Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

(7)

بقلم: نهال عبد الواحد

بينما كانت جميلة تقنع زين بمعاودته لفتح مكتبه والعمل معها في المصنع كمستشار قانوني إذ قاطعهم صوت: لكن ماذا أيها الأبله؟!

فالتفت زين وجميلة ناحية مصدر الصوت فوجدا محمد والد زين.
فسأله زين على مضض: ما الذي أتى بك إلى هنا أبي؟!

فأجاب محمد بلامبالاة: أليس هذا بيت أخي؟! كأني قد تركته بالأمس فلم يتغير كثيرًا.

فقالت جميلة بعملية: تفضل عماه!
وهي تشير إلى خارج المكتب فخرج محمد وتبعه زين وجميلة وجلس الجميع.

ثم قالت: فلنحل الأمر عمي، أتمنى أن تُصدقني القول وتخبرني، بالله عليك ماذا تريد مني؟ لكن رجاءً بلا اتهامات لأبي فأنت تعلم جيدًا أنه لم يسرق إرثك يومًا، فلم إذن تعادينا حتى بعد وفاته؟!

فأجابها وهو يضع ساقًا فوق الأخرى: ربما تكوني محقة في أنه لم يسرق إرثي، لكنه سرق كل شيء، سرق محبة والدي وسرق الفتاة الوحيدة التي أحببتها.

فتابعت بهدوء: ولمَ تسميها سرقة؟! لقد كان أبي إنسانًا محبوبًا وبارًّا بوالديه لذلك أحباه، أما أمي فقد كانت جارتكم وقد أحبت أبي وأحبها، ومن حق كل إنسان أن يحب كيفما شاء ومن يريد لأن الإختيار حينها يكون لا إراديًا، لكن كل ما ذكرته ليست أسبابًا.

فتسآل بحنق وحقد واضح: لماذا تفضله عليّ؟

فأجابه زين بألم: لأنك مع كل أسفي لا تعرف كيف يكون الحب، حتى إنك لم تحبني وأنا ابنك!

فقال محمد مبررًا: تلك مخيلات في رأسك وحدك.

فرفع زين كتفيه بقلة حيلة قائلًا: ربما، لكن لم تقل حتى الآن ماذا تريد من جميلة؟

فأردفت جميلة: قبل أي شيء، إن لك حق في إرث أبي لا أنكره فلم تكن بحاجة لاختطافي أو مثل تلك الأمور.

فأجابها عمها بنفس حقده: لكني أريد نصف ما تملكين فهذا تعويض مناسب لما لاقيته من ظلم طوال حياتي.

فصاح زين: مالك أبي تذهب لنفس النقطة! أنت لم تُظلم، أنت جنيت فقط نتيجة أفعالك، لو كنت ولدًا بارًّا لأحبك أهلك، لو كنت تفكر بالآخرين لأحبتك حبيبتك، لماذا تفعل كل هذا؟ لماذا تود حتى أن تفسد بيننا؟ وكأن كوني أحب وأجد من تحبني أمرًا لا أستحقه! لأن كل ما جنيته أني ابنك وافتقدتك لكنك تركتني بلا سبب محدد وتأتي إليّ كل أمد لتذكرني بعاهتي بدلًا أن تساعدني أتخطى الأزمة، وكنت ستؤدي بي في قضية عندما جعلتني أخطف ابنة عمي ولم أدري لما أطعت أوامرك ربما لأني أردت أن أشعر برضاك عني، لكن على أية حال كان ذلك أجمل شيء حدث لي على الإطلاق لأني قابلتها وأحببتها وسأفعل كل شيء من أجلها حتى لو اضطررت للخروج للمجتمع من جديد ومواجهته.

جميلة بسعادة: حقًا؟!

فأجابها بعينين تضخان كل العشق: أجل، لأجلك أنتِ، لأجلك أنتِ سأفعل أي شيء.

فصاح محمد: وأنا لن أبارك هذه الزيجة إلا بعد إمضاءك لذلك التنازل.

فصاح زين: كفاك يا أبي! إتركنا وشأننا.

فقالت جميلة بهدوء: حسنًا حسنًا عمي سأفعل، المهم أن نصبح معًا.

فعارضها زين: لا يا جميلة، لن أسمح لك أن تتنازلي عن أي شيء، وإلا فلن تريني ثانيةً وسأختفي ولن تجديني أبدًا.

فصاحت جميلة: كفاكما! لماذا تفعلان بي هكذا؟ تنازلا قليلًا!

فنهض زين قائلًا بجمود: إذن أنتِ من اختارتي.
وتحرك زين مسرعًا للخارج وأسرعت خلفه جميلة لتلحق به لكنه كان كمن غشّيت عينيه وانطلق بلا هدف، لكن فجأة دهسته سيارة مسرعة، وصرخت جميلة بملئ صوتها فخرج محمد، المربية والجميع ليجدوا زين ملقيًا في بركة دماء لا يعلم إن كان لازال على قيد الحياة أم لا.

ونُقل سريعًا إلى المستشفى ودخل إلى غرفة العمليات مباشرةً فقد كان ينزف كثيرًا وأكثر مكان قد تضرر هو وجهه فقد كان محطمًا تمامًا.

وقفت جميلة تنتظر وتبكي بكاءً شديدًا وإذا بمحمد تجده قد أتى فصاحت فيه: ماذا تريد؟ لماذا أتيت؟ أرأيت ما حدث له بسببك؟ هل ستنفعك الأموال؟ لكن كيف لتلك الأمور أن تهمك؟ لكن أقسم لك إن حدث له مكروه لن أتركك، ولن تأخذ مني مليمًا وسترى مني وجهًا لم تتخيله حتى في أحلامك.

فقال بنبرة نادمة: إهدئي ابنتي! لم أعد أريد شيء سوى سلامته.

فهمست بوجع: للأسف كأنك قد فهمت متأخرًا.

فربت عليها قائلًا بحنان: إطمأني سيكون كل شيء على ما يرام يا ابنتي!

فصاحت فيه وهي تنزع يده عنها: لا تقل ابنتي! ولا تتحدث إليّ!
ثم التفتت ناحية باب غرفة العمليات وتمتمت بتوسل: يا ربِّ لا تحرمني منه، يا ربِّ اكتب له الحياة و الشفاء، تمسك بالحياة يا زين! تمسك بالحياة يا حبيبي ولا تتركني، لا تتركني، تمسك بالحياة أرجوك، يارب!

ومضت ساعات وساعات وهما منتظران بلا حراك لا يملكان سوى الدعاء له بأن تكتب له النجاة، وبعد طول انتظار أخيرًا خرج الطبيب فأسرعت إليه جميلة المنهارة ومحمد يقولان في نفس واحد: كيف صار؟

الطبيب بصوت حزين: الحالة لازالت حرجة، والساعات القادمة ستحدد نجاح العملية، هناك كسور في أنحاء جسده حتى في الوجه بالإضافة لذلك النزيف الداخلي، حاولنا السيطرة عليه بقدر الإمكان وزرعنا شرائح بين العظام المتكسرة، لكن لا زال الوضع غير مطمئن إدعو له.

وتركهما وكانت جميلة تبكي بشدة حتى سقطت أرضًا على ركبتيها وإذا بغرفة العمليات يفتح بابها ويخرج زين الغائب عن الوعي ومربطًا وجهه بالكامل إلا فتحات لعينيه وأنفه وفمه على السرير المتنقل وجبائر في ساقه السليمة وذراعه.

نهضت جميلة واقفة وسارت جوار ذلك السرير المتحرك أثناء تحرك الممرضات بزين ليتجه لغرفة العناية المركزة وهي تصيح: تمسّك بالحياة زين، أنا في انتظارك، تمسك بالحياة أنا جميلة، تمسك بالحياة أرجوك.

مضت الأيام الأولى وكان لايزال فاقدًا للوعي وموصل جسده بالأجهزة في غرفة العناية المركزة، وكانت جميلة شبه مقيمة في المستشفى فطوال اليوم تقف بجوار ذلك الجدار الزجاجي لتراه.

وكان أحيانًا يسمح لها بالدخول فكانت ترتدي غطاء الرأس، القدمين والكمامة، تدخل ثم تجلس جواره وتزيح تلك الكمامة وتهمس له في أذنه تذكره بنفسها وبذكرياتهما معًا وتطلب منه بتوسل أن يتمسك بالحياة ولا يستسلم لحالته فهي لازالت تنتظره وستنتظره مهما طال الوقت.

وذات يوم وقد بدأت مؤشرات الأجهزة تشير لبداية تحسنه وكان أحيانًا يلاحظ تحرك طفيف في جفنه أو صوت أنين أو عندما تمسك جميلة بيده تشعر بضغطة بسيطة من أطراف أنامله وكلها مؤشرات تدل علي بداية تحسنه حتى بدأ يستعيد وعيه بشكل كامل لكن كان يتحدث بخفوت وصوت متقطع.

فنادته بهمس: زين! أنا هنا جوارك، هل تراني؟ هل تشعر بوجودي؟

فهمس بوجع: آه!

- إطمأن ستكون بخير، كل شيء سيكون على ما يرام، أنا جميلتك معك وجوارك.

فضغط على يدها فانحنت وقبلتها فتلمس بأصابعه وجهها فابتسمت له.

ومرت أيام وأيام وجميلة تجيئه يوميًا وكانت حالته قد بدأت في التحسن لحد كبير لكن لازال يتغذى عن طريق الرايل الموصل بالمعدة فهو لا يقوى على تحريك وجهه وفكيه بسبب الكسور والجروح وكان لازال وجهه مغطى.

وذات يوم بينما كانت جميلة تجلس معه وكانت تطمئن على حالته من الطبيب المعالج يوميًا.   

تحدث زين ببطء وصوت متقطع: إلى متى ستظلين هكذا مقيمة هنا؟

فأجابت بحب: إلى ما شاء الله حتى تتحسن تمامًا، لقد أخبرني الطبيب اليوم أن الأشعة الأخيرة تشير لبداية التحام الكسور، وهذا عظيم!

فأهدر زين بوجع: كفاكِ!

- كفاني ماذا؟! سأظل معك للنهاية لقد تحسنت كثيرًا فكيف كنت وكيف أصبحت؟! هذا غير أهم خبر، سيتابع حالتك طبيب تجميل!

فأجاب بنبرة يائسة: قد علمت، لكن هذا لا يعني أي شيء.

فتابعت بحب: لا تكن يائسًا هكذا! الأمل موجود.

فقال بصرامة: وإلى أن يصبح حقيقة اتركيني لمصيري، سأخرج من حياتك حتى أصبح بهيئة طبيعية.

فقالت تحاول التخفيف عنه: كفاك أنت حديثك هذا! أنا معك في كل أحوالك حلوها ومرها.

- لن أدعك تسجنين نفسك في سجن مسخ، أعلم أنك تتقبليني لكن إلى متى عام إثنان! وإن افترضت أنك لن تتغيري أبدًا، كيف ستتقبلين نظرات وكلمات السخرية من المحيطين أم أعزلك عن كل العالم، وإن رُزقنا يومًا بأطفال كيف سيتقبلوني بهيئتي هذه؟ وإن تقبلوني كيف سيتقبلون نظرات أصحابهم وسخريتهم من أبيهم.

- لماذا تفكر بهذه الطريقة؟!

- لأنها الطريقة المثلى، وكلامي هو الأصوب والأوقع.

- لكني لا أطيق فراقك.

- صدقيني ولا أنا، لكن سأبتعد وأختفى من حياتك إلى أن أصبح في هيئة أفضل، وإلا.....

- وإلا ماذا؟!

فالتفت بعينيه عنها ثم قال: فراق.

فصاحت بصوت اختنقه البكاء: زين.........

فقاطعها بجموده المعهود: إن الكلام أجهدني، لا تجيئيني مرة أخرى لأني لن أقابلك.

وأغمض عينه يكتم دمعه وأيضًا لأنها أسرع حركة يتمكن من فعلها الآن!

.........................................

NoonaAbdElWahed

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro