أحيانًا نتساءَل.. ماذا فعلنا ليَرحلوا بصمتٍ هكذا؟ بماذا أخطأنا ليأخذوا معهم أرواحنا ثُمّ يختفون بلا أثرٍ وكأننا لم نكُن بحياتِهِم يومًا؟ أي جُرمٍ ارتكبناهُ هذا؟

لكنّ الحقيقة هي أننا لم نكُن المخطئين أبدًا فيما آلت إليهِ الأمور، هُم السبب في كُل شيء، في انتهاءِ العَلاقاتِ بهذا الشكلِ البائسِ لتتجزّءَ الرّوحُ فتُصبحُ اثنتينِ مُنفصلتينِ، فتتوارىٰ الذّكرياتُ وتستكينُ بين ثنايا جُفوننا مُتّخذةً عُقولنا نحنُ فقط ملجأً لها.

لم يتحمّلوا المسؤولية ولم يكونوا أهلًا لها، تخلّوا بكل بساطةٍ عن ماضينا معًا وتجرّأوا على خيانتنا بصُنعِ حياةٍ خالية منّا، بعدما وهبنا نحنُ لهُم حياتنا بكُل ما فيها، بعدما.. استقرّوا في قُلوبنا يرفضُون الرّحيل رُغم خذلانِهِم لنا.

هُم من أخطأوا في حقّنا لا نحنُ، هُم من كانوا السّبب لا نحنُ، لذا لا تُلقي بالًا لذلك وعِش حياتك وكأنّ شيئًا لم يكُن.