Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الشيطان2الفصل الرابع

1

كان موريس يغلق خزانة كتبه عندما لمح رايلي تسير في الممر غير عابئة بنظرات الازدراء التي يرمقونها بها، وبلهفة، هرول ناحيتها بمرح وتأبط ذراعها اليسار عن غير إستئذان منها وسألها

"هيه رايلي كيف الحال؟"

رمقته بنظرة غاضبة ورفعت ذراعها محتجة

"لا تفعل هذا مجدداً أفهمت؟"

تجاوزته مسرعة لكنه لحق بها مصراً على أخذ ما يريده منها، إذ قال بينما يتبعها

"فلتكوني صديقتي رايلي..هيا لمَ علينا تجنب بعضنا ونحن زميلين أنا أصادق كل من أساعدهم لو تعلمين وقد ساعدتك هيا..حاولي"

"واو ياله من أنجاز تصفيق حار لك"استدارت ناحيته ساخرة ثم أضافت بكل جدية فيما عيناها تقدحان شرراً

"لا أصادق الناس بسهولة كما تفعل و لا أحب أن يكون لي أصدقاء متطفلين يكونون مصدر إزعاج لي.. مثلك أيها المزعج الأحمق لذا لا تتوقع مني شيئاً"

تقدمت للأمام ثم إستدارت مجدداً كأنها تذكرت شيئاً ورفعت بوجهه سبابتها اليمين محذرة

"للمرة الأخيرة دعني وشأني فأنا لست كما تظن"

فارقته أخيراً والحيرة تعلوا وجهه، إلا أنه استطاع أن يقف عند كلمتها الأخيرة متشككاً وفسرها على كونها فتاة خطيرة حتماً مما جعله يزداد إصراراً على معرفتها أكثر والتقرب منها.ثم غادر كذلك المدرسة وبينما يسير في طريقه، إستطاعت عيناه تقصي مجموعة شباب مريبون يقفون أمام المدرسة كأنهم ينتظرون أحد فجال ببصره عنهم حال رؤيته كشك لبيع المثلجات وهرع ليشتري عشقه الأبدي.

في الوقت ذاته، سارت هذه المجموعة المريبة برفقة فتاة شابة بعد أن هددوها وأقتادوها لزقاق يؤدي إلى حي لاتيني ليس ببعيد عن المدرسة حيث قام رئيسهم المدعو بكارلوس الساحق بدفعها نحو الحائط وأسقط كتبها التي كانت تحتضنها بجزع شديد فيما راحت تقول بصوت مهزوز لا يخفي خوفها

"ماذا..تظن نفسك فاعلاً..أنا ..أنا معلمتك فلتبتعد عني في الحال وإلا إتصلت بالشرطة"

تجاهلها مستخفاً ليعطي إشارته لرفيقه الذي قام بسحب حقيبتها بالقوة ليلقيها على كتفه مستمتعاً فيما اقترب كارلوس منها قائلاً بنبرة مهددة

"لايهمني جنسك أو وظيفتك أو حتى عمركِ اللعين فمن يعبث معي عليه أن يتحمل عواقب أفعاله"

بلعت ريقها خوفاً مما سيقبل عليه هذا الفتى عديم الأخلاق والرحمة وارتعبت أكثر حين ابتسم بمكر لتنطق شفتاه مفصحة عن خبيئة نفسه

"من يراكِ يحسبك طفلة، هل أنتِ حقاً معلمة بالغة أكاد لا أصدق .."

أحست حينها بالشلل يصيب كافة أطرافها وأن عيناها بدأتا تؤلمانها حتى ظنت أنها ستفقد بصرها.تصرفه المهيب أمامها جعلها تدرك سخافة ما توقعته بشأن مهنتها..إنها ليست طريقاً معبداً بالزهور ولكي تكون معلماً ناجحاً تحظى فيه بإحترام طلابك، يعتمد على أسلوبك ومهارتك وقابليتك النفسية والجسدية وهي لا تملك المقومات والمهارات الكافية لإنجاح وظيفتها كما تعتقد.تساءلت لحظتها لماذا إختارتها كحلم لها؟، وتذكرت أنها كانت تحب معلمتها اللطيفة إبان مرحلتها المتوسطة كما كان الكل يحبها و يمتدحها؛ فطبعت صورة المعلمة المثالية في ذهنها لسنوات لقرر السير على خطاها اقتداء بها ولأنها عندما استعرضت أمامها الخيارات المستقبلية المتاحة، وجدت نفسها غير قادرة على تصور مركزها كمهندسة أو طبيبة أو حتى موظفة عادية وفضلت العودة لحلم الطفولة وبذل جهد للوصول إليه وتعلم حبه وإجادته.والآن جاء هذا الطالب ليحطم كل المثاليات وليجعلها تلعن نفسها وحظها وغرس في عقلها قراراً يحتم تطبيقه أن عاجلاً
ً
"فلتغادري المدرسة بدون عودة..غادري كي لا أرى هذا الوجه اللعين"

"لماذا لا تغادر أنت وتتركها وشأنها؟ألم تتعب من كل هذا الهراء؟"

خرج الصوت من فم فتى كان يلعق قطعة مثلجات بالفستق نوعه المفضل وكأنه يستمد القوة منها لتعينه على الآتي.عندما لمحهم قبل قليل، نبهه جرس الإنذار داخل عقله أن هؤلاء يخططون لشئ ما سيما وقد رأى وجه مألوف تحداه مسبقاً لأجل الآنسة سكارليت، كما أنه تذكر احتجاز فتى يدعى كارلوس بسبب تجاوزه على المعلمة مما جعله يفكر آنياً في إحتمالية كون الشخص ذاته الذي يفكر به، وربما ينتقم منها جزاء ما فعلته، لذا تبعهم حيث تأكدت شكوكه ومخاوفه وكعادته إستعرض عضلاته وتأهب لإنقاذها بعد انهاءه تحليته.

أما كارلوس فقد سئم تدخلاته وارتأى تلقينه درساً يعلمه فيه عدم التطاول على من هم أقوى منه ويبني بينهما حاجزاً لن يطأه، فأمر رفاقه بشن هجوم ضده فيما استمر في تصويب التهديدات للآنسة سكارليت كي يتأكد من سريان مفعولها عندها فقط سيرخي شدته.إنهالت الضربات على الفتى من كل حدب وصوب ومعها إنهال الخوف والرعب على جسد الآنسة سكارليت في أن يُقتل منقذها على أيدي هؤلاء الأشرار، وجثت على ركبتيها مهانة تترجى أن يتركهما وشأنهما في مقابل الإنصياع له في ترك المدرسة..إنها تعطيه ما يريده تماماً..لقد خضعت له كما يخضع له الجميع كملك سفاح يحكم بالسياط، فإن كان هذا سينقذها و منقذها فلن تتردد وإلا فتأنيب الضمير لن يفارقها أبد الدهر.

وبينما كان الجميع مستخفين عن الأنظار داخل هذا الزقاق الخانق، كانت رايلي في الجوار للقيام ببعض المهام حين شاهدت ما يجري وهي تمر قربه.وقفت تحدق بهم بلا حركة مرجاة منها وكأنها لا تدين لموريس بشئ يوم أنقذها فولتهم ظهرها ومضت في طريقها وبعد مضي فترة قصيرة جداً على ذهابها، دوت إنذارات الشرطة في الأجواء ونزل من المركبة شرطيان أتجها لموقع الحدث حيث أشهرا مسدسيهما على هؤلاء الصبية الأشرار، لكنهم كانوا يمتلكون من القوة والسرعة ماتكفي للنجاة بأنفسهم وفروا من بين أيديهم ولم يقبضا إلا على واحد فقط ليعودا بعدها لأخذ المتضررين لمركز الشرطة حيث سيحرر بلاغ في خصوص ما حدث.بعد ما أنتهى الأمر، خرجت رايلي من متجر ما إتخذته موقعاً يخفيها عن مجال رؤية موريس ولما تأكدت من مغادرته مع الشرطة وصار بعيداً عنها، قالت

"نحن متعادلان الآن لن أساعدك حين تقع في ورطة مجدداً"

كانت هذه طريقتها المثلى للحفاظ على نفسها من أذى الساحق وعصابته وإيفاء دينها لمن أنقذها وقد أفلحت ولن تتدخل مجدداً في مشاكل الآخرين وما كانت لتتدخل أصلاً لولا وجود الدورية في الأنحاء ولم يكن أحد ليعرف ما سيحصل للمسكينين.وضعت سماعات الهاتف حول أذنيها ومضت تجوب الشوارع بحذائها الأزرق ذو العجلات الحديدية.

2

في مكان آخر أكثر توتراً للأعصاب ومهابة، خلع أحد الرجال العصابة السوداء عن عيني ثيو وغادر تاركاً إياه يعاني صعوبة في الرؤية وما أن اتضحت لديه، استقرت عيناه على وجه لو كان بين مئات الوجوه لأستطاع تمييزه لما يملكه من سمات مرعبة تعلق في الذاكرة وتقتحم الأحلام بغتة..وجه يعبر عن قصة حياة مكتوبة بالدم..تمعن في هذا المخلوق البشع وأرتجف قلبه خوفاً..كانت عينه اليمنى خضراء اللون سليمة والأخرى مجردة من الأهداب يطغى عليها إحمراراً قاتماً أخفى بؤبؤها بالكامل، وحل مكان حاجبه مجموعة أقراط صغيرة على شكل مسامير ترسم حاجبه رسماً مفسداً للنظر..يتوسط وجهه الضارب للصفرة أنف أفطس يتدلى منه حلقة ذهبية صغيرة وشفتان غليظتان تكشفان عن ناب ذهبي براق.أما رأسه فهو عبارة عن لوحة مرسومة بدقة وعناية من الأوشام المتعددة الالوان وصلت حتى جبهته الموشومة برأس ثعبان كوبرا يخرج لسانه بمكر.إنها مرته الثانية التي يلتقيه ولم يشعر خلالها بالخوف مثلما يشعر به الآن؛ ذلك أن الظلام كان من الشدة أن أعاقه عن رؤية تلك الملامح المرعبة، وقد أستطاع الآن حفرها في ذاكرته استجلاء نوع الشخص الذي يتعامل معه.أشعل الرجل سيجارته الثانية وتطلع إلى ثيو مبتسماً وخيل إلى الأخير أنه يرى رأس الثعبان يتطلع إليه هو الآخر يحاول افتراسه فتماسك وأخفى توتره قائلاً بنبرة معاتبة تشوبها السخرية

"أكان عليك إستدعائي بهذه الطريقة المهذبة سيد سنيك؟"

"سنيك!"قال متعجباً أتبعها بقهقهة توحي برضا فهمه المحقق

"بما أنه أعجبك فسأدعوك به كلما التقينا فإنك لم تطلعني على اسمك وأرجو أن لا تنزعج"

أجابه بصوت قريب لفحيح الأفاعي

"على العكس إنه يشبهني تماماً، أحببته لكنك تبدو منزعجاً لطريقتي في استدعائك.."

أخذ نفساً من سيجارته وأطلقه في الهواء لتلفح أنف ثيو الكاره لهذه الرائحة وأضاف

"إنها طريقتي في إختبار عملائي..أنت عميل لدي الآن ولن أطلقك حتى تكمل المهمة"

رد ثيو بلهجة مقنعة "كيف سأخدعك وكل من أخي وصديقتي رهينتين لديك لست غبياً"

"نعم..نعم لن تتجرأ أبداً والآن..."

سحق سيجارته في المنفظة، شبك أصابع يديه ثم أسندهما على سطح مكتبه..لاحظ ثيو أنه يرتدي قفازاً أسود على غرار الأخرى التي يزين أصابعها ثلاث خواتم كبيرة من الأحجار ففهم سنيك فيما يدور بخلده فنزع قفازه مظهراً كفاً آلياً أحدثت صريراً حين رفعها ومررها أمام وجهه وأخذ يقول مستذكراً ماضيه الأسود

"تراهنت مع أحدهم فيما مضى وخسرت الرهان فكان الثمن إن قُطعت كفي اليمين،كنت ضعيفاً وكان قوياً لكنك لن تصدق كيف حققت إنتقامي.. اختطفت الرجل وبترت أطرافه أمام ناظريه ورميت بها للكلاب، بعدها قتلته..كان هذا قبل أكثر من عشر سنوات"

ران صمت ثقيل من كلا الطرفين استشعر فيه المتفاخر مقدار تأثير تهديده إلا أن منظر الرجل القوي الواثق أمامه أثاره إذ لم يصدر عنه أي تعبير يدل على خوفه فابتدره قاطعاً صمتهما

"حان الوقت لتبدء مهمتك وستبدأها الآن ولا مجال للتماهل"

"دعني أوضح لك شيئاً أنا أعمل مع الشرطة الآن"

"ماذاااا.. ألم نتفق على أن تبقي ما بيننا بعيداً عن الشرطة..لا تخدعني أيها الشاب وتخل بالاتفاق "

رفع صوته منفعلاً وقبل أن يهم بتصويب كلمات تهديد أخرى على قرار لن يخدمه أو ثيو إستدركه الأخير موضحاً نيته الحقيقية

"لا أنوي خداعك أبداً ولن أتجرأ كما قلت..كل مافي الأمر اعتقادي بوجود علاقة بين عمليات القتل التي طالت مجموعة من المراهقين في الآونة الأخيرة، وبين ابنك، واحتمالي في أن يكون القاتل واحد"

"وكيف إستدللت على هذا الإحتمال؟هل إكتشفت قرينة ما تؤيد شكوكك؟"

"ليس بعد..عندما أشرع في التحقيق مؤكد بأنني سأعثر على قرائن تؤيد شكوكي"

"أراك واثقاً من نفسك كثيراً محقق ثيو!"

"أهم ما يميز المحقق البارع، ثقته بنفسه وحدسه القوي الذي يعينه في عمله ولا أكتمك سراً في أنه يخيب أحياناً وأحياناً أخرى يصيب ونسبة الأخيرة عندي تفوق الخيال..ولو لم أكن واثقاً وبارعاً لم تكن لتجئ إلي طلباً للمساعدة، كما أن أمرك لن ينكشف للشرطة..ضع ثقتك بي كما سأضع في ذهني قضية إنسانية تخصك كأب يسعى لتحقيق العدالة ولن أهتم بما تفعله من أمور أخرى منافية للقانون"

قال مفتخراً بنفسه بطريقة أسكنت قلب سنيك وأزاحت مخاوفه ليومئ برأسه موافقاً ويشير إلى رجلين مسلحين أن يقوما بمهمتهما التالية فقال على سبيل طمأنته

"لن أقوم بشئ سئ..سآخذك لترى إبني"

تم اللقاء الأول بينهما في اليوم الذي قرر خلاله أخذ استراحة يريح فيها جسده وعقله المرهقان إلا إن مخططه إنطفئ قبل إشتعاله.كان مستلقي على سريره بعد منتصف الليل يقلب في هاتفه عن آخر الأخبار التي تهمه كعادة منه حتى يحن عليه النوم ويستسلم له وإذا بحاسة سمعه القوية تلتقط صوت وقع أقدام في الأسفل.قفز من سريره وألتقط مسدسه من على نضد قريب منه وأشعل إضاءة هاتفه مع تثبيت مسدسه فوق الهاتف ونزل حافي القدمين حذراً في خطواته.لا بد من أنه الشخص المجهول المخرب..ستكون فرصة عظيمة إن كان هو..سيضيق عليه الخناق ويمنعه من الفرار ولن يكرر الخطأ هذه المرة.نزل السلالم بخطوات ثابتة ووجه الاضاءة على زوايا الصالة حتى لمح ظِلاً ساكناً على الحائط..ظِل رجل يجلس على كرسي خشبي هزاز إشتراه ثيو سابقاً وأُزيح من مكانه قليلاً..وجه عليه المسدس وسلط عليه الضوء وصاح محتفظاً برباطة جأشه

"من أنت ومالذي تريده؟"

بعد دقائق من الصمت، خرج صوت هادئ

"جئتك في سلام فلتبعد عني سلاحك"

"قل لي من أنت أولاً؟"

"جئتك طلباً للمساعدة "

"أهذا هو أسلوبك في طلب المساعدة..تقتحم المنازل وتخربها"

"أخربها!!هون عليك..أظنك أخطأتني بشخص آخر هذه زيارتي الأولى لك محقق ثيو"

إنه ليس من توقعه إذاً لتضيع فرصة القبض عليه مجدداً ويصاب بالخيبة..إذاً من هذا الشخص ومالذي يطمع فيه؟! وكيف يعرفه؟. أخفض مسدسه قليلاً وسلط الضوء على ظهر الكرسي ولم يفلح سوى برؤية رأسه الغريب فأبتدره سائلاً

"مانوع المساعدة التي تطلبها ولمَ أنا بالذات؟"

"بلغني بأنك محقق بارع والصحف والتلفزيون يشهد فقررت اللجوء إليك والتأكد بنفسي من صحة ماوصلني"

"وماذا وجدت فيني الآن ؟"
راقه المديح وابتسم داخله، ياله من شعور جيد يدغدغني.

"الشجاعة والثبات"سكت لثواني ثم استطرد

"دعني أدخل في صلب الموضوع..لن أخبرك عن هويتي وسأكتفي بأني رجل ذو نفوذ كبير أرغم الجميع على تنفيذ أوامري، وستكون واحداً منهم "

لا يدري لمَ داخله هذا الشعور بأنه مهدد رغم كونه صاحب السلطة هنا والسلام في حوزته، شعر للحظة بضعف واستصغار

"فلتعذرني، لست شخصاً يلبي الأوامر بسهولة خاصة ان كان لا تروق لي..فلتلجأ لشخص آخر غيري يساعدك ويكون تحت تصرفك"

بيد أن الرجل لم يهمه موقفه وراح يذكر له مطلبه بنبرة منكسرة فيها رجاء خالفت موقفه المسيطر

"عثرت على جثة ابني الوحيد ممزقة منذ حوالي خمسة أيام وعزمت على الإنتقام من الذي سلبني فلذة كبدي وأرشدوني إليك..أنت أفضل من أي شخص آخر في القبض على المجرمين وها أنا هنا لأطلب منك الكشف عن قاتل ولدي"

أطرق ثيو يفكر في هذا الموقف الذي لم يتخيله أن يحصل فاستعصى عليه ألاختيار ما بين فترة الإستراحة أو مساعدة هذا الشخص البائس الذي رغم كل نفوذه، تنازل عن هيبته واظهر حزنه وانكساره لغريب وفي النهاية إهتدى إلى قرار حاسم

"أعتذر لكنني مرهق وأحتاج لفترة أستعيد فيها طاقتي أرجو أن لا تؤاخذني سأدلك على محقق أبرع مني وسيساعدك أنا متأكد"

"ألن تندم؟"

قطب جبينه مستغرباً سؤاله فأجابه

"ليس عندي ما أندم عليه"

"حقاً!..كأخيك مثلاً أو صديقتك؟!..أعتقد أن أسمها غريس صحيح؟ "

إنه وغد في الأخير من المستحيل أن يسعى إليه دون عمل الاحتياطات اللازمة.فكر واندفع شاهراً مسدسه هائجاً فاهماً ما يرمي اليه وحقيقته

"مالذي فعلته بهما فلتخبرني حالاً؟"

ضحك الرجل ضحكة مدوية لعبت بأعصاب ثيو وشلت تفكيره ليجيب أخيراً معجباً بذكاء المحقق موضحاً

"أنت رجل نبيه بحق لهذا جئتك..في الواقع شككت في كونك لن تساعدني لذا قررت اللعب معك ومالمانع...لذا حتى تتم مهمتك سيبقى أخيك وتلك الفتاة رهينتان عندي"

"ماهذا الهراء..أين هما الآن؟..تحدث وإلا أرديتك قتيلاً"

"تمهل يارجل إندفاعك هكذا لا ينصب لصالحك..أنا أعلمك كيف تجري الأمور معي لتحذر في أفعالك، ولا تقلق إنهما حيث موجودان الآن وبإمكانك الاتصال بهما لتتأكد أكثر"

هدأ ثيو قليلاً واستعاد وعيه لكنه إستمر بتوجيه المسدس ناحيته تحسباً وقال

"إذاً أنت مصر على سياستك القذرة باستخدام أخي وصديقتي كرهائن، أنت حقاً رجل سئ"

"أكثر مما تتصور..رغم إن هنالك من هم أبرع منك إلا إنني فضلتك عليهم لما تملكه من ميزات يحتفى بها خاصة مع قضيتك مع ذاك المدعو بالشيطان جعلتني أكثر إصراراً في إستخدامك..والآن عزيزي ثيو أتطلع كثيراً للعمل معك..أعتقد أننا أتفقنا"

إستوى واقفاً ومشى بتؤدة نحو المخرج وقال كلماته الأخيرة

"لا تبلغ الشرطة عني فإن فعلت فلستُ مسؤولاً عما سيصيبهم بل أنت من ستتحملها.. تعلم ما أقصده، أراكَ قريباً"

تذكر كيف كان لقاءه به وهو يسير خلف قامته العريضة الضخمة حتى أن بذلته السوداء تكاد لا تسعه وكيف أنه إستطاع جره وإقناعه بسهولة على قبول طلبه..كم كانت تلك الليلة مرعبة حين صار غارث وغريس جزءً من صفقة غير مضمونة النتائج وكل ماعليه فعله الآن هو الأنصياع كرهاً حتى يبلغ مقصده.

دخل إلى غرفة أشبه بغرفة عمليات يحرسها نفرٌ ذوو وجوه قاسية متوحشة وأغلق الباب خلفهم ليبقى مع الرئيس ورجل مسلح نفذ الأمر برفع غطاء أبيض ملقى على جثة لفتى طمست معالم جسده مستلقي على سرير حديدي.إقترب يلقي نظرة شاملة على جسد يثير الإشمئزاز والرثاء فقد كانت أحشاءه منتزعة بطريقة وحشية لا يفعلها إلا حيوان بري مفترس واقترب سنيك كذلك يتأكد ما إن كان المنظر قد أشعره بالخوف أو القرف لكنه فشل مما زاد إعجابه بهذا الرجل الذي إعتاد على رؤية ما هو أفظع.

"نحتاج إلى طبيب شرعي ليقوم بالتشريح..إن وجوده ضروري جداً"

"لكنك أفضل من الطبيب لهذا استعنت بك"

رمقه بإنزعاج خفي..إنه يحمله أكثر من طاقته ووجود طبيب يساعده سيخفف عنه العبأ فكيف عساه يقنعه

"فلتتفهم رجاءً بأنني لا أستطيع القيام بهذا لوجدي إلا بوجود طبيب مختص وأنا لست مختصاً بأمور التشريح إنه يساعد على إكتشاف بعض الأشياء التي تستعصي معرفتها..لكل منا وظيفته المختفة كما تعرف فلتنظر في الامر رجاءً"

ساد صمت فكر فيه سنيك وأومأ بعدها بالموافقة فلا خيار أمامه سوى تلبية طلبات ثيو حتى يجد الجاني.

"ماذا يمكنك أن تخبرني عن إبنك؟"

سأله ثيو وهو يخرج من جيبه مدونة ذات جلد بني وقلم حبر أسود يدون ما يعتقده معلومات مهمة وأخذ يسطر ما يقوله الوالد الحزين على موت ابنه الوحيد

"-أودين 18 سنة.
2-ترك المدرسة في سن14سنة.
3-لدى والده الكثير من الأعداء المستعدين لقتله وابنه.
4-يملك حبيبة تدعى سولا (يجب استجوابها).
5-يحب لعب البلياردوا(يجب إستجواب من يلعب معهم ).
6-هاتفه مفقود؟؟؟!"

ثم دس المدونة في جيبه وتطلع لصورته في المرآة الأمامية لسيارته وتذكر ما قاله سنيك قبل خروجه مع الرجال الذين عصبوا عينيه وأوصلوه إلى حيث كانت تستقر سيارته في أحد الكراجات العامة

"عندما تجد الجاني ابعثه لي فإن لي معه حساب عسير".
أطلق تنهيدة عميقة أتبعها قوله "سيكون العمل شاقاً أتمنى أن تجري الأمور على خير ما يرام" ثم أردف متساءلاً "هل سيقتلني إن فشلت؟أوه سحقاً لن أموت على يد هذا الرجل..ثيو كن شجاعاً واثقاً..لا تنفعل" وأنطلق لوجهته التالية تحت جنح الظلام.وفي مركز الشرطة، اجتمع والد الآنسة سكارليت الذي أصر على تقديم شكوى ضد الطالب المدعو كارلوس مع أخ موريس الأكبر الذي وافقه رأيه حال رؤيته لأخيه الخائر القوى واللذي كان حاضراً أيضاً يشهد أفعال الفتى العدوانية للآنسة.قامت الشرطة بواجبها وتحركت بناءاً على شهادة صديقهم الخائن وتم القبض على ثلاث منهم برفقة كارلوس في وقت الزوال ومع أن الجميع كان منهك وبحاجة إلى الانصراف، أتت والدة المعتدي مقتحمة المكان ساعية للتسوية لكنها ما كادت تكلم الشرطي حتى صعقت لرؤية والد المعتدى عليها وكان الشعور متبادلاً معه وقد لاحظت ابنته ما يجري بين هذين الإثنين وسألت مستفسرة
"هل تعرفان بعضكما؟"
أجاب شارد الذهن "نعم ..إنها من حدثتك بشأنها"
"من؟"وسكتت ثم استطردت تقول متلعثمة متشككة
"تقصد..ز..زوجتك المستقبلية!!"
"هي بالذات"
اعترف جاعلاً الجميع يذهل للمصادفة السيئة التي وقعوا بها بمن فيهم الساحق كارلوس.
يتبع

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro