الفصل-الثاني والثلاثون
قراءه ممتعه 💖
*ايلا*
..................
"ايمكنني....التحدث معك للحظات ؟ "
"هل..تقصدني انا ؟ "
سئلته فقط لاتأكد اذا ما كان يقصدني بشخص اخر ام لا
"اجل بالتأكيد !...لا اري انسه جميله اخري في هذه
القاعه "
"اوه... شكراً..لاطرائك.."
تمكنت من اخراج الكلمات من فمي علي الرغم من التوتر الذي شعرت به
نظرت اليه مره اخري لاجد انه مازال ينتظر اجابتي..
اعدت نظري بحسره لطبق الكعك الذي بيدي
..سيكون علي الانتظار قليلاً حتي اتناولك...
"اجل..يسعدني هذا.."
اخبرته ما تعلمته من السيده اليزابيث في مثل هذه المواقف
لكن الحقيقة انه لم يسعدني مطلقاً !
لقد عطلني وافسد علي تناول طعامي..
اشار الي احد الخدم بالقدوم قبل ان يطلب منه شيئاً ما ليومئ الخادم برأسه في احترام و يرحل
"هل تستمتعين بوقتك هنا..انسه....؟"
"ايلا"
"انسه ايلا ؟ "
اكمل سؤاله بعد معرفه اسمي
ايقصد الحفل ؟
"اوه..اجل..انه..ممتع"
مجدداً خرجت الكلمات بتوتر مني..
ربما لانه اشعرني بالغرابه ؟..لكنه لم يزل ابتسامته من علي وجهه ولو لمره واحده منذ محاورتي اهي ملتصقه بوجهه ؟! لما يستمر بالابتسام هكذا ؟
بعد لحظات عاد الخادم وهو يحمل كأسان من...اهذا نبيذ ؟
اخذ الرجل الكأسان بيديه قبل ان يقدم الي واحداً..
"المعذره..انا لا اشرب.."
اخبرته وانا حقاً لا انوي الشرب اليوم وتدمير حفل نيكولاس
"لا..لابأس يمكنك اخذه..ان نسبه الكحول به قليله للغايه "
حسناً ان كان كما يقول فإن رشفه واحده لن تسبب لي الضرر
بدلا من الاصرار علي رفضه..
ما ان اخذت منه الكأس حتي شرب هو رشفه من كأسه قبل ان يسألني
"اذا..ما رأيك بدولستينا ؟ جميله اليست كذلك ؟"
"اجل.."
"انها من اكثر البلاد المفضله لدي يوجد بها العديد من الاشياء الرائع والمدهشه "
اومأت برأسي وانا اتمني فقط ان يشرب كأسه ويرحل سريعاً
"تعلمين انا لا اسأم ابداً من القدوم الي هنا..في كل مره اتي اجد مفاجئه جديده ! "
ابتسمت لطريقه حديثه
هذا الرجل يحب المبالغه..لكن يبدوا انه ايضاً يحب القدوم الي هنا....علي الرغم من ابتسامته الا انه يبدوا شخصاً لطيفاً ويحب هذه المملكه كثيراً....
اخذت رشفه من النبيذ قبل ان يخطر ببالي سؤالاً ما
"هل تأتي الي هنا كثيراً ؟"
سئلته وانا اخمن انه ليس من هنا
"للأسف لا..اتي هنا فقط للضروره عملي.."
ارتسمت علي وجهه ملامح حزن اخيراً توقف عن الابتسام
يبدواً ان عمله يتحتم عليه السفر كثيراً..
"بالمناسبه...ما رأيك بهذا النبيذ ؟"
افقت من افكاري الي سؤاله
ماذا ؟
النبيذ ؟...ما به ؟
انه حلوٌ للغايه..
"انه جيد.."
اجبته وانا اخذ رشفه اخري
"حلو اليس كذلك ؟"
اومأت برأسي موافقه لما قال قبل ان اسمعه يتحدث مره اخري
"اتعلمين...هذا النبيذ بالرغم من انه حلو...الا انه غير مناسب "
لم افهم عما يتحدث واظن ان علامات الحيره قد ظهرت علي وجهي
"ماذا تقصد ؟"
"اقصد..انه لا يناسب تلك الحفلات المسائيه التي يقدم فيها الحلويات فقط....لانه حلوٌ للغايه لذلك ان قدمته معها فانه يفسدها.."
اذا لما طلبته من البدايه ؟
كلما تحدث هذا الرجل كلما شعرت بعدم الفهم اكثر
اجميع الأثرياء يتحدثون بطريقه مبهمه هكذا ؟
فقط حين كنت اخذ رشفه اخري لامرر الحديث دون ان ابدو اني جاهله للغايه تحدث مجدداً
"حلو لكن غير مناسب...فقط مثلك انسه ايلا"
بصقت النبيذ الذي كان في فمي حال سماعي كلماته
"ماذا ؟"
هل اخطئت السمع ؟
ام انه حقاً قال اني مثل هذا النبيذ الان ؟
لكن يبدوا انه لم يهتم لسؤالي
بل اسرع باخراج منديل حريري من جيبه واعطاءه لي
ربما سمعته خطأ في النهاية ؟
اخذت المنديل منه وقمت بمسح فمي
كنت شاكره لانه كان مقداراً بسيطاً الذي خرج
لم يفسد الثوب الذي كنت ارتديه
بعد مسح النبيذ كنت علي وشك اعاده المنديل اليه حتي
استوقفتني كتابه مطرزه عليه
" أ ؟"
نطقت الحرف الذي استطعت قرأته علي المنديل
" أ ل ايراخوان "
ايراخون ؟...
ايراخون....
اين سمعت باسمه من قبل ؟..
ايراخون.....بمعني....
ايراخون صانع اللوح ذلك ؟!!
"انت هل انت صانع اللوح ؟!"
اتسعت عيناي دهشه وانا اسأله في عجله
رأيته يضحك للحظات قبل ان يتوقف ويسئلني
"هل هذا هو ما القب به هنا ؟ "
"اجل هذا..انا..ان اردتي ان تعرفي..لكني لا اصنع اللوح انا ابيعُها فقط...بالواقع اللوح ليست تخصصي حتي..انا ابيع العديد من الاشياء "
"اذ..اذا... ما تخصصك ؟ "
سئلته وانا اعود الي الخلف خطوه وقد تصاعدت مستويات القلق لدي
هل يعلم ؟
هل اتي ليكلمني عن قصد ؟
لا لكن هذا مستحيل..حتي وان صودف انه يبيع اللوح لا يوجد ما قد يكشف اني اتيت من لوحه
لن يوجد من يصدق هذا
كما أنه لم يرني بنفسه فكيف يعلم ؟
الا لو انه مثلي هل اتي من خلال لوحه أيضاً ؟
لكن هذا أيضاً مستحيل
اذا.. هل انا مخطئه ؟.. اجل هو لم يذكر شيئ عني
ربما انا فقط ابالغ بقلقي الان..
لكن تشبيهه لي بالنبيذ منذ قليل....
وقف قليلاً وكأنه يفكر بشده في سؤالي
"المعلومات "
"ماذا ؟ "
ماذا يعني بما قاله
"اقصد اني ابيع المعلومات بشكل عام..."
"اذا انت تاجر ؟"
سئلته وانا احاول متابعه الحوار معه بصوره طبيعة قدر المستطاع..قد يكون بالنهايه قلقي للاشيء
"اجل...يمكنك قول هذا "
"حسناً...وماذا تريد اذا؟ "
سئلته وانا أحاول ان اهدئ نفسي
لا بأس..ليس بالامر الجليل..
هو فقط يود الحديث معي
وربما هو فقط يود بيعي شيئاً ما..
لم تنطلي كذباتي علي ولم استطع تهدئة نفسي
خشيت ان تكون شكوكي في محلها....
لم سيود ذلك الشخص والذي بالمصادفه يبيع اللوح بالحديث معي ؟
"انتي تعلمين ماذا اريد منك ايلا "
عدت خطوه اخري الي الخلف حال سماع كلماته وانا اشعر ان اقدامي تخور اسفلي..ريما علي ان ابدأ حقاً بالهلع..انا لست مستعده لهذا الان..لا يعقل..هل يود اعادتي الان ؟!!
اقترب مني خطوه اخري لكني فقط حاولت الابتعاد اكثر بعيداً عنه مما جذب بعض الأنظار الينا
حسناً..ايا من يرني الان بالتأكيد سيري اني مرعوبه
"اهدئي ايلا...انا لن افعل شيئ...انا فقط اود الحديث معك "
نظر حوله قبل ان يكمل
"في مكان اكثر خصوصيه"
شعرت بيدي ترتجف
ايجب علي اتباعه ام يجب علي الهرب فقط
ان كان حقاً لن يعيدني فماذا يريد مني ؟
ان لم اتبعه هل سيخبر نيكولاس بالامر ؟
اذا هل سيعيدني نيكولاس حينها ؟
لا...ولما قد يعيدني نيكولاس ؟
العديد من الافكار جالت عقلي مره واحده
وبتقرير اني قد بدأت اهذي وانها جميعاً افكار لا منطق بها
حاولت ان اهدئ من نفسي
بالنهايه استطعت موازنه نفسي علي اقدامي قبل ان اومئ برأسي وانا اتبعه.......
....................
استمررنا بعبور بعض الطرقات المجاوره للقاعه حتي وصلنا الي شرفه تطل علي احد اجزاء الحديقه
والغريب ان هذا الشخص تحرك كما لو انه يعرفها جيداً
مما اثار فضول جعلني استجمع شجاعتي واسئله
"هل كنت بالقصر من قبل ؟ "
"اوه...لاني اعلم الطريق ؟...اجل كنت هنا من قبل....
اكان ذلك.... قبل اربعه وعشرون سنه ؟..لا اذكر جيداً "
"اربعه وعشرون سنه ؟!"
"اجل..كان نيكولاس في الرابعه من عمره حينها...كان طفلاً لطيفاً للغايه "
حين كان نيكولاس بالرابعه ؟
هل كان يشاركه في اللعب اذا ؟
لكن قال طفلاً لطيف
يتحدث كما لو كان يعرفه كراشد
لكنه يبدو صغيراً هو أيضاً كيف ذلك ؟
هل هو بمثل عمر نيكولاس ؟
" كم..عمرك اذا ؟"
"انا....سأتم الاربعون هذا العام "
"الاربعون ؟!!"
اخبرته وانا لا اصدق يبدوا صغيرا للغايه بل ان ملامحه المرحه تجعله يبدوا اصغر من نيكولاس ذو الملامح الجاده
والاعين...المحدقه....اوه لما تذكرت الان حين كان نيكولاس يحدق بي من قبل ؟!..ليس الوقت ولا المكان لذلك..
لكنه علي الاعتراف انا كان جيد للغايه بالتحديق
قرصت علي يدي لاتوقف عن التفكير باشياء لا صله لها الان
واركز علي الشخص الذي امامي
"ت..تبدوا اصغر من ذلك "
"اوه الجميع يخبرني ذلك.."
"م..ماذا تقصد باني اعلم ماذا تريد ؟"
لم استطع منع جسدي من الارتجاف وانا مازلت اتمني ان الامر ليس كما ظننت
نظر الي يدي المرتجفه قبل ان يزفر في اسي
"ايلا...انا لست هنا لاعادتك "
بسماع كلماته شعرت بقليل من الاطمئنان مع ذلك لم استطع ان اتوقف عن القلق لاني تأكدت من انه يعلم بأمري
"ك..كيف علمت بهذا الامر ؟ ثم اذا لم تأتي لاعادتي لماذا اتيت الي هنا ؟ "
"كيف علمت..هذا امر لايمكنني اخبارك به لكن لماذا اتيت فانتي تعلمين الاجابه لهذا "
استقرت اعينه الخضراء علي عيني للحظات قبل ان يكمل
"انتي تعلمين انك لا تنتمين الي هنا.. ربما لم اتي لاعادتك بنفسي لكنك تعلمين انه يجب عليكي العوده الي حيث اتيتي وجودك هنا هو بالامر الخاطئ "
نزلت كلماته كالاسهم علي قلبي
ضاعت جميع الكلمات من عقلي
"لك..لكن..انا....لكن....الامر.."
لم استطيع تشكيل الكلمات لما اردت قوله
لم اعلم بالفعل ماذا اود قوله
وقد ادركت بالدموع التي سالت علي وجنتي
اعلم ان ما يقوله ليس بخطأ
اعلم مع ذلك انا.....
"ربما استمتعي هنا وكان الوقت الذي امضيته حلواً..لكن مع ذلك انه خاطئ ايلا.."
"..اذا.."
خرجت الكلمه بخفوت وصوت لايعادي الهمس
احكمت القبض علي ثوبي وانا انتظر كلماته الاتيه التي خمنت بالفعل ما هي
اخرجني من هذا كله صوت دارسينا كانت تبحث عني وهي تنادي باسمي في احد الطرقات المجاوره
نظرت للرجل الذي امامي والذي ادرك ان متسعنا من الوقت قد انتهي
"اذا اردتي استطيع مساعدتك علي العوده....
لذا....سأنتظرك هنا في الثانيه عشر منتصف الليل..اخبريني باختيارك حينها "
"ا..انتظر !!"
حاولت ايقافه لكن كان قد مشي بعيداً بالفعل
اسرعت بمسح الدموع من علي وجهي وانا اسمع صوت دارسينا يقترب
"ايلا ؟!..مالذي تفعلينه هنا ؟ "
سئلت دارسينا وهي تتأمل هيئتي
"هل كنتي تبكين ؟!"
"ل..لا..كنت اتأمل الحديقه حين دخل شيئ ما في عيني لكني بخير الان "
"حقاً ؟.. لهذا لم يجب عليكي المجيئ الي هنا.."
" ..لم يجب علي...المجيئ الي هنا ؟..."
رددت العباره بدون وعياً مني
"اجل هذه الشرفه أيضاً بعيده عن قاعه الحفل نوعا ما..اوه هذا ليس ما في الامر ! لقد اتيت مسرعه لاخبارك انه تبقي عده دقائق ويحين وقت عزفك..هيا بنا لنسرع "
هل حان الوقت بالفعل ؟
لم اشعر حين قادتني دارسينا الي القاعه مره اخري
كما لم اشعر بنفسي حين حان وقت العزف وجلست علي الهاربسكورد
علي الرغم من حركه اصابعي علي البيانو
الا اني لم ادري مالذي كنت افعله ومالذي اعزفه
فقط حين اخطئت بنغمه انتبهت
هذا حفل نيكولاس
اجل...علي الافاقه والتركيز علي العزف الان..
لا يمكنني تخريب الحفل بافسادي للعزف
اجل...لاجل نيكولاس الذي احبني واعتني بي لايمكنني افساد المقطوعه ..بالتفكير بهذه الامور..بتفكيري بنيكولاس استجمعت شجاعتي وانا اضع تركيزي وطاقتي في العزف
بحثت عيني عن نيكولاس وسط الحشد الذي بالقاعه
حتي التقطه...لكن سرعان ما شعرت بخيبه الامل حين نظرت
لمن معه
كان يحاور الاميره التي اتت...
الاميره التي وقفت باناقه وضحكت بلطافه امام نيكولاس
اهذا هو ما يعنيه ان تكون من اسره ملكيه ؟
ام اهذا هو ما يعنيه ان تكون من وقت اخر ؟
'غير مناسب'
لم استطع إخراجها من عقلي مهما حاولت
عكس معني كون المرء من اسره ملكيه كالاميره
بل كوني من وقت اخر اهذا هو ؟
هل انا غير مناسبه ؟
لاني لست من هنا ؟
لماذا ؟!..لا يمكنني ان اكون هنا ؟!
لماذا لايمكن ان تكون انا من تقف مكان الاميره ؟!!
هل انا حقاًلا استطيع ان...!!
"ايلا !!"
انتبهت الي صوت دارسينا التي نظرت لي بأعين متسعه يملؤها القلق
نظرت حولي لاري جميع الحاضرين ينظرون لي بدهشه وقد وضع البعض ايديهم علي اذانهم
لقد فعلتها....دون ان ادري لقد صفقت اصابعي بغضب علي البيانو...لقد افسدت الحفل
وقعت عيني علي نيكولاس الذي نظر لي بقلق من الجانب الاخر من القاعه قبل ان يبدأ بشق طريقه نحوي
لكني لم اتحمل..شعرت بالخوف من نظرات من حولي شعرت بالخوف من مواجهه نيكولاس الان
وقبل ان يكمل سيره نحوي اسرعت بالركض الي خارج القاعه
لم ادري الي اين اذهب حتي
فقط ركضت السلالم المتجهه الي اسفل حتي شعرت بقدمي تنزلق
"نيكولاس!!"
فقط حين اغمضت عيني وظننت اني سأسقط
احسست بيد تجذبني من ذراعي تعيدني الي الخلف مره اخري
"نيكولاس!"
هتفت بارتياح حين فتحت عيني ورأيت ان نيكولاس قد انقذني من السقوط ارضاً
لكنها لم تمر سوي لحظات حتي وضعت يدي علي فمي بدهشه وقد شعرت بالدموع تتساقط من عيني مره اخري
لقد ادركت...مالذي فعلته للتو
.....................
اتمني ان الفصل قد نال اعجابكم 💖💖
اجل...هذا الفصل هو فصل انهيار ايلا 😎
ماذا تظنون الاجابه الذي ستعطيها لايراخون عند منتصف الليل ؟
اراكم الفصل القادم 💖😘
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro