|١٠| الجندي الأعمى
أعاد براد الصور الي حقيبته وخرج بعد ان ارتدى ملابسه العسكريه وأثناء تمشيه وسط ممر السفينه سمع صوت احد الجنود يصرخ بسعاده
" لقد عادوا ! "
توسعت عيني براد وسرّع من خطاه حتى وصل الى مصدر الصوت ولكنه بحث عن أخيه من بين الجنود الصغار الذين كانوا يرتعشون من شدة البرد مبللين بالكامل .
لم يجد ثيّو ، ولا حتى ذلك الشبيه المجنون ، وأيضاً تيموثي ليس بينهم .. لقد كانوا ٥ أشخاص من أصل ٣٠ متدرب
فتقدم نحوهم يتظاهر بالقوة مخفياً خيبة امله وحزنه لعدم مجيء أخيه بعد
فقال بعيون حازمه نشرت الذعر في أوصالهم
" لمَ عدتم وحدكم ؟ .. هل تظنون انكم من فازوا في هذا التدريب ؟! على العكس .. من يعودوا متفرقين .. وقد تخلى بعضهم عن الاخر .. من يفضلون النجاة أولاً على رفاقهم ويتركونهم خلفهم هم من يفشلون في الاختبار .. اهنئكم فقد فشلتم فشلاً ذريعاً "
***
" لنذهب سوياً هاري ! لنذهب سوياً "
قالها ثيو بتملل وبأنفس متقّطعه وهو يلحق بِهاري ريدج الذي كان يركض وسط الأشجار متحمساً بعصبيه ، بينما الاخر يشعر بالعطش والتعب ويرغب فقط بأن يستريح ..
سقط ثيّو ارضاً متعثّراً بسبب صخور اعترضت طريقه فالتفت هاري خلفه يقول
" هل تستطيع النهوض ؟ "
لم ينتظر جواباً إذ انه اكمل طريقه تاركاً ثيو ينهض وحده وهو ينفض التراب عن ملابسه .
توقف هاري بشكل مفاجئ وهو ينظر امامه بهدوء .. وما إن وصل ثيو اليه قال بتعب وهو يلتقط انفاسه بصعوبه
" لمَ توقفت ؟ هل وجدت شيئاً ؟ "
تسمّر ثيو مكانه وهو ينظر الى فوهة البندقية الموجّهه نحو رأس هاري ريدج .
كانت إمرأه جندية ألمانيه من النظر الى ملابسها العكسريه ، رشيقه ذات ملامح حادّه وعيونها بنيّة اللون بينما بشرتها السمراء مدهونة بفحم اسود وشعرها الاسود مربوط كذيل حصان .. توجه سلاحها في وجه هاري بثقه .. وهي تقول بصوتٍ حذّر شبه عالي
" إرفعا يديكما أيها الجرذان البريطانيان "
إبتسم هاري ابتسامةً جانبيه وهو يرفع ذراعيه قائلاً
" لقد سمعت الخبر في الراديو السنة الفائتة .. هتلر يقوم بتجنيد النساء والأطفال .. هذا الديكتاتوري عديم الإنسانيه .. انه جبان يرفض تقبّل الهزيمه "
ثم تقدم نحوها وسط حذّر ثيو .. يقول ساخراً
" ماذا تنوين فعله بهذا السلاح ؟ يداكِ ترتجفان .. والعرق يتصبب من جبينك .. لم تقتلي احداً ابداً هل انا محق ؟ "
صرخت في وجهه بتوتر وهي تدفع فوهة البندقية على صدره
" يسرني ان تكون اول ضحاياي ايها البريطاني الوضيع ! انتم في وطننا ! لا تتقدم اكثر !! "
فقال ثيو بإرتباك وهو يراقب ارتجاف اصابع الجندية
" هاري .. هل نحنُ في منطقة ألمانيه ؟! ألم نكن في الحدود ؟! "
فرد عليه هاري وهو يراقب ارتجاف عينيها
" ألم تقرأ اللافته التحذيريه التي مررنا بجانبها للتو ؟ .. نحن وطأنا أرض العدو "
ابتلع ريقه بخوف وقال
" انتا ميتان لا محاله .. "
فابتسم هاري للجندية يقول
" لمَ لا تطلقين النار اذاً ؟ "
دفع ثيّو خصر هاري بخصره مغتاظاً بينما كان رافعاً ذراعيه بإستسلام يقول
" لماذا تتعمد استفزازها ؟! اغلق فمك ارجوك "
التفت هاري نحو ثيو وقال بإبتسامه غريبه
" وإلا ماذا ؟ هل تريد مني تشتيت انتباهها كي تهرب مجدداً ؟ ما رأيك ؟ "
ثم أعاد النظر الى الجندية يقول وهو يرفع البندقية امام رأسه ويتقدم نحوها مما اجبرها على التراجع بحذر وتوتر ..
" إرديني قتيلاً .. امامكـِ رجل رغبته الوحيده بالعيش هي لكي يقتل كل جندي نازي يملك الجنسية الألمانية .. اقتليني وإلا ازهقت العديد من أرواحهم .. "
ابتلع ثيّو ريقه اذ انه بدأ يعلم بأن هاري سيجلب الموت اليهما ، إغرورقت عينا تلك الجندية بالدموع وهي تقول والسلاح يرتعش بين يديها بينما تراقب تحديقة هاري المخيفه
" إنني .. لا استطيع .."
ليجرّدها هاري من سلاحها بطرفة عين بينما وجّه فوهة السلاح في وجهها يقول مبتسماً ابتسامةً جانبيه هازئه
" أما أنا فأستطيع "
سرعان ما تشبّث ثيو بذراع هاري يمنعه من قتل الجنديه قائلاً بذعر
" هاري ! إنها إمرأه .. لا تفعل هذا .. نحن لم نأتي هنا لنقتل النساء والأطفال ! هذا ليس قانون شعارنا العسكري ! هاري الذي اعرفه لن يطلق النار "
ليفاجئه هاري بلكمه رأسها بمؤخرة السلاح فكادت تسقط مشغياً عليها لو لم يمسك بها هاري ، فتنهد ثيّو براحه ولكن سرعان ما تكلم هاري قائلاً بغطرسه
" قتلها سيكشف وجودنا .. كما انني لا املك الوقت والرصاص الكافيين لقتل نازيه "
ليرفعها بثقلها فوق ظهره وهو يهمس لثيّو
" سيلاحظون اختفاءها ، قم بأخذ سلاحها ولنعد ادراجنا .. سأفكر بخطة ما قبل ان يكتشفوننا "
اخذ ثيو السلاح من على الارض وقام باللحاق بِهاري ، استيقظ تيموثي من نومه ليجد إمرأةً مربّطه بأحزمة سراويل فإنتفض مكانه يتنفس بتسارع ما إن لاحظ شعار النازيين الذهبي على كتفها ، طائر يفرش جناحيه وسط حلقة دائريه .
سمع تيموثي صوت ضحكة ثيو المألوفة من خلفه وهو يقول
" اصبح سروالك فضفاضاً يا هاري .. انه يكاد يسقط "
رمقه هاري بغيظ وهو يرفع سرواله الذي يكاد يسقط مجدداً ولم يردّ على سخريته ، إذ انه كان مشغولاً بسرواله الذي يسقط كلما تركه ..
فالتفت هاري نحو تيموثي الذي كان ملتوياً حول نفسه يراقب رأس المرأه النازف ، فلاحظ هاري أن تيموثي تعاطف معها لأنه قام بتجفيف دماء جبينها بكمّ سترته الجيشيه .. ليتفاجئ بقول هاري والتفت
" إن دماءها النجسه تعكر طهارة زيّك العسكري .. "
فنهض تيموثي غاضباً يقول
" إنها مجرد إمرأه أجبِرَت على حمل السلاح والنضال .. "
لم ينطق ثيو ببنت شفّه إذ انه يشاطر تيموثي نفس الرأي ، على العكس من هاري الذي يمقت اي شخص دماءه ألمانيه ، لا يلام لأنه تم تعذيبه من قِبَلِهِم لأجل غاية ما لا يعرفها سواه .
تقدّم هاري نحوه وقال وهو يربت على وجنة تيموثي بشكلٍ شبه قوي وبتصرفٍ جاد
" إن رفاقها يحيطون هذا المكان .. انا وانت وذلك النكره لا نملك فرصةً للنجاه إلا إن حفرنا تحت الأرض ودفنا أنفسنا فهذا سيكون أقل ألماً مما سيفعلونه بِنَا إن امسكوا بِنَا ، وهذه مسألة وقت ايها العطوف ، وفّر تراهاتك العاطفيه فيما بعد "
سرعان ما إستدار وهو يلقّم البندقية مستعداً للدخول الى الغابة مجدداً ليستوقفه تيموثي قائلاً بإنزعاج وحنق
" ماذا لو كانت هذه المرأه هي هيلدا ؟! .. "
إلتفت نحوه هاري ينظر اليه بتحديقة عميقه ، ثم قال
" هيلدا لا تؤمن بالأسلحه "
فقال له تيموثي وهو يشير بإصبعه نحو المرأه
" ماذا لو حصل لهيلدا كما حصل مع هذه المسكينه ؟ ماذا لو أمسك بها رجلٌ يكره بني جنسيتها ويمقتهم مثلك ؟ لا تظلم روحاً فربما ستدور خطيئتك وتعود الى هيلدا .. "
نظر اليه هاري ببرود ولكن سرعان ما ادار مقلتيه نحو المرأه وأظهرت تعابيره كما لو أنه تخيّلَ هيلدا مكان المرأه ثم نفث بسخريه وإنزعاج واضحان وقال
" ولكنها ليست هيلدا "
ثم مضى في طريقه ليلحق به ثيّو قائلاً
" النكره سيذهب معك .. أعطني المسدس الذي تخفيه تحت ملابسك .. "
ليرميه هاري عليه فجأه لتبزغ ابتسامةٌ عريضه في وجه ثيّو الذي سرعان ما لقّم السلاح ومشى خلف هاري ..
ليبقى تيموثي وحده يراقب المرأه حتى لا تهرب وهو يحدق فيها بشفقه .
كان هاري مختبئاً خلف الأشجار يراقب المكان بينما كان ثيّو يراقب خلف هاري .. كانا حذريْن حتى في نظراتهما ..
وسرعان ما رأى هاري ما يلفت انتباهه !
كان الجنود الألمانيين يقودون المتدربين الـ٢٥ امامهم وهم يشهرون بأسلحتهم في وجوههم .. كانوا جميعاً مربّطين ، ولا احد منهم يحمل سلاحاً .
إبتلع ثيّو ريقه بتوتر بينما العرق إكتسح جبينه .. فقال بتلعثم وهو يراقب ما يحصل امام ناظريه
" رفاقنا لم يعودوا الى السريّه البحريه .. لقد أُمسِكَ بهم .. هؤلاء النازيين السفله ! "
وضع هاري يده امام وجه ثيّو كعلامةِ طلب الصمت التام .
نظر ثيّو بقلق تجاه هاري يقول
" هاري .. يجب أن نساعدهم ! لن نبقى مختبئان الى الأبد "
تنهد هاري بضيق وهو ينظر اليهم بجديّه فهمس قائلاً
" إنقاذهم وحدنا .. مهمة مستحيله يا ثيّو "
ضم ثيّو وجهه بينما كان ممسكاً بالسلاح والشحوب إكتسح وجهه ..
فقال هاري وهو يراقب كيف أنهم أجبروا المتدربين بالجلوس على رُكَبِهِم بصفوف ..
" لو كان هناك قنّاص برفقتنا لكانت مهمةً ممكنه .. انا وأنت وحدنا لن نستطيع فعل شيء .. "
شهق ثيّو بذعر حين رأى احد الجنود الألمانيين يسحب أحد الجنود المتدربين رغماً عنه وأرغمه على الوقوف امام رفاقه يقول باللغة الألمانيه بينما كان يوجّه سلاحه في رأس المتدرب الذي كان يرتجف بذعر
" كم يوجد جندي بينكم ؟! .. ما هي وحدتكم ؟! .. فاليتحدث أحدكم وإلا اطلقت النار على رأسه ! "
إقترب منه جنديٌّ ألماني طويل يمتاز بشعر بندقي اللون ونحيل قمحي البشرة ويبدو وسيماً ممسكاً بعكّازه .. كان جميلاً لو لم تكن الحروق واضحه على وجهه .. عيناه كانت بيضاويه وكان واضحاً بأنه اعمى بمجرد النظر اليه
قال بلغة المانيه وبصوت فخم ورجولي وهو يرفع عكّازته في وجه الجندي
" كيف سيجيبون على أسئلتك إن لم يفهموا ما تقوله ؟ تزحزح عن مكانك ، سوف أجبرهم على الخضوع "
كان يرتدي زيّاً عسكري بني وقميص اخضر زيتي وحزام سرواله البني اسود يحيط خصره ، يحمل شارة النسر على كتفه
تنهد الجندي بتملل وهو يرمق الممرضة الخاصه بالجندي الشاب التي كانت تقف خلفه بغضب يقول
" سيباستيان .. ماذا تفعل هنا بحق الله ؟ دعني اتعامل معهم بنفسي "
تقدّم الجندي الشاب المدعو بسيباستيان وقال بغضب مستشعراً شفقة ذلك الجندي
" لا تظن ان فقداني لبصري يعني أن لك الحق بالتقليل من إمكانياتي ايها الملازم فيليب "
تظاهر الملازم بالأسف وتنحنح قائلاً
" انا اسف .. انا لا أقلل من إمكانياتك ولكن ماذا لو لم يخضعوا ؟ "
رمقه الملازم فيليب بإستحقار ليجيب سيباستيان بجديّه وسط مراقبة هاري العميقه له بحرص .
" سنرسلهم الى المشفى ، انهم يحتاجون جنوداً احياء لإجراء التجارب البشرية .. إياكم ان تقتلوا احداً منهم "
نفث الجندي الألماني بسخريه من غطرسة سيباستيان ..
ليفاجئ الجميع بإطلاقه الرصاص في كتف ذلك المتدرب الصغير الذي سقط خلف الجندي سيباستيان الذي دُهِش من دويْ الرصاصه وأدرك أن المتدرب قد أصيب لأنه شعر بإرتطام جسده خلفه .
استشاظ المتدربين غضباً وقاموا بمحاولة النهوض لو لم يقوم الجنود الألمانيين بضربهم بمؤخرات أسلحتهم الطويله حتى خضعوا مهانين .
سرعان ما حاول ثيّو رفع سلاحه بغضب مدمر وإطلاق الرصاص على مؤخرة ذلك الجندي لو لم يرفع هاري بندقيته في وجه ثيو بنفس اللحظه قائلاً بلهجةٍ آمره .
" لا تتصرف بحماقه .. سوف تسبب بمقتل الجميع إن تصرفت بتهوّر "
إهتزّ توازن الجندي سيباستيان وشعر بالدوار بسبب الطنين الذي يسمعه .. سرعان ما هرعت نحوه ممرضةٌ شابه ذات شعر اسود و ذات عينين زرقاوين ، وامسكت بذراعه كي لا يسقط تقول برقّه لطمأنته
" سيدي ، أنت بخير .. تنفس بعمق "
إتكئ عليها بإرتعاب لتسقط عكّازته الحديديه أرضاً ولكن قدميه لم تستطيعا حمله ليسقط على مؤخرته يضمّ ذراع الممرضه كطفلٍ صغير .
حين انحنت له وهو يتنفس بتسارع وعيناه تتحركان في جميع الإتجاهات قال بإلحاح وبخوف
" هل مات ؟! هل مات ؟! "
نظرت الممرضة خلفها لتجد أن المتدرب يتنفس بتثاقل وهو يئن على الأرض ودماءه كانت تجري نحو رفاقه المذعورين ..
فقالت لسيباستيان وهي تشيح بالنظر عن المتدرب
" لا .. لقد اصيبت كتفه ، ولكن موته مجرد مسألة وقت "
" خُذيني من هنا ! .. بسرعه "
ساعدته على النهوض بصعوبه بعد أن حملت عكازته لتمسك بيديه المرتعشتان اللتان سرعان ما تحسستا العكازه وتشبّثتا بها ..
قادته الممرضه بعيداً عن تلك الفوضى وادخلته الخيمه ..
إغرورقت عينا ثيّو بالدموع ليخفض سلاحه بإستسلام ففعل هاري نفس الشيء ..
راقب ثيّو جسد ذلك المتدرب الذي كان مرمياً على الأرض .. وكأنه قمامه بينما دماءه تشرّبت بتراب الأرض الألمانيه .. ويصارع الموت دون ان يقدر رفاقه على مساعدته
فتساقطت دموع ثيّو لترتطم على وجنتيه المتسختين بالتراب .. يهمس بتوعّد
" سوف نبيدكم كما أبدتمونا .. دماء جنودكم لن تجفّ ودماء جنودنا لن تُستباح "
راقبه هاري بصمت حين كانا جالسين خلف الأشجار ومن ثم قال بعدها
" هل سمعتَ ما قاله ذلك الأعمى ؟ "
نظر اليه ثيو بحيره وهو يمسح دموعه وقال
" سمعت .. ولكنني لم أفهم لغتهم "
رفع هاري بندقيته نحو الملازم فيليب وَقَال بينما يراقب بعمق
" ثيّو "
كان صوته يحمل مشاعراً مخفيه ، لسببٍ ما .. شعر ثيّو وكأنما لم تعد هناك جدران بين صداقتهما ، حدّق هاري بحزم في عينا ثيّو المنكسره قائلاً بشبح إبتسامة خففت من ذعر ثيّو .
" إذهب الآن ، واختبئ انت وتيموثي .. .. سوف أنقذ ذلك المتدرب واعالجه اولاً ومن ثم سأختطف الأعمى "
توسعت عينا ثيو بدهشه يقول وهو يهزّ رأسه رافضاً لتتساقط دموعه بينما تشبّث بذراع هاري
" مالذي تريده مني ؟ أن اهرب مجدداً ؟! وجودك حيّاً امامي لم افكر حتى ان أحلم به .. "
نفض هاري ذراعه يقول بجديه بينما يمسك بياقة ثيّو وهو يهزّه بعنف علّه يعود الى رشده
" ثيّو تمالك نفسك ! اعلم بأنك جائع ومذعور ومتعب لهذا السبب تشعر باليأس ولكنني سأكون قادراً على انقاذ ذلك المتدرب واختطاف الاعمى ! ثق بي وعد الى رشدك !! "
هزّ ثيو رأسه بإنزعاج وهو يمسح دموعه بباطن يده ويدفع هاري عنه
" لا ! أتختطفُ جندياً تلازمه ممرضة خاصه ؟! أنت بالطبع تدرك انه ليس مجرد جندي اعمى اليس كذلك ؟! هذا تصرف إنتحاري يا هاري ! "
زفر هاري بضيق ومن ثم نظر اليه يبتسم ابتسامةً جانبيه مفاجئه ويقول
" تصرف يليق بمجنون ، ولكن الأعمى لي .. إنه يعلم بشأن مشفى الأبحاث الذي مكثتُ فيه .. ربما سيتذكرني .. فأنا احتاج الى معرفة من الذي وجدني واستبدلني بجثه اخرى وقام بتسليمي للمشفى .. ماذا فعلوا بي وبماذا حقنوني .. ذلك الجندي الأعمى يملك اجابات اسئلتي العديده "
شعر ثيو بتشوش ولكنه لم يقتنع بخطة هاري فقال
" قادتنا سيساعدونك على الإنتقام ، لمَ تحاول فعل هذا وحدك ؟ وأيضاً هذا سيضع المتدربين في خطر محدق "
" انا على يقين بأنهم سيقتلونني ما إن يستلموا ورقة الكشف الصحي الخاص بي ، ولكن لا تقلق ، ان الألمانيين يحتاجون رجالنا احياءً .. اسوء ما سيحصل هو أن يموت المتدرب او ان يُفلِتَ مني الأعمى "
فقال ثيو بحزن
" وإحتمال موتك ؟ أليس هو اسوء ما سيحصل ؟ "
ردّ هاري بإجابةٍ واضحه
" إنتقامي أولاً وثم يليه خوفي من الموت "
نهض ثيّو متردداً فقال هاري بغيظ وهو ينظر بحذر نحو الجنود
" اسرع ، نحن لا نملك وقتاً كافياً .. "
اومئ له ثيو وقال فجأه
" لا أريدك أن تضحي لأجل احد مقابل حياتك مجدداً .. أرجوك تصرف بعقلانية ولا تمُتْ ايها الغبي "
استغرب هاري من نعت ثيو له بالغبي ومن ثم اختفى خلف الأشجار .. فانتظر هاري حتى يحل الظلام رغم ان فرصة موت ذلك المتدرب عالية ، حل الظلام واستحلت زرقة السماء لتنتشر نجومها في صفيحتها ، كان المتدربين ينظرون الى رفيقهم الذي بدأ يفقد الوعي وهم عاجزون عن مساعدته ، لقد قاموا بتربيطهم معاً وهم بالكاد يتنفسون من شدة ضغط الحبال على صدورهم .
كان هناك جندي ألماني مسلح مناوب يقف فوق رؤسهم بينما الآخرون في خيَامهم .. فنظر الى تحديقة القلق التي يوجهونها نحو المتدرب الذي فقد وعيه للتو وضحك قائلاً ليغيظهم
" ألا يزال زميلكم الى قيد الحياة ؟ ياله من عنيد "
حاول احدهم الوقوف وهو ينازع الحبال دون اي امـــل يرجى من شدة غضبه وحنقه فقهقه الجندي قائلاً
" وفّروا مقاومتكم في المشفى .. لن تروا هناك ضياء الشمس ، ستشتاقون إلينا ، وسوف تتمنون لو اننا قتلناكم قبل ان نسلمكم الى مشفى الأبحاث البشريه "
بصق احد المتدربين في وجه الجندي ، ومن شدة صدمته رفع سلاحه ينوي زرع رصاصة في وجه المتدرب الذي سرعان ما اغمض عينيه مستعداً للموت .
ولكن المتدرب سمع ضحكات المتدربين التي تنمُّ عن الفرحه وما إن فتح عينيه ببطء ليجد هاري يسحب الجندي الألماني بعيداً بيديه بعد ان اسقطه صريعاً ، قام بإخفاءه خلف احد الاشجار كما لو أنه قد غطّ بالنوم ومن ثم عاد الى المتدرب المصاب دون ان يعير سعادة المتدربين لرؤيته أي انتباه .
همس احدهم وعيناه تشع اعجاباً وفخراً بِهاري
" للتو أدركت بأن هاري ريدج ليس بيننا .. انا سعيد لأول مره لمجيئك "
فقال الآخر بإستياء وهو يراقب اغلاي هاري لجرح المتدرب المصاب
" هاري ريدج .. انا آسف بالنيابة عن الجميع لأننا نعتناكَ بالمجنون "
إلتفت نحوه هاري مستغرباً يقول
" لمَ تعتذر ؟ لم اعتبر هذا اللقب مهيناً .. إعتذارك هو ما يهينني "
لم يفهم ذلك المتدرب كلمة واحده مما قال هاري الذيسرعان ما رفع المصاب فوق ظهره وقال للبقية هامساً
" أنا أضع الأولوية للمصاب ، اتمنى ألا تكنّوا لي ضغينه "
لم ينتظر جواباً من احدهم اذ انه سرعان ما عاد ادراجه حاملاً المصاب فوق ظهره .
بنفس تلك اللحظه شعر سيباسيتان بحضورٍ غريب وقال آمراً احد الجنود الذي يشاركه الخيمة كي يؤمّن له الحماية
" قم بتلقيم سلاحك وأنظر مالذي يحصل بالخارج "
" ولكنني لم اسمع شيء "
" لم اسألك إن كنت سمعت ام لا ، أنا آمرك ، انهض الآن "
سرعان ما خرج ذلك الجندي ليبقى سيباستيان وحده في الخيمه .. طال خروج الجندي ولم يعد بعد ، ليبحث سيباستيان عن عكّازته وهو يتحسس المكان حتى شعر بملمسها وإتكئ عليها ليخرج .
ما إن خرج من الخيمه ليشعر بحديد معدني وبارد الملمس يضغط على جبينه.. سرعان ما أدرك أن احدهم يوجه سلاحاً امام جمجمته مباشرةً .. ولكنه لم يرتجف خوفاً .. بل على العكس .
فقد ابتسم بغطرسه قائلاً وهو يطرق بأصابعه فوق عكّازته
" خرج الفأر من مخبأه "
قال هاري وهو يبتسم ذات الإبتسامه !
" أنت أعمى ، ما كل هذه الثقه التي تجعلك تبتسم بغطرسه ؟ "
بدّد سيباستيان ابتسامته ورمش قائلاً بصوتٍ منخفض كي لا يسمعهما احد
" صحيحٌ بأنني أعمى ولكنني موهوب بتمييز روائح فئران التجارب ، كيف حالك هاري ريدج ؟ يا فأر الطبيب هاك المفضل ؟ "
****
أنتهى الفصل الـ١٠ اخيراً ❤️
كنت بضيف احداث حماسيه ولكن أجّلتها للفصل الـ١١ لأني حبيت اقفل الفصل ذا بغموض 😉
- مساحه لله ؟
- إنطباعكم عن الفصل ؟
- إنطباعكم عن سيباستيان ؟ ماذا تظنون ان يكون هدفه ؟ 👌 الشخصيه ذي مرّه مهمه مثل ماهو واضح بنهاية الفصل ، له علاقة بأحداث المشفى 🙈
اكيد انزعجتوا لان ظهور هيلدا قليل ولكن الفصل الجاي اغلبيته يتعلق فيها ✋️💙
- انطباعكم عن الاحداث الحاليه ؟
- كيف سيكون هاري قادراً على انقاذ ٢٥ شخص دون ان يموت احدهم ؟
- وهل سيكون قادراً على اختطاف سيباستيان ؟
- وهل سيكون خروجهم من الجزيره ممكناً ام انهم سيكونون نسياً منسيا ؟
لا تنسوا التصويت والتعليقات وتكفون ادعوا لي اليوم عندي اختبار صعب 😔❤️ مع السلامه اراكم في الفصل ال١١ 💙💙💙
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro