قُبّلةِ صبا ||03
بُعثِرَتْ مشاعرها نائياً القُبّلةِ الّتي وضِعتْ فوق الحاجزَ الزجاجي بمحاذاةِ شفتيها ، يديهِ تُلامسُ سطحَ يديها و أنفاسه تضربُ الحاجزِ و كأنّها تخترقهُ وصولاً إليها ، صدَّتْ شهوتهِ إليها أن لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ.أرتدَ إلى الوراءِ يتلقّى توبيخ صارم
" بيون بيكهيون، أياكَ و التقربَ مني مرةً أخرى، تاللَّهِ أنّ تقربتَ مني ثانيةٍ سأفضحكَ في جميعِ أمةِ المسيحِ "
أزالَ أثر شيءً وهمياً من فوقِ شفتيهِ يتظاهرُ أحمرُ شفاهها عليهِ و حَثَّ ثغرهِ بشرحِ خَبّراً يؤكدُ حدّثاً
" فعلتُ شيئاً ضدَ رغبتكِ! أعطتْ القُبّلةِ الّتي وضعتها فوقَ قناعكِ نتيجة و حملّتْكِ ما لا طاقةِ لكِ بهِ! كُلّ ما فعلته هو تسليةِ نفسي "
" تسليةِ نفسكَ! أنا مُجرّدُ طبيبةٌ هنا تعالجُ مرضُكَ و تغادرُ فورَ شفاءِ روحكَ بالكامل "
ضمّ الهاتفِ إلى يديهِ و أزاحَ نّظرهِ عنها
" كلامِي صائباً، أنتِ من قالتْ متعْ نفسكَ، لا يفسدهُ أيَّ اعتباراً شخصيّ "
تنحّتْ عنه بدونِ جُهْدٍ في مُجامَلتهِ و مصاحبةِ نبرتها الرقَّة بلْ لَزِمَتْ نبرةِ غِلَيظةِ المَلْمَسِ
" هذا الكلام عليهِ خشونةِ الجاهلينَ و لن يكونَ مشرفاً له أن يلتزمَ الصوابُ، لذا لا تمدنَّ حديثكَ بشيءٍ من التُراهات "
حرّكَ حاجبهِ إلى الأعلى عازمٍ على الرّدِ ،تركتْ مينّي الغرفةِ قبل سماعها إلى كلماتهِ الفارغة مِما جعلتْ الآخر يحرَّك جفنانِ عينيهِ بسُرْعة تَحرُّكاً لا إِراديًّا ثمْ خرجَ عن سكونهِ ، مسَّ الحائطِ بعنفٍ مُسدّدٍ ضربةٍ إليهِ. قَدْر مِن الوَقْت القصير جدًّا؛ ذهبَ صدرهِ صعوداً يشتكي الألمُ منه.
سحبهِ للهواءِ باتَ ثقيلٌ جداً و نسبةِ الأوكسجين تقلُّ عنده، دخلَ طبيبٌ يليهِ ممرضٌ يحاولانِ السيطرةِ على معدلاتِ الهواء الّتي تخلّخلَتْ عن معدلها الطبيعي دُونَ فعلِ بهِ أدنى الإصاباتِ. تخلّتْ مينّي عن هذهِ المهمةِ و طفقتْ للسيرِ مع زميلها الثاني تحادّثهُ عمّا حصلَ معها في غرفتهِ .
" عديمُ الأخلاقِ، أنّى لهُ وضعِ قبّلةٍ فوق شفتي من غيرِ إعلامي بهذا الشأن؟ "
" لا مشكلة مينّي، الرجل أعطى لكِ قبّلةً من فوقَ الزجاج لن يضرُّ بشيءٍ "
مدّتْ قدميها إليهِ و دفعتْ جسدهُ عنها تسدّدُ لهُ قنبلةً خلفَ أخرى
" قمْ بتقبّيلهُ أنت لن يمنعكَ أحد "
باشرَ الآخر بالتَفَوّهِ و صاح بصَوْت حادّ
" يا مينّي الوضع مختلف، أنا رجل و أنتِ إمرأة فاتنة يصعبُ على البعضِ تركِ واحدةٍ مثلكِ تتمشى على قارعةِ الطريقِ من غير ملامسةِ طبقةٍ من جلدها الرّقيقِ و مصَّ ما يحتويهِ "
" من قال لكَ أنكَ رجل؟ أنا لا أرى الفرقَ بيننا سيهون "
أَحْجَم عن التَّقدُّم متأثراً و نزلتْ دموعِ شرفهِ تودعُ حضرتهِ.
" مينّي! ماذا بقتْ من كرامتي؟ "
" لا أرى شيئاً منها "
انتقلتْ من مكانها إلى مكانٍ آخر تحتَ نّظراتِ سيهون الباردةِ لها و اخرجتْ كوباً مِنَ القهوةِ تُريحَ اعصابها ، و تجرّعتْ ما يرّوي عطشها و رغبتها في اليقينِ.
" كفْ عن ملاحقةِ جسدي، اصدعْ بما تؤُمرُ "
تحدّثَ بشقِ الأنفسِ
" ربما لن أعيشُ لغداً فأريدُ منكِ مسامحةِ بَدني لما سببهُ لكِ من متاعب و على الربِّ قصدِ السبيلِ "
" أيانَ تتحدّثُ بهذهِ الصيغةِ المتألمةِ سيهون؟ تعودتُ عليكَ رجلاً شامخاً لا يهزّهُ ريحاً عابرةً،هذهِ الحياةِ حقّتْ على الجميعِ لا يُمكنُ التغيَيرَ بها "
حنى رأسهِ و هو كَظِيمٌ و أوجز
" لا تهتمِ، قوميْ بما أمرتكِ به و أنهي النقاشِ "
غادرَ الغرفةُ تاركاً إياها حائرة جراءَ ما نطقَ بهِ، لّوتْ شفتيها دُونَ اِستيعابٍ ثم لّفتْ جسدها ميمنةِ الحاسوبِ ، كلمحِ البَصرِ رُنَ جهاز الإنذار يعلنُ عن قدّومِ حالاتٍ فاقتْ كونها عشرات الأشخاص، بلْ إنّهُ إنذار الكثيرُ منهم.
هَرولتْ مينّي إلى بدايةِ المبنى تستقبلُ العدد الهائلِ معهم، الكثيرَ و الكثيرَ منهم وفد إلى المبنى لا يمكنها السّيطرةِ عليهِ و منعِ نفسها مِنَ الإصابةِ، سيهون يقفُ بجانبها لكن على بعدِ مترينِ منها. تنّظرُ له و الآخر يفعلُ مثلها، كِلّاهما يملّكُ عائلةً يخشى عليها من الإصابة و كِلّاهما لم يعدْ إلى البيتِ مذُ اسبوع، معدلِ عملهما فاقَ الجميعِ، في الصباحِ يشرعانِ باِستقبالِ المرضى و في المساءِ يعالجونهمْ. لا يمكنها نيلُ الراحةِ ألا لساعاتٍ قليلةٍ مِنَ المساءِ.
انقضتْ أيامٍ كثيرةٍ و بيكهيون بَرِئ وشُفي مِن المَرَضِ كُلياً، حينذاكَ في فترةِ جلوسها في المستشفى لمدةِ اربعة عشر يوماً لم ينفكَ بيكهيون من مضايقةِ ظلّها و لو لثانيةٍ واحدةٍ ، لا يمرُّ يوماً دُونَ التَكَلَّمِ مِن غير تَدَبُّر و لا تأمُّل ، كانَ كُلَّ لحظة ٍ يقضيها معها يترّكُ قبّلةٍ اعمقُ مِنَ الأخرى الّتي سبقتها في الليلةِ الماضيةِ، إزعاجها كانتْ هوايتهُ و إقلاقها راحتهُ و أخافتها كانتْ لّذتهِ. ذُكِرَ حينها أنّ هناكَ ثلاثِ أبوابٍ للجحيمِ؛ أولها الشهوةِ و الزنةِ و الثانية أعمالَ القُبحِ و ممارسةِ الفتنةِ و انواعها و الثالثةِ لّذاتهِ إتجاه جسدها.
عِندَ العودةِ إلى ما كانَ عليهِ، عادَ كُلَّ شيئٍ إلى طبيعتهِ سِوى مُطاردةِ جسده لها، وضعَ قدمهِ اليمنى على عتبةِ المبنى يشتهي الدخولَ لها و رؤيةِ جُسمانها يتنقلُّ هنا و هناك و حظى بِما أشتهتْ بهِ روحهِ. قطعَ شوطٌ كبيراً إليها و غرد
" جمالَ عينيكِ كانَ كافياً ليضمدُ جرحَ بَدني "
ألتفَ جسدها على وتيرةٍ سريعةٍ و رُسِمتْ معالمِ الذهولِ عليها
" أنت! ما الذي أتى بكَ إلى هُنا؟ كانَ عليكَ البقاءِ في المنزلِ بعد كُلِّ ما حصلَ معك "
" لا تقلقي أنا رجلٌ لا يخشى هذا الفايروس، قدْ حاربته معكِ من أجلِ إخراجه مني "
رَفعتْ يديها تحكُّ مؤخرةِ رأسها
" لا بأس هذا واجبي في النهاية، و بالمقابل عليكَ الإلتزام بالوقايةِ فكوفيد-19 ليسَ فايروسٌ سهلاً قطعاً و لئلا أصبتْ بهِ مرةً أخرى و أيقنُّ أنّكَ تأبى ذلك بعد أنّ مرّرتَ بهِ و تعرَّفتْ أوجاعهِ "
سَارَ ميمنةِ جسدها و امسكَ يديها
" لن أصابَ بداءٍ سِوى حُبّكِ و لا أظنُّ أنّكِ قادرةٌ على هزيمته دُونَ مجاراةِ شفتي بقبّلةٍ منكِ "
هأهأتْ بسخريةٍ ثم ما فتئتْ البقاءِ أمامهِ بعد أنّ ألقتْ عليهِ جملتها
" حاول كسبَ قلبي خلال هذهِ الفترةِ، فأنّهُ مالَّ إليكَ قليلاً وقت إصابتكَ و تزحزح عنه وقت خروجكَ "
" سأصيبَ نفسي بهذا الداءُ مجدداً "
تبسمتْ بلطفِ أثر كلمتهِ الرّاقيةِ تلّكَ و تقدّمتْ ناحيةِ عملها ، مُراقبةِ جسدها من بعيدٍ باتَ إحدى ألاعيبهِ الجنسيةِ، يُمتعُ نّظرهِ بها و يلّتذُ بها بنفسِ الوقتِ ، هي نزلتْ إليهِ على هيئةِ كُتلةٍ مِنَ النورِ الساطعِ أنارتْ له قلبهِ و طلّعته مِنَ العتمةِ.
قادَ جسدهِ لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ و سكنَ النَّاحية الَّتي تقابل وجه مينّي نبَسَ
" تعالي معي الليلةِ إلى منزلي، أعرفكِ على عائلتي و نمشي في الشارعِ نتعرَّفُ على بعضنا أكثر "
" و ما الذي يضمنُ أنّكَ لن تغتصبْ جسدي؟ "
أكْثرَ من الضَّحكِ و أزالَ أثرِ دمعتهِ الوهميةِ من تحتَ عينيهِ
" لو رغبتُ في اغتصابَ جسدك فعلاً لفعلتها وقتما كنتُ هنا يا آنسة "
" لا أثقُ في الرجالِ كلكم تسيرونَ على نفسِ الوجهةِ من الدناءةِ و الفسوقِ "
حركَ رأسهِ من جهةٍ إلى جهةٍ و فَسَرَ
" لستُ من هذا النوعِ، أنا مختلف "
" واضحٌ من قبّلتكَ الّتي تركتها لي ذلكَ اليوم "
" ألا يمكنكِ نسيانها؟ "
هزّتْ رأسها تنفي و اشارة له بسبابتها
" أعطيكَ فرصةٍ لا أكثرُ من ذلك، خلال هذهِ الفرصة تلاعب بقلبي كيفما تشاءَ يا كورونا "
حاولتْ التملّصُ منهِ ألا ويديهِ شرعتْ بإمساكها سريعاً و جذبتها إلى أحضانهِ
" بيون كورونا هيون، دعكَ من هذهِ الأمورِ الزانيةِ و افعلْ شيئاً يرّدَ لي روحي طوعاً إلى منزلها "
اغمضَ عينيهِ ثمْ قربَ وجههِ إليها ببطئٍ شديدٍ و ثغرهِ يهمسُ قربَ شفتيها
" ليسَ لكِ حجةٍ بطردِ هذهِ المرةِ "
أخذَّ بشفتيها و راحَ يسقي عطشَ سنينَ عمرهِ بحلاوةِ رحيقها و إمتصَّ منها شغفهِ الذي ضاعَ معها مذُ لقاءهما الأول
ضمّةٌ واحدة ويتبخّرُ حُزني.~
.
.
.
.
سلااااام 🙂❤
ضفدع كسول مرَّ من هنا ايضا 🐸😂😂
كيفني وانا احدث البارتين بنهاية كلها بوس 🙂🐸❤😂😂😂
لا يفصلنا سِوى جزءًا واحداً للنهايةِ، ترقبُ هذا الجزء.
ما رأيكم بـ
بيكهيون!
ميني!
لقاءهما معا؟ و كيف سيحصل بيكهيون على هذه الفرصةِ دُونَ متاعب؟
رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟
لا تصيرون مثل بيكهيون ميحافظ ع روحه 🐸 حافظوا على نظافتكم الشخصية و إلتزموا بالاجراءات الوقائية ❤
Be safe from coronavirus ❤🙂
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro