Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفصل الرابع

بقلم نهال عبد الواحد

وقفت أمام المرآة تتفقّد نفسها بثوبٍ أحمر اللّون مظهرًا مفاتنها الأنثوية بشكلٍ مثيرٍ رضيت عنه، ثمّ صفّفت شعرها البنيّ تاركةً له العنان بطبيعته المموّجة قليلًا، وضعت طلاء الشّفاه بلونه النّاري لتكتمل منظومة الإثارة بعد أن نجحت جاهدةً في إخفاء شحوب وجهها بتقنية التّجميل ومساحيقه الحديثة مثلما تابعت على مواقع التّواصل الاجتماعي، حاولت أن ترسم عينَيها لكن لم تقوى من أثر بكائها الكثير طوال اليوم، بالكاد استطاعت تقليل تورّم جفنَيها، ثمّ أمسكت بعطرها ونثرته على جسدها بعد أن تأكّدت من نعومة بشرتها وأنّ كلّ إنشٍ فيها على ما يرام.

لكنّها فجأة شردت فيما حدث من بضع سويعات...

سقطت مغشيًّا عليها لكنّها لم تفقد وعيها بالكامل، حيث شعرت به يحملها مسرعًا ويضعها على أقرب أريكة ويربّت على وجنتَيها برفقٍ وينادي اسمها بلهفةٍ تحشرجت معها نبرة صوته: نور! فوقي يا نور!

فتحت عينَيها المتورّمتَين بتباطؤ وحملقت فيه فسألها بحنقٍ ممزوجٍ بلهفة: إنت عاملة كده ليه؟! مالك جرالك ايه؟!

فانتحبت بشدّةٍ وشدّدت مسكتها بكفّه المحتضن كفّها في حين ترقرقت سوداءاتاه، وبعد قليل انتفضت ودفعته وصاحت مرتعشة: لا يا فريد! ما ينفعش! أنا ست متجوزة! نروح من ربنا فين؟ امشي بسرعة أرجوك! مش قادرة حرام عليك! اطلع برة وإنساني! اخرج برّة حياتي كلّها! بلّكني من حياتك زي ما كنت! ما قدرش! ما قدرش! ما قدرش!

وقد تحوّل صياحها إلى بكاءٍ هيستيري حدّ الانهيار، فنظر بينها وبين كفّه الّذي لا زال محتضنًا كفّها فسحبته بسرعةٍ ويزداد ارتعاشة بدنها كأنّما ستصاب بنوبةٍ من الصّرع وهي تحاول النّهوض.

كان لا يزال متابعها في صمتٍ وصدمةٍ من حالتها الّتي آلت إليها، نهض واقفًا بتباطؤ وقد فرّت دمعة هاربة خلسةً واختبأت وسط لحيته الخفيفة، تحرّك متراجعًا للخلف بحزنٍ شديد حتى خرج من البيت وأغلق الباب خلفه.

جلست وانتحبت مجدّدًا لا تصدّق ما حدث معها وهي تصيح وسط بكائها بصوتها المتحشرج والمتقطّع من فرط البكاء: يا رب قويني يا رب أنا مش ناقصة ومش قادرة! أنا بلصّم نفسي وانت عالم بحالي يا رب! ابعده عنّي يا رب أنا ضعيفة وخايفة! قويني يا رب قويني وزدني صبر وحكمة...

لا تدري كيف مرّ يومها، كلّ ما تدركه جيّدًا أنّها تعاني من صراعٍ شديد بين حنينها لحبّها السّابق وبين حرصها على استمرار وفائها لزوجها فمهما كان سيئًا لا يستحق الخيانة...

عادت من شرودها ولا زالت واقفة أمام المرآة ولا زالت ممسكةً بقنّينة عطرها ثمّ زفرت قائلة: كلّ ده يوم واحد بس! أمال هعمل ايه بقية الأيام!
إنت عرفت مكاني منين يا فريد؟
اوعي يا نور اوعي!
طب هعمل ايه مع اللي جاي كمان شوية ده!
كلّ اللي عملاه ده، مستخبية وراه وبس.
يا الله! أنا عاملة زي الجرح الحي اللي هيلمسه هيتفتح وينزف من أول وجديد.

وضعت العطر على لوحة التّزيين وظلّت واقفة أمام المرآة تحاول الابتسام، لكن للأسف لم تتعدى ابتسامتها شفتَيها!

سحبت سترة قطيفية وارتدتها لتدفئ نفسها؛ لا تدري إن كان الجو باردًا لهذه الدّرجة أم بسبب حالتها! أم ربما لأنّها لم تتناول أي شيء طوال اليوم!

خرجت إلى الصّالة الخارجية في ركن المعيشة فتحت الجهاز المرئي تقلّب بين قنواته باحثةً عن أي شيءٍ كوميدي يجعلها تضحك... لكن لم تجد، فتركت جهاز التّحكم ثمّ أمسكت بهاتفها باحثةً عن نكاتٍ تضحكها... لكن فجأة فُتح الباب فانتفضت لدرجة أن انتقع لونها!

نظّمت أنفاسها وأخذت نفسًا عميقًا وأخرجته ببطءٍ فهدأت نسبيًّا، رفعت يدها من على صدرها وجذبت خدَّيها يُمنةً ويُسرةً ترغمه على الابتسام.

وقفت ملتفتةً لزوجها متسعةً ابتسامتها الّتي جاهدت كثيرًا حتى أخرجتها بهذه الصّورة، ثمّ تحدّثت بصوتٍ ناعمٍ وهي متّجهةً نحو زوجها الّذي لتوّه خلع حذاءه: حمد لله على سلامتك يا حبيبي.

ثمّ تعلّقت في عنقه وشدّدت في عناقها وهي تتمتم من داخلها مستغيثةً بربها، أبعدها عماد عنه قليلًا رافعًا حاجبَيه متعجّبًا قائلًا: سبحان مغيّر الأحوال! مش كان في محكمة منصوبة الصّبح هنا!

فعبثت بوجنتَيه قائلة بغنجٍ: يا أخي ما يبقاش قلبك أسود بأه، كانت ساعة شيطان وراحت لحالها وبعدين المصارين في البطن بتتعارك.

فابتسم مومئًا لها ثمّ أمسك طرف يدها ولفّه لتستدير بغنجٍ تريه زينتها لكن وقعت عيناه على كيسٍ فوق إحدى المناضد، فعقد حاجبَيه وسألها: ايه اللي هناك ده؟

فالتفتت دون أن تدرك مقصده حتى وقع نظرها على ذلك الكيس الّذي لا تتذّكر من أين جاءها! لكن بعد لحظة شكّت أن يكون خاصًّا بفريد وقد غادر البيت ونسيه من هول الموقف فانتقع لونها مجدّدًا وتصاعدت نبضاتها حد دق الطّبول وصارت أمنيتها الوحيدة هذه اللّحظة أن تصاب بسكتة قلبية أو دماغية... أيهما أقرب!

وبديهيًّا أن يتركها عماد ويتّجه نحو ذلك الكيس بشكٍّ بينما انتابها دوار شديد، وجمدت في أرضها يرجف جفناها بتوتّرٍ، أمسك عماد الكيس وتفقّده وقال: دي كمامات وكحول...

فلم تعقّب، فالتفت إليها وسألها: جابهم راجل طويل واسمراني ودقنه خفيفة!

كانت نور لا تزال بنفس حالتها فصاح فجأة ليزيد الطّين بلّة: ما تردي!

فانتفضت مفزوعة وأومأت برأسها مرتعبة دون أن تفهم شيئًا فتابع: ده واحد صاحبي دكتور كنت طلبت منه يجيب لي كمامات وكحول عشان مش لاقيين في السّوق وأنت بتحبي الحاجات دي أوي، فأكيد عدى عليّ عشان كده.

ثمّ عقد حاجبَيه وسألها: ووقفتِ أدام الرّاجل بسحنتك دي! وفضلتِ متنحة أكيد، وتلاقيكي حتى ولا رحّبتِ به!

فردّت بعدم تصديق: عايزني أدخل راجل غريب البيت وأنا لوحدي؟

فوضع الكيس جانبًا وصاح: وأنا بقولك اعملي ايه! يادوب ترحبي به... تضايفيه مثلًا واتصلي بي آجي.

-أتصل بيك تيجي! وده من امتى؟ هو انت سامح لي أتصل بيك من أساسه؟!

-ابعتي ماسدج.

-هتشوفها يعني!

فصاح مخرجًا هاتفه: يووه!

ثمّ اتصل بهاتفه مكملًا: ولية غبية ما بتفهمش!

وبعد عدّة محاولات أرسل رسالة صوتية: أهلا يا فريد، تسلم يا صاحبي وألف شكر على الحاجة ولو كان صدر من المدام قلة ذوق ولا حاجة فعندي دي.

ثمّ تركها واتجه نحو الدّاخل فزرفت أخيرًا أنفاسها المختنقة براحة وهي تلهث كأنّما كانت في سباقٍ طويل، لكنّها بالفعل في سباقٍ طويل... لم ينتهِ بعد.

Noonazad 💕❣️💕

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro