غرفةِ العزلِ ||02
" نتائجِ الفحصِ سوفَ تظهرُ بعد يومين أو ثلاثةِ أيامٍ و خلالِ هذهِ الفترةِ ستبقى داخل غرفةِ الحجزِ "
تَقاعسَ بيكهيون السرير و تَرقّبَ إتيانِ عائلتهَ إليه ، حَاوَلَ إِرْغَامَ نفسهِ على القعودِ هَيّناً دُونَ حركةٍ غيرِ ذلك فأنَّ الغمِّ إستملكَ بالقوةِ على جسدهِ ، دُونَ سابقِ علمٍ توسّمَ ظلَّ أمهِ و هي تزلفُ إليهِ و معها أثنينِ مِنَ الأطباءِ، دموعها تَنخّلتْ الجلوسِ فوقَ عيونَ والدتهِ و راحتْ تجلدُ الزُجاجَ بيديها و إعْتلتْ حُزناً
" عزيزي، هل أنتَ بخير؟ لِمَ أنتَ هنا؟ أنا و والدكَ ننتظركَ على العشاءِ تعالَ معنا "
خَفضْ بيكهيون يديهِ فوقَ يد والدتهُ و همَّ
" أمي أنا بخير، لا تقلقِ، كُلَّ شيءٍ على ما يُرام. فقط غادريْ هذا المكان إنّهُ ليسَ آمناً لكِ يا عزيزتي، كورونا قد تدخلُ لكِ و تسببُ في قتلكِ أنتِ و العائلة "
" و أنت يا بُني، ماذا عنك؟ "
غضَّ نظرهِ عنها و تزحلقتْ دمعةً من عينيهِ إلى الأرضِ
" سأبقى هنا لبضعٍ مِنَ الوقتِ، عوديْ إلى البيتِ "
شَزَرَ الأطباء قاصداً أخذها إلى الخارجِ و تسليمها إلى الأمنِ كيّ يتمُ توصيلها إلى أبيهِ سالمةً لا تحملُّ عدوةً مِنْ أحد ، تَرَكَ جسدهِ غيرُ مُنقادِ يترصدُ المَّمرِ يتمنى الخروجِ منه؛ حالما يتمُ تشخيصَ حالتهِ و تبَدَّى سالمة مِنَ المرضِ وقتها يستطيعُ الخروجِ إلى عائلتها، فُتِحتْ الباب و إنْفجرَ منها جسدُ أنثى فائقةِ الجمالِ، رغمَ جسدها المُحاطِ بكمياتٍ هائلةٍ من أجهزةِ الحمايةِ إلا و أنَّ جمالها تفوّقَ على معتقداته. لطالما فكر بكونِ الأنثى لا نفع لها سوى تثبيتُ التهمةِ على الرجل بكونّهِ أغتصبَ عُذريتها ~
يتخيلُ بأنّها حسناءُ فاتِنةٌ، بيضاءَ البشرةِ صافيةٍ نقيةٍ، عيونها و كأنّها حورٍ دعجاءٍ ناعسةٍ ، ممشوقةِ القوامِ ، فارعةِ الطولِ، ممتلئةً تميلُ إلى السمنةِ قليلاً ، ثقيلةُ العجزِ ، متخصرةً ذاتِ أردافٍ ، عُنقها طويلٌ أبيضَ اللونِ يسابقُ لونَ الملائكةِ في طهارةِ روحهم. سُمِعَ صوتها الحلُوِ في الأرجاءِ غدى و كأنّهُ سُكرٍ يضعهُ في قدحٍ منَ الشاي ، يحتسي كُلَّ يومٍ منه قُبّلةً تفقده حواسه.
" تفضل في الجلوسِ هنا من فضلِكَ "
تقدمَ إلى المكانِ الذي تخصّصَ له و قَعَدَ يترقبُ ردودِ افعالها الهادئة ، حَطّتْ جميعَ الأجهزةِ بهِ و أخذتْ تفحصُ
" مُعدلِ الأوكسجين جيدٌ جداً، لديكَ حُمى خفيفةٍ و هذهِ هي إحدى أعراض كوفيد-19، خلال يومين إذ النتائج بينت عكس ذلك فالخلّلُ من هذهِ الأجهزةِ و و العكسُ صحيح إذ كنتَ مُصاباً ، و هناك أحتمالٌ كبير أنّكَ مصاب "
" الحمى خطيرةٌ؟ "
أذلّتْ تقاريرها على الطاولةِ و عكستْ جسدها كنف جسدهِ
" الخطرُ يزول بالتدريج، بما إنّكَ مُصابٌ بحمى فقط؛ لا وجودَ للخطرِ ما أن يتعرضُ صدركَ للإصابةِ يأتي الخطرُ و يطرقُ بابَ الموتِ إليكَ "
بلعَ غمّهِ يسامَر
" إنْشرحَ صدري بما عَرَضتِ عنه، شكراً لكِ "
هَزِقتْ عليهِ و حَطتْ يديها عُلّو صدرها
" صدقتْ! لن تموت بسهولةٍ، الطبُّ هنا قوي لذا لا داعي لكلِ هذا الذعرِ يا رجل، إذْ كنتَ تخاف هكذا فما الذي ابقيتهُ للأطفالِ؟ "
طَوَى ابتسامتهِ و قال
" لا أخاف، إنما أرَوَّعُ عند رؤيةِ أحد أفرادَ عائلتي في العزلِ بسبب إهمال إبنهم الوحيد "
أوقعتْ ذراعها إلى جانبِ خصرها و همَّتْ
" هل كنتَ معهم وقت إصابتكَ؟ "
" لا "
" إذاً لمَ الخوفِ؟ "
هزَّ كتفهِ لا يعَقِلَ ما ذكرته و ثبتَ نفسهِ على بَداءةِ السرير يتروّى جسدها
" الشيء الوحيد الذي علي أن أخاف منه هو الخوف نفسه. لذا ما أخشَّاهُ على عائلتي هو الموتِ لا أكثر "
بَذّتْ إليهِ تردُّ
" أبعد شعورِ الخوفِ منك، عائلتكَ بأمان و أنتَ ستلحقُ بهم عمَّ قريب ، كُلّ ما نريدهُ منك هو الإلتزام بالتعليمات و مراقبة وضعكَ النفسي "
ابعدتْ جسدها عنه و اتجهتْ كَفّةِ الباب تكمل
" مراقبة وضعكَ النفسي أهم من كُلِّ فقرة نقومُ بها لك و للجميع لذا أحرص على إمتاعِ نفسكَ قدر المستطاعِ "
تخلّتْ عن ظلهِ فورَ خروجها من العزلِ ثم ألقتْ نظرةٍ سريعةٍ عليهِ مِن خلفِ الزجاج و ابتسمتْ له، إسْتبقى قلبهِ ذكرى ابتسامتها له و بَشّ لنفسهِ
" اتيتُ مصاباً بِمرضٍ و سأخرجُ مصاباً بداءِ الحُبِّ، ربي هل لي بمعجزةٍ تعيدها لي؟ "
قبل سنينِ عِجافِ كان شخصاً يقدسُ الذكريات و يعظم صور الرفاق و الأحباب ، قبل سنينٍ ، كان لا يحذفُ الرسائلِ فيقرأها قبل النومِ و في صباح اليوم التالي يسترجع اللحظاتِ و حنينها ، البسمة و صدقها
، قبل سنين كان يعبدُ الرفقةِ فيبعثُ برسائلٍ يتفقدُ صحتهم ، كانَ يمنحُ دُونَ أن ينالُ شيئا ، يشعر بالجميع و لا أحد يشعر بهِ ، يخلق الأعذار و لا أحد يعذرهُ. كان يحزنُ لحزنِ صديقه و يبتسمُ لفوزه ، كان الكتف الذي لا يميل قطّ كيّ يُبقى على رأسهِ ثابتاً عليهِ ، قبل عامين من الآن ما عادَ ينتظر حبا لأنّهُ لا يمنحهُ ، صارَ يحذف الرسائلِ قبل قراءتها و يمحو الصورِ فور وصولها ، فقدَ شهامةِ قلبهِ و كل ليلة يضمُّ عينيهِ يشتكيِّ ألمهِ وحده .
إِنْدَثَرَ الليلِ و خرجتْ شمسٌ باهيةٌ ترقصُ على ألحانِ الصباحِ عاريةَ القدميّنِ، لا تكترثُ على أيَّةِ قشةٍ سوف تقفُ و تُمزقُ بتلاتها - البيوتِ -
صُدِحَ صوتَ فتحِ البابِ و يصاحبهُ صوتٍ رفيعٍ و بهِ لذعةِ أنوثةٍ
" بيون بيكهيون، استيقظ علينا أخذُ فحوصاتٍ لك للتأكدُ من سلامتك "
فَرَكَ عينيهِ و السِنَةِ تتولّى منصباً عليهِ و ثم ألقى نّظرهِ عليها
" حسناً أفعليْ ما ترغبينَ بهِ "
جثا ينتظرُ إنتهاء الفحصِ سريعاً، حالما أخذتْ ما يشبعُ حضرتها تضّرَّعَ هو
" زارني أحد اليوم؟ "
" لا، ليس كُلَّ يومٍ عليهم زيارتك! هذا مرضٌ خطيرٌ ليسَ لعبةً يا رجل! "
دَفنَ الجزءِ المكشوفِ من جسدهِ و شدَّ
" أعرفُ كُلَّ شيءٍ، لا داعِ للتوضيح أكثر آنسة..! "
" مينّي، الطبيبةِ مينّي نيتشا "
شَالَ حاجباً إستثناءِ الآخر
" تظهرينَ مِنَ العدمِ ترتدين كُلَّ انواعِ اجهزةِ الحمايةِ، لو كنتِ فعلاً من محبي الطبِّ تعرِي من هذهِ الألبسةِ "
" تمزحُ معي! ، الفيروس ينتقلُ بسرعةٍ هنا و تطلّبُ مني التعرِي من ثوبِ الطهارةِ و أمام شخصٌ مصاب! مستحيل! "
حضّ بيكهيون جسدهِ صُوبها و تقربَ إليها كثيراً، لا يفصلُ بينهما سوى بضعِ مسافةٍ فقط. حاولتْ إبعادِ نفسها عنه غيرُ إنَّ جسدها علقَ بين شيئين؛ جسده و الحائط ~
ظلَّ يقربُ جسده نَاحِيتها دُونَ الإكتراثِ إلى دفاعها عن نفسها، ضربتها كانت و كأنّها نملةٌ تخبطُّ قدمِ فيلٍ يتعدى كونهِ فيلاً و أكثر، حاوطَ خصرها النحيفِ بيديهِ الخائِرةِ و بغى تقبيلها ، دفعتْ جسدهِ بعيداً عنها و أشارتْ له بسبابتها تهوّلُ
" أياكَ ملامسةِ جسدي و أنت رجلٌ لا أعرفُ عنه شيء و ايضاً مصابٌ بكوفيد-19 "
" و يعني؟ أن كنتُ مصاباً يعني أنّني صرتُ منبوذاً أو ماذا؟ فسريْ لي يا آنسة؟ "
حاولتْ الإبتعادَ عنه بكلّْ الطرقِ غير ذلك فأنها أتتْ بالفشلِ، جسدهِ الطويلُ و النحيف يغطي كُلِّ جسدها و كأنّها خُلِقتْ كيّ تكونَ إبنتهِ لا لغيره. ضمتْ وجهها بكفيّهِا تُخبأ مظهرها الشاحبِ تحتَ قِناعِ المكتنزِ و ردّدتْ ذعراً و كانَ السببِ الأول في إبعادِ بيكهيون عنها
" لا تقترب مني، لا أرغبُ في حمل الفايروسَ رجاءاً "
لمْ يلزمُ نفسهِ عليها و بَاشَرَ بالتَزَلّفِ كنفَ القناعَ الزُجاجي و بَوّرَ قُبّلةٍ عليهِ فوقَ شفتيها دُونَ أثرٍ.
اللحظةِ الّتي كانَ ينتظرها قدْ أتت ~
سيبقىَ قوياً و ڪُلِّ مُرٍ سيمَـرُ .
.
.
.
.
.
.
رحبوا بالكسولِ من فضلكم 🌚💔
هذا الجزء تقريبا مُذُ اسبوع جالس اكتب بيه و اتعاجر أكمله حتى أنشره
حبيت اقول الكم قررت تكون هل رواية مكونه من 3 او 4 بارتات و ع الاحتمال الكبير ان البارت القادم هو البارت الاخير 🙂❤
ما رأيكم بـ :
بيكهيون!
مينّي!
ماذا ستكون ردةِ فعلِ مينّي على تلكَ القُبّلةِ؟ و ماذا سيكون رد بيكهيون على ردةِ فعلها؟ أ كلاهما سيتركُ الآخر؟
كلام بيكهيون لوالدته؟ و ماذا سيحصل له؟
ردة فعل مينّي من قبّلها بيكهيون 😂😂😂😂💔
Be safe from coronavirus ❤😎
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro