الفصل-الثالث والاربعون
قراءه ممتعه 💖💖
.................
لم تعلم الكثير عن الامر...فقط علمت ان رايان وستيلا قاموا بتبنيها منذ كانت تبلغ بضعه اشهر...
.......ستيلا......التي قام رايان بتسميتها بناءً علي اخر ثلاث احرف من اسمها... لذلك كان اسمها ايلا..
احبت الطفله حياتها كثيراً...تلقت الكثير من الحب من رايان..والطف امرأة بالعالم وهي ستيلا....
ستيلا التي كانت عازفه من قبل...كان لديها بيانو كبير بالطابق العلوي بجوار الشرفه... ولم يكن هناك شيئاً اجمل في حياه ايلا اليوميه من الاستيقاظ علي صوت نغمات البيانو التي تعزفه والدتها...ثم ما ان تصعد الطابق العلوي وتصل هناك...حتي تجد ستيلا التي كان رايان جالساً بجوارها مستنداً رأسه علي كتفها..وقد فتحت اذرعها لها بابتسامه صافيه جعلتها تركض مبتسمه هي الاخري لتقع بين يديها...
كانت ايلا تنعم بمثل هذه اللحظات..سماع صوت ضحكات رايان..والدتها التي وضعت اصابعها الرقيقة النحيله فوق اصابع ايلا علي البيانو وهي ترشدها لعزف النغمات معها...
كانت ستيلا تُعلم كلا من ايلا والينور ابنه صديقتها المقربه والتي أصبحت بدورها صديقه طفلتها المقربه أيضاً...عزف البيانو كل يوم..تذهب معها الي حديقه الالعاب...تقرأ لها العديد من القصص المصورة قبل النوم...حتي انها سمحت لها بالذهاب الي تدريبات البيانو الاخري التي كانت الينور بها بعد الحاح ايلا و رغبتها الشديده في الذهاب مع صديقتها...
وكانت ايلا..دائما سعيده..بسماع عزف والدتها..وبعزفها هي المقطوعات لوالدتها...
رأت فيها ستيلا الشغف وحبها للبيانو وتمنت ستيلا لو تصبح عازفه بيانو مثلها...وان تصبح فتاه محبوبه من قبل الجميع...تلك الطفله التي لم تعد تري حياتها بدونها منذ ذلك اليوم الذي وقعت عينيها فيه عليها...كانت شاكره لوجودها في حياتها وتعويضها احساس الامومه الذي لم تتمكن ابدا من تجربته...
لذلك حين اخبرت رايان بامنيتها لايلا وعدها انه سيدعمها ليحقق امنيتها
وبهذا كانت حياتهم تسير...المدرسه والعزف...مداعبه امها لها...الخروج مع والينور و والدتها في العطلات..اللعب والاستمتاع مع والديها..كانت ايلا دائما ما تظن انها محظوظه...وشاركها هذا الظن والديها الذين قدموا الكثير من الحب للطفله وعاشوا معا كأسره سعيده لفتره طويله
............................
لكن.. تحولت حياه تلك الاسره السعيده في
اليوم التي رحلت فيه ملاك وضوء الاسره...
باحدي ايامهم المعتاده..حيث تواجدو بواحده من الحدائق الجانبيه بانتظار والده الينور التي ذهبت لشراء طعام لهم قبل التوجه للتدريب التالي...
لعب الفتاتين في ارجاء الحديقه بينما راقبتهم ستيلا
وكعادتها الينور التي كانت ممتلئة بالحيوية منذ ولدت
ذهبت يمينا ويسارا أثناء ركضها بالحديقه...
حتي رأت قطه واتبعتها مبتعده عن الحديقه نحو الطريق الاساسي
ستيلا التي لم تلحظ ذلك سوي بعد ان اعادت ربط حذاء ابنتها
...هرعت وراء الطفله وهي تصرخ باسمها
لكن الطفله الغافله عما حولها لم تنتبه الا حين كان الوقت متأخراً كثيراً
لم تسمع سوي صوت مزمار السياره العالي امامها بينما اجهشت بالبكاء وهي تنادي والدتها
أغمضت عينيها حين علمت ان السيارة ستصدمها
وفي ثوان معدودة شعرت بجسدها يدفع للامام بقوه كبيره وقد سقطت علي رأسها علي الاسفلت الصلب اسفلها...اجهشت بالبكاء وهي ترفع رأسها عن الارض في الم...ظنت ان السياره قد صدمتها...لكنها تفاجئت حين فتحت عينيها ورأت انها علي الجانب الاخر من الطريق
لم تكد تبتسم انها تفادت السياره وعلي ما يرام..حتي رأت بركه الدماء التي سالت وقد طلي الطريق بالاحمر.....
هرع من الناس كل من كان واقفاً بالمكان...
رأت ايلا تصرخ وتنادي امها بينما تحاول العبور وسط اقدام الكبار التي سدت طريقها...وفي هول دهشهتها من رؤيه جسد خالتها الغارق في الدماء وادراكها ما حدث اغشي عليها......
.................
في البدايه...لم يكن الامر سيئاً...كان ينتهي بقدومه متأخراً الي المنزل...لم يرد القدوم لمنزل لم تكن هي به
حتي وان ترك طفلته وحدها بالمنزل طوال اليوم...
لكن سرعان ما شعر بوحدته وفراغه يزدادان حتي كانت الخمور هي الحل الوحيد كي يخرج من هذا الجحيم...
عاد ثملاً كل يوم الي المنزل...كان يأساً في حياته
وفي كل ما حوله ..
حتي تذكر حلمها...ارادت ان تري طفلتها تفوز وتصبح عازفه مثلها......
وكيف لن يحققه ؟ وهو من تبني طفله غريبه عنهما لمجرد اسعادها ؟!
لذلك كرس يومه لوظيفته..بينما حصلت الطفله علي المئات من الدروس والحصص التدريبيه
وحين يعود كان يجعلها تتدرب وتعيد العزف المئات من المرات ليتأكده من انها مثاليه....
ولكن برغم كل ذلك التدريب....لم تستطع ايلا تخطي الينور الموهوبه بالفطره في اي من المسابقات...
بالمقابل زاد عدد الحصص والتدريبات...لكنها لم تنجح...
حينها ادرك ان الخطأ ليس في الطفله التي تعزف..
بل في الوحش الذي يمنعه من تحقيق احلامه...حلمها الوحش الذي قضي عليها ويحاول تدمير حلمها...
لماذا تعيش تلك الطفله بينما انهت حياتها والان تود ان تنهي احلامها...
لذلك مدمن الخمر رايان...الذي تمني اسعادها..تمني تحقيق امنيتها...تمني ان يتبعها...لم يكن ليسمح بذلك
وان عني الامر ان يضحي بنفسه في سبيل القضاء على ذلك الشيطان الذي اخذ زوجته فهو مستعد للتضحيه بكل ما يملك....
لذلك بحجه التدرب مع ايلا مساءً استطاع اغراء الفتاه للقدوم بنجاح
تعجبت ايلا من والدها الذي كره قدوم الينور الي منزلهم...حين اخبرها انه بامكانها احضار الينور للتدرب معها الليله...
وسرعان ما ادركت ايلا نيه والدها..حين طلب منها احضار احدي كتبه باحدي غرف الطابق السفلي..واوصد الباب عليها بداخل الغرفه
وهكذا...بينما حبس الطفله...قدمت الينور الي غرفه البيانو حيث تدربت مع ايلا عدداً من المرات...علي الرغم من انها لم تأتي كثيراً من بعد ذلك الحادث...وبسبب كره رايان الواضح لها...
لكنها اتت لتري صديقتها...ولذلك وعكس ما توقعت ان تري صديقتها حال فتحها باب غرفه التدريب...
رأت رايان... الذي امسك بزجاجه خمر في يده وقد تناثرت العديد من الزجاجات الأخري في ارض الحجره....
بشعور الطفله بعدم الامان وبالبرود الصادر من رايان الذي كان بالكاد قادرا على فتح عيناه
تراجعت للخلف وهي تنوي الرحيل لكن
رايان الذي ادرك ان الطفله اتت وها هاي امامه اعتراه الغضب الدفين حال رؤيتها وفي ثوان كان قد اخذ يركض خلفها.. لم تكد الينور تخطو عده خطوات باقدامها الصغيره حتي امسك بها رايان وفي لحظات كان قد جرها عائدا الي حجره التدريب حيث اعتادت محبوبته ان تجلس وتعزف آلتها المفضله..
لم يسمع صراخ وبكاء الطفله وسط شريط الموسيقي العالي الذي كان قد بدئه منذ ساعه..
وبينما احاط جسد الطفله الصغير بجسده الضخم قام بربط كلا من يديها بقواعد البيانو
توسلت الطفله وبكت في فزع وهي تحاول فك يديها من العقده المحكمه علي رسغيها
لكنه خرج غير عابئ بصراخ الطفله التي في الاعلي او التي حبسها في الاسفل
لقد انتهي كل شيئ على اي حال...
انتهي عالمه منذ زمن.....
لذلك لا ضرر من ان يتخلص من كل ما تبقي في طريقه أيضاً...
دندن علي نغمات الموسيقي العاليه بينما استمر بسكب السائل في جميع ارجاء المنزل..لقد كانت مقطوعتها المفضله....ابتسم للمره الاولى منذ سنوات وهو يلقي بما تبقي في الدلو علي جسده....اخرج ولاعته الحديديه من جيبه...اتجه للطابق العلوي مره اخري ومن ثم وقف علي مقدمه السلم....القي بالولاعه المشتعله..وتحرر من جحيمه....
...............
عكس الينور التي كانت مقيده... ...تمكنت ايلا من الهرب من النافذه التي كانت بالغرفه...واسرعت بالخطو عبر حشائش الحديقه الاماميه للمنزل وهي تسعل الدخان...
سقطت علي حافه الحديقه وهي تنظر الي منزل والدتها يحترق وسط رجال الاطفاء الذين هرعوا باختراق المنزل...
وسرعان ما خرج احدهم بطفله فاقده للوعي.. وهنا كانت صدمه ايلا حين رأت انها ليست سوي صديقتها الينور....
وعكس ايلا.....كانت حالتها سيئه للغايه وتم نقلها فوراً للمشفي بواسطه عربه الاسعاف......
لم تتوقف ايلا عن العزف.....بالعكس لقد كان العزف هو الهديه الوحيده التي تركتها لها والدتها والشيئ الوحيد الذي يذكرها بها ...لذلك..لم تستطع ابداً التخلي عنه...
اما الينور.....بعد علاج سنه بالمشفي اثر ما اصابها من جروح وحروق من الحادث..خضعت لعلاج نفسي لمده ثمان اشهر بعدها وعلي الرغم من عوده الفضل في سرعه انقاذ رجال الاطفاء لها وعلاجها من الحروق الطفيفه التي اصابتها.. حتي اختفت معظمها بلا اثر...الا ان الينور لم تمس بيانو مره اخري في حياتها...كان مجرد الاقتراب من البيانو يجعلها تصرخ وتدخل في حاله من الرعب والفزع على الرغم من خضوعها للعلاج النفسي.....
وهكذا تركت الطفله الموهوبه العزف للابد...
.....................
ايلا التي اخذت تحكي عن والدتها والينور وعالمها بما فيه من تكنولوجيا والي ما اخره.....لم تذكر شيئاً عن كيف ماتت والدتها او عما فعله والدها.....
كان عليها اخباره...لكنها لم تستطع ان تفعل ذلك...
لانه..سيعلم حينها...كم كانت وقحه وقد استمرت بعزف البيانو..بعد ما حل بالينور التي لم تعد قادرة حتي على لمس البيانو مره اخري...
ان كان علي احد ان يتخلي عن العزف فليس الينور الموهوبه...بل هي...لكنها...لم تستطع أن تترك الشيئ الوحيد الذي ذكرها بوالدتها...
لذلك تمسكها بالعزف حتي بالرغم من كل ما حدث... كان ذلك مقدار حبها لستيلا....
لم تخبره سوي عن الاشياء الجيده والعاديه...
ونيكولاس الذي استمع لها...لم يغفل هذا الامر او كيف تخطت من عزفها هي وصديقتها البيانو الي دراسه صديقتها للتاريخ....لم يكن متأكدا..ان كان لذلك علاقه بحياه ايلا ام مجرد اختيار لاي سبب كان...
لكن برؤيه كيف اخذت ايلا وقتا بينما انتقلت من جزء لاخر.... علم انها لم تترد لانها تحاول ترتيب ما تود قوله..بل لانها تحاول ان تتخطي بعضا من الأجزاء التي لا تود ذكرها...مما جعله يتسائل ان كان عليه ان يصر علي معرفه الامر...ام لا يجبرها و يضغط عليها..فربما ما تحاول عدم الافصاح عنه هو ذكري مؤلمه لا ترغب في التحدث عنها .....
"انت تعلم...اليس كذلك ؟ "
"لماذا تظنين هذا ؟"
سئل نيكولاس بجديه وقد كان متأكداً ان تعبيرات وجهه لم تخنه....
"لا اعلم..لكن...يمكنني فوراً ان ادرك ما ان انظر لعينيك..انك اكتشفت ذلك"
لقد كانت دائماً جاهله بكل شيئ لكن لسبب ما تشعر انها تستطيع رؤيه... كل ما يتعلق به... لذلك ما ان توقف عن اجابتها وظل صامتاً في نقطه ما بينما امعنت عيناه بعيناها في صمت....علمت.....انه امسك بها...
وكانت هي من ارادت سؤاله...عن كيفيه اكتشافه لهذا....لانها لم ترد ان تكذب... لم تختلق شيئاً من خيالها وقامت فقط باقتصاص بعض الأجزاء او تخطي البعض...وقد حاولت كل ما في وسعها ان تفعل هذا بكل تلقائية....حتي لا يلاحظ....لذلك كيف له ان يعلم...بعد ان بذلت مثل هذا المجهود في جعل الامر طبيعيا ؟....
"لكني حقاً لم اكذب في شيئ...."
تمتمت وهي تنظر الي اصابع يده الطويله التي غطت يدها...بينما جلست بجواره على احدي الارائك بالغرفه والتي انتقلا اليها منذ فتره....
"انا اخبرك فقط تحسباً..لكي لا تسيئ الفهم..."
اخبرته مره اخري وهي تدير رأسها لتنظر مباشره الي عينيه مجدداً...
" لا بأس..انا لم افعل هذا...."
"حسناً... هذا جيد....."
لم تعلم ان عني هذه الكلمات ام لا وخشيت من ان يتسبب هذا بسوء فهم بداخله حتي وان لم يخبرها
"تعلم في الواقع انه امر سيئ للغايه..."
لم يعقب وانما استمر فقط بالنظر لها....مما جعلها تستمر ...
"يجب ان يكون هناك بعض الخصوصيه....والمراعاه للطرف الاخر....لا يجب عليك ان تكون فائق الذكاء والدهاء فيما يتعلق بهذه الأشياء...انظر مثل الان لم ارد..اخبارك...لكن لانك علمت فها انا اشعر بالسوء الان "
"تشعرين بالسوء ؟"
"اجل..اشعر وكأني فعلت شيئاً خاطئاً.. اعني انا لم اخبرك ليس لاني لا اثق بك...لكني اشعر كما لو كان الامر كذلك "
لانها لا تريد ان يظن انها لا تثق به...او انه ليس عزيزاً عليها بدرجه تجعلها تشارك احزانها معه....لذلك استجمعت شجاعتها لتخبره....
" ما لم استطع اخبارك هو امر يخص رايان...."
ضمت شفتيها معاً للحظات وهي تفكر في كيف تخبره ذلك...ومن اين تبدأ هذا....
اخذت نفساً وقد أجبرت نفسها علي تذكر تلك الليله والتي سرعان ما شعرت بالاختناق والضيق...و تكونت الادمع بعدها بلحظات في اعينها...لكنها ابتسمت وهي تزيح بعض القطرات التي سقطت علي وجنتها قبل ان تعتدل في جلستها وتخبره.....
"بالرغم من فقداني لامي..كانت الينور وخالتي هناك بجواري لذلك استطعت التحمل...
اما رايان الذي اكتشفت بعد رحيل امي ... انه لم يعتبرني ابدا ابنته...وانما كان ذلك فقط ارضائاً لها....
لم يكن لديه احد.... ..لذلك لم يستطع ان يتخطي موتها....."
..............................
لم تعلم ايلا عدد المناديل التي استخدمتها...لكنها شعرت بانها افضل بعد ان انتهت من نوبه بكائها التي استمرت طوال وقت حديثها....لم تبكي على ما حدث لها.....
لقد كانت تشعر بالخوف....
كلما تذكرت الوقت التي الذي امضته في طرق الباب في تلك الليله....الدخنه التي ملأت الغرفه...صوت الموسيقي العالي الذي غطي صوت صراخها وطلبها للمساعده...بالرغم من هذا لم يكن ما احزنها اي شيء مما حدث لها في هذه الليله...لقد كانت حزينه لاجل ما حدث لصديقتها لذلك استمرت دموعها بالانهمار......
وكالعادة تربيت نيكولاس بلطف علي ظهرها قد جعلها تشعر بقليل من التحسن...ربما كان هذا هو الشئ الوحيد الذي ظن ان باستطاعته فعله ليهون عليها...
لكنه لم يدرك حقاً كم ملئها هذا بالامان والدفء الذي سرعان ما تعجبت لكيف انها...ولاول مره تفصح عن هذا الحادث لشخص اخر....فمنذ ذلك اليوم كان هذا الامر مكتوما بداخلها...والدتها رحلت...ولم يكن لها اصدقاء ولم يكن ممكناً لها ان تتحدث عنه مع الينور..او خالتها التي قررت الا تذكر الامر مطلقاً لمصلحه ابنتها....
لذلك حقاً...شعرت بتحسن كبير...
وقد استطاعت ان تستمد الشجاعة أيضاً لتسأله بعدها...
"اذا....هل تظن اني انانيه و وقحه ؟"
نيكولاس الذي ظن انها ابعد ما تكون انانيه..والذي لم يتعجب من قلبها الذي امتلأ حزناً وقلقاً علي ما حدث لصديقتها لا هي....علم انه حتي لو اخبرها ذلك فلن تقتنع ولن يغير ذلك شيئاً مما تشعر به..لذلك لم يذكر شيئاً يخص عدم اهتمامها بنفسها بدلا من صديقتها....
"مطلقاً....فعلت هذا لكي لا تنسي والدتك التي رحلت والتي احببتها كثيرا اليس كذلك ؟ لذلك لا بأس في ان تفعلي هذا.."
لم يكن هذا ما توقعته ايلا التي عاشت وهي تظن كونها كذلك....لكنها اومأت رأسها تلقائيا وهي تعيد دفن رأسها في صدره....بالرغم من انها اعترفت بانها كذلك...لابد من انها تمنت هذا بداخلها...هذا ما فسرت به شعورها بالسعادة والراحه التي عمت عليها.....
"اذا ماذا عنك ؟ "
لم تفكر بالامر سابقاً لكنها تسائلت الان..ماذا سيفعل احداهما ان وضع في موقف مشابه...
"ماذا ستفعل اذا رحلت ؟"
"لن يحدث هذا "
"لا اعني اني سارحل اقصد اذا ما.. اذا ما فقط رحلت
مجرد سؤال بلا معني..اود ان اعرف ماذا ستفعل حينها..."
"لا ادري...."
اجاب بضيق وهو يعيد سند رأسه علي الاريكه خلفه وقد اغلق عيناه مما جعلها تستسلم...
"ماذا ؟ احقا لا تعرف "
"لان هذا لن يحدث ابدا "
"اوه فقط فكر في الامر بجديه !! الن تفعل شيئاً مثل ان تبني لي تمثالا تبكي امامه... او تبحث عن شبيها لي او نسختي في هذا العالم "
"تمثال ؟؟ لما سأبكي امام جماد لا يتحرك ؟؟ و هل لديكي تؤام اتت معكي وتدعي ايلا أيضاً..؟؟"
"ليس تؤام بل شبيهه !!...تعلم هذا ما يحدث بمثل هذه الحالات..."
"لا ادري عن هذا...لكن وان كان هناك شخص يشبهك..فبهذا العالم او ذاك..لا يوجد سوي ايلا واحده امضيت معها طوال الفتره الماضيه... وهي انتي..اي شخص اخر...يشبهك او لا...لن ينفع...."
"حقاً حتي إذا كانت نسخه طبق الاصل ؟!!"
سئلت بدهشه....وسرعان ما اعتدل نيكولاس امامها وقد حاصرها علي الاريكه بين ذراعيه
"ماذا ان كانت نسخه طبق الاصل ؟.."
لم تستطع ايلا الرد...اغلقت عينيها سريعاً وقد ارتجف جسدها ما ان شعرت بشفتيه علي رقبتها...
"..هل ستتذكر هذا ؟..."
"تمهل__"
قاطعها بقبلات اخري علي كلا من جانبي رقبتها
وقد صدرت ضحكاتها اسفله بينما حاولت ابعاده عنها....
"ام انها ستذكر هذا ؟؟ "
قال وهو يقبلها مجدداً بينما امسك بمعصميها التي كانت علي صدره تدفعه...وقد تلوت في مكانها وهي غارقه في الضحك محاوله ان تبتعد عنه.....
"اوه...توقف...هذا...ليس...ما عنيته.. حسناً.. !! فهمت.. حقاً فهمت..لن اذكر هذا مره اخر___"
ترجته وهي تتمني ان يتوقف قبل ان يتوقف قلبها عن النبض...بينما علا صوت ضحكتها في كل مره لامسها
ولحسن حظ ايلا...وسوء حظ نيكولاس...استوقفهما صوت طرقات للباب ورفع نيكولاس رأسه عن رقبتها للحظات وهو يسأل بضيق عن هويه الطارق...
وعلي الرغم من سماع اليزابيث لصوت نيكولاس المتجهم من خارج الباب الا انها لم ترتجف او تتحرك ولو خطوه واحده وقالت بكل احترام وادب
"جلالتك...علي سموها الذهاب لاخذ قياسات ثيايها الجديدة..."
"الم يكن هذا محدداً في المساء ؟"
تسائل نيكولاس وهو ينظر من الشرفه ليلاحظ فقط لتوه ان الشمس قد غربت بالفعل....واستغلت ايلا هذه اللحظه حيث انزلقت من اسفل جسده وقد خطت بخفه نحو باب القاعه ولم تتوقف ضحكاتها الرقيقه بعد......
"يبدو انك لم تكتفي بعد؟؟"
ادعي الحزن وهو يحثها علي البقاء....
" الشكر لك...لقد اكتفيت حقاً حقاً اكتفيت !!"
تعجبت..كيف له ان يظهر مثل هذا التعبير البرئ بينما انقض عليها منذ ثوان مضت
بالواقع هي مازلت تشعر بشفتاه علي جميع أنحاء رقبتها...
"لا اظن هذا..."
" بلي كما اني....."
"تعلمت انه ليس من الادب ترك شخص ينتظر..."
همست من بعيد وهي تشير الي الباب خلفها وقد كان متأكداً من ان اليزابيث استطاعت سماع كل ذلك....
ابتسم لها بينما خرجت من الباب ولكن سرعان ما ادخلت نصفها العلوي من بين الباب وهي تودعه ملوحه د له بذراعها باقصي ما لديها قبل ان تقول في همس مره اخري
"سأذهب للعزف لاحقاً اتود المجئ ؟!!"
اراد ان يخبرها المثل ولكن سرعان ما سمع شهقه عاليه تبعها خروجها واغلاق الباب خلفها ...والتي توقع انها لاليزابيث التي شهدت لأول مرة في حياتها مثل هذا التصرف لسيده.....
لكن هذا لم يمنع ابتسامته التي ظهرت بينما عاد لمكتبه مره اخري وقد قرر بالفعل انه بالتأكيد سيذهب...لانه حتي وان كانت هي قد اكتفت...فهو لم يكتف بعد....
................
اتمني ان الفصل قد نال اعجابكم 💖💖
بالنسبه لعدد فصول الروايه فهي في حدود ال ٤٩ فصل وقد تقل فصل او تزيد فصل بحسب الاحداث...
ولكن للان تبقي ٦ فصول ونودع ايلا ونيكولاس او تودع ايلا نيكولاس اياً كانت النهايه 💖
علي اي حال
أراكم الفصل القادم 😘
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro