بدايةُ المثلّث والوردة |2
كنتُ في مكاني المفضّل منذ أن بدأتُ أتغير، مقعد صغير في حديقة كبيرة، كنتُ أرسم ورقة مبهجة مليئة بالألوان، و ورقة بيضاء يطغى عليها الرّمادي والأسود، كانت الشّمس بوجهي ولكنها اختفت، رفعتُ رأسي لأرى شيء أقوى من نور الشّمس، كانت ابتسامتكَ المشرقة.
«مرحبًا» قلتَ بسعادة ولكنني لم أرد عليك ورأيتُ ابتسامتكَ تتلاشى ولكن سرعان ما عادت عندما نظرت إلى المكان الفارغ بجانبي «هل يمكنني الجلوس هنا؟» سألت وأشرت إلى المقعد وأنا أومأتُ إليكَ بهدوء وأكملت الرّسم لتجلس بسرعة وحماس، كما لو أنكَ طفل صغير رأى اللعبة التي يريدها بيد أبيه وذهب ليحضرها.
«ما الذي تفعلينه؟» سألت، ولكن كعادتي لم أجبك، لا تقترب مني سوف أؤذيك، «لمَ تجلسين وحدكِ؟ هل تنتظرين أحد؟» سألت ولم أعركَ أدنى انتباه «لمَ تتجاهليني؟» سألتَ بنبرة منكسرة لأنظر لكَ وأرى ابتسامة ألم على محياك، تبًا لا، أريدُ إبتسامتكَ القديمة المُشرقة.
«اسمي هو رينبو ولكن يمكنكِ مناداتي ب رين، وأنتِ ما اسمك؟» قلتَ وحككت رقبتكَ بخجل، وأنا بقيتُ أتأمّل تفاصيل وجهكَ، عيناكَ الزّرقاء التي تُنافِس البحر بصفائها، شعركَ الأسود الذي يضاهي سواد الليل، ويداكَ التي تبدو كما لو رسمها فنان باللون الأخضر فقط بسبب عروقكَ البارزة، من أين أتيتَ يا رين؟
طأطأت رأسكَ بحزن لعدم إجابتي على سؤالكَ باسمي، وقفتُ فجأة لتقف معي، وجّهتُ الرّسمتان نحوكَ وأنتَ نظرت لهما بتعجّب لتأخذهما وأنا التفتُ وذهبتُ بطريقي.
الأولى كانت وردة بُنيّةَ ملوّنة تشبهك، والأخرى مثلّث فارغ وأسود يشبهني، كنتُ أنا المثلّث وأنتَ الوردة.
~~~
لمَ هي مظلمة هنا؟
أنتَ لست متواجد في هذا المكان
هذا خطير، كم أنا محطمّة
أنقذني لأنني لا أستطيع أن أمسك نفسي، لا يمكنني!
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro