Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الشيطان2 فصل 14

البارت طويل ومهم..ركز لطفاً
كرر معي
أستغفر الله العظيم استغفر الله وأتوب إليه
قراءة ممتعة♥♥♥
1

كانت سنة 1983 وما تلاها من سنوات مراهقة عصيبة لفتى السادسة عشرة باول، من أشد السنوات
تعاسة وآلاماً.خلقت منه فتى ناقماً ثائراً على كل
مراهق في العالم دون إستثناء، غضبه طال حتى أولئك الضعفاء ..المضطهدين..الإنطوائيين أمثاله.شمل الأخيار منهم والأشرار لأنهم جميعهم تكالبوا ضده.الأشرار في مدرسته، كانوا يتنمرون عليه..يضايقونه.. يسيئون إليه جسدياً،نفسياً ويتعدى الأمر أحياناً لتحرشات جنسية من بعض المنحطين أخلاقياً.

والأخيار يتطلعون إليه بشفقة ولا يقفون إلى جانبه وأنفسهم هي كل ما يهتمون لها.بنيته وشخصيته الضعيفة، لم تكن إلى جانبه كذلك..عندما يقاوم فأنهم يصبحون أكثر شراسة وعداوة وكم مرة حاول فيها إرتكاب جريمة إنتقاماً لنفسه..لكن صور المستقبل كانت تمنعه.سيتهدم مستقبله وهو يملك ذكاءً يمكنه من دخول أي جامعة مرموقة تجعل منه رجلاً عظيماً..لا..لن يجعلهم يبيدوا أحلامه وطموحاته لذلك أصر على تحديهم ببذل جهد خارق لأجل التفوق على من هم أذكى منه في مدرسته.

لكنك لن تسلم من الناس مهما قلت وفعلت ولم يسلم منهم أبداً.جعله إصراره أكثر عرضة للمضايقات والتنكيل والحقد.وفي الوقت الذي كان يمضيه لأجل مستقبله ويكيف نفسه مع واقعه، كان يخطط لما هو أبعد من ذلك..الإنتقام بهذه الطريقة الحميدة لم يكفيه أو يستسيغه..بل راح يعد العدة ليذيق كل مراهق أيما عذاب عقاباً على تجرأهم وتجاسرهم عليه كأنه ورم أو طفرة وراثية شاذة..

سيذيقهم ضعف العذاب والمهانة..هذا ما عاهد نفسه عليه، ومع تقدمه في السن تزداد رغبته الإنتقامية وميله إلى سفك الدماء إلا إنه كان يتحكم بنفسه ويؤجل عمليته العظمى في التطهير حتى يصبح أكثر قوة لكن عندما دخل الجامعة تبدل كل شئ..مخططاته التي أهدر لأجلها كل طاقاته وجهده وتفكيره تلاشت أمام الحب، فتلك الفتاة الوديعة الجميلة، سلبته روحه وأخضعته لها كلياً حتى صار ملاكاً طيباً غير مدنس بالآثام والشرور التي أكلت قلبه..ثم تحول الحب إلى زواج واستقرار أثمر منه إبنة صالحة تشبهه أسماها سكارليت وعاش رامياً كل الماضي إلى مزبلة التاريخ..دافناً كل رغباته الإنتقامية في أعمق حفرة أرضية..حتى توالت السنين وفقد زوجته الحبيبة مما جعله يستعيد كل ماضيه معلناً رغبته في الثأر من هذا العالم..صار متسلطاً على ابنته..يوجهها أينما يشاء كمقبض الباب..بل كاد لحظة جنون أن يقتلها عندما وصلت سن المراهقة الذي سبب له عقدة نفسية بالكاد خلصه الحب منها..إذ دخل غرفتها ذات ليلة وحاول خنقها وهي نائمة لكنه سرعان ما استعاد رشده ووعى فعلته..إنها ابنة المرأة التي عشقها..إبنته البريئة الجميلة فكيف يقتلها..فيما بعد، قرر إبعادها عنه بإدخالها مدرسة خاصة حيث أنفق نقوداً كثيرة لأجل حمايتها حرصاً عليها من أشخاص يذيقونها ما تذوقه، ومع إنه كره الوظيفة التي شغلتها مستقبلاً، رضي بها فربما تساعده في إلتقاط بعض من ضحاياه.


كانت رغباته بحاجة إلى من يذكيها ويوقد فتيلها، ويشجعه على إتخاذ خطوته الأولى..وهنا لعب الشيطان دوره في الوسوسة لذوي الأنفس الضعيفة المحطمة..شيطان أنسي يدعى جيف وروبرت..شخصيتان بجسد واحد تفوق الأخرى شراً ومكراً.إلتقى به قبل سنة في حانة..كان هذا الأخير في رحلة البحث عن الخلود في قلوب تلامذة ينصب نفسه عليهم كمعلم عظيم..تعاليمه الإجرامية ستعيش والمجد والخلود له..كان يريد إنشاء دستوبيا خاص به يكون فيه الحاكم الأعلى حيث لا للخير مكان فيه..عالم يتجرد فيه الإنسان من إنسانيته..عالم يصارع الخير حتى تكون الغلبة له..

عقد روبرت عزمه على حشر جنوده حتى
لو كان جندي واحد يواصل مهمته، ووجده في شخص مهزوز كسيد باول..وقع إختياره عليه لأنه كان في أشد حالاته يأساً وتمرداً على العالم..في لحظة سكر فضفض لروبرت عن كل رغباته وكم شعر أن العالم يقف ضده وأنه لا ينوي الإرتياح حتى يزهق روحاً..

النفس الضعيفة إن لم تصقل بالعلم وتوجه نحو الخير تكون عرضة لتأثيرات الآخرين من حوله..
وإن بحت عن أشد أسرارك سواداً فستكون عرضة لإستغلال
الآخرين..وهكذا أثر الشيطان عليه وأستغله.

كم تأثر بكلامه وخطبه البليغة حتى صار له تلميذاً عبداً للغرائز والشهوات..كم وجد تشابهاً بينهما سواءً في ماضيهما أو أهدافهما الكفيلة لأن تصهرهما سوية..وضع له خططاً وعلمه كل ما درسه وقام به شخصياً..وعندما شعر بأنه كُشف وأجله قد حان، سارع لإرشاد تلميذه، فلتجاوز الشوكة التي تعيق الطريق، على باول إزالتها نهائياً..وكانت الشوكة العملاقة المحقق ثيو..وهكذا تلبست روحه جسد باول وتجسدت كل تعاليمه فيه حتى سار على نهجه الأعوج.

رصاصة في رأس المحقق في أي زمان و مكان كفيلة لإرداءه قتيلاً لكن هذا لن يكون ممتعاً.وقضي الأمر بإقامة لعبة هدفها إطلاق الوحش النائم داخل باول وتحقيق رغبته في الإنتقام والتخلص من ثيو ومن كل أمثاله فهكذا ديدن الأشرار.فشرع يتصيد ضحاياه مستغلاً عمله الذي وفر عليه مغبة البحث عنهم ناهيك عن وسائل التواصل الحديثة التي أسهمت في انخراطه في المنتديات والمواقع الخاصة للمراهقين والتجسس على حياة ضحاياه عن طريق استعارته لأسماء وشخصيات مختلفة يخدع بها الفتيان والفتيات ويحثهم على سرد قصصهم ويمثل عليهم دور الحامي النصوح بطريقة سلبية ثم يرتب للقاءهم ويقوم بخطفهم وقتلهم في ذاك القبو الذي تركه له معلمه الشاب حيث كان تجري عمليات القتل.

كان يتعمد كل خطوة يقوم بها لأجل العبث مع الشرطة وتوجيه إنتباههم نحو فئة أخرى مثل تعمده الظهور أمام جدة ضحيته جوزفين وإرتداء الخاتم الذي أهداه إياه روبرت ليوهمهم ويوجههم نحو فئة عبدة الشيطان إضافة إلى إستعماله لعبارات تؤيد ذلك.أصعب مهمة أخذت منه وقتاً، كانت القضية التي تولاها ثيو حيث عمل على تعريف ضحاياه الثلاث جيس مالكوم وجوزفين بأودين وإعانته في تجارته الصغيرة بتزويده بزبائن.

الحصول على الممنوعات جعله يعاني من بعض الصعوبات إلا أنه تفوق عليها بإمتياز عندما كان يشتريها من جهات مختلفة بالتواصل معهم عن طريق الأنترنت ثم يقوم ببيعها لأودين بالطريقة التي يشتريها بها متخذاً من لقب الأجنبي وسيلة يخدع بها الشرطة.كم إستمتع عندما حضر تجربة مالكوم على جوزفين تلك الساذجة المدمنة القذرة كما يلقبها التي ضحت بحياتها لأجل حفنة من المخدرات ثمناً لصنيعها لهذا المهووس بالتجارب.تبيع نفسها غير عابئة بمصيرها..إعتقدت الحمقاء أنها تجربة بسيطة بينما كانت الأشنع والأعقد على الأطلاق.

كان يراقبهما على مقربة من المدرسة داخل سيارته حيث ركب كاميرا صغيرة داخل المختبر المهجور قبل ساعات من الوقت المحدد لأرتكاب جريمته.ذلك الغبي مالكوم لن يعلم بأن المركبات الكيميائية التي وصفها له بإعتباره خبيراً في الكيمياء كما أدعى له، بأنها خاطئة.ستفشل وتشوه الفتاة
حتماً.وحدث ما توقعه وبينما كانت الفتاة تصرخ وتطلب النجدة، كان الفتى مشدوهاً لا يعرف كيف يتصرف عندها إقتحم باول المكان خلسة وحرضه على قتلها كونها ستشي به إن لم يمت.

وكما لو أنه نوم، قتلها ثم أقبل القاتل الحقيقي على قتل الفتى في النهاية..يا لها من أمسية لا تُنسى..ثم قام بجمع الجثث ووضعها في صناديق مخصصة لها وتواصل مع مساعدته الأخرى رايلي.هذه الفتاة لها صيت بإيصال الطرود المشبوهة لأصحابها.كانت جشعة وتفعل المستحيل لأجل المال دون إعتراض وأمينة بحيث لا يشك أحد في إخلاصها.لقد وثق بها جيداً حتى عندما علم بالقبض عليها..فهي لن تنطق شيئاً لأنها لا تعرف شيئاً عنه..وإن نطقت، فلن يضره شئ أيضاً.

يعلم في قرارة نفسه أنه سُيكشف يوماً ما لكنهم لن يقبضوا عليه وهو يسير على خطا معلمه الذي شدد عليه بعدم إقتراف الأخطاء التي إقترفها.وذات الطريقة إتبعها مع أودين وجيس إلا أن الأخير لم يكن يملك المال فطلب القاتل من أودين أن يقتله متلذذاً بحرب المراهقين ضد بعضهم التي أدت إلى قتله في النهاية بأبشع طريقة.

نظر إلى إبنته وأبتسم لها..لقد نجح في خداعها أيضاً
كما خدع المحققين كليرك ومورين حين طرقا بابه يسألانه عن آخر مرة رأى فيها ثيو كونه آخر شخص قام بزيارته.تصرف بطريقة مقنعة جعلتهما يعتذران إليه عن التسبب بالإزعاج..مع إن كليرك كان قد أخذ بكلام ثيو ووثق به عن براءة الرجل عندما أتصل به في ذاك اليوم الذي كان به ثيو شخصاً منوماً مغناطيسيا.ًصار مستحيلاً الآن القبض عليهم، فقد أطلق مفاجأته التي ستوفر له الوقت للقيام بالمستلزمات اللازمة للهرب.وها هو الآن مع إبنته في سيارته متوجهين للمطار لبدأ حياة جديدة في تجنيد الجنود الذين سيعيش داخلهم روح الشيطان روبرت.

2

إرتأت غريس خلال الأيام التي تلت إختفاء ثيو الغامض، مواصلة البحث عن الحقيقة وكشفها قبل موت مورغان .كانت قد علمت من والدها أثناء زيارتهم، أن حالة الفتاة الصحية حرجة جداً، ومن المرجح موتها بعد أيام قليلة، فأبلغت ديلان بضرورة زيارتها لكنه كان منشغلاً في البحث عن صديقه الذي لم يرد عنه أي خبر حتى اللحظة إضافة إلى إهتمامه بغارث الذي ساءت حالته النفسية بعد أن تواردت الأنباء في التلفاز عن إختفاء أحد أهم المحققين وأبرعهم في البلاد.تأثر في الخبر كثيراً و تصور مستقبله وحيداً دون أخ يهتم به ويراعيه.

صحيح إنه غاضب منه بسبب إنشغالاته،إلا أن فكرة بقاءه وحيداً في هذا العالم الشاسع، ترعبه وتوسوس له بإنهاء حياته.ولو علم أن لديه إبناً ينتظره في مكان ما لفرح كثيراً أو ربما سُيصدم كثيراً ويرغب حقاً بمغادرة الدنيا تكفيراً عن ذنبه. سخطت غريس على ديلان لتركها بمفردها حيث لا تعلم كيف ستبث النبأ إلى غارث وكيف سيتحمل الصدمة، ولم تملك الاحتجاج على قراره خشية أن يثور في وجهها، فهو الآخر يعيش أياماً صعبة مليئة بالقلق والمخاوف من مصير صديقه المجهول وكيف هو سيتحمل فراقه بعد صداقة دامت لسنوات صارا فيها كأخوين من دم واحد.اليوم إذن عليها إنهاء ترددها، فقصدت المستشفى على حساب الحصص التي تركتها لأجل ما هو أفضل..مصير طفل مجهول الأب..


دلفت إلى غرفة المريضة بهدوء تحمل بيدها باقة زهور جميلة فكرت في أنها ستلطف الهواء الخانق وتشعر المريضة بالراحة، كما أنها تجنبت إرتداء ملابس ذات ألوان براقة قد يجدها البعض غير لائقة لمقابلة مريض في أتعس حالاته، وأكتفت بفستان ذو لون تركوازي هادئ يصل أسفل ركبتيها بأكمام قصيرة يحيط خصرها شريط أبيض عقدته للخلف و حافظت على شعرها مظفوراً.تغلبت على الشعور المرير الذي إجتاحها فجأة إبان رؤيتها لمورغان الحقيقية وليست تلك التي كانت تختبئ خلف مساحيق التجميل وتخفي رأسها بشعر مستعار.

عضلاتها ضامرة وعظامها بارزة أكثر عن ذي قبل.كانت مخيفة ومثيرة للشفقة والبكاء في آن واحد.خرجت المرأة التي كانت لجوارها تسحب معها طفل مورغان وقد تكهنت غريس بأنها مربيته وبقيت معها لوحدها.ألقت تحيتها بوجه بشوش ووضعت قربها الباقة

"أتمنى أن تعيشي طويلاً لتري طفلك وهو يكبر"

"لا تخدعيني غريس،وتهزأي بي من الواضح جداً أن نهايتي قد حانت"

ردت مورغان مستاءة وهي تشم رائحة الزهور في حين شعرت غريس بالذنب وكادت تبرر ما قالته لكنها أمسكت عندما لاحظت إبتسامة مورغان الفاترة كأنها أحست بإحراجها

"لا تنزعجي..أعرف بأنكِ تودين إراحتي..أود حقاً لو أحظى بوقت طويل أمضيه معه لكن لن يحصل.حاربت مرضي وأستكبرت عليه إلا أنه أطاح بي في النهاية"

تنهدت ثم قالتها بنبرة مهزومة مستسلمة..لم تعرف غريس كيف تواسيها أو تستعين بكلمة أو كلمتين لتزيح سحب الكآبة والحزن اللذان إنتقلا إليها هي الأخرى..أجبرت عيناها على الإحتفاظ بالدموع التي توشك على الإنهمار خشية أن تزيد من وجع المريضة و عزمت على فتح الموضوع المهم

"هل..هل نجحتي في العثور على والد طفلك؟"

"نعم"أتسعت عينا غريس حيرة ودهشة..أيمكن أنها
أخطأت بالفتاة؟!.

"مات في حادث مروري..هذا ما عرفته"تنهدت غريس مرتاحة في داخلها..كان عليها أن لا تستعجل في الحكم بما أنها ذكرت الحادث فهذا يعني حادث غارث المميت

"أخبريني يا مورغان..أمم.."سكتت تحك خدها متوترة
"هل..هل طفلك غير شرعي..أعني.."لم تعرف كيف
تصوغ عبارتها بشكل مرموق لا يتضمن إهانة أو جرح مشاعر وحدقت بمورغان التي أغلقت عيناها وخط طويل من الدموع بدأ يسيل على وجنتيها فيما سارعت غريس تمسك يدها لتقول نادمة"أنا أسفة..فقط .."

"عن غير إرادتي"قاطعتها مورغان معترفة

"إغتصبني رجلين في الواقع"نظرت لغريس متألمة ثم سحبت يدها تحاول الجلوس وقص قصتها على هذه الفتاة الفضولية

"قابلت أحدهما..رغبت بقتله..بعد..بعد ولادة طفلي..ذهبت إليه لأتأكد من كونه الوالد الحقيقي.. ورضي بإجراء فحص دم..لكن لم يكن هو.."لو كان أحد آخر غير غريس، لما فهمَ مقصدها أو الشخص الذي تتحدث عنه ففضلت عدم ذكر إسمه مع أن غريس تعرفه أصلاً إذ لم يأتي الرجل على ذكر فعلته الخسيسة لديلان، وحمل غارث كامل المسؤولية ياله من نذل.شتمت في سرها وأومأت لها بأن تواصل متخذة من الفراغ في السرير مجلساً لها قرب أقدام المريضة.

"طلبتُ منه مساعدتي في البحث عن الآخر لكنه نفى معرفته بمكانه وهددني إن واصلت زيارتي له.بعد إغتصابي لجأت إلى الشرطة..لم تقف إلى جانبي بطبيعة الحال.كانت لديهم قضايا أهم مني.فلستُ الوحيدة التي تتعرض إلى الاغتصاب كل يوم.."

لاحظت غريس تنصت إليها بإنتباه شديد فقررت المتابعة بما أنها أبنة الشخصين الذين فتحا لها بيتهما ومطعمهما ومن واظبوا على تقديم العون لها.قد يكون الغرباء في بعض الأحيان أقرب من العائلة وقد كانوا كذلك بالنسبة إليها.

"لم أملك نقوداً كافية لرفع دعوى قضائية نتيجتها محسومة لصالح ذاك الوغد إن نكر معرفته بي فأضطررت للبحث عن عمل أعيل من خلاله طفلي"

"هذا سئ للغاية..ما حدث لكِ وأنتِ في سن صغيرة لهو أمر فظيع ومحزن"علقت غريس صادقة

"لن تصدقي عدد المرات التي حاولت فيها قتل طفلي وهو في بطني..عشتُ أياماً عسيرة..أدمنت الخمر عقب ولادته وأودعته عند إمرأة تتكفل بتربيته..لم يكن
أحد يتنبأ بأفعالي..أنا لم أكن أتخيل ما يمكنني فعله
إن ثملت..ربما سأقتله وأقتل نفسي"خرج صوتها واهناً
خفيضاً لا يسمعه سوى الجالس بقربها

"لمَ لم تقتليه؟"سألت غريس

"لأنه برئ..طفل برئ لا ذنب له سوى إنه من نطفة سيئة من والد أشد سوءاً..قلت في نفسي ربما يكون نعمة عوضني الله بها..ربما سيكبر ويعوضني ويعينني
تابعت حياتي وأنهمكت في عملي وصار كل ما يهمني في الحياة..عندما..عندما شخصوا إصابتي بالسرطان، حاولت الانتحار"شردت عن غريس لماضيها العسير وزفرت بصورة متقطعة

"اللحظة التي يخبرونك فيها أنك مريض، تحطم آمالك.
وعزمت على تنفيذ قراري..أذكر كل زجاجات الخمر التي شربتها كي تنسيني ألم الموت..سخيف..ستشعر به حتى لو تعاطيت حشيشاً..كنت خائفة..محطمة..لا
أمل لي في الحياة..أم سيئة مغتصبة مدمنة خمر.."

وتنهدت ضاحكة بخفوت في حين كانت غريس تعيش مع كل كلمة تلفظها وتتألم لألمها

"لفتاة أخرى، قد يكون هذا أمراً عادياً..لكن ليس بالنسبة لي..خططت لمستقبلي في وقت من الاوقات
نوع الرجل الذي سأحبه وأتزوجه..أنجب منه أطفالاً
كثيرين والعيش معهم بسعادة..ثم ماتت أحلامي..لا
يتحقق ما نحلم به أحياناً حتى لو كان بسيطاً.فكرت مطولاً وقلت:إن ماتت أحلامي القديمة فسأصنع أخرى طالما لا يزال لدي حياة.طفلي صار حلمي.. وهكذا قويت نفسي..كرست كل وقتي وجهدي للبحث عن والده ومقاضاته إن لم يعترف بنا..سأموت في أي لحظة ولم أرغب أن يعيش متشتتاً متسولاً..الميتم لم يكن خياراً لأنني لم أشأ له ذلك..ستكون حياته أكثر صعوبة..الآن لا أعرف ماذا سيصيبه..مربيته أخبرتني بأنها لا تقدر على تربيته إن لم تحصل على أجرها..
تصوري..سأموت..سأموت والحزن يملئ قلبي"

وبكت بكاءً جعل من غريس تتصرف آنياً لتريحها من مخاوفها وتعطيها سلاماً داخلياً قبل مغادرتها الدنيا، فأخرجت صورة غارث التي أخذتها من ديلان من حقيبتها الزرقاء الصغيرة و أرتها إياها.حدجت به مورغان متحيرة مصدومة ونطقت إسمه من بين دموعها بكره لم يفت عن غريس وتطلعت إليها بأتهام كأنها تخبرها كيف تعرفينه ولمَ أخفيتي ذلك عني.فهمت غريس تلميحاتها..ها قد صار كل شئ واضحاً وبارزاً وشرعت تشرح لها الظروف التي ألمت بمغتصبها وكيف عُوقب على أفعاله الماضية.فترة صمت مشوبة بالتوتر والتنهدات، مرت حتى بادرت غريس

"علي أن أعلم إن كنتِ ستقاضينه"

"أوه غريس هل أنتِ جادة؟!..ألم تدركي وضعي بعد؟
سأموت..ما عاد ينفع كل هذا الهراء..فقط..لو كنت.. لو كنت بصحة قوية لم أكن لأكلف نفسي عناء البحث عنه..كنتُ سأربيه لوحدي"
ردت مورغان بعصبية وبصوت متهدج

"لنتأكد أولاً عن طريق الفحص إن كان طفل غارث حقاً"

قال ديلان فور دخوله الغرفة وقد سمع بعضاً مما دار
بين الفتاتين.خزته غريس بنظراتها اللاذعة على إهانته
المباشرة لمورغان ولم يملك إلا أن هز كتفيه لامبالياً ربما ليس هو بطفل غارث فهل سيبتلي به أكثر مما هو مبتلى؟.

"لستُ عاهرة، عشت حياتي دون أن يتقرب مني رجل
واحد أو أتذلل إليه لأجل المال"

وبناء على طلبها في رؤية غارث، توجها إليه سوية دون تأجيل.

"شعرت بالذنب لتوريطك في حين أنها كانت مهمتي"

قال ديلان وهو يسير معها في رواق مركز إعادة التأهيل

"لم يعد ينفع..أقحمت نفسي بإرادتي"لامس غضباً
مكتوماً داخلها فتوقف وأحاط كتفيها بذراعيه ووجهها إليه..

"سايريني يا غريس في مصيبتي أرجوك..ليس لدي أحد الآن ليواسيني غيرك..أنا حزين وأتقطع من الداخل"

شعرت بأحاسيسه الصادقة ومدى إنكساره، فعانقته لأول مرة وربتت على ظهره مواسية

"سيكون ثيو بخير متأكدة من ذلك"

ضمها إليه بقوة مستغلاً حركتها المفاجئة ولم يفلتها إلا حين سحبت نفسها منه بقوة وسبقته وهي تزجر
نفسها على تسرعها..مؤكد أنها جنت لتقع بحب هذا الأحمر المتهور؟..لكنها لم تستطع مقاومة إغراء عينيه ووجهه الجميلين..سينسى هذا ما أملته.

عندما صارا في مواجهة مع غارث داخل غرفته وقد كان جالساً كعادته على كرسيه المتحرك يمرن ذاكرته في القراءة، أخذ ديلان زمام المبادرة بإخباره عن حقيقة حلمه وماضيه المدنس بطريقة حاول فيها أن لا تبدو قاسية في حين كتمت غريس أنفاسها وترقبت الآتي.

أرجو أن لا يغمى عليه..فكرت.وعلى غير المتوقع، أبدى إستجابة باردة.تبادل الواقفين نظرات قلقة، ولم يتجرآ على التفوه بكلمة إضافية مع تصرفه الغريب.
هل هذا يمهد لعاصفة كبيرة؟..تخاطرا بذات العبارة و تأهبا لما يمكن أن يحصل.ظل على حاله جامدا،ً صامتاً يحدق في كتابه محافظاً على توازنه قبل أن يطلب منهما حمله إلى الفراش حيث سيبكي ويخطط لمستقبله.

هناك الكثير المنسي ليتعلمه وهناك شقيقه المفقود وهناك طفل دخيل سيفسد عليه ما نوى تعلمه.هل بإمكانه التعامل مع كل هذه الأعباء وهو المقعد الذي يكافح ويتحدى إعاقته لأجل الوقوف.عليه تقديم أقوى ما عنده ويتحمل عواقب أفعاله إن أراد بدأ حياة جديدة.خرجا ووجدا شرطيان يحرسان الباب، فأستغربت غريس أمرهما وسألت ديلان وأخبرها بما قاله رئيس ثيو حين تواصل معه يستعلم عن مكان ثيو.

لا عجب أنها كانت تحس بوجود أحد ما يراقبها.هكذا إذاً كانت أعين الموت الشيطانية تتربص بهم فرداً فرداً في كل مكان وزمان منتظرة وقتها المناسب لسحبهم إلى الظلام.فهل ستنجح في مسعاها للقضاء عليهم جميعاً؟

"الشيطان يحكم لا الملاك..سيظهر شيطان آخر أقوى مني..أنت ندي..روحي ستحكم..بدأ العد التنازلي لموتك..ستموت"

همسات ووشوشات عابثة وصور و مقتطفات مشوهة من حياته تراكمت داخل عقله..وصرخات تُفجر الكون لهولها وتردداتها..عالم غريب مرعب شاهد فيه روحه تُزهق..تارة بطلقة نارية مباشرة في رأسه، وتارة يذبح و يقطع بسكين..وتارة أخرى بسلاسل من نار..عالم كابوسي إحتفظ به وأبى تحريره وإعطاءه السلام..تفنن في تعذيبه وقتله مئات المرات..صور له المستقبل دموياً في ظل حكم روبرت وباول..بحاراً من الدماء..وأرواحاً تطلب الخلاص..
وجثث متفتتة متعفنة مترامية على الطرقات..ومن لا يستطيع العيش فيه، فالانتحار هو الخيار..إنه كجحيم دانتي محبوس داخله.

جسده وعقله بدآ يتمردان ويقاتلان للخلاص..إن لم يقتله السم فستقتله حتماً هذه الكوابيس..هذه المشاهد مفعولها أقوى من السم بكثير.. يشعر بأن روحه لا زالت معلقة بجسده..متشبثة بالدنيا..وعليه أن يستفيق...و أفاق.تنفس بسرعة بدت كاللهاث نبهت الموجودين في المكان.

"لقد أفاق..إنه حي"هتف الطبيب وسلط المسلاط على عينيه ليتفحصه..شعر بالوهن وإنحسار في البصر بآلام وخدر في جسده ثقيل..ولم يستطع تحريك أطرافه و لا لسانه..هل شل جسدي!.ذعر من الداخل.

"لا تقلق..لقد نمت لمدة خمسة أيام متتابعة..قمت بإمتصاص كل السموم من جسدك..لست أنا طبعا"ً وضحك الطبيب ثم قال
"ستكون بخير"

ثار جسده..عليه أن يتحرك ويخبر الجميع عن هوية القاتل..يجب أن يقبض عليه بنفسه..لن ينتظر حتى يتحسن..و أمام عناده وهستيريته، حقنه الطبيب مرغماً بحقنة مهدئ ليستعيد رشده ويعي حالته، وبعد ساعة كاملة، أفاق مجدداً.حالته صارت أهدئ عن السابق.أزاح نظراته التي بدأت تستعيد قوتها عن الطبيب الواقف أمامه، وحولها إلى تلك الأفعى التي تحدق إليه بعينين مواربتين ماكرتين من مقدمة رأس كبير.كيف ينسى سنيك بشحمه ولحمه وأفعاه الموشومة المخيفة.

"لو لم يصل رجالي في الوقت المناسب،لكنت مدفوناً"

قال سنيك ثم أمر الطبيب برفع سرير المريض ليخاطبه جيداً.

"كي...كيف جئت إلى هنا؟"سأله ثيو منهكاً وبلسان ثقيل في حين مصمص سنيك شفتيه وحرك رأسه يميناً يساراً دون مقصد

"زرع رجالي جهاز تتبع وتنصت داخل هاتفك النقال... أحسبك تعلم بهذا..شخص فطن نبيه مثلك لا تخفى عليه هذه الألاعيب"

لقد كان محقاً بتوخيه الحذر عندما مرر رسالته الورقية المتضمنة مخطط سنيك تجاهه إلى رئيسه خلسة.كان ذلك بعد إجتماعه الأخير به.كانت هذه طريقته الوحيدة في توفير الحماية لغارث وغريس بسرية تامة خوفاً من أن يتم إكتشافه من قبل سنيك ورجاله الذين يراقبونه واضعاً في خلده إحتمالية أن يتم التجسس عليه بطريقة ما والإنصات لكل معلومة يتفوه بها.كان قد توقع مثل هذه الحركة الخبيثة منهم وتذكر عندما كانوا يجردونه من كل شئ قبل مقابلة سيدهم.إنه لتفسير منطقي لكيفية زرعهم الأجهزة.هذا يعني بأنه كان مطلعاً على سير القضية ويملك في رصيده من المعلومات الأخرى ما يمكن إستغلالها لصالحه!.لا ينكر في بعض المرات تمرد لسانه ونطقه بأمور تخص قضايا أخرى ويشاركه الآخرون كذلك.هذا الرجل لم يثق به وأحسن إستغلاله لثيو من كل الجوانب.

"سمعنا كل ما قاله وعندها عرفنا أنك قد صرت بين
يديه..لذا"راح يسير أمامه ويديه خلف ظهره"لكي لا
يفلت منا أو ربما كنت ستخوننا وتسلمه للشرطة،أمرت باللحاق بكما..الوغد أبن...كان قد فر قبل مجيئنا"

سكت..توقف وحدق بثيو الذي كان يستمع إليه بهدوء.

"في موقف آخر، كنتُ سأتركك في ذاك المكان المقفر
لتواجه ملك موتك..لكن مصلحتي معك..أتعرف..أنت
رائع"

إبتسم ثيو بفتور، كثير ما يسمع عبارات الاطراء من المجرمين هذه الايام.ربما سيتخذونه قدوة يوماً ما
ضحك في سره من هذه الفكرة غير المعقولة.

"حياتك لا زال بها بقية..لأنك شخص خير..والأخيار لا
يموتون بسرعة..إن ماتوا..فسنحكم العالم كله..ثم
سيتحول الصراع بيننا نحن الأشرار بمن له الأفضلية في الحكم..وأنا لا أريد أن أكون تحت سلطة أعدائي..
تخيل..نحن من نعطي للعالم قيمته..نحن من نعطيه متعة..نحن من نرعب الآخرين ونبث فيهم مشاعر لم تكن لتتواجد لولانا..لولانا لما حصلت ع مهنتك..أحب أن يستمر الصراع بيننا و لا أن أرى عدو لي من الاشرار
ينافسني..تحدثت كثيراً.."

تنهد و أبتسم قائلاً

"عندما تتحسن حالتك، ستأتيني بمن قتل أبني لأقتص منه"

ثم صارت نبرته أكثر شراسة

"حذاري أن تخونني..تذكر حياتهما متعلقة بك..لا داعي لأذكرك كل ساعة"

"أ..حتاج لأجراء مكالمة هاتفية..لأطمأنهم علي"

أجابه بأن صفق الباب خلفه بقوة خمن ثيو منها مقصده.
أتاه الطبيب بعد ذلك بحساء السمك الذي لم يستسغه
وأبتلعه لأجل سد جوعه وعرف منه مكان وجوده في المقر وليس في المستشفى كما ظن..لا نجاة منه إذاً مع كل الحرس المطوقين المكان ثم لمَ يجازف ورقبتي كل من صديقته وشقيقه معلقتين به..عليه أن يمحو هذا من ذهنه.وهكذا أمضى يومين متتالين قضاهما في تلك الغرفة الضيقة الموحشة المجهزة بأجهزة طبية متعددة حيث تُعتبر كغرفة عمليات للأفراد المجموعة الذين يتعرضون لأصابات بالغة.

ظل ساهداً آناء الليل وأطراف النهار لا يغمض له جفن ..يفكر، ويخطط لما سيفعله بعد تحسنه وأيضاً خوفاً من الأحلام والكوابيس المرعبة التي باتت ترهقه، وكلما حاول النوم، يستيقظ يحدق في الفراغ ويلهي نفسه في ترديد مقاطع تحفيزية تساهم في شفاءه داخليا.ً عندما تعب هذا المساء،قاومت عيناه رغبته في البقاء متيقضاً ثم خمدتا رغماً عنه.لم يكد ينام نومة عميقة حتى سمعت أذناه أصوات إطلاقات نارية قوية تأتي من بعيد.حاولَ النهوض يستعلم عما يجري لكنه لم يفلح فسقط أرضاً وأخذ يزحف بثوبه الأبيض القصير.

دلفَ أحدهم غاضباً قاطعاً زحفه البطئ و صوب إلى رأس ثيو مسدسه

"لقد خنتني وأخبرت الشرطة أيها السافل..أنقذتك من الموت وهكذا تكافئني"زمجر سنيك غاضباً

هز ثيو رأسه نافياً"كلا..مالذي تقوله..لم"

"أوه..بلى أيها المخادع..أتغاضى عن جميع الأخطاء الا
الخيانة..وأنت خنتني وتواصلت مع رجالك الأنذال.."

رمى بكلماته الغاضبات وهو يهز بمسدسه وقد أشتعل
غيضاً حتى أنه أخذ يلفظ بعض الكلمات بطريقة خاطئة
والمسكين ثيو كان مصدوماً ومشدوهاً..رئيسه السابق
توعد بكتمان الأمر عن الجهات العليا لأجل آخر، ومن
غير المعقول أن يبدل قراره أو يخدعه.كما توعد أيضاً بإغلاق فم لوثر وردعه عن إثارة المشاكل.فهو علم بنوايا لوثر الخبيثة تجاهه عندما قرأ مفكرته وكان يتصرف أمامه بحرص وحذر..فكيف وصل الخبر لأفواه الشرطة؟!..إلا إذا أفصح لهم لوثر!.وإن فعلها فهذا يعني أنه تتبعه لمقر سنيك في مراته التي يذهب فيها

"حبستني هنا لأيام عديدة وقطعت عني كل وسائل
الإتصال وحراسك يملئون المكان ويحيطون غرفتي و
يزورونني كل ساعة فكيف حصل ووشيت بك؟!"

قال ثيو وهو لا يزال جالساً على الأرضية رافعاً رأسه إلى
سنيك يتطلع إليه كالذليل.دخل أحد أعوانه مسلحاً و
عاجله بالهرب قبل وصولهم إليه فأبعد مسدسه عن ثيو
وقد بدا مقتنعاً بكلامه

"إلزم مكانك ولا تخرج..سأجد
وسيلة أخرى أتواصل بها معك..أنتظر لأرى قاتل إبني أمامي..إياك ونقض إتفاقنا..لأنني سأسلبك أحبابك عوضاً"

إنثالت الكلمات منه سراعاً ودار على عقبيه يفر
من قبضة رجال الأمن القومي الذين داهموا المكان
حيث قتلوا واعتقلوا بعض رجال سنيك بينما هو تمكن
من الإفلات منهم بأعجوبة.مشطوا المكان بعدئذ برمته بحثاً عن مختبئين حتى وصلوا أخيراً إلى الغرفة التي يتواجد فيها ثيو..طالبوه بتسليم نفسه وعاملوه كأنه مجرم مع محاولته البائسة في الإيضاح لهم أنه ليس كذلك حتى تمكن بعضهم في الأخير من التعرف عليه وجرجروه معهم إلى الخارج.كان بالكاد يستطيع المشي ويتحامل على نفسه لكنه فور رؤيته لوجه
لوثر من بعيد وهو يصدر الأوامر، أفلت منهم.و سارع
نحوه بقوة لم يدري من أين واتته وهجم عليه..أطاحه أرضاً ثم أنهال عليه ضرباً عقاباً له على حماقته وتهوره ولا مبالاته بأرواح الآخرين.كان يمكن لغريس وغارث أن يموتا الآن لولا الطيبة المفاجئة التي أظهرها سنيك.أبعده رجلين عنه وحملاه وهو لا يزال يصرخ يسبه ويلعنه..فقد نفسه تماماً ولم يعد ذاك الرجل المتزن الذي يتصرف بحكمة ووقار..حتى كرامته فقدها وهو يرى نفسه محمولاً كالحيوان يسحبانه من ساقيه ويديه بلا أدنى إحترام.حقاً تغير الصعاب الأشخاص وتكشف عن سلوكهم و طبائعهم المدفونة.

كان لوثر لئيماً جداً وأنانياً لعدم إستجابته لأوامر الرئيس بإبعاد يده عن مجرم محنك خطير مثل سنيك..كيف وقد تعهد
بأن تكون له الأفضلية في القبض عليه.قبل إكتشافه تورط ثيو مع هذا التاجر الكبير، كان يتقصى مكانه.
ولما علم أن أودين هو أبنه وأن ثيو يحقق بمقتله في
الخفاء، إبتسم له الحظ.فأخذ يتعقب زميله ويطارده سراً خافياً عليه أن زميله يعلم بالفعل نواياه.وفي أحدى المرات التي تخلى فيها ثيو عن حرصه بمناورة لوثر وإتخاذه طريقاً آخر يلتقي من خلاله برجال سنيك، أمسكه لوثر بالجرم المشهود وشاهده يدخل معهم إلى سيارة غريبة أوصلتهم للمقر.

لم يعد هناك أي شك بتعامل هذا المحقق المدعي النزاهة مع مجرم مطلوب، فقرر التحرك والقضاء على كليهما.إنشغل في بادئ الأمر عنهما بالقضية وقضاياه الشخصية إلى أن خسر رهانه أمام ثيو مجدداً فيما يخص وجود عدة قتلة-مع أنه قد أصاب نوعاً ما بوجود مساعد لم يتوقعه رايلي-إلا أن هذا لم يكفيه..وحان وقت الوشاية بثيو وتجهيز رجاله للقبض على سنيك.إختفاءه في الآونة الأخيرة كان متعمداً، إذ كان يخطط إلى مثل هذا الحدث القوي وأجرى إتصالات مكثفة مع بعض الجهات المسؤولة التي أوكلته بمهمته حتى حصل على أذن رسمي.ولأنه يملك بعضاً من الاحترام والولاء لرئيس ثيو السابق، أعلمه عن مخططه وما كان من الرئيس إلا أن قام بتعنيفه وتوبيخه لشكوكه الدنيئة بثيو وأخبره عن المقايضة التي أجراها ذلك الوحش معه..لم يعطي لوثر للأمر أهمية، وأطلعه عن الموعد المحدد لإقتحام برج سنيك المنيع الذي كان يحتمي به طويلاً وطلب منه توفير الحماية للفتاة وشقيق ثيو.لم يجني شيئاً الآن سوى خسارة أفقدته رأس الأفعى وإحترام الجميع له.فمن يكيد المكائد لغيره، يقع في مكيدته.

يتبع في الفصل الأخير
شكراً لكل من علق ع البارت السابق لم يسعفني الوقت للرد عليكم..مودتي لكم.
أتمنى ان كل شئ اتضح لكم الآن اي استفسار لا تترددوا بإخباري

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro