعتهما.منظر محير لاتجد له مبرراً!.وفيما واصل إلتهام أظافره،أنقض عليه صديقه الذي له علم بأفعال صديقه البدين لينهي نوبة الجنون التي أعترته ودفعه إلى الخلف صارخاً فيه

"مالذي دهاك أيها الأحمق المجنون ..جننت حتماً تتصرف كما لو أننا أقترفنا جرماً "

"أنا..أنا خائف خائف جداً من أن يتم قتلنا "
أجاب البدين غير قادر على التحكم في إرتعاشات حباله الصوتية.هدأ صديقه من روعه وقرر الإنسحاب إن لم تجدي كلماته نفعاً

"إختباؤنا كالفئران ليس له معنى ..نحن لم نقترف سوءً دعنا نخبر الشرطيين بما عندنا..ثم إنه لا يعرفنا ولم نلعب معه حتى جولة كيف سيقتلنا ..لا تكن جباناً هيا لنذهب"

"لكنهما سيخبرانه بأننا سألنا عنه ..لا..إذهب وحدك لن..لن أجازف..لن أبيع نفسي للموت"
إجابة كسابقتها تنم عن خوف وجبن كبيران لم يحتملهما صديقه وهدر يشتمه مشيراً بسبابته ناحية صديقه الذي عاود جلسته السابقة

"اللعنة عليك أيها الجبان المجنون ..أنسيت مافعله جيس لنا..ها..سأذكرك ..ساعدني في الدراسة وأنقذك من ذاك الحقير الساحق حين رآه يضربك.."

"لقد كان صديقه .." قاطعه ثم رد الآخر
"وماذا يعني..إنه مختلف عنه ..كان طيباً لا أدري لمَ لم يكتسب منه كارلوس صفاته الحميدة..ولا أدري لمَ هذا الحقير لايملك فكرة عن مقتل صديقه ..إنها صداقة مزيفة على ماأظن ..هذا ليس شأننا الآن ..مايهم هو أن نوفي ماعلينا من دين لم نستطع تأديته قبل موته..لابد أنه سيفرح ..ولا أهتم إن كنت سأموت أقلها فعلت خيراً قبل موتي ليتم تذكري بالخير..أنا ذاهب وأصنع ماشئت"

مرت فترة صمت ثقيلة فكر فيها البدين بكلمات صديقه الصريحات ورفع جسده الثقيل من على الأرض مستعداً للحاق بصديقه فاسحاً فسحة صغيرة للشجاعة بدخول قلبه الجبان الخائف.

"لدينا مانخبركما به .."
صوت فتي إستقطبته أذنيهما حين كانا يصافحان المدير خارج غرفته يشكرانه على تعاونه معهما.إلتفتا ناحية الطالبين ليوضح صديق البدين مقصده
"أعني بخصوص جيس..هلا إستمعتما إلينا؟"
أبديا إهتمامها وتأملا أن ماسيسمعناه يستحق خسارة الوقت لأجله.أدخلهم المدير غرفته ولازم مكتبه أما الطالبين فجلسا قبالة المحققين مستعدين للبوح.سألهما لوثر وعيناه تشعان حماساً
"هلم بكل مالديكما إلينا "
نظر البدين لصديقه نظرة إستغاثة فهو يرتجف وغير قادر على الكلام.لقف صديقه المعنى وأبتسم إليه وأخبره أن يعتمد عليه فوجوده معه كافي جداً ودليلاً على وفاءه وأخذ يقذف بكلماته المدروسة جيداً لإثارة حماس المحققين

"أنا وصديقي مشتركان في نادي التنس ونذهب سوية للعب بعد المدرسة كل يوم وكان هناك فتى سئ الخلق والخلقة مشترك فيه أيضاً "

بداية غير موفقة لم تثر إعجاب لوثر فأنبرى يعلق بنفاذ صبر

"ومن هذا الفتى ..رجاءً المختصر المفيد "

"يدعى أودين "

أودين!إسمه كأسم الضحية أودين أبن سنيك!هل هذه مصادفة أم مجرد تشابه أسماء!شعر ثيو إن هذا الطالب يخبئ المزيد في جعبته وتمنى أن لا يحدث مايفكر فإن حدث مايتوقعه فستنحو الأمور لمنحى آخر.وسأله بفضول

"وماعلاقته بجيس؟"

"كانا يلتقيان هناك..أعني النادي"

ثيو "وماذا كانا يفعلان ؟"

"لا ندري ..لقد إلتقيا ثلاث مرات وكانت الأخيرة حادة"

لوثر"ماذا تعني ؟"

"حسناً..لا ندري أيضاً فقد كان أودين غاضباً جداً منه وكاد أن يضربه لكنه تردد وسمعناه يقول لجيس أن يوافيه الليلة في مكانهما المعتاد مع النقود وكانت الليلة تسبق مقتله وفي اليوم التالي سمعنا عن عثور الشرطة على جثته..جثة جيس"

لوثر "ماذا عن المدعو أودين أتمتلكان أية معلومات عنه؟"

"في الواقع..أجل نملك..كنا قد تساءلنا عن علاقة جيس بوغد كأودين فقد كان هذا كشيطان يمشي على الأرض مثله مثل كارلوس الساحق بل أكثر منه شراً فذاك لا يتردد بقتل الناس ..كما فعل مع لاعب فاز عليه وغضب أودين منه وأرداه قتيلاً بعصا البلياردوا أمام أنظار الجميع ثم ولى هارباً وبعدها عاود المجئ كأنه لم يفعل شيئاً وكان الجميع يهابه ولما سألنا نستفسر عنه أكثر قالوا لنا أنه أبن رئيس أخطر عصابات الإتجار بالأسلحة ورفضا إعطاؤنا المزيد عنه"

إنه يحدث مافكر به،وعليه التأكد أكثر رغم خطورة الأمر فهذا سيوفر عليه الكثير وسيعلم أكثر عن أودين لكن عقبته الوحيدة لوثر الذي ما إن يكتشف عمله السري مع سنيك والذي من المحتمل جداً أن يكون هو تاجر الأسلحة الخطير فسيفسد كل شئ حين يتدخل  وغريس وغارث سيموتان!الأمر بغاية التعقيد وعليه التصرف بحذر متجنباً إثارة شكوك زميله فقال

"هل بمقدرتكما إرشادنا إلى هؤلاء الاشخاص ؟"

"نعم إنهم أعضاء في النادي لكننا لن نخاطر بكشف هويتنا ..نخشى على أرواحنا منهم "

لوثر "لا تقلقا لن نأتي على ذكركما ..فقط أرشدانا إليهما وسنكتفل بكل شئ "
أشاد بهما ثيو قائل"أنتما شجاعان أحسنتما صنعاً "

"نعم فنحن من أكتشف جثة أحد الأشخاص في القمامة..وصورتنا الصحافة أيضاً"

شرد ثيو يستذكر أين رآهما وقال بإبتسامة واسعة

"نعم تذكرتكما..أحسنتما..قمتما بعمل صالح "

ثم وجه كلامه الى المدير"إعتني بهما رجاءً فهما فخر للمدرسة"
فهم المدير مقصده وأومأ برأسه.سأل لوثر سؤاله الأخير

لوثر " هل أودين لا يزال عضواً في النادي"

"كلا لم يأتي إلى النادي بعد مقتل جيس..نظن بأنه قتل جيس وأختبأ ".
"حسناً شكراً لكما"

في هذه الأثناء كانت رايلي تسير بخطوات واسعة قاصدة غرفة المدير لتطلب منه تغيير رقم خزانتها فأخبرها مساعده أنه في إجتماع وعليها الإنتظار ريثما ينتهي أو بإمكانها مقابلته في وقت آخر.في لحظة إتخاذها القرار بمقابلته في وقت لاحق،خرج مع المحققين ومع إن وقع بصرها على لوثر حتى هربت بجلدها مغادرة المدرسة أكملها!.

في مركز إعادة التأهيل
الساعة السابعة مساءً

غضبت غريس كثيراً من معاملة الطبيب السيئة لها الذي رفض طلبها في رؤية غارث مراراً وتكراراً منعاً لحدوث شئ لا يحمد عقباه كما قال؛فغارث يمر بحالة نفسية عصيبة ولايمكن التنبأ بتصرفاته فتارة تراه هادئ وتارة أخرى تراه منفعلاً يصب غضبه المجهول على الممرضات كما يرفض الطعام والأدوية وبإختصار جسده يأبى الشفاء مما يصعب عليهم العمل ويضطرهم لمنع زيارة الأقارب إلى أن تستقر حالته. أخبرته أن بوسعها مساعدته وسيستمع إليها ويتناول الأدوية لكنه إعتذر وطلب منها مغادرة المركز إلى أن يتصلوا بها ويعلموها بحالته إن أستقرت.عنادها وإصرارها في ملازمة باب غرفته حتى يسمحوا لها برؤيته جعلت الطبيب يثور في وجهها ويهددها بالاتصال بالأمن إن لم تغادر حالاً.
إتكأت على باب غرفته معتصمة مصممة على المبيت بعد مغادرة الطبيب لتلمح ديلان الذي أتصل بها وطلب منها أن تسبقه إلى المركز وسيوافيها حال إنتهاء مشواره الشخصي وكان برفقة شاب لم تتعرف عليه.

بعد ساعتين

"فعلتُ شيئاً سيئاً لفتاة،شدد على كلمة "سيئاً"وهو يخبرني عن فعلته..كان هذا قبل أقل من سنتين..نعم كما أذكر ولم أعرف ماذا كان يقصد بها ومن هي تلك الفتاة إذ طلب مني كوني صديقه الحميم أن أدفن فضولي وأساعده على النسيان..ثم سافرت وأنقطعت أخباره عني"

طافت الشوارع بحثاً عن غارث بعد تلقيها إتصالاً يعلمها عن هربه المفاجئ من المركز وخشيت أنه أستمع لحوارهم مع الشاب الذي تبينت أنه صديقه وجاء يزوره ماإن علم بوضعه وخشيت أكثر أن يقبل على إذية نفسه.أما ديلان فقد عاد إلى المنزل بعد لقاءه بوالده ليجد كتلة نارية عملاقة تلتهم المنزل بكل مافيه،ومن بعيد لاح له ظل رجل يتأهب للفرار فلحق به عازماً على إمساكه ليبتلعهما الظلام معاً.
يتبع

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro