Part18♣
....
"أحذري غلطه واحده وستصبحي في قعر الجحيم"
"لا تريدين أن ينفصل رأسكِ عن جسدك...أليس كذلك؟!"
"أنطقي بحرف واحد وستري شئ لا يعجبكِ إطلاقاً"
"للمره المليون....توخي الحذر لكي لاتموتي بطريقه شنيعه لم يشهدها التاريخ بعد"
مازالت تلك الكلمات تدور في ذهني,أحاول نسيانها ولكن بلا جدوى,لا مفر من الجحيم,لدي الكثير من الخيارات ولكن جميعها تقودني للهاويه.
قدماي تتحرك بثقل وكأنهما مشلولتان,أترنح يمينا وشمالاً لا أستطيع موازنه نفسي...ماذا فعلت من سوء ليحدث لي كل هذا؟!
لمحت منزلي الصغير ليدب الدفئ في قلبي,كأمُ رأت صغيرها بعد فقدانه,لم يتغير شئ به,ولكن الباب مُغلق بإحكام,أستطعت فتحه بالأخير لأدخل وأستنشق رائحته المميزه,خلعت ثيابي لأستحم بماء حار يرخي أعصابي,ساعه كامله تحت الماء لم ولن تغير ما أنا به من فوضى عارمه,أرتديت شئ مريح لأستلقي فوق السرير,أغمضت عيناي بقوه وكم أتمنى أن أفتح عيناي وأرى كل شئ كما كان,بحث عن هاتفي لأراه موضوع بخزانتي,لا أعلم من أقتحم المنزل ورتب أغراضي,وضعت الهاتف على الشحن لأذهب للمطبخ,أصبحت شاحبه بسبب قله شرب الماء,رميت بالقنينه الأولى لأشرب الثانيه وأعوض ما فقدته من سوائل...
عدت لأفتح هاتفي وقد أمتلئ قليلاً,رسائل وأتصالات بكم هائل,تجاهلتها جميعاً وثبت نظري على رسائل علمت أنها من زين,تنهدت بإرتياح,على الأقل يهمه لمَ أختفيت.
"هل تظنيها مزحه لتختفي بشكل مفاجئ"
"معتوه...عندما تعودي أتصلِ بي,وجدت لكِ عمل مناسب"
"أين أختفيتي يا فتاه"
قراءت الرساله الأخيره ليهتز قلبي,أعيد قرائتها مراراً وتهديد هاري يصرخ بعقلي,أغمضت عيناي لامنع نزول الدموع,فعبد كل بكاء يصيبني صداع يعاتبني على ضعفي.
"دعني أراك غداً,العاشره صباحا في منزلي"
ضغطت زر الإرسال بسرعه لأغلق الهاتف,لن أبكي ولن أكون ضعيفه,أردت إخراج الطاقه السلبيه التي تجتاحني,لذا شغلت الأغاني الصاخبه ورقصت بطريقه.. كما لم أرقص من قبل,شربت الكثير من النبيذ لتزداد متعتي,خمدت قواي لأرتمي فوق الأريكه وأستسلم للنوم...~
________
أستيقضت على صوت طرق قوي على باب منزلي,أنظر للساعه لأستوعب أنها الواحده ظهراً,أستقمت متوجهه نحو الباب,لا أريده أن يُخلع من مكانه,تلك الهيئه الواقفه أمامي جعلتني أشعر بالضعف أكثر,عيناه العسليه محاوطه برموش سواء كثيفه,شعره الفحمي قد طال قليلاً كم هو حال شعر ذقنه,هذا ما زاده إلا وسامته,أكرهه بالفعل,ولكن أحتضانه في هذا الوقت أنا أحتاجه,بعد التواصل البصري أحتضنته لا إرادياً,قد أبدو حمقاء أمامه,بادلني الحظن لأبتسم بألم,لا أستطيع أن أقول حرف واحدا عمَ حدث,هذا يصيبني بالأختناق..
ف
صلت الحظن وانا أشعر بالندم,ينظر لي بدهشه وكأنني شبح~
#ZAYN
لا أعلم أين أختفت سارين البشوشه والمتحديه,سارين المُجادله لاهتفه شئ,مُختلقه للشجار كلما رغبت,لم أرى هذا التغير تصرفاً,ولكن رائيته بوضوح في ملامح وجهها,وذاك الحظن المليئ بالغموض..
لم تحتظني لاني زين,بل لأنها كانت تريد ذلك,حتى وإن رأت جارتها التي تكرها,لفعلت نفس الشئ.
شعرت بالحرج بعد ذلك,تنظر لي بتوتر ثم تشيح نظرها بعيداً,لا توجد عليها اي ندبات أو جروح,يتضح لي أنها لم تكن مختطفه,ولكن لمَ التوتر والخوف وكأنها هربت من العداله..
جلست مقابل لها,أنظر لها بأستفهام منتظراً أي تفسير ولكنها لاتنطق,تلوى أناملها بتوتر وعيناها تتحرك في الأرجاء,لا تستطيع خلق محادثه لذا فعلت أنا.
"ماهذا الأختفاء المفاجئ؟"سألت بهدوء لتنظر لي بتوتر,تتنهد ثم تبداء حديثها,نطقت كلمات غير مفهومه,صفعت نفسها بخفه,ثم أرتشفت من المياه,وبدأت تتحدث بشكل طبيعي~
"أخذت لنفسي أجازه...بعيده عن هذا المحيط"
"أمتأكده"قلت بشك لتهزء رأسها كالمجانين,تصرفت وكأنني صدقتها لترتاح قليلاً,مع العلم إني لم أصدقها البته.
"بالمناسبه,لديكِ مفاجئه"قلت بهدوء لتومئ بإصرار,أردفت مبتسماً"لقد تمت برائتكِ أمام المدير"
يفترض بها أن تفرح وتقوم بإحتضاني من شده فرحها ولكن حدث العكس تماماً أنتفضت من مكانها بهلع لتقول"عرفتم من الفاعل؟"
رده فعل عكسيه تماماً,سارين لاتبدو على ما يُرام"لا...ولكن تلك الموظفه عنفتها لتعترف أمام المدير أنكِ بريئه,رفضت قول من وكلها بذلك,تصرفت معها بوحشيه لتخبرني أنها ستعترف فيما بعد,ولكنها أختفت نهائياً بعد ذلك,بحثت عنها في كل أنش من المدينه,وكأن الأرض أنشقت وبلعتها"
أنهيت حديثي لتتنهد بإرتياح,جلست مره أخرى لتنظر لي"زين" يبدو شكلها أكثر لطفاً,لذا أحببت السخريه منها,لتعود سارين القديمه"أنتِ لن تعترفِ لي بحبكِ..أليسـ..."قاطعتني برمي قنينه الماء الفرغه"لن تكف عن سجاذتك"قالت بإزداء لأضحك أكثر"حسناً لن أعيدها"حبست ضحكاتي لأعود للجديه مره أخرى,ترتخي ملامحها وكأنها على وشك البكاء"أنا..آسفه"قالت بتررد وكأنها تحاول شرح أمرٍما,أنصنت لها فتردف"تعاملت معك بقسوه الفتره الأخيره,أو لنقل منذ أن ألتقينا,أنت دائماً ما تقوم بمساعدتي,لولاك لنُفيت بسبب حماقتي الدائمه"أغُرِقت عيناها بالدموع ولا أعلم سبب تغيرها المفاجئ,أقتربت منها لأمسح على شعرها لتبدو كطفله تعتذر عن تصرفها الطائش..أحببت الموقف~
"لا شكر بين الأصدقاء"قلت بهدوء لتبتسم بألم,نظرت لعيناي وكأنها تريد الأعتذار أكثر,حالتها مزيه..
"لن تقومي بتقبيلي"قلت بجديه لتضحك وتلكمني بخفه"مازلت زين الغليظ"
"نعم لم أتغير,بينما أنتِ تغيرتي في غصون ثلاثه أيام"
تحدق بنقطه وهميه كأنها تحاور نفسها,تجاهلت كلامي,مسحت دموعا لتقول محاوله أن تبدو سعيده"أريد أن آخذ جوله معك"
أنحنيت وقلت برسميه"يسرني ذلك"تظحك بإنغماس لتقوم بتغيير ملابسها وتلحق بي للسياره..
"لنتواعد"قالت بجديه لانظر لها بذهول,تصفعني لتقول بسخريه"فقط لدخل ذلك المطعم الكوري"
ضحكت بقوه حين تذكرت شكلها ذاك اليوم,تناولنا طعامنا,وكالعاده النادل يتمنى لنا السعاده الأبيده لننظر لبعض وبتسم ببلاهه,بعدها ذهبنا لحديقه الملاهي لنقضي وقتاً رائعاً,لا يخلو من الشجارات التفاهه والتهديدات كالأطفال,تناولنا المثلجات وها نحن في طريق للعوده..
"أيمكنك أخذي للمقبره" قالت بهدوء,وها هى على وشك البكاء مره أخرى,لا أريد أن أظغط عليها بأسألتي أكثر,تخفي أمراً ما وأنا متأكد من ذلك,لا أعلم من ستزور في المقبره,على كلاً سأعلم حين نصل>>
ترجلت من السياره لأفعل المثل,نظرت لي ببرود"أرجوك,أريد أن أبقى لوحدي"
"لن تقومي بدفن نفسكِ"
أبتسمت بصعوبه,تومى بسخريه ثم تتوجه للداخل,فضولي سيلتهمني لذا لحقت بها بعد مده,جلست بجوار قبرين متشابهان في الشكل,تنظر بألم وتتمتم بكلمات لا أستطيع فهمها,أقتربت أكثر لأعرف ما تقول~
تشهق بقوه ولا تكف عن البكاء,تمسح دموعها لتنزل أكثر مما تمسحه,أراحت رأسها عند إحدى القبرين"تركتماني أُعاني وحدي في هذه الحياه اللئيمه,جعلتماني أتحمل مسؤليه كبيره لا يتحملها سني,تركتما خلفكما ذنب لأعاقب عليه بشده,دون أن أخطئ"
أكاد أبكي على حالتها المزريه,تشهق مره أخرى,تظرب القبر بيدها الصغيره,حتى أمتلئت بالدماء"أن لا أزوركما كل يوم لا يعني أنني نسيتكما,أنتم بقلبي دائماً,تحبا طفلتكما المدلله ولكن لم تثبتوا لي هذا الحب"
"أشفق على نفسي كثيراً,من بين ملايين الناس كُتب لي بالتعاسه"
تنهار باكيه لألحق بها,إن بقيت ثانيه واحده ستصاب بالجنون,لم أعهد أن أراها بهذا الضعف,جريتها للسياره وهى تئبى ذلك,كانت شبه نائمه,لقد أستنزفت كل طاقتها,حملتها للداخل,وضعتها على سريرها بهدوء, بحثت عن معقم في خزانتها,أقوم بتنظيف الجرح وإزاله الأتربه عنه,لففت يدها بشاش أبيض ثم نهضت,تشبثت بيدي وتنظر لي بضعف"لا أريدك غداً أن تنظر لي بشفقه"
أ
ومئت لها ثم أنصرفت,أنا حرفياً أشعر بالشفقه نحوها,كنت أجهل أن حياتها بهذه الفوضى, حياتها الغريبه جعلتني أنسى ما أنا به من حزن أثر فراق سارين°~
أريدها أن تذهب معي للشركه غداً ليعتذر لها المدير كما وعدني,ولكن حالتها صعبه جداً,سأفعل ذلك غداً,آمل أن تتحسن,فروئيتها بهذه الحاله يشعرني بعدم راحه,بعد أن كانت سارين البشوشه~
___________________
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro