Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الجزء الثاني من الشيطان الفصل الأخير

أُدخل ثيو المستشفى وسُجن في غرفة أخرى مختلفة تماماً عن تلك الخانقة القاتلة التي تخص سنيك وخُضع لفحوصات طبية مكثفة بإصرار من رئيسه وغريس رغم إدعاءه الكاذب الملحوظ أنه أصح منهم جميعاً، فهو لا يزال يعاني آلاماً وصداعاً فظيعاً هاجمه.بسماع حالته، منع طبيبه أي زيارة تقلق راحته وتلقى معارضة شديدة من مريضه العنيد ومن قبل غريس وديلان اللذان واضبا على زيارته مصحوبين بغارث بين فترة وأخرى.كذلك حضي بزيارة محاميته التي أطلعته على مجريات قضيته التي رفعها ضد العميل السابق كارتر وأخبرته بأنهما كسباها وستمدد فترة عقوبته حتى يفرج والشيب ملئ رأسه..إلا أن كفله أحد أقرباءه.

اليوم زاره كلاً من رئيسه وكليرك ومورين وأخبراه عن الرجل الذي جاءهم معترفاً بأنه هو القاتل ولديه بعضاً من الصفات تشبه المشتبه به الحقيقي وبعد التحقيق معه أكتشفوا أنه منوم مغناطيسياً وخمنوا أن القاتل قد أرسله إليهم ليتيح له الوقت بالهرب.كما أعلموه أنه خلال مراجعتهم الأدلة والملفات، عثروا على عينة الدم التي أُرسلت إليهم مؤخراً أنها تعود لرجل يدعى باول مما جعلهم يشكون بتبرئة ثيو له، ولكي يصبحوا أكثر يقيناً حصلوا على معلوماته الخاصة وتجهوا لمنزله لكنه كان قد سبقهم وسافر إلى حيث لا يدرون..هنا أيقنوا أنهم تعرضوا للخداع ونشروا قواتهم للبحث عنه.

قطع حديثهم ونقاشاتهم كليرك الذي جاءهم يخبرهم أن فتاة ما تتصل من هولندا لتتكلم مع المحقق ثيو خصيصاً..فور تسلمه لهاتف كليرك أتاه صوت عرفه فأعطى الاشارة لهم بتتبع مكالمتها

"أريدك أن تفهم بأنه ليس سهلاً علي إتخاذ خطوة جريئة كهذه محقق ثيو..فكرت طوال رحلتي بالقرار النهائي الذي يجب علي إتباعه..ربما تذكر ما وعدتك بها سابقاً..لقد..لقد عنيت كل كلمة تفوهت بها ولست بلا قلب أو ضمير لأجاري أبي في  إجرامه..لا ..لا أنكر بأني أملك نزعته..لكني لن أسمح لها بأن تحيل حياتي لجحيم..مثل هذه الأفعال تنعكس على صاحبها وأنا محصت قراري جيداً وتصورت كم سيقتلني الندم إن لم أخبرك..ليس لأني معجبة بك وحسب..بل لأجل مراهق برئ يدعى موريس قتل أبي شقيقه..لأجعله يسامحني..ليسامحني العالم كله..إن لم أفعل هذا فأنا أخشى أن أبي سيواصل مسيرته..لذا ها أنا أحذرك..أبي قادم لقتلك..أبي أنا..أنا"

"سكارليت..سكار.."
إنقطع الخط منبأً عن إحتمالية إكتشاف والدها خيانتها له.

"فعلتها بي؟..أيتها الخائنة الخبيثة..لماذا؟ أنا والدك"
زمجر بوجه إبنته المرعوبة من رؤية وجهه الآخر..لقد كان يتوقع حركتها، لذا قام بالتجسس على إتصالاتها..أدرك أن خدعته وإدعاءه البراءة لم ينطليا عليها..كم كان غبياً حين سمح لها بالدخول إلى غرفته تلك الليلة..كيف فاته أمر بسيط كهذا..ليته قتلها منذ صغرها وتخلص من أعباءها إلا أن شئ واحد فقط يعيقه..حبه العميق لوالدتها..ثم كيف أكتشفت أنه مقبل على قتل عدوه؟!..

"عندما أخبرتني أنك سترحل لمكان ما لأنهاء مهمتك
توقعت ما ستقوم به..أبي..توجب علي فعل هذا..أرجوك إن تصرفك هذا خاطئ
أمي..أمي لم تكن لترغب بالعيش معك وأنت قاتل.."

لطمها على وجهها ودفعها على سريرها بهمجية

"وفري كلامك لنفسك..أنا لن أتوقف عن فعل ما أريد..أنا أكرهكم كلكم..سأخلص مجتمعنا من هؤلاء الآفات..لو لم أدخلك إلى مدرسة مرموقة لعانيتي مثلي..لعانيتي من أولئك الحيوانات الشرسة"

"أنا لست مثلك"دافعت تخادع نفسها ودموعها تهطل بغزارة

"سأتصرف معك في وقت لاحق..كوني مطيعة"

هددها متوعداً بعد أن هدأت ثائرته وأخذ هاتفها وكل وسيلة إتصال أو هرب تملكها ثم أقفل عليها الباب.

أطفأ نور غرفته مكتفياً بمصباح كهربائي صغير وجهه نحو البقعة التي سيجلس فيها ثم تهالك على كرسيه متعباً وساد في الجو شعور يقشعر له البدن..إن المحقق ثيو لرجل بسبعة أرواح حقاً.كم هو ساخط وحانق على نفسه..ماذا يفعل أكثر الآن كي يتخلص منه..تدخل إبنته، عقد الأمور بكثير.صاروا يتنبئون بكل خطوة يقوم بها وفور
رجوعه، سيقبضون عليه بسهولة.فكيف يتصرف إذاً؟.

لقد فشل في مهمته مرتين وخيب أمل معلمه به فهل عليه التراجع مكتفياً فخوراً بما أنجزه..لكن هذا سيخل بعقد الولاء والإخلاص الذي عقده وأقسم به؟!.إنهالت
عليه ذكرياته فجأة مع روبرت..وسافرت به إلى تلك
اللحظة العاطفية المؤثرة وهو يستمع لمعلمه الشاب
دون مقاطعته..وهو يسترسل بسرد آلامه وأحزانه حتى إنتهاءه بهذا

"غاية مطمحي أن أعيش لأصبح أسطورة.فيا تلميذي النجيب..يا صديقي الوفي الوحيد حقق لي غايتي..فأنا مغادر إلى ديترويت غداً..مسقط رأسي حيث هناك بدأت قصتي..يعتقدون بأنهم سيتوصلون للقاتل بتحرياتهم عديمة الجدوى..أو ربما سيفعلون..هناك ثيو علي أن لا أقترف الأخطاء وأوصيك إن أخطأت لحظة
غباء وإندفاع، فواصل مهمتي..لا تقترف الحماقات فهي من تسقط العظماء من عروشهم"

نهض من محله ثائراً وقام بدفع المنضدة وحمل كرسيه
وقذفه على الباب غير متحكم بنوبته حتى إذا أَفَلت قوته، هدأ وأستكان.ذكرى أخرى مجنونة، هجولت في رأسه.الاتصال الأخير الذي حضي به من معلمه

"أتكلم إليك من هاتف السجن بالكاد سمحوا لي بإجراء
مكالمة..إصغي جيداً..ولا تقاطعني..أطعني فقط.. معلمك سقط..أتفهم؟.لا تسقط مثله..سأقترف حماقة يمكنها أن تودي بحياتي..أشعر بالموت يناديني..إن لم أمت فسأضحي بنفسي لأجلك بأي طريقة..لا تساعدني لا أريد أن أعيش مطارداً..إما النصر لي أو لهم..إما الموت لي أو لهم..سأقوم بقتل فتاة رغبت بقتلها طويلاً..هذه آخر أمنية لي وليحدث ما يحدث..لا يهمني أي شئ طالما أنت موجود وستسير على خطاي..تذكر أقتل ثيو لننعم بالسلام..إن لم تفعل قتلك..تذكرها دائماً".

"بينما كنت تعتبرني تلميذك النجيب، إعتبرتك أبن لي.
ربما يكون مصيري كمصيرك، لكن لا تقلق، تلميذك
النجيب لن يخذلك.سأضحي بنفسي لأجل قصيتنا..علمتني إهداء الجميع هدايا ومفاجآت قيمة تُخلد في الأذهان، لا يزال لدي مفاجأة
أخرى..هديتي لك وللعالم أجمع..ستصبح أسطورة"
وضحك ضحكة ساحر شرير مجنون.

إنتظارهم تعدى الأسبوع والمجرم لم يتحرك بعد..خلال هذا الأسبوع، إختطفت جماعة سنيك غريس وغارث وقد كان هذا الثنائي يزوران مورغان برفقة ديلان ليستمعا لآخر توصياتها.

"لن أسامحك أبداً..فلا تكلف نفسك الاعتذار"

هذه كانت آخر كلماتها التي أحزنت غارث لكنه وبإيعاز من غريس وعدها أن يكرس نفسه لرعاية طفلهما ويعوضه عن كل ما قاساه..هناك إقتحم مسلحين مستشفى السرطان الخاص مثيرين فزعاً كبيراً حتى أنهم قتلوا رجلي أمن بغية الوصول لهدفهم وأقتادوهم فور رؤيتهم الثلاثة يسيرون مع بعض في الرواق السفلي وهددوا أي أحد يقترب منهم..ديلان وتهوره في سبيل إنقاذهما، تعرض لضربة سلاح قوية أطاحت به وأفقدته وعيه..وفي تلك اللحظة الفوضوية، لفظت مورغان آخر أنفاسها مغادرة الدنيا مطمأنة لوجود طفلها بين أيد أمينة جاهلة أن من وعدوها ربما سيلاقوا حتفهم ويُترك طفلها وحيداً يلاقي العذاب والويلات من أشخاص لا ترحم.

أيمكن أنه غير رأيه بقتل ثيو؟..هذا ما فكر به وهو متمدد على سريره في غرفته..لم يعد يفكر بأي شئ آخر سوى القبض على هذا اللعين الذي بسببه سيموت شخصين ذنبهما أنهما قريبان للمحقق..كان قد خرج من المستشفى
بعد إن تحسن ومكث في شقته ينتظر قدوم قاتله ليجهز عليه
بالكمين الذي نصبه إليه بتطويق الشرطة المبنى الذي يسكن فيه في الخفاء مع مراقبة مستمرة لا تتزحزح خلالها أعينهم عن كاميرات المراقبة.حتى أنه طلب من ديلان النوم في مكان آخر لأجل سلامته ومنعه من الإعتراض.

خانته توقعاته ولا أمل بمجيئه على ما يبدو..إعتقد وطبقاً للعلاقة القوية التي تجمع باول بمعلمه الشيطان بأنه سيضحي بنفسه غير مهتم بمراقبة أجهزة الأمن للمطارات مستميتاً لإنهاء مهمته..ربما يخطط لجريمة أخرى في تلك البلاد..لن يصعب عليه شئ..أو ربما عثرت عليه السلطات الهولندية وزجته خلف القبضان..وإن حدث هذا فعلاً كانوا سيبلغونهم بما أنهم تعاونوا مع السلطات الأمريكية..محير!..فقرر أخيراً إبلاغ الرئيس وتجهيز أنفسهم للسفر إلى العاصمة الهولندية، مدينة الألف وجه، امستردام حيث ستبدأ رحلة أخرى في مطاردة رجل عنيد مصمم على بلوغ هدفه ولو بقتل إبنته الوحيدة.

أجروا الترتيبات الضرورية السرية -التي حرصوا فيها بعدم تسرب أي معلومة إلى الصحافة أو الإعلام- مع الحكومة الهولندية وكلفتهم أياماً تواصل خلالها ثيو مع سنيك آخذاً منه تعهداً بعدم إيذاء رهينتيه حتى يأتيه بمطلبه.ثم عندما حان وقت السفر، توجهوا إلى مطار جون كينيدي حيث وصلوا إليه تحديداً في الساعة الثامنة والدقيقة الثلاثون صباحاً أي قبل موعد إقلاع الطائرة بساعتين ثم تحولت إلى ساعات مع الأنباء الصادمة المفاجئة التي بلغتهم.فبالإضافة إلى حدوث خلل تقني في أنظمة المطار، شاع عن وجود إنتحاري بحزام ناسف ينوي تفجير نفسه في المكان!.

إستبد بالجميع الهلع والذعر وأستنفرت قوات الأمن حيث قامت بحبس الجميع ضد رغباتهم وبدأ حملة التفتيش للبحث عن الذي سولت له نفسه فعل دموي لا إنساني كهذا.ومن جهة أخرى، ساهم الرئيس وأفراد فريقه بتقديم العون بإعتبارهم مسؤولين عن حياة الناس موجهين كل طاقاتهم وجهدهم نحو هذا الحدث الذي سيودي بأرواح الكثير..أكثر حتى من تلك التي قتلها تلميذ الشيطان باول، فالمطار يعج بالمسافرين من كل الاجناس والبلدان..صغاراً كانوا أو كباراً ويا للملحمة الكبرى إن وقعت.في ظل هذه الفوضة، كان ثيو يقوم بعمل إنساني آخر وهو تهدئة النفوس الخائفة لمجموعة نسوة يرتدين زياً أصفراً موحد تابع لإحدى منظمات العمل التطوعي كانوا سيسافرون في رحلة عمل إلى إحدى البلدان..وعندما توجه سائراً نحو زملائه، تسمر مكانه.أحس بشئ يلامس ظهره ويضغط عليه مثل..مثل فوهة مسدس!.

"تحرك حيث أوجهك..بهدوء..كأنك تتصرف على سجيتك
إن أصدرت حركة أو تلميحاً لرجالك فسأعطي الإرهابي
إشارة ليحيل هؤلاء البشر للحوم طازجة"

أمره الصوت المقموت من خلفه فأمتثل طوعاً..حافظ على إنفعالاته وسار بخطوات هادئة متزنة متتبعاً ما تصله من إرشادات..بطبيعة الوضع لم يلاحظه أحد، فكل فرد مشغول بنفسه يفكر بالطريقة غير العادلة التي سيموت فيها بينما هو سيموت موتة بسيطة حيث لن تتشظى فيها أشلاءه ويغادر دون معرفة مصير المسكينين غارث وغريس الذين وضعهما في موقف لن يسامح عليه نفسه أبداً..نظر من زواية عينه لعله يلمح الرجل.. لا يجب عليه الاستعانة بدماغه ليحزر هويته..من غير سيد باول سيكون.

سارا سوية حتى بلغا رواقاً يؤدي إلى الحمامات حيث سعى لأن يكون أقذر مكان يحتضن جثة المحقق.لم يكد يفتح الباب حتى خرجت فتاة قضت جل وقتها تستمع للأغاني جاهلة بما يحدث حولها..

"حمام الرجال هناك"قالت لهما ثم هُيأ لها أنها ترى مسدساً فأشارت إليه مقطبة وأوشكت أن تقول شيئاً
لكن الرجل باغتها بأن رفس الباب وأطاحها..من أين خرجت هذه لتخرب مخططه.أمر ثيو بالتنحي جانباً والمسدس لا يزال موجه إليه ثم أمر الفتاة كذلك بالوقوف فأنصاعت مرعوبة..علي فعل شئ لإنقاذها قبل أن يُجهز عليها..فكر ثيو وقد بدأ يرتجف من الداخل من حتمية هذه الفكرة..لا مزيد من الأبرياء ليموتوا بسببه فطلب منه ترك الفتاة وشأنها و الأكتفاء به..لكن المجرم ليس غبياً ليفعلها.كان سينهي مهمته ثم سيختفي بين الجموع وينجو بنفسه وأن تركها
فستفسد عليه حياته..

دائماً هناك فتاة تدمر كل بنيانهم مثل ما دمرت تلك الفتاة وشقيقتها حياة معلمه..كأنهن خلقن للخراب وحسب بحسب تفكيرهما العقيم..حل واحد أخير تبقى إذاً..وجه نحوها مسدسه وقد كانت تبكي وتتوسل وأوشك أن يطلق لولا سرعة ثيو وأندفاعه الهائج نحوه.ثبته على الأرض وصرخ على الفتاة لتخرج لكن باول كان أسرع منها.إلتقط مسدسه وضرب به فكي ثيو بقوة أدمته وقهقرت قواه ثم أطلق على الفتاة في ساقيها.لم يكتفي بهذا بل زحف نحوها وضربها بكامل مسدسه على رأسها وأفقدها وعيها.

"ها قد أصبحنا وحدنا"
رفع نفسه وخطا نحو ثيو الذي رفع نفسه بصعوبة ماسحاً الدم عن فكيه
"كيف جئت إلى وهناك رقابة دولية على كل المطارات"

"لدي دائماً وسيلتي والآن لنودع بعضنا"

"إذاً هكذا أقتضت خطتك لتقتلني..بالاستعانة بإرهابي وتعطيل أنظمة المطار!؟"

"تعجبني نباهتك سيد ثيو..بينما هم مشغولون الآن بالبحث عن شخص خيالي، سأعمل على قتلك بكل سرور ومتعة"

"أتحسب أن موتي سيريحك؟ وتنطلق في الحياة بلا عذاب أو حساب؟..كلا..سيطاردونك حتى تتمنى لو تموت عوضاً عما تكابده من.."

وصوب السيد باول مسدسه الكاتم للصوت بوجه ثيو مقاطعاً ما ينوي إكماله

"وداعاً"

في هذه الأثناء، كانت العميلة مورين تبحث عن ثيو بأمر من رئيسها، فأختفاؤه ليس مبرراً وهم بحاجة إليه في إتخاذ بعض القرارات.توجهت إلى الحمام بعد أن سألت عنه امرأة أخبرتها بأن شاهدت رجلاً بمواصفاته التي ذكرتها مورين مع رجل آخر وكانا في طريقهما إلى الحمامات..استغربت..من يكون الرجل معه ولمَ ذهبا سوية إلى الحمام؟!.أيمكن!!..غذت من خطاها
فوراً إلى رئيسها لتبلغه، فأمرها وكليرك وعدداً من رجاله بأن يتبعوه متخذين الإحتياطات لمقابلة أسوء ما
يمكن حدوثه..إفترقوا..قسم منهم ذهب إلى حمام الرجال والقسم الآخر المتضمن الرئيس وكليرك ومورين وثلاثة رجال أمن إلى حمام السيدات.إقتحموه
مسلحين بمسدساتهم الخفيفة وتجمدوا لرؤية المشهد
الفظيع..فتاة جريحة مغمى عليها ورجل يجثم جسده  فوق ثيو الذي بدا لها فاقد الوعي هو الآخر!..

"ما...مالذي حصل بحق الله؟!"غمغم الرئيس وقد إرتعب من فكرة موت أعز شخص عليه..لم يصدق بأنه قد رآه حياً تلك المرة التي أعتقد فيها أنه سيفقده إلى الأبد والآن ياإلهي لا يمكن أن يموت بعد أن تملك قلوبهم ومحبتهم..لم تسعفه قدماه على الحركة بينما سارع الآخرين لنجدة زميلهم والفتاة..أزاحوا الرجل
الذي بدا لهم غريباً حتى نزعوا عنه الكمامة البيضاء  التي كان يغطي بها نصف وجهه وتبينوا هويته..

"لقد تأخرتم"إنبعث صوت ذو نبرة ضعيفة متألمة أخرج
الرئيس من صدمته..وفي الحال بطرفة عين إتجه نحو قائلها..كأن يداً خفية قلعته من مكانه..
"ثيو..ثيو..بني..طمأني عليك..هل أنت على مايرام"
تلفظ بها وهو يتحسس جسد ثيو بأبوة أثرت في ثيو
ولم يملك إلا أن عانقه بحرارة
"لا تقلق..كنت آخذ غفوة وحسب"وأبتسم متأوهاً من ألم فكيه..
"هل قتلته؟.."سأله رئيسه ثم خاطبهم"تحققوا من نبضه"
"لم أقتله وأفوت على سنيك فرصته..فقط أفقدته وعيه"
"إنه حي"أكد أحد الرجال..ثم خرجوا جميعاً وأعلموا
المسؤولين في المطار عن إشاعة الأرهابي ليعود الوضع إلى طبيعته كأن شيئاً لم يكن.

"كيف تمكنت منه؟"سألت مورين ثيو الذي كان يُعالج
في سيارة الإسعاف وأنصت الجميع إليه بهدوء ..

"أه.."تذكر اللحظة الفاصلة بين الحياة والموت..اللحظة
التي إستغلها بحركة مدروسة ذكية في تشويش قاتله  عندما قام بخلع ساعته الألكترونية الثقيلة وقذفها مباشرة بوجهه موفراً له الوقت في شن الهجوم.لو لم تخطر بباله هذه الفكرة، لما عرف كيف يتصرف لأنه أحس كما لو أنها نهايته لكنه لم يستطع تسليم نفسه بسهولة مخلفاً ورائه مصير مجهول لغريس وغارث.

"بخوض مصارعة حرة فزت فيها أنا طبعاً"وأخذ يقهقه
بمرح حسبوه جنوناً لشخص تعرض لإصابات بليغة محافظاً على خفة دمه في أسوء حالاته مطابقاً للمثل
المعروف شر البلية ما يُضحك.

"لا أظن بأن المسؤولين الكبار سيوافقون على تسليمه هكذا ببساطة"قال كليرك ساخطاً
"هذا أقل شي يقدمونه لثيو لقاء بطولاته ومعاناته..
سيكونون بلا ضمير إن رفضوا وأرواح على المحك"
عقبت مورين ساخطة هي الأخرى على تلك السياسة
الأنانية
"هل ستسلمه حقاً؟..إن رفضوا بإمكاننا إيجاد وسيلة
للتفاوض مع ذاك..ذاك.."نسي الرئيس إسمه وحدق
بثيو منتظراً إجابته
"إن سنيك لن يتراجع عن قراره صدقوني..إنه مصمم على نيل العدالة لأبنه الغالي..لا تتوقعوه سيرضى بأي إتفاق نجريه معه"تنهد ثم أردف بجدية

"عندما يضعك القدر وسط محنة عظيمة صعبة فلا بأس أن تضحي ببعض من مبادئك في سبيل إنقاذ الآخرين..
في موقف آخر..لو أنه لم يقايضني بغريس وشقيقي
لم أكن لأسلمه إليه..لأنني أتعاطف مع المجرمين..
ربما سيتعلمون درسهم خلف القضبان ويكفروا عن ذنوبهم لكن.."بتر ما يود إكماله وخرج من سيارة الإسعاف ليكون أمام زملائه يستعد للإنطلاق لمواجهة
شخص هو أخطر بكثير من التلميذ النجيب باول كونه
يشارك بقتل المئات أو من الممكن الآلاف من البشر بتجارته للأسلحة الفتاكة

"الوضع مختلف مع باول..لأنه لن يتوب ولن يكفر عن
ذنوبه كما أعترف لي..إنه يعرف خطورة ما يقوم به
ويعي أن أرواحاً بريئة تزهق بلا ذنب ويدرك أن ما يفعله..ذنوباً لا تحصى ولا تغتفر..إنه سيظل يعيث في الأرض وبقلوب الآخرين الفساد كما فعل معه معلمه حين أستغله..وهذا ما يجعلني أصر على أن ينال جزاءه..رغم أن أمثاله لن ينقرضون"

ثلاثة أيام مضت لم يحصلوا خلالها على أي كلمة إعتراف من تلميذ الشيطان باول عدا إفصاحه عن المكان الذي حبس فيه إبنته التي وجدوها مكبلة اليدين والقدمين في حظيرة مهجورة إتخذها ملجئاً له
عن أعين الناس والشرطة.الآن بعد مباحثات ونقاشات
وجدالات مع سنيك على أمل أن يعيد النظر في موضوع مطلبه والإكتفاء برؤيته يعاني في إحدى السجون الفيدرالية، قرروا تسليمه، فسنيك رجل خطير ولن يتردد بقتل رهينتيه مع الجدية التي إتصف بها. في النهاية إن من سيسلموه مجرم وزجه في السجن
لا يُتعبر ضماناً أو أماناً بما أنه مصمم على نصرة قضيته..يُحتمل أن يهرب من السجن أو يفعل المستحيل لأجل قتل ثيو..ليس بصعب على رجل ذكي
مخادع مثله.

هم الآن منتشرون على سطح مبنى وفقاً لإتفاق سنيك في مواجهة مع رجاله المسلحين المصوبين أسلحتهم على رؤوس الرهينتين المرعوبتين
غارث وغريس التي أخذت تتذكر تعرضها لمثل هذا الموقف العام الماضي التي كادت فيه أن تفقد حياتها
مرة في المحكمة ومرة أخرى على يد الشيطان.دعت
وصلت أن تنجو لمواصلة حياتها في إنقاذ الآخرين فهي
ليست مستعدة بعد للتخلي عن حياة صالحة لم تبدأها بعد.تمت العملية بسرعة وقد وفى كل طرف بوعده في عدم التعرض للآخر بسوء أو القيام بخدعة ما ورحل سنيك بطائرته الهليكوبتر الخاصة به برفقة قاتل
قاتل إبنه الذي سينتقم منه بطريقة لا يعلمها إلا الله. 

وفي منتصف الليل، عندما كان شرطي يقوم بورديته
الليلية، رأى كيس بلاستيكي أسود كبير حار في أمره.
دنا منه مستعيناً بمسدسه وفتحه بتوجس فأرتد إلى الخلف مذعوراً..جثة منزوعة الأحشاء والذباب يحوم عليها، هي ما رأته عيناه بوضوح شديد، وفوق جبين الجثة قصاصة ورقية مكتوب عليها"العين بالعين والسن بالسن"وقد تبين أنها جثة المجرم المشهور تلميذ الشيطان النجيب فيما بعد.

"يجب أن يحاسب كل مجرم لقاء جرائمه أياً كانت الاسباب التي تدفعه لإقترافها، وفي المقابل علينا ان نحاسب أنفسنا لأننا من صنعناهم وأعناهم على قتل أحبابنا..أقول وأؤكد بضرورية توعية الناس وإرشادهم للرفق بالضعيف ونصرة المظلوم..بقمع نوازع الشر وتوجيهها نحو الخير..أن نتعلم حب الخير للبشرية..كل من روبرت وباول كانا ضحيتا مجتمع وافراد ساهموا في نمو بذرة الشر وخلق مجرمين بائسين مثلهما..
علينا توجيه أسرنا أيضاً للإهتمام بأبناءها عوضاً عن تسليمهم للإستغلايين وللمحتالين وللموت....الخ"

إستمعت غريس وديلان وغارث إلى خطبة ثيو العميقة المؤثرة وهو يلقيها أمام الصحافة والإعلام في المؤتمر الصحفي الذي عقد لمناقشة القضية، وقد كانوا جميعاً بإنتظاره في شقته لإعلامه بقصة شقيقه التي خبأوها عنه وقتاً طويلاً.بعد ساعتين قضوها ما بين الأكل ومشاهدة التلفاز مدخرين طاقاتهم الكلامية لأجل ثيو، عاد.تهافتوا عليه يهنئونه ويشيدون به ثم حان وقت الحقيقة..

"الوقت حان لنكشف لك ما أخفيناه عنك..كذبت عليك
عندما قلت لك بأنني لم أتمم المهمة.."وأبتسم إبتسامة عريضة كشفت عن أسنانه البيضاء المتراصة.
في حين رمقه ثيو بعتاب زاماً شفتيه وأحجم عن الرد. ثم سرحت مخيلته-بعد أن تركه الثلاثة وحيداً-إلى تلك اللقطة الحاسمة المتمثلة بصعود المجرم باول طيارة سنيك الهليكوبتر الخاصة وإفتعاله لتلك الإبتسامة الشيطانية الغامضة تماماً كالتي أظهرها روبرت الشيطان يوم إستجوابه..إبتسامة لم يفهم كنهها إلا عندما أطلق مفاجأته كما دعاها..التلميذ يسير على خطا على معلمه..فهل يمكن أنه جهز مفاجأة أخرى؟!.
حسناً، طالما هو على قيد الحياة، فسيطر العالم من
أمثالهما.عندما فتح عيناه، هيأ له أنه يرى طفلاً صغيراً  تحمله غريس..شد قامته وجلس مستقيماً وحدق بهم
فاغراً فاهه

"هل أنجبتما طفلاً ولم أعرف؟!"أشار لغريس وديلان
وأخرط في ضحك لم يوقفه إلا عندما دعا غارث لتكرار ما قاله خلال نوبته
"إنه ابني" وحدجه الثلاثة متحفزين..قام من مكانه فوراً غير مستوعب وقادر على النطق بل أكتفى بأن  وجه نظرة تساؤل لديلان الذي فهمه

"إن ما قاله حقيقة..لقد أجرينا فحصاً وتأكدنا"
"و أين..أين والدته؟"سأل غارث الذي أخفض عيناه حزناً وندماً مما حدا بغريس أن تضع يده على كتفه
لتجيب عنه
"لقد ذهبت..كانت تحتضر في آخر يوم زرناها"

أرخى ربطة عنقه..لا بل قام بخلعها غاضباً وجلس مكانه..يغيب لفترة..ثم يعود ويخبرونه أنه صار عماً
بطريقة يجهلها..هذا ليس عادلاً..لكن إن نظر إليها من ناحية أخرى، فهي أفضل من أن يكون غارث قد قتل
أشخاصاً أو قام بأفعال أخرى..عندها لن يتعين عليه إصلاح الماضي بطريقة ما وهو المتعب الذي خرج من  تجربة قوية كادت تودي بحياته أكثر من مرة..يستحق
أن يدرج أسمه في موسوعة غينيس كأكثر رجل معرض للقتل خلال أقل من سنة..شرح له ديلان  بمساعدة من غريس كل شئ يخص ماضي غارث ولم
يستطع التعليق بكلمة سوى أنه تجاهلهم ومضى إلى غرفته تاركاً إياهم متحيرين بردة فعله.وبعد خلوته القصيرة مع نفسه، أعلن لهم على ما أستقر عليه

"أعلم بأنني أناني..لطالما كنت أنانياً تجاهك غارث..
لكن.."سكت لبرهة ثم قال متأسفاً

"لا يمكنني قبول هذا..أعني أنا مرهق جداً..تعلمون كم عانيت وأحتاج الآن إلى الراحة..لقضاء شهر كامل
لوحدي..دون أنترنت دون أي وسيلة إتصال ببشر"

"هذا مريع..كيف ستحيا هكذا..كيف سنعلم بأنك بخير"
علقت غريس متفهمة

"سأتواصل معكم بأي وسيلة..فقط أحتاج إلى الهدوء والسكينة لأستعيد توازني وصحتي..أنا آسف..آسف حقاً غارث..أسف لأنني دائماً أورطكم معي..تفهموا موقفي رجاءً"

"لا تقلق..بشأني أخي..أنا..أنا سأكون بخير..لن أدع إعاقتي ت..تعيقني عن فعل ما أريد..سأقاتل..لأجل نفسي و..ولطفلي ولوالدته..وعدتها بأني سأكفر عن ذنبي تجاهها"

تلعثم محاولاً قول كلماته بشكلها الصحيح  "نعم..سيكون بخير لأننا لن نتركه وحده..خذ وقتك في عطلتك...أتمنى أن تأتي لنا بفتاة وتصدمنا بأنها زوجتك كما فعل غارث"مازحه ديلان بطريقة مرحة بينما دنت
غريس منه وسلمته الطفل الذي حمله بحرص وخوف

"تهانينا أيها العم ثيو "وضحك الثلاثة
"أقترحتُ على أمي أن ترعاه ووافقت..ستعتني به عوضاً عن الشجار مع أبي...أقسم لكم أنها تحن للأمومة"

"هذا لطف منكِ ومنها غريس..أنا محرج أمامكم في الواقع ولا أعرف كيف أرد ديني"قال ثيو وهو يسلمها الطفل غير محتمل وزنه
"عد إلينا سالماً فقط..هذا ما نرجوه فقط"

عادت الحياة لمجراها الطبيعي وتغيرت نفوس كثيرة
وأعتبرت من التجارب التي كابدتها وفتحت لهم آفاقاً واسعة للتطلع نحو مستقبل مشرق كما فعلت رايلي.
عُوقبت هذه الفتاة بأن زجت في الإصلاحية التابعة للسجن المركزي لمدة ثلاث سنوات كحد أقصى كونها ساهمت في ألقبض على المجرم..وهي تتناول غداءها
وحيدة على طاولة كبيرة جمعت كل أمثالها المراهقين الأشقياء، تذكرت نصيحة المحقق ثيو عندما سطر أمامها أقنعتها العزيزة

"كل من اللونين الأسود والأحمر يمثلان ماضيك وحاضرك السيئان الملوثان بالخطيئة..أما اللون الأبيض فهو يمثل مستقبلك المشرق..صفحة بيضاء نقية..وحدك أنتِ من سيحافظ على نقاؤه"

ثم تذكرت موريس الذي حضيت بزيارته قبل مدة..أعترفت له بأنها أعجبت به لكنه حين يكتشف بدفنها لشقيقه دون إخباره، سيغضب عليها..وتصرفت معه بفضاضة حتى يتركها..لم تكن لتتحمل ردة فعله التي فاجأتها حين أعلمها بأنه يسامحها ولأنها لم تكن واعية بما كانت تقوم به ولأن قلبه لا يمكنه أن يحقد عليها قرر أن ينتظرها ليساهموا سوية في خدمة المجتمع وسيواصل زيارتها لتتوطد علاقتها حتى يتحول إعجابه المتأخر لها لحب كبير ..فرحة بهذا الجواب، تناولت طعامها بهناء بقلب متعجل متلهف للمستقبل.أما الآنسة سكارليت، فتحول الحب الذي تكنه للمحقق لكره وحقد بسبب ما حدث له..لم يعد لديها أحد تعتمد عليه الآن سوى نفسها وقد كان رغم شخصيته، مصدر حماية وأمان لها..تعهدت لنفسها أن تحافظ على طلابها وترشدهم نحو الخير والفضيلة وتشجعهم على إختيار الطريق الصواب.

بعد شهر

هواء نقي، وبحر شاسع تحيط به طبيعة خلابة هادئة تدعو للتأمل والاسترخاء ونبذ حياة المدينة  
الضوضائية الصاخبة..حياة صحية بدائية بسيطة هي كل ما يتمناه الفرد ويبغيه.وأمام البحر الساكن المهيب كان يجلس رجل على كرسيه مسترخياً..مستمتعاً بآخر أيامه الرائعة الوديعة..حيث لا مهمات ولا شبكة أنترنت ولا من يحاول إقتناص الفرصة لقتله ليعكر صفو حياته..أياماً أمضاها كناسك في كهفه..يتأمل ويمارس التمارين الرياضية ولا يتناول سوى ما يصطاده من سمك وطعاما صحياً يطهوه هو بنفسه.إنه يشعر بتحسن تام وقادر على القيام بأي مهمة توكل إليه دون تذمر..لديه قدرة وطاقة متدفقة لا يمكن كبحها الا عندما يعود لعمله السابق..كان يخدع نفسه حين يقول بأنه سيستقيل..مهنته هي كل مايجيد ولن يستبدلها بأي شئ آخر حتى لو تعرض للإعتداءات الآف المرات..عشقه لعمله لا يمكن إخماده أبداً.

وبينما هو يستمتع بآخر ضربة شمس أكسبته سمرة محببة في أحد أكثر السواحل روعة، سمع صوتاً طفولياً لا ينطق كلماته جيداً "عمي ثيو".خلع نظارته وميزه فوراً
نهض بخفة وقرص الطفل من خديه ثم حمله ولاعبه

"إن ابن شقيقك ذكي مثلك..يتعلم الكلام بسهولة"

قالت غريس وهي تتأبط ذراع ديلان برضاها بينما كان يدفع عربة غارث مبتهجاً بتوطد علاقتهما.لقد بادرت هي بالاعتراف موضحة له شروطها التي يجب أن يلتزم بها المتمثلة بتغيير عاداته السيئة المزعجة وإلا فستنفصل عنه إلى الأبد وتقتل نفسها على حبه..أخذ كلامها على محمل الجد وأقسم لها أن يفعل كل شئ حتى ترضى عنه وتتعلق به إلى الأبد.

"هيا دعوتكم اليوم لنقضي يوماً أخيراً رائعاً سوية في هذه الجنة الأرضية"

"نريد أن نخبرك شيئاً"نطق غارث

"بأنني لن أتخلى عنك حتى لو أختطفت مرة أخرى" أكملت غريس

"وسأبقى صديقك في السراء والضراء" أكمل ديلان

"وسأبقى أخيك حتى آخر عمري ولن أفارقك أبداً"

"لأننا عائلة مترابطة"

ثم رددوا سوية .

تأثر..وحذف في مخيلته ذاك الجزء المتعلق بالابتعاد عنهم إلى الأبد حماية لهم منه..وسيضحي بنفسه لأجلهم أياً كانت الصعوبات التي ستواجههم بالمستقبل..قطعاً سيفعل.

حين جهز حقيبته مستعداً للذهاب مع عائلته ومغادرة حياة الدعة والبساطة، ورده إتصال من غريب

"ثيو..أنا بحاجة إليك..إبنتي أُختطفت"

صوت أنثوي من الماضي فجر في قلبه عاطفة دفنها طويلاً..حبه القديم الذي أخفاه عن أعز أصدقاؤه وأحد أفراد عائلته الصغيرة..ديلان..ليته يسمع صوت صاحبة الصورة الجميل المغري..لكنه لن يعلمه بأي شئ خشية أن يسرقها منه حتى لو من مخيلته.

امستردام

بعد ثلاثة أشهر

كانت امرأة مشردة بأسمال بالية، لا يُحزر سنها للقذارة التي تغطي وجهها وملابسها، تنتظر عامل النظافة الذي تراه دائماً يلقي بمهملاته في تلك الحاوية الكبيرة التي يتعارك عليها المشردون أمثالها لإلتقاط فضلات يعتبرونها كنزاً يسد بها جوعهم وظمأهم..

سبقتهم بخطوة هذه المرة وأتت مبكراً للجوع
الذي تشعر به..راقبت الرجل مستعدة كالقط لنهش
كرتها القطنية وفور ذهابه، أطلقت ساقيها نحو الحاوية لكأنها في سباق ونقبت في القمامة بشراهة..سحبت
كيساً ووجدت فيه بعضاً من قطع الطماطم والخيار التي رماها أصحابها بطراً وأخذت تحشي فمها بقطع كاملة وهي لا تزال تبحث داخل الكيس..شئ مختلف تواجد ظنته
دجاجة أو ربما لحمة لكنه كان مجلداً صغيراً بلون أحمر..

تركته جانباً وأخذت تملي بطنها حتى شبعت ثم لجأت
إليه..ربما يكون دفتر حسابات بنكية!..جمح خيالها و
صدقت الكذبة..فتحته وقرأت العنوان الكبير"الشيطان"
بقلم "التلميذ النجيب"..تصفحت التالية وقرأت عليها
بخط كبير أيضاً يتوسط الورقة"قصة فتى ناقم سعى
ليكون أسطورة في مجاله"..أما الثالثة فقد كان فهرساً يتضمن قصة حياة الفتى الملقب بالشيطان و
كيف تقتل ولماذا والأفراد الذين يجب التخلص منهم
والاستراتيجيات المهمة والعالم الجديد ووووو وغيرها
من التعاليم الأخرى..قلبته عن آخره وقرأت الجملة
"على كل من يتعلمه أن يسلمه لآخرون "
قالت وهي تقظم الخيارة بأسنانها "ربما سيفيدني هذا في قتل زوجي الذي سرق نقودي".

الشر باق حتى تفنى البشرية، لكن بإستطاعتنا تقليل مخاطره بتوعية أنفسنا والاخرين وتوجيه بذرة الشر فينا نحو الخير.

تمت

اعلم اني عجلت بالاحداث ولست راضية كثيرا بها بسبب انتهاء اليوم المحدد لتسليم الرواية..سأنشر فصلا افسر فيه بعض الأشياء..انتظروني

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro