الإِيمَانُ بالرِّسَالَاتِ السَّمَاوِيَّةِ
بسم الله الرحمان الرحيم
_______________
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أحبائي في الله أرجو من الله انكم بخير و بكامل الصحة و العافية و اليوم سنتحدث عن "الإيمان بالرسالات السماوية"
فكما نعرف قبل الإسلام كان هناك رسالات سماوية أخرى ..
لذا اليوم سنحاول تفصيل كل شيء و أطرح كل شيء
ببطءٍ ..
"إذا كان إيماننا بالله خالق الوجود متينا فليس من المعقول أن يترك الإنسان في الكون تائها دون إرشاد أو تعليم وولا سيما في المجال الذي لا يستطيع هو نفسه أن يكتشف مجاهله ولا يستطيع عقله أن يحدد مرآه، لذلك كانت حكمة الله تعالى أن يكون ثمة طريقان يصل بهما الإنسان إلى إدراك كنه حقائق الوجود كلها :
أحدهما العقل الذي خلقه الله في الإنسان فكان قوة تامة يدرك بها العالم المادي أو عالم الشهادة، ثانيهما الوحي الذي جعله الله لإدراك حقائق العالم الغيبي أو السمعيات
مصطفى كمال البارزي العلم والإيمان في الإسلام من 115-110"
إذن كيف تكون الرسالات السماوية مظهرا
من مظاهر لطف الله بالإنسان ؟
1)الإيمان بالرّسلِ :
الإيمان بالله هو التصديق الجازم ، الثابت بالشيء .
كلف الله الإنسان تعمير الكون و فهمه ، فوهبه جسدا سليما و عقلا وحواسا وأمره أن يعمل فيه صالحا فأرشده إلى ذلك ببعث الرسل و تنزيل الكتب السماوية
و اختار الله الأنبياء والرسل من أحسن الناس و لقد اصطفاهم من خيرة البشر ، فكانوا أحسن الناس خُلقًا
و نزل عليهم الوحي : و هو كلام الله المنزل على الأنبياء والرسل مما يحتوي على عقائد و شرائع وإرشاد و هداية
و قد تنزل الوحي على الأنبياء والرسل بأساليب متنوعة :
- الكلام المباشر : مثل تكليمه لموسى عليه السلام في جبل الطور
- و الرؤية الصادقة أثناء النوم : مثل رؤى سيدنا يوسف عليه السلام
_تنزيل ملك الوحي جبريل عليه السلام في صورة رجل : فكان الله يرسل جبريل عليه السلام ليجالس الرسول عليه السلام تسليما كثيرا و الصحابو
_ تنزيل ملك الوحي جبريل عليه السلام بصورته الملائكية من نور : مثل أول نزول للوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم في غار حراء
_ و من وراء حجاب من نور : فمحمد صلى الله عليه و سلم في ليلة الإسراء و المعراج لما صعد للسماء نزل عليه وحي من وراء حجابٍ من نورٍ
النبي والرسول يوحى إليهما لكن النبي يحيى شريعة قديمة ولا يكلف برسالة أما الرسول فتنزل عليه رسالة خاصة يكلف بتبليغها إلى الناسِ
☜︎︎︎ فكل رسول نبي لأنه موحَى إليه و ليس كل نبي رسول لأنه لا يكلف برسالة يُبلِّغها ..
و المسلم مكلف بالإيمان بجميع الرسل لأنهم من عند الله جميعا و كلهم موحى إليهم و كذلك لأنهم مشتركون في فضل النبوة
قال الله تعالى :" آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ".(سورة البقرة الآية 285)
☜︎︎︎ نؤمن بهم جميعا و لا نفرق بينهم
2) مهام الرُّسلِ :
كلما انحرفت المجتمعات الآنسانية ، بعث الله رسلا و شرائع تصحح معتقدات الناس و سلوكهم :
فقد وجدوا أقوامهم كافرين أو مشركين يعبدون آلهة متنوعة :
_ الأصنام و الأوثان : مثل قريش و قوم إبراهيم عليه السلام و المصريين القدامى
_ الأموات و الصالحين مِثلَ : وِدًّا و سواعا و ياغوثا و يعوقَا : قوم نوح عليه السلام
_ الملوك و الجبابرة : النمرود : قوم إبراهيم عليه السلام
و مثل فرعون : قوم موسى عليه السلام
إستعمل الرسل الحوار كوسيلة لإيصال الرسالة لأقوامهم و أقاموا عليهم الحجة ليثبتوا لهم سخافة عقولهم و عجز آلهتهم فهي لا تصلح للعبادة ..
☜︎︎︎ أقنعوا جُلّهم بتوحيد الله فاطر السموات و الأرض
_ لم يبعث الله الأنبياء و الرسل لتصحيح المعتقدات و حسب بل أصلحوا المجتمعات أعمالا و سلوكًا
فقد وجدوهم يفعلون المنكرات و الرذائل مثل :
الزنا /القتل / الخمر / الظلم / الإستعباد ...
فبيَّن الرسل لأقوامهم سوء هذا الخُلُقِ و نزل التشريع بتحريمه ..
فقد دعت الرسالات السماوية إلى العدل و الرحمة و المساواة و الحرية و التسامح و نصرة المستضعفين ليكون المجتمع متماسكا و متكاملا و متعاونا .. و يتحقق التعايش السمليُّ
قال الله تعالى :" رُسُلًا مبَشّرينِ وَ مُنْذَرٍينَ لَئِلًّا يَكُونَ لِلْنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَ كَانَ الله عزِيزَا حَكِيمًا ". (سورة النساء الآية 165)
______________________
من الرسالات السماوية:
بعث الله سبحانه و تعالى رسلا متتابعين ذكر منهم في القرآن الكريم 25 رسولا
و هم أكثر من ذلك بكثير
و من هؤلاء : آدم ، إدريس ، نوح ، صالح ، سليمان ، إلياس ، موسى ، عيسى ، محمد .. عليهم السلام جميعا
في عالمنا المعاصر ثلاث رسالات سماوية لها أتباعٌ عديدون : اليهودية ، المسيحية و الإسلام
(الإسلام دين الحق)
1) اليهودية :
دين سماوي بلغّه موسى عليه السلام
بُعثَ في بني إسرائيل في مصر في زمن فرعون .
و كان موسى عليه السلام قويا ، عادلا ، ينصر المستضعفين
و اشتهر زمانه بالسحر...
و قد أنزل الله على موسى التوراة و التي هي كلمة عبرية معناها الشريعة..
تحدّى موسى عليه السلام فرعون و جنوده بمعجزة العصى التي تحولت لأفعى بيضاء لقفت ثعابين السحرة
فأدرك السحرة عندئذ أن عصى موسى عليه السلام تحولت إلى أفعى بيضاء حقيقية فعلموا أنه ليس سحرا و خرُّوا سُجَّدًا لله سبحانه و تعالى ..
فعذبهم فرعون و قتلهم و لم يتراجعوا عن إيمانهم بالله ..
و من المعجزات الأخرى :
_ الماء يتحول إلى دم
_و خروج الضفادع بكثرة
_ و معجزة شق البحر : خرج ببني إسرائيل فضرب البحر بعصاه فانشق لهم فيه طريق فنجى بنو إسرائيل و غرق فرعون و جنده
خصائص الرسالة :
قضى موسى عليه السلام 40 يوما متعبدا في جبل الطور و نزلت عليه التوراة
و اختصت التوراة بأسلوب القوة و الشدة و عُرفت بكبرى المحرمات التي جاءت في الوصايا العشر : القتل ، الشرك و السرقة و الزنا
تشددت صحف موسى في التحريم تأديبا لبني إسرائيل
و لكنها حاليا مُحرفَّة ..
المسيحية :
إنحرف اليهود بدينهم و بعقيدتهم فبعث الله عيسى عليه السلام يقاوم انحرافهم و يصحح شريعتهم ..
فاشتهر عصر عيسى عليه السلام بتفوق الناس في الحكمة و الطب فتحداهم الله بمعجزات يعجز عليها أشهر أطبائهم :
_ ولد عيسى عليه السلام من دون أبٍ
_ و تكلم في المهدي صبيًّا
_ كان يُبرِئُ الأكمه و الأَبْرَصَ وَ يُحْيِيِ المَوْتَى بِإٍذْنِ اللَّهِ
و اختصت الرسالة بِ :
_ الدعوة إلى التخفيف و التيسير
_ إتباع أسلوب اللين و الرِّفقِ
* عرفت الديانة المسيحية بالتسامح و السلام *
حتى قالوا :" إذا صفعك أحدهم على خدك الأيمن فأَدِر له خدك الأيسر".
و نزل على سيدنا عيسى الإنجيل و معناها (البشارة)
و لكنه لم يُكتب إلا بعد قرون من رفع سيدنا عيسى عليه السلام للسماء .. و هو مُحرَّفٌ و فيه الكثير من التناقضات
الإسلام :
ختم الله دينه و أتم رسالته ببعث محمد صلى الله عليه و سلم ..
بعثه إلى جميع الناس .. قريش و غيرها ..
و في ذلك الزمان قد تفوق عرب قريش بالبيان و البلاغة و الشعر
فتحداهم الله سبحانه و تعالى و ثبت نبيه صلى الله عليه و سلم بمعجزات حسية و أخرى معنوية منها :
_ إنشقاق القمر
_ البركة في الطعام
_ الإسراء و المعراج
_ معجزة الإسلام الخالدة : القرآن ♡
القرآن حفظه الله من التحريف و هو معجز في بيانه و في موضوعاته و في نبوءاته و في تشريعاته ..
لم يقدر أحد لا من الأولين أو الآخرين بالإتيان بسورة أو آية من مثله .
الإسلام رسالة عامة إلى العالمين شاملة لكل المواضيع و خاتمة لكل الرسالات و الديانات
و قام محمد صلى الله عليه و سلم و القرآن باتباعِ أسلُوبَيْ الترغيب بالجنة و الجزاء و الترهيب بجهنم و العقاب
و قد عُرفَ النبي محمد صلى الله عليه و سلم بأنه نبي الرحمة فقد دعت رسالته إلى التسامح و المغفرة من ناحية و حذرت من الخطيئة و العقوبة من ناحية الأخرى ..
☜︎︎︎ الإسلام دين العدل و الوسطية .. ♡
فالدين ليس حياةً فقط بل هُوَ بيتُكَ الآمِنُ ..
_________________
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أحبائي في الله 💛
أعجبكم هذا الجزء؟
إستمتعوا و استتفدتوا؟
السرد جميل؟
أي سؤال؟
الحمد لله على نعمة الإسلام
و الآن آستودعتكم الله الذي لا تضيع ودائعه آخواني و أخواتي في الله ..💚
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro