الفصل العاشر
مساء الخير قرائي الغاليين
استمتعوا بالفصل
*
الرجل يحتاج لعمر بأكمله حتى يحب المرأة التي سرقته في وقت لم يدركه هو
و أنا أحتاج عمرين
عمرا لأحبها كما أريد و أقلبها بين أناملي متغزلة شفتي بتقاسيمها
و عمرا آخر حتى أكرهها كما أحاول أن أفعل
ما يزعجني و يبعدني عنها هو ليس أبدا رد فعلها عندما ضربتُ ذلك المهرج
أبدا فذلك آخر همي و لكن همي كان هي و كيف جعلتني أترك أسلحتي قبل أن أقربها
سرقتني من نفسي و معتقداتي ، جردتني مني و مسحت بكفها الحنونة كل مبادئي و ثوابتي التي بنيتها سنين طويلة قبل أن أراها
في تلك السنوات التي اعتقدت أنني أراقبها بكره، ثبُتَ أنني كنت أغرق داخلها فلم أتمكن من أن أنتشلني منها في لحظات الضعف
حاولت تجنبها متخذا غضبي ذريعة ، مررت على المحل و كل ما فعلته أنني أرغمتني على النظر أمامي بدون أن تميل رقبتي نحوها كما تعودت أن تفعل
ألجمت نبضاتي التي ضاعت مني منذ زمن و لم أتمكن من حبسها داخل صدري
مررت كثيرا و لمحتها أكثر فكانت ترافقني طوال طريق ذهابي و عودتي ، كانت دائما ما تسير بجانبي مرتدية معطفها الأسود و بين الفينة و الأخرى هي تجعل من بعض خصلاتها خلف أذنها بينما بسمة خجل تزين ملامحها الجميلة
عندما وصلت لدرجة الهوس و السير برفقتها اعترفت أخيرا لنفسي أنني أعشقها
و الآن بات هذا الحب محكوم بالهلاك
و إن أزهر لن يكون سوى لقطفها و هي في ريعان الربيع
فضلت تجنبها حتى أسيطر على نفسي و اليوم غادرت نحو عملي ، مررت بالمتجر فكانت تقف هناك ، ابتسمت عندما رأتني كالعادة لكنني تجاهلتها تاركا قلبي خلفي يركض اليها
أدري أنها عبست و نظراتها الجميلة حزنت لكنها شروط الحياة و الوطنية
وصلت للمصنع بعد وقت فتوجهت نحو مكتبي ، كان لدي الكثير من الملفات لمراجعتها قبل أن أقوم بجولتي في المعمل أين يتم تركيب الأجهزة ، مر نصف النهار و عندما قررت الخروج لبدأ جولتي طرق باب مكتبي فاستقمت سائرا نحو معطفي الذي أعلقه قريبا سامحا للطارق بالدخول
" تفضل "
التفت ناحية الباب بينما أرتدي معطفي و ظهر من خلفه السيد لي ، الرجل الذي لا أستلطفه أبدا
فابتسم و رفع كفه بتحية
" مرحبا سيد بيون ... "
ابتسمت مرغما ، ثم تقدمت ناحية الباب بينما هو فتحه أكثر و تقدم ناحيتي ، مددت كفي ناحيته و هو حياني
" مرحبا سيد لي .... لم أكن أعلم أنك في صدد زيارة للمصنع "
لا زال يمسك بكفي ليجبني
" في الواقع أنا هنا ليس من أجل المصنع ولا حتى العمل "
نسيت تحرير كفه من كفي و تساءلت بنبرة صوت كادت تحمل بين طياتها تهديدا واضحا عندما لمست هدفه الحقيقي الذي دعاه للمجيئ
" اذا من أجل ماذا أنت هنا ؟ "
ضحك ضحكة صفراء سرعان ما مسحها عندما رد بينما يحدق بعينيّ و صوته تغيرت نبرته
" أتيت من أجل مرافقتِك في الحفل ... أريد أن أتعرف عليها "
حينها شددت على كفه بكفي حتى بانت ملامح الانزعاج على ملامحه فسحب كفه و أنا تركته أخيرا بدون أن أرسم اي رد فعل على وجهي
سحب كفه و أمسكها اليه بينما عاد يرسم تلك الابتسامة الصفراء و أنا نبست أرد عليه بتساءل حتى أستوعب ما الذي يهذي به هذا الحقير
" من تقصد ؟ "
" الآنسة يون ... لم أتمكن من نسيانها منذ رأيتها "
حينها وضعت كفيّ بجيوب بنطالي و عكرت حاجبي مجيبا
" أنصحك بنسيانها "
فرد بطريقة ساخرة
" لما ... هل هي امرأتك ؟ "
و بنبرة عدوانية أكثر أجبته
" أعتقد أن هذا ليس من شأنك سيد لي "
انزعجت ملامحه أخيرا و تحدث بنبرة أكثر جدية
" سيد بيون أعتقد أن هناك سوء تفاهم "
لكنني قاطعته
" لا يوجد أي سوء تفاهم ... يون ليست متاحة لا لك و لا لغيرك "
رسم بسمة جانبية مليئة بالتحدي حينها ثم أومأ و اقترب ليربت على ذراعي
" ما رأيك أن نذهب للشرب ؟ سمعت أنه عيد ميلادك السادس و الأربعون "
حدقت بكفه التي تربت على ذراعي ثم رفعت نظراتي نحو نظراته لأجيبه
" العمل لم ينتهي بعد سيد لي "
" اذا سوف أمر عليك بعد العمل و نذهب ... "
قالها و غادر و أنا بقيت واقفا هناك ، شعرت بالنار تأكل قلبي بغضب فالتفت نحو المكتب و فجأة صرخت راميا كل ما عليه على الأرض راكلا الكرسي
" اللعنة ... "
تنفست بقوة و لم يجرأ أحد على طرق الباب أو دخول مكتبي ، من يتجول حولي الآن سوف أنسفه و لن يهمني شيء
جلست وسط مكتبي الذي بات مثل ساحة الحرب التي عاثها جنودها دمارا فمر باقي يومي ، بينما مشاعري تحرق صدري كنت هادئ كالبركان الخامد من الخارج
ضممت كفيّ معا أسند ذراعي على المكتب لأسند جبيني على كفيّ ، أغمضت عينيّ فظهرت صورتها مبتسمة ، ظهرت عينيها تلك التي أجرمت بحقي فنحرني بجفونها و اعتقلتني داخل أسوارها
و الآن بت أسيرا بين جدران سجونها
تعذبني باهتمامها ثم تتهمنني باهمالها
أنا ذلك الرجل الذي صرح كثيرا أنه لن يخضع لقانون المشاعر ، أشهرتُ كفري بدين القلوب بينما قلبي تصوف في محراب سري
اتخذت نهج التقوى بدون حتى أن أشعر فجاهرت بالمعاصي بينما تعبدت بعيدا عن الأعين
و كلما كانت هي واقفة قريبة مني لا يفصل بيني و بينها سوى مشاعر تؤمن بها وحدها لاح في الأفق خطر محاكم التفتيش
أخاف أن أصلب و تهمتي أنني آمنت بها و كفرت بوطني ... خنت قائدي و مبادئي عندما هي صنفت نفسها محور حياتي ، كانت كذلك منذ وقت و الآن فقط أدركت أنني من جعلتها كذلك بدون أن أشعر
تمام الساعة السادسة حملت حقيبة أوراقي و هممت بالمغادرة و عندما سرت قليلا في طريقي توقفت بجانبي سيارة لي الحقير
ابتسمت بغضب عندما لم أتوقف و سائقه فتح الباب لينزل و تبعني يسير بجانبي
" بيون "
حينها فقط توقفت ثم التفت ناحيته ، ملامحي معكرة و هو ابتسم يخبئ الغدر
" لقد حجزت لنا طاولة "
" لا يهمني أن أحتفل "
" لكن أنا يهمني ... يهمني أن أحصل على يون "
فأجبته بثقة
" لن تحصل عليها "
" لنتحدى بعضنا ... إن حصلتَ عليها سوف أتخلى لك عن أسهمي في شركة الالكترونيات و إن حصلتُ أنا عليها سوف تغادر هذه البلاد "
حينها ابتسمت بجانبية و اقتربت أكثر منه
" قل أنني أنغص عليك حياتك "
" من جميع الجوانب بيون ... و يون هي سبيلي الوحيد للقضاء عليك كما أرى "
" أنت ستخسر بالتأكيد "
قلتها ثم التفت و غادرت ، سرت في الشوارع القريبة و من شدة غضبي تجنبت حتى رؤيتها من بعيد ، بسببها تمكن هذا الحقير من تحديّ و أنا لا أريد أن أفرغ بها غضبي
أنا رجل لا أقبل المشاركة حتى في حديثي ، عندما أتحدث أحب أن يصغي لي الجميع بدون أن يقاطعني أحد فمابلك بامرأة تعودت سماع نبضاتها قريبة للغاية و لي وحدي
في حانة قريبة أنا جلست و طلبت بعض الشراب ، وضع النادل الكأس أمامي و أنا ضممته بكفي محدقا به طويلا بدون أن أرتشف منه ... أشعر أنني مقيد فجأة و لكن مستحيل أن أسمح له أن يأخذ يون مني
على جميع الأصعدة علي أن أفوز بها ، علي أن أربطها بي و لو عنى ذلك أن أمنحها مكانا في حياتي و أوهم الجميع أنني غارق فيها ، ذلك لن يكون وهما لأنني هنا الوحيد الذي يوهم نفسه أنه يسيطر على نفسه
بعد أن تأخر الوقت شربت ما كان في كأسي دفعة واحدة ، وضعت ورقة نقدية على الطاولة ثم غادرت عائدا للمنزل ، أحمل مظلة سوداء اشتريتها في طريقي سائرا تحت المطر ... و بين خطوة و الأخرى أسمع خطواتها تسير معي بذات طريقي و عندما ألتفت محدقا بها لا أجد أنها مبللة ... تبا لك أنا حتى لم أشرب كثيرا لكي أعتقد أنني ثمل
واصلت سيري و عندما شارفت على الوصول وقفت على بعد عدة خطوات عندما رأيتها هناك تجلس القرفصاء ، تضع صندوقا بحضنها و وضاح أنه يجعلها غير مرتاحة بينما تحاول تدفئة كفيها بالتداول
غضبي تأجج أكثر داخلي و تقدمت حتى وقفت أمامها فاستقامت هي و رسمت البسمة على ملامحها ، كانت مبتهجة برؤيتي و قلبي كذلك كان سعيدا بتواجدها قربي بمبادرة منها
هل قلت سابقا أنني أكره الاهتمام ؟ اتضح أنني أحبه و هو مقدم بكفيها هي لا غيرها
رغما عني عاملتها بجفاء و هي غادرت راكضة بحزن ، أحتاج لمزيد من الوقت يا يون حتى أرتب أولوياتي ... أنتِ أو مهمتي ، أنتِ أو وطني
و كثيرا ما رجحت كفة الأوطان يا وطني و موطأ قلبي
أخذت الصندوق الذي تَركتْه ُوراءها و مضلتها التي تحمل من ألوان أوراقها الزاهية
دخلت المنزل و جلست بدون أن أبعد معطفي ، كل ما فعلته أنني وضعت الكعكة أمامي و شعرت بأن هناك نار تأكلني ، كيف سأنقذها و أخدم وطني ؟
مرت ليلتي مستلقيا على أريكة مفكرا بالطريقة التي ستمكنني الاحتفاظ بها و بذات الوقت تقديم الملف للشمال ، مستعد لصنع بعض الأسرار و المخاطرة ... مسعد لفعل كل شيء شرط أن تكون لي و امرأة تسمى باسمي أنا
أسبوع آخر طواه الزمان مررت خلاله كل يوم على المتجر ، كنت أقف و أحدق به لكنها لم تكن متواجدة ، توقفت عن المجيء و هذا لا يعني سوى أنها حزينة بسببي ... بسبب أفعالي و مشاعري المتطرفة
إنها السبب ، لو لم تخدعني و تستوطن قلبي ما رأت شدتي عليها
كنت عائدا مساء هذا اليوم من المصنع عندما صادفت السيد بارك في طريقي ، توقف عند رؤيته لي فاقتربت منه
" مرحبا سيد بارك "
" أهلا بيكهيون "
" كيف هي صحتك ؟ "
" جيدة شكر لك ابني "
قالها مربة على كتفي ، رمقني بنظرة غريبة و بسمة بشوشة لم يتخلى عليها يوما ، رفعت نظراتي من على كتفي نحو نظراته فأشار خلفه
" اليوم يون عادت للمتجر و قالت أنها سوف تقفل وحدها "
لم يسمح لي بالرد عليه عندما سحب نفسه مغادرا و أنا وجدتني أقف هناك لا أعلم ما الذي سوف أفعله
أنا أريدها و قررت مصيرها فعلا و لكن أولا علي مسح مواقفي السيئة السابقة ، لست ذلك الرجل الرمنسي الذي سيحمل باقة ورود و يركض لها
لست من سيحسن قول آسف ، كلمات الاعتذار تجرد منها قاموسي و لغتي اكتسبت مفردات الأمر لا غير
خصوصا أمامها أجدني غير قادر على رفع راية الاستسلام نهائيا
شددت بكفي على حقيبتي و سرت في طريقي و عندما اقتربت من المحل رأيت النور فكانت داخله تتحرك بنشاط بينما تعمل على بدلة رمادية ، كانت تحمل الابر على وسادة تضعها على معصمها بينما شريط القياس حول رقبتها حينها ابتسمت عندما لاحت فكرة برأسي
خطأك أنك وقعت بحبي و ذنبك الأعظم أنك سحبتيني إليكِ
اقتربت ثم أمسكت بمقبض الباب و فتحه حينها التفتت راسمة بسمة مستعدة للترحيب بالزبون و لكن بسمتها تلاشت و عينيها لاحت فيها الدموع بمجرد رؤيتها لي
شدت على كفيها و بسرعة التفتت نحو البدلة التي كانت تعمل عليها ، اقتربت منها و قررت تجاهلي خلفها و أنا تحدثت
" هل السيد بارك هنا ؟ "
فردت بصوت جاف
" لقد غادر ... "
حينها اقتربت من المقاعد التي تتوسط المحل ، وضعت حقيبتي ثم أبعدت معطفي الثقيل ، وضعته هناك ثم سترتي
" قدمت من أجل تفصيل بدلة جديدة "
حينها التفتت ناحيتي لترد ببرود
" جدي لن يعود اليوم لذا يمكنك أن تعود له غدا "
" لكنني لست هنا من أجله "
عكرت حاجبيها و أنا واصلت حديثي
" أعجبني عملك و أريدك أنت أن تعملي عليها "
حينها عادت تلتفت و تحدثت
" يمكنك أن تخبرني عن المواصفات التي تريدها و متى تحتاجها و أنا سوف أجهزها "
ابتسمت رغم الاستفزاز الذي أشعر به من طريقتها ثم فتحت ذراعيّ و تحدثت
" ألن تأخذي قياساتي ؟ "
فالتفتت ترمقني ببعض الاستخفاف
" أنا أعرفها بالفعل ...هل نسيت البدلة السوداء ؟ "
لكنني أجبت بانتصار
" لقد زاد وزني و تغيرت مقاساتي و أنت مرغمة على أخذها من جديد "
لمحت الغضب يشتعل بعينيها و تركت ما كانت تفعله لتتقدم من طاولتها التي تضع عليها أشياءها ، حملت دفترها و قلما ثم تقدمت ناحيتي
وضعتهم على الطاولة بجانبنا و أنا حاصرتها بنظراتي فتهربت هي منها ، كانت عابسة و ملامحها تبدو حزينة ، أعلم أنني السبب لكنني عاجز عن الاعتذار ... سوف أحتفظ به لوقت لاحق
بسطت ذراعيّ من جديد و هي أخذت شريط القياس من حول رقبتها ، اقتربت مني لكن كانت حريصة أن تبقى بعيدة بقدر يجعلني غير قادر على الشعور بأنفاسها الناعمة
ابتسمت عندما وضعته حول صدري ثم عكرت حاجبيها و رفعت نظراتها ناحيتي
" إنه ذات القياس "
" هل تحفظين قياساتي ؟ "
عبست بغل ثم تجاهلتني و حاولت أخذ قياس خصري حينها تقدمت نحوها خطوتين أكثر فرفعت نظراتها ناحية نظراتي و أنا تجرأت كفي و احتضنت وجنتها فمتلأت عينيها بالدموع وهمست
" هل أنت غاضبة مني ؟ "
لم تجبني لكن الدموع تكاثفت داخل عينيها ، حتى صدرها تحرك بسبب أنفاسها المتوترة و الغاضبة مني و أنا رفعت كفي الثانية محتضنا وجنتيها معا ، حركت ابهاميّ على وجنتها فحاولت ابعاد كفي عندما وضعت كفها عليها و نبست بهمس فيه نبرة البكاء
" أرجوك بيكهيون "
نزلت دمعتها بسرعة عندما هربت منها و أنا قربتها مني و قرب أنفاسها رددت
" عليك أن تفهميني يون ... عليك أن تدرسيني فأنا منهاج صعب للغاية "
رفعت نظراتها المبللة نحو عيني و أنا لم أتمكن من مقاومة المد الذي يسحبني نحوهما فاقتربت مقسما أنه لا شيء سوف يرديني عن شفتيها
و بالفعل كان لي ذلك عندما تذوقت طعمهما و هي تمسكت بقميصي ، قبلتها كأنني لم أقبل امرأة من قبلها ، فالمرأة التي تحفر نفسها فينا ليس هناك قبلها و لا بعدها
و يون ليست أي امراة ، انها زهرتي الغالية ، وردتي التي سوف أضمها بكفيّ حتى لا تسقط أوراقها
نهاية الفصل العاشر من
" الحرب المنسية "
إلي وده يبوس بيكهيون يصف بالدور هههه
طبعا الفصل كان مرضي لذا أمطروه حبا و اهتماما و ضعوا اصواتكم عليهم بالاضافة لتوقعاتكم
و إلى أن نلتقي مرة اخرى كونوا بخير
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro