الفصل السادس
مرحبا بكل قارئاتي الغاليات
فصل اليوم سوف يزيل كل الغموض الذي يلف شخصية بيكهيون
استمتعوا بدون أن تتجاهلوا التصويت
*
رجل صرف كل مشاعره على وطنٍ اعتقد أنه سوف يزهر يوما، لن يكون برصيده سوى الديون
ما بقي في القلب، ليس أكثر من بقايا لن تُمكن أحد من العيش داخله ، أرض جافة قاحلة ضربتها المجاعة ، لا أريد أن أقدم شيء و بالتالي لا أريد التلقي و لو كان مجرد نظرة فهي سوف تزعجني بذلك القدر من الاهتمام الذي تلقيته
منذ زمن و أثناء الحرب كنت أؤمن أن للحرية ثمن و مهما كان غالي علينا تقديمه في سبيل هذا الوطن ، أحلامي كانت مثل أحلام الجميع كبيرة و غير محدودة ، إلا أن كل شيء تغير عندما تم اقتسام هذا الوطن و نحن تم تقسيمنا لجبهتين متناحرتين
و من وقتها بات لا شيء يهمني
لكنني مدين لذلك النظام الذي فتح لنا أعيننا على السوء الذي يحدث على جزء من أراضي هذا الوطن
كذبوا على العالم و أخبروهم أنهم انتصروا و لكن نحن من انتصرنا عندما تمكنا من ردّ العدو عن أرضنا ، بل عن جزء من أرضنا ، ذلك الجزء الذي اقتطعوه لنا
قد يعتقد الكثير أنني مجرد رجل بسيط ، رجل حصل على وظيفة مرموقة و تم منحه الجنسية الكورية الجنوبية لأنه ولد في مكان دون الخط 38
رجل يعيش حياته بهدوء و سكينة
أنا تعودت أن أحلق دائما خارج السرب و كل ما يروه هو ليس سوى تمويه ، قد يكون أبي سعى له ليضمن لي حياة مختلفة عن حياته و لكنه لم يعلم أن قناعاته تزعزعت بينما قناعاتي زادت صلابتها
حذرته كثيرا من أفكاره التي باتت تسيطر عليه و لكنه أصرّ أن ما كنا به خاطئ و أنه علي التوجه نحو الجنوب لا إلى الشمال ، فعلت ذلك مرغما بعد أن انتهيت من دراسة التخصص الذي اختاره لي في ألمانيا الشرقية ، ببعض الطرق الملتوية تمكنت من دخول الجنوب و قدمت لهم ولائي
تواصل معي رجال كيم أكثر من مرة و أنا كنت على بعد من الموقفين ، شمالي أم جنوبي
في النهاية اخترت الشمال بدون أن أخبر أبي و تمت زراعتي هنا في الجنوب و انضممت لقوات الشرطة السرية، و هي شرطة متخصصة في القبض على المنشقين و الهاربين من الشمال و اعادتهم لكي ينالوا عقابهم ...... في النهاية و بطريقة ما حققت ما سعيت له
الكثير من الهاربين يلجأون للعمل في المصانع و نحن نتتبعهم ، نمهلهم الكثير من الوقت حتى يشعروا بالأمان و يطمئنوا أننا بعيدين عنهم و لا نعرف أي شيء عن تحركاتهم ، نربطهم بنا بعلاقات مختلفة هي أنواعها ثم نوجه ضربتنا القاضية في الظلام و عندما يفتحون أعينهم لن ينفع الندم و لا حتى التوسل
الآن أنا برتبة ضابط و منذ ثلاث سنوات أوكلت لي مهمة اعادة كيم يون لكي تنال عقابها لتجرؤها و مغادرة البلاد نحو الجنوب بعد الخيانة الكبيرة التي قام بها العقيد كيم
و ما يجعلني مصرّا على النجاح في هذه القضية و لو طال أمدها هو انتقامي الشخصي، فمن راح ضحية خيانة العقيد كيم هو أبي العقيد بيون ، كان أبي يحاول ايجاد طريقة ليخرج من الشمال و هذا ما حذرته بشأنه كثيرا إلا أنه لم يصغي و تم اغتياله من طرف صديقه الذي غدر به ، لقد كان هو من زرع برأسه فكرة الخروج من هناك ثم سحب من تحته البساط
بعد أن أحقق انتقامي و أعيد ابنته إلى الشمال فقط سوف أرتاح و أقدم علمي و عملي لوطني بدل الجلوس هنا و رؤية كيف تقتحم أمريكا كل منزل و كل عائلة و تخرب ما تبقى ... سوف يأتي يوم و نسترجع ما أخذ منا و نوحد أرضنا و نمسح كل أثر لأمريكا
دخلنا إلى الحفل المقام على شرف نجاح شركة سامسونغ في اقتحام السوق الدولية و خطوتها الأولى نحو العالمية
كانت هي تضع كفها بذراعي بينما تحمل بكفها الأخرى حقيبة ذهبية اللّون ، ثوبها كان شديد الخضرة جزء منه عاري و هذا لم يعجبني ، لقد تنصلت من ثقافتنا و هاهي تحذو ، حذوَ غيرها
ربما الآن توضح موقفي و سبب تقربي منها ، سوف أفعل أي شيء حتى أعيدها للشمال و أنتقم لأبي و وطني الذين تمت خيانتهما
تم الترحيب بي لأنني أحد المهندسين الذين ساهموا في هذا النجاح ، لم لم أكن مجبرا فقط ما كنت قدمت كل هذا النجاح في غير مكانه ، قُدم لنا الشراب فأخذت هي كأس النبيذ بدون تردد حينها أنا حدقت بها معكرا حاجبي بانزعاج
شكرت النادل الذي كان يحمل الصينية ببسمة و هذا جعلني منزعجا أكثر ثم التفتت لي فرأت ملامحي المتجهمة و أنا حينها أخذت كأسي من الصينية و حدقت بالنادل بنظرات قاتلة ... ابتعد فورا و هي تحدثت بعد أن تجاهلتُ النظر إليها
" سيد بيون "
رفعت الكأس الي و ارتشفت منه القليل لتتساءل هي
" أنا لم أتعرف على اسمك الكامل بالرغم من أنني قبلت دعوتك للحفل "
فأبعدت الكأس مجيبا
" بيكهيون ... بيون بيكهيون "
قلتها محدقا بها فابتسمت و يبدو أن تلك الحالة التي انتابتها في السيارة قد تخلصت منها ، مما استطعت معرفته عنها من خلال مراقبتها عن كثب و لمدة طويلة ، أنها شخص لا يحتفظ بالسوء طويلا و لا ترى في المشاعر السلبية ملجأ طويلا
قدمت كفها ناحيتي بعد أن أمسكت بحقيبة يدها باليد التي تمسك بها الكأس ، لأنها صغيرة كان ذلك سهلا
حدقت بكفها الممدودة نحوي و هي ابتسمت
" لنتعرف من جديد ..... تشرفت بمعرفتك بيكهيون أنا يون "
ابتسمت بسخرية و تركت كفها معلقة عندما وضعت كفي بجيبي و الأخرى التي تمسك الكأس رفعته بها أرتشف منه فتذمرت
" بيكهيون لا تترك يدي معلقة فهذا ليس تصرف رجل نبيل "
التفت نحوها بهدوء و رمقتها بحدة لكنها لم تهتم و تركت كفها معلقة و عندما حدقت حولنا و رأيت بعض العيون تلقي باهتمامها الينا سحبت كفي من جيبي و قربتها لها
اتسعت ابتسامتها بمجرد أن لمست كفها و حركتها
" تشرفت بمعرفتك بيكهيون "
" أرى أنك أزلت الكلفة سريعا آنسة يون "
حينها رفعت كتفيها باهمال مجيبة
" أنت رفعتها عندما دعوتني للحفل "
ارتشفت من كأسها ثم حدقت حولها و أنا قربت الكأس مني ، بدأ الغضب يسيطر علي و هذا شيء سيء فأنا أمام المهمة التي سوف تضمن لي العودة لأرض وطني و نجاحها يعني انتقالي إلى مستوى آخر
مرّ بعض الوقت كانت هي تتابع بشغف عزف الفرقة ، ترسم بسمة صغيرة على شفتيها و الأحمر الصارخ الذي يلونهما يجذب أنظار من حولنا فالجميع كانوا يمرون بجانبنا ملقين نظرة عليها ، حتى هناك من رفع كفه رافعا خصلاته راسما بسمة لكنها وجهت كل اهتمامها للموسيقى و نسيت أن تولي ما حولها اهتماما
وجتدني أراقبها و لكن ليس كما يجب علي ، بل وجدتني أركز حتى في حركات أناملها على كأسها ، بدت مستمتعة بالفعل و سعيدة بذلك ، في تلك اللحظة التي رأيتها سوف تلتفت ناحيتي غيرت وجهة نظراتي ، لم يطل الأمر حتى اقتربت طالبة أمرا مجنونا بالنسبة لي
" بيكهيون هل يمكننا أن نرقص ؟ "
فرسمت بسمة ساخرة منزعجة للغاية و التفت لها واضعا كأسي على الطاولة القريبة منا
" آنسة يون "
و ردت ببسمة
" يمكنك أن تناديني بيون ..... حتى لا يكون الوضع غريب بينما نرقص "
حينها عقفت حاجبي مجيبا
" من أخبركِ أننا سنرقص ؟ "
" اذا لما دعوتني للحفل ؟ "
" لأن الجميع لديهم رفقة و كان من المهمة أن أُحضر رفقة معي "
حينها بغضب أجابت
" قل أنك كنت تريد امرأة تلعب دور الدمية و فقط "
وضعت كأسها بغضب عى الطاولة محاولة المغادرة حينها بسرعة أمسكت ذراعها و سحبتها نحوي ، باتت قريبة و بعينيها تلك هي رمقتني بنظرة ... تبا لها
" أين تظنين نفسك ذاهبة ؟ "
خرجت كلماتي بسخط من بين أسناني و هي وضعت كفها على كفي التي تمسك بذراعها العاري تحاول ابعادها عنها
" إلى الحمّام سيد بيون "
لا تزال نبرة الانزعاج تملأ صوتها و أنا تركتها لتترك كفي آثارها على ذراعها
انصرفت و أنا شددت على كفي محدقا بها حتى اختفت حينها أخذت كأسي من جديد و عندما قربته مني نبست بغل
" ماذا تحسب نفسها ؟ "
و بينما أنا أحاول أن أهدئ من ثورتي الغاضبة اقترب مني السيد لي ، أحد أبناء مؤسس شركة سامسونغ و المسؤول عن الفرع الالكتروني ، ابتسم بوسع و قدم لي كفه
" مرحبا سيد بيون "
خلعت عني ملامح الانزعاج مرغما و ابتسمت ، ما أجنيه هنا ليس فقط لكي أعيش بل أقدم جزء كبيرا منه لوطني ، لقد تعلمنا أن نفني أنفسنا لهذا الوطن حتى يُبنى ، تعلمنا أن لا شيء و لا أي أحد يستيطع أن يغير من قناعاتنا حتى يغرس بنا قناعاته ... سوف يأتي يوم و نوحد هذه الأرض
" أهلا سيد لي "
" أرجو أنك مستمتع بالحفل ... "
" أجل "
" و لكن مالي لا أراك ترقص ... الجميع فعل حتى أبي العجوز "
قالها بمزاح فوسعت من بسمتي فقط ، فعلا لا أشعر برغبة في الابتسام و لا بالضحك
" ربما لا تملك رفيقة ؟ "
و قبل أن أوافقه حتى يتركني و شأني رأيتها قادمة و لا يزال العبوس مسيطر عليها ، لقد رفعت كفها لترفع خصلاتها عند مقدمة شعرها و هذا جعل مني أشرد لحظة في التحديق بها فالتفت السيد لي نحوها ثم عاد يحدق بي و أنا انتشلتني من الشرود بسرعة مشيرا لها
" انها رفيقتي "
" جميلة جدا "
شددت على كفي و عندما وصلت هو التفت لها فكنت مضطرا لتعرفيه بها
" يون هذا السيد لي ...... مدير فرع الالكترونيات لسامسونغ "
ابتسمت له و أنا واصلت تعريفهما
" و هذه الآنسة بارك يون "
مدّ كفه إليها فبادلته و لكنه أبى ترك كفها ليرفعها له و قبل ظهرها
" هل تسمح الآنسة يون أن تشاركني رقصة ؟ "
حينها التفتت ناحيتي ، تملكني الغضب و أشحت بنظراتي بعيدا ، ما الذي تتوقعه مني ؟
أن أرفض مثلا ؟ هذا سيكون بعيدا حتى عن أحلامها
وضعت كفي معا بجيوبي حينها متجاهلا نظراتها لكنني بعد برهة رأيتها تضع حقيبتها على الطاولة و وضعت كفها بكفه التي مدها نحوه و هاهي تسير معه نحو حلبة الرقص
حدقت بهما و كيف هو ضمها له بحجة الرقص ، سمعت كثيرا عنه ، إنه رجل لعوب يغير النساء مثلما يغير بذلاته ، مضت الألحان و هما تحركا مثل الجميع إلى تلك اللحظة التي قرب وجهه من وجهها و كفه التي كنت على ظهرها بسطها أكثر و حركها حتى كاد يصل لكتفها العاري حينها مرغما وجدتني أدفع خطواتي نحوهما بعد أن وضعت كأسي على الطاولة بقوة
يون صيدي أنا
وصلت فوقفت بقربهما و هي توسعت عينيها بينما تحدق بي بدون أن تتحرك فالتفت لي حينها ابتسمت له و مددت كفي
" أظن أنه حان الوقت حتى أستعيد رفيقتي منك سيد لي "
بضحكة صفراء هو ابتعد و قدم كفها لي فأمسكت به و سحبتها لي ، ضممت خصرها مقربا اياها مني أكثر ، وضعت هي كفها على كتفي و الأخرى شددت عليها بكفي فرفعت نظراتها نحوي
" ما الذي كان يقوله لك السيد لي ؟ "
فردت ببساطة
" لم يقل شيء "
" هل أنت واثقة ؟ "
" سيد بيون هل تستجوبني ؟ "
" بيكهيون ... و أنا فقط أحاول تحذيرك أنه رجل لعوب يهوى اللهو مع النساء "
لم تبعد نظراتها عن نظراتي ثم نبست ببعض الغربة
" و ما الذي يدفعك لتحذيري ؟ "
" لأنني مسؤول أمام أمك ... أم نسيتي تحذيراتها ؟ "
كأنها تعلقت بحبل واهي للتو و أنا قطعته فعبست من جديد و قربت نفسها مني ، حتى وضعت فكها على كفها التي تضعها على كتفي و أنا وقتها شعرت بالانتصار ، كلما باتت عينيها أكثر حزنا شعرت ببعض الراحة
طريدة و صياد هذا ما يجب أن تكون عليه علاقتنا ليس أكثر و لكن هاهي تفسد علي متعة نصري عندما سحبت نفسها مني ، سحبت كفها من كفي التي تسمكت بها بدون حتى أن أدرك أنني فاعل ذلك و نبست بصوت هادئ حزين
" هل يمكننا أن نغادر سيد بيون ؟ "
رفعت تلك اللحظة نظراتها نحوي و أنا أجبتها بجمود
" حسنا "
سرنا نحو الطاولة فحملت حقيبتها ثم اتجهنا للباب أين أخذنا معاطفنا و غادرنا و ما إن أصبحنا خارجا و بمجرد أن لمحت السيارة متوقفة هي توقفت و مدت كفها لتمسك بكفي و توقفني
التفت لها محدقا بعينيها ثم بكفها و عندما طلبت برجاء أنا عدت لعينيها ...عينيها البريئة و العميقة
" هل يمكننا أن نسير و نستغني عن السيارة ؟ "
" هل هناك شيء ؟ هل أزعجك السائق ؟ "
إلا أنها نفت و بسرعة و بتوتر أجابت
" لما سيزعجني بينما التقيته توا ؟ "
فأومأت لها
" حسنا لنسير "
أشرت للسائق أننا سنذهب لوحدنا ، باشرنا سيرنا في الطريق و ما هي سوى ثواني حتى مرت السيارة من جانبنا و هي التي كانت تسير متخلفة عني بعدة خطوات توقفت فالتفت لها
" هل هناك شيء ؟ تبدين متوترة "
لكنها نفت و زاد العبوس على ملامحها ثم مدت كفها ناحيتي
" هل يمنك أن تمسك كفي و نسير ؟ "
زادتني حركتها انزعاجا فبررتْ بسرعة
" هناك ما يخيفني "
" أنتِ لستِ طفلة "
" من أخبركَ أنني خائفة من الظلام ؟ "
نهاية الفصل السادس من
" الحرب المنسية "
توضح لما هو اصر ان يأخذ يون و رغم تزمته و بروده هو من تقدم و طلب أن ترافقه للحفل
من هنا سوف نبدأ المغامرة فكونوا مستعدين و كثفوا من الاصوات حتى ننشر اكثر من فصل باليوم
كونوا بخير و سلام يا الغاليين
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro