Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

زينب عليها السلام في يوم عاشوراء

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

اللهم صل علي محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

كان هدف السبط الشهيد أن يكون من أبناء الأمّة رجالاً يدافعون عن الحق أمام يزيد وطغيانه، ويستعدون للشهادة في سبيل الله، بل يجعلون هذه الشهادة هدفهم الأوّل، فكانت السيدة زينب عليها السلام الشاهدة على نهضة السبط الشهيد والحاملة لرسالتها إلى الآفاق، ولأن النهضة أساساً كانت تهدف بعث زلزال في الضمائر. فإن دم الشهداء كان سيذهب سدى من دون دور الشاهدة العظيمة زينب (ع)، ودور الشاهدين الآخرين معها.[٢٩]

وكانت باكورة ذلك لما سقط الإمام الحسين عليه السلام على الأرض في عصر العاشر من المحرم حيث خرجت (ع) من باب الخيمة نحو الميدان، ثم وجهت كلامها إلى عمر بن سعد، وقالت: «يا بن سعد! أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه؟!» فلم يجبها عمر بشيء.[٣٠]

ثم نادت: «وا أخاه، واسيداه، وا أهل بيتاه، ليت السماء أطبقت على الأرض، وليت الجبال تدكدكت على السهل».[٣١]

ولما انتهت إلى جسد أخيها المضرج بالدماء بسطت يديها تحت بدنه المقدس، ورفعته نحو السماء، وقالت: «إلهي تقبَّل منَّا هذا القربان».[٣٢]

وبعد أن انتهت من وداع الجسد الطاهر عادت راجعة إلى المخيم لتتولى مسؤولية الحراسة وإقامة مأتم الشهداء، خاتمةً ليلتها العصيبة تلك بالتهجد إلى ربّها ومناجاته، حتى انبلج عمود الفجر.

فيقول السيّد حسن البغدادي لمثل هذه المشاهد:

يا قلب زينب كم لاقيت من محن؟! فيك الرزايا وكل الصبر قد جمعا
لو كان ما فيك من صبر ومن محن في قلب أقوى جبال الأرض لانصدعا!
يكفيك صبراً قلوب الناس كلهم تفطّرت للذي لاقيته جزعا[٣٣]
موقفها حين قتل الحسين (ع)
ذكر أرباب المقاتل والتاريخ أنها عليها السلام حينما جلست بالقرب من جسد أخيها توجهت نحو المدينة المنورة، وندبت أهلها قائلة: «وا محمّداه! بَناتُكَ سَبايا وذرّيتُك مُقَتّله، تسفي عليهم رِيحُ الصّبا، وهذا حُسينٌ محزوزُ الَّرأسِ مِنَ القَفا، مَسلُوبُ العمامِةِ والرِّداء...».[٣٤]

بأبي من عسكره في يوم الإثنين نهبا، بأبي من فسطاطه مقطع العرى، بأبي من لا هو غائب فيرتجى، ولا جريح فيداوى، بأبي من نفسي له الفداء، بأبي المهموم حتى قضى، بأبي العطشان حتى مضى، بأبي من شيبته تقطر بالدماء.[٣٥] فأبكت والله كلّ عدو وصديق.[٣٦]

السيدة زينب (س) في الكوفة
لما وضعت الحرب أوزارها سيق من بقي من النساء والأطفال والعيال أسارى إلى الكوفة وهم في حالة يرزى لها، وما إن وصلوا إلى الكوفة حتى خطبت السيدة زينب عليها السلام في أهل الكوفة خطبة عظيمة وصفها بشير بن خُزيم الأسدي بقوله: «ونظرت إلى زينب بنت علي (ع) يومئذ، ولم أر خفرة - والله - أنطق منها كأنها تفرع من لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، وقد أومأت إلى الناس أن اسكتوا، فارتدت الأنفاس، وسكنت الأجراس».[٣٧]، ثم قالت: «الحمد لله والصلاة على أبي محمد وآله الطيبين الأخيار أما بعد يا أهل الكوفة يا أهل الختل والغدر أتبكون فلا رقأت الدمعة ولا هدأت الرنة...».

قال بشير: «فوالله لقد رأيت الناس يومئذ حيارى يبكون، وقد وضعوا أيديهم في أفواههم، وضج الناس بالبكاء والنوح، ونشر النساء شعورهنن ووضعن التراب على رؤسهن، وخمشن وجوههن، وضربن خدودهن، ودعون بالويل والثبور، وبكى الرجال، ونتّفوا لحاهم، فلم ير باكية وباك أكثر من ذلك اليوم».

وقال الرجال بأجمعهم– مخاطبين الامام السجاد (ع)-: «نحن كلّنا يا ابن رسول الله (ص) سامعون مطيعون حافظون لذمامك غير زاهدين فيك ولا راغبين عنك، فمرنا بأمرك - يرحمك الله - فإنا حرب لحربك، وسلم لسلمك؛ لنأخذن يزيد _ لعنه الله - ونبرأ ممن ظلمك وظلمنا».

فلما خشي ابن زياد وقوع الثورة وانقلاب الناس عليه أمر بإدخال السبايا إلى قصر الإمارة.[٣٨]

فأدخلت السيدة زينب عليها السلام وسائر الأسرى إلى دار الإمارة إلا أنها (ع) لم تسكت، بل واجهت ابن زياد وهو في مجلس بكلام أدحض حجته وبين سفه رأيه.[٣٩]

وكان لكلام كل من السيدة زينب عليها السلام والامام السجّاد عليه السلام وأمّ كلثوم وفاطمة بنت الحسين في الكوفة وفي دار الإمارة، بالإضافة إلى اعتراض كل من عبد الله بن عفيف الأزدي وزيد بن أرقم، الأثر الكبير في تغيير الرأي العام وندم الكوفيين على ما اقترفوه مما جعلهم يفكرون في الثأر للشهداء والانتقام من قتلتهم، وبهذا تشكلت النواة الأولى للمعارضة، وتمهدت الأرضية لثورة المختار والالتفاف حول حركتة.

جاء في خطبة السيدة زينب (عليها السلام) في خطابها ليزيد: وحسبك بالله حاكماً، وبمحمد صلى الله عليه وآله خصيماً، وبجبريل ظهيراً. وسيعلم من سول لك، ومكنك من رقاب المسلمين بئس للظالمين بدلاً. وأيّكم شر مكاناُ وأضعف جنداً. ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك إني لأستصغر قدرك، واستعظم تقريعك وأستكثر توبيخك، لكن العيون عبرى والصدور حرى، ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء. وهذه الأيدي تَنْطِفُ من دمائنا والأفواه تتحلب من لحومنا، وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل، وتعفرها أمهات الفراعل. ولئن اتخذتنا مغنما لتجدننا وشيكا مغرما حين لا تجد إلا ما قدمت يداك وما ربك بظلام للعبيد.

موسوعة العوالم، الإمام الحسين ص 462
مع قافلة الأسارى إلى الشام
سارع عبيد الله بن زياد بالكتابة إلى يزيد بن معاوية في الشام يعلمه بمصرع الإمام الشهيد (ع) ووصول سباياه ورؤوس القتلى إلى الكوفة، فأجابه يزيد بالإسراع في إيفاد الأسرى من السبايا مع الرؤوس إليه، فبادر ابن زياد بإرسال ركب الأسرى والسبايا والرؤوس إلى الشام.

فبعث الرؤوس مع زجر بن قيس، وأرسل السبايا أثر الرؤوس مع مخفر بن ثعلبة العائذي وشمر بن ذي الجوشن.[٤٠]

وكان معاوية قد رسخ جذور الحكم الأموي في الشام، وكانت الأمور متسقة أمام يزيد بن معاوية بسبب الماكنة الإعلامية القوية التي سخرها آل أبي سفيان لتضليل الجماهير وإظهار الأمويين بمظهر الوريث الشرعي للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم, فكان الوضع السياسي والأمني مطمئنا ولا يشوبه ما يكدر حياة يزيد السياسية؛ وقد وصف الصحابي سهل بن سعد الساعدي حالة الفرح والإبتهاج في الوسط الشامي قبيل قدوم السبايا بقوله: «خرجت إلى بيت المقدس حتى توسطت الشام، فإذا أنا بمدينة مطردة الأنهار، كثيرة الأشجار، قد علقوا الستور والحجب والديباج وهم فرحون مستبشرون، وعندهم نساء يلعبن بالدفوف والطبول...».[٤١]

ولكن سرعان ما انقلبت الأمور على عقب بمجرد دخول ركب السبايا إلى الشام وسماعهم خطب الإمام السجّاد عليه السلام وخطبة عمّته زينب (ع) التي فضحت البيت الأموي، وبينت عظم الجريمة التي اقترفها الأموييون من جهة، وخففت من غلواء العداء الشامي لأهل البيت (عليهم السلام) وحولته إلى حالة من الحبّ والتعاطف معهم.

الأسرى في قصر يزيد
في تلك الأجواء عقد يزيد بن معاوية مجلساً لم يعقد من قبله حضره الرؤساء والحكام والقادة و....[٤٢] وتحت تأثير نشوة الانتصار نطق بكلمة الشرك والكفر.[٤٣]

وجيء برأس الحسين عليه السلام ووضع بين يديه في طشت وجعل يضرب ثناياه بمخصرة كانت في يده.[٤٤] مظهراً ما كتمه من عداء وبغض لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والرسالة المحمدية، وأخذ يردد أبيات ابن الزبعري المشرك:

يا غراب البين ما شئت فقل إنما تذكر شيئا قد فعل
ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل
لأهلوا، واستهلوا فرحا ثم قالوا: يا يزيد لا تشل
لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل[٤٥]
لست من خُندُف[٤٦]إن لم أنتقم من بني أحمد ما كان فعل
قد قتلنا القرم من ساداتهم وعدلنا ميل بدر، فاعتدل
وبينما هو يكرر تلك الأبيات منتشياً وإذا بالصاعقة الزينيبة تبدد عليه نشوته، وتفسد عليه أحلامه، وترجعه خاسئاً حسيراً قد فقد المبادرة على الحركة التي تعيد له ولسلطانه هيبته وسطوته، وأزاحت الستار عن عيون المغفلين وعقولهم، وأعادت الحق إلى نصابه، وبيّنت لهم من هم الشهداء الذين يتفرجون على رؤوسهم، ومن هم هؤلاء الأسرى الذين ينظرون إليهم.[٤٧]

ومن هنا لم يجد يزيد ما يرد إليه اعتباره إلى المكابرة فأخذ يردد:

يا صيحة تحمد من صوائح ما أهون النوح على النوائح
ثم استشار أهل الشام فيما يصنع بهم، فقال له النعمان بن بشير انظر ما كان الرسول يصنع بهم فاصنعه بهم.[٤٨]

ولما رأى يزيد أن الجريمة التي اقترفها بقتل الحسين عليه السلام قد انكشفت، وبان ما كان قد تستر عليه، وأن خطب السيدة زينب عليها السلام وسائر عائلة الإمام الحسين عليه السلام كشفت زيف التعتيم الذي مارسه، أخذ بالتنصل عن الجريمة وإلقاء تبعة ذلك على عبيد الله بن زياد.[٤٩]

خاطبت السيدة زينب عليها السلام يزيد بن معاوية، قائلة: فكِد كَيدَك وَاسعَ سَعيَك وناصِب جُهدَك، فَوَاللهِ لا تَمحُو ذكرُنا ولا تُميتُ وَحيُنا ولا تُدرَكُ أَمَدُنا ولا تُدحَضُ عَنكَ عارُها.

موسوعة العوالم، الإمام الحسين ص 462
ثم إن يزيد أمر بأن تقام للسبايا والأسرى دار تتصل بداره، فزارهم نساء من آل أبي سفيان منهن هند زوج يزيد بن معاوية، فأقمن النياحة على الحسين عليه السلام.[٥٠]

وبعد ثلاثة أيام أمر يزيد بإرجاع الأسرى إلى المدينة.[٥١]

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro