إعـتِـذار
< الفصل الرابع >
...
ما إن تقدمت نحوه رافعةً يدها لتصفعه حتى أمسكها واحتضنها
محكمًا عليها كمن وجد كنزًا ثمينًا يخاف أن يضيع منه!
شعرت بالصدمة تجتاحها وشُلت حركتها لثوانٍ
من هو حتى يجرؤ على احتضانها !!
تلك المشاعر التي اجتاحته سابقًا عادت مجددًا ، شعر كأنّه ... سعيد
استنشق عطرها ، ليس ما رشّته على جسدها بل رائحتها نفسها ، لديها عطر خاص بجسدها كما وشعرها له كذلك
لم يكن يشعر بمقاومتها حتى ركلته على ركبته فتأوّه بألم لكنه لم يفلتها
قاومته بكل عنف مستغلة ضربتها لكنّها عجزت وهو أبى تركها
"اتركني أيها القذر كيف تجرؤ ؟ "
كان محكمًا الوثاق بذراعيه على ظهرها وخصرها مبتسمًا بشيطانية هامسًا بما جعل حركتها تسكن
"ابقي هكذا قليلًا "
تأفّفت وقد شعرت بالملل من محاولة صدّه ... توقفت قليلًا وهدأت من روعها لتسمعه ينطق
" هذا لمصلحتك "
قطبت حاجبيها
" ماذا؟ "
كان ينظر في الأرجاء وعندما رأى جيهوب قادمًا تركها
ابعتد عنها وغمز لها بعينه وابتسم بشكل مبهم
" هل أنت منفصم ! "
صرخت في وجهه ليضحك بشدّة
فالتفتت تريد الذهاب لتجد جيهوب في وجهها
قلّبت عينيها قائلة " يا إلهي لن أستطيع احتمالكما "
مشت بعيدًا ليلتفت جيهوب لها ساخطًا لكنه لم يكن في مزاج ليجادلها لديه شيء آخر ليلتهي به
...
اتّجهت للصف تتجهز للحصّة لترى المقعدين المخصصين للمزعجين فارغين
بقيت تنظر لوهلة لمقعد أحدهما ثم توجّهت نحو خاصتها
وجلست ... بقيت شاردة طوال الحصة تتذكر العناق فوجدت نفسها تبتسم لا إراديّا !
همست في ذاتها " ربّما سوكجين ليس مزعجًا لهذه الدرجة "
...
كان يمشي خارجًا في الساحة ظانًّا أنه وحده لكن صوتًا أخرجه سائر خلفه جعله يلتفت
" جيهوب ما الذي تفعله ؟ "
أجابه الآخر ببرود " هل الساحة مسجلة باسمك ؟ ألا أستطيع المشي هنا ؟ "
نظر جين للأرض ثم حشر كفيه في جيبيه وقال
" لا مسموح ، لكن لمَ أنت تتمشّى هنا ؟ "
" ليس هذا موضوعنا "
تحدث بجمود وغضب قليل
فأكمل جين متجاهلًا " وما هو إذن؟ "
فرك جيهوب جبهته وقال بغضب واضح
" ماذا تظن نفسك فاعلًا ؟ "
بقي حين ينظر له بهدوء ليصرخ الآخر
" هل نسيت ما تحدّثنا عنه ! أم أنك تدعي الغباء ؟ "
زفر جين بنفاد صبر " جيهوب ما الذي تتحدث عنه لقد سئمت ! "
التفت جيهوب حوله وبعثر شعره محاولًا كتم غضبه
" هل تحاول التقرّب منها ! "
قطب جين حاجبيه باستفهام
لم يفهم المغزى ومن يقصد جيهوب !
" هل تمثل دور الغبي الآن جين ؟ "
" هلّا كففت عن الصراخ هذا مزعج ، أخبرني ماذا تريد؟ " بدت علامات الاستياء على وجهه
" ألم أقل لك دعها ولا تقترب منها! كنت تحميها والآن أراك تعانقها في الرواق! هل جننت ؟ "
صرخ جيهوب بأعلى صوته حتى ظهرت أوداجه
" ما الذي يزعجك أنا لا أفهم "
بقي جين محافظًا على هدوئه
" اسمعني كيم سوكجين ، ابتعد عن هذه الفتاة لا أريد أن أراك تحميها مجددًا "
وجه إبهامه مهددًا
ليُبدي الآخر علامات الإعجاب
" نطقت اسمي كاملًا يبدو أنك منزعج ، بإمكانك قول ما تريد بهدوء لا داعي للعرض هذا كله "
هدّأ جيهوب من روعه وقال " تبًا لها، دعنا نعود للصف"
قبل أن يتحرك جين قال " هل أنت مهتم بها ؟ "
ضحك جيهوب بسخرية
" أنا؟ لا تُضحكني "
التفّ ذاهبًا وبقي جين ينظر لظهره غير مطمئن
توقّف في منتصف طريقه وابتسم ثم قال
" صحيح هُناك تجديد في أثاث غرفتي تعال بعد المدرسة لنقضِ بعض الوقت مضى وقت طويل على آخر مرة "
...
لم يذهب جيهوب للحصّة فعلًا بل ذهب للحمام ينظر لنفسه في المرآة وبدأ يفكر .. ولم يعرف كم من الوقت بقي هكذا
" هل هو مهتم بها حقًا ؟
لمَ كان يفكر بها كثيرًا مؤخرًا ؟ "
صفع نفسه وضحك بسخرية على نفسه ثم قال
" يا جيهوب،ما الذي تفعله؟ هل جننت؟ يا إلهي ما هذه السخرية ، جونغ هوسوك العظيم معجب بفتاة كهذه!"
عاد والتفت حول نفسه ثم أشار بسبابته نحو نفسه
" يا أنتِ!،هان ميري،هل تطنين لأنك حنطية وعيونك ملونة وخصرك نحيف ستعجبينني!"
صمت لوهلة ثم قال " هل خصرها كان بهذا الحجم؟ هذا جميل! " أنهى كلامه بابتسامة طفيفة
ثم صفع نفسه مجددًا بيديه الاثنتين!
" جيهوب ! عد لرشك،تبًا لك ميري سأُريك ! "
...
" يا إلهي كيم سوكجين!،أنت وسيم جدًا ! "
تحدثت فتاة كانت تقف أمام حمام الذكور
تجاهلها جين وأتمّ التقدّم حتى خرج شاب ثم وقف ليرى أين تنظر حبيبته ليرى سوكجين ، نظر لها بانزعاج ثم أمسك يدها وقبل أن يتحرك سأله
" هل رأيت جيهوب؟ "
" اوه..إنه في الحمام "
حدّثه ومشى برفقتها لتقول بصخب
" يا إلهي كان جيهوب في الداخل! لو كنت أعرف كنت سأدخل! "
توقف الشاب معها
" اصمتي،لو رأيته كيف كان غريبًا كنت ستفقدين إعجابك به!
ياااا أنتِ! لديك حبيبك أمامك ماذا تقولين! هذا سيء"
بدأ يمشي ثم التفت إثر صوت سوكجين الذي كان مستمعًا لحديثهم " ماذا تعني؟ "
نظرا لبعضهما بإحراج
" آه... سيد كيم سوكجين أنا أعتذر لم أقصد-"
" توقف عن هذا وأجبني ما الغريب؟ "
قاطعه بملل
حكّ الشاب رأسه بحرج ثم قال " في الواقع كان يصفع نفسه ويتحدث بشكل غريب لم أسمعه بالضبط لكنني سمعت اسم فتاة هل كان ماريا،ماري.. لم أسمع بالضبط "
أومأ سوكجين والتفت ثم توقف
" أرجوك لا تخبر جيهوب بذلك لا أريد أي مشاكل "
تقدّم سوكجين متجاهلًا ثم التفت وقال بقرف
" توقفي عن مغازلة الرجال وأنت مرتبطة هذا مقرف "
أكمل طريقه ودخل للحمّام ليتفاجئ بجيهوب مبعثر الشعر ،متعرق وثيابه فوضوية
قطب حاجبيه " جيهوب هل كنت تصارع؟ "
بقي جيهوب نظره معلق على الأرض
" نعم "
نزل جين لمستواه وقال " جيهوب ، هل أنت بخير ؟ "
أمسك جيهوب بياقته قائلًا " جين لست بخير أنا.. أنا أغرق "
" ماذا؟ تغرق؟ جيهوب ألم تنم جيدًا ؟ "
قال وهو يتحسس جبهته ورقبته
بدأ جيهوب يتصنع البكاء
" جين سأموت اكتب وصيتي "
ضحك جين بصمت عليه وقال
" يبدو أنني لن آتي لمنزلك عليك أن ترتاح "
نهض جيهوب فورًا كحصان على وشك العدو وهو يعدل شعره
" اهه.. ماذا قلت؟ من سيرتاح؟ سأكون اليوم جامحًا جدًا عليك أن تأتي أكيد "
ناظره جين مستغربًا ثم وقف وضرب بسبابته على رأسه
" هل أنت مجنون؟ ما بك؟ لا لن أستطيع تجاهلك علي أن أفشي لأمّك أفعالك هذه "
أمسكه جيهوب من قميصه وقصّر نفسه ونظر للأعلى
" هذا آخر ما توقعته عزيزي..هل ستشي بي؟ أنت فظّ جدًا "
دفعه جين عنه " هل تريد الموت؟ توقف هذا مزعج "
ثم توجه للخارج
رتّب جيهوب شعره ثم لحقه بدرامية " عزيزي أين تذهب؟ "
...
بدأ الطلاب في المغادرة لنهاية الدوام لكن المدرسة مازالت مكتظّة وهذا مثير للشك
كانت ميري في الحمام تعدّل ثيابها وشعرها لتشعر بورقة رُميت عليها فالتفتت لترى الفاعل ولكنّه لم يكن موجودًا
فأخذت الورقة لتقرأ ما بداخلها
' خنزير أوروبي '
طحنت الورقة بين أصابعها
" هذا يكفي ! "
خرجت مسرعة من الحمام لتتفاجأ بمجموعة من الفتيات يقفن بوجهها فأخذت تتأفف ورفعت الورقة بإصبعيها
" هل أنتنّ من فعلتنّ هذا ؟ "
ضحكت الفتيات عليها فأخذت تقلب عينيها وأرادت المشي ، ما إن تقدّمت حتى تعثرت بقدم إحداهنّ وسقطت بشكل مؤلم على كوعها
" من التّي -"
ما إن رفعت رأسها لتتحدّث حتّى سقط على وجهها سائل أحمر مع بضع قطع طرية .. لحم!
" وهذا القليل من لحم الخنزير .. كي لا تشعري بالوحدة عزيزتي جلبنا لك من يشبهك "
توالت الضحكات في الممر عليها
بقيت تحاول حبس دموعها لألا تشعر بالإذلال أكثر لكنها لم تستطع خاصة وأثناء مشاهدة كفيها المليئان بالدم والرائحة المقرفة التي تفوح منها فحاولت النهوض لتشعر بكفّ على كتفها تدعوها للبقاء تحتهم
دفعت يدها ونهضت سريعًا
" ستندمون على هذا ، ألم تتلقّوا أيّ تربية؟ "
واجهتها أيدي الفتيات يثبّتنها على الحائط وواحدة منهنّ بقيت ثابتة
" ما الذي تحاولنّ فعله! "
صفعة حامية حطّت على وجهها
" نُعرّفك أن أسوأ قرار اتّخذتِه هو القدوم هنا "
...
فتحت الخادمة الباب
" أهلًا سيد كيم ، تفضل "
حيّاها وتقدّم للأمام وجد أمامه والد جيهوب ، انحنى
" سيد جونغ ، كيف حالك؟ "
" أهلًا بني ، لم أرك من مدة طويلة ، كيف دراستك؟ "
" كلّها بخير ، هل كل شيء على ما يرام ؟ "
" تعال لنجلس ، أحضري شاي الأعشاب "
حادثه أولًا والخادمة ثانيًا
جلس كلاهما مقابل بعضهما
" الشركة في وضع جيد هناك ضغط من جميع رجال الأعمال ، وبدأت أشعر مؤخرًا أن عليّ التنحي قليلًا ، تعلم أصبحت عجوزًا بلا فائدة "
أنهى كلامه وقهقه بخفّة ليرد الأصغر
" سيد جونغ لازلت بمئة محارب ، بنيت هذه الامبراطورية طوال حياتك كيف تقول عن نفسك هذا "
" أتعلم يا سوكجين؟ أتمنّى بعض الأحيان لو أنّ هوسوك يأخذ من طباعك قليلًا ، ليس أنني أشتكي منه لكن هوسوك متسرع عليه تعلم التريّث في أخذ القرار وإلا لن أطمئن على عملي "
" لا تقلق سيدي هوسوك سيكون خير من تختار هو فقط ..تعلم تفكيرنا لسنا نحب المسؤولية وخاصة في هذا السن،لكن لا تقلق أنا سأكون بجانبه دائما "
نظر له الأكبر وابتسم
" من الجيّد أن هوسوك اختارك لتصبح صديقه ، وصحيح .. هل هُناك أحد في حياته؟ حبيبة أو صديقة ؟ "
قطب جين حاجبيه وقال " لا أعتقد،هوسوك إنسان صعب المعشر والإرضاء "
فرك الأكبر ذقنه ثم قال " ربّما كنت أُهلوس "
" تهلوس ؟ " تسائل
" سمعته البارحة يتحدّث على الهاتف ... لا أعلم بالضبط ما سمعته لكنه كان يتحدّث عن طالب مستجد "
بقي جين يحدق في الفراغ قليلًا حتى قاطعه الأكبر
" لكن لم أنت هنا ؟ "
قطب جين حاجبيه ثم أومئ بخفة قائلًا
" لقد جئت لأرى غرفة هوسوك سنسهر الليلة معًا "
" ألم تر غرفته من قبل ؟ هذا غريب "
" لا سيدي أتيت لأرى الأثاث الجديد متحمّس له "
قال مبتسمًا
عبس الأكبر بدوره " أي أثاث ؟ لم يجدد هوسوك أي شيء مؤخرًا "
حدق جين قليلًا في أصابعه وتمنى ألا يكون هناك سوء وراء كذبته تلك
حمحم بخفة " اوه أعتقد أنني أتوهم يبدو أنني متعب من الدراسة "
" حتى ولو لقد أخبرني أنكما ستقضيان الوقت في الخارج ، يا له من شقي "
بدت علامات الدهشة على جين لوهلة فحاول تغطية الأمر أمام السيد جونغ ليتوقف عقله للحظة!
...
~ عزيزتي سأصلي على روحك الليلة
أصطادك وآكلك حيّة مثل الحيوانات
ربّما تعتقدين أنك يمكنك الاختباء
أستطيع شمّك على بعد أميال
مثل الحيوانات فقط مثل الحيوانات ~
كنّ تلك الفتيات يغنين باستفزاز ونصر وهنّ يسحبنها من شعرها ويمسحن بها أرضية المدرسة
" اوه .. عزيزتي ميري ربّما تذكرك هذه الأغنية بشيء يخصّك ... اممم دعوني أفكر ... ربما أنت الحيوان الذي ذكر فيها ! "
قالت تلك التي تشد شعرها ثم توالت ضحكاتهم جميعًا
بينما تلك تحاول الفرار وكلما اقتربت كانت ركلة على جسدها تُعيدها لوضعها
وصلت الفتيات للساحة الخارجية حيثُ كان جميع الطلاب ذكورًا وإناثًا
توقّف الجرّ فنطقت صاحبته " اوه وصلت ؟ "
رفعت ماري رأسها لترى أمامها شخص مألوف!
إنه جيهوب
أتى وانحنى نحوها وابتسامات الفتيات تكاد تشقّ وجوههن وقال
" من المؤسف لتلك العينين الجميلة أن تبكي .. اوه! عزيزتي لا تقلقي سيزول الألم قريبًا "
" لمَ تفعل هذا ؟ "
قالت بصعوبة شديدة إزاء آلامها
اقترب منها هامسًا
" لست أنتِ من ستشغلين تفكيري !
عليك دفع الثمن "
ثم نهض والتفت ذاهبًا
لينقضّ عليها الجميع ركلًا بالأرجل !
من بين الحشود كان هناك من كان ضميره لازال موجودًا
فأخذت الهاتف ودقّت الأرقام
ليجيب من الجهة الأخرى
" مرحبًا؟ "
" هان ميري في خطر ، إنها في المدرسة "
أجاب صوت أنثوي لم يتعرف عليه
ثم أغلق الخط
" مرحبًا؟ .. مرحبًا ؟ تبًا ! "
حرّك جين سيارته نحو المدرسة بسرعة كان متأكدًا أنه نال مخالفة عليها
...
كان جيهوب جالسًا من بعيد يشاهد ما يحصل باستمتاع
حتّى حصل ما لم يكن في الحُسبان .. ابتعد الطلاب عنها لوهلة لتُوجّه كرة قدم على ظهرها وتصرخ بأعلى صوتها متألمة !
شعر للحظة بألم ، آخر ذرّات الرحمة المتبقية إن وجدت استيقظت !
وجد نفسه ينكمش كلّما تلقّت ركلة وحتّى عندما بدأوا برشق البيض عليها وجعلها تنهض بقوة منهارة ليوقعنها مجددًا !
رن هاتفه وأيقظه من صفنته ليجد والده
لعن بغضب ونهض لألّـا يسمع والده الضجة
وفي هذه الأثناء اقتحم ساحات المدرسة بسيارته وبوقها الصاخب ليتوقّف الطلاب فورًا ويبتعدو إثرها
عدى تلك المرمية على الأرض
نزل من سيارته وركض بسرعة متوجّهًا نحوها صارخًا باسمها بكل صخب
" ميري ! "
" ماذا هل أتى لينقذها ؟ "
تحدث أحدهم ليلتفت نحوه ويرى بيده عصًا
انقضّ فورًا عليه وضربه بكل ما أوتي من قوة حتى دمى وجهه ! نهض ليرى الجميع حوله فعرف أنهم جميعًا مشتركون
كأسد جائع أخذ كلّ ما أمامه من أشخاص وضربهم بشكل متفرق لا يهتم من أمامه هو فقط يلكم كل ما تصله يده
توقف لوهلة ونظر جانبًا بوجه متعرّق وشعر مبعثر
ليراها ممدّة هناك بلا حِراك !
تحرّك نحوها وانحنى ممسكًا وجهها يطبطب بخفة
" ميري!.. ميري استيقظي هل تسمعينني ؟؟ "
حملها بين ذراعيه واتجه راكضًا نحو السيارة وضعها بجانب كرسيه ووجد طريقه لكرسي السائق
تحرك بسرعة حتى حكّت عِجال السيارة تاركة آثارًا على الطريق
...
" نعم أبي ما الذي يحصل ؟ "
أجاب جيهوب بينما يمشي بتوتر
" أين أنت؟ "
تحدث والده بنبرة حادة
" أنا .. أنا في طريقي للبيت،ماذا هناك؟ "
بدأ يتعرق بشكل واضح
" متى ستتوقّف عن مقالبك التافهة تلك ؟ "
" مقلب؟ "
تساءل باستغراب
" هل تمثل البراءة؟ أنت أرسلت صديقك سوكجين قائلًا هناك أثاث جديد ؟ أتعبت الفتى وجعلته يقطع الطريق كله ليكتشف أنها كذبة ! "
كان والده حادًا في نبرته وشابها بعض الغضب
" اوه..أبي حسنًا تعرف نحب المزاح كثيرًا "
حاول إخفاء ارتباكه قد الإمكان
" حسنًا حسنًا أزعجتني ، عد للمنزل سريعًا هناك ما أريد الحديث عنه "
" اوه حسنًا أنا- .. هل أقفل في وجهي للتو! "
تأفف وهو يمشي نحو الساحة
" هل عرف سوكجين بما حدث؟ ... لا ... مستحيل لو عرف كان قد هاتفني وتشاجرنا "
تابع ثم شعر أنه ليس من الصحيح العودة فقرر المغادرة دون المرور هناك ، فمشى مبتعدًا لكنه توقف قليلًا وأعاد النظر للخلف وهو ينقر شفته السفلية
" هل قسوت عليها؟ ، ماذا لو حدث لها شيء !
اهه يا إلهي ماذا فعلت! لم يكن علي التسرع "
فرك وجهه بعنف ومشى مبتعدًا
...
يد على المقبض وأخرى على كتفها تارة ورقبتها تارة أخرى كان يبدو عليه الحزن الشديد والقهر
" أعتذر هذا خطئي،سامحيني ميري أعتذر "
سقطت دمعة من عينه ليعصر وجهه بقسوة قائلًا
" لم يكن علي تركك ، كيف تركتك ، هذا خطئي أعتذر "
وصل المستشفى وفورًا نزل صارخًا
" ناقلة بسرعة ! "
حملها بين ذراعيه ودخل يصرخ مجددًا بلا وعي ليضعها على الحمّالة ويجري ممسكًا بها رفقة الممرضين
بقي ينتظر في الخارج لم يسمحوا له بالدخول
الوضع خطير لدرجة دخولها العمليات!
يكاد ينفجر غضبًا وقلقًا وهو يمشي بتوتر لم يجلس بتاتًا
بقي هكذا ساعة حتى تعبت قدماه وأجبرته على السقوط على الأرض متكئًا على الحائط
خرج الطبيب من الغرفة ليقف مسرعًا
" هل هي بخير؟ ماذا بها ؟ "
" وضعها مستقر لكنها ستبقى تحت المراقبة ،جراحها عميقة ولديها كسر في ساقها وظهرها متسلخ تمامًا! حتى أن بداية المؤخرة متأذية كأنه تم جرّها على الأرض أو تزحلقت من مكان مرتفع ، لكن حمدًا لله وضعها أفضل "
كان جين يحاول إبقاء دموعه ثابتة في مكانها
وهو يستمع للطبيب وكان لديه منى واحد
" هل يمكنني رؤيتها ؟ "
" هذا صعب ! لا يمكنني السماح بذلك،لازالت تحت المراقبة،أعتذر "
تحرك الطبيب مبتعدًا لتوقفه يد جين
" أرجوك دعني أراها قلبي سيتوقف أرجوك سيدي لن أفعل شيئًا سأطمئن عليها فقط أرجوك ! "
كان يتوسل ولم يلحظ دموعه التي غدرته
نظر الطبيب بخاطر مكسور وقال
" خمس دقائق فقط ! "
" حسنًا حسنًا شكرًا لك "
انحنى أكثر من مرة بسرعة ضاحكًا وكأنها جائزته الكبرى
" العفو "
...
دخل عندها وفورما رآها شعر بقلبه يتكسّر لقطع صغيرة
لم يشعر سوى بدموعه تنهمر بقسوة دون توقف !
اقترب ناحيتها ووقف فوق رأسها وبقي يبكي بصمت لا يستطيع التحدّث مطلقًا هو فقط يبكي كطفل
نظر لوجهها الذي تشوبه الخدوش وعينها المزرقة ! كيف يمكن لأحد أن يفعل هذا !
مدّ يده ملامسًا إياه وشعر بسخونته فسحب يده فورًا وفرك كفيه ببعضهما رغبةً بكسب الحرارة
لم يرد أن يُشعرها بالبرد
انحنى ووضع كلتا يديه على وجهها
" لا أعلم إن كنت أستحق رؤيتك بعد الآن ... تبًا لي أنا السبب "
أوقفته الغصّة بلا ميعاد وانهمرت دموع أكثر
" آسف ميري ، أنا حقًا آسف على ما حصل ،كيف استطعت تركك وحدك تواجهين أولئك الوحوش! كيف استطاعوا التفريط بك! "
نزل على ركبتيه وأرخى جبهته على خاصتها وهو يبكي بلا توقف
هو بعيدًا عن وضع ميري لا يفهم لم هو يبكي لهذه الدرجة؟ لم هو متأثر وكأن أحدًا يخصّه تأذى ؟
خطف بنفسه الهواء وابتلع ريقه قائلًا
" حمايتك واجبة علي ميري أنا أعدك ، آسف .. حـ - ميري ..نعم ميري أرجوك ابقِ بخير دعيني أعوضك عمّا حصل"
بقي هكذا حتّى دخلت الممرّضة
" سيدي عليك الخروج انتهت دقائقك "
مسح دموعه بعنف والتفت " حسنًا حاضر سأخرج "
عاد ونظر لها ثم تصنّع الهدوء وأمسك بيدها المجروحة بين كفّيه ينظر لها ويتحسسها بهدوء وقال مبتسمًا
" سأذهب الآن لكنني سأعود أعدك بذلك حسنًا ؟ "
وجد نفسه يطبع قبلة دافئة على جبهتها ثم خرج
يتبع 🦦..
طولت الفصل عشان بنوتة كتكوتة طلبت مني 🩵.
الحمدلله قدرت ارجع الفصل بعد ما راح الي مو عارف يشوف بوستات صفحتي بيفهم.
Love U 🩵🩵
C U Soon 🩵🩵🩵
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro