
part|02
حينما قُبِلَ حُزنِ يورا بقبلةٍ من مُديرها ، شعرتْ إنّها تمتلكُ العالم و ما فيهِ ، حياتِها تتعلُّق بحياتهِ . ابتعدَ رأسهِ عن رأسِها و نظر إليها ، كأنه يأخذُ حزنِها و يعطيها كُلِّ بسمةٍ على محيّاه . خجِلتْ من تصرفها فغادرتْ سريعًا . مَطلبها الكافتيريا فأفلتْ إليها . عينيها لا تكفُّ عن رسمِ محيّاه و من فرطِ جمالهِ كادتْ تبكي . الحُلم الّذي كانت تحلمُ بهِ قدْ شارف على التحقّق ، قليلًا بعد و سيُصبحُ كلّ شيءٍ بخير و يسيرُ على طبيعتهِ . حطّتْ رأسِها على الطاولةِ و خاطبتْ نفسها
《 حُلمي بك قدْ أزداد و سأبقى أنتظرُ قدومك لي 》
سُوّي يومِها الحافِل فردّتْ إلى البيتِ ، طريقها هادئ و الرؤيةِ فيهِ واضحة . بِالصّدفة بصُرتْ جسدهِ حِيال جسدها ، الرِثَاء الّذي تدفّق داخلِها ، حرّر الطفلةِ الّتي تشتهي احتضان صدرهِ و سُرعان ما تملّصتْ منه مُتجهةً إلى منزلِها . ضحك بيكهيون على تصرفِها الطفولي و صعدَ بسيارتهِ . دائمًا سيبقى إلى جانبها و دائمًا سيصنع المُستحيل لأجلِها .
داخل البيتِ ، يورا كعادتِها اتجهتْ إلى غُرفتِها تحاولُ الهروب إلّا و صوت زوجةِ ابيها بترَ دخولِها
《 مِن المدرسةِ مُباشرةً إلى فوق ، ما قصتكِ ؟ شاركِ عائلتكِ بعض الحديث 》
التفّت يورا تنظرُ إليها و بقلّةِ أدب حكتْ
《 عِندما تصبح عائلتي جيدة في التعامل معي وقتها سأفكر في الجلوسِ معها 》
تعامتْ زوجةِ ابيها عن قوْلِها و سُرعان ما إتّجهتْ إلى زوجِها تشكْو
《 ابنتُك المُدلّلة تعلمتْ السَفاهةِ مِن زملائِها و لا أودُّ رؤية سوجين تتعلّم سفاهتِها 》
سوجين الأُختْ الكُبرى ليورا ، تُعتبر مِن والدِها فحْسب كِلاهما لا يحبّذُ رؤية الآخر . جاثِية أمام والدها تحشْو إليهِ بكلامٍ لا يُناسب شقيقتِها . توْلج إلى عقلهِ أفكار مُعيْبة اِتّجاه طفلتهِ الأُخرى و كونهِ أبٌ نافَر ، رَسى حِياد سوجين و أهْمل يورا . الخطيئة الكُبرى الّتي عزمتْ على يورا كان الباعثِ والدِها ، هو من جعلها ميته ، هو من أوصلها إلى تلِك الحالةِ مِن البرودِ ، لا تهتم لأحدٍ و حُبّها للناسِ قدْ ولى و لمْ يَعِقبْ إطْلاقًا . مَدى الدّهرِ حُبِّها سينبضُ إليهِ لا غَيْر ، لذا هي دائمةِ التنمر على غيرِها ، مِّما يجعلها تركدُ في مكتبهِ دُوْنَ خُرُوج . تمدّدتْ على سريرها و نظرت إلى السقفِ . تأملّتْ ملامحهِ العالِقة جوفِ عيونِها و احمرتْ خجلًا ، كلّ شيءٍ منه يجعلها ضائعة حتى اسمه .
《 حقًا عليكِ البقاء معه؟ المُفترضِ منكِ تركه يُعاني بدلَ من البقاءِ 》
لْطالما عشِقتْ الرجلُ الخطأ ، الشاب الّذي وقعتْ في حُبّهِ صارَ مِن المُستحيل أن تقدر على تركهِ أو الإبتعاد عنه ، يحلُّ محل كُلّ شيءٍ في جسدِها و لا شيء يحلُّ محلهِ في قلبِها . الحُبّ لا يجمعْ المتشابهين أبدًا ، الحُبّ الحقيقي يجمعْ المختلفين دائمًا ، كمن بينهما فارقِ عمرٍ أو أثنين؛ أحدِهما له ماضٍ و الآخر يحبُّ لِأول مرة . بيكهيون كبيرٌ عليها بصفتِها تحملُ عمر ااثمانية عشر ربيعًا ، كيف لها ان تحبّ رجلًا بعمرِ والدِها ؟
نهضتْ مُتجهةً إلى الحمام ، حِينها فكرتْ بهِ ، تذكَّرتْ رجلًا بِالأبيضِ والأَسود، يشبهُ وميّضًا فوقَ الجسّر، يَتحدثُ عنّه النهرُ أيضًا عن ذاكَ الضوء في عُيونِه ، و عن رغبتها فيهِ . بَعْد وقتٍ نزلتْ ، أحبّتْ الأكلِ مع عائلتِها رُغم علاقتِها السيئة معهم إلّا و هُناك لمسةِ حُبٍّ إتجاه والدِها . غالبيّةِ الوقتِ تأكلُ دون حدِيث ، تخشى المُبادرةِ أولًا . جثّ الصمتِ والدِها مُهلهلًا
《 لدينا ضيفٌ غدًا 》
إسْتغربتْ يورا الأمر و سألتْ
《 من سيأتي غدًا ؟ 》
الكُلِّ نظر إليهِا و إقتصرتْ شقيقتها الكلام بتغطرسْ
《 ضيفٌ مهم 》
رجّتْ رأسِها تنسجمُ معها ثمْ تابعتْ الأكلِ ، رغبتْ بتطويرِ العلاقةِ بينهم لكن تصرفاتِهم تقودها إلى الوارء سريعًا و تجعلها تُفكرُ بالأسوء .
《 ابنتي تجاوزكِ على أُمكِ عيب 》
《 من أُمي ! تلِك ؟ أنت تهذّي 》
تعبيرُ الاستهزاءِ سيطر على محيّاها و أنْكرتْ قولهِ مِّما أدى إلى سقوطِ كفٍّ على وجنتِها ، الكراهيةِ الّتي أعمتْ قلبهِ هي من أوصلته إلى تلك الحالةِ مِن الأناينة
《 أوصلتْ حديثُك إلي بطريقةٍ سليمةٍ ، شُكرًا لك 》
وَثَبتْ إلى حُجرتِها ، لم تكُنْ تبحث عن شخصٍ يشبهها ، لمْ تحتمل نفسِها لِترغب بأُخرى مُماثِلة لها ، كانت تبحث عن شخصٍ تجدُ فيهِ ما ينقُصها ، يسدْ الثقوب الّتي تحملها . شخص يُرمّم جُدرانِها المكسورةِ ، تكون فيهِ كما هو فيها ، شخص تتلاشى بينهما كلمة أنا و أنت . خاطبتْ مارك بهاتفها ، دام الحدِيثِ بينهما نصفِ ساعةٍ ثمْ غادرتْ إلى النومِ . صباحِ يومٍ جديدٍ ، استعدتْ يورا للذهابِ ، دائمًا تكون الأولى في الإستيقاظ و الأخيرةِ في النومِ .
طيّلةِ طريقها للفصلِ ، تسمع أمورًا كثيرة عن مُديرها ، منها إشاعاتٌ على زواجهِ القريب . هي الّتي ترتدي حُبّهِ قِلادةً في عُنقِها أيحقُّ لهُ غيرها ؟
《 أسمعتْ ؟ المُدير بيكهيون سيتزوج أخيرًا 》
منْ حدّةِ الكلماتِ الّتي تسمعها فقدتْ السيطرةِ على نفسِها فوقعتْ أرضًا ، لمْ يُغمى عليها بلْ قلبِها الصغير مِن سذاجةِ الكلمة وقف . كان لديها أملًا في حُبِّها و التقدّمُ إليها ، كانت تهوى الجلوسِ معه و الآن يرفضها !
إسْتقامتْ مِن الأرض و توجهّتْ إلى الشاب الّذي إنبثقتْ منه الكلمة و أطْعمتهُ الكثير مِن الضربْ ، لمْ تجدُ نفسها ألا و هي واقِفة أمام مُديرها الغاضِب . حاولتْ تبرّير موقفِها
《 يُمكنك مُعاقبتي أو أيّ شيءٍ آخر ، لكن عليك الإِستماع إلي 》
《 تفضلي ! 》
《 ليس بوجودِ هذا الاحمق هُنا 》
إمْتعض بيكهيون
《 ألفاظُكِ يا آنسة 》
قطع كلامهِ معها و توجّه إلى الآخر
《 أنت ، يُمكنك الإنتظار خارجًا قليلًا 》
وقتما خرج تقدمتْ يورا إليهِ و علاماتِ البُكاءِ ظهرتْ داخل عينيها
《 أحقًا ستتزوج ؟ 》
جحظَ بيكهيون عينيهِ مصدومًا ، خِلال هذهِ الّلحظةِ أقتدرَ الطلبّةِ على إخراج الإشاعات عليهِ ؟
《 عفوًا ! 》
《 ارجوك لا تَقمْ بِذلِك 》
《 من أنتِ حتى أُفضلُ حديثكِ على حياتي الشخصية ؟ 》
قبضتْ يديهِ و إكتظّتْ
《 يورا ، نفسها الّتي قبّلتها أمس ، ألا تذكرني ؟ 》
《 ابتعديْ عني و إلّا اتصلتُ بعائلتُك ، فتاةٌ غبية 》
قلبُها تحطّمْ منه ، يكادُ حسنهِ أن يغويّ الملائكةِ فما يظنُ بأبن الطينِ و الماءِ ؟ خرجتْ من مكتبهِ و اعتذرتْ مِن الرجل الّذي اعتدتْ عليهِ . قلبِها مُحطّم و خُدِشَ بحدٍّ كبير . بعدَ محاولاتٍ عديدة لنسيانِ حدِيثهِ حكتْ
《 أيها الربّ ، إبليهِ بشوقٍ موجع حتى يعود و يُلمّلمّ شُتاتي 》
ولجّتْ إلى الفصلِ تخبطُّ رأسها ببدايةِ المقعد ، استمرتْ على هذهِ الحركةِ حتى دخولِ استاذهِا النبيل . السُخرية قرأتْ الكثير في عقلِها . موقف الاستاذ منها مُخيّر بين الطردِ و الفصلِ و صمّمتْ على الطردِ
《 سأُطردْ بدل من أخذيّ إلى المُدير 》
اخرجتْ قدمها مِن المقعد و غادرتْ إلى الحديقة . إبتغتْ رؤية الفتاة الّتي قيّدتْ عشيقِها و اشتهتْ تقطيّع رأسِها و عينيها الّتي تجرأتْ و نظرتْ إلى مُديرها . هو لا يُريدها فلِما ألحّتْ عليهِ ؟ القُبّلة الّتي حصلت بينهما تمْ نسيانِها من طرفِ عقلهِ و عقلِها لا يزالُ يتذكرها .
《 حظّي التعيس يشبه حظّ أُمي تمامًا ، الشخص الّذي نُفضله على الناسِ جميعًا؛ يترُكنا في نفسِ الّلحظةِ الّتي نكون فيهِ معًا . 》
خبطّتْ الأرض بقدميها و بحركةٍ عفويةٍ منها ، اخرجتْ شفتيها إلى الأمام و اخذتْ تركض . بسببه خسرتْ كُلّ شيء و في النهايةِ يتمْ تقدير إحسانِها بالأذِيةِ. قدمها ترتفع و تهبط على وتيرة حساسة بينما مارك يُراقبُ جنونِها مِن بعيد ، تارة يضحكُ عليها و تارة أُخرى يُشرد بتفاصِيلِها . منذُ متى و قلبهِ واقعٌ لها حدِّ النُخاعِ ؟
نزلَ إليها و جَثَا جانبها
《 مارك ، عليك مُساعدتي في إيجاد الفتاة الّتي يُحبُّها المُدير 》
《 ستّتخلصين منها ؟ 》
《 ما هذهِ الأفكار ؟ أنا أُريدُ رؤيتها فحْسب 》
شزرها بشّكٍ ثمْ حطّ رأسهِ داخلِ حُجرِها و تكلمْ
《 تعرفين ، لا يَهمُني أن كان الشخص سيئًا أو لا كُلّ ما يهمني وجود صديقة مثلكِ تتحدث معي 》
《 أُريدُ توضيحًا لكلامك ، ما دخله بحدِيثي ؟ 》
أضلّ طريقهِ فوجدَ إليهِ خلاص إلى شفتيها ، ضاعَ بها و اِمْتصها ، بزغَ يديها إلى ظهرِها و جذبها إليهِ . عقلها و قلبها يرفضُ فعلتهِ . حطّتْ يديها على صدرهِ و ابعدتهُ عنها ، غيْر إنه مُلتصقٌ بِها لا يتركُها . على حين غرةٍ جلدتْ رأسهِ و عجّتْ بهِ
《 فعلتُك هذهِ شنيعة و لن تُغتفر أبدًا 》
●
هلاا 😎
رجعت الكم ببارت جديد 👍🙃
البارتين انتهو بقبلة 😂😂😂 بس الفرق الاولى من بيكهيون و الثانية من مارك
رأيكم ب
بيكهيون ! خطبتهِ من فتاة مجهولة ؟ حركاته اتجاه يورا ؟
يورا ! افعالها اتجاه بيكهيون ؟ ماذا ستفعل في المستقبل ؟ هل ستتقبل خطبته من انثى غيرها ؟
مارك ! فعلتهِ الغبية في آخر البارت ؟
رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم ؟
دمتم بخير 💕
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro