• الفصل الثاني •

**

" ما هذا جونغكوك إنه فظيع "
أنبست ميري بقلق

" ميري توقفي قليلًا سأجلس "
طلبها راجيًا لكنها رفضت

" سنصل للعيادة قريبًا تحمّل "

" ميري أرجوك "
كان صوته مختنقًا

فاستجابت لطلبه وجلس هو على الكرسي لكنّها قرفصت أمامه تتفقّد وجهه " كم هما مجرمان ! كيف يفعلان هذا ما الذي فعلته ؟ "

" لم أفعل شيئًا فقط سألني إن كنت قد اشتكيت عليهما لكنني لم أفعل بدأ بضربي لم أستطع السيطرة "
توقف إثر دمعة نزلت منه

رفعت يدها لتمسحها لكنه أبعد يدها
" توقفي هذا محرج ألا يكفي أن فتاة أنقذتني "

استقامت بغضب قائلة
" وماذا إن كانت فتاة أنقذتك هل أنت تشعر بالاستنقاص نحو الإناث! ، لم أتوقّعك بهذا التفكير جونغكوك غيرت رأيي عنك ! "

أنهت كلامها واستدارت للذهاب لكنه أمسك يدها قائلًا
" أعتذر لم أقصد هذا لكنني فقط محرج "

تنفست بهدوء ثم التفتت فوجدته استقام وقام باحتضانها
على غفلة!
" جونغكوك ماذا تفعل ؟ "

" أشكرك ميري ، أشعر أنك ستكونين صديقتي هذا العام والأعوام القادمة " قال بنبرة تتخللها الدموع

فربتت على ظهره بخفة مبتسمة
" لا عليك ، أنت صديقي الآن سأكون موجودة لأجلك "

ابتعد عنها مبتسمًا ومسح دمعته قم غاصا معًا بالضحك على حاله " هل أنت سعيدة وأنت تضحكين علي ؟ "

ضربته على كتفه " توقف عن الكلام والآن معي للعيادة"

توجّه معها تاركًا المكان دون معرفة من كان في الأفق يراقبهما

**

بدأت حصّة الإنجليزية ولم يكن كلّ من جونغكوك وميري موجودان فبدأ الأستاذ الشرح

اهتزّ هاتف جين معلنًا عن وصول رسالة نصية
من جيهوب
' جهّز نفسك هُناك فعالية جميلة في رأسي بعد المدرسة '

ابتسم جين بخبث ولم يرد خطر بباله أمر المستجدّان ولكنه لم يهتم كثيرًا بالمستجد كما المستجدّة !
أعادت ذاكرته مشهد صفعها لجيهوب ويدها على خصر جونغكوك وحضنه لها

قاطع أفكاره اهتزاز جديد من هاتفه من نفس المُرسل
' ستكون هذه الحصّة الأخيرة لأنه اليوم الأول فكُن مستعدًا '

ردّ عليه بإعجاب على الرسالة وأغلق هاتفه
لفتَ نظر الجميع من اقتحما الصفّ
فالتفتَ الأستاذ منزعجًا
" كيف تجرؤان على التأخّر عن الحصة !وأنت ما حال وجهك هذا ؟ "

لم تكن ميري قادرة على التكلم فاستلم جونغكوك الأمر
" أستاذ بارك أعتذر عن هذا ، لا ذنب لميري لقد وجدتني بعد سقوطي عن الدرج وأسعفتني إن أردت يمكنك طردي لكن لا تطردها لا ذنب لها "

ابتسم جيهوب بسخرية وشعرت ميري بالاختناق غضبًا لأنه لم يشِ بجيهوب كونه ضربه و لم تستطع التعليق ، لكنها أكيدة من وجود حساب لجونغكوك على فعلته

تنفس الأستاذ بعمق ثم قال " حسنًا ادخلا لا مشكلة لكنني لن أغفر مجددًا "

انحنى كلاهما وتوجّها لمقعديهما
أخرج جونغكوك دفتره ليدوّن خلف أستاذه
كما يفعل البقية دون فهم أي كلمة

اخرجت ميري دفترها كذلك وبدأت تلخص ما كتب على اللوح

طلب الأستاذ منهم حل سؤال بدت ضائعة بين الفقرات وهي تحاول حل السؤال واللحاق بما فاتها ولم تدرك النظرات الهائمة المنبعثة من القابع بجانبها

ابتسم عندما رآها وجدت الجواب ورفعت يدها تزامنا مع فتاة اخرى فنظر لهما الأستاذ " سارى كلا الاجابتين وسأدع الصحيحة تجهر للعلن "

تفقدهما حيث كانت ميري تجلس قبلًا منها
كانت نظرات الجميع بمن فيهم جين على الأستاذ ينتظرون ردة فعله التي تُحبط دائمًا من أجوبتهم
لكنه نظر بتعجب " صحيح ، خطك جميل بالمناسبة ذكريني باسمك "

ابتسمت باتساع شاكرة إطرائه  وأحنت رأسها
" هان ميري "

" أحسنتِ الصّنع "
أنبس مُتحرّكًا وذهب ناحية الفتاة الأخرى

شعرت بالسعادة كون الأستاذ أطرى عليها لكنها لم تكن الوحيدة التي شعرت لربما هناك من شعر بالسعادة أكثر ..

نكزه جيهوب " ما بك تبتسم كالأبله ؟ "

"من؟ أنا ؟ ، توقف عن التفوه بالهراء "
ثم عاد لملامحه الجدية مجددًا

" حسنًا هذا مثير للاهتمام كلاكُما أجبتما بشكل صحيح "
أنبس عائدًا لمكانه

" حسنًا هان ميري تقدّمي لعندي وقولي ما كتبتِ بصوتٍ عالٍ ، كان السّؤال عن كتابة جُملة في الفعل الماضي المستمر،  تفضّلي "

حمحمت بشكل طفيف وقالت
" I've been working in this company for 15 years "

صفّق الطّلاب لها مع أصواتٍ مشجعة أغلبها من الصبيان
مما جعل جين ينقُل أنظاره بعيدًا جدًا ، كما جيهوب ينظر بقرف

" حسنًا عودي مكانك سنكمل "
قاطعته الطالبة الأخرى قائلة
" مهلًا أستاذ ألن أقرأ إجابتي ؟ "

فردّ عليها مبتسمًا " لا داعي فكلا الإجابتين صحيحتان "

بدت على وجهها علامات الصدمة والحقد عندما رأت ميري تبتسم عائدة لمقعدها ، وأصابعها تضغط على باطن يدها ثم أمسكت هاتفها قائلة  " سأقتلك "

بعد انتهاء الحصّة خرج الطلاب من الصفوف متأهبين للذهاب ، فخرجت ميري برفقة جونغكوك يتمشيان للبوابة
ولحقت بهما كلّا من سوهي وجينا ، عرفت صديقتيها على جونغكوك ومشو معًا للبوابة مستغلين الوقت بالتّعرف على بعضهم بشكل بسيط ، حتى أوقفهم تجمّع الطلاب حولهم ينظرون باشمئزاز ويتهامسون فيما بينهم

" يا إلهي هذا مقرف إنه أول يوم لها وبدأت إثارة المشاكل "
" لا يكفي أنها تضع عدسات ملونة بل أيضًا وقحة "
" هي هي هنا بمنحة أم ماذا ؟ "

تقدمت ميري مُنبسة
" يا أنتم من تحادثون ! "

ضحك الجميع عليها
" أنظروا إنها تدعي البراءة "
" ظننتُ أن للوقاحة حدود لكنها لا تعرف أي حدود "
صاحب همساتهم ضحكاتٍ ساخرة

تقدمت تريد الذهاب دون الاهتمام لهم لكنّ فتاة جاءت من خلفهم قاطعتها
" إلى أين أيتها المستجدة القذرة ؟ "

التفت أربعتهم نحو المتحدث لتنظر ميري لها باستغراب
" ألستِ في صفي يا فتاة ؟ "

ضحكت باستهزاء " يا للعار أنك في صفي ! "

" هيه أنتِ جي ميهو ماذا تريدين؟ من المستحسن أن تبتعدي هي لازالت جديدة لم تفعل شيئًا ! "
أنبست سوهي بغضب

" يا أنتِ! ، لا تتدخلي وقبل أن تدافعي عنها أنتِ وأصدقاؤك المثيرون للشفقة انظروا ماذا فعلت ! "
رفعت هاتفها لتُري الجميع صورة لجيهوب وهو عارٍ تمامًا !

" صديقتك تلك هي من فعلت هذا "

" ما هذا الهراء! ماذا تقولين ؟ أنا لم أفعل شيئًا "
دافعت ميري عن نفسها بقسوة

" اوه حقًا !، وهذا اسم من الموجود على الصورة؟ وبين قدميه كتبتِه ! يا لك من قذرة نتنة تستحقين الموت ! "

التفتَ ثلاثتُهم لها متفاجئين ولم يقولوا شيئًا !
نظرت ميري لهم ثم ضحكت بقهر
" يا أصدقاء ما بكم لمَ سأفعل هذا بحق! لم أفعلها! أنا حتى لم أعرف أسماء المعلمين بعد "

لم يرد أحدهم عليها فقالت بيأس
" يا جونغكوك ، سوهي ، جينا! ما بكم صامتون ! "
نظراتها صاحبت كل واحد عند نُطق اسمه لكنهم تجاهلوها تمامًا !

لينبس أحد الطلاب قاطعًا حبل الصمت
" هجوم البيض الآن ! "

بدأ الجميع برمي البيض عليها لتقع أرضًا وهي تحاول تفاديهم بينما كل من سوهي،جينا وجونغكوك غادروا صامتين !

كانت متكوّرة على نفسها تحتضن ركبتيها وتحاول حماية رأسها تفاديًا للبيض ، ما إن توقّف البيض حتى رفعت رأسها بهدوء وتفتح عينيها بخوف من أن يرموا شيئًا  آخر نظرت حولها نحوهم جميعًا بدَو صامتين يناظرونها باحتقار وابتسامة نصر على وجوههم

رفعت رأسها للأعلى تحاول طقّ عظام رقبتها لتتفاجأ بهطولٍ فوق رأسها ناجم عن كمية من الطحين ربما لا تُقاس حتى بالكيلو

بدأت تسعل لدخول بعض منه في فمها ثم أعادت تنظر للأعلى لتجد جيهوب مبتسمًا بنصر
كان يراقب جميع ما يحدث من الأعلى
أمسك هاتفه واتصل " يا جين ، عليك رؤية هذا تعال للطابق الثاني "

أقفل جين الهاتف وخرج من المكتبة بملل لم يكن في باله شيء وقد نسي تماما رسالة جيهوب قبل انتهاء الحصة

اتجه نحو العنوان ، ما إن وصل حتى رأى جيهوب ينظر للأسفل فاتّكئ على السور " ماذا هناك ؟ "

أجابه الآخر بسعادة غامرة " انظر للأسفل "

ناظره جين باستغراب ثم حوّل نظره للأسفل ليرى ما أفجع عيناه ، ميري على الأرض تسعل بشدة مغطاة بالطحين
فأنبس بغضب " ما الذي تظن أنك تفعله ! "

" انتظر الجزء القادم أفضل " حدّثه بسعادة غير مكترث بغضبه الذي لم يلحظه

نظرا للأسفل وإذ بالفتيان يقتربون منها وأحدهم شدّها من شعرها ! ، ناظرا بعضهما لمدّة أحدهما يستشيط غضبًا والآخر سعيد لدرجة لا توصف

" أنت وغد ! "
ونزل مسرعًا عبر الدرج وصرخ مقتربًا ليبتعد الطلاب مفسحين المجال للمرور

أمسك ذات الشاب من ياقته وضربه على وجهه ثم أمسك وجهه وصدمه بالحائط ليسقط مغشيًا

" كيم سوكجين ماذا تفعل ! "
تحدثت ميهو مستاءة مما فعله

" اخرسي ، سأحاسبك لاحقًا "
كان غاضبًا جدًا فبدأت المعنية بالقلق على نفسها

ليُوقف ميري من ذراعها وأخذها معه
" انهضي أنتِ "

مشت معه بغير وعي لأنها تشعر بالصداع يجتاح رأسها بالكامل إلى أن توقّفا عند ذات درج المكتبة

أجلسها وأخذ منديًلا من جيبه قائلًا
" امسحي وجهك تبدين قبيحة "

كانت تسعل بشدة لكنها نظرت له بسخط وضربت يده في الهواء " ما هذه الوقاحة! ، هل تسمي هذا مساعدة ! "

كان يريد إحضار ماءً لها لكنه تراجع بعد ردها
انحنى لطولها ثم نظر ليديها المنقبضتان
وقال " إن لم أنجدك كنتِ ستمتلئين بالدماء "

نظرت للفراغ بغضب ثم ابتعدت عنه وقالت
" حسنًا شكرًا لك ، ابتعد عني "

ضحك بسخرية " يا هذه ، من تظنين نفسك ؟، ساعدتك لأنني رجل شهم فقط ليس لسبب آخر ! "

نظرت له بتلاعب وقالت مبتسمة " وهل هناك من قال سببًا آخر ؟ "

صمت لبُرهة عجز عن الرد ثم التفت ليذهب وفي منتصف طريقه توقف قائلًا
" لا تجعلي أحدًا يمسك يدك مجددًا "

ثم أكمل طريقه تاركًا إياها تناظر ظهره المبتعد شيئًا فشيئًا

يتبع ..😈

Love you so much
C U Soon 🤍