5 - " هانيا و اليكس "
هلو جايز
اوكيه بدون مقدمات
لنبدأ
تخللت أشعة الضوء الذهبي من النافذة المكسورة بغرفتها ، استيقظت هانيا ذو العشرة سنوات من فوق سريرها المهترئ بنشاط كبير و حيوية كبيرة تبدأ يومًا جديدًا
فركت عينيها بتكاسل لطيف و نهضت من علي السرير ، لتذهب الي الحمام و تبدأ بفرش أسنانها و مشطت شعرها و غسلت وجهها و استحمت لوحدها و لبست زي كزي الخادمات لتبدأ العمل
" و الآن ، ليصطف الجميع في الصف ! "
نبست كبيرة الخدم مارجريت ، ليطيع الجميع الأوامر
بدأت تتفقد ملابسهم ، اياديهم ، احذيتهم ، و كل شبر فيهم لتتأكد بأنهم نظيفون ، و كانت هانيا آخر من تفقدتها
بدأ العمل
بدأت الخادمات أولًا بتنظيف المكان ، و قد أمروا هانيا و جوان بأن يدخلوا غرف نوم الملكة و الاميرة لايقاظهما
______________
" جلالة الاميرة مارسلين ، جلالة الاميرة ! "
همست هانيا بصوت ملائكي حنون تهز مارسلين ببطئ ، لتستيقظ الشابة بتكاسل و تنظر إلى هانيا بإنزعاج
" صباح الخير جلالة الاميرة مارسلين "
نبست هانيا بالطف صوت قد يسمعه انسان ، لتدير مارسلين رأسها بغضب و تزمجر قائلة
" ماذا تنتظرين ؟! لتجلبي لي الطعام ! "
" ح حاضر ! "
نبست الصغيرة و هي تنكمش بخوف ، لتذهب من الغرفة بعد أن فتحت الستائر المزغرفة
كانت تسير بهدوء بقدميها الصغيرتان في طرقات هذا القصر الكبير ، فكل من يراها أصبح يلقي لها كلمات الصباح الخيرة بينما هي تبادلهم نفس الكلام
ظلت تحدق بنوافذ القصر الكبيرة و الطويلة التي تعكس الشعاع الذهبي و كل ما يجري بالخارج ، رغم أن كل ما تراه الأعين هو الأسوار الطوبية العالية التي تفصل المملكة عن القلعة ، و العشب الأخضر المندي قليلًا و تتخلله اشعة الشمس ، و الكتدرائية الصغيرة التي كانت مخصصة فقط لكبار الدولة و كأن الشعب ليس من حقهم أن يتعبدوا لربهم بداخلها ، و مع ذلك ، فما أن التقطت عيناها السماويتان الكتدرائية المهيبة حتي توقفت لحظة و صلت صلاة صغيرة مغلقة عيناها و مشبكة اصابعها
' ربي اشكرك انني اعيش داخل اسوار هذا القصر البديع ، فهناك الكثير من الأطفال مثلي من يعيشون في الشارع دون أي احد ، لكن هنا بداخل القصر يحبني الجميع ، ربي احفظ الجميع كما تحفظني و تعتني بي ، و ساعدني علي خدمة جلالة الاميرة ، رغم انها قاسية قليلًا لكنني احبها لأنك من خلقتها يا رب ، أمين '
رغم أنها كانت تصلي بداخلها ، و لكن أن استمع أي ساحر إلي أفكارها فسيظن أنه يستمع إلي صوت عذب لملاك صغير
ذهبت إلي المطبخ ، أو كما كانت تسميه البيت الأبيض ، لأنه كان يعج بالأثاث الأبيض ، كما أن رائحة الطعام كافية لتذيب قلبها الأبيض ، لذا اسمته بالبيت الأبيض
رغم أن رائحة الطعام كانت تثير بطنها الصغيرة ، و لكنها كانت كافية لأشباعها طوال اليوم ، رغم انها تمنت و لو حتي تذوق ذاك الطعام الشهي ، و لكنها سرعان ما كانت تهز رأسها و تشكر الهها علي كل حال
وضع احدي الخدم أحدي أطباق الطعام الشهية علي عربة طعام جلالة الأميرة
" الطعام جاهز ، أرسليه إلي جلالة الإميرة يا هانيا "
نبس الخادم و هو يضع طبق اللحم الشهي ذو الرائحة الذكية و كأس من النبيذ مع زجاجة النبيذ الطويلة
" شكرًا جزيلًا لك ، أنا واثقة من أن الطعام شهي لأنك من طبخته يا اليكس "
نبست بأبتسامة عذبة يخلو منها أي شائبة ، ليبتسم اليكسندر بخجل و هو يخدش وجهه
" شكرًا ، و الأن اذهبي بسرعة لكي لا تضربك جلالتها "
همس الأخر و قد تحدث بنبرة ساخرة في كلمته الأخيرة و شدد عليها ، لتضحك الأخري بعذوبة و تتحرك أرجلها الصغيرة خارج المكان بينما بتمسك اناملها الصغيرة بالعربة جارة اياها
نظر اليكسندر في اثرها و هو يبتسم ، بينما سخر شابين كانا خلفه
" هيا ، لماذا لا تعترف لها بحبك ؟! "
سخر احداهما لينبس اليكسندر بغضب و قد احمر وجهه خجلًا
" هاي ! انا لا أحبها ! "
___________________________
اكلت مارسلين اكلها بشراهة بينما هانيا كانت تنظر لها فحسب
" هاي ! لماذا تنظرين لي ايها القبيحة ؟! "
" انني انتظر اوامر جلالتك "
" حسنًا ، اديري وجهك فحسب ! "
لتطيع هانيا و تدير لها ظهرها
" غبية ، لماذا تعطين عظامتي ظهرك ؟! "
" لقد قلت لك ان تديري وجهك لا ظهرك ! "
" كيف افعلها دون ان ادير ظهري ؟! "
" أنتِ ! أتسخرين من جلالتي ؟! سترين عواقب ذلك ! "
نبست و قد صفعتها بقوة ، لتتألم هانيا و ارادت البكاء ، و لكنها كانت تعلم أن مارسلين ستصفعها مرة اخري أن بكت ، لذا تألمت بصمت
" تشه غبية ! لقد عكرتِ صباحي ! لم أعد أريد هذا الطعام ، أحضري لي واحدًا أخر ! "
لتومئ لها و تسحب عربة الطعام إلي المطبخ
___________________
" كان هذا متوقعًا "
تنهد اليكسندر و هو يري الطعام التي لم تأكل منه سوي القليل رغم أنها تأكل بشراهة
" ماذا سنفعل الأن ؟! "
سألت هانيا بحزن
" حسنًا ، سأعد طعامًا - "
نبس ثم حدق بوجهها الملائكي الأبيض الذي اعتلته بقعة حمراء
" هانيا ! من الذي صفعك هكذا ؟! "
صرخ و هو يمرر اصابعه الصغيرة علي وجهها ، لتتألم هانيا بصمت ثم تبتسم بوهن
" لا تقلق يا اليكس ، انها بسيطة "
" بسيطة ؟! انها تؤلمك بشدة ! قلي فقط من فعلها لأحطم وجهه "
" انها جلالة الأميرة "
ليعم الصمت المحرج بينهما ، صك اليكسندر علي اسنانه ليتنهد ، ثم عانق اميرته الصغيرة بحنان يضم رأسها إلي صدره بينما مر رأسه من كتفها ، ليهمس لها في اذنها
" انا اسف يا اميرة "
لتتشبث هانيا بيداها الصغيرتان بقميصه الذي كان من ضمن زيه الرسمي للخدم
ابتسمت ابتسامة عذبة و هي تدفن رأسها في صدره اكثر لتنبس
" انت تعلم بأن هذا مستحيل "
" و لكن يكفيني بأنك اميرتي "
ابتسمت هانيا برضي خصوصًا و هي تترنم بنبض قلبه الذي يبدو كسيمفونية عذبة ، ابعدت رأسها عنه و نبست
" لا تحمل همي "
بينما ناظرهما اثنان من الخدم و هما يضحكان بخفوت بينما يرسمان هذه اللحظة
خجل اليكسندر و غضب ، لتبدأ مطاردة القط و الفأر و هانيا تضحك بعذوبة عليهما
__________________
اكلت مارسلين وجبتها بشراهة ، بينما تغلق هانيا كلتا عينيها بيداها و تحاول ألا تراها و هي تأكل كما اخبرتها الاولي
" حسنًا ، الأن حضري لي الحمام "
نبست مارسلين لتومئ هانيا
" هيا اسرعي ! "
________________
حضرت هانيا الحوض و الذي كان مليئًا بالورود الصافية الحمراء و اغلي العطور المسكوبة به
غطست مارسلين داخل الحوض الكبير ، ثم نظرت لهانيا نظرة حادة و صرخت
" ماذا تنتظرين ؟! اغسلي لي شعري ! "
لتنحني هانيا و قد اخذت قارورة من العطر الغالي ، و سكبته علي شعر مارسلين و بدأت بغسله
" اغسليه جيدًا "
نبست و هي تتأفأف لتطيع هانيا و هي تتنهد دون أن تسمعها مارسلين ، فأن أي نفس ليس علي مزاجها قد تصفعها لأجله
________________
كانت مارسلين تجلس و المنشفة الحريرية تحوط بها جسدها ، بينما كانت هانيا تختار لها الفساتين
" هذا جيد ، لا لا ارجعيه ، لا لا هذا سئ ، حسنا ساختار هذا "
أعطتها اياه بينما اخبرتها بأن تساعدها في ارتداءه كما لو كانت طفلة صغيرة
" جلالتك ، ايمكنني سؤال شئ ؟! "
" تشه ، اسرعي و أسالي ! "
" لما يحتاج الأغنياء خدم ليرتدوا ملابسهم ؟! أهم لا يستطيعون ارتداءها ؟! "
لتتسع أعين مارسلين بعد أن انتهت هانيا بمساعدتها ، ثم تصرخ في وجهها
" كيف تجرؤين علي التذمر ؟! لا يحق لك سوي اطاعة الأوامر فحسب ! "
ثم صفعتها بقوة و بدون إدراك ، صفعتها علي نفس الخد الذي صفعتها عليه من قبل ، فتألمت بشدة و لكنها لم ترضي أن تتحدث لكي لا تصفعها مرة أخري ، فالبستها الحذاء الوردي و خرجت من الغرفة بعد أن امرتها الآخري
ما أن خرجت حتي انطلقت كالسهم نحو غرفة الخادمات ، فقد كانت تكتم بكاءها طوال الطريق ، و اصطدمت بطريق الخطئ بشخص ما
" انا اس - "
لم تكمل لانها حين رفعت رأسها رأت اليكسندر ينظر لها بوجه شاحب و غاضب و عينيه تتجه بالأخص الي البقعة الحمراء التي أصبحت رمادية كالكدمة
" ا اليكس ؟! "
ما أن نبست بالأسم حتي ارتمت بحضنه و بدأت البكاء ، و قد كانت صدمة الآخر صدمة كبيرة لأن هانيا نادرًا ما كانت تبكي بهذه السرعة ، لذا عانقها بهدوء و عيناه لا تزالان واسعتان ، و قد دفن رأسها في صدره ، و بدأ يحاول استعادة انفاسه بهدوء فقد كانت الصدمة كافية لتجلب له ذبحة صدرية ، لينبس بهدوء شديد
" ستندم "
_______________
مرحبًا مجددًا
دراما اليوم انتهت 😂
وقت المعلومات !
* هانيا و اليكس هما الأطفال الوحيدين في القصر ، حيث ينص قانون القصر علي إلا يكون أي من الخدم متزوجين ، لذا فإن أصغر الخدم يبدأ عمرهم من السابعة عشر ، لذا كان لاليكس و هانيا أن يصيرا أصدقاء بسرعة ، خصوصًا أن من ربتهما هي شخص واحد و التي هي جوان
* هانيا و اليكس أذكى من الأطفال في عمرهم نظرًا للبيئة السيئة التي تربيا بها
* جوان فرنسية الأصل بل و كانت أميرة أيضًا ، و لكن لأن والدها خسر كل املاكه بالمقامرة اضطرت للعمل كخادمة في بريطانيا ، و أصبحت خادمة اكسيليوس و سيلفيا ، و كانت تتقن الانجليزية قليلًا و لكن لأن اكسيليوس و سيلفيا لم يريدا أن يحرجاها كانا يتكلمان بالفرنسية معها ، و لكن حاليًا هي قضت أكثر من عشرة سنوات في بريطانيا ، لذا اتقنت اللغة
* اليكس يحب هانيا ، و لكنه يعرف بأن هانيا لا تبادله المشاعر لأنها بريئة زيادة عن اللزوم ، و لكن ما لا يعلمه بأن هانيا تحبه ، و لكنها لا تدرك حقيقة مشاعرها ، و تبرر ذلك فقط بأنها تحب الدفئ الصادر منه حين تحضنه
* السبب الوحيد الذي جعل ليفيا تترك اليكس و هانيا علي قيد الحياة هو أنها تريد الانتقام منهم ببطئ ، و خصوصًا هانيا ، التي جعلتها خادمة مارسلين
* ليفيا ظنت بأن جوان حليفتها لذا سمحت لها بتربيتهما
* مارسلين أكملت الثامنة عشرة ، و هذه معلومة ستفيدنا بالبارتات المستقبلة
المهم ايش رأيكم ؟!
توقعاتكم للبارت ؟!
باي احبائي
1408 كلمة
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro