CH≈ Twelve
"الذكريات تُرهّل شُغاف القلب"
.....
صبيحة اليوم التالي قررت إيرلا الذهاب
بمفردها إلى المدرسة كونها لا ترغب مطلقاً برؤية
تايهيونغ والذي على الرغم من تأكدها بأن جيمين
قد حاول طرده خارج المنزل، شتمه، وضربه
إلا أن الأخير لم يتأثر البته هو حتى كان يُدندن بأغنية ما في المطبخ، أحياناً لا تفهم كيف
لشاب وسيم مثله أن يكون بهذا القدر من الغباء
واللامُباله.. أو ربما كان ذلك وراثياً.
تنفست بضجر وهي تحشر يدها في جيب
معطفها الطويل لإخراج هاتفها للعبث به حتى
تصل إلى المدرسة.. أو ربما لسماع بعضٍ مِن
البؤس الذي أعتادت على الأستماع إليه مؤخراً.
فيما من جهة أخرى كان جيمين يتأفأف بقوة
وهو يدور حول نفسه دون أن يعير تايهيونغ أي
أهتمام.
حيث أنهُ كان قد وصل إلى المدرسة فقط قبل
عدة دقائق بعد أن خرج مسرعاً من المنزل فور معرفته أن إيرلا غادرت بالفعل، ولكن ما أن وطأت قدميهُما أسوار المدرسة حتى كان يُسحب قسراً
مِن قِبل تايهيونغ بقوة حتى أصبحا بعيدان عنها بمسافة كبيرة.
توقف جيمين عن الدوران حول نفسه وهو
يغلق هاتفه بملل صارخاً "اللعنة تاي، لماذا تفعل
هذا دوماً؟"
قفز المعني وهو يبتسم بعرضة مغمغاً "بربك جيميني لقد مر وقت طويل منذ أن غادرنا
المدرسة بهذه الطريقة!"
"غادرنا؟" هتف ساخراً بغيظ "أنت تقصد
بأننا هربنا" أشار ملوحاً بأصبعه في وجهه.
"آوه فهمت هربنا ماذا في ذلك؟" لعب بحاجبيه
وهو يقترب نحو جيمين ليلف إحدى ذراعيه
حول عنقه ليضيف هامساً "أليس هذا أفضل
من البقاء؟"
نفى جيمين وهو يوكزه بمرفقه "ليس كذلك"
"لماذا؟ لطالما كنا نهرب هكذا، ما الذي
تغير الأن؟" تذمر تايهيونغ بصراخ وهو يتلوى
بجسده أمام من أفرج عن زفير عالٍ وهو يبعدهُ
عنه بدفعه من صدره "فقط إلى أين تريد
الذهاب؟
"هذا هو فتايّ" نبس تايهيونغ بمرح قبل أن
يفرك أرنبة انفه بإبتسامة غبية "لا أعلم، لم
أفكر بشيء محدد.. فقط هربنا"
"يا إلهي إلهمني الصبر" هسهس جيمين بحنق
وهو ينظر صوبه بطرف عينه "لا أعلم إلى أين
قد تصل بهذا الغباء"
"ياه، بربك لماذا تبدو منزعجاً بمغادرتك؟"
سأل بعدم فهم وهو يرفع يديه عالياً في الهواء
"لقد أعتدنا على فعل ذلك مرة كُل شهر!"
"لستُ كذلك!" نفى جيمين بنظره مقتضبة.
"بحقك! وجهك يوشك على الأنفجار" ضيق
تايهيونغ عيناه ساخراً.
حرك جيمين رأسه بصمت وهو يعاود فتح هاتفه
الذي أغلقه للتو ليضغط على قائمة هاتفه يبحث
عن رقم من تركها خلفه في المدرسة.
"هل يُعقل بأن جيميني مُنزعج بسببها؟"
تساءل تايهيونغ بصوت مرتفع وهو يشيح بنظره
عالياً في الهواء كما لو أنهُ يتحدث مع نفسه.
ليقوس جيمين حاجبيه بعدم فهم وهو ينقل
بصره عن هاتفه إلى وجه الذي أردف مكملاً" تلك
المصنوعة في إيطاليا، هي فقط من تجعلك بهذه الحالة منذ أن أتت!"
"المصنوعة في إيطاليا؟" كرر خلفه وهو
يرخي من تقوس حاجبيه ليتمتم بهمس
"ماذا تقصد؟"
"أنت تعلم ماذا أقصد!" أبتسم تايهيونغ بلطف
"تبدو مشرقاً بجانبها، بالرغم من أنه لا تظهر
حماس شديد لبقاءها معك إلا أنك تفعل هذا منذ
أن وطأت قدميها منزلك.. أعني خلاف لعاداتك
السابقة.. أنت حتى لم تعد تلتف حول الفتيات
في المدرسة"
توقف جيمين عن التحرك ليُحدق به بصمت
لبرهه قبل أن يردف "منذ متى وأنت تعرف
كُل هذا؟"
"لا أعرف شيء جيميني!" هز رأسهُ نافياً
"ألم تقل لتوك إلى أين قد أصل بغبائي؟" سأل
مبتسماً بعرضه، ليضيق جيمين عيناه بحذر..
لا يفهم ماذا يقصد صديقهُ الأخرق.
"إلى أين ستصل؟" جارهُ في الحديث،
ليقهقه تايهيونغ بمكر قبل أن يستطرد "وصلت
إليك وحصلت على سرك، كل مافي الأمر أنني
عبرتُ عن أفكاري و.. بوم! أصبتُ"
"لا تجعلني أفقد صوابي" زمجر جيمين
بضيق "أُصبت في ماذا؟"
"أصبت في أن جيميني واقع بالحب دون
أن يُخبر أحداً، حتى صديقهُ المُقرب
لم يُخبره" أشار تايهيونغ بنبرة صوت خائبه
وهو يربت على صدره كما لو أنهُ قد جُرح.
"فقط أغرب عن وجهي!" أفصح جيمين بضيق
وهو يبتعد عنه متحركاً إلى الأمام مع قلب
أخد يضرب بعنف وجنون بداخله.
هو أظهر بأنهُ ليس مهتم، غير مبالي، لكن أن
يغدو واضحاً بمشاعره حتى في عيناي تايهيونغ
ذلك أفزعه.
ماذا إن عرفت إيرلا بذلك وكرهته؟
ماذا إن فكرت بسوء بشأنه كونه صديق من
لا يُبادلها الحب؟
ماذا إن ظنت أن أصراره على بقاءها لديه فقط
حتى يشعر بقربها ويحظى برؤيتها طوال ساعات
يومه والذي دوماً ما كان صامتاً وكئيباً.
ماذا سيحدث لهُ أكثر مِن ما يحدث؟
........
"إيرلا..!"
صوت عال بإسمها جعلها تتوقف عن متابعة
سيرها في منتصف الممر الذي أصبح فارغاً
تقريباً من الطُلاب.
أستدارت بجسدها إلى الخلف تُحدق بالشخص
الذي يقف على مقربه منها.
نايون.
سرعان ما تقوس حاجبيها بإنزعاج لتعاود السير
وهي تُحرك جسدها إلى الجهة الآخرى غير
راغبة في التحدث مع من أوقفتها للتو.
"إيرلا من فضلكِ، توقفي.." نادت نايون وهي
تلحق خلفها بعجل في محاولة لإمساكها.
"إيرلا، يجب أن نتحدث —"
"لا حديث بيننا" صرخت إيرلا بإنفعال وهي
تتوقف بشكل غير مهتمه بكونها في ممر
المدرسة.
"بل يوجد، أرجوكِ فقط أستمعي إلي" أصرت
نايون عندما أصبحت على مقربه منها لتجذب
قميصها من الخلف.
إلا أن إيرلا أنتفضت بقوة وهي تفرج عن أنفاس
لاهثه غاضبة، في حين أن شرعت نايون بالحديث
وهي تقول "أرجوكِ، أنا لستُ كذلك"
"أنتِ لستِ ماذا، همم؟" نطقت إيرلا بقرف
وهي تنظر إليها من الأعلى إلى الأسفل "أو تعلمين
ماذا؟ أنا لا أهتم بما تكونين عليه، لم أعد أهتم
بكِ مطلقاً"
"أنا لم أقصد خيانتك.. لم أكن أريد ذلك"
هسهست نايون بهدوء وهي تُحاول إمساك يدايّ
إيرلا والتي أبتعدت عنها بتلقائية إلى الخلف
تاركٍه بعض من المسافة بينهما قبل أن
تردف بخشونه "أخبرتكِ بوضوح أنني لا أهتم"
"لكن يجب عليكِ فهم هذا، أنا أحببتهُ منذُ
زمن—"
"أخبرتكِ أن تتوقفي"
" لقد مرت ثلاث سنوات على حبي له ولم
أستطع ولو لمرة واحدة أن أحظى بوقت للتحدث
معه، لم يكن هناك أي أمل بالنسبة ليّ، لكن منذُ
أن أتيتِ إلى هنا وأصبحتِ مقربٍة مِن جيمين
حتى أستطعت الحصول على كل ما أريده، ذلك
اليوم.. لقد أرد—"
"أخبرتكِ أن تتوقفي" صاحت إيرلا بنبرة عالية وملامح أشتدت بإحمرار وهي تدفع نايون بقوة
إلى الخلف "رغم أنعدام الأمل لديكِ وقفتِ
أمامي بكل وقاحة في محاولة لزرعه بداخلي؟
فقط أخرسي لا أريد سماع أي شيء، لقد أنتهى الأمر
بالفعل وبالنسبة لي أنتِ لستِ سوى خائنة،
وياللخيبة أنتِ تعترفين بهذا الأن دون أي خجل..
جيد لكِ جيد جداً أذهبِ وأحصلِ عليه الأن لن
يُشاركك به أحداً آخر"
لوحت بسخط قبل أن تستدير مغادرة المكان،
فيما من جهة آخرى خرج من خلف الحائط وهو
يبعثر شعره بزفره عميقة قائلاً يحدث نفسه
"هذا سيء جداً"
أدخل يده إلى جيب بنطاله الخلفي ليخرج
هاتفه يطبع رسالة سريعة وبعدها أغلقه لينظر
إلى الأمام حيث ماتزال نايون تقف.
فرك جبينه بخفه قبل أن يحرك جسده
راكضاً ليحاول اللحاق بمن قد أختفت بالفعل، شدّ
من سرعة قدميه حينما أصبح على مقربه من
جانب نايون حتى لا ترى ملامحه.
هو كان يتسكع منتظراً أصدقائه، لكن رؤيته
لهما تقفان أمام بعضهما البعض، الأولى بملامح غاضبة محمره فيما الآخرى أستصعب عليه
رؤيتها إذ أنها كانت مدير ظهرها إليه.
تمتم بصوت منخفض وهو يبحث بعيناه
عن إيرلا "أنت مدين لي بهذا، يا صاح!"
ختم حديثه بأن رن هاتفه بتلك النغمة
الخاصة ليبتسم بإتساع وهو يردف
"هو واقع واقع حقاً، يا إلهي لا أصدق هذا"
.......
نهض جيمين بسرعة عن مقعده مردفا ً
"سأذهب" مفاجئاً بهذلك تايهيونغ والذي نهض
كذلك بفمه الممتلئ ليُحدق به بأستغراب وهو
يسأل "ماذا أصابك؟"
عبث جيمين بهاتفه وهو يغمغم "يجب أن
أعود إلى المدرسة"
عبس تايهيونغ بعدم فهم "ماذا بشأن الوقت؟
أنه مايزال مبكـ—"
قاطعهُ جيمين بعجل "ليس مهم"
"لكن—"
نظر جيمين إليه بضيق مستطرداً "توقف عن
طرح الأسئلة أرجوك، لم يتبقى الكثير أساساً
حتى ينتهي الدوام اللعين"
زم تايهيونغ شفتيه بعدم رضا وهو يردف
"لكن إن ذهبت الأن أنت بالفعل ستُعاقب"
رفع جيمين كتفيه بعدم أهتمام وهو يسير
مبتعداً عنه ليزفر تايهيونغ بقوة وهو يمسح
فمه بكلتا يديه بعشوائيه متحدثاً مع نفسه
"متهور يعلم بأنني لن أدعهُ يتلقى العقاب
بمفرده، يـا.. أنتظر"
نظر جيمين إلى هاتفه الذي أضاء مجدداً
بأشعار مرفق بأسم جين ليضغط على الرسالة
بسرعة يقرأ ماتحتويه من كلمات.
كشر بوجهه بعدم رضا ليضغط على ذات الأسم
ولكن بأتصال هذه المرة فيما تايهيونغ الذي
وصل لتوه أخد يُحدق به بعدم فهم وهو يوشك
على التذمر لكن قاطعهُ صوت جيمين بقوله
"جين، لا تُغادر المكان مهما تلقيت من شتائم،
لأجلي آوه.. حسناً سأسرع، تباً عليك أيها
الطماع"
ضيق تاي عيناه وهو يقرب رأسه إلى الأمام
قائلاً بفضول "لِما تتحدث مع جين؟ هل
هرب هو أيضاً!"
فرد جيمين ذراعية بتنهيدة عميقة وهو
ينفي برأسه قبل أن يضيف بتذمر"بسَببك الأن
سوف يحدث عكس ما خططت لهُ منذ الصباح"
غمز تايهيونغ بتساؤل "وما الذي خططت له؟"
"لاشأن لك" رد بنبرة لاذعه "ثم توقف عن
التحدث و دعنا نعود إلى المدرسة بسرعة
قبل أن يحدث شيء"
اؤما تايهيونغ بعجل وهو يُحرك قدميه خلف
جيمين الذي سبقهُ بالفعل إلا أنه توقف مردفاً
بفضول "لكن ماذا قد يحدث بالمدرسة؟"
صرخ جيمين بنفاذ صبر وهو يضرب
مقدمةرأسه عدة مرات بيديه، ليُقهقه
تايهيونغ من مظهره قبل أن يُسرع موازياً إياه
بالركض.
بعد ربع ساعة، توقف كلاً منهما
بجانب بوابة المدرسة ولكن من الجهة الآخرى
بحيث لا يستطيع أن يرأهم أي شخص حتى
لا يقعوا في ورطه مِن قِبل نائب المدير المجنون.
نظر جيمين بتركيز إلى البوابة التي
فُتحت أخيراً ليتدافع منها العديد من الطلاب
وهم يضحكون بقوة، حرك نظره إلى الجهة الآخرى وهو يقف على أصابع قدميه يبحث عن شخص
محدد.
بدأ جدياً تماماً، وبمظهر جيد لا عيب فيه..
لكن قهقهات تايهيونغ التي أتت من خلفه مع
تعليقه الساذج بـِ "جيميني تبدو لطيفاً"
جعلتهُ يُحدق به بنظره ساخطه من أمام كتفه ليتصنع الآخر اللامُباله وهو ينظر أرضاً.
سرعان ما تنهد جيمين بملل وهو يخرج
هاتفه ليعاود الأتصال بجين الذي تأخر بالفعل،
لكن شهقة تايهيونغ المتفاجئة مع ضربه على
كتفه لعدة مرات جعلهُ يستدير نحوه وهو مستعد للصراخ—
إلا أن صوت إيرلا الحانق والذي أخترق مسامعه
دفعهُ لتحريك رأسه إلى الجهة التي يُحدق بها
تايهيونغ لتتسع عيناه بصدمه لمنظر جين
والذي كان يحمل الآخرى على كتفه في حين
أنها كانت تتخبط بقوة عليه مع رأسها المُنخفض
إلى الأسفل.
قوس جيمين حاجبيه بإنزعاج وهو يتقدم
نحوهما بسرعة، بينما أقترب جين نحوه
وهو يخفض من جسده ليضع إيرلا على قدميها
والتي من فورها قفزت برغبة في ضربه إلا
أن جيمين كان أسرع حينما لف ذراعيه حول
خصرها ليرفعها بقوة عن الأرض ويلف بها
للناحية الآخرى وهو يتمتم "يـا.. حسناً توقفي"
"لن ينتهي، أين الحقيبة؟" تمتم جيمين بعجل
حينما فهم أنها لن تتوقف عن الرفس
والصُراخ.
"هَاك!" تقدم جين واضعاً الحقيبة بين ذراعيّ تايهيونغ والذي كان يتوسطهم بملامح فارغة
ويُحدق بهم دون أي إدراك لِما يحدث مِن حوله.
أشار جيمين إلى تايهيونغ وهو يُخرج
مِفتاح سيارته قائلاً " تولى هذا الأمر"
اؤما المعني بسرعة وهو يلتقط الِمفتاح
الذي قُذف بالهواء ليستقر بين يديه.
وجيمين أفلت خصر إيرلا عن قبضته بعد أن
سكنت قليلاً، ليكتفي بمسك رسغها وهو
يسأل بصوت منخفض يُديرها إليه "هل أنتِ
بخير ؟"
"كنتُ كذلك قبل أن أرى ذلك الغَبي!"
"نايون أم جين؟"
"كيف علمت؟" سألت مِن فورها بشك وهي
تُلقي عليه نظرات ضيقة، فكما تعرف جيمين
لم يذهب للمدرسة، لم يكن برفقتها طوال اليوم.
أبتسم جيمين بخفه وهو يشابك أصابعهما
معاً مُغيراً مجرى الحديث "جين لطيف حقاً!"
"لطيف بـِمؤ—"
"آه حسناً لا أريد سماع شيء" قاطعها جيمين
مِن فوره وهو يلثم فمها بكف يده، لتزفر إيرلا
بضيق وهي تدفع يدهُ بعيداً عنها قبل أن تعض
على طرف شفاهها بقوة ثم أدارت رأسها متجاهلةً
إياه، هناك أشياء كثيرة تسري بداخلها، مشاعر
مؤلمة وغصه حارقة.
"جيميني، ستأتي؟" صرخ تايهيونغ من السيارة
مُقاطعاً اللحظة وهو يلوح إليه، والمعني نظر إلى
حيث تقف إيرلا مديرة نصف وجهها مع عضها المُستمر لشفتيها التي أضحت حمراء.
"عُد أنت، سنذهب إلى مكان ما" قال يلوح لهُ
بإبتسامة فيما نظرت إيرلا نحوه بسرعة غير
مستحسنه فكرة الذهاب إلى أي مكان بمزاجها
السيء هذا.
لا تفهم لماذا يُريد أخدها فجأة.. هل
ربما الألم الذي بعيناها واضحاً إلى هذا
الحد؟
"حسناً، عودا سالمين" رد تايهيونغ بلا مُباله
وهو يُدير مُحرك السيارة ليختفي من أمامهما.
توقفت إيرلا لوهله عن التفكير لشعورها بالغرابة
مِن ذهابه دون أن يُثير حنقها أو يفتعل المشاكل
كما أعتاد أو حتى يتدلل، هو فقط ذهب دون كلمة واحدة.
"إذن طفلتيّ.. هل أعيركِ كتفي للبكاء
لبعض الوقت؟"
........
▶❤❤◀
◀البارت الثاني عشر▶
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro