Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الشيطان الجزء الثالث (الفصل الثالث)

إحدى مقاطعات لوس أنجلوس
مركز الشرطة التابع لمكتب التحقيق الفيدرالي
في ذات اليوم الساعة العاشرة صباحاً

شهد المكان خلال اليومين المنصرمين حالة استنفار وتخبط ايقظت الموظفين من خمولهم منبهة اياهم أن فترة السلام الذي تنعموا به قد انقضى بفعل جريمة شنيعة هددت أمن المنطقة والسكان.على غرار الجرائم الصغيرة التافهة التي تحدث بندرة ويُتولى أمرها فهذه الأخيرة أعادت إليهم ذكرى الانفجار الكبير الذي حدث في موقع حفريات راح ضحيته عشرات من العاملين قبل اكثر من سنتين، وتولت القضية كل المكاتب والوحدات حتى قبضوا بوقت وجيز على مفتعلي الحادثة الثقيلة والآن تتكرر بوجه آخر وربما أكثر شراسة.

لم يكن مدير المركز المتجهم في أفضل حالاته فتلقى القادم الجديد ذو البدلة الرمادية ذات اللون الموحد مفتوحة الازرار والخالية من ربطة عنق ترحيباً فظ وغير لائق

"نحن لم نطلب أي محقق خاص لدينا ما يكفي للقيام بالمهمات، لا تضيع وقتي أكثر"

هل هو يطرده؟ نعم لقد وضح هذا في كلماته الأخيرة وشدد عليها من خلال النقر باصابعه على سطح مكتبه الفوضوي الصغير.لم يبد الضيف انفعالاً أو احتجاجاً سوى أنه ذكر اسم واحد فقط

"جئت حضرتك بأمر من نائب العمدة، تستطيع الاتصال به والتأكد مما أقول"

حدق فيه ساكتاً ولاحظ ارتباكه.

"حقاً؟!، نائب العمدة لم يبلغني بالأمر.سأتصل به فوراً واستعلم عن الموضوع"

رفع الهاتف اللاسلكي الأسود وتزود برقم النائب الذي شرح له عن حاجتهم الضرورية لمحقق ناجح يقدم لهم كل الدعم المطلوب ليس عن استهانة بقدرات رجاله وكادره القديم وانما للإفادة منه بإعطاء الدروس للمتعينين حديثاً وليس ثمة من هو أفضل منه في التعامل مع الشباب والجرائم الخطرة فضلاً عن قيامه موخراً بحل قضية أرقت البلاد لأمد طويل هي بالذات ستكون محور المحاضرات التي سيلقيها عليهم.
الأوامر العليا يجب اتباعها مهما كانت وأي اعتراض يلقى رداً حازماً هكذا تتم الأمور بشكل عام في كل المؤسسات والدوائر واحياناً حتى داخل البيت.إذاً لا داع للتعصب والاعتراض فليحدث ما يحدث مادام لن يكون مسؤولاً عن الاخطاء التي سُتقترف من قبل هذا الوافد الجديد في حال حصلت
فهو سيكون الوحيد من ينظف فوضاه.

"تعال معي لأعرفك على رجالي، إنهم النخبة الأفضل في هذه المقاطعة"

"لا شك في هذا على الأطلاق طالما أنت من تعلمهم"

لم يمعتض لفتور المعاملة والتمس له عذراً فهو لم ينتقل كل هذه المسافة البعيدة ليحمل الضغائن والحقد أو ليقيم أشخاص ذوو اطباع متفاوتة.تبعه إلى الخارج وتعرف على من سيتعامل معهم حتى انقضاء مدة التحقيق.وحظي منهم بقدر كبير من الترحيب والحفاوة خصوصاً من المتعينين الجدد الذين تحمسوا لوجوده ثم قام المدير بعقد اجتماع مصغر يشمل فقط الموكلين بالقضية من المختصين والمحللين حيث عرضوا على بعضهم ملفات مهمة وتناقشوا في بعضها بعدئذ فوض المحقق الجديد أمر المباشرة في إجراء التحقيقات بمعية هذا الفريق وعين له مساعدتين أحداهما برتبة ضابط مخضرمة والأخرى شرطية على معرفة تامة بكل شبر في المنطقة وبذلك لن يكون صعباً عليه الخوض في بيئة غريبة عليه وحده.

"خطوتنا الأولى ستكون المشفى العام لاستجواب الشاهد، فلنتحرك سريعاً"

خاطب مساعدتيه بلباقة اعجبتهما وقادتاه إلى سيارة شيفروليه إمبالا (2012) مخصصة للشرطة ذات لون ابيض وازرق غامق على جانبيها.

"تفضل أيها الرئيس"فتحت له الباب الضابطة غامزة بعينها اليمنى بطرافة ليبادلها بابتسامة خفيفة مؤدبة.اتخذ مجلسه في الخلف بينما تولت الشرطية القيادة وبجانبها زميلتها التي تهامست معها ثم استدارت نحوه لتقول بنبرة بينت حس القيادة لديها

"أيها القائد سنقوم بمهمة صغيرة قبل توجهنا إلى المشفى، لن نطيل الأمر"

اومأ موافقاً واسند رأسه إلى الخلف بأريحية.
تمنى أن لا يطول اليوم مع السيدتين، لقد تعامل في مهنته من قبل مع نساء كثر وتصرف معهن على قدر من التحفظ ولم تتعقد الأمور إلا لمرتين بسبب سوء التواصل والتفاهم.دقق في كلتيهما، ثنائي غير متكافئ، فالسائقة تملك بنية ضعيفة لا تؤهلها القيام بعمل شاق وشكلها شوهت قسماته الجميلة تعابير قاسية فحاجبيها دائمي التقطيب وعيناها الضيقتان العسليتان توحيان بالرهبة أما شفتيها الصغيرتين فباهتتان جافتان ولم يسمعهما تنطقان كلمة مذ تلاقيا حتى أنها رحبت به مكتفية بايماءة من رأسها ولاذت بالصمت.بدت في نظره أكبر سناً من زميلتها الطويلة الممتلئة التي لا تكف عن الابتسام والقاء التحايا على العابرين من خلف النافذة، فلا التجاعيد على وجهها أثرت على نضارة بشرتها ولا خصلات الشعر البيضاء على روحها العفوية، تساءل كيف كانت تبدو في شبابها.ابتسم في سره لتخطر في باله فجأة غريس ليستقيم في جلسته.زارها في القسم الداخلي الذي تمكث فيه قبل أيام ليودعها وتعجب للحال الذي تبدلت عليه، قليلة الكلام، شاردة الذهن لا تعلق على ما يقول سوى ببضع كلمات مختصرات كأنها فتاة أخرى وحين سألها ما خطبها تعللت بالدراسة ومصاعبها.

غير طبيعية، وصفها لديلان عبر الهاتف وطلب منه الأعتناء بها.أوضح له صديقه أنها لا ترغب برؤيته في الوقت الحالي كي لا يشغلها عن دراستها لكن ما سمعه من وصف لا يطمأن، أقر بإهماله لها لكنه حتماً ليس متعمداً فكلاهما صارا مسؤولان عن أشياء كبيرة وكثيرة وعلاقتهما باتت عادية ينظران لبعضهما كأنهما غريبين الوقت الوحيد الذي يجمعهما هو حين يلتقيان بغارث وابنه خلاف هذا لا يتفوهان بما يخصهما وربما تكون الفتاة تعاني ولا تدري كيف تفاتحه بالموضوع، فنصحه بأخذ زمام المبادرة واعلامه بالمستجدات فوافق الصديق ووعده أن يكون متفهماً متعاطفاً مع كل ما تقول ويضعان حلولاً مرضية.

ترجلت السيدتان من السيارة بينما لا يزال هو باق داخل عقله لتخرجه الضابطة مما هو فيه بنبرتها العالية وهي تفتح له الباب

"أتود النزول معنا ام البقاء مع افكارك حتى تمرض؟"

"سآتي معكما"

"عليك أن تكتم ما تراه عن المدير أنت الآن زميلنا وشريكنا وحفظ الاسرار والتغطية على بعضنا من واجباتك"

رمقها غير فاهم المقصد، وخامره إحساس سئ ماذا تنويان عمله؟ هل هما فاسدتان؟لم تمهله الاسترسال في التساؤلات لتقول فاهمةً ما يحيره

"ارتح أيها الفتى لسنا من أولئك الأشخاص في ذهنك....ستفهم عما قريب"

سبقتاه بخطوات واسعة ليتمكنا من تبادل الكلام دون أن يسمع، انتهت الشرطية بالقول وهي تدخل في زقاق ضيق

"لا أثق بهذا الغريب ماذا لو فضحنا، سيغضب المدير منا ويعاقبنا.لست مطمأنة لوجوده معنا"

"هوني عليكِ ستتم الأمور كما نريد"

المكان يعج بالنفايات والروائح الكريهة وكلاب من بعيد تطارد الأخرى وتكاد السماء لا تُرى لعلو البنايات القديمة الشاهقة.دخل الثلاثة ما يشبه نادياً سرياً يصيب المرء بحس المغامرة في اكتشاف زواياه المظلمة المجهولة، غرف متعددة مطلية أبوابها بلون اسود موحد غير مرقمة ومقفلة بسلاسل من حديد كأنها نوع من السجون اشعرته بقلق وخوف لم يجد لهما أثر عند هاتين المرأتين اللتين راحتا تتجولان وتصيحان باسم صاحب المكان ليستجيب نداءهما نازلاً سلماً طويلاً مثبتاً بين السقف والأرضية الصلبة، رفع رأسه ليرى من أين نزل وحدج فيه، كان رجلاً طويلاً  يملك شعراً اسوداً كثيفاً معقود على شكل ذيل حصان ووجهه مريباً لا يوحي بالأمان، تقدم مرحباً كمن يعرف ضيوفه متوجساً في ذات الوقت من الواقف أمامه يرمقه بصمت.

انتحى الثلاثة ركناً يكفي لأبعاد الكلمات عنه وتكلم المريب بلكنة بينت جنسيته الأخرى

"لا أرغب بمزيد من المشاكل معكما، ألا يمكنكما تركي أمارس عملي بسلام؟"

اجابت الضابطة ملمحة

"أنت تعلم أن بلغنا عنك فستفقد كل شئ لذا افتح لنا أحد هذه الأبواب وأخرجه لنا"

"انتِ تمزحين صحيح؟"رد ساخراً
تدخلت الشرطية موضحة مباشرة في وجهه
وهي تخرج مسدسها بصوت مفعم بالغضب

"هل اصوب على هذه الأقفال اللعينة لتعلم مدى جديتنا؟أخرجه لنا حالاً نعلم أنه بحوزتك"

اخفضت الضابطة يد زميلتها مقاطعة وقالت تخيره بهدوء

"هل تودنا أن نحل الأمر بعنف ام....؟؟"

"رغم أن هذا يخالف سياستي وكونكما من الدولة فلا أجد لي عذراً سوى الانصياع"

هكذا مر المشهد أمام المحقق الذي كان صامداً في مكانه يتفحص المكان بعناية، فبينما دخلتا خلف الرجل أحد الغرف بقي هو واقفاً يدقق في هاتفه، أما المتفرج فتناهى إلى سمعه من داخل هذه الغرفة صوت شخص يتأوه ثم فترة صمت ثم تلاها خروج الضابطة وعلى اثرها الشرطية التي بدا جلياً أنها من تولت ضرب المحبوس.دون توجيه كلمات للرجل، خرجوا بصمت لتقلهم زميلتهم حيث المشفى وخلال الوقت في الطريق، كان يحاول في سره تفسير ما فعلاه، ربما هم في مهمة سرية أو لقضاء شئ خاص لا كل هذا لا يهم إن ما شدّ أعصابه غرابة المكان ووحشيته ولسانه ينوي التحري عنه من هاتين المريبتين لكنه صده وراجع في باله معلومات القضية التي هو بصددها.

يتبع
#مروة الهاشم

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro