الرّسالَةُ المُحَمَّدِيَّةُ ..
بِسم الله الرحمان الرحيم
__________
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أحبائي في الله أرجو من الله انكم بخير و بكامل الصحة و العافية
و اليوم سنتحدث عن الرسالة المحمدية بخصائصها
و لازلنا في اقتران مع الحديث الذي هو عن النبي محمد صلى الله عليه و سلم الذي رواه الصحابي ابو هريرة ، عبد الرحمان ابن صخر رضي الله عنه و أخرجه البخاري في الجامعي الصحيح كتاب المناقب
عن أبي . هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله قال : ( إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بني بيتا فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ فجعلَ النَّاسُ يطوفون ويعجبونَ لَهُ وَيَقُولُونَ هَلَا وُضِعَتْ هَذِه اللَّبِنَةُ قَالَ فَأَنَا اللَّبِنَةُ وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ).
رواه البخاري، كتاب المناقب ..
أكد الرسول محمد صلى الله عليه و سلم في هذا الحديث الصحيح تكامل الرسالات السماوية و بيّن خصائص الرسالة المحمدية
رسالات السماء كالبناء المتماسك كل واحدة تكمل الأخرى كاللبنات (حسب الحديث الشريف )
و لكن الله سبحانه و تعالى خصص الرسالة المحمدية العظيمة بالتكامل و اتحاد الدين و الشريعة معا
عكس باقي الرسالات
فكم من رسول و نبي أرسلوا قبل محمد صلى الله عليه و سلم و لكن الله جعل منه خاتمًا للأنبياء و رسالته شملت كل شيء و عمّتِ الجميع
و المميز في رسالة الرسول كريم عكس باقي الرسالات و هي اختصاصها بميزاتٍ ليست في غيرها و هي ثلاثٌ :
عامة ، شاملة و خاتمة
أ) الإسلام رسالة عامّةٌ :
المقصود بأنها عامة أي أنها جُعِلَت للجميع .. فكل رسول و نبي أرسل إلى قومه خاصّةً و بُعِثَ محمّدٌ بن عبد الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة
قال الله تعالى :" قُلْ يَا أيّها النّاسُ إنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا".(سورة الأعراف الآية 158)
و أيضا إتصف محمد عليه الصلاة و السلام بنبي الرحمة أولا لرسالته "الإسلام" الرحيمة و أيضا لطباعهِ
قال الله تعالى:"وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ".( سورة الأنبياء الآية107)
ب) الإسلامُ رِسالةٌ شامِلَةٌ :
شمل الإسلام كل شيءٍ حرفيًّا فقد اشتملت على ما جاء بالرسالات السماوية السابقة (بحيث ان الرسالات كلها لبنات متماسكات متكاملات)
و رسمت هذه الرسالة العظيمة قواعد عامة للعلاقات الآنسانية :
و هذه العلاقات لبني آدم تتبع مراحِلَ أو مرحلة أو بالأحرى أول رتبة هي "علاقة الإنسان بربهِ"
نحن بدون وجود رقيبٍ لا شيء .. فالله هو رقيبنا فالإنسان بفطرته جُعِلَ ليتّبعَ شيئا في هذه الحياة و الإسلام دين المنطقِ حيث أن الغير مسلمين يؤمنون بأشياء و معتقدات تخلو تماما من المنطقِ خاصة الملحدين منهم
فارتباط الإنسان بربِّهِ أول ارتباط فهو الخالق المُصَوِّرُ
و قد جاءَ في القرآن الكريمِ
قال الله تعالى :" وِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ لَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا." (سورة النساء الآية 36)
يأمر تعالى عباده بعبادته وحده لا شريك له، وهو الدخول تحت رق عبوديته، والانقياد لأوامره ونواهيه، محبة و وإخلاصا له، في جميع العبادات الظاهرة والباطنة
ثانيا : علاقة الإنسان بذاتهِ و نفسهِ
فحرَّمت هذه الرسالة العظيمة أي شكل من أذى النفسِ و أسوؤها الآنتحارُ
فأذى النفس هو أقوى دليل على عدم تقدير الذات و كره النفس
فالله أمرنا في القرآن الكريم بحفظ النفس ..
قال الله تعالى جَلَّ و علَا :"وَ لَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إنَّ الله كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا". (سورة النساء الآية 29)
الله رحيمٌ بنَا .. يعطينا في الوقت المناسب و يأخذ ما هو شرٌّ لنَا و هو يعلم كل شيء في هذه الدنيا لذا لا تقتل نفسك فالله يختبركَ و يمتحن صبركَ في إختبارات الحياةِ لذا لمَ قد تقتل نفسك ؟
كما أن آية أخرى تقول :
قال الله تعالى :" وَ لَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة". (سورة البقرة الآية 195)
هذه الآية قد تكون عامة و لكن اجتهد العلماء و غيرهم من الفقهاء في تفسيرها
المقصود بها هو أن لا تجرّ نفسك إلى الهلاكَ فكل كا هو مضر و مؤذي للنفس آبتعد عنه مثل : المخدرات ، الكحول و غيرها مما يَسُمُّ البَدَنَ لذا الله بهذه الرسالة و القرآن شَمَلَ كُلَّ شيءٍ
و الآن دعونا من الرُّتبِ في العلاقات فهذه أهم رُتبَتَينِ
و الآن لنتطرق بأن هذه الرسالة الشاملة قد نظمت علاقة الزوجين ببعضهما البعض
و هذا بآية كريمة يقول فيها الله تعالى :
قال الله تعالى :"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَة ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ".
(سورة الروم الآية 21 )
رَكِّزُوا تحديدا على تلك الكلمتين المدهشتين التي هي مفتاح كل شيء "المودة و الرحمة"
لقد قال الله تعالى أنه جعل بين الأزواجِ مودَّةً و رحمَةً ..
فكم من بيتٍ بُنِيَ باسم الحب؟ و اندثر؟
الشرطان الأساسيان في علاقة زوجية ناجحة هو ما ذُكرَ في القرآن هو " المودة و الرحمة" شرطان لا غيرهما
فزهرة الحب تذبل و الإنجذاب الجسدي ينطفئ و لكن إن تعاشر الزوجان معا على التراحم و المودة ستنبت بساتين العشق و الوَلهِ و سوف تطولُ عِشرتهما بإذنِ الله ..♡
و أيضا أمرت الرسالة المحمدية ببر الوالدين و طاعتهما
قال الله تعالى :"وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا".
(سورة الإسراء الآية 23)
فعند الله سبحانه ما رضاء الله إلا برضاء الوالدين .. فحتى حين ننظر للتاريخ الإسلامي نجد أن سيدنا إبراهيم عليه السلام والده آزر كان كافرًا و يصنع الأصنام التي يعبدونها إلا أن نبينا آبراهيم كانَ بَارًّا بهِ
فأوصيكم بآباءِكُم و أمّهاتِكُم خيرًا ..
و لنصل للنقطة ما قبل الأخيرة في ميزة الشمولية لرسالة محمد صلى الله عليه و سلم (رغم أنني لم أستطع جمع الكثير من الأشياء لكثرتها اللهم بارك )
و هذه النقطة هي أن الإسلام أمرنا بِصِلةِ الرحمِ و إيتَاءِ الناسِ حقوقَهم
قال الله تعالَى :" وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَ لَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا ." (سورة الإسراء الآية 26)
أي إيذاء حقوق الناس ذا القُربى و المسكين و ابنَ السبيل و أن لا ننفق في غيرِ حقٍّ ...
و أخيرا حفظ الثروات .. فقد أمرت الرسالة العظيمة بالحفاظ على الثروات و الأموَالِ
قال الله تعالى :" وَ لَا تُبَذِّر تَبْذِيرَا إِنَّ المُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَ كَانً الشيطان لِرَبِّهِ كَفُورَا". (سورة الإسراء الآية 27)
فعلينا أن نحفظ ثرواتنا و أن لا ننفق في غير حق و ما هو مُحرّمٌ و فيه أذى إما للنفس أو للغير ..
و هذه آخر نقطة بخصوص ميزة شُمولية الرسالة المحمدية رغم أنه لا تزال القائمة طويلة و إن بقيت أتحدث من هنا لآخر يوم في حياتي لن أفيها حقها و لن أُكملها ...
(لم أتحدث عن كل ما شملته الرسالة فقط البعض)
ج) الإٍسلَامُ رٍسالَةٌ خاتِمة :
في حجة الوداع .. أي 10 هجري
حج الرسول محمد صلى الله عليه و سلم بالمسلمين و كانت حجته الأولى و الأخيرة و بعدها توفي و لذلك تسمَّى بحجة الوداع
نزلت عليه الآية البينة التالية :
قال الله تعالى :"اليَومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُم الإِسْلَامَ دِينًا". (سورة المائدة الآية 3)
أتمم الله دينه و ختمه بالإسلام فلا نبي بعد محمد صلى الله عليه و سلم و ما استحدث بعد الإسلام يجتهد فيه علماء الدين
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :"العُلمَاءُ ورَثَةُ الأَنْبِيَاءِ".
و بذلك تكون الرسالة المحمدية أعظم رسالة كونية من الله سبحانه و تعالى إلى العالمين
فهي تميزت بما لم تتميز به غيرها من الرسالات السماويَّةِ فهي عامة عمت الجميع
و شملت جميع المواضيع و العلاقات(التي لم أستطع ذكرها جميعا)
و أيضا ختمت كل الرسالات و كانت دين الله الذي التقت فيه الشريعة بالدين عكس باقي الرسالات
و في هذه الرسالة نزلت معجزة الإسلام الخالدة ألا و هي القرآن الكريم .. ♡♡♡
ففي الأخير الدين ليس حياة فقط بل هو بيتك الآمن ..♡
______________________
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أحبائي في الله
أتمنى أن يكون الفصل أعجبكم ♡♡
الحمد لله أني أكملت كتابته و أرجو أن تكونوا استفدتم من المعلوماتِ
أحبكم كثيرًا ..♡
و اللهم ثبتنا على دين الإسلام و اغفر لنا كل ذنبونا
كيف كان الجزء هذا؟
السرد جميل ؟
وصلت المعلومة؟
أي سؤال؟
و أخيرا الحمد لله على نعمة الإسلام
و الآن إستودعتكم الله الذي لا تضيع ودائعه آخواني و أخواتي في الله ..💚
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro