عـِنـاقْ
< الفصل الثالث >
...
دخلت منزلها والدموع الجافة تملأ وجهها ،رمت حقيبتها على الأرض وجلست على الكرسي واتكأت برأسها على باطن يدها وبدأت تبكي بحسرة على ما مرت به خلال اليوم الأول فقط !
إذن ماذا سيحصل خلال بقية العام يا إلهي هذا عام كامل !
رن هاتفها فوجدت السيد كانغ يتصل بها ، مسحت دموعها وحمحت قليلًا ثم أجابت
" مرحبا ، تفضل سيدي "
جائها رد مقلق " افتحي الباب سيدتي "
نظرت نحو الباب بقلق ونهضت تتفقد الوضع فرأت السيد كانغ يقف منتظرًا ففتحت الباب
استأذنها بالدخول ووافقت
" هل تريد شرب شيء ؟ "
سألته ولم يكن هناك جواب فقط بقي يحدق بعينيها المحمرتين ونفى برأسه ودعاها للجلوس
" لماذا لم تتصلي بي عند انتهاء الدوام ؟ بقيت أنتظر خروجك حتى خرج الطالب الأخير "
" أعتذر عن ذلك فقط لقد شعرت بأنني أريد العودة للمنزل والنوم "
أجابته وهي تفرك قدميها ببعضهما وتنظر نحو الأرض
" لم أرد أن أسمع هذا ، إن أردت عدم التحدث فلا مانع لكن ، أريد أن أقدم لك نصيحة
فتيان اليوم في كوريا لا يعيشون دون فوقية ويتغذَّون على أذية الآخرين لذلك كوني قوية ولا تسمحي لأحد بالمساس بك
أعلم أن هذا صعب لأن والديك لَيسا معك لكن يمكنك اعتباري أنوب مكانهما ولو احتجت شيئا سأكون موجودًا ، سأغادر الآن " كان يبتسم بخفة وهو يحادثها
أوقفته عند الباب " لا داعي لذلك "
التفت مبتسما " هذه وصية والدك لي ، سأغادر "
التفت خارجًا تاركًا إياها تحدق في باب شقتها
رن هاتفها مجددًا فرفعته لترى والدتها تريد محادثها بالصوت والصورة شهقت وأوقعت الهاتف ثم مسحت وجهها وهذبت شعرها قليلا ثم زيفت ابتسامة وانتشلته عن الأرض ثم أجابت
" مرحبًا أمي "
استقبلتها الأخرى بابتسامة واسعة " ميريديث عزيزتي كيف حالك ؟ كيف هي المدرسة ؟ كيف كان يومك ؟ أنا متحمسة كثيرًا لسماع أخبارك ! "
" أمي على رسلك تنفسي ، المدرسة كانت جميلة اليوم... "
توقفت إثر غصتها لتذكرها ما حدث
" عزيزتي هل عثرت على أصدقاء ؟ "
شعرت أنها ستبكي لتذكرها كيف هجرها أصدقاؤها عند أذية الطلاب لها فقالت أو ... من ظنت أنهم كذلك
" نعم لقد وجدت ... اوه صحيح علي الاستحمام والتجهيز لغد ثم النوم باكرًا كان اليوم متعبًا "
" اوه صغيرتي المجتهدة حسنًا انتبهي لنفسك وإن احتجت أي شيء السيد كانغ موجود اطلبي منه ، إلى اللقاء عزيزتي "
أقفلت الأم مبتسمة
بينما كانت ميري تتنهد شاعرة بالألم لأنها كذبت بشأن أصدقائها ، لوهلة تذكرت جملة جونغكوك ' أشعر أنك ستكونين صديقتي هذا العام والأعوام المقبلة ' يا لها من سخرية !
تنهدت مجددًا ونهضت لتستحم وتنظف هذا القرف من عليها
...
كان جين جالسًا في بيته يشرب العصير ويقرأ كتابًا فجأة صفن في الفراغ قليلًا ليتذكر ما حصل اليوم
تذكر شعرها المبعثر ووجهها المليء بالبيض والطحين ومنظرها من الأعلى وهي ممدة
شعر بشيء يجتاحه لا يعلم ماهيته فلم يشعر بمثله أبدًا
تذكر صفعها لجيهوب وجد نفسه يضحك ببلاهة ليقاطعه صوت دخل الأجواء
" أنت تضحك مع نفسك كثيرا اهذه الفترة "
التفت جين ليجد جيهوب أمامه " متى أتيت ؟ "
" منذ بدأت تبتسم كالأبله " قال بسخرية
أغلق كتابه وجلس باعتدال " ما الجديد ؟ "
جلس جيهوب مقابله ثم قال " الجديد عندك سيد سوكجين "
" لم أفهم " أنبس جين عاقدًا حاجبيه
" لم دافعت عن تلك الفتاة اليوم ! "
تحولت نبرة جيهوب لحادة قليلًا
" ربما لأنها لم تفعل شيئًا "
قال بهدوء
" اوه حقًا ؟ ، وكيف تعرف ؟ "
"لأنه من المستحيل ذلك ، لقد أتت اليوم وهي لا تعرفك فكيف ستكون صورتك معها ولم ستكتب اسمها إن كانت حقًا هي ؟ " شرح جين وقد كان غائصًا في تفاصيل ما يقول
قال جيهوب بعد صمت قصير " حتى لو لم تكن هي فقد صفعتني وهي تستحق ذلك "
تنهد جين عائدًا لكتابه ثم قال " افعل ما يحلو لك "
نظر جيهوب له وقد بدى محتارًا ثم قال قبل مغادرته مباشرة " حسنًا "
انتظر جين التأكد من مغادرة جيهوب ثم رمى كتابه بعيدًا بعنف وأمسك برأسه
متذكرًا كلامه عن الصفعة ولكنها ليست ما شغل باله بل ما تبعها
تذكر حضنها لجونغكوك وإمساكه يدها وكيف كانت يدها على خصره، شد على قبضته ثم فتح على موقع المدرسة ليرى الجميع يهاجم ميري ويقولون عنها أسوء كلام ، أخذ يكتب شيئًا ثم أغلق هاتفه
...
في الصباح
استيقظت ميري على صوت المنبه فأمسكت بالهاتف تطفئه وفركت عينيها بنعاس شديد
" يا إلهي لم أنم جيدًا " تثائبت وهي تمدد أعضاء جسمها ثم استقامت بجذعها قليلا وانتشلت كأس الماء من على الطاولة وشربته كله ثم نهضت من السرير واتجهت للحمام
بينما كانت ترتب شعرها تذكرت بضعًا مما أقلق نومها البارحة فشعرت بالصداع مجددًا وغسلت فمها
قبل أن تهم بالخروج انتظرت قليلًا وواجهت نفسها في المرآة
" ستكونين قوية ، لن تسمحي لما حدث البارحة أن يتكرر ، والأهم من كل هذا الناس المزيفة التي قابلتها البارحة جونغكوك،سوهي وجينا لن تتحدثي معهم وبالأخص جونغكوك ! "
خرجت من الحمام وانتشلت حقيبتها وخرجت لتستقبلها السيارة والسيد كانغ مبتسمًا
...
وصلت ميري للمدرسة وعند نزولها من السيارة كان الجميع ينظر لها فاستغربت الأمر ومشت متجاهلة تلك الأنظار بينما تسمع همساتهم
" هل هي غنية ! "
" يا إلهي لديها سائق خاص بها لابد أنها ابنة شخصية مهمة "
زاد استغرابها لأنها نزلت البارحة من نفس السيارة ولكن أحدًا لم ينتبه
ربما لأنها أصبحت مشهورة بعد التنمر الشهير
اتجهت لصفها وفي طريقها صادفت جين لكنه مشى وكأنها غير موجودة !
هذا الشخص غريب قام البارحة بإنقاذها واليوم يمشي وكأنها شفافة
" ربما مصاب بفصام الشخصية "
تمتمت مع نفسها وتابعت للأمام نحو الصف لتجد في وجهها جونغكوك
بدى وكأنه ينتظرها لتلبكه ، حاول الحديث معها لكنها تجاهلته واتجهت نحو مقعدها
فشتم نفسه واتجه لمقعده الذي يبعد عن مقعدها مقعدين
دخل جيهوب للصف بجانب جين اتجه أحدهما لمقعده بهدوء بينما الآخر ذهب ونقر رأس جونغكوك
" أيها الفاشل كيف لك قدرة على القدوم بوجهك المشوه والقبيح ؟ "
تعالت ضحكات الطلاب وخاصة الفتيات يسخرن منه وهو يشعر بالقهر والذل
قبضت ميري على يدها أرادت النهوض وضرب جيهوب هذا مجددًا ليس دفاعًا عن جونغكوك بل لكرهها له
لكنها تراجعت
نظر جين لها وابتسم داخليًا بمكر ثم دخل الأستاذ وجلس الجميع مكانه
كان جونغكوك بين الجحين والآخر ينظر لميري بحزن يريد فقط لفت انتباهها
كان جين ينظر في الأجواء ولاحظ تمركز أنظار جونغكوك على من بجانبه فشعر بالحنق
هو لسبب غريب لا يطيق هذا المستجد
وصلت رسالة لهاتفه من جيهوب فانتشله بعنف
' يبدو أن علي اتباع أسلوبٍ آخر '
صفن جين قليلًا ثم فهم أن مغزى جيهوب من مضايقة جونغكوك أخذ ردة فعل من ميري
أغلق هاتفه وناظرها قائلا في نفسه ' لا يجب أن يقترب جيهوب من ماري '
...
انتهت الحصة وخرج الأستاذ فاستقامت ميري للذهاب للحمام و كانت أنظار الثلاثي كلهم عليها
نهض جونغكوك ولحقها فور خروجها ليضحك جيهوب بسخرية
" انظر لهذا الفاشل يحاول استعطافها لعلها تدافع عنه أمامي "
أكمل ضحكه الساخر ليضرب جين الطاولة بأقصى ما عنده ويخرج مسرعًا
بقي جيهوب ينظر له بغرابه " ماذا فعلت ؟ "
كان جونغكوك ينتظر ميري خارج الحمام وجين يمشي باتجاهه لتظهر أخيرًا فتوقف واختبئ ليرى ما سيحدث
فورما رأته تجاهلته ومشت ليمسك يدها دون أن تستدير
" ميري أرجوك اسمعيني "
دفعت يده عنها " اتركني جونغكوك ولا تظهر أمامي مجددًا "
ابتسم جين لرفضها لكنه عاد وغضب لإصرار الآخر عليها
تقدم ووقف أمامها وأمسك كتفيها بينما قبض ذاك يده واحتدت ملامحه
" ميري اسمعي أنا أعلم أنك غاضبة مني وتظنين أنني جبان لكن-"
"لا تنكر أنك جبان ! لقد دافعت عنك أمام جيهوب القذر وأقحمت نفسي في المشاكل وأنت لم تلق لي بالًا بل انسحبت كالجبناء لذا إياك ومحاولة الاختلاط معي مجددًا ! " اندفعت نحوه بغضب ولم تلحظ أن وجهها احمرّ بشدة
وجد جونغكوك نفسه عاجزًا فسقطت دمعة على خده
" أنت تفعلين هذا لما رأيته على موقع المدرسة صحيح ؟ "
قطبت حاجبيها باستفهام " أي موقع ؟ "
أعاد جونغكوك إمساك كتفيها وقال " ميري أرجوك سامحيني على ما بدر مني سأعوضك أعدك بذلك لن أتركك وحدك مجددًا ، أنا فقط شعرت بالضعف في وقتها وكذلك صدمت عندما عرفت أنك صممت الصورة "
كان يحاول أن يشرح بكل ما لديه من طاقة
" ماذا ؟ هل تصدق أنني من صممتها حقا ؟ أنت حقا لا تصدق "
دفعت يديه مجددًا والتفت لتمشي
فأعاد إمساك يدها دون أن تلتفت نحوه
" صدقيني لا ، أنا أصدقك ، لكنني أصبت وقتها بالدهشة الشديدة لذا ..."
التفتت لترى سبب صمته فهرع واحتضنها
" أنا آسف سامحيني ! "
لم تكد ترد عليه لتتفاجئ بشخص ما فصلهما ولكم جونغكوك بقوة أسقطته أرضًا !
غطت فاهها بيديها بصدمة نظرت ليتضح أنه ... جين ؟
"قالت لك ابتعد ألا تفهم ! "
التفت نحوها وقد أصابها الخوف من نظراته
ليتقدم وينتشل يدها " تعالي معي أنت ! "
لحقته مجبرة وقد أخذها لمكان آخر من الطابق رماها كأنه يرمي ورقة نحو الحائط ثم أعطاها ظهره وهو يمسك برأسه ويمسح على شعره بفوضوية بينما تلك كانت تشعر بالقلق الشديد غير مدركة نتيجة هذا التصرف وسببه
التفت نحوها وصرخ فصرخت هي الأخرى لعُلوّ صوته ودهشتها !
بدأ يقترب منها بسرعة فالتصقت بالحائط خائفة وأزاحت وجهها للجانب ليضرب بكفه بجانب وجهها ويصرخ ، ليس وكأنهم في المدرسة!
" ما الذي تفعلينه ! ألم أقلك لك ألا تجعلي أحدًا يلمسك ؟ تسمحين له باحتضانك !! ماذا تظنين نفسك فاعلة! "
صفنت به لحظات عم صمتهما وصوت أنفاسه المتسارعة وخاصتها الخائفة ينتشر ، عندها عادت ذاكرتها لمّا قال
' لا تجعلي أحدًا يمسك يدك مجددًا '
صرخ مجددًا " أجيبيني ! "
لم تحتمل صراخه وذكّرت نفسها بحديثها مع المرآة صباحًا ثم حاولت دفعه لتعطي لنفسها هيبة خلال الحديث لكنه لم يتزحزح حتى !
فقدت الثقة بنفسها شيئًا فشيئًا ، حاولت مجددًا لكنّه أمسك بيديها وأعاد قائلًا بهدوء حاد
" لن أكرر كلامي مجددًا ماذا كنت تفعلين مع هذا اللّعين ؟ "
تشجّعت أخيرًا " هيه أنت! ، أفلتني! "
تنفّس بصخب مغمضًا عينيه ثم قال مجددًا بنفس النبرة
" لا تفقديني صوابي ! أجيبي "
" ما شأنك! لا علاقة لك بي أو بجونغكوك أو بعلاقتنا معًا "
كانت تقذف نظرات حادة على أمل أن يبتعد لأنه بدأ يخنقها
ضحك بسخرية مبتعدًا " علاقتنا! أنت وجونغكوك! هل نسيت الآن أنه تركك البارحة كالقمامة ولم يكلف نفسه حتى بحمايتك! "
شعرت بالقهر لأنه يخاطبها بهذه الطريقة ولأنه محق!
كما شعرت بالعجز عن الرد فقالت مدمعة العينين
" أنت فظ للغاية ! "
توقف ينظر لها متخصّرًا وقد هدأ قليلًا
فرك جبينه بإصبعيه ثم أعاد نظره لها فقامت بالتحدّث
" نعم لقد ارتكب خطأً لكنه نادم وقد اعتذر بشدة لا بأس بفرصة أخرى ! "
"ماذا؟ فرصة أخرى ؟ ، هل كل من يعتذر تعطينه فرصة أخرى ؟ "
كان متفاجئًا من مبدئها فلم يستطع إعطائها عذرًا لذا غضب أكثر
" يا أنت كيم سوكجين! ، ابتعد عني ولا تتدخل فيما لا يعنيك! "
وجهت سبابتها له محذرة بنبرة غاضبة
التفتت تريد المغادرة وبقي لوهلة يحدق فيها أراد التقدم ونفث ما بجعبته من كلام جارح
لكن شيئًا ما ألجمه فنطق بحقد وعيناه تقطر دمًا
" مجنونة غبية "
توقفت وشدت على أطراف تنورتها ثم التفتت له
" ماذا قلت ؟ "
أخذت نفسًا عميقًا ثم حشر يديه في جيوبه وقال مستمتعًا
" غ ب ي ة ، م ج ن و ن ة "
كان ينطق كل حرف على حدة بغية استفزازها فقالت أثناء تقدمها بشكل سريع نحوه
" أنت حفرت قبرك بيدك ، يبدو أنك تريد صفعة تعيدك لصوابك كصديقك "
كان يقف يشاهدها مستمتعًا وهي تتقدم كالصوص المفعوص ناحيته
ما إن تقدمت نحوه رافعةً يدها لتصفعه حتى أمسكها واحتضنها
محكمًا عليها كمن وجد كنزًا ثمينًا يخاف أن يضيع منه!
شعرت بالصدمة تجتاحها وشُلت حركتها لثوانٍ
من هو حتى يجرؤ على احتضانها !!
قاومته بكل عنف وهو يأبى تركها
"اتركني أيها القذر كيف تجرؤ ؟ "
كان محكمًا الوثاق بذراعيه على ظهرها وخصرها مبتسمًا بشيطانية هامسًا بما جعل حركتها تسكن
"ابقي هكذا قليلًا ... هذا لمصلحتك "
يتبع ... 🤪
Love U 🩷
C U Soon 🩷🩷
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro