Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

٣

كنت مضطرة على مشاركة هذا الوحش مائدتي، أعبث بالطعام وأغوص بالتفكير، يمكن أن يكون إيڤار شخص جيد، ولكن على مَن أكذب، إنه يخيفني… منذ أن كنت صغيرة وحتى الآن، خصوصاً عندما يبدأ بمراقبتي.

ضقت ذرعاً من تحديقه بي فنهضت متجهة لإحدى الغرف في الأعلى، لاحظ والدي طبقي الذي لم آكل منه شيء لكنه يعلم أني بمزاج سيء لهذا لم يتحدث عن الأمر.

دخلت تلك الغرفة التي لم أقم بزيارتها منذ وقت طويل، ذلك البيانو الأسود الكبير في وسط الغرفة هو ما أحتاجه حالياً، لطالما كانت أمي تزعجني في الصباح الباكر بعزفها، لكنها سوف تتأخر عن العودة من بريطانيا هذه المرة.

جلست ورفعت عن المفاتيح، تبسمت بجانبية وهمست لنفسي "الأبدي مرة أخرى"
بدأت أصابعي تضغط على المفاتيح، أستريح من كل شيء عندما أسمعها، لن أكف عن حُب تلك الأغنية.

لم ألحظ إيڤار الذي يقف قرب الباب ويستمع، أنهيت العزف لأزفر أنفاسي وكل ما يدور في رأسي هو الكلام الذي سمعته أثناء الكوابيس في الأمس، فاجأني إيڤار بجلوسه بجانبي بكل ثقة وأخذ يعزف اللحن من جديد.

حاولت أن أتصرف بشكل طبيعي ولكن لم أقدر، لا أستطيع تخطّي فكرة أنه سبب لي الرعب طوال تلك السنوات، نهضت وقررت ترك الغرفة له لكنه سحبني من يدي لأجلس مجدداً، حادثته بغضب "ماذا تريد!؟"

"إعزفي" تحدث بنبرة هادئة فنظرت ليديه السريعتين لأدحرج عيني قائلة "أنت سريع لكنك تعزف بشكل خاطئ"

همهم ليتوقف وينظر نحوي قائلاً "إذاً علِّميني يا جين"

لم أسمع السخرية أو الإساءة في نبرته، من الأفضل أن أتوقف عن إظهار خوفي له وأعامله بشكل طبيعي، في حال أساء معاملتي سوف أظهر له وجهي الآخر.

حولت أنظاري على المفاتيح لأتلفظ "حسناً أنت لست سيء لتلك الدرجة... هناك بعض الأشياء التي فوّتها... ربما بسبب السرعة، حاول مجدداً لكن بهدوء"

تبسم بجانبية وعزف من جديد "أرأيت هكذا أفضل... قم بزيادة سرعتك قليلاً، فقط قليلاً!"

أكمل العزف حتى النهاية تحت إشرافي، انتهت أغنية الأبدي مع توقف حركة أصابعه، صفقت بخفوت وجدية "ممتاز أنت تتعلم بسرعة"

صحيح أني أتجنب النظر في وجهه ولكني أعرف أنه مايزال يبتسم، أخذ كفي وقبلها ليتفوه "شكراً آنستي الصغيرة" خرج من الغرفة وبقيت مكاني أفرك يدي محاولة مسح آثار قبلته الوهمية بكل نفور فتمتمت "إنه رجل مخيف"

"منذ متى ترينني مخيفاً؟" تحدث من خلفي ليدب الرعب في قلبي، أدرت جذعي ووجدته واقف قرب الباب ينتظر إجابتي بملامح باردة.

"أنت تعرف ذلك من البداية يا سيد إيڤار، الكوابيس دمّرت جزء كبير من شخصيتي وحياتي"

تنفس الصعداء وقال بهدوء "أنا آسف، ربما لن تسامحيني، ولكن على الأقل حاولي التصديق بأني لست عدو لكِ، أنا سوف أحميكِ"

"مما ستحميني بالضبط؟"

"أتمنى ألا تعرفي قريباً" قال ورحل من الغرفة.

زفرت أنفاسي باِضطراب وخرجت بدوري، يراودني شعور قوي أن إيڤار يخبئ كارثة كبيرة خلفه……

***★**_Heyv_**★***

دفع ليون ستائر غرفتي بعيداً عن النافذة لأفتح عيني منكمشتا الأجفان قائلة بتذمر "أبي أرجوك!..."

شفنني متحدثاً "فاتكِ الإفطار ولم أفتح فاهي فقد ظننتكِ متعبة لكن لن أسمح لكِ بتفويت الغداء أيضاً، لا أريد أن تصبح لديكِ عادة"

تأففت ونهضت بأعين ناعسة فتوقف ليون أمامي وسأل بصوت خافت "جين، ما الذي يحدث معكِ هذه الأيام؟"

رمى هذا السؤال فجأة وكان علي فعل أي شيء حتى لا تظهر تعابير التوتر والخوف في وجهي فأطلقت ضحكة قصيرة لأجيب "ماذا أنا!؟ لا أدري فقد قرأت كتاب ذو نهاية تعيسة وقد تأثرت كثيراً... خصوصاً أن الأشخاص الذين ماتوا فيه كانوا من أفضل الشخصيات"

هو لم يصدّقني بالكامل، أعطاني نظرة غريبة ثم رحل بعدما أمرني أن أتحرك من السرير وأتناول معهم الغداء، فعلاً لقد مرت ثلاثة أيام لي وأنا أحجز نفسي في غرفتي بسبب إيڤار الذي يحوم في المنزل.

استحممت بسرعة ثم ارتديت ملابس لائقة وجلست على المائدة، إيڤار وأبي يأكلان بهدوء، أفتقد أمّي،كانت تصنع بعض المرح والضوضاء وتضحكني.

أفضل من إيڤار الذي يحدّق بي، أنزلت رأسي إلى طبقي وبدأت بالأكل بسرعة، لا أريد البقاء حوله أكثر بعد، أنهيت طعامي بأقصى سرعة ونهضت قائلة "سوف أذهب إلى بيت آيانا حسناً أبي؟" أومأ ليون مضيفاً "لا تتأخري، إتصلي بي إن احتجتِ أي شيء"

جلبت حاسوبي المحمول ثم خرجت من الباب وأغلقته خلفي سريعاً، أنا لن أقابل آيانا، لقد كانت كذبة، في الحقيقة لا أرغب بلقائها بعدما تركتني في ذلك الموقف منذ بضعة أيام.

أخذت سيارة أجرة، أوصلني إلى المقهى الذي اعتدت القدوم إليه مع أمي خلال ربع ساعة، إنه فارغ دائماً في هذا الوقت، وضعت حاسوبي على إحدى الطاولات وجلست أبحث عن أي شيء يخص موضوع ألميترا بينما أنتظر مشروبي المعتاد.

لم أجد أي نتيجة! تأففت باِنزعاج وأنا أحاول كتابة الكلمة بشكل مختلف لعلها تفلح، سمعت صوت خطوات صغيرة في المكان، كانت فتاة في السادسة ذات شعر مبعثر طويل أشقر تجري للداخل، حيث فستانها الأزرق يدور مع حركاتها.

كانت تلهث وتبتسم، وصلت إلى طاولتي وهمست باِستعجال "أيتها الآنسة هل تسمحين لي بالإختباء أسفل طاولتك!"

"بالطبع!" قلت بتلقائية لأجدها تنحني وتتخفى أسفل الطاولة، قبل أن أطرح عليها الأسئلة شاهدت رجل يدخل المقهى، كانت عيونه البندقية تدور في المكان، شعره البني مرتّب، يبدو وسيم وأنيق بالفعل.

ابتسم مع نفسه وقال "كيتي… أين تختبئين يا ترا!؟"

كان يدّعي أنه لا يراها، يمكن ملاحظتها أسفل الطاول من بعيد بكل سهولة، كانت تكتم ضحكتها الطفولية، وأنا أكتم ضحكتي معها.

اقترب الرجل نحو طاولتي وهمهم "ربما هذه الآنسة تعرف مكان كيتي؟"

هربت ضحكة عالية من شفاه كيتي، انحنى الرجل أسفل الطاولة وقال بصوت شرير "أمسكتك!"

حملها بذراعيه وادّعى أنه يأكل كتفها تحت ضحكاتها الطفولية، لم أستطع إمساك ضِحكتي أيضاً، توقف الرجل عن اللعب معها وحادثني بتبسم "آمل أننا لم نزعجك"

نظرت الصغيرة إليّ وهي تعانق رقبته "جيمس أنظر إنها تملك ذلك الشيء مثلي!"

"كيتي! لا تقولي ذلك ربما لا تعرف…" همس جيمس ببعض الإنزعاج.

حركت شفاهي باِستغراب "ماذا تعنين؟ ما الذي أملكه يا آنسة؟"

قال الرجل "لا تأخذي كل شيء تقوله على محمل الجد_" قاطعته كيتي ببعض الإنزعاج "إنها تعرف! إنها ألميترا ولديها صديق من الوحوش"

كيف يُعقَل ذلك! لم أصدق ما سمعت، نهضت حتى أصل لطولها وهمست بكل ذهول "أنتِ تعرفين هذه القصة؟"

أومأت لي لكن ذو الشعر البني قال "أنا آسف علي الرحيل"

"لا أرجوك إنتظر! أنا أحتاج المساعدة أرجوك على الأقل إشرح لي الأمر!"

تبادل النظرات مع صغيرته ليتنهد ويجلس على الكرسي أمامي حيث بقيت كيتي في حضنه تنظر إليّ "ماذا تريدين بالضبط" سألني.

رطبت شفاهي بطرف لساني بتوتر "لا أعرف من أين عليّ البدء_" قاطعتني كيتي مُحادثة إياه "لقد كان صديقها الوحش يرسل لها الرسائل في أحلامها طوال سنوات ولكنها لم تفهم يوماً، عن طريق المصادفة وبمساعدة ساحرتين تمكنت من تحريره"

في كل مرة مرة تفتح هذه الفتاة فمها تصيبني بصدمة كبيرة، كيف تعرف كل هذا… كيف تكون ألميترا مثلي، لماذا كان إيڤار يرسل الرسائل؟

استطرد جيمس "أنا آسف على فظاظتها، كيتي هي الألميترا خاصتي، لديها قدرة خاصة منذ الولادة وهي أنها تستطيع رصد كل الفتيات مثلكما وتعرف جزء من ماضيهن"

كيتي كانت تتثاءب ويبدو أنها لا تُنصِت لحديثنا، نظر جيمس في ساعته ليتابع "إنه وقت قيلولتها، إسمعي، سوف أشارككِ رقمي حتى نتحدث في وقت لاحق" أخرج بطاقة من معطفه وسلّمها لي، إنه محامٍ ولديه مكتبه الخاص، ليس ببعيد عن هنا.

افترقنا من ذلك المقهى، عدت للبيت من جديد، لقد وصلت في الوقت المناسب للعشاء، إيڤار لم يكن معنا على المائدة هذه المرة، الأفكار تكاد تصيبني بالجنون، هذا كثير عليّ… أعتقد أني أحتاج وجود آيانا معي في هذه اللحظة.

جلست في الشرفة الكبيرة في نِهاية رِواق المنزل، عثرت على صفحة آيانا الشخصية، ترددت في البداية ولكن إما الآن أو أبداً، اتصلت بها وأجابتني سريعاً.

كنت أروي لها ما حدث معي، قطعت كلامي عندما شاهدت إيڤار يتقدم ويقف أمام دراب الشرفة الحجري وفي يده كوب ماء زجاجي، لم ينظر إليّ أبداً.

لا أريد التحدث إليه ولكني أريده أن يشرح لي ما يحصل، لذلك أكملت القصة لآيانا ربما يستمع لي ويتدخل، رغم أن الموضوع كله يدور حوله إلا أنه لم يأبه أبداً.

عقدت حاجبي باِنزعاج فقد فشلت خطتي "إسمعي آيانا أرغب بالذهاب إلى هناك، هل يمكنكِ المجيء معي… سوف نتّفق على الموعد لاحقاً" أنهيت المكالمة، كنت أراقبه بصمت.

إيڤار يبدو غاضب اليوم… أشعر ببعض التعاطف معه عندما أتذكّر أنه توجب علي تحريره من شيء ما منذ سنوات، يجب أن أتخطى خوفي وأن أتواصل معه بنفسي، وإلا لن أعثر على حلّ.

"سيد إيڤار… لماذا لم تخبرني أي شيء من هذا من قبل؟"

لاحظت نظرات إيڤار اللئيمة فعقدت حاجبي باِستغراب لكنه سحق الكوب الذي في يده وسالت المياه حول كفه ليطلق قلبي خفقة قوية، شهقت بذعر لأتقدم إليه بخطوة مترددة قائلة "أأنت بخير!"

"لماذا لا تسألين أصدقائكِ الجدد!" قال بسخط وجفلت بعدما رمى ما بقي من الزجاج في قبضته على الأرض بقسوة، مازلت أشاهده يترك الشرفة ويسير بالرواق المؤدي لغرفته دون أن ينطق بحرف، أليس من المفترض أن تُجرح يده! لقد سحق الكوب!

اِبتلعت ريقي وتبعته مدعية أني سأدخل غرفتي، لسبب ما أريد الإطمئنان عليه، لكن لم ألحظ بيده أي خدش بينما كان يحركها بعفوية أثناء مشيه فأشحت بوجهي سريعاً ودخلت غرفتي.

عقلي مشوّش جداً، لا أفهم أي مما يحصل الآن، غسلت أسناني وخلدت للسرير، الجميع نائم الآن ما عداي، مازالت الأفكار تنخر جدار عقلي……

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro