فصل||02
كنتُ أشبهُ بطفلةٍ صغيرةٍ لا خوف عليها مِن الظلمةِ ، كنتُ أعيشُ حرةً في طيّات منزلي لا فِرعون ينشرُ ظلمه فوقَ جُثماني و لا حاكمٌ يستصغرُ قيمتي .
بعدما خبأتني امي، طيلت تلك السنوات الماضية تحت ذراعيها، لم أكُن اعرفُ سِوى الأمان، والان ها قد رأيتُ بشاعة هذهِ الحياة، أنها لا تُشبه أُمي بُتاتاً.
" هيا تعالي إلى فوق كي أعلمكِ بعض الأمورِ عن عائلتنا يا عاهرة "
لسانهِ مُثير للاشْمِئْزاز و كذا الحالِ إلى وجههِ ، كيفَ سأقضي هذهِ السنين بصحبتهِ ؟ صعدنا إلى الأعلى و يدي ترتكزُ على بطني اتصفحُ جدار الغرفةِ الّتي سأسكنُ بها بعيني ، جذب كلّ سمعي عِندما قال
" هذهِ غرفتنا ، لا أريدكِ أن تثرثري بشيءٍ لا يحتوي على معنى خارجها و أفضلُ بعدمِ الثرثرةِ "
" أن كانوا عائلتك لطفاء معي لن يجدوا شيئًا سيئًا مني "
أصبحتُ في الفتره الاخيره أنفضُ الاشخاص مني كمنْ ينفضُ الغبار عنه حرفيًا، لمْ يعدْ لي طاقة على تحمل أيّ مخلوق يشعرني بربع شعورٍ سيء.
" غيري ملابسكِ و أنزلي ، الطعام جاهز و والدي يكره من يتأخر على المائدةِ "
" حسنًا لكن... "
نزولهِ السريع مِّن السلّم بترَ كلامي و جعلني أقابلُ الحيّرةِ و أصفقُ لها على شجاعتها لتلبسها جسدي . المقطوعُ من شجرة، ستظل تعذّبه فكرة الجذور
تارةً سينبتُ مثل زهرة و أخرى سينغرسُ مثلَ رمح . قدتُ ساقي إلى خزانةِ ملابسهِ و أخترتُ قطعة منه ، ليست مشكلتي حينها لمْ يقلْ أين ملابسي ؟ أئذا جاءَ و تفجر فيّ كالعيون ماذا سأقول إليهِ ؟
هبطتُ إلى الأسفل و وجوههم اتّخذتْ وجهة معيّنة و هذهِ الجهةِ كانت جسدي ، عيون كيونغسو لمْ تكُ تحملُ الغضب بلْ هدوءِ العالم سكنتْ فيها ، قعدتُ قُبالتهِ و ابتسمتُ لهم . مدّتُ و مهّدتُ كفي لأخذ الملعقة و باشرتُ بتناول الطعام تحت انظارهِ ، مرّةً أحطُّ عيني على الصحنِ و مرّة أخرى أحطّها على عينيهِ ، من حارب في عينيهِ الحُزنِ ؟ بسبب هذا الكمْ الهائل مّن الحزنِ الّذي يتركبه أنتابني شعورٌ غريبٌ ، لم يكُ شعورًا وحسب ، رأيتُ قلبي يسيرُ نحوهُ و أنا ثابتة. كنتُ بالسّرِ أغارُ عليهِ و بالسّرِ أخشى من وقوعِ أحدٍ غيري في جمالِ عينيهِ .
" بالمناسبة كيونغسو اليوم تلقيتُ دعوة من زملائي "
مضغّ الطعام و بلعهُ سريعًا
" أكملي ! "
" الدعوة تشملني أنا و أنت "
سكتُ لثوانٍ و أكملتْ
" هل يمكنك القدوم ؟ "
" متى ؟ "
شعور السعادةِ دخل إلى صدري ، من الفرحةِ الّتي أصابتني؛ ساقي لا تقدرُ على حملي
" الحفلة ستكون في ليلةِ رأس السنة "
" في وقتها سنفكر في الأمر ، و أيّ شيء آخر ودّكِ قوله لي أنصحكِ فوق "
" حسنًا "
وقتئذ أنتهى العشاء ، نظفتُ المنزل ثم اتجهتُ إلى غرفتي . قَلبِي مُشتعلِ بحَرائِقٌ صَعبٌ أخمادِها،اشعُر بأنِي احترّقُ بِينما جَسَدي باردُ المَلمس ، شُعور الذنَب يتفاقَم بَداخلِي ، أتأمَل مّضَجعي بِقلةُ حيَلة ، ايامٌ باتتَ مُكررة ثَقيلة ، المَياه المالحَة غادرّتني والعَيونُ تعَبة ، لمَ اعدَ اذكُر متىَ اخر مُرة غَبتُ فيها عن واقعًا مريرًا باتَ يُقرفنَي ، لا اذُكر.
الكثيرُ مّن الأيامِ إنقضتْ و هرولتْ إلى نهايةِ هذا العام و بدأت بعامٍ جديدٍ ، أحسُّ أن الأيام الّتي تمضِ هكذا تخبأُ خلفها إيامٍ سوداء لا يمكنُ تجنبها . ما يُفرضُ داخل هذا البيتِ لا جدالَ فيهِ ، بالرغم مّن كلامي الهادئ معهم و اختلاف ألسنتهم القذرةِ عن لساني إلا و صراخ الوالدة عليّ تخطى كونه معقولًا و هذهِ إحدى الأسباب الّتي جعلتْ مني أنثى قويةٌ لا تحتاجُ إلى شخصٍ يساعدها .
" جوري تعالي و ساعدي أمي في ضبِّ هذهِ الهداية "
" حسنًا ، أنا قادمة "
خلال هذا اليومِ مّن السنةِ الإنس يحتفلون في الشوارع و النوادي من أجلّ قضاءِ ليلةِ رأس السنة الميلادية في مكانٍ رومانسي ، منْ كثرِ العمل الصعب الّذي تُرِكَ إلي ، طفلي الصغير لا يتحركُ أبدًا بتُ أخشى عليهِ فعلًا . حملتُ عُلبْ الهداية إلى مكانها و رتبتها جيدًا تحت شجرةِ الميلاد ، هذهِ أول سنةٌ لي معهم دائمًا ما كنتُ أحتفلُ مع زملائي الّذين أعتدتُ على رؤيتهم في كلِّ صباح . و بخصوص زملائي هل نسى كيونغسو الحفلةِ الّتي ستقام اليوم ؟
" لعلّى كيونغسو يتذكرُ حدِيثي معه "
لعلّي مرهقةٌ لا استطيع أن أجد نفسي ، أُحاول أن أفعل شيء ما ، أعمل مِن أجل شيء ما ، ٲنا ايضًا بحاجةٍ إلى أشياء تَصبح جميلة بدون عَمل ، أريد ان أعيدني إلي .
" أنهيتُ عملي ، و الآن يا صغيري علينا الذهاب إلى الغرفةِ كي ننالُ قسطًا مّن الراحةِ "
" عن أيّ راحة تتكلمين ؟ عليكِ تنظيفُ البيتِ قبل حلولِ الليل فمعظم الضيوف سيّزورونَ بيتنا العظيم و نكملُ حفلتنا معًا ، و لا تنسي إعداد الطعام منْ أجل السهرةِ "
لمْ أتعبُ عنان نفسي مِّن النظرِ إليهِ فمن لا يحترمُ روحي عندهُ لن ينال عطفي اِتجاهه .
" فهمتِ ! "
يُفضلون لفت الإنتبَاه ، و لكن حينما تلتفتْ إليهم لا تجد سِوى إستنسَاخ بطريقة أُخرى ، و بمظهرٍ آخر .
" فهمت "
لمْ يتذكر شيء واحد مِمّا قلته ذلِك اليوم لذا يا جوري لا تتأملي منه الكثير .
تبقى لي شهرٌ واحدٌ و أنجبُ هذا الطفلِ الصغير ، كمْ أتمنى إخراجه من بطني اليوم و ليسَ بعد شهرٍ ، أمسَ الذعرُ ينتشرُ فيّ و القلق يسري في عروقي . العَالم باتَ مَزبلةُ القوى الغرائزيِّة. أتمّمتُ مّن إزالةِ الوسَخ الّذي كان عالقًا في البلاط و بدأتُ بصنعِ الطعام ، كلّ هذهِ الساعات و أنا واقفة دون أن أكلفُ عنان نفسي للجلوسِ و نيلَ قسطٍ من الراحة .
يا أيّها الإنسان ما غرّك بربِّك الكريم !!
إنسانٌ لا يمتلكُ من الرجولةِ شيئًا ، كلّ ما يملكهُ عائلة لا نفع منها . أيها الربّ خذْ روحي و تقبلني بِإنكساري ، أتيتُ لك بِذُلي وآهاتي ، لا أجدُ مهربًا مِن هذه الدُنيا القاسية ألا نور حنانكَ خُذني ، طهرني ، خَلصني ، أنا لك لا لأحد غيرك. ، يا مالكي ومَلِكي لا يسعني العيشِ أكثر ، أنا منْ ورطتُ نفسي و عليّ تحملُ هذا .
" أنتهيت ، أيّ شيء آخر ؟ "
شزرَ كيونغسو عيني و أشار بيديهِ إلى فوق و من مقصدهُ فهمت ، لا مكان لديكِ بيننا ، خُذيْ طفلكِ و غادري إلى فوق .
أغشيتُ وجهي شكل التذمر و صعدتُ إلى غرفتي من دونِ فتح فمي . ليس شرطًا مّن تحبه يُسعدك و لا كلّ من تكره يُحزنك ، فالسكين رغم نعومةِ ملمسها
تجرح والدواء رغم مرارةِ مذاقه يشفيك.
ڪُنت أرفض دائِما الإنِتما لأي قلب ، لأي مكان ، لأَيّ أُغنيّة حتى أتى هو ضارِب بِخطوطي الحمراء عرضُ الحائطِ و بنى لهُ مركزًا داخل قلبي .
الألم الّذي أشعرُ بهِ داخل بطني شديد الشّناعةِ ، افتقَرُ إلى القوةِ ، مُحتملُ كبيرٌ أن ألدُ في هذا الشهرِ لكن كيف سأصرخ ؟
مدّدتُ جسدي على السرير و بدأتُ بسحبِ الهواء و إخراجهِ إلى أن خفّ الألم ، غيرُ مقبولٍ أن تأتي قبل موعدك عزيزي ، فهذا الشهر ربما يكُ من الخطرِ عليك زيارة الدُنيا لذا لا تتعجل في القدومِ . للأسفِ الشديد والدك لا يحبك و لا يريدك جزءًا من حياتهِ .
لمْ يعدْ الشخص الذي عرفه قلبي لأول مره.
دون سابق إنذار تفجرتْ السماء و أمستْ ملعبًا للألوان ، كم تبدو السماء جميلة عندما تتّلون و تبدو كأنها طائر الجنةِ ، لمستُ سطح بطني و همستُ إلى صغيري
" أنظر إلى السماءِ عزيزي ، كمْ أنها رائعة ! "
بغتةٍ فُتحتْ باب غرفتي و أصغيتُ إلى كلامهِ
" تعالي بسرعة جوري ، زوجكِ فقد الوعي "
" ماذا !!! "
وسفوح صدرك مسجدٌ يشتاق توبة مُلحد.
•
سلاااام ❤🚶
جوري تستمر بتلقي الصدمات إلى النهاية 😂💔 خطيه هي ناقصها
يعني البارت الثالث غمبلة 😎🚶 لأن إلي رح يصير....... ششش محمد كافي 😂😂😂
رأيكم بـ :
كيونغسو ! و نسيانه لحدث جوري المهم ؟ و هل فقرة الأغماء كانت ريل ؟
جوري ! لطافتها ! و ردة فعلها على كلّ شيء ؟
أكثر جزء عجبكم و لم يعجبكم ؟
رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم ؟
دمتم بخير ❤❤❤
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro