Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفردوس


مرحبا ، بعرف كتير كان يستنى النهاية ، أنا اليوم وضعت آخر سطوري و خططتها بحروف النهاية ، أرجو أن تعجبكم و تنال رضاكم  ، و أتمنى من الجميع أن يعلق اليوم و يخبرني عن الأشياء التي أحبها و عن الأخرى التي لم يحبها فبالنهاية لا يوجد شيء يتميز بالكمال لابد للنقص أن يضع آثاره 


لطالما كنت مغرما بسحر عينيها الحزينة ، تعابيرها ، قوتها و اصرارها ، و لكن اليوم كرهت ذلك الحزن و اصرارها بعنادي ، جعلني أعود لما كنت عليه ، أنا الآن أتمنى لو أنني لم ألتقي بها من البداية لما كنت تسببت لها بكل هذا العجز و الألم ، و لكن الآن أنا لا يسعني التراجع ، لا أستطيع منع أنانيتي من تحريضي على تملكها لأنها ببساطة هي من تملكتني منذ البداية و الآن حان دوري لأمارس عليها سلطتي المطلقة و عشقي المجنون هو من منحني الشرعية لفعل ذلك

حدقت بالمحيط أمامي غضبه و أمواجه العالية تذكرني بحياتي ، و السماء تبدو رمادية لا تتخللها أي ألوان طيف ليس كما كنت أراها و نحن بالجزيرة ، احتضنت وجهي بكفي أحاول ابعاد كل الأفكار الهوجاء برأسي و لكن لا يوجد فائدة من ذلك ، أدرت المحرك و ليس لي وجهة سوى البيت ، قدت ببطئ عكس ما كنت أفعل كلما كنت أشتاق لرؤيتها أو سماع صوتها ، لو كان موتي سيمنحك الشعور بالرضى فأنا سأفعل و سأتركك تتلذذين بطعم الوحدة بعدي

وصلت للمنزل مع حلول الظلام و لا أستطيع فتح الباب و النزول من السيارة من أجل الدخول للمنزل ، لا أريد سماع صراخها لا أريد الشعور بانكسارها و بذات الوقت لا يمكنني تجاهل رغبة قلبي بالقاء نظرة عليها

دخلت للمنزل و بسرعة البرق كانت تقف أمامي السيدة ميونغ ، تبدو عليها الحيرة و الحزن أكثر من الفضول ، و المنزل مليئ بالحراس ، لماذا ؟ حتى أمنعها من تركي ، هي لن تتركني و إن تحتم الموت على أحدنا فعلى الآخر أن يلحق به

ييسونغ : هل تناولت طعامها ؟

ميونغ : إنها ترفض تناوله و لا تفعل شيء سوى البكاء ، تبدو متعبة و أنا أخاف أن تنهار

ييسونغ : يمكنك الذهاب سأهتم أنا بالأمر

انحنت و غادرت ، سرت بهدوء نحو غرفتها و أنا أضع يدي بجيوبي أتصنع البرود و القسوة و لكن أنا أسأل نفسي هل سأستطيع الحفاظ عليهما عندما أراها ؟  ، سوف أحاول

فتحت الباب و تقدمت للداخل إنها تنام على الأريكة و الطعام لا يزال كما هو على الطاولة الصغيرة بقرب السرير ، هل بدأ الحظ يبتسم لي ، يال السخرية أصبحت أعتبر نفسي محظوظ بمجرد أن وجدتها نائمة و هذا يقود تفكيري أنني سأتمكن من التحديق بها لأطول مدة بدون أن أتصنع نظرات القوة و القسوة ، سأتمكن من الاقتراب منها حتى أروي اشتياق لها كأننا كنا بسنوات عجاف ، هي فعلا عجاف بما أنها خلت من همساتها ، لمساتها و كلماتها

انحنيت بقربها ، كانت الدموع تصنع خطوطا جافة على وجهها ، إنها آثار جريمتي ، اقتربت يدي من وجهها و وضعتها على وجنتها ، انها أول لمسة بعد انقطاع لمدة شهرين ، اشتقت لك ساحرتي ، جذب انتباهي تلك الدمعة العالقة برموشها المهدبة ، اقتربت و اقتلعتها بإصبعي ، يحرم على تلك المياه أن تمسها و أنا بقربها بالرغم من أن قربي لا يجعل عينيها إلا موطنا لتلك المياه

دنوت منها أكثر قبلت وجنتها و أرحت جبيني على جبينها ، لا أستطيع أن أقاوم لذا أنا فقط أعطيت الحرية لعيني حتى تسدل ستارها ، أتحسس أنفاسها الهادئة و أنا مغمض العينين ، امتدت يدي تلمس شعرها و كل خلية بجسدي تريدها ، تريد أن تسقي جوعها اليها ، هي فقط لحظات قليلة لا تكاد تعد عند مقارنتها بحجم عشقي و هوسي بها ، لحظات ستجعل حاجتي اليها أكثر ، فتحت عيني أحدق بملامحها المجرمة التي تجعلني أفكر بسرقة ما لن تسمح لي بأخذه لو كانت تفتح عينيها ، طفح الكيل بقلبي المرتجف ، فاستجبت له انتهك حرمات أملاكها ، كنت قريبا أكثر من اللزوم منذ البداية لذا الوصول لشفتيها كان أقرب و أسرع مما توقعت ، كان مجرد تلامس فلو فقدت السيطرة ستفتح عينيها و تبعدني بقسوة و آخر ما أريد الشعور به الآن هو قسوتها ، ابتعدت قبل أن يتحرر جموحي و أعود لارتكاب الأخطاء من جديد ، يكفني ما حدث حتى الآن

ابتعدت عن أنفاسها بصعوبة و وقفت ، أحدق بها كيف ينكمش جسدها على نفسه ، تنهدت ثم اقتربت من السرير أبعدت الغطاء و عدت إليها وضعت احدى يدي تحت ساقيها و الأخرى أسفل ظهرها ، حملتها و كم كنت أتوق لأحملها بتلك الطريقة و نحن نسير نحو السعادة في يوم نعلن به عن تملكنا لبعضنا و لكن الرياح ليست فقط تسير بما لا تشتهي السفن و إنما تحطمها و تجعلها أشلاء تطفو على سطح المحيط  كأنها لم تكن تشقه في يوم من الأيام بشموخ ، مال رأسها يتوسد صدري و لحظتها أنا من شعر بالأمان ، منحتني شعور ثقتها من جديد ، صحيح أنها ليست بوعيها و لكن أنا أصدق أن لا الوعي أصدق من الوعي ، تمنيت لو يمكنني البقاء بتلك الوضعية لمدة أطول و لكن ساحرتي ضعيفة و هشة و يجب أن ترتاح لا أريدها أن تمرض ، وضعتها بمكانها و وضعت عليها الغطاء ، لآخر مرة امتدت يدي نحو شعرها تربث عليه ، ثم قبلت جبينها بهدوء و أظطررت لترك قلبي معها قبل خروجي من غرفتها و اختفاء أنفاسها عن مجال تنفسي ، كيف يمكنني التنفس الآن ؟

...........................................................

لا أستطيع أن أكرهه ، مهما حاولت فعل ذلك أو اقناع قلبي بفعل ذلك يثور ضدي و يجعلني مثل ذلك الملك الفرنسي الذي أعدم بساحة شعبية مليئة بالناس الذين كانوا يهتفون باسمه و حياته يوما ، مشاعري تدينني و تريد اعدام كبريائي ، تريد التحرر و اللجوء لحظنه

جاءت السيدة ميونغ و عندما دخلت رأيت أحدا يغلق الباب خلفها ، هل وصل جنونه أن يضع حراسا على بابي ؟ حتى و لو وضعت مليون حارس أنا سأغادر عندما أريد ذلك و كن متأكدا لست أنا تلك الأنثى العاجزة من تقف مستسلمة لواقعها

وضعت الطعام على الطاولة الصغيرة و اقتربت ، كنت أظن أنها ستمطرني بأسئلتها و لكنها فقط عانقتني ، منحتني حضنها و أنا لم أكن لأقاوم ، بكيت و انتحبت و هي فقط تحتضن رأسي بأحدى يديها ، منحتني شعور الأم الذي افتقدته طوال حياتي

ابتعدت أخيرا و حدقت بها ، رسمت ابتسامة رقيقة على وجهها و ربثت على شعري و هي تتفحص وجهي باهتمام

ميونغ : عليك أن تأكل صغيرتي

جودي : لا أريد

امتدت يدها نحو دموعي و حاولت اقتلاعها بقسوة ظننا منها إن فعلت ذلك أنها لن تعود ، لا تعلم أنني تعاهدت مع دموعي لمرافقتي في اليوم الذي قبلت اللجوء إليه و اعتبرته منقذي

ميونغ : أنت تبدين ضعيفة ، سوف تمرضين إن لم تأكلي شيئا

جودي : أجما أنا أريد الموت

همست لها بضعف و أنا أقاوم تعبي من الحياة و القدر

وضعت يدها على فمي تمنعني من الحديث و قد امتلأت عينيها بالدموع و خرجت كالمتها تتصنع الحدة

ميونغ : إياك جودي ، إياك أن أسمع كلمة موت تخرج من فمك مرة أخرى ، لست مستعدة أن أخسر ابنة منحني الله إياها بعد أن كنت فاقدة للأمل

وقفت و قد أشاحت بنظرها بعيدا و قالت

ميونغ : يجب أن تأكل ، السيد أمر بذلك

ألقت كلماتها و خرجت ، تعتبر نفسها قاسية بفعلها لذلك ، أنا لا أرى في أفعالها تلك سوى حنان طاغي ، كل شيء جيد بحياتي يقترن بأسوء الأحداث و الأوقات

استلقيت على الأريكة و أنا أنكمش على نفسي بعد أن تعبت من آخر جولة طرق على الباب و لكن بدون جدوى ، لا أدري كيف جرفني النوم و لكن لم أشعر بشيء حتى شعرت بلمسات حنونة رقيقة كنت مشتاقة إليها حد الموت تعبث بوجهي

باغثتني احدى دموعي و تمردت حتى استطاعت التسلل و لكن هي علقت بين رموشي ، لحظات فقط و شعرت باصبعه يقتلعها من هناك ، في قمة قسوتك لا يمكنني سوى الشعور بكمية الحب الذي أكنه لك ، بينما كنت غارقة في بحر عشقه شعرت بأنفاسه ، اشتقت أن أتنفس ، شعرت أنني طوال الفترة الماضية كنت أحبس أنفاسي و الآن فقط أتيحت لي فرصة للتنفس

يستمر بجعلي أفقد السيطرة على مشاعري و قلبي ، شعرت بالجنون يلقي بعواصفه بمعدتي مثل المرات الأولى التي كان يقترب مني بها بمجرد أن حطت شفتيه على وجنتي ، هل أنا ضعيفة و عاجزة لهذه الدرجة ؟ هل حبه استوطن بكل ذرة مني حتى لم أستطع مقاومة لمساته المحتشمة هذه و أستمر بالتظاهر بالنوم ؟ لقد ألقيتني بسجن من المشاعر يختلط حلوها بمرها و يجعلانني بعيدة ، بعيدة جدا عن الواقع

قاومت رغبتي بالشعور بالسعادة عندما استوطن جبينه جبيني و أصابع يده اختلطت بشعري تعبث به ، زادت قوة أنفاسه على وجهي و هذا ما جعل ضربات قلبي تزداد قوة ، أرجو أن تحافظ ملامحي على هدوئها ، تلامست شفتينا بعد أن مررنا بمرحلة جفاف طويلة جعلت مشاعرنا تعيش ظروف قهرية ، هو لم يفعل شيء سوى أنه بقي مدة على حالته تلك ، لا أفهم قسوته الحنونة

ابتعد ليعود لي ذلك الشعور بأنني أحبس أنفاسي ، ألا يمكنه البقاء لمدة أطول ؟ لما يستمر بمعاقبتي ، هو فعلا يعاقبني عندما يمنحني شعور الحياة بحضنه ثم يعود و يلقيني بين أيدي الموت عندما يبعدني عنه ، لم أتجرأ على فتح عيني مادمت أشعر بطيفه يجول بالغرفة ، و مرة أخرى شعرت بالهدوء يعود لقلبي ليهدئه ، شعرت بنفسي أرتفع و أنفاسي عادت إلي ، توسدت صدره و تحصنت داخل حضنه ، تمنيت لو أنه بامكني أن أتشبث به أكثر و أن أحيط رقبته بذراعي حتى لا يستطيع تركي و الابتعاد و لكن شتان بين أمنياتي و أفعالي ، فقط سأكتفي بأمان موطني حين توسدت صدره ، وضعني بمكاني على السرير و وضع فوقي الغطاء ، ربث على شعري بحنان جعل قلبي يرثي نفسه ثم قبل جبيني و ابتعد ، لا تبتعد أرجوك ، ابقى ، أريد الشعور بحنان قسوتك ، بموطن غربتك و أكسجين أنفاسك ، أريد أن أتنفس

.......................................................

أشرقت الشمس و لحظة خروجها كنت أقف خلف شرفتي و أنا أضع يدي بجيوبي ، أتصنع القوة و القسوة  عادتي التي عدت لأكتسبها من جديد ، سمعت طرقا على الباب فسمحت للطارق أن يدخل و كانت السيدة ميونغ تحمل فنجان قهوتي الذي طالبت به في حين استغنيت عن الفطور

ميونغ : قهوتك سيدي

ييسونغ : ضعيها هناك

حتى الأشخاص من حولنا تأثروا بما يحدث ، فالسيدة ميونغ وضعت القهوة و كانت ستغادر لولا منعي لها بعد أن سألتها و أنا لا أزال أحدق بالخارج 

ييسونغ : هل استيقظت ؟

تنهدت بحسرة قبل أن ترد علي

ميونغ : أجل إنها مستيقظة

استدرت نحوها حتى أولها اهتماما أكثر و أنا أتساءل عن روحي التائهة بعيدا عني و التي ترفض العودة مهما بحثت عنها 

ييسونغ : و هل تناولت فطورها ؟

تحدثت بنبرة عاجزة و كأنها تترجاني أن أفعل شيء

ميونغ : لقد رفضت ، مهما حاولت معها هي تمتنع عن الأكل ، كأنها تريد الموت أرجوك سيدي إفعل شيء ، هي هكذا سوف تضيع منا

قالت آخر جملة برجاء و عينيها إمتلأت بالدموع ، ساحرتي سحرت الجميع من حولها

ييسونغ : يمكنك المغادرة ، سوف أهتم أنا بالأمر و كفي عن القلق هي ستكون بخير

أحاول تصنع الثقة ، و أحاول جعل قلبي يكف عن القلق 

ميونغ : أرجو ذلك سيدي

قالت جملتها الأخيرة و غادرت و تركتني أتخبط بين براثين مشاعري ، ارتوائي بالأمس لم يزدني سوى عطشا اليوم ، و كل ما يحدث لا أعتبره سوى جريمة ارتكبها قلبي في حقها عندما أحبها و هام بتفاصيلها عشقا

الآن أدرك أنني لن أقابل هدوء الأمس لذا رسمت الحزم على ملامح وجهي و غادرت نحو غرفتها ، وجهتي المفضلة

لا أريد اختراق حرمات وحدتها بهمجية لذا طرقت على الباب أولا ثم فتحه و دخلت ، كانت تجلس على السرير و تضم قدميها إلى صدرها ، حدقت بي بازدراء ثم اشاحت بوجهها بعيدا عني ، لا بأس افعلي ما تريدين و أنا سأفعل ما أريد ، اقتربت و وقفت بقرب السرير هناك و أنا لا أزال على وضعيتي الباردة

ييسونغ : لما ترفضين الأكل ؟

رفضت أن ترد على سؤالي ، و اكتفت بنظرة غاضبة ثم عادت تشيح بنظرها بعيدا ، جلست على طرف السرير و أخذت أحد الصحون المملوءة بالطعام ، أخذت الملعقة و ملأتها أقربها من فمها

ييسونغ : هيا افتحي فمك

ابتسمت بازدراء ثم رمقتني بتلك النظرة القاتلة

جودي : هل تحاول لعب دور الرجل العاشق ؟

ييسونغ : جودي كلي و لا تجعلينني أريكي لعنتي

جودي : كم قناعا ترتدي أخبرني ، فأنا فقدت العد منذ زمن

طفح الكيل منها ، لما لا تنام مثل أمس فحسب ، هي من تدفعني للتصرف بجنون ، وضعت ذلك الصحن و وقفت أخذت كأس العصير و استندت مرة أخرى على السرير بقدمي و أمسكت برقبتها من الخلف و وضعت حافة الكأس على شفتيها أرغمها على شربه ، قاومت و لكنها لم تستطع التغلب على جنوني ، تأكد أن عنادي و جموحي يفوق خاصتك لذا لا تتحديني

مسحت شفتيها بظهر كفها بقوة و حدقت بي بغضب ، اغضبي كما تريدين ما دمت حققت هدفي

ييسونغ : ان كنت تخطط للموت جوعا فلا تتعب رأسك في التفكيرعزيزتي لأنه هناك ألف طريقة تجعلك حية حتى و لم تأكل شيء

جودي : أنت لن تجبرني على فعل شيء

ييسونغ : لن أجبرك و لكن تذكري أن هناك أشخاص عاشوا لسنوات بدون لقمة واحدة و إن أظطررت سأجعل أنبوب المغذي لا ينفصل عنك

ابتسمت بلؤم في وجهها و غادرت الغرفة و بمجرد أن اقفلت الباب سمعت صوت اصطدام الكأس بالباب ثم صوت أشلائه على الأرض

جلست على كرسي مكتبي و كانت احدى يدي تعبث بالقلم ، ما الحل الآن ؟ هي عنيدة و لن ننتهي هنا ، بينما أنا واقع في شرودي أقتحم مكتبي من طرف انسان يدعى كانغ ، حدقت به بملل ثم استدرت بالكرسي أوليه ظهري ، أعلم أنه سيبدأ موجة محاظراته 

كانغ : أنت لما لا تجيب على هاتفك ها ؟ 

ييسونغ : لما كنت تتصل ؟ 

كانغ : ماذا ؟ بعد كل تلك الجلبة أمس تسألني لما كنت أتصل ؟ آه أنت حقا شيئا ما 

ييسونغ : كانغ أرجوك غادر لست بمزاج يسمح لي بتحمل كلامك الآن 

تقدم نحوي و أدار الكرسي حتى تكون ملامحي مقابلة له و يستطيع قراءتها ثم اتكأ على المكتب و ضم ذراعيه إلى صدره ، إنه إستعداده لسماعي 

كانغ : هيا قل ما بجوفك ، أنا أسمعك 

حدقت به و أنا لا أعلم ما الذي يمكنني قوله ، و كأن شيء تغير حتى أخبره به ، لم يتغير بل زاد سوءا ، زفر بقلة صبر على صمتي ثم تحدث 

كانغ : تحدث يا رجل أنا لن أسحب منك الكلام ، تكفيني هيونا 

ييسونغ : ماذا تريد أن أخبرك ؟ أنها تكرهني ، لا تطيق حتى النظر بوجهي أو أنني أموت كل ثانية مليون مرة و هي بعيدة تمارس طقوس حزنها الذي جعلته مرتبطا باسمي 

كانغ : لهذه الدرجة الوضع سيء ؟ 

ابتسمت بسخرية و خرج صوتي ليس كما اعتدته 

ييسونغ : بل أسوء 

كانغ : أين هي الآن ؟ 

ييسونغ : في المنزل ، محبوسة بغرفتها 

جحظت عينيه تحدقاني بي اثر الجملة الأخيرة 

كانغ : هل جننت كيف تحبسها ؟ ستحاكم بتهمة الاختطاف 

طفح كيلي لأخرج كل غيضي و غلي أمامه و عيني تكاد تخونني و تحرر دموعا لطالما اعتبرتها حكرا على النساء 

ييسونغ : ماذا تريدني أن أفعل ؟ هل أتركها تذهب هكذا ببساطة ؟ أنت تعلم أنني لن أتحمل فقدان آخر بحياتي ، كل الألم كنت قادرا على تحمله ، إلى ألمها لا أعتقد أنني سأفعل ، أنا وقعت و انتهينا ، و مادامت حكمت على قلبي أن يبقى بقبضتها فهي حكمت على نفسها أيضا أن تبقى بقبضتي 

كانغ : هل تحبها لهذه الدرجة ؟ ألهذه الدرجة استطاعت أن تغيرك 

هل يمزح ، كلمة حب لا تكفي للتعريف بحالتي ، هوس  ، جنون ، عشق ، ولا حتى هذه الكلمات يمكن أن تصفها ربما ستوضع مفردة جديدة بقاموس العشاق هي جودي للتعبير عن الحالات التي تشبه حالتي 

ييسونغ : فقط أنا لا يمكنني وصف حالتي ، لأنها تعدت مراحل الحب و العشق بمراحل لا يمكن تقديرها أبدا 

كانغ : و ماذا ستفعل بشأن احتجازك لها ؟ 

ييسونغ : يكفيني أن ألقي عليها نظرة حتى و لو كانت خاطفة أو من بعيد  لذا ستبقى الأمور كما هي حتى تعود لوعيها و تستعد لسماعي و تصديقي ربما تتغير الأوضاع  

كانغ : كلاكما عنيد و مجنون ، و ما يحدث بينكما هو قمة الجنون 

ما لا يعلمه أنه من دواعي سروري أن أتهم بالجنون بسببها ، عندها ربما سنكون أنا و هي أحد رموز الحب المعروفة بالعالم و لن يصبح اسمه مرتبطا بروميو و جولييت ، ليس من حقهما احتكاره لهما وحدهما فهناك من حبهما فاقت عظمته حب هذاين  االشخصين و هذا ينطبق علي أنا و ساحرتي 

شيء وحيد جعلني أطمئن ، عندما اتصلت بالسيدة ميونغ و أخبرتني أنها أكلت أخيرا ، فقط الآن يمكنني الشعور بالراحة ، مر باقي اليوم بروتيني المعتاد لأعود مساء منهك ، توقفت بالسيارة خارجا و أنا أتصور الحوار و الشجار الذي سيدور بيننا ، تنهدت بتعب و ثقل ثم فتحت الباب و غادرت سيارتي ، دخلت المنزل و كان هادئا و مظلما ، فالوقت تأخر ، قادني قلبي نحو غرفتها ، لا توجد حركة ففتحت الباب بهدوء و كانت تنام على سريرها ، أصبح الحظ يبتسم لي أخيرا 

أعدت اقفال الباب بهدوء و تقدمت نحوها جلست على الطرف القريب من مكان نومها ، اليوم أيضا سأتمكن من التنفس ، لا تزال الدموع ترسم خطوطا على وجهها و لكن ليس بقساوة دموع أمس ، أبعدت شعرها و أعدته خلف أذنها و بيدي أخرى أمسكت بيدها التي كانت تضعها بكل راحة على السرير و قربتها من فمي ، قبلتها و كم كان صعب علي أن أفتح عيني و أعود للواقع  بعد تذوق رحيق بشرتها الناعمة 

أغراني هدوؤها ، فحثني قلبي من الاقتراب ،  و كالعادة جبيني على جبينها و انفي يلامس أنفها  ، هل هذا هو شعور الغريق بعد أن تعود نفاسه و يفتح عينيه ، هي أنفاسي الضائعة ،...... و بهذا القرب منها أنا أصبح ثملا بأنفاسها الناعمة فأطمح للارتشاف من نبيذها الفرنسي المعتق ، اليوم لم يكن مجرد تلامس و إنما كانت قبلة ، قبلة حقيقية حاولت نقل كل مشاعري إليها عبرها ، و تمنيت لو تستيقظ لحظتها و تبادلني 

ابتعدت مسافة لا تكاد تذكر و همست بين شفتيه فخلقت تلامسا آخر بيننا 

ييسونغ : فقط لو تعلمين أنك فردوسي المفقود 

لثمت جبينها بقبلة و ابتعدت عنها و قلبي يأمرني أن أجعلها تتوسد صدري و لكن هو من سيتألم إن فعلت ، سوف تهاجمني قسوة كلماتها و لن أكون مسالما ، لذا لا بأس معي بأن أسد ظمئي بهذا القدر القليل 

اتخذت طريق نحو الباب و قبل أن أخرج استدرت إليها و حدقت بها طويلا ثم غادرت ، إحظي بليلة هادئة عزيزتي 

.........................................................

يظن أنني أكرهه ، و فقط أريد الابتعاد ، هو لا يعلم أنني تعلقت بعذابي معه ، و لكن لا يمكنني تحمل الوضع ، كرامتي تستمر بالأنين رغم أنني ألقي عليه كل أنواع الغضب و أبصق بوجهه أقسى الكلمات 

أمام إصرار السيدة ميونغ أنا تناولت الطعام ، فقط ما يكفي لجعلي أنا وطفلي حيين ، أمضيت يومي أجلس على سريري أضم قدمي لصدري و أتذكر سحر الليلة الماضية ، اشتقيت إليك ، و ما حدث أمس لم يزدني سوى شوق 

 انتظرت ظهور قمر السماء ، لأنني أعلم أنه بظهوره يظهرقمري أنا أيضا ، كنت بسريري أساير قلبي بشوقه إليه  إلى أن سمعت صوت سيارته بالخارج ، دقت طبول الحرب بقلبي و بدأت أعد خطواته للوصول إلي ، سأعيد تمثيلية أمس ، سأروي اشتياقي له بغفلة منه في الوقت الذي يظن نفسه أنه يفعل ذلك بغفلة مني 

فتح الباب و معه فتحت أنهار شوقي لتجرف بطريقها كل الأحقاد بقلبي نحوه ،شعرت بجلوسه على طرف السرير و لم يطل الأمر طويلا حتى عانقت كفه كفي ، سحرتني شفتيه التي لامست جلد يدي فحسدت يدي أنها بين يديه تحظى بحنانه ، لم يطل الأمر كثيرا حتى عادت أنفاسي التي افتقدتها منذ أن ابتعد عني أمس ، هو يأسرني من جديد بحركاته هذه و لكن لا يمكنني أن أحطم كل دفاعاتي مثل المرة الماضية

اليوم لم يكن تلامس سطحي و فقط ، كانت قبلة شغوفة من طرفه ، قبلة لوهلة ضعف قلبي نحوها و وددت لو يمكنني مبادلته و لكن أنا لا يمكنني ، فصلني عنه و همس بقرب شفتي

" لو تعلمين أنك فردوسي المفقود " ، و أنت لو تعلم أنك التفاحة التي تسببت بطردي من الجنة ، اختتم لقاءنا المشفر بقبلة على جبيني و غادر بعدها لأعود لحبس أنفاسي من جديد

.............................................................

مر تقريبا شهر على الأحداث الأخيرة بين أسطورتي العشق بزمننا الحاظر ، و لا شيء تغير ، لا أصدق أنهما يستمران بفعل ذلك ، طفح الكيل معي و قررت الخروج عن جمودي و صمتي ، لست أنا من تقف في الزاوية تشاهد بينما الأحداث لا تزيد إلا تعقيدا في حين  يمكنني التدخل و جعلها تسير في مسارها الصحيح ، قررت و لن أتراجع ،، لن يكون أول أو آخر وعد ينقض

سوف أعاني لاحقا من أنين كانغ و لكن يمكنني تحمله و التصرف بشأنه ، ارتديت ملابسي و أخذت حقيبتي و غادرت المنزل نحو و جهتي و لن يثنيني أحد ، وصلت للمقر و أخذت المصعد نحو الطابق الذي يوجد به مكتب كانغ و ييسونغ ، خرجت بعد مدة من المصعد و توجهت مباشرة نحو مكتب المعني بالأمر و بما أن سكرتيرته تعرفني جيدا فقد أخبرتني أنه يمكنني الدخول

طرقت الباب بخفة ثم فتحته ، توسعت عيني كانغ لدى رؤيتي هناك ثم ابتسم لي و هو يفتح ذراعيه

كانغ : حبيبتي هل اشتقت لي بهذه السرعة ؟

لا يمكنني تجاهل حضنه لذا  حظيت به قبل أن أوجه اهتمامي نحو العاشق

هيونا : لست هنا بسبب اشتياقي لك كانغ

أبعدني و هو يمسك بكتفي و عقد حاجبيه مع عبوسه اللطيف

كانغ : يا لك من زوجة لئيمة

هيونا : أعلم ذلك عزيزي

اختفت ابتسامتي و تحول انتباهي للعاشق ، حدقت به ثم تحدثت

هيونا : أنا هنا من أجل ييسونغ و جودي

حدقا بي باستغراب

ييسونغ : حقا ؟

هيونا : أمم ، هناك شيء يجب أن تعلمه

تحولت ملامحه للصرامة لأنها كانت جدية من قبل

ييسونغ : و ما الذي لا أعلمه هيونا ؟

اختفت شجاعتي و توترت حينها ، يا الهي هل ما أقدم على فعله صحيح ؟ أرجو ألا تكون له نتائج سلبية

ييسونغ : تحدثي هيونا ، ما هو ذلك الشيء الذي لا أعلمه

هيونا : أنظر عدني أولا أنك لن تغضب أو تتصرف بتهور ، أرجوك تعقل و أستغل الوضع من أجل إصلاح ما بينكما

ييسونغ : هيونا تحدثي صبري بدأ ينفذ

أخذت نفسا عميق ، بالنهاية هي قنبلة و أنا سألقيها عاجلا أم آجلا لذا سأفعل دفعة واحد

هيونا : جودي حامل

...................................................................

في المدة الأخيرة لم يعد يسمع صوت ساحرتي ، كل ما تفعله هو الاستلقاء و التحديق في الفراغ ، لم تعد تهاجمني كما كانت تفعل ، كل يوم أجلس أترجاها أن تفعل أي شيء ، تدفعني بعيدا عنها أو ترميني بأقسى الكلمات حتى كلمة أكرهك تمنيت أن أسمعها من شفتيها و لكن هي لا تفعل ، مثل رجل آلي تستجيب لكل ما يطلب منها القيام به و هذا يؤلمني أكثر ، أنا أفكر في استشارة طبيب نفسي من أجلها فكل البوادر تبشر أنها بحالة اكتئاب و هذا آخر شيء أريدها أن تمر به 

مثل عادتي مررت بغرفتها فتحت الباب و كانت تستلقي و تحدق نحو النور الذي يدخل غرفتها عبر النافذة ، تقدمت نحوها و جلست على طرف السرير و بتوتر امتدت يدي إلى أن حطت على كتفها ، عند شعورها بيدي حدقت نحوي من فوق كتفها ثم عادت لما كانت تفعله ، لا شيء 

كان الطعام لا يزال بمكانه ، أخذت الصحن و حاولت التحدث معها بنبرة حنونة لعلها تذيب الجليد الذي أصبحت تحيط نفسها به 

ييسونغ : جودي ، هيا يجب أن تتناول طعامك 

عادت للتحديق بي ثم اعتدلت بمكانها و أصبحت مثل طفل يستعد للأكل من أجل تنفيذ رغباته الطفولية و لكن الفرق هنا أن ليس لديها رغبة ، قربت الملعقة من فمها فاستقبلت الطعام بهدوء و أكلته ، قلبي يؤلمني من أجلها ، أنا من أجرم في حقها و كل يوم تزيد هذه الجرائم 

بمجرد أن وضعت الصحن هي عادت للاستلقاء و توليتي ظهرها ، و لكن أنا أريدها أن تحاول و تخرج من جمودها حتى لو حاولت الهرب سأكون سعيد ، فقط لا أريد رؤيتها بهذه الحالة 

ييسونغ : جودي ، دعينا نخرج قليلا ، ألا تريدين مغادرة الغرفة ؟ 

لم يأتني جواب و بقيت ساكنة في مكانها ، تنهدت باستسلام ثم ذهبت نحو خزانة ملابسها و أخرجت سترة ثقيلة و طويلة و أخذت حذاء و سرت نحو مكان استلقاءها ، أجبرتها على الوقف و جعلتها ترتدي حذائها ثم وضعت علي كتفيها تلك السترة  حتى تحتظن جسدها الذي يبدوا عليه الشحوب و لا يزيده ذلك الثوب الأبيض الذي يصل ركبتيها سوى شحوب و تميز بعيني عاشقها ، كل شيء يليق بك ساحرتي ، كلامك و صمتك ، سعادتك و حزنك 

سرنا في الحديقة و أنا أحتظن كتفيها بذراعي ، جلسنا على أحد الكراسي الخشبية هناك و الذي كان قريبا من شجرة ضخمة ، تذكرت جلوس السيد هوانغ تحت ظلالها و هو يقرأ أحد كتبه و لكن الفرق بين صورة السيد هوانغ التي بخيالي و بصورتنا نحن الآن أن الشجرة كانت ذات أوراق كثيفة خضراء أما الآن أغصانها تعرت تماما و غادرتها خضرة الحياة ، بينما كنت غارقا في أفكاري سمعت صوتها الذي لم أعد أسمعه منذ مدة ، هل ما سمعته صحيح هل كان صوتها هو الذي تحدث قبل قليل 

جودي : اشتقت للسيد هوانغ 

أعدتها لغرفتها و عادت للاستلقاء و لكن فرحتي بعبارتها الصغيرة تلك جعلتني أدخل بموجة سعادة ، لا بأس عزيزتي كل شيء سيتحسن 

اليوم كان مزاجي يبدو بخير مقارنة بالأيام الماضية ، لذا كانغ جلب كل أوراقه و جلسنا بمكتبي نعمل عليها ، كنا منسجمين و الجدية تفرض نفسها على الأجواء المحيطة بنا إلى أن قاطعنا صوت طرق على الباب ثم ظهرت من خلفه هيونا 

كل ما قالته هيونا هو كلمتين ، لم يبقى أي معنى للكلام و لا جدوى ترجى منه بعد الذي سمعته منها  ، حملت سترتي و غادرت ، وجهتي الآن هي البيت و بالتحديد غرفتها ، لا أعلم كيف سأتصرف و كل ما أعلمه أنني أريد رؤيتها و في اللحظة التي ستدخل فيها مجال نظري أنا سأترك زمام الأمور لقلبي ، إن أراد قسى عليها و إن أراد أحاطها بحنانه 

وصلت أخيرا للمنزل و نزلت بسرعة من السيارة لدرجة أنني تركت بابها مفتوحا ، كل ما يهمني الآن هو الوصول إليها بسرعة ، بمجرد أن أصبحت داخل المنزل و اتخذت خطواتي نحو غرفتها سمعت صرخة تحمل حروف اسمها ، نصي المقدس ، كل شيء توقف حولي و لم تعد قدماي قادرة على المواصلة ، هي لم تفعلها ، هي لن تتركني ، ليس الآن جودي أنت لا يمكنني المغادرة بدوني

أبعدت السيدة ميونغ عنها و احتظنتها أنتحب ، ألمس كل انش بوجهها أحثها على فتح عينيها  ، أقبل كل انش بوجهها لعلها تبعث بها الحياة و تفتح عينيها ، كنت كالمجنون إلى أن وقع نظري على علبة الدواء التي  لازالت بقرب يدها على السرير ، هي لن تتركني ، أنت لن تغادري هكذا بسهولة ، فقط عودي و أنا أعدك أنني سأبدل كل لحظات التعاسة التي عشتيها بأخرى سعيدة حتى لو أظطررت للاستعانة بجهاز لم يخترع بعد من أجل مسح ذكرياتك السيئة و وضع مكانها أخرى سعيدة ، يمكنك النجاة ، يمكننا النجاة ، نحن سنكون عائلة سعيدة و سوف أحرص على بقاء البسمة على وجوهنا ، أنت منحتني روحا أخرى بداخلك و لن تسلبني تلك الهبة الآن 

.......................................................................

لا أدري و لكن كل ما يمكنني فعله هو السكوت ، حتى إن أردت أن أروي اشتياقي له ، أرويه بتلك النظرة الخاطفة نحوه ، هالة حنانه تحيطني و أنا أشعر و كأن شيء يقف بيني و بينها يمنعها من الوصول إلي ، بالرغم من أن بداخلي و بخيالي أحاول امساك يده الممتدة نحوي و لكن ذلك الشيء يستمر بمنعي ، جلسنا على المقعد بالحديقة و لأول مرة شعرت برغبة في تحرير بعض الكلمات ، أنا اشتقت للسيد هوانغ 

جلست على طرف السرير و فتحت الدرج المقابل لي الذي تحتويه تلك الطاولة الصغيرة و أخرجت علبة الدواء ، حدقت بها طويلا ، أغمضت عيني و أنا أحاول تذكر ملامحه ، إنها آخر صورة أرغب برؤيتها قبل أن تغلق جفوني للأبد ، أخذت الورقة و القلم الذين كنت أضعهما بقربي و لا شيء يظاهي مشاعري التي أشعر بها الآن و لكن أنا أريد أن أرتاح ، لا أريد أن أستسلم و أقع في فخ الحياة من جديد ............ " أحبك "  لم يستطع قلمي أن يخط كلمة أخرى ، لأنه ولا كلمة يمكنها أن تكون أكثر صدقا منها ، سامحني من أجل كل العذاب الذي جعلتك تمر به ، سامحني لأنني سآخذ هبتي التي منحتني إياها معي 

...........................................................

أعصابي على حافة الانهيار ، كلما غادر ممرض أو ممرضة غرفة العمليات أهرع إليه و لا أستقي منه أي معلومة عن حالها ، كنت محظوظا و وصلنا للمشفى في الوقت المناسب و لكن لا يمكن لعقلي أن يسلم بأن الخطر ابتعد ، اقتربت مني السيدة ميونغ التي كانت تقف في الجهة المقابلة و وضعت يدها تربث على كتفي ، إنها تحاول التخفيف عني لا تعلم أن عيني ساحرتي هي فقط من يمكنها إخراجي من مستنقع الخوف هذا الذي أعيش به 

ميونغ : إهدأ سيدي ، هي ستكون بخير 

قالتها ثم ناولتني ورقة تبدو صغيرة نوعا ما ، حدقت بها باستغراب لما تفعل هذا ؟ 

ميونغ : إنها من أجلك ،......... لا يجب أن تفقد الأمل 

حدقت بها ثم أخذت الورقة من يدها فتحتها و صادفت تلك الكلمة الوحيدة التي حفرت هناك ..... " أحبك " ........... كل الكلام الذي اختصرته بصمتها الفترة الماضية أنا استطعت سماعه بمجرد أن وقعت عيني على تلك الكلمة ، كلمة منها حررت دموعي التي حبستها منذ عقود ، وحرمت أن تنزل من أجل أي شخص ، و هي ليست أي شخص 

عاد الهدوء و عادت روحي لتسكن جسدي من جديد ، أجلس و أنا أمسك بيدها و يدي أخرى تتجول بين ملامح وجهها و أهداب شعرها ، عدت و تمسكت بيدها بكلتى كفي و قربتها من فمي أضع عليها قبلتي ، بدأت تتحرك و هذا يعني أنها استعادت وعيها أخيرا ، فتحت عينيها و أول كلمة خرجت من فمها كانت " طفلي " قالتها بنبرة باكية و هي تتحسس بطنها بيدها الحرة ، استقمت و أنا لا أزال متمسك بها أربث على شعرها و طبعت قبلة حانية على جبينها 

ييسونغ : هو بخير ، إهدئي حبيبتي 

بعدما أخبرتها أنه بخير انفجر بكاؤها و هي تتمسك بي ، تضع يديها على وجنتي 

جودي : أنا آسفة ، سامحني 

ييسونغ : لا بأس كل شيء مر و انتهى ، اهدئي فحسب 

جودي : لا تتركني ، أنا لن أستطيع العيش بدونك 

لا تزال تخرج كل الكلام الذي احتفظت به في قلبها لمدة طويلة و هي تبكي ، جعلتها تستوطن حظني و مررت يدي على ظهرها أمنحها شعور الأمان الذي تبحث عنه بداخلي 

ييسونغ : هل جننت ؟ بالتأكيد أنا لن أتركك ، أساسا من يستطيع العيش بدون روحه ، و أنت روحي ساحرتي ، أنت كل شيء متناقظ بحياتي ، ابتسامتي و دموعي ، سعادتي و حزني ، هدوئي و ثوراني ، أنت ساحرتي 

هدأ بكاؤها في حين زاد تمسكها بي ، أغمضت عيني أستشعر سعادتي في هذه اللحظة التي كنت أتوق لها منذ دهر ، ثم سمعت صوتها و هو لا يزال تحت تأثير بحة البكاء ، كانت أجمل بحة و نبرة ، أجمل حروف اتحدت لتعطي معنى ساحر مثل ساحرتي 

جودي : أحبك 

..............................................................................

بعد مرور سنة 

طفلتي الآن تبلغ الستة أشهر من عمرها ، لا شيء يملأ حياتي غيرهما ، حبيبي و طفلتي ، و لكن أصبحت أعاني من غيرته المفرطة منها ، هل هو جاد ؟ هل هناك شخص يشعر بالغيرة من طفله ؟  إذا حبيبي يفعل 

استيقظت باكرا اليوم  ، تسللت بهدوء حتى لا أوقظه ، خرجت من الغرفة و ذهبت نحو غرفة الصغيرة ، فتحت الباب و تقدمت نحو سريرها و قد كانت مستيقظة و عينيها الواسعتين ترمش بهما ، و بمجرد رؤيتي أقف أمامها بدأت تحرك أطرافها كأنها تهتف فرحا لحظوري ، دنوت منها و حملتها جعلتها تتوسد حظني و قبلتها عدة قبل متفرقة 

جودي : هل صغيرتي جائعة ؟ أوه .......... أوما آسفة لأنها تركتك تنتظرين كل هذا الوقت و لكن نغير الحفاظ أولا فأنت قذرة 

قهقت بمرح على آخر كلمة ، يال لطافتها أكاد أخسر قلبي في كل مرة آراها بها ، أحم و هذا سبب غيرة ذلك الطفل العجوز ، بعد أن غيرت حفاظتها غادرت غرفتها و اتجهت نحو غرفتي ، فتحت الباب بهدوء و تقدمت نحو السرير و وضعتها في وسطه بقربه ، دنوت منه أقبل وجنته ، إنها رشوة صغيرة حتى يفتح عينيه و يهتم بالصغيرة حتى أعود بطعامها 

ييسونغ : ماذا تريدين جودي 

قالها بصوت ناعس و هو لا يزال يغمض عينيه 

جودي : حبيبي انتبه للصغيرة سوف أعود بسرعة 

كنت سأنسحب بسرعة و لكنه ، أمسك بمعصمي و أعادني ، سحبني حتى أصبحت بمستواه و أمسك وجهي بيده ، و أنا رمشت ببراءة 

ييسونغ : أين ستهربين ها ؟ ثم هل تسمين تلك القبلة رشوة 

جودي : دعنا نعقد اتفاق حسنا ؟ 

ييسونغ : أنا أسمع 

جودي : أنت ستعتني بالصغيرة لغاية عودتي و لاحقا تكون هناك مكافأة كبيرة لأجلك 

ييسونغ : ياااا أنا لم أعد أصدقك ، لن تذهبي حتى أحصل على مكافأتي 

جذبني إليه و غرقنا بقبلة دافئة إلى أن أيقظنا صراخ الطفلة ، هي كانت مسالمة و لكن والدها الأحمق هو من تسبب بهذه الجلبة 

جودي : تحمل صراخها الآن 

خرجت بسرعة و كلما ابتعدت عن الغرفة قل ألم أذني ، أشفق عليه و لكن هو أراد ذلك لو تركني من البداية لما كان مظطرا أن يذهب لفحص أذنيه لاحقا ، ابتسمت بنصر ، أحسنت طفلتي 

....................................................................

في يوم كنت أحسد كانغ على أسرته الصغيرة و الآن أنا أعيش نفس السعادة التي حسدته عليها  ، بما أن اليوم عطلة سنخرج للتنزه قليلا ، وقفت خلف الشرفة أحدق بالسماء ، إنها تتزين بألوان الطيف المغرية ، شعرت بذراعي ساحرتي تلتف حول خصري ثم رأسها على ظهري ، و أخيرا اقتحمت الألوان حياتي 

ييسونغ : حبيبتي ما رأيك أن نذهب في نزهة مع الصغيرة 

حدقت بالسماء في الخارج و عقدت حاجبيها 

جودي : هل أنت جاد ؟ 

ييسونغ : أنظري للسماء ، ألوانها مغرية 

وضعت يدها على جبيني و تحسستها جيدا 

جودي : حبيبي هل تعاني من الحرارة ؟ أنظر الجو ماطر في الخارج 

جذبتها من خصرها و حدقت بها قبل أن أسرق قبلة بريئة منها 

ييسونغ : هل تعلمين أنك أنت السبب ؟ أنت من تجعلني أرى السماء تتزين بالألوان رغم وجود اللون الرمادي 

ابتسمت بغرور و قد بدأت ترتب قميصي 

جودي : إلى أين تريد أن نذهب 

ييسونغ : جهزي الصغيرة أولا و أنا سأبحث عن المكان المناسب 


هذا ما أصبحت عليه حياتي كل أيامي تملأها السعادة ، جودي و الصغيرة لم تتركا أي فراغ ، ساحرتي الكبيرة و ساحرتي الصغيرة أحبكما و أعدكما أننا سنعيش بسلام ما تبقى من حياتنا معا ، نحن بالفردوس الآن  

تمت بتاريخ 17/03/2018 على الساعة 19:09 

و أخيرا تمت ، أود أن أشكر كل من دعمني  بتعليقاته الجميلة التي كانت تثير الحماسة في نفسي فتعطيني حافز للاستمرار ، لكل من ظغط على زر التصويت و لكل من اصبح وفيا يتابعها حتى و لو كان صامتا ، أود  أن أهدي عملي هذا لكل من أحبه و انتظره بكل شوق ، و لكل من أحب جودي و ييسونغ ، شكرا أنكم جعلتم ذلك الشعور يعود و يحي بقلبي بعد أن كنت فقدت شغف الكتابة شكرا و انتظرو عملي القادم و الذي سوف أفرج لكم عن عنوانه " النقص " أرجو أن تحظى بنفس الحب الذي حظيت به الرغبة 


مع السلامة و استنوا رواية " النقص " 



Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro