Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الشيطان2الفصل الخامس


قراءة ممتعة

1

"بونجورنو...كومستا؟(buongiorno..come stai)"

كلمات غريبة اخترقت أذنا ثيو وأيقظته من نومه العميق.تطلع حوله بعينين نعستين وأستقرتا أخيراً وبوضوح على وجه إشتاق إليه كثيراً، ورغم جهله باللغة التي سمعها تواً إستطاع وبذكاء التقاط معناها فأجاب متثائباً
ً
"صباح الخير..حالي كما ترى يرثى له"

"هيا أعطني عناقاً حاراً يا صديقي لقد اشتقت إليكَ كثيراً"

رفع جسده بتثاقل من على الأريكة التي إتخذها الليلة الماضية -وعن عجز منه لقصد غرفته- سريراً يريح به جسده المتعب وتعلق بصديقه يعانقه بحرارة لتدب الحياة في المنزل ويسترد بهجته من جديد ثم جلسا على المائدة لتناول الإفطار الذي أعده ثيو واستغرقا في حديث شيق

"كيف كانت رحلتك؟"

سأل ثيو ديلان بينما يسكب له كوب حليب، وأجاب الأخير عابس الوجه

"لم تكن كما خططت لها"

وضع ملعقته جانباً وأستطرد بذات العبوس

"قضيت أيامي في مطاردة رجال الأعمال وحثهم على الإستثمار في شركتنا بالكاد أخذت أستراحة"

"وهل وفقتم في مسعاكم؟"

سأل ثيو مجدداً وأنتظر إجابة ديلان الذي صمت يستذكر المواقف التي تعرض لها خلال رحلته مع والده لأجل العمل ثم أجاب بعدها وقد بدأ العبوس يتلاشى

"نعم بنسبة قليلة على غير ما توقعناها..على كل حال أنا راض على غرار والدي"تنهد وأضاف"لهذا أكره أن أكون رجل أعمال أتوسل للآخرين..أنه يجعلني أفقد كرامتي"

"على الأقل رحلتكم جاءت بنتيجة وإلا رأيتُ أمامي الآن كتلة غضب لا يكاد الواحد ينغزها إلا وأنفجرت في وجهه"

تبع عبارته ضحكة صادقة رغم أحداث الليلة الماضية المؤرقة وتعاقب طرح الاسئلة بينهما ليسأله ديلان أخيراً عن عمله الجديد الذي جعل وجه ثيو يحتقن ويتضايق كردة فعل معروفة لدى صديقه الذي علق
 
"مشاكل في العمل مجدداً..هذا واضح جداً من تصرفك"

أومأ ثيو مؤيداً ثم ندت عنه تنهيدة عميقة أثبتت لديلان أن ما يعانيه خطير جداً وليس كما يظنه صديقه وكما هو واضح من ردود الأفعال هذه أبتدره يسأل بإنفعال مكتفياً من حركاته المضطربة

"تكلم ماذا يجري معك صمتك يرعبني يا رجل"

حدق فيه مطولاً و فكر فيما لو يمكنه اطلاعه على كل شئ و طلب مساعدته في حماية غارث و غريس لكن هذا سيزيد الأمور سوءاً وسيعرض شخصاً آخر للخطر وسيكلفه الكثير جداً، علاوة على تهور ديلان وإحتمالية إفساده لخططه حيث سيتأزم الوضع وينتهي بهم جميعاً موتى لذا فضل كتمان سره وإطلاعه على القليل المهم ما يكفي لإراحة ذهن صديقه

"ليس بالكثير فقط بعض الأمور البسيطة التي سأحلها قريباً"

سكت هنيهة ثم تابع يقول

"عليك أن تعرف بأن المنزل تعرض للتخريب على يد شخص مجهول عدة مرات وأعتقد بأنه سيعيد الكرة لذا خذ حذرك..ولا تقلق بأي شئ آخر "

إزداد إنفعال ديلان وضرب كفه على سطح الطاولة وقال مغتاظاً

"وكيف لم تقبض على هذا الحقير..كيف فر من قبضتك بسهولة؟"

"كان محظوظاً وسريعاً جداً سأتأكد من القبض عليه حين يكرر أفعاله"

هدأت ثورة ديلان وعاد يسأل مستاءاً

"إذاً أنت تتخلى عن قدراتي وترفض مساعدتي لك؟"

"كيف أتخلى عن صديقي العزيز الذكي وإنما..."

بتر جملته محاولاً إيجاد تبرير مناسب يسكت به فم صديقه وتدخلاته الكثيرة التي ليست بصالحه وليثبت له عدم تخليه عنه، قال مع علمه أن ما سيتلفظ به لا يخلو من الخطر

"سأسند لك مهمة القبض عليه إن إقتحم المنزل مجدداً مارأيك؟"

دعك ديلان صدغه اليسار رافعاً حاجبه اليمين ومخفضاً الآخر وحملق بوجه ثيو الذي سدد له إبتسامة جانبية كنوع تحدي يكشف معادن الرجال.أما ديلان فهب من مجلسه وفرقع بأصابع يده اليمين وقال بحماس يضغط على أسنانه

"سأقبض عليه وأبرحه ضرباً..فقط إسترخي وشاهد ماسأفعله ياصديقي"

قهقه ثيو وقام يصفق مقراً بشجاعته متخوفاً في آن واحد من القادم المجهول.تلا هذا الحدث الصباحي حدثاً آخر زاد من معاناة ثيو إذ وجد عجلات سيارته جميعها مثقوبة كدليل واضح على إن الفعلة متعمدة ومقصود بها ترويعه، ليس هذا فقط بل كُتب على زجاج النافذة الخلفية عبارة تهديد تقول "جهز نفسك للموت"وأي شخص سيقدم على عمل دنئ كهذا غير المخرب المجهول؟!.فكر.

وضع نظارته السوداء وخرج مؤجلاً فحص السيارة بحثاً عن دليل لوقت آخر فهناك ما هو أهم.قطع طيلة الطريق سيراً على الأقدام ولو تواجد ديلان لسهل عليه الأمر و أوصله لمركز الشرطة لكنه كان قد غادر مسرعاً لوجهة لم يخبره بها، ولحسن حظه وقفت سيارة نقل كبيرة وأوصلته لمركز المدينة وكل ما عليه فعله، إيقاف سيارة أجرة تقله إلى المركز وقد شغلت تفكيره طيلة الطريق، إذ عليه الاختيار بين إستئجار شقة أو العودة لمنزل والديه القديم ليكون قريباً على المركز فموقع منزله  يصعب عليه بلوغ وجهاته التي يريدها وفيما هو حائر، أبلغه السائق أنه غير قادر على التقدم أكثر مما وصل إليه، فأوقف سيارة أجرة أخرى أنطلقت به حيث يريد وفي منتصف الطريق اصطدمت سيارة جيب متعمدة بهما حيث أشهر سائقها سلاحه وأطلق رصاصة هشمت زجاج النافذة الخلفي مستهدفة رأس ثيو متجاوزة إياه بأعجوبة.وفي أثناء ذلك، فقد السائق توازنه وأرتعدت فرائصه مما حدث تواً وعندما طلب منه ثيو أن يقود بسرعة ليتملصا من مطلق النار المتهور، إحتج طارداً زبونه من سيارته

"لدي عائلة يارجل لا أريد أن أموت"

مكرهاً ومصدوماً، ترجل منها مسرعاً وقد ساعدته إشارة المرور الحمراء في اجتيازه الشارع والوصول لبر الأمان هرباً من ذاك الشخص.فكر في إحتمالية أن يكون مبعوث من قبل سنيك لقتله لكنه إحتمال ضعيف لا سيما وأن الرجل قد ولاه ثقته كما أسلف، إذاً تبقى ذاك المخرب المجهول، فأخذ عقله يحلل أحداث هذا الصباح وتوصل لإستنتاج منطقي فيما تعنيه عبارة التهديد التي لمحت إلى موته اليوم.إستخف من هذه الألاعيب الطفولية، كان على ذلك الشخص القيام بعمله مباشرة في قتله وهو نائم على سريره مثلاً بما إنه إقتحم منزله مرات عديدة.آلاعيبه هذه تشير إلى طبيعة نفسه السادية في إيذاء الآخرين والتغذي على خوفهم..قائمة على سياسة الترويع والأبادة..إبادة نفسية ضحيته بالكامل قبل شروعه بالتخلص منها نهائياً..أساليب إتبعها المجرمون لعصور طويلة في فرض قواهم على ضحاياهم ومازالوا يتبعونها مع إضافة لمسات حديثة عليها تشبع غرائزهم أكثر.مثل هذه الحيل والالاعيب لا تنطلي عليه  ولا تهتز لها أوصاله فقد مر بما هو أسوء وخرج منها سالماً لكن هذا هل سيخرج منه سالماً مع إصرار ذاك المخرب على قتله؟.عليه إذاً أن يتصرف معه فأخذ يبحث عنه في كل الأرجاء ناوياً مواجهته.

في هذه الأثناء وفي مطعم الزوجين غريغوري كانت غريس تساعد العاملين الأربعة في تنظيف المكان تمضية للوقت.كانت ساخطة على وضعها الحالي؛ فقد جاءت لتنعم بالراحة وإذا بوالدتها تجبرها على العمل غير آبهة بما تتعرض إليه من متاعب خلال دراستها، وكلما حاولت التسلل أمسكتها ووبختها عقاباً لها على تصرفها مع ذلك الزبون الذي أساءت إليه سابقاً وهي الآن تتمنى حدوث مايخلصها من العمل.و فعلاً أُستجيبت أمنيتها بدخول رجل تصرفاته وهيئته تثير الريبة يتطلع حوله كأنه يبحث عن شئ ما أو شخص ما!.تركت الممسحة على إحدى الطاولات وتوجهت صوبه بنية إعلامه أن المطعم سيباشر العمل بعد أقل من ساعة لكن مورغان سبقتها إليه بخطوات متعجلة وسحبته من يده كرهاً وخرجا سوية مما ضاعف فضول غريس تجاهها خاصة إكتشافها الأخير قبيل مجيئها للمطعم.

آنذاك وقبل مباشرتها العمل، توقفت أمام غرفة أختها غاضبة من والديها اللذان حرماها من طقوسها المعتادة في مناجاة روح أختها وأكتفت تواجه الباب تدعوا لها بالسكينة والراحة حتى فُتح بغتة وأطل منه رأس مورغان التي أحست بوجودها.الغريب في هذا الموقف أن الفتاة استقبلتها بحفاوة كبيرة ولم تبد ممانعة إطلاقاً في دخولها خلال ساعات غيابها على غير ما توقعته منها كأن ترميها مثلاً بعبارات الإهانة إنتقاماً لفعلتها السابقة أو تتجاهلها وتمر جوارها كأنها صنم.تنحنت ثم سألتها مهتمة بهوية الشخص الذي أخبرها بما تقوم به وأجابتها مورغان بصدق

"والدك أخبرني..في الواقع أخبرني كل شئ وأنا  لما جرى..لابد أنك عانيتي كثيراً.. فقدان شخص عزيز مؤلم بحق"

سكتت قليلاً ثم قالت "لن أطيل البقاء هنا لذا كوني مطمئنة والآن خذي وقتك سأسبقكِ للمطعم"

دُهشت لمعاملتها الطيبة وشعرت بالإحراج عما تسببت به سابقاً وودت لو تشكرها وتعتذر إليها لكنها كانت قد غادرت الغرفة.دخلت بعد ذلك وركعت قرب سرير أختها وأطبقت كفيها تدعوا وتسرد لها ماجرى من أحداث كالعادة حتى قاطع عملها نغمة هاتف..أخرجت خاصتها من جيبها وتفحصته ولا إشارة تدل على وجود مكالمة أو رسالة..ليس هاتفها، إذاً من أين أتت ربما تتوهم!.عادت لوضعها الأصلي وأغمضت عيناها تتأمل لتفزعها النغمة من جديد وجعلت تبحث عن مصدرها.وقع بصرها على حقيبة يد صغيرة سوداء ورجحت أن تكون المصدر. تأكدت من عدم وجود مورغان في الجوار وفتحت حقيبتها بتوجس لتخرج هاتفاً أعلن عن وصول رسالة.ترددت في قراءتها لكنها لم تستطع منع نوبة الفضول وسحبت الشاشة تقرأ المكتوب.

"لمَ لا تردي على إتصالاتي؟حسناً ..لا يهم سآتي إليكِ بعد قليل لأستلم النقود لقد تأخرتي كثيراً في الدفع."

كان المرسل غاضباً كما عبرت رسالته، فقد إتصل بها عدة مرات ولم تستجب له فعمد إلى إرسال الرسالة والغريب أيضاً أن مورغان لم تسجل اسمه بل أكتفت بحفظ الرقم فقط.هل الفتاة تدين لأحدهم بالمال وتتجاهل إتصالاته وتتعمد ترك هاتفها كيلا يزعجها؟! وهل يعقل أن يكون الدين لأجل جرعة مخدرات أو ما هو أسوء؟أفكار سوداء طغت فكر غريس وحين تنبهت أنها أطالت البقاء أرجعت الهاتف للحقيبة وخرجت وكلها فضول لمعرفة حقيقة هذه الفتاة الغامضة.
وبعد فترة وجيزة، جاء إلى المطعم رجل غريب استدعى مورغان وهذا مؤشر على أنه  المرسل ذاته وما على غريس فعله، إكتشاف ما يحدث بينهما آملة الحصول على دليل قوي يلقي بها خارج عائلتها؛ فلقاء الفتاة برجلين غريبين خلال مدة زمنية قصيرة والحديث عن نقود لا تدري لأجل ماذا، هيج رغبتها في إبعاد الخطر عن عائلتها وعظمت تصوراتها بشأن المستقبل فلم تعد مجرد مسألة غرفة بل مسألة حياة أو موت.سحبت نفسها من المكان تاركة عملها لتتبع الرجل والفتاة وإختلاس ما يمكنها إختلاسه من حركات مريبة أو كلام يثير الشك. وبينما راحت تمشي بخطوات صامتة حذرة، اصطدمت بجسم ضخم أعاقها عن مسيرتها وأرجعها للخلف مذعورة.تلعثمت قائلة وهي تمط رقبتها تنظر نحو ضالتيها

"أعتذر ..لم ..أنتبه"

"لازلتِ حمقاء كما عهدتك"

صرفت نظرها عنهما وأستقر على وجه من أصطدمت به لتشهق مندهشة

"د..ديلان!!!"

عبس بوجهها وقال"مابكِ كأنكِ رأيتِ وحشاً"

خففت من توترها وقالت شبه مبتسمة

"لقد فاجأتني..متى عدت؟"

"تقريباً منذ يومان.لم تتصلي بي هل نسيتني؟"

"إنشغلت جداً في الدراسة و.."

بترت عبارتها غير قادرة على التبرير ودخلا المطعم سوية فيما يغلي صدرها ساخطاً على قدوم ديلان الخاطئ.تحدثا في مواضيع بسيطة كانت خلالها في عالم آخر متجاهلة تماماً وجوده وتكتفي بإيماءة بين الفينة والأخرى حين يسألها ولما لاحظ تصرفاتها المريبة، ثار في وجهها مغتاظاً

"هل أنا غير مرئي بالنسبة لكِ ..أنتِ تتجاهلينني تماماً ولا تستمعين لما أقول"

"ديلان...هل أنت على إستعداد لمطاردة؟"

أجابت إجابة في غير محلها لا صلة لها في موضوعهما جعلته يرفع حاجبيه دهشاً ويقول

"ما لرابط بين ما قلته وسؤالك الغريب..أي مطاردة هل تمزحين معي"

أشارت لمورغان وقالت بلهفة

"تلك الفتاة ستغادر المطعم ..ساعدني على مطاردتها"

ضحك مستهجناً وأردف

"يا إلهي ..هل الدراسة أفقدتك عقلك ..أنا ..."

سحبته من يده قبل أن يكمل كلامه وجرته معها تنوي تتبع مورغان التي استأذنت والد غريس في القيام بعمل ما.دخلا السيارة وصرخ بها

"فسري لي ما يجري، من هي تلك الفتاة؟"

"إهدأ وأتبع تلك السيارة وسأخبرك حينها"

قالت تهدئه وعيناها لا تفارقان سيارة الأجرة التي استقلتها مورغان وشرعت تفسر له ما تعتقده بشأن الفتاة فضحك ساخراً وقال
                                 ً
"ينبوع الفضول خاصتك لم يجف كما أرى..يا لها من عادة مقرفة"

"دعنا لا نتجادل ديلان وقم بعملك صامتاً"

"هل أنتِ متيقنة مما تفعلين؟"

تجاهلت الرد وأضاف حاسماً

"لك ما تريدين طبيبة غريس.لنرى إلى أي وادي سيودي بنا فضولك"

بعد مطاردة هادئة لم يُكشفا خلالها، ترجلت مورغان وقطعت طريقها نحو منزل أختفت داخله.مرت ربع ساعة كانت ثقيلة على ديلان الذي كلما حاول قول كلمة ما زجرته غريس حتى تمكن أخيراً من قول ما عنده متململاً

"دعينا نعد أدراجنا لا أظنها ستخرج"

"بل ستخرج متأكدة من ذلك"أجابته وهي تتلصص من النافذة ليقول مجدداً وهو يتمعن في حركاتها

"وماذا ستفعلين ..هل ستذهبين إليها وتخبرينها بأنكِ تتعقبينها وترغبين بمعرفة مشكلتها؟!"

"نعم سأفعل"

"لماذا..مالذي تتوقعينه؟"

حركت رأسها ونظرت ما خلف الزجاج الأمامي للسيارة ونطقت في بعض من الندم"قررت إبعاد أي شخص غريب عن عائلتي..لن أكرر أخطائي السابقة"
فهم ما أشارت إليه ليلتزم الصمت وما أن مرت دقائق قصيرة، لمحا مورغان وهي تخرج تتبعها امرأة كانت تحمل بين يديها طفلاً يتراوح عمره بين السنة والسنتين كما قدرته غريس وتساءلت عمن يكونان وبينما كانت تفكر في الخطوة التالية، وردها إتصال من غارث يطلب حضورها ضرورياً، إتصال أجفل كل قطعة من جسدها.

2

كان الفريق بإنتظار ثيو الذي تأخر كثيراً عن الموعد وكان يتضمن العميل كليرك والعميل لوثر والعميلة مورين والطبيب الشرعي مورفي بالإضافة إلى الرئيس ولم تمر غير لحظات قليلة حتى حضر المحقق الذي لم يكن بأفضل حالاته.رحبوا به  بإستثناء العميل لوثر الذي كان حاضرا خلافاً لإرادته ولما التقت عيناهما سأله ثيو مستفسراً عن سبب قبوله المشاركة وتعمد لوثر أن لا يجيب متكبراً فيما تولى الرئيس الإجابة عنه قائلاً بأنه أقنعه وأختتم الموقف بذهابهم جميعهم للمشرحة غاضين النظر عن حالة رفيقهم غير الطبيعية.فيما بعد، تولى الطبيب مورفي وهو رجل قصير أسود البشرة في نهاية عقده الرابع التعريف بالجثث حيث كشف الغطاء عن أول جثة وشرع يقول

"لدينا هنا فتى أبيض البشرة في الثامنة عشرة يدعى جيس ساندرز تم قتله بطلقة مسدس عيار 9مم مباشرة في رأسه تم إستخراجها والتعرف عليها كما تلاحظون في التقرير الذي لديكم"

إقترب ثيو من الجثة يدقق النظر على كل جزء فيها ولفت نظره بقعة زرقاء داكنة تحيط عين الضحية اليسرى وشق في شفتيه كمؤشر لتعرض الضحية للضرب وقال بإهتمام

"يبدو أنه قد تعرض للضرب قبل قتله فهذه العلامات ليست قديمة"

"كما قلت محقق ثيو هذا ما أثبته فحص المختبر فعندما تم إيجاد الضحية كان الشق في شفتيه عميقاً جداً ويستمر بالنزف"

وافقه الطبيب مورفي ليتدخل العميل لوثر يسأل هو الآخر

"ماذا عن الحمض النووي..ألم تلاحظوا أثراً على شفتيه أو عينيه يدل على هوية القاتل؟"

"كلا للأسف..كل ما عثرنا عليه هو دم الضحية وطلقة المسدس"

"ماذا عن هذه الثقوب في يده ..هل تدل على إنه كان يتعاطى؟ فشحوب بشرته وضمور عظلاته خير دليل"

سأل ثيو يريد التأكد من صحة قوله وأجابه الطبيب على الفور

"لقد توصلنا من خلال التشريح إلى إكتشاف نسبة كبيرة من الهيروين في جسده..أنت دقيق الملاحظة محقق ثيو يسعدني دوماً العمل مع نوعك"

قال مشيداً بذكاء ثيو مثيراً غيرة العميل لوثر الذي طلب من الطبيب الإستمرار في عمله بحجة ضيق الوقت وأستجاب حالاً

"أن ما سترونه الآن لايناسب ذوي القلوب الضعيفة"

وكشف عن الجثة الثانية المقطعة الأطراف لتغض العميلة مورين بصرها مرتعبة وأستطرد الطبيب

"لدينا فتى أبيض البشرة في السابعة عشرة من عمره يدعى مالكوم غرسبي ..كما ترون تم تقطيع أطرافه بأداة حادة لازال البحث عنها جارياً وعثرنا كذلك على نسبة كبيرة من الهيروين "

تفحص ثيو الجثة المقطعة بدقة كسابقتها وتحسس أنفه رائحة غريبة تنبعث من شعر الضحية لم يستطع تمييزها فسأل الطبيب

"أشتم رائحة غريبة في شعر الضحية هل لديك فكرة عما هي؟"

قرب  الطبيب أنفه يشتم الرائحة وكان الجميع يترقب بحماس إجابته.قال أخيراً بعد تفكير

"تبدو لي رائحة معقم لليدين..لست متأكداً تماماً سأعمل عليها"

وتفقد ملفه ودون ملاحظة

"فلتكتشف نوعه ربما يقودنا لشئ"

"حسناً..والآن الضحية الأخيرة ..فتاة حنطية البشرة في السابعة عشرة من عمرها تدعى جوزفين كرومويل..قتلت بوحشية فظيعة.."

توقف برهة وقال متعاطفاً

"جعل من وجهها لوحة يمارس عليه فنه القذر وحين إنتهى من عمله طعنها في قلبها..يالهم من مساكين هولاء الأطفال"

"هل تتعاطى أيضاً؟"سأل العميل كليرك وأجاب الطبيب

"نعم..جميع الضحايا كانت تتعاطى نفس المادة ألا يثير هذا الشك برأيكم؟"

قال لوثر معقباً"المراهقين يتدرجون بتعاطي المواد هذه الأيام يبدءون بالأقل تأثيراً وصولاً للأقوى تأثيراً..من يجعلهم في قمة اللذة"

"صحيح والهيروين قادر على تزويدهم باللذة التي ينشدونها متناسين خطورته الشديدة على الجسم، فهو مشتق من المورفين وأقوى منه تأثيراً بثلاثين ضعف تقريباً"

قال الطبيب وتحول إهتمامه كالموجودين لثيو الذي قال موجهاً كلامه للرئيس

"أخبرتني سابقاً بوجود أربعة جثث فأين الرابعة؟"

"في الواقع كانوا خمسة..كلفت الفريق الآخر بالمهمة..ألن تدلي بتعقيب حول هذه القضية؟"

"سأدلي بتقرير كامل بعد زيارة مسارح الجريمة الثلاث..هذه المهمة الأولى دعونا نذهب"

حدق العميلين لوثر ومورين في بعضهما غير مستوعبين ما يقوله فقد تم تمشيط مسارح الجريمة بأكملها ولم يتم العثور على دليل ولا يستوجب تكرار العملية بيدَ أنه فهم ما يجول بخاطريهما وترك التوضيح للرئيس الذي قال مادحاً عمل ثيو

"تعلمان إن أجهزة الأستشعار الطبيعية للمحقق ثيو قوية وقد يكتشف ما عجزت الشرطة عن إكتشافه..أطلب منكم جميعاً التعاون معه فيما يقول وخاصة أنت"

خص عبارته الأخيرة للعميل لوثر وأنطلق الفريق لرحلة الإستكشاف الغامضة.

وصل كلاً من غريس وديلان لمركز إعادة التأهيل وغذا الخطى لغرفة غارث متخوفان من حدوث أمر خطير.إستقبلهما طبيبه الخاص قائلاً بأن نوبات فزع شديدة لم يستطع تحديد مصدرها إنتابته، وكان يصرخ ويهذي بكلمات غامضة مثل "إبتعدي عني..لا تؤذيني" ثم كرر اسم غريس مستنجداً بها مما جعل الطبيب يحقنه بحقنة مهدئة أخمدت فزعه كما أخبرهما أن الزيارة ممنوعة حالياً خوفاً من قيام المريض بفعل يؤذي الآخرين وقد عارضته غريس بشدة لولا أن سحبها ديلان مخالفاً رغبتها في البقاء مع غارث وأدخلها السيارة حيث سألها عما يعاني منه غارث وأخبرته بما يريد.

"سأخبر ثيو ..لم أعد أحتمل"

"كلا لن تخبريه بأي شئ"

"من حقه معرفة ما يجري مع أخيه..إن غارث بحاجة إليه"

"لن تخبريه شيئاً أفهمتِ"هدر في وجهها غاضباً ثم إستكان قليلاً وأوضح مقصده

"إن ثيو يعاني أكثر منه..لم يفصح عن شيئ ولكني قرأت وجهه وأجزم بأن ثمة خطب ما معه وسأكتشف هذا..أرجوكِ لا تجعليه يعاني أكثر..لا تصعبي الأمور عليه ودعينا نجد حلاً للمشكلة سوية"

"أتعني أن عمله أكثر أهمية منه، يا إلهي إن هذا يفقدني صوابي"وتكتفت غاضبة.ساد الصمت لفترة ثم قطعه قائلاً

"أظنه بدء يستعيد ذاكرته"

"وما أدراك ربما تكون مجرد أحلام"

سكتت وتأملت وجه ديلان الذي طرأت عليه تغييرات غامضة فسرتها بسؤالها

"أنت تخفي شيئاً بخصوص غارث..صحيح؟"

أدار وجهه صوبها وأجاب فاضحاً توتره

"ك..كلا..ماذا تعنين..رباه..لاتحدقي فيّ هكذا.. لا أعلم شيئاً"

ثم تزمزمت شفتاه بكلمات مبهمة لم تفهمها ونطق بعدها

"دعينا نتحرى عن ماضي غارث ربما نكتشف هوية تلك المرأة"

بدأ يتضح لغريس أنه يخفي شيئاً ومادلها على هذا الإستنتاج إلا جملته الأخيرة بشأن ماضي غارث وإلا مالدافع وراء إقتراحه المفاجئ هذا؟!.وفي مكان معزول تحت الأرض صدرت أصوات صراخ مفزعة جعلت الطيور تهرب من أعشاشها لهول صداها مخلفة موجة رعب في أرجاء الغابة الواسعة!.

يتبع .

تزمزمت=تحركت

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro