Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفصل الثاني عشر

بقلم نهال عبد الواحد

جلست بملل تدير قنوات الشّاشة المرئية دون أن تستقر على شيء، ثمّ أمسكت هاتفها وأخذت تتنقّل ذهابًا وإيابًا بين تطبيقات مواقع التّواصل الاجتماعي ووصلت إلى نفس النّتيجة... الملل.

ومعروف أنّ النّفس يجب أن تُربى لتقودها فتنهاها عن هواها مهما كان ومهما كلّفك هذا، فنفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، والشّيطان يدري مداخل ابن آدم ويبذل كلّ ما في وسعه كي تذل قدمه في الهاوية بتدبيرٍ متقن... صحيح أنّ كيد الشّيطان ضعيفٌ لكن ليس مع الجميع.

نهضت بعد أن فاض الكيل بها من الملل، فتحت علبة الحلويات وملأت طبقًا بها ثمّ سحبت وشاحًا ووضعته على رأسها عشوائيًّا بعد جمعت شعرها الطّويل وقعصته للخلف، لكن ظلّت خصلات جانبية هاهنا وهاهناك متحرّرة لم تلتفت إليها.

حملت طبق الحلويات وخرجت من باب الشّقّة دون أن تلتفت  إلى الوقت أو تنتبه لكم تكون السّاعة!

نزلت على السّلم حتى وصلت إلى شقّة جارتها الّتي كانت معترضةً على أسلوبها منذ قليل، طرقت الباب فلم يفتح لها إلّا عماد فاتسعت ابتسامته مرحّبًا بها.

دخلت هيام وقالت: أصل فريد جاب حلويات فقلت أجيب لكم طبق.

فردّ عماد بسعادةٍ: تعيشي يا ست الكل يا بنت الأصول، اتفضلي أهلا وسهلا، تعبينك معانا والله من وقت العملية.

جلست هيام قائلة: لا تعب ولا حاجة، المهم نطمن على نور، إزيها؟ أمال هي فين؟

أجابها: بيني وبينك ما بآش لي خلق على نكدها فبحط لها منوم ينيم فيل، واهو أرتاح منها كام ساعة أعيش فيهم مع نفسي ملك.

همّت هيام تنهض من جلوستها لولا رأت ما أخرجه عماد، كانت سيجارة غريبة الملامح، فاتسعت عيناها مشيرةً إليه: اده؟

فأجاب عماد وهو يشعلها: سيجارة بس صنفها عالي أوي.

فأهدرت بسعادة: حشيش!

عقد حاجبَيه متعجّبًا وسألها: ليك فيه ولا إيه؟

أومأت نافيةً وأجابت: عمري ما دوقته، إنت عارف فريد مالوش في النّظام ده ولا عمره هيسمح بيه، دكتور باه وعايز كل حاجة صحية وكده.

فمدّ يده بالسّيجارة وسألها: تجرّبي!

فابتسمت مرحّبةً فأبعد يده عنها قائلًا: بس ده مش هتقدري عليه وانت لسه مبتدئة.

مدّت يدها باندفاعٍ قائلة: هات هات، انت ما تعرفنيش أنا أدها وأدود.

فجذبت منه السّيجارة وسحبت نفسًا وبعدها أخذت تسعل بقوةٍ سعلات متتالية فأخذها منها قائلًا: ما قلت لك يا ست السّتات مش هتقدري عليه.

فجذبتها منه مجدّدًا وحاولت مرّةً ثانية فسعلت ثمّ ثالثة فسعلت ثمّ...

انتهت السّيجارة فأشعل غيرها وشاركته فيها أيضًا مع تناول المزيد من قطع الحلوى وبدأت تشعر بارتعاشة في جسدها فأعطاها غطاءً صوفيًّا ووضعها على كتفَيها فدثّرت به نفسها واستكملا مسامرتهما وشربهما لذلك السّم، في حين كان عماد يبتلع قرصًا ما.

مرّ بعض الوقت وقد تشوّشت الرّؤية تمامًا لدى هيام وثقل لسانها في الكلام... وماذا بعد أن خُدّر العقل وغُيّب؟!

ما أسهل دور الشّيطان حينئذ! وقد تمكّنت منهما أم الموبقات! ليس فقط مجرد زانيَين، بل ثيّبيَن والأدهى أن زنى ذلك الثّيّب بحليلة جاره... أي أشنع فعلة قد ارتُكبت!

مرّ بعض الوقت فتحت عيناها وقد أدركت الحسناء ما ارتكبت من هيئتها ووضعها! انتفضت مسرعةً تلملم ملابسها وقد لمحت ضوء النّهار وقد عمّ الدّنيا، لم تدري كم الوقت تحديدًا لكن حتمًا وقت استيقاظ فريد قد جاء أو فات!

ارتدت ملابسها بسرعةٍ وأخذت طبقها الفارغ وأسرعت على أطراف أناملها خشية أن يراها أحد! وقد نسيت أن رآها الأحد.

لم تكن ترى أمامها لكنّها وصلت شقّتها دون أن تدري كيف، دلفت شقّتها بسرعةٍ تتفقّد المكان وفجأة شعرت بحركةٍ بالدّاخل فألقت بجسدها على أريكة الأنتريه وهي تلتقط أنفاسها بصعوبةٍ وتتلاحق نبضات قلبها خوفًا.

كان فريد قد استيقظ من نومه مواليًّا ظهره للجانب الآخر ظنًّا منه أن هيام جواره، لم يلتفت خلفه طوال اللّيل، حتى بعد استيقاظه ظلّ على وضعه فترة، ولا زال يحدّث نفسه: إلى متى ينتظر كلانا رحيل الآخر؟ إلى متى يتلصص كلانا على الآخر وحاله مترقبًا عدة وصفه في أحد أسطر كتابه متمنّيًّا آملًا أن يعود الآخر بطل حكايته بقية عمره؟!

لا لا، بل ارحل وكفى قد تعبتُ وبلغ منّي ما بلغ... لماذا لا أموت؟ ربما ينتهي الصّراع، ونطوي جميعًا صفحةً لا ينبغي أن تعود.

عاد من شروده إلى واقعه الحالي ماسحًا على وجهه مستغفرًا ربّه، نهض جالسًا فلم يجد امرأته جواره لم يستوقفه الأمر ونهض يستعد للذّهاب إلى عمله، المكان الّذي ينسى فيه كلّ صراعاته الدّاخلية لكن بالطّبع يبدأ صراعًا خارجيًّا مع ما لا تراه عيناه، ذلك الكوفيد الّعين.

استعد تمام الاستعداد وخرج لم يجد هيام بالمطبخ، بل لم يستمع لأي صوت، تعجّب وقلق بعض الوقت وبدأ يبحث عنها في كلّ أنحاء البيت حتى وجدها مستلقيةً على أريكة الأنتريه محتضنةً نفسها فزفر براحة لكن سرعان ما حلّ به الهم والغم، وصاح فيه ضميره يتهمه بالتّقصير تجاه هذه المسكينة الّتي مال بمشاعره لغيرها رغم كلّ مجاهداته.

   اقترب منها وجلس جوارها وناداها: هيام! هيام!

لكنّها انتفضت جالسًا ولا زالت تلتقط أنفاسها بهلع وقد انتقع لونها، ربّت عليها برفقٍ وسألها: مالك يا حبيبتي؟

ثمّ لمح علبة الحلوى فجحظت عيناه وصاح: اده!

فانتفضت مجدّدًا مرتعبة فأكمل: أهو ده اللي كنت عامل حسابه! بأه تقعدي طول الليل تأكلي في الحلويات دي كلها!

ثمّ شعرت بليّة شديدة في معدتها فانطلقت نحو المرحاض وأخذت تتقيّأ حتى جلست أرضًا من فرط التّعب، فأمسكها فريد لتنهض معه قائلًا: خلاص مش هروح الشّغل وخليني معاكِ انهاردة.

فأومأت رافضة وقالت بضعف: لا لا، شكلي بس خدت برد م النّومة دي، روح انت أنا هنام وهقوم زي الفل، اطمن.

فزفر بقلّة حيلة قائلّا: طب خلاص هنزل وأطمن عليك على التليفون، فين تليفونك مش شايفه؟ حطيه في حتة فيها شبكة واتأكدي إنه مشحون كويس.

فانتقع لونها مجدّدًا متذكّرةً جيّدًا أنّها صعدت ممسكةً الطّبق فقط، كان يحاول الاتصال بها فارتعدت فرائسها قائلة: خلاص يا فريد باه انزل انت عشان ما تتأخرش وأنا هفوق كده وأدور عليه وأشحنه واعمل كل حاجة.

فأومأ: طيب، هنزل بأه وما تتعبيش نفسك في حاجة، هاجي ع الغدا إن شاء الله وهجيب معايا أكل جاهز، ابعتي الأوردر اللي نفسك فيه.

فقالت بتعب: هات أي حاجة يا فريد.

فابتسم بعذوبةٍ فانحنى يقبّلها فانتفضت تدفعه تبعده عنعا فربّت عليها بسعادةٍ قائلًا: شكلنا هنسمع أخبار حلوة قريب.

ثمّ تحرّك مغادرًا دون أن تفهم مقصده، وبعد تمام مغادرته أخذت تلطم وجهها بحسرةٍ على ما حدث واحتمالية انكشاف أمرها بتواجد هاتفها مع عماد.

دخلت الحمام وفتحت الماء فوق رأسها تباعًا تحاول تذكّر أي شيء، لكن لا تستطيع تذكّر أحداث مؤكّدة، فقط مجرد صور مشوشة كأنها مجرد حلم، لكن الأمر لا يحتاج إلى شك، فهي أدرى مَن علم بما حدث لها من أثار ذلك عليها.

انتهت من حمّامها وارتدت ثوب الاستحمام الوردي وغطاء الرّأس الخاص به، وما أن تحرّكت حتى سمعت صوت جرس الباب، فشكّت أن يكون زوجها قد عاد يمرّضها كما قال...

Noonazad 💕❤️💕

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro