Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

شجار المخمَرة| 01

حياة القراصنة صعبة، لاسيما على امرأة، ولاسيما إن كانت هذه المرأة قائدة على رأسها جائزة تقدر بالملايين.

نحن نبحر منذ وقت طويل، مؤونتنا على وشك النفاد وطاقمي بحاجة إلى بعض الراحة، لحسن الحظ أننا كنا قريبين من الصين، استطعنا التسلل بالسفينة لى ركن معزول من الميناء دون أن يلاحظنا جنود الاحتلال الفرنسي، علمنا الأسود الذي تزينه وردة حمراء طرزتها بأناملي يتمايل مع الرياح، إنه مناسب لاسم طاقمنا، قراصنة الورود.

لقد دفعتني الظروف القاسية إلى مغادرة قريتي في بريطانيا واللجوء إلى البحر منذ ست سنوات، إن لم أهرب لكنت الآن جارية للورد الذي يحكمها، رجل مهووس بالعذراوات القاصرات، يستهلك المرأة لمرة واحدة ثم يلقي بها، كدت أتعرض للاغتصاب في قصره لولا أنني استجمعت كل شجاعتي وقمت باغتياله أثناء نومه، بسبب ذلك صرت من أهم المطلوبين.

قد نواجه مشكلة إن تعرف أحدهم على وجهي ليس وكأن ملامحي مطابقة لرسمة المطلوبين السخيفة، حتى وإن وقفت وجها لوجه مع جندي ما فلن يستطيع التعرف علي، ليس من السهل على الرسام أن يرسم شخصا طبقا لأوصاف يقدمها له شخص آخر، كل ما يمكنه تقديمه صورة تشبه الأصل تقريبا.

كنت أقف في منتصف السفينة وطاقمي المكون من عشرين فردا، خمسة عشر رجلا وخمس نساء بينهم أنا متوزعون في الأنحاء يقومون بأعمالهم، أرتدي فستانا قصيرا لونه بني فاتح مع مشد خصر أسود يجعله يبدو منتفخا من الأسفل، شعري البندقي المجعد منسدل على ظهري وفوق رأسي قبعة قراصنة بنية.

نطقت بصوت عال ويداي تعانقان مقبض سيفي الذي كنت أمسك به بشكل عمودي، حافته تلامس الأرض.

-ارفعوا الأشرعة يا شباب، سنرسو.

نظرت إلى السماء الزرقاء التي تتخللها بعض الغيوم بتفحص، لقد بدأت الرياح بدأت تشتد، إنها تطير شعري بقوة وتدغدغ ساقي العاريتين.

-وفقا لحركة الغيوم والرياح أتوقع قدوم عاصفة قوية الليلة لذلك احرصوا على ربط السفينة بإحكام.

هتف الجميع في نفس الوقت.

-هاي هاي كابتن.

سمعت تاما تقول بينما تتسلق الشبكة للوصول إلى الأشرعة، خلفها رجلان، نيكي وجاي، ملابسها لا تختلف عنهما كثيرا، قميص أبيض من الكتان وسروال جلدي.

-حاسة القبطان السادسة لا تخطئ أبدا، رغم أن الطقس جميل ولا يوحي بأنه سيتغير عما قريب.

أجبت عليها بسخرية.

-لهذا أنت لست الملاح في هذا الطاقم.

توقف تاما المفاجئ أجبر من خلفها على التوقف أيضا، التفتت إلي ترمقني وكأنني قدوة ما، عيناها الزرقاوان تتلألآن وشعرها الأسود مصفف بشكل ضفيرة.

-ولهذا أنا جزء من طاقمك سيليا.

فصلت إحدى يديها عن الشبكة لتقابلني وجها لوجه، ما تزال يدها الأخرى متشبثة بها.

-الجميع هنا انضموا لأنهم منبهرون بقوتك وقدرتك على المسايفة باستثنائي أنا، انضممت لأنني انبهرت بقدرتك على توقع أحوال الطقس وتسيير السفينة خلال العواصف.

سئم نيكي وجايك انتظار تاما لتتحرك لذلك واصلا التسلق بجانبها، رفعت رأسها إلى السماء وأردفت بنبرة متحمسة.

-أنت أفضل قبطان قابلته في حياتي، لا أشعر بالخوف وأنا معك على نفس السفينة حتى وإن كان البحر هائجا، وسأتبعك إلى نهاية العالم.

أملت رأسي يمينا محافظة على ابتسامتي.

-أشعر بالإطراء.

استقطب نيكي انتباهنا حينما خاطب تاما وهو يربط الأشرعة بالحبال، جايك بجانبه يفعل المثل.

-تحركي تاما، نحن لا نمتلك النهار بطوله لانتظارك حتى تنتهي من التحدث بالهراء وتقرري تقديم يد المساعدة.

واجهته تاما بانزعاج.

-ما الذي قلته يا رأس الليمونة؟

هسهس بين أسنانه.

-ما سمعته.

زفرت تاما الهواء بقوة قبل أن تتسلق باتجاه الشراع.

-أنت لست ناعما على الإطلاق لذلك لا تروقني.

سمعته يرد عليها.

-لحسن الحظ أنني لست ناعما، لا يشرفني أن أكون ضمن نوعك المفضل من الرجال.

راقبت الاثنين وعلى شفتي ابتسامة شاردة، لطالما استمتعت بشجاراتهما.

-كان ذلك ليكون شرفا لك أيها الوغد.

تريثت تاما بجانب نيكي، كلاهما متعلقان بالشبكة يحدقان ببعضهما بغيظ، قاطعهما جاي الذي كان ماكثا بجوار نيكي، عيناه البنيتان مسلطتان عليهما والرياح تطير خصلاته الحالكة.

-توقفا عن الشجار لبضع ثوان ودعونا ننتهي من هذه المهمة ليذهب كل منا في طريقه، هكذا لن تضطرا لرؤية بعضكما كثيرا.

رغم المسافة بيننا كان صوت التنهيدة التي أطلقتها تاما وهي تلف وجهها جانبا واضحا.

-تشه.

أطاع كلاهما كلام الأكبر وتعاون الثلاثة على رفع الأشرعة، إنها ثقيلة بما أن السفينة ضخمة، شعرت بأحدهم يقف بجانبي، ليس سوى جايك الذي ترك عجلة القيادة بعد أن رسا بالسفينة في الميناء.

-الجميع يبدون متحمسين، لم ننزل من السفينة منذ شهر تقريبا، لقد اشتاقوا للنزول إلى البر والاستمتاع بالتجوال.

جايك هو ربان السفينة ونائبي الأول، رجل في الثلاثينات أكبر مني بخمس سنوات، شعره بني وعيناه عسليتان.

-علينا أن نرسو أكثر لرفع معنويات الطاقم.

نظرت إليه بشيء من الحسرة.

-ليس وكأنني أحب الاختباء في عرض البحر ولكن الأوضاع متوترة في أغلب بقاع العالم، بريطانيا وفرنسا مصابتان بجنون الاحتلال والجميع يدفعون الثمن، لا يمكنني المخاطرة بأرواحكم.

صوب جايك بصره على أمواج البحر التي بدأت تهتاج متنهدا.

-الحياة قاسية لاسيما على القراصنة، لسنا مطاردين من قبل الجنود فقط بل والشعب أيضا.

رأيت عدستيه تنحرفان نحو مدخل السفينة، حينما نظرت إلى هناك رأيت امرأة ذات خصلات شقراء طويلة تتأملنا مبتسمة، هو الوحيد الذي يعيش حياة رومانسية صحية في هذه السفينة، مع الطاهية.

-لعابك يسيل جايك.

أشاح بصره عنها محمحما بإحراج.

-ذلك ليس صحيحا.

ضحكت بخفة قبل أن أربت على كتفه وأذهب للوقوف في منتصف السفينة، خاطبت الطاقم بنبرة صارمة، تليق بقائدة.

-اجتماع.

أحاط بي أغلب أفراد الطاقم بوجوه جادة، جميعهم يحاولون إخفاء حماسهم، عندما صار الجميع هنا ألقيت عليهم تعليماتي.

-سننقسم إلى ثلاث فرق، الفريق الأول سيتكفل باستكشاف المنطقة والبحث حداد لصقل أسلحتنا، الفريق الثاني سيقوم بشراء المؤن، الفريق الثالث سيبقى في السفينة لحراستها.

أجلت رأسي بين أفراد طاقمي.

-هل من اعتراضات أو اقتراحات أخرى؟

نطق نيكي.

-لقد كانت رحلة طويلة والرجال بحاجة إلى نوع خاص من المتعة.

قبل أن تفتعل تاما معه شجارا آخر بادرت بتوبيخه.

-أنت في السابعة عشر من العمر نيكي.

هز كتفيه بلامبالاة ولأن أغلب الرجال على متن السفينة شاركوه نفس الرأي لم يكن لدي خيار سوى الموافقة على البحث عن بيوت دعارة وحانات من أجلهم.

انقسمنا إلى ثلاث فرق، ذهبت أنا مع فريق الاستكشاف برفقة تاما وخمسة رجال من بينهم نيكي، قادت دارين فريق المؤن بما أنها المسؤولة عن المطبخ ورافقها جايك بالطبع، رجلان آخران وامرأتان، وبقي جاي لحراسة السفينة مع البقية.

كانت مهمة فريقي صعبة بعض الشيء بسبب عائق اللغة، لا يوجد بيننا أحد يتحدث الصينية، لحسن الحظ صادفنا أشخاصا يتحدثون الفرنسية، اضطروا لتعلمها بفضل الاستعمار، بذلك حلت المشكلة فنيكي فرنسي وأغلبنا يتحدثون الفرنسية.

لقد حل الليل منذ ساعتين وعاد الجميع إلى السفينة بأمان، بعد أن تناولت العشاء مع طاقمي اتجهنا إلى أشهر مخمرة في المدينة للاستمتاع بوقتنا والتخلص من أعباء السفر، عثرنا عليها خلال جولتنا، جلست إلى طاولة في منتصف القاعة، على يميني جايك بجانبه دارين وعلى يساري تاما، بجانبها جاي ونيكي، بقية الطاقم موزعون على ثلاث طاولات أخرى.

-مر وقت طويل على آخر فترة حظينا فيها ببعض الاسترخاء.

قلت بهدوء بينما أرفع كأس البيرة خاصتي عن الطاولة، تناولت رشفة ثم أردفت.

-منذ أن اتحدت جميع البلدان للتخلص من جميع القراصنة في المحيط الأطلسي ونحن نتعرض للمطاردة، لم يتركوا لنا مجالا للتنفس حتى، أولئك الأوغاد.

رمقني جايك بطرف جفنيه بسخرية، ظهره مسترخٍ على الكرسي وذراعه تحتضن امرأته دارين تقربها منه.

-تتحدثين وكأنك لست مستمتعة بالوضع، أنت القرصانة الوحيدة التي يروق لها ما يحدث.

هتفت تاما مؤيدة.

-أقسم أنها تستمتع بالمواجهات التي تحدث بيننا وبين الجنود في كل مدينة نحط رحالنا بها أكثر من جمع الكنوز.

ابتسمت بمكر.

-وأين المتعة في أخذ كل ما نريده بسهولة؟

ردت دارين.

-فقط قائدة قراصنة الورود من تقول مثل هذا الكلام المتهور.

تأملت السائل الذهبي الذي يملأ كأسي بشرود.

-لا بأس بخوض بعض المغامرات من حين إلى آخر ولكن إذا زاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده، أرجو أن تكون الأوضاع مختلفة هنا في المحيط الهادي، لعلنا نحظى بقسط من الراحة بعد كل ذلك الجهد في المحيط الأطلسي.

مرت نصف ساعة ونحن في المخمرة نحتسي البيرة بينما نتبادل أطراف الحديث، ضحكات أفراد الطاقم تملأ المكان، لطالما كان الجميع مقربين. تردد صوت الجرس دلالة على دخول زبون جديد وربما زبائن، لم أتكبد عناء النظر إلى الباب، كان مسموعا رغم الفوضى التي تعم المكان.

بدأ بعض الأشخاص يخزون من يجلس بجانبهم ويتهامسون بلغتهم، لا أحد منا يستطيع فهمها، لاحظت أن كل من ينظر ناحية الباب يفقد صوته فجأة، لم يمض وقت طويل حتى ساد الصمت، توقف الجميع عن الكلام وحتى عن الأكل والشرب.

بعد لحظات تعرضت للوخز أيضا من طرف تاما التي غرست مرفقها في ذراعي وبصرها مسلط على الباب.

-سيليا، انظري، أظن أن هناك متاعب قادمة.

رأيت الربان جايك يقطب حاجبيه.

-ينتابني شعور سيء حيال هؤلاء الأشخاص الجدد الذين وصلوا للتو.

أخفضت كأس البيرة إلى مستوى صدري وأملت رأسي نحو الباب قليلا، بالقدر الكافي لأختلس النظر إليه بطرف جفني.

-لست ملاحة في البحر فقط لدي القدرة على رصد كل ما حولي دون لفت الانتباه وقد لاحظت تغيرا في الأجواء منذ ثوان فقط لكنني لا أظن أن الأمر يستحق القلق.

دخل إلى المخمرة العديد من الرجال الأشداء آخرهم لفت انتباهي لوسامة وجهه، كان طويل القامة وعريض المنكبين أيضا، الندب الذي يمتد من فوق حاجبه الأيسر إلى منتصف خده يوحي بأنه ليس مجرد زبون عادي، يبدو في نهاية الثلاثينات أو بداية الأربعينات.

كان يرتدي قميصا أبيضا يثبته بخصره حزام جلدي، سروالا أسودا ومعطفا طويلا بنفس اللون معلقا على كتفيه. ليست ملابسه ما يجعله مخيفا بل عيناه الرماديتان الفارغتان.

-من يكون ذلك الرجل؟

طرح نيكي السؤال الذي كان يدور في رؤوس كل أفراد طاقمي بحذر، أجاب جايك وهو يعاين الرجل بطرف جفنيه.

-ليست لدي أدنى فكرة عن هويته ولكنه يبدو شخصية معروفة في البلد.

أضفت بسخرية.

-ومثيرة للمتاعب.

اتجهت الأنظار إلي، القلق باد على الجميع باستثنائي، رفعت شرابي إلى فمي ببطء.

-أعرف الشخص المثير للمتاعب عندما أراه.

نطقت الشقراء دارين فيما واصلت احتساء شرابي.

-أظن أنه زعيم المجموعة التي دخلت للتو.

وفجأة صدح صوت رجولي خشن أرسل القشعريرة في عمودي الفقري رغم أنه لم يكن مرتفعا ورغم أنني لم أفهم اللغة التي تحدث بها، كان صادرا عن محور انتباهنا.

أي كان ما قاله فقد أصاب كل الموجودين بالهلع حيث تدافعوا خارج المخمرة باستثناء الساقي ونحن بالطبع، نبست تاما بهلع وهي تشاهد الناس يدفعون كراسيهم ويسارعون للخروج، بعضها وقعت على الأرض.

-ما الذي يجري بحق السماء؟ لماذا يتصرف الجميع وكأن ملاك الموت قد وصل؟

ضحك نيكي بسخرية.

-أليس ذلك واضحا أيتها الغبية؟

نسيت تاما خوفها وواجهت عدوها اللدود بغضب.

-ما الذي قلته يا رأس القش!

تدخلت دارين في النزاع، حاجباها منقبضان بانزعاج.

-تاما، أنا شقراء أيضا، إن كنت ستختارين إهانة ما، اختاري إهانة لا تنطبق على شخص غيره، ذلك ليس لطيفا.

صرف كلام جاي تركيزي عن شجارهم الطفولي.

-واضح أن ذلك الرجل شخص خطير، لسنا بحاجة لفهم اللغة حتى ندرك أنه طالب الجميع بإخلاء المكان.

همهمت وفمي ممتلئ بالشراب، عندما ابتلعته قلت بلامبالاة دون أن أنظر إليه، كنت أحدق بالجدار أمامي فقط.

-الجميع هنا يعرفونه ولكن ليس نحن، أنت تعرفني جاي لست من النوع الذي يهرب خوفا من صعاليك مثله، لقد قطعنا مسافة طويلة من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ لترتجف أوصالنا خوفا من قطاع طرق محليين.

سرعان ما تحررت من شرودي وقابلت جاي بعزم.

-أثق بطاقمي في مواجهة هؤلاء.

ابتسم جاي بخفة.

-هذه هي قبطاني.

كان اكتشافهم لأمرنا مسألة وقت فقط وقد حان بالفعل، حيث تقدم أحد الرجال من الركن الذي كنت أجلس فيه مع طاقمي، كان وسيما أيضا، طويل القامة والشعر، تحدث معنا بلغته الغريبة وتكفلت أنا بالرد عليه بالإنجليزية، على أمل العثور على مترجم بينهم.

-آسفة، نحن أجانب، لا يمكننا فهم ما تقوله، لا يوجد أحد هنا بوسعه فهم الصينية.

أشار إلي بيده ثم إلى الباب فرمشت ببراءة.

-عذرا لا يمكنني فهم ما تعنيه.

قطب حاجبيه بارتياب لكنه أومأ في الأخير وعاد أدراجه إلى مجموعته المتكونة من سبعة رجال، هو ثامنهم، نظرت إلى الطاولات التي يحجزها طاقمي مطمئنة.

-لا تقلقوا فنحن نفوقهم عددا، يمكننا إسقاطهم إن تطلب الأمر.

توقف الرجل أمام صاحب العينين الرماديتين الذي يبدو وأنه القائد، وبينما يتهامسون احتضنت تاما ذراعي.

-هل رأيت كم هو جميل؟

التفت إليها بنية توبيخها فرأيت القلوب تنبض في عينيها.

-ذلك الجمال الناعم الذي يجب أن يكون موجودا في كل رجل، يا إلهي، أظن أنني وقعت في الحب.

انتزعت ذراعي من قبضتها بانزعاج.

-تمالكي نفسك تاما.

سمعت نيكي يتنهد.

-وضعها ميؤوس منه.

لو كانت النظرات تقتل لكان نيكي الآن ميتا بسبب نظرات تاما الحادة، استقطب انتباهي صوت أجش أتى من مسافة طاولتين خلفي، إنه نفس الرجل المخيف الذي دفع الجميع إلى إخلاء الحانة، لكنه تحدث الإنجليزية هذه المرة، بلكنة فرنسية مثيرة.

-هل أنتم شجعان أم حمقى؟

واجهته رافعة أحد حاجبي بضيق.

-عذرا؟ هل أنت تتحدث معنا؟

ثنى يده اليمنى حول مقبض سيفه المتدلي من خصره لكنه لم يسحبه.

-وهل يوجد هنا دخيل غيركم؟

كان حاجباه منقبضان ونبرته مليئة بالانزعاج.

-حتى الأحمق قادر على تفسير الوضع ومعرفة ما هو المطلوب منه بعد رؤية السكان المحليين يهرعون خارج الحانة.

نظراته المتعالية جعلتني أرغب بتحديه، وذلك ما فعلته حيث رفعت كأس البيرة إلى فمي واحتسيت رشفة منه ببطء مستفز ثم قلت:

-أنت نزق جدا، لم أكن أعلم أن الضيافة في الصين بهذا السوء، لقد خاب أملي.

كان رجالي يصغون إلى محادثتنا بأعصاب مشدودة، أما رجاله فالضجر يطغى على ملامحهم وكأنهم يعلمون ما هو آت، ولا يبدو وأنه يروقهم.

-ما الذي قلته؟

هسهس ذو العينين الرماديتين ويده التي تمسك بمقبض السيف ترتجف غيظا لكنه لم يبرح مكانه، كنت ثملة بعض الشيء لذلك واصلت امتحان صبره بسخريتي، لست عنصرية ولا متنمرة في العادة.

-ما سمعته يا آكل الجرذان.

اتسعت عيناه بصدمة وشهق بعض رجاله، أقسم أنني رأيت البخار يتصاعد من أذنيه.

-ماذا؟

تقدم منه نفس الرجل الذي أتى ليطردنا بأدب في البداية ووضع يده على كتفه منبها.

-يكفي جونغكوك، أتينا إلى هنا للاستمتاع وليس لافتعال المشاكل.

أدار المدعو جون رأسه نحو الآخر ببطء وكأنه أصيب بتصلب في عنقه لشدة الصدمة.

-هل سمعت ما الذي تفوهت به جونغهان؟

هز رأسه مؤكدا ثم حول تركيزه إلي، كانت إنجليزيته ذات لكنة آسيوية.

-أنت أيضا، كفي عن محاولة استفزازه، أتفهم أنك أجنبية ولا تعرفين من نكون، لو كنت تعرفين هويتنا لما تجرأت على التحدث بهذا الطيش.

استقامت تاما بانزعاج.

-أنت الذي لا تعرف من نكون ولا أنصحك بأن تستفزنا لأن نهايتك لن تحمد عقباها إذا فعلت.

ثنت يديها في تجويف خصرها قبل أن تضيف.

-حتى وسامتك لن تنقذك منا.

امتلأ جفنا الرجل بالدهشة على إثر كلامها ولوهلة احمرت وجنتاه، نظف حنجرته ليخفي إحراجه.

-ومن قال أنني بحاجة إلى وسامتي؟

صرف انتباهه عن تاما حينما تحرك قائده خطوة إلى الأمام وأمسك بذراعه متوسلا.

-أرجوك.

نظر القائد جونغكوك إلى جونغهان باستياء لكنه بدا وكأنه سيصغي إليه، لن أسمح بذلك لأنني في مزاج للعبث، ربما لأنني أشعر بالأمان بسبب تفوقنا العددي.

-هل جرح كلامي مشاعرك؟ أم أنك تسمع تلك العبارة بكثرة؟

تعمدت أن أكرر العبارة التي أثارت أعصابه بعد أن تلاقت أعيننا.

-أقصد آكل الجرذان.

غرس جونغكوك مرفقه في جنب صديقه ليبعده عنه فانحنى الأخير ممسكا بمكان الإصابة، حالما صار حرا استل سيفه واندفع نحو طاولتي متجاهلا نداء جونغهان، ركل كرسيا اعترض طريقه وأرسله محلقا في الهواء، نجم عن اصطدامه بالأرض دوي مخيف جعل أفراد طاقمي يقفون بتأهب.

-سأقضي عليك يا امرأة.

لفظ كلمة امرأة وكأنها إهانة فالتقطت سيفي الذي كان مستندا على كرسي وقمت من مكاني أشعر بالاستفزاز ثم رميته بكأس البيرة خاصتي.

-تسرني رؤيتك تحاول.

أمال جونغكوك رأسه جانبا متفاديا الكأس بنجاح، كان من الزجاج الثخين لذلك لم يتحطم عندما لامس الأرض ولكنه ترك بركة من البيرة عليها، سحبت سيفي من غمده قبل أن يصل العدو إلي وما هي إلا ثوان حتى تصادم نصلانا في المنتصف ومعهما أعيننا المليئة بالتحدي.

-قبطان.

هتفت تاما وجونغهان في نفس الوقت، أجبت وجونغكوك بصرامة.

-لا تتدخلوا.

بعد برهة من التشاحن قفز كلانا إلى الخلف ثم هاجمنا بعضنا مجددا من زاوية أخرى، أدت بنا إلى نفس النتيجة، ألا وهي تلاقي سيفينا في المنتصف، مددت ساقي اليمنى لأسدد ركلة إلى معدته لكنه التفت حول نفسه وكاد يغرس سيفه في كتفي لولا أنني انحنيت نحو الأرض قليلا مبتعدة عن نطاقه.

في تلك اللحظة أشهر بعض رجالي سيوفهم من بينهم جايك ونيكي للتدخل لحمايتي إن تطلب الأمر وأتى الرد سريعا من مجموعة جونغكوك الذين تقدموا نحوهم وسيوفهم عارية من أغمادها على استعداد لخوض معركة دامية، خاطبهم جونغكوك بين أسنانه المتراصة وهو يحاول صد سلسلة هجماتي المتتالية.

-قلت لكم لا تتدخلوا، هذه المعركة بيني وبينها.

تمكنت من إجبار جونغكوك على التراجع إلى الخلف حتى اصطدم بإحدى الطاولات، لعن تحت أنفاسه فاعتلت شفتي ابتسامة تنم عن الرضا.

-أخفضوا سيوفكم يا رجال، الحانة ضيقة وليست مكانا مناسبا ليتبارز فيه أكثر من شخصين، لا أظن أن النزال سيستمر لوقت طويل على أية حال.

رفعت سيفي في الهواء ثم أنزلته باتجاه كتفه بغية قطعه، أدركت أنني ارتكبت خطأ جانبيا حينما لاحظت الابتسامة الجانبية التي ارتسمت على فمه، قبل أن أصيب هدفي تزحزح نحو اليمين بحركة دائرية مرنة فاخترق نصلي الطاولة الخشبية.

-لو كنت مكانتك لما كنت واثقا إلى هذه الدرجة.

هسهست بغيظ.

-إياك أن تستخف بي.

عندما حاولت سحب سيفي اكتشفت أنه عالق في الطاولة، كانت أول مرة ينتابني فيها الخوف هذه الليلة.

-سحقا.

علمت منذ البداية أن لجونغكوك نظرة ثاقبة لذلك لم أستغرب أنه لاحظ أنني في ورطة، استغلها ليوجه سيفه نحو عنقي، جلست على الأرض بسرعة تحت سيفي العالق فلم تخترق ضربته سوى الهواء.

-أنصحك بالاستسلام يا صغيرة فأنت لست ندا لي.

لم أتحرك من مكاني حتى رأيت سيفه متجها نحو خاصتي، أفلت مقبضه وتراجعت إلى الخلف قبل تصادمهما الذي أدى إلى ساعد سيفي على التحرر من الطاولة، التقطته من الأرض وانتصبت أمام خصمي بشموخ، ابتسمت.

-لقد فعلت ما كنت أريدك أن تفعله تماما.

مد سيفه نحوي بثبات.

-لن يحالفك الحظ في كل مرة.

محوت الابتسامة عن شفتي وواصلت التلويح بسيفي.

-أنا لا أعتمد على الحظ يا سيد جونغكوك، بل على قدراتي.

حاولت ركله لأصرف انتباهه عن وجهة سيفي، كاد يمسك بساقي الممدودة نحوه لولا أنني ثنيتها، لاحظت كيف كان يحدق بها ولم أفوت الفرصة للسخرية.

-هل يروقك ما تراه؟

غض بصره عن ساقي العارية فوضعتها على الأرض وأرسلت نصلي نحوه بدقة لكن سيفه وقف بينه وبين صدره.

-تروقني السيقان النحيلة بما أنني آكل جرذان.

-هجمة مرتدة جيدة.

قدته بهجماتي نحو طاولة أخرى لكنه صعد فوقها حالما لامست ساقاه حافتها ثم قفز فوق رأسي برشاقة، قبل أن أستوعب ما حدث بدأ برد الهجوم، استدرت نحوه في الوقت المناسب لأتفادى ضرباته المميتة، لم يكن يسمع في المكان سوى صليل سيفينا.

خلال مبارزتنا أوقعنا الكثير من الكراسي وبعض الطاولات التي كانت محملة بالكؤوس والأطباق، صارت مجرد حطام على الأرض، اختبأت خلف إحداها كي لا يصيبني، أعلم أنه لا يستخف بي فهو يهاجمني بنية القتل كما أفعل تماما.

خرجت من خلف الطاولة وبينما يستعد كل منا لمهاجمة الآخر اقتحم حفنة من الرجال الحانة، ملابسهم توحي بأنهم جنود من نوع ما.

-قراصنة الظلام، أنتم محاصرون.

هلا بالخفافيش 😎

كنت متحمسة لهيك كتبت الفصل بسرعة، استمتعت جدا بكتابتو يمكن الرواية مختلفة عن النوع يلي بكتبتو فالعادة، حلو التغيير احيانا

ان شاء الله يكون عجبكم

نيكي، جاي، جايك من انهايبن، جونغهان من سفنتين

رأيكم بالفصل!

أكثر جزء عجبكم وما عجبكم!

الشخصيات!

جونغكوك!

سيسيل!

تاما!

جاي!

نيكي!

جايك!

جونغهان!

توقعاتكم للفصل الجاي!

دمتم في رعاية الله وحفظه 🍃

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro