كنتُ صخرة عظيمة وسطَ ساحل الزَّمن، لا تتقدَّم ولا تتأخَّر، بينما الأيَّام تتسابقُ على التحطُّم مثل الأمواج. ما تزال مهجتي عالِقة في ذات النُّقطة من الماضي، الوقت يرحل دون أن يحزمني معه، رغمَ أنَّه لم يفرِّط في جسدي، إذ انجلت عليه علامات الكِبر.
النِّسيان صعبٌ على رجلٍ ذو ذاكرةٍ عميقة مثلي، لا يسعني طردُ أيّ حدث صنع فيّ أثرًا منها، كذلك لا تستطيع الأحداث تسلُّقها، لطالما كرهت التَّغيير، وواجهت صعوبةً في التأقلم، عانيت كلَّما نُقل مكانُ عملي إلى آخر، وواجهت وقتًا عصيبًا في محاولة الاندماج مع أشخاصٍ جدد، يتحدّثون لكنة تختلِف عن لكنتي، ومحيطٍ غير مألوف، فكيفَ قد أنقذ ركامي، وأبني حضارةً أخرى وآخر تغيير طرأ دمَّر دواخلي، كيفَ أستغني عن حبّ لم يفارق الحياة، حينما فرَّقت بين طرفيه!
غضبي كانَ مبرَّرًا، ولكنّه انصبّ على الشّخص الخطأ، بالنِّهاية هي لا تعلمُ أيّ شيءٍ عنِّي وما سألت إلَّا لتشفيَ فضولَها، أعترف أنِّي بالغت في انفعالي قليلًا. حينما أشرقت الشَّمس اصطحبتُها إلى الثَّانويّة، كانت الأجواء بيننا مشحونَة، بين اعتذارٍ لن يولد، وبين غضبٍ طفوليّ لن يخمد، ركنت السيَّارة أمام البوّابة ثمَّ اتَّجهت إلى مركزِ الشُّرطَة.
-
كَان رجلًا لا مشاعر تضجُ دواخله ما زادنِي يقينًا هو تهجمه علي بيزنطِي الطّريقة ومُرعب التَّعابِير والنّبرة ، اعترِف ماكان علي سؤاله أو اِتّبَاع فضُولي لكنِّي كمستكشفٍ عطش بأرضٍ مجهولة أراضِيها وعلى مَايبدُو كانت ضرِيبَة إبن الفضول لدّي باهِضٌ ثمنُها؛ عزمتُ على تجَاهُله وما أزعجَ ذاته في صرفِ مُجرَّد اِعتذار عقيم من سجنِ شفتيه، رجلٌ عديم المشاعِر بحق.
بعدَ رحلِة التّوصيل الصّامِتة للثّانوية غادرتُه نحو حصصِي بهمٍ مُثقل وغضبٍ لن يلينَ مهمَا فعل ذلك المدعُو بيكهيون ولستُ أتامَّل منه الكثير بالفِعل، مرَّت نصفُ حِصصِي الأولَى مديدَةُ السَّاعات اِستنزَفت بها طَاقتِي وما تبقَى من ثبَات مُهجتِي خصوصًا بعدمَا لاحظتُ اِختفاء مينغِي طوال الفترة الصبّاحِيّة.
دقَّت أجرَاس الإِستراحَة لتفرُغ معهَا الحجرات من الطُلاّب، راقبتهم بنظراتِي كيف يتدافعُون نحو باب الخُروج صائِمة عن الحديث بينمَا ملامحِي جامدَة للحدِّ الذِّي جعلنِي اتخيّلُ ندفات من الثَّلجِ ترقُد أعلى ملامحِي ولكن من يكترِث.
كنتُ تلك الطَّالبة الصّامتة الجامدةُ عن الحديث والتَّفاعل عدا سوجين من كانت لهَا الأحقيَّة في جعل شخصِي الحقيقيّ يظهر وروح الطِّفلة المُزعجة بداخلِي تُزهر، بعد فُقدانِها تلك الزَّهرة التِّي كُنت عليها قد ذَبلت كحال بسمتِي التِّي ماعادت ظاهرة للعيان بعدَما كُنت أسرف في إظهَارهَا مُسبقًا، لقد غدوتُ وحيدَة.
تناولتُ وجبَة غذائِي وحيدة مُذ غادرت مُؤنِستِي ثُم هممتُ بحملِ صينيَة طعامِي لاتخلّص منهَا عندَ المكان المخصص لذلِك ثُمَّ غادرتُ أعود أدراجِي نحو صفوفِي المُتبقيَّة بروحٍ خامِلة واِنزعاجٍ سامرنِي منذُ الصَّباح، كُنت شارِدة الذِّهن أفكِر بذاكَ المُحقق المُتحجِّر بينمَا أسيرُ وسطَ الرِّواق المُؤدِي للسَّلالِم التِّي تقود لحجراتِ الدُّروس أين أدرُس في الدَّور العلويّ.
لحظَة من الصَّمت تابعهَا شهقَةٌ مُتفاجِئة إِثر سحبِي لإحدَى زاويَا الممرِّ بِقُوَّة لم ألبَث ارفعُ صوتِي حتَّى ضاع من حُنجرَتِي عندمَا وقعت نظرَاتِي على خَاصّة مينغِي الذِّي بدا غاضِبًا من تقطيبَة حاجبيه البارِزَة واِحتِدامِ خطِّ فكِّه، حاولتُ التَّملُص بينمَا أحادِثه بعتابٍ حاد.
«اِبتعِد عنِّي، ما الذِي تُريده منِّي؟»
سخرَ باسمًا ثمَّ ما توقف حَتَّى قرَّب وجهه نحوي مميلاً إيَّاه بينمَا يُناظِر ملامحِي وقد رأَيتُ شرار الخطرِ يتطايرُ من محجَريه، تريثَ ثمَّ أطلَق حديثَه عابِثًا.
«كيف سوّلت لكِ نفسكِ ذكرُ اِسمي ضمن تحقيق الشُّرطة؟ ظننتكِ جبَانة كفاية كي تُغلقِي فاهكِ دونمَا التَّطرّق لأساليبكِ الرَّخيصة هذه.»
حاولتُ الإبتعَاد ثُمَّ المُقاومَة وجه بطشِه بينمَا تنفسي وصوتي قد زادت وتيرتهمَا ولستُ المُذنبَة كونِي تحت قبضَة من كان المسؤول علَى موتِ صديقتي الوحِيدة والمُقربة لذا كُنت مشبعة بالمشاعر المُتداخلة وما أردتُ إظهار خوفِي أمامه حقًا.
«لا تُفكر في الإقتراب أكثر، أنت هو الرّخيص والجبان هُنا ولستُ أنا.»
تقهقرتُ للخلف حينمَا قبض على فكِي بينمَا ملامحه لا تُبشر بالخير ونسبَةُ غضبه قد زادت نفثَ من بين أنفاسِه تهديدًا.
«إن فكرتِي في البوح أكثّر ممّا أقدمتِ عليه سأقتلك ولن أسأل، ستندمين على فعلتكِ هذه وتذكري جيَّدا إن لم تذهبي وتسحبِي أقوالك وشهادَتكِ صدِّقيني سترين مالا يُعجبكِ.»
الجليدُ في مقلتيّ ذابَ، وسالَ على خديّ، شعرت بالأسى على صديقَتي الَّتي أُعدمت بغير حقّ. كيفَ لم يرفّ له أيُّ جفنٍ وهو يُطالبني بتغيير شهادَتي، كأنَّ ضميرَه ما حرَّك ساكِنًا، ليؤنِّبه على فعلته.
عادة أصمت، حتَّى وإن كان الموضوع يخدش سيرتي، ليسَ لشيءٍ سوى لتوفير جهودي من أجلِ نشاطٍ أهمّ من مناقشة بعضِ العُقول المتزمِّتة، ولكنِّي ما استَطعتُ الصُّمود أمام جيشِ الكلماتِ الَّتي أقبلت نحوّ لساني من سويداءِ الحُرقَة، ورغمَ أنَّ الماثل أمامي رجلٌ خطير، تصاعَد صوتي شيئًا فشيئًا، كلَّما موَّلته قضيّتي بالشَّجاعَة.
«أتساءل عن الأفكارِ الَّتي راودتك حينما ماتت على مرأًى منك، هل أحسست ولو بقليلٍ من النَّدم لأنَّك استخدمت لُغة القبضة؟ ألا ينخرُ الذَّنب صدرَك، لأنَّك أزهقت روحًا بريئة؟ ألا تراودك الكوابيس ليلًا، وتجعل الأرق يُلازمك؟ لماذا تتحدَّث كطرفٍ مظلوم رغم أنَّك الظَّالم؟»
«لماذا لا يحترِم الجميعُ أعصابي؟»
نزحَ عنِّي، ولعقَ طرفَ ثغرِه، علمت أنَّه ليس بصدد الرَّحيل، وها هو ذا يلكم الحائطَ الَّذي أستنِد عليه بقبضتِه. خلت أنَّها ستحطّ على وجهي لذلِك أغمضت عينيّ بخوف.
«حبَّذا لو يظلُّ لسانك بجوف فمِك، ولا يُناقِشني في أمورٍ مقضيَّة. إن لم يرِدني أنَّك قد سحبتِ شهادتك فمن المُحتمل أن أُرسلك لزيارةِ سوجين.»
خاطَ الصَّمت فمي، ولكنّ الثَّورة الحقودة في مقلتيّ ما خمَدت، رغمَ نظراته المُحذِّرة. لحسن الحظّ دقَّ الجرس ومنعَه من ممارسةِ نفوذِه عليّ. لم أنتَظر أن يأذَن لي بالرَّحيل، إذ ارتَجلت من تِلقاء نفسي، وما إن انعَطفت حتَّى أسدلتُ ظهري على الجِدار بضعف؛ لا أدري كيفَ حافظت على توازُني أمامَه.
عدت إلى الصفِّ من أجلِ استِئناف الفترةِ المسائيَّة، وما لبثَ طويلًا حتَّى التَحق بي، لمَّا رأيته يخترقُ حيّز الباب بخيلاء طرحتُ بصري على دفترِ الرِّياضيّات، غيرَ راغبةٍ في الاحتراق لرؤيتِه طليقًا، بينَما رفيقَتي تعومُ في نهر الهان على شاكلةِ رماد.
قبل دقائِق من انتِهاء الدّوام كنت قد وضَّبت قرطاسي في الحقيبَة، ليتسنّي لي الفِرار دون أن أضطرّ لخوضِ شوطٍ آخر من الحديث مع مينغي. أنا شخصٌ جبان، تتلبَّسه الجسارة فجأةً ثمّ تتخلَّى عنه، ربَّما لأنِّي وحيدَة، لن يوكِّئني أحدٌ إن كُسرت!
عندما تخطَّيت بوابَة بمسافةٍ معتبرة اندلق صوتٌ مألوف في أذني.
«سنو وايت!»
فتَّشت عنه بينَ مزيج من طلبة الَّذين سبقوني إلى الخارِج، ومن الأهالي المترقِّبين بلهفة.
«على يسارِك.»
سُرعانَ ما وطأتُ مُحيّاه الّذي لا يُحيِّي بل يُودِّع، رغمَ نبرتِه اللَّعوبَة إلَّا أنَّه بدا أجوفَ، كانت مُقلتاه الزّمرّديّتان محتجبتان تحتَ نظَّارات شمسيّة، نافذة سيَّارته السَّوداء مفتوحة، على حافَّتها يستلقي ساعده، بينما أنامله متشبِّثة بسيجارة مُشتعِلة، كأنَّها طوق نجاة، رأيتُ دخّانَها يتصاعَد، آملًا إدراكَ السَّماء، لكنّ الرّياحَ تقطعُ طريقه، ومثلَما شاكست بعضًا من خصلاتي الَّتي لا تصلُ الرَّبطة داعبت شعره البندقيّ المُجعّد.
سرتُ نحوَه وقدمايَ تضربان الأرضَ بعنف، رغمَ أنّه لن يُلاحظ غالبًا، وحينَما وقفت أمامَه جاهرت.
«ما الَّذي تقصده بسنو وايت؟ هل تحاول مغازلتي؟»
عقدت ساعديّ إلى صدري.
«دعني أذكِّرك بأنّي قاصر.»
أخفضَ النّظّارات عن جسرِ أنفِه حتّى برزت عدستاهُ، وعايَنتا مظهري البسيط باستصغار.
«ما الَّذي قد يستَهوي فكري ليختلِق في وصفك غزلًا؟»
أعادَ ضبطَ نظّارته مجّدّدا ثمّ قال مُستهزِئًا:
«نظّفي عقلك الصّغير، ولا تسمَحي للقصص الرّومانسيّة الَّتي تقرئينها بالتَّأثير عليك، سنو وايت.»
عدِيم الشّعور واللّباقة أيضًا، بقيتُ أعاينُه بحدَّة معكرة حاجباي لغروره لكنَّه تجاهَل غضبِي الطُّفولي بنظره وأشَار لي كي أركَب السيَّارة وقد فعلت، شعرتُ به ينظرُ ناحتي ثمَّ نبسَ يُباشرُ القيَادة.
«سننطلق.»
تجاهلتُه موجهَة نظرِي نحو النَّافِذة ثُمَّ راحت ذاكِرتي تسترجعُ علقم أحدَاث اليوم ، ماذا أفعل؟ بدى مينغِي جاد ومصرّ على موقفِه، هل سيتكمن عديم المشَاعر من حمايتِي حقًا؟ نظراتِي توجّهت نحوه من كان يقُود بصمت مُدقع ثمَّ لم أعِي على ذاتِي متَى رُحتُ ضحيَّة تفكِيري وما أزَحتُ نظرِي عن مَحياه إلى أن طالعنِي لجزءٍ من الثَّانية وتحدَّث ساخرًا.
«أين سافرتِي وتفكيركِ سنو وايت؟»
«توقف عن مناداتِي بهذا الإسم.»
عقدتُ ذراعاي ضِدّ صدري نافخة وجنتاي بملل، شيء ما بهذَا الرّجُل يجعلنِي أفكر بما يشغلُ حيزَ تفكِيره ولما يبدُو فارِغًا بقدر ضجَة مهجتهِ وما يُعكرِها من تصادُمات ، لستُ أبرر شحُوب مشاعره أو ثقل ردودِه لكنَّه وبشكلٍ من الأشكال يُشعرنِي بعتمةِ اللَّيل وسكونه.
لاحظتُ طول مسافَة العودَة للمنزل -منزلِه- وما كِدتُ أتحدَّث حَتَّى توقفت السيَّارة و راقَبته يستعد للنُّزول.
«إلى أين؟ نحن لم نعد للمنزل؟»
لم يُزعج ذاته في التَّبرير غير إجابته الآمرة بـ: «إلحقِي بي!»
ترجَلتُ من السيَّارة تاركة حقيبتِي هناك ثُمَّ لحقتُ به على مضض، كُنا على إحدَى ضفاف نهرِ الهان، الجوُ كان منعش ونسماته عليلة نوعًا ما، ذاك المحقق المَغرور لم ينتظر حتَّى قدومِي وهاهو ذا تحرَّك في سبيله كانَّما كُنت غير موجودة.
هرولتُ نحوه حتَّى غدت خطواتنَا مُتماثِلة ثُمّ رفعتُ نظري نحوه من كان يُولي اِنتباهه للمسار أمَامه جامد السّحنَة.
«لمَا أتيت بي إلى هنا؟ على ما يبدو عليك لست من النّوع المُحب للتّسكع خارجًا.»
ظلَّ صامتًا لبعض الوقت قبل أن ينفُث حدِيثه وحدقتيه تبحثُ عن شيء معين أجهلُ ماهيته.
«تسألين كَثيرًا لكن لا بأس الاطفال أمثالكِ سيسكتون حالمَا يتوجب عليهم ذلك.»
«لستُ طفلة ولن أسكُت إن أنت ظللت على غموضك المُزعج هذا.»
اِبتسم بجانبيَّة وذلك زاد من عدّاد اِنزعَاجي، حاولتُ الصَّمت ثُمَّ تذكرتُ أنِّي غاضبة منه من فعلت أمس لكنّ أساليبه المُلتوية جلعتنِي أسهى عن ذلك، صمتُه دومًا ما يجعل الجوّ ثقيل وصدرِي يزداد ضغطه لكنَّه لا يعطِي لعنة بتاتًا.
تعبتُ وأظنّه لاحظ ذلك إذ اِقترح الجلُوس بعد هنيَة عندمَا مررنَا على إحدَى المقاعِد، جلستُ فاردة قدماي متجاهلة إيَّاه من كان يقفُ بالقرب منِّي يطالعنِي بهدوء أربكَنِي.
«ماذا هناك؟»
سألتُ لكنَّه نظر في الأرجاء قبل أن يجيبنِي على مضض.
«أبقي هنا سأعود بعد قليل لن أتأخر.»
تفاجأتُ مخاطبة إيّاه.
«إلى أين ستذهب وتتركنِي هنا وحدي.»
قلب حدقتيه بملل ثمَّ خاطبني ولم تخلو نبرته من السّخرية بين طيّاتها.
«لما أنت خائفة لهذا الحد ليس وكأن أحد ما سيغتالك أو شيء من هذا القبيل، ابقي هنا ولا تتحرّكِي من مكانكِ اِتّفقنا.»
شعرتُ بإستياءٍ عظيم خصوصًا بعدمَا خاطبنِي كطفلة صغيرة لكنّي لم أرفض بل أزحتُ وجهِي للجانِب الآخر دون الإدلاء بكلمَة وقد أخذ صمتِي على أنّها موافقة وغادر تاركا إياي وحيدَة أشاهدُ المارَّة ونهر الهان الظَّاهر من محل جلوسِي.
مرَّة أخرى أقَع أسيرة أفكارِي وذكرياتِي التِّي ما توقفت عن جرفِي بسيولها المريرَة ،كانت سوجِين تحبّ المرور من هنا دومًا وبعد كل دوامٍ مدرسيّ نمرُ على نهر الهان ونستريح قليلاً، لم أشعر متَى اِغرورقت عيناي بالدُّموع إلاَّ لحظة وقوعها باردةً كحُزنِي الدَّفين.
«سنو وايت هل كنت تبكين؟»
أصابنِي صوته المُفاجىء بالهلع لذا سارعتُ في مسحِ ما ظهر من عبرَاتِي وزجرته بنبرٍ مُرتفعٍ ما تحكمتُ به إطلاقًا.
«لست أبكِي أنت تتخيّل فقط.»
لم يعلّق على صوتِي المُرتفع رغامة تقطيبة حاجبيه البارزَة وخشونة نظرته نحوي لكنَّه فضَّل الصّمت على أن يبوخنِي، قدَّم لي كوبًا من المُثلّجات ومن تفاجئي أخذتُه عن يده دون أن أحيد نظراتِي عنه.
هذا غير متوقع من محقق عديم المشاعر مثله، حمحمتُ بينمَا انظرُ لمثلجات بين يدي وبإبتسامة باهتة تحدَّثت.
«شكرًا لك.»
لم يقل شيئا غير أنَّه جلس بجواري يطالعُ المنظر أمامَه بصمت، أظنَّه علمَ أنَّه مخطىء بحقِي وهذا ليس سوى عربونًا للصُّلح بطريقة غير مُباشِرة، لم استطع تمالك نفسِي عندمَا تذوقتُ طعم البطيخ بالمُثلجات تلك هي فاكهتي المُفضّلة ونكهتي الابديَّة لكن سرعان ما لحظات اِستمتاعي طُمِرت عندمَا تحدَّث بهراءه مرَّة أخرى.
«ظننتُكِ كسائر الأطفال تحبين الفراولة لكنّي أخفقتُ في تخميني هذه المرَّة، كلي بروية ستُلوثين نفسك.»
اِنتظرتُ اِنتهاءه من حديثِه المُزعج ثُمَّ حدَّثته بينمَا أشير له بالمِلعقة.
«أظن أنَّ لك هواية إزعاج النّاس من حولك سيّد مزعج.»
«اِزعاج الأطفال أمثالك ربّما.»
هسهست أشتمه بين أنفاسي ثمَّ حشرتُ ملعقة ممتلأة بالمثلجات بفمِي لكنِّي لم أتأثر من برودتها.
«عندما اسميتك سنو وايت ما كذبت.»
«توقف عن اِزعاجِي.»
لكنَّه ما فعل بل واضب على إزعاجِي واِخراجِي عن طوري إلى أن فرغتُ من تناول مثلجاتِي التِّي ما اِستطعمتُ ذوقَها بسببه.
-
يا هلا بالخفافيش 💃💃 الفصل الثاني انتهى وهيك ظل فصلين وتخلص القصة 😳 كامي صعيد لانو تعاون مع جوهرة حياتو 😭👈👉
اي ويل تريجر يو 😂😂
*تقدم المايك لشيراز* 🎤🎤🎤
هلاو جميعًا كيف الحال👀 دخول رايق يسبب حرايق زي صاحبته تماما، المهمز اعطوا القصة ومحققنا الخقة وشوهوا ولا تنسوا طبعًا كامي الفخيمة توماتش لوف وإلا اي ويل رايب يور هيدز كلكم، كونوا بخير ونلتقي في المستقبل -قبلات.-
رأيكم بالفصل!
توقعاتكم للجاي!
سي يو سون 🍁
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro