Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الشيطان2الفصل 10

إقرأ بتركيز
استغفر الله وأتوب أليه

خرج من المقهى يحتضن قهوته بكلتا يديه منشرح الصدر،باسم الثغر لحصوله عليها مجاناً بسبب زيارته الأولى لهذا المقهى المفتوح حديثاً.قربها من أنفه و تنشق رائحة البن الزكية ثم مررها على كامل وجهه منتشياً لينتهي بها المطاف وهي تلامس شفتيه ليحلق في عالمه الخاص.ماهو أسوء ما يمكن أن يحدث في هذا الصباح الجميل ويعكر عليه صفو لحظته الفردوسية التي أنسته بالأساس الوجهة التي هو ذاهب إليها؟!.أي سحر هذا الذي إستباح حواسه وأفقده ذاكرته؟!كم يتمنى أن تطول هذه اللحظة وكم يتمنى سحراً يملك من التأثير ما يمكنه أن ينسيه حياته برمتها ويستبدلها بأخرى أكثر سعادة وأماناً.كأن يستيقظ مثلاً في إحدى الصباحات ويرى نفسه كشخص جديد في مكان جديد..حياة بسيطة لا يشتكي منها حتى وإن كانت ريفية طالما تغمرها السعادة والحب والأمان وراحة البال فهو راضي ومقتنع،فلِما أمنية صغيرة كهذه صعبة المنال؟!.

إنتبه أخيراً إلى حالته وأفكاره الجديدة التي إنزوت في ركنٍ ما من دماغه بلا دعوة منه أو إستئذان وأفقدته التركيز،ووقف على حقيقة واحدة وهي أنه المسؤول الأول عن إختياراته التي أودت به إلى هذا الحال فلا يجدر به إذاً التشكي ولوم الآخرين وليرضى بما إختاره لنفسه وإن كانت له القدرة على تغيير حياته وتصحيح مساراته فليسرع قبل فوات الآوان ويحظى بالسعادة والأمان التي ينشدهما.ويبقى السؤال المفتوح أيمكن أن يتخلى عن حياته ووظيفته التي قاتل لأجلها وتعرض للصعاب لأجل حياة أخرى قد تكون بعض الشئ مستحيلة؟.

لحظة الصفاء والسلام القصيرة بشربه القهوة لم تدم طويلاً إذ دفعه أحد المارة المسرعين على جنب لتنكب قهوته وتبلل سترته السوداء اللامعة ليكيل الشتائم الى الشخص الغريب المنتصب أمامه بلا وعي فهو لا يشتم إلا نادراً واللحظة هذه من النوادر!. ملابس سوداء جلدية ضيقة بجينزها وسترتها،
قناع أبيض يخفي تحته ملامح مجهولة،وقبعة رياضية سوداء تغطي شعره وحقيبة سوداء صغيرة تحتضن ظهره بالإضافة إلى لوح تزلج أسود اللون والأغرب من هذا سكونه المخيف بلا حركة أو نفس!.من هو هذا الغريب؟!حتى إنه لم يستطع تكهن جنسه!.بنفس السكون والغرابة إستدار ومضى في طريقه كأن شيئاً لم يحدث.بشكل ما أثار هذا الكائن الغرابي إرتيابه وبعث في نفسه الروع وهاجساً غامضاً كأنه ألتقاه في وقت من الأوقات أو ربما تلافيفه الدماغية هي ماأوحت إليه بهذه الفكرة!.هذا ليس بالوقت المناسب لفضوله حري به تذكر عنوان المكان الذي هو ذاهب إليه وإلا ضاعت عليه فرصة إكتشاف الأشياء المثيرة.

جاهد كي يتذكر العنوان لكن عبثاً ليقرر أخيراً الإتصال بأحد الزملاء يستعلم عن العنوان.أهناك ما هو أسوء من إنقلاب قهوتك المفضلة على ملابسك وأنت حتى لم تتهنى بالرشفة الثانية؟.نعم كأن تموت مثلاً في منتصف الطريق متأثراً بجروحك إثر إصطدامك بسيارة أجرة مسرعة وأنت تقطع الطريق غافلاً عن إشارة المرور الحمراء المعلقة مباشرة أمام عينيك!.حقاً يتصرف بغرابة!.لقد تمنى أن يستيقظ من نومه كشخص آخر لكن كشخص غبي لا يتذكر عنوان وجهته وقد حفظه قبل دخوله المقهى فهو أمر لا يُطاق فالغباء هو الخطر ذاته.كاد أن يموت لولا أن عادت حواسه لرشدها وأنقذته من موت وشيك.

كان الجميع متواجد في مدرسة الضحية مالكوم وتحديداً داخل المختبر المهجور بطاقم من الخبراء والأخصائيين الجنائيين إضافة إلى أفراد الفريق الذي ينقصه فرد واحد وتكتمل الرباعية.بدءوا العمل بدونه وقاموا بمسح المكان وأخذ عينات من كل ماتقع عليه أعينهم من أدوات مستفيدين حتى من مسحوق الطباشير الذي عثروا عليه قرب الصبورة وفي أثناء إنشغالهم هتف كليرك جاذباً إنتباه الجميع

"ثيو..ها أنت هنا أخيراً مالذي دهاك يارجل..أين كنت؟"

وتقدم ناحيته يطمئن على حاله، فعندما تلقى مكالمته قبل لحظات لمس نبرة غير طبيعية لم يخمنها في طريقة كلامه لكنه إستنتج بعد إذ إن صديقه ليس على مايرام ومع رؤيته
لسترته المبللة قطع الشك باليقين.إقتضب ثيو إجابته موضحاً

"صباح سئ"

"نعم إنه واضح جداً..هيا الجميع بإنتظارك"

أخبروه بأنهم مسحوا المكان كلياً وأرسلوا العينات إلى المختبر لإخضاعها للفحص الكامل وسيتطلب العمل عليها وقتاً ليس بقصير لتخرج نتائج مثمرة.

"زملاء الفتى لم يكونوا علاقات وثيقة معه..كل مايعرفونه عنه أنه فتى محب للكيمياء..وأيضاً أوقفنا ثلاث أجانب مشتبه بهم،نرويجي،مكسيكي،وفرنسي.هؤلاء الثلاثة أُعتبروا رواداً في مجال تصنيع المخدرات سنحقق معهم وننتزع منهم المفيد نأمل فقط أن يتعاونوا معنا"

صرح كليرك ما عنده من معلومات ليحين دور زميلته مورين التي أعلنت عما بجعبتها

"حصلنا على تصريح أيضاً لمصادرة الحاسب الشخصي للضحية إنه بين أيدي تقني خبير سيوافينا بالمعلومات بغضون أربعة أيام أو أكثر نظراً لإنشغاله الدائم كما قال،وأيضاً حصلنا مذكرة توقيف للزوج لقد تمكنا منه"

"تمكنتم منه؟ماذا هل أبدى مقاومة ؟"سأل ثيو متشككا
ً
"نعم ظن بأن الشرطة أتت للقبض عليه بتهمة الإعتداء على صاحب محل..أدركنا بأنه يملك مزاجاً حاداً لا يتورع عن مهاجمة الآخرين إن لم يحصل على مراده"

"أحسنتم العمل هل عندكم شئ آخر تودون إضافته إلى خزينة معلوماتي؟"وأشار إلى عقله باسماً

"نعم حصلنا على شاهد يعتقد أنه تواجه مع القاتل" صرح لوثر مضيفاً ليعلق ثيو مفتخراً

"رائع بدءنا نحرز تقدماً ومن هو ؟"

"إنه عامل عجوز يبيت هنا.سأسمعك النسخة المختصرة المفيدة.في منتصف الليل شاهد أحدهم يتسلل للمختبر وتأكد من هيئته أنه ليس مالكوم.."

"أفهم من كلامك أن العامل على صلة بالفتى ؟"

"نعم عقد الفتى معه إتفاقاً إن لزم العجوز الصمت بشأن إستعماله للمختبر ولم يخبر المدير فسيقوم بأعمال العجوز اليومية وأتفقا في النهاية وفي ذلك اليوم أسعفته قريحته في أن يتأكد من هوية الدخيل إذ رآه يحمل صندوقاً كبيراً الله وحده يعلم مايحتويه..
صرخ عليه لافتاً إنتباه المجهول ليفر الأخير مذعوراً.."

"وهل تبين شكله؟شهادته هذه بالية"

"لم يرى شكله بسبب الظلام لكنه تمكن من رؤية ملابسه حين تقدم ناحيته لاحقاً كان يرتدي ثياباً سوداء وغطاءً أبيض يخفي وجهه ربما كان قناع"

بشكل تلقائي،قفزت صورة الشخص الذي دفعه هذا الصباح في ذهنه وقارنها مع مواصفات مازعمه العجوز بأنه القاتل.أيعقل أن يكون هو؟!خاصة أنه كان قريباً من موقع المدرسة؟!وهكذا بدءت عملياته العقلية تحلل وتقارن وتتصور إلى أن بُترت تخيلاته بما صرح به لوثر

"ضرب العجوز على مؤخرة رأسه وأفقده الوعي وأنتهت الحكاية.برأيي إنه ليس القاتل إذ لو كان هو لقتل العجوز لِما إكتفى بإفقاده لوعيه..ألا يبدو هذا منطقياً؟"

فكر لبرهة ليجيب"نعم أشاطرك الرأي لكن هذا لا يبعد إحتمالية أن يكون هو القاتل ربما إنه لا يقتل البالغين وضربه فقط لأجل مواصلة ماكان يفعله في المختبر هل كان على يقين تام بأنه لم يكن مالكوم؟"

"نعم كان كذلك بدليل أنه في اليوم التالي تناقلت الصحف خبر مقتله أعني مالكوم "

"جيد،هل يوجد حمام هنا أود تنظيف سترتي"وخلع سترته لترشده مورين إلى الحمام الصغير المتواجد داخل المختبر.غسل وجهه وأنتقل لتنظيف سترته وفي هذه اللحظة إنتابه إحساس غامض بأن جريمة حدثت هنا.أغمض عينيه وتخيل المشهد المرعب..شخص بملابس سوداء يقوم بتقطيع جسد مالكوم ويضعه في تلك الصناديق..أيمكن أنها كانت تحوي أجزاء الجثة؟!.

تدفق الماء بكثرة على سترته حتى أخرجه من تخيلاته. تباً تبللت بالكامل.لفتت إنتباهه بقعة داخل حوض المغسلة توقع أن تكون صدأ ولما قرب عينيه أكثر نبأه حدسه بأنها ليست كذلك فنادى بصوت عالي مسموع للكل

"أحتاج أحدكم هنا أسرعوا"

لبى الثلاثة النداء معولين على نبرة صوته المنبأة بما هو جديد

"فليأتني أحدكم باللومينول ؟"

"لأجل ماذا؟لقد أستخدموه قبل مجيئك ولم يحالفهم الحظ!"تساءل كليرك وهو يحدق بسترته المبللة وفكر كيف سيرتديها صديقه مؤكد أنه سيصاب بالزكام!

"أظنني أعرف ماتلمح إليه سآتيك به"فهمت مورين الموضوع ومضت تجئ بأحد الخبراء الذي ما إن وصل حتى رش اللومينول على المغسلة وهو مركب كيميائي يستخدم في مجال الطب الشرعي والعلم الجنائي مع مركب هيدروجين البيروكسيد للكشف عن الآثار المخفية بعناية وكانت المفاجئة.أفلح حدسه كما المادة في تحديد البقعة على أنها آثار دم جاف بل دماء كثيرة متناثرة على هيكل المغسلة داخلها وخارجها حرصوا على قشطها بعناية لأجل تحليلها وفحصها فربما تكشف لهم أكثر مما يخطر في بالهم!.

"واصلوا عملكم مع زملاء الفتى وأقرباءه وزودونا بالتفاصيل المهمة بينما نذهب للإستجواب زوج والدته"أعطى أوامره وهو يرتدي سترته المبللة والعيون مصوبة عليه.أشارت مورين لسترته وأرادت أن تقول شيئاً لكنه إستبقها بأن قال

"أفضل أن أرتديها على أن أسير عارياً"علقت مورين مستغربة كلامه
"لكنك ترتدي ملابس!!"
"بدون سترتي..أعتبر نفسي عارياً..حظاً موفقاً"
ومضى مع لوثر تاركاً كليرك يضحك ومورين تحدجه بعدم تصديق.

المكالمة التي واتته من والده هذا الصباح،أفسدت خطط يومه بالكامل.إذ أوجب عليه إستقبال عملاء مهمون من المطار وإمتهان مهنة جديدة كدليل سياحي لهؤلاء الأشخاص،مهنة عليه إجادتها إذا كان كان عليه كسب رضاهم في سبيل عقد الشراكة.وكأن رضاهم يعنيه فهو لا يهتم إلا لرضا والده في سبيل أن لا يظهر بمظهر الإبن العاق،فقد تسبب بكثير من الإضرار إليه في السابق وعليه إصلاحها حتى لو كانت تخالف رغباته لأجل إرساله إلى قبره وهو في رضا تام عنه ولأجله نفسه بالذات كي لا يشعر بتأنيب الضمير كما شعر به يوم فقد حبيبته.لكن ماذا عن رضا الصديق؟!.

من أخبره في الليلة الماضية ما إن كان عليه أن يسامحه فعليه إرضاؤه بأصعب طريقة لا يمكن أن يتخيلها!."أعثر لي على رفاق أخي "وهذا يعني الإنطلاق من نقطة الصفر خاصة أن علاقته بشقيق صديقه لم تكن من المتانة ما تمكنه من معرفة أسراره ورفاقه..أنى له فعل ذلك وقد تراجع وندم على قراره آخذاً بنصيحة من قالت أنه من الأجدر ترك الماضي وشأنه والمضي قدماً.في اللحظة التي شهد فيها إصرار صديقه،علم أنه لا مجال لديه للإعتراض وأن عليه تسديد ثمن ما أقترفته نفسه النبيلة آنذاك.هناك شئ آخر توقف عنده عقله وصعب عليه تصديقه بشأن جدية صديقه في إحالة شقيقه للعدالة وإرغامه على الإعتراف بجرمه ضد الفتاة المجهولة؟!.أكان سيفعلها في ذلك الوقت ويضحي بشقيقه عوضاً عن التستر عليه؟!.نعم لقد بدا جاداً بطريقة لم يتوقعها.كان فيه شيئاً مختلفاً كأنه لم يكن صديقه..كأنه قد خرج تواً من تجربة مريعة غيرته أم هذه مجرد تهيؤات؟!.

"حسناً يا ديلان..إمضي فيما أنت ماضي"وحرك سيارته نحو وجهته القادمة.

"كنا نكره بعض لكن هذا لا يعني بأني قتلته بهذه الطريقة الوحشية"

إعترف الرجل الخمسيني أمام المحققين في غرفة الإستجواب ليتابع لوثر طرح الأسئلة

"ولماذا كان يكرهك؟..ذكرت زوجتك بأنكما كنتما دائمي الخلاف"

"لأنني سلبته مكان والده..كان يرددها دائماً..لم نكن على وفاق..نحن متنافران كلاً منا متعصب لآرائه وحين يشتد بنا الجدال نضرب بعضنا..لكنني أقسم بأني لم أقتله..حاولت علاجه قبل إدمانه على تلك النفايات لأنني أعلم ماذا سيحل به إن أدمنها..رأيت نفسي به عندما كنت في مثل سنه..بالكاد نجوت "

"إذاً لم تقتله؟إلم تتخيل نفسك ولو مرة تتخلص منه؟"

"ولِما علي قتله..أذكر لي سبباً وجيهاً يدعم زعمك هذا؟"

"ربما إلتقيت به بعد هروبه وأجبرته على تلقي العلاج وحين لم ينصاع إليك دفعك غضبك الشديد إلى قتله أو ربما أمسك شيئاً ضدك وهرب خشية إفتضاح أمره وعمدت إلى قتله؟"

"أرى أنك تحاول إدانتي بشتى الطرق..هل تحمل ضغينة ضدي يا ترى..هذا غير منطقي أبداً..لا أسمح.."إعترض الرجل بحدة ليواصل لوثر وقد كان ثيو بجانبه يدرس إنفعالات الرجل الواضحة

"كن صريحاً معي وأجبني إن لم ترغب في أن يدينك أحد..قمت بقتله صحيح؟"

"يا إلهي لم أقتله..حسناً قل ما شئت"أصر على موقفه واثقاً مكتف اليدين يطالع لوثر بعنجهية وتحدي ليقابله المحقق بذات التصرف

"حسناً ستبقى رهن الإحتجاز إلى أن تعترف"

"قل هذا للمحامي لأنني سأقاضيك بنسب تهمة باطلة إلي"ونقر على الطاولة مهددا
ً
"لا داعي لتهويل الأمور..أنت برئ "أعلن ثيو الخبر الذي لسع لوثر وجعله يصيح محتدا
ً
"أين دليلك على برائته.فأنت لم تفعل شيئاً سوى الإنصات "

خرج ثيو ليلحق به لوثر منتظراً توضيحاً ليحصل على إجابته

"تحقق كليرك ومورين من حجة غيابه في الأيام التي تلت هروب الفتى حتى يوم عثورهم على جثته وكان في المصنع طيلة الوقت..وغفلت عن شئ أيها المحقق فأنا أَنصتُ إلى إنفعالاته البريئة إذ لو أنه قتله لأظهر رد فعل أكبر من هذه..ماذا تسمي فعلتك معه..
أستدعه يقاضيك بهذه البساطة؟"

"لا تتدخل في شئووني كما أخبرتك من قبل كلاً منا لديه طريقة في إستخراج المعلومات "علق بجفاء

"ولكني لمست منها دعوة للنيل مني؟"

"عفواً!!"
قهقه ثيو وهو يربت على كتف زميله وقال"كنت أمزح لا داعي للتجهم"ثم مرن رقبته وقال"أنا متعب دعنا نؤجل عملنا إلى الغد"

"أنت تتصرف بغرابة..لقد بدأنا العمل للتو..أعتقد أن سترتك أصابتك بالمرض..سأستأنف التحقيقات بنفسي..إذهب وإعتبره كرم مني"

وأرتسم شبح إبتسامة زائف على محياه ليمضي ثيو في طريقه ضاحكاً على سخافة الموقف الذي يجمعهما فجعل لوثر للحظة يبدي إعجاباً لا إرادياً مكروهاً بدهاء زميله المخيف في إنه إكتشف لعبته البسيطة خلال الإستجواب..كان يريد أن تكون له الأولوية الفضلى في إمساك المجرم وعول على زوج والدة الضحية في أن يكون كذلك لكنه فشل في مسعاه الغبي.سيعلم في النهاية من يفوز في حرب الدهاء هذه فيما تبقى من خطواته التالية!.

أنهت يومها الأخير من عطلتها بشجار كبير خاضته مع والدتها بسبب تكسيرها صحناً غالي الثمن أثناء جليها الصحون في المطعم وهاهي الآن تخرج من المكان مستاءة من تصرف والدتها الذي فاق حده معها وتساءلت إلى متى ستعاملها والدتها بكل هذا الكره والنفور..أما آن أوان نبذ الماضي والمضي قدماً كما تردد دائماً؟.ألن يلين قلب الأم ويصفح أم بلغ حقده من الشدة ما يمنعه عن مسامحة تلك الإبنة الخطائة النادمة؟!.لا بأس إن كانت والدتها مصرة على نبذها فهي لن تنبذها وستأتي تلك اللحظة التي تملأ قلب والدتها محبة ورضا عنها وحتى مجيئها ستبقى على خارطة الإنتظار تنتظر.لمحت مورغان تجلس على كرسي فارغ خارج المطعم وتقلب في هاتفها فقررت أن تحادثها فيما أرقها طويلاً.إقتربت بخطوات مسموعة وقالت

"مورغان..أعتذر إن أشعرتك بالحرج..أنا.."

قاطعتها تحملق بها بعينين منطفئتي الحياة

"لا يوجد حرج في المرض.أنا من يجدر بها الإعتذار على فضاضتها.كنت أشعر بالإستياء والغضب الشديدين ولم أرغب بمساعدة من أحد لذا أتمنى أن تتفهمي موقفي"

"أتفهمك لا داعي للإعتذار"

"أحقاً تفهمينني؟"

صمتت لتجيب مورغان عنها
"لا يجدر بك قولها إلا عندما تمرين بالتجربة عندها ستتفهمين من يشابهوك"

عاودها فضولها لسؤالها عن ماهية مرضها لكنها تمنعت خشية أن تقلب مواجع الفتاة وتحزنها إلا إن الأخيرة فهمت ما تفكر به غريس فقالت

"السرطان أصبت به قبل أشهر لست أذكر عددها إلا أنه في مراحله الأخيرة.قالوا لي أنني لن أستمر طويلاً في الحياة وأن علي كتابة وصيتي هه وكأن لدي ثروة..ثروتي الوحيدة هو طفلي من يمدني بالشجاعة لأجل الإستمرار"

مشهد المرأة التي تحمل طفلاً في اليوم الذي طاردت فيه مورغان تمثلت أمام ناظريها فوراً..إذاً هو ليس بطفل المرأة بل طفل مورغان!إني لأرى قصة حزينة خلف مجيئه لهذه الدنيا!.فكرت وهي تطالعها بعين الشفقة وتتساءل ما مصير الطفل إن رحلت والدته عنه؟مؤكد مصير محزن.ومرضها من جانب آخر ولد فيها شعوراً بالإستياء والمرارة والحقد على هذا الداء الشنيع الذي سلب أرواحاً لا تحصى.أضافت لها مصيبة الفتاة المسكينة دافعاً آخر لبذل جهدها وطاقاتها في علاج المرضى أمثالها ولن تتهاون أبداً.سمحت لنفسها بالسؤال

"أين عائلتك وزوجك الأ يجدر بهم رعايتك وطفلك؟!"

"تخلوا عني جميعهم،ولا أملك خبراً عنهم منذ سنوات كما إن نفسي تأبى الإستعانة بهم على رعاية طفلي لأنهم لن يتقبلوه لذا أنا أفعل ما بوسعي لأجل العثور على والده"

"وهل نجحتي في العثور عليه؟"

وقفت وواجهت غريس وهي تقول بحزم وإصرار
"لم أوفق بعد ولكني على يقين تام بأننا سنجتمع يوماً وسأجعله يربي ولده..لن أدعه ينشأ في أحضان الغرباء سأبذل جهدي لأجل العثور عليه إنه أملي الوحيد رغم قساوته..أملي الوحيد وسأجعله يربيه بالقوة"

"أنا أسحب كل ما قلته عنكِ سابقاً مورغان.أنتي محاربة شجاعة وأتمنى لكِ الشفاء العاجل من كل قلبي"

تبسمت لغريس وتحركت وهي تكرر عبارتها بثبات
"لن أستسلم..لن أستسلم أبداً"

وولجت لداخل المطعم تستأنف عملها،أما غريس فسرت للمعرفة الجديدة التي إكتسبتها بفضل فتاة كانت قد أخطأت بالحكم عليها سابقاً وتعلمت من أخطاءها دروساً نافعة للمستقبل تساهم في جعلها أقوى مما هي عليه الآن.ألقت نظرة وداعية شاملة للمطعم لتقرر بعدها الإتصال بصديق ليأخذ نصيبه في وداعيتها.

بإبتسامة متعبة حياها ثم ألقى بجسده متهالكاً على المصطبة جوارها.أزعجته أشعة الشمس القوية التي تخللت عينيه فحجبها رؤيتها عنه بيده اليمنى وتذمر

"المكان غير مناسب للقاء..الشمس تزعجني"

كان الموقع مطلاً على نهر جميل حيث بإمكانك مراقبة طيور الفلامنغو الزهرية وهي تقتات على الأسماك و إستنشاق عبير الأزهار والأشجار الصنوبرية المحيطة بالحديقة الصغيرة التي يؤومها زائريها لغرض الإستجمام وممراسة اليوغا وما شابهها من ممارسات منعشة للروح والجسد.إختيار صائب بعد يوم شاق في العمل لذا قالت بروح الدعابة

"هل لديك حساسية تجاه الشمس..أتريدني أن أزيحها عنك؟"ضحك على طرفتها و بسط يديه على فخذيه متيحاً لها حرية الحديث فدخلت في صلب الموضوع

"سأعود للدراسة غداً فعطلتي القصيرة أنتهت لسوء طالعي"إبتسمت بفتور ليبادلها بما هي أكثر فتوراً وبروداً كأن شفتيه أعلنتا حربهما ضد الإبتسامة.قال مشجعاً بنبرة تخفي خلفها معنى آخر تجهله

"هذا أفضل لكِ من التجوال هنا وهناك بلا هدف يُذكر يا عزيزتي غريس"

"صحيح..إنها تشغلني عن التفكير بالأشياء التعيسة..آه بالنسبة لغارث سأظل على تواصل معه..سأهاتفه وأزوره في أوقات فراغي رغم إن هذا مستحيلاً بعض الشئ نظراً للمسافة التي تفصلنا"

شعرت بالأحراج وهي تقولها فقد وعدته بالإهتمام به وقد أجادت وأحسنت صنعاً ولا بد من نهاية تفصلهما فهناك حياة جديدة تنتظرها ولن تمضي عمرها تساعد شخصاً واحداً إستهلكت معه طاقاتها في سبيل علاجه.سيكون هناك أشخاص آخرين ينتظرون مساعدتها وحنانها ويتوجب عليها التجهز لكل ماسيصادفها وإلا لن تكون ذات نفع.تفهم موقفها وشعر بالإرتياح لأنها ستبتعد عن هذا المكان الخطر لكن ماأدراه ربما رجال سنيك سيلحقون بها هناك منتظرين لحظة إمتصاص دمها..أولئك السفاحين سيفعلونها بدم بارد لاشك في هذا فأين المفر!.

"لديكِ حياة خاصة لتعيشيها أقدر مجهودك ولن أنساه مهما حييت"

تأمل وجهها وكان على وشك قول شئ ما لكنه أمسك لسانه وقال بطريقة أوحت لها أنه يخفي شيئاً

"إسدي إلي خدمة أخرى وكوني بخير..إن صادفتي ماهو غريب في طريقك فلا تترددي بالإتصال بي أفهمتي؟"

طرفت بعينيها تستوعب كلماته ثم قالت "فهمت"

"فهمتي ماذا؟"

"إنك تخفي عني شيئاً ما لكني سأدعي اللامبالاة هذه المرة "

"لا يخفى عليك شئ حقاً أنتي مناسبة للعمل معي"

"هيا ثيو أخفقت في التحكم بنبرتك إعترف بهذا"

"كفى ألم تقولي بأنك ستدعين اللامبالاة"

"صحيح..لكن..دعني أسأل هل هو شئ خطير فقط ليطمئن قلبي"

"لاشئ خطير ستكونين بأمان لن أدع أحداً يؤذيك لا تهتمي"

"لدي من سيهتم بي لذا لا تتحمل عبئي لوحدك"

"ماذا تقصدين..أهو والدك؟"

"كلا..صديق جديد نذر نفسه لأجل حمايتي..أشعر بالأمان معه"وبخجل واضح نكست رأسها.

وجود الصديق الجديد يزيد الأوضاع سوءاً ويحمل ثيو حملاً شاقاً ويشغل حيزاً من عقله الذي لو إستطاع أن ينتحر لأنتحر فوراً.لقد نسي كلام ديلان تلك الليلة ولم يعيره إنتباهاً بخصوص إتخاذ غريس حبيباً لها والآن تحير وتكأب لهذه العبأ الآخر..ماذا لو أصاب غريس وصديقها أو حبيبها أو أياً يكن شئ ما..أنى له العيش بسلام بعدها؟ياإلهي أشعر بالتعاسة والإحباط.فكر ثم وجد نفسه يعبر لغريس ما يثقل صدره

"أخشى باني لن اصمد امام تقلبات الحياة..لا ادري ماهذه السلبية المفاجئة التي طغت علي"

إحتضن رأسه يائساً بينما غريس ربتت على كتفه متأثرة بما هو فيه"أنت مرهق ثيو وتحتاج إلى عطلة طويلة تستعيد فيها طاقاتك وشبابك تبدوا لي كعجوز منتهي الصلاحية"حدق في وجهها وأنفجرا بالضحك ثم ساد الصمت لفترة يتأملان المنظر الذي يسلب الالباب أمام ناظريهما ثم إنبرى يقول متنهداً.

"العطلة تنتظر لكن العمل لا ينتظر..لو كانت قضية لا تستحق العناء لتركتها لشخص آخر لكن بشكل ما يهئ إلي أن هذه القضايا المتشعبة متعلقة بي"

مطت شفتيها وضيقت عينيها تدرس كلماته لتسأل بعدم إقتناع مما هي على وشك قوله

"أتقصد بأن الغرض منها تحديك والثأر منك؟!"

"لستُ متيقناً بعد لكن إن صُحت توقعاتي فالنتيجة ستكون سيئة..تصوري حجم معاناة أهالي الضحايا سيستاءون مني ويلعنوني لِما تبقى من حياتي"

"لا أظنني أتحدث مع ثيو..مالذي دهاك بحق هذه الطبيعة الجميلة..أنت تخيفني وتبعث في طاقة سلبية"

قالت محتجة ليستأنف

"أنتِ الوحيدة التي لا أستحي من الإعتراف لها عن أفكاري..أنا بشر وأمر بلحظات ضعف وإنكسار لا يجبر خاطرها أحد سواي وأريدكِ أن تجبري خاطري وتمديني بطاقتك الإيجابية لأواصل يومي بنشاط"

"تعلم أني لن أخذلك ثيو فقط أخبرني..أخبرني عن ما يعرقل تفكيرك بوسعي أن أكتشف ما تخبئه خلف هذا الكلام وبما إنك تريد نصيحتي فهلم به إلي"

حدجها يقرأ ما بعينيها من شجاعة لسماع ما سيقصف به عقلها ثم إنطلق

"منذ إن قابلت جيف وأنا أتصرف بغرابة طيلة اليوم..إنني مصدوم من نفسي صدقاً..لم أتوقع أن يكون له تأثير عميق على حياتي"

إستعانت بقاموس الأسماء في ذاكرتها وقامت من مجلسها مذعورة وهي تلفظ الإسم المحرم

" روبرت..
أقصد جيف الشيطان..إنه من تتحدث عنه أليس كذلك؟لكنه..لكنه ميت..رأيت ذلك بعيني كيف قل لي أنك تكذب!!"أشار لها بالجلوس وهو يقول ببرود ضايقها

"هوني عليكِ ..لم أقابله في الحقيقة وإنما في حلمي عندما غفوت في طريقي إلى المنزل"

"اللعنة..أثرت أعصابي كدت أفقد توازني..ماذا تهذي به"

"كلما يراودني حلم سئ أتصرف بغرابة فتحمليني"

وسرد لها ذاك الحلم المزعج كأنه يعيشه من جديد لتختتم غريس لحظاتهما النهائية سوية بأن نصحته

"لا أملك من النصيحة ما يمكنها أن تلغي مزاجك العكر ولكن بإستطاعتي إسداء هذه الكلمات المتواضعات من جانبي..بما إنك لا ترغب بعطلة تريح بها جسدك وفكرك فأجتهد لتلقي القبض على القاتل عندها كل مشاكلك وهمومك ستنقضي..ثق بنفسك وما أنت قادر عليه..ولا تدع أحلامك السيئة تؤثر على عقلك سلباً..
وأهم أن لا تتخلى عن حذرك أنت رجل قوي ومحقق بارع وستنجز مهمتك ببساطة فقط ثق بنفسك..والآن"

قامت من مكانها وأخذت حقيبتها لتوجه أوامرها

"تمدد هنا وتنشق الهواء الطلق ولا تخرج من هذا المكان إلا وقد تجددت روحك أفهمت"

إنصاع لها وتمدد مسنداً ثقل رأسه على يديه وقال بإمتنان

"أشكرك طبيبة غريس..تغذيت جيداً بفضلك"

"بالهناء والشفاء محقق ثيو رغم أنها كلمات متواضعات حسناً نوماً مريحاً نلتقي قريباً"

ومن بعيد كانت عينان ثاقبتان تترصدان تحركاتهما بحذر بشديد خلف أجمة كبيرة وقد ضاقت الأرض بصاحبهما لفشل خطته من جديد..كان يتوقع من فريسته الذهاب لمكان آخر لمقابلة أشخاص غرباء لكن توقعاته خانته.لا يهم طالما عقد العزم على أن لا يستسلم معولاً على صدفة أخرى تساعده في إكتشاف أسرار زميله الغامضة كما فعلت أول مرة،وبحقد متأجج

"ثيو..علي معاقبتك على ما فعلته بي في الماضي ولكني أخشى أن لا يحالفني الحظ.حسناً متأكد بأنني سأحل لغز القضايا قبلك طالما تقهقرت قواك فأنا راضي..أتمنى أن لا يفارقك المرض".

إتصلت بديلان ما إن فارقت ثيو كبادرة حسن نية لنبذ الخلافات بينهما وبعد التحية المقتضبة قالت

"ديلان سأرحل لذا أطلب منك أن تعتني بغارث و ثيو"

"سأفعل حتى لو لم تطلبي مني ذلك"

أحست بنبرة تهكم في صوته لذا بررت

"أعلم إلا أنني خشيت أن أؤثر على علاقتكما.."

"لا يمكن لأحد زعزعة أواصر علاقتنا..علاقتنا تخطت حدود الصداقة نحن أخوة وسأفعل كل شئ لأجل الحفاظ عليها لذا كوني مطمئنة"

"حسناً.."
"أم إنك تعنين علاقتي بكِ؟"

أجابت "لم تكن علاقتنا قوية منذ البداية أتذكر؟"

لا حاجة إلى توضيح يذكره بأنه من عرض نفسه عليها وطاردها فالعاقل تكفيه الإشارة لذا أحجم عن الرد وسأل بنية صادقة

"هل تحتاجين إلى من يقلك؟"

"لا حاجة لهذا فصديقي سيقلني..أشكرك..وداعا"
ً
صديقي!!،علقت الكلمة في ذهنه محاولاً إستنباط ما تحمله من معنى خفي.أو هذا ما يخيل إليه!.مهلاً الأصح أن تقول حبيبي الكلمة السهلة النطق فلِما لم تتجرأ على لفظها؟!.أم إنها أغفلتها! ألم تكن تريد منع ديلان من الإلتصاق بها لذا أخبرته بأنها تحب أحدهم؟إلا إذا كانت لا تكن مشاعراً لصديقها الجديد وتعتبره مجرد صديق لا أكثر من هذا ولا أقل!.أتخدعه للتهرب منه؟!.كما إنه عهد إلى نفسه أن ينهي حبها في قلبه فما كل هذه التناقضات؟!.في كل قصة حب تحصل في الوجود لا بد من خاسر أو رابح،وهو لن يكون الخاسر في كل قصة حب يعيشها من بعد الآن.سينتهج سياسة أكثر رقياً ونبلاً في معاملتها منذ الآن على إثرها ستحبه لا بل ستعشقه.

وعلى هذا الأمل والإصرار ذهب متحمساً لمقابلتها وقد ترك عملاءه بعهدة مساعد والده مدعياً حدوث أمر طارئ..لا يمكن لوالده أن يستاء منه فقد أنجز نصف مهمته.وهكذا حدد أسباباً مقنعة لزيارتها..لطلب صفحها أولاً وتوديعها ثانياً والحصول على موافقتها لزيارتها ثالثاً حتى إنه وأَدَ أية إحتمالات سيئة ستنتج عن أفعاله مستقبلاً لأنه على ثقة أكيدة من سير خطته وفقاً لهواه.ذهب أول الأمر إلى المطعم كإحتمال أكيد بتواجدها هناك ولم تكن كذلك إذ لم تعد إلى المطعم منذ إن ودعتهم قبل ساعات كما أخبرته مورغان ولا بد أنها في المنزل توظب حقائبها الآن.أوقف سيارته ببطئ لما رآها تخرج من منزلها برفقة رجل لم يتعرف شكله يحمل حقائبها.كان جلياً له إنسجامهما الباعث للغيرة والغضب اللذان بدءا يزحفا إليه حتى تمكنوا منه.يبدوان ثنائيين رائعيين.فكر بحرقة وهو يشاهدهما يتكلمان ويمازحان بعضيهما وتلك الإبتسامة المشرقة على وجه غريس التي لن يكون له نصيب منها.

لقطات جميلة سببت له جرحاً كبيراً وجعل يلوم نفسه على إندفاعه المتهور لرؤيتها لكن قلبه أخبره شيئاً آخر..لا تستسلم.نزل من سيارته وتقدم ببطئ حتى صار قريباً منهما ونادى"غريس".إلتفتت إليه وبهت وجهها لتقول وهي تصطنع إبتسامة

"ديلان مالذي جاء بك؟"

"جئت لأودعك شخصياً"

برؤية الغريب،وقف جوارها يطالع ديلان بنظرة مستفسرة جذبت إنتباه غريس ولما أوشكت على تقديمهما لبعضيهما سبقها صديقها يعرف عن نفسه وهو يمد يده للمصافحة

"أهلاً أنا سكوت حبيب غريس"

مد ديلان يده وأختلس نظرة لوجه غريس الذي شهد عليه ماتهيأ له علامات الإحتجاج على ما تلفظ به صديقها.أهي كذلك؟

"أهلاً أنا ديلان صديق غريس"

صافحا بعضيهما وبدأ قلبه يرقص طرباً..بالتأكيد لن يتنازل عنها لهذا الذي لا يملك ذرة من وسامته..لا مجال للمقارنة بينهما أبداً فمالذي رأته غريس في هذا الشاب العادي!.مهمته ستكون يسيرة على خلاف ما توقعها لا سيما ما أستنتجه من تعابير غريس الموحية على قناعة تامة منه أنها لا تكن مشاعر حب تجاه صديقها أو ربما يكون شعوراً غير متبادل من قبل الإثنين!.

"غريس هل لي بكلمة على إنفراد معكِ؟"

"آه..حسناً" "سأنتظركِ في السيارة لا تتأخري"

قال سكوت وقد تحرك ليدخل سيارته الجيب.

"فلتصفحي عني أخطاءي..لا أحبذ فكرة أن تغادري وقلبك ملئ بالغضب تجاهي"

"لم أعد غاضبة منك ديلان لأنني على يقين تام من إنك ستتغير للأفضل"بكل أمل قالتها ليعلق

"شكراً لكِ قلبكِ طيب جداً لم أتوقع أن تسامحيني بهذه بسرعة"

"أن تحافظ على قلبك سليماً من كل ما يدنسه هو الصحة المبتغاة،وأنا أحاول الحفاظ على صحتي..أحاول أن أجعل قلبي يحوي العالم أكمله"

"موفقة في مسعاكِ هذا"قالها ساخراً بيد إنها تقبلتها بإمتنان ليستطرد
"هناك شئ آخر أرغب بقوله..إسمحي لي أن أزورك في جامعتك..لا أقدر على أن لا أراكِ"

فكرت بهذه المشكلة الجديدة وهي تلقي نظرة شاخصة على صديقها الذي أرسل إليها إشارة للذهاب. ستنشب الحرب العالمية الثالثة بين الإثنين..لا يمكن أن أسمح له بزيارتي سيضرني هذا كثيراً..قالت

"إسمع ديلان أنا.."

قاطعها

"أرجوكِ..كصديق لكِ ..لا أطلب أكثر من هذا "

أثرت فيها كلماته البريئة وأومأت موافقة لتودعه غير مدركة نواياه الحقيقية تجاه هذه اللفتة اللطيفة منه.

تماماً كالحلم،إستشعرت أذناه أنفاس كائن ما يستتر بظلمة الليل يقف خلفه.هل عليه مواصلة طريقه نحو البناية أم يواجه ما خلفه؟!.إستدار بحذر وصار في مقابلة مع كائن بشري لا يتضح من ملامحه شئ عدا قبعة ميزها على إنها رياضية لكنها ليست كتلك التي رآها في حلمه!.

"من أنت؟"

تزامناً مع سؤاله،تحركت يد الكائن ووجهت نحوه ما تأكد منه على إنه مسدس.إذاً هل هذه نهايته؟ هو الذي نجا مرات عديدة من براثن الموت بأعجوبة سيموت الآن ويصير نسياً منسياً؟!.أفكاره الإيجابية التي إسترجعها بعد قيلولته الطويلة تمردت عليه وفكرت بالموت عوضاً عن إيجاد حل تحافظ فيه على حياة سيدها.تسارع كل شئ في عقله..ماضيه وحاضره الذي سيغادره بمهمات غير منجزة أما عن مستقبله فقد تخلى عنه للقدر أم إن هذا هو مستقبله
..الموت على قارعة الطريق كحيوان نافق!.

عندما تدركك اللحظة التي تشعر فيها إن نهايتك وشيكة لا محالة،تفقد هيبتك وكرامتك وتمسي أمام الموت متعرياً من كل أصولك وصفاتك..عبداً ذليلاً تناشده الحياة..فرصة للبقاء..للتحسن للتغير..إنه يناشده ويرتجيه الآن أن يبقي على حياته كي ينجز أعماله المعلقة كي يشعر بالراحة وصفاء الضمير عندها سيغادر الحياة بلا ندم يُبكيه.

"الشيطان يحكم لا الملاك"

صوت قائلها ليس بمألوف عنده..نبرته العميقة تشي بحقد مدفون ووعيد واضح بالقتل.تخلل سمعه حركة بطيئة لزناد المسدس وهو يُسحب ليتحقق من إن نهايته واقعة لا محالة،وفجأة وكأن الموت إستجاب لصلواته،صافرات سيارة الإطفاء دوت في الهواء لتكون نجاته من موت وشيك.تلفت بحثاً عن القاتل لكنه كات قد إختفى كما لو لم يتواجد!.للحظة صدق بأنه يهذي ويختلق هذه ألاحداث بناء على ما عاشه في الحلم لكنه تراجع عندما أستعاد كلمات القاتل.إنها ليست مزحة بالتأكيد ولا تخيلات وعليه تلقين من يريد قتله بإستماته درساً قاسياً لذا توجه مضطرم الأعصاب إلى السجن الذي يقبع فيه العميل السابق كارتر لتبدء المواجهة.

لما أُعلن له عن هوية زائره إشتعل قلبه غيضاً وحقداً من إن عدوه لا يزال على قيد الحياة..خيبة شديدة ثقبت رأسه وصرخ في نفسه ساخطاً على الغبي الذي كلفه بمهمة لو كلف بها طفلاً لأنجزها بلا تردد.

بالاصفاد التي تقيد يديه وبملابسه البالية،جلس قبالة المحقق مبتهجاً برؤية وجهه المحتقن الذي بدا وكأن ضربة شمس قوية لفحته لكنه أدرك فوراً أنها علامات شخص غاضب له نية واضحة في إردائه قتيلاً والآن.

نقطة ليست بصالح المحقق رغم وعيه التام بها فما تزيد المجرم إلا تكبراً وجنوحاً لكنه قرر التخلي عن مبادئه هذه المرة ليقول بنبرة عالية بلا أية مقدمات تُذكر

"ألم تكتفي من إرسال قاتل واحد لترسل الآخر أحقاً أمثل تهديداً لك؟"

أجاب كارتر من بين أسنانه ناقماً

"بسببك عانيت ظروفاً صعبة في السجن وكان علي أن أثأر لنفسي"

"وسأجعلك تعاني أكثر كارتر على ما سببته لي من أذى"

"ستعاني أكثر مني..ربما لم تمت على يدي لكنك حتماً ستموت على يد شخص آخر يرغب بقتلك"

ورسم إبتسامة جانبية خبيثة على شفتيه الغليظتين ليشد ثيو قامته ويعقد حاجبيه مشوشاً ليسأل

"ماذا تقصد؟"

"هه..لم أوظف قاتلاً آخر لقتلك على ما يبدوا أن هذا الشخص له معك ماضي دموي ومتعطش أكثر مني لسفك دمك"

زم ثيو شفتيه وحاول قدر الإمكان كبح رغباته في تهشيم رأس زميله السابق.إرتفع عن مقعده لا شعورياً وحرك جسده ناحيته مصوباً سبابته التي كادت أن تخترق عيني السجين سامحاً لكلماته ألنفوذ من بين أسنانه كالسياط

"جئت لأقول لك هذه الكلمات فأصغي جيداً..سواء وظفته أم لم توظفه فسأعمل على كشفه وأقبض عليه بنفسي..أما أنت فتجهز لمحاكمة أخرى..سأقاضيك بتهم عديدة إقترفتها بحقي وعلى رأسها محاولة قتلي..سأثق ألا تخرج من هنا إلا وأنت جثة"

شدد على كلماته الأخيرة متوعداً ثم فارق المكان بذات السرعة التي دخل فيها تاركاً كارتر يحبك خطة لأجل إنقاذ نفسه من هذا الورطة التي صنعها بنفسه.عزم ثيو الليلة إلا أن يثأر لنفسه وتحقيق العدالة لها ولن يثنيه عن عزمه كائن كان لذا إتصل فور خروجه من السجن بمحامية صديقة لبت طلبه بشغف عارم.

يتبع
كيف حالكم اعزائي..سامحوني ع التأخير..البارت القادم لن يتأخر

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro