CH≈ Three
......
"قدّ يكونَ الأعتياد علىٰ غيابهمٍ صعب
جداً أحياناً،لكن ماذا وإن لم يكونوا في
هذه الحياة؟ تخيلي كيف كانت؟
لكانت صعبة جداً".
...........
صراع طفيف، نظرات حارقة بأنفاس
ثائرة- ليفوز بعدها جيمين كالعادة.
إيرلا لم تكن لها أدنى فكرة عن المكان
الذي يتوجهان إليه، هي لم تحصل حتى
على القوة الكافية لتسألهُ بعد أن تجرأ وأسكتها
بتلك الحركة المُباغته،هي فقط سكنت بين
ذراعيه بهدوء وأغلقت من عينيها بإستسلام
مُرخيه من رأسها في عنقه المُبتل.
المطر توقف منذ وهله لتمتلئ الأرجاء
برائحة التراب بتلك الزخات القوية والسابقة، الطرقات أصبحت شبه فارغة لتجاوز الساعة
الثامنة مساءٍ، الأصوات شبه مُنعدمة أيضاً عدا
عن حفيف الاشجار وحذاء جيمين الذي يضرب
على الأرضية الرطبة بسخاء.
جيمين ما يزالّ يشعر بالغرابةِ من التصرف
الذي أقدم عليه سابقاً، هوَ لا يعرف حتى
لماذا فعل ذلك.
لطالما فعل هذه التصرفات صحيح،
التودد وما شابه لكن ليس معها هي وليس في
وقت كهذا قد يجعلها تُفكر به بسوء ولكأنهُ
يستغل فرصة ضعفها ليحصل على ما يُريده
منها.
زفر بقوة وهو يسقط نظرهُ متأملاً
ملامحها الهادئة عندما ثُقل جسدها فجأة
وأنفاسها أصبحت منتظمة أكثر، بدت مُسالمة
جداً عكس الحقيقة التي كانت عليها قبل
لحظات من الأن.
هز جيمين رأسه يبعد أي أفكار حمقاء
آخرى وهو يواصل سيره مثبتاًً عيناه في الأمام
محاولاً بشتى الطُرق أن لا يُحدق بها مجدداً.
بعد مسيرة لعشر دقائق وصل أخيراً إلى
منزله وهو بحاله يرثى لها من أثر المطر
الذي التصق في جسدهما، ضيق عيناه بحيره
حينما رأى جسد يقبع على السلم الثاني
من بوابة منزله وهو يتكور على نفسه
ويبدو.. نائماً.
تململ بصوت عال وهو يتقدم في
خطواته حينما أدرك إلى من يعود ذلك الجسد
ليقول بهمهمه خفيفه "جونغكوك، كوك أيها الأرعن~"
قفز الآخر سريعاً على قدميه بعد
أن تلقى ركلة خفيفة على جانبه ليُبحلق
بعيناه والتي أتسعت تدريجياً بدهشة
إزاء ما يرأه أمامه.
تقدم بعجل وهو يضغط بيداه على كتفيّ
جيمين قائلاً بصوت قلق "ماذا أصابك؟
هل أنت بخير، هل كل شيء على ما__"
قاطعهُ جيمين بصوت هامس وهو
يشير برأسه إلى ذراعية "ألا ترى بأن هُناك شخص نائم بين ذراعيّ!"
رمش جونغكوك بعيناه وهو يُحدق ملياً بعد
أن انتبه الى وجود الأخرى ليقول بصوت
خافت"هي—،ماذا تفعل معك؟"
أستل جيمين نفساً عميقاً وهو يقلب
عينيه من تلك النظرة التي أعتاد عليها
ثم تجاوزهُ محركاً قدميه إلى الداخل حيث
الدفء ليلحق به جونغكوك بسرعة
وهو يردف "هل كنتما معاً هل أصابها شيء..
ام أنكَ قد—"
أستدار جيمين نحوه بغضب وهو يقاطعهُ
"اللعنة على فضولك كوك، أكاد أتجمد
من البرد هُنا وفمك لا يتوقف عن طرح
الاسئلة!"
عبس جونغكوك وهو يتوقف مكانه
بجانب الباب ليهمس وهو يفرك نهاية
أنفه بإحراج "حسناً أعتذر!"
صمت لبرهه وهو يخفض نظرهُ إلى
الأسفل إلا أنهُ سرعان ما صعد الدرجات القليلة
وسبقهُ بأقتحامه إلى منزله وهو يردف بعجل
"سوف أجلب لك شيء ساخناً!"
أمال جيمين رأسه جانباً وهو يُحدق بظهره
الذي أختفى بسرعة داخل المطبخ ليتنهد
بقوة وهو يخفض من بصره إلى التي
ما تزال نائمة بعمق.
قوس حاجبيه بإستنكار وهو يتمعن النظر
في وجهها الشاحب وشفاهها التي أحاط
بها اللون الأبيض مما دفعهُ للتحرك نحو
السلم وتسلقهُ بخطوات أسرع فيما تبعهُ
جونغكوك والذي غادر المطبخ لتوه بكوب
بين يديه يتصاعد منه البخار.
دفع جيمين باب غرفته الخاصة ليسرع
نحو السرير واضعاً إيرلا على سطحه
مردفاً بهمس"أخرج بعضاً من ملابسي كوك"
ضيق جونغكوك عيناه وهو يضع الكوب
على المنضدة الجانبية للسرير ليقول
بتساؤل "ماذا تُريد بالملابس؟"
نظر جيمين نحوه "ماذا تعتقد؟"
زم الاخر شفاهه مفكراً بما طلبهُ جيمين
لتتسع عيناه بصدمه تليها شهقه صادرة
من بين شفتيه التي أنفرجت "أنت لن—يا إلهي،
لن تفعل هذا!"
ضغط جيمين على شفتيه بقوة محاولاً
تمالك أعصابه ليردف بهدوء شديد "هل أترُكها
تموت من البرد؟ فكر بجدية أكبر إن لم
أكن أنا إذن من سيفعل هذا.. أنت؟"
أشار جونغكوك إلى نفسه بشهقة آخرى
قبل أن يرفع يديه في الهواء ملوحاً بنفي
وهو يصرخ تقريباً "يحال، كلا لاشأن لي بهذا"
تمتم جيمين بسخط "اذن أغلق فمك
وأحضر تلك الملابس اللعينة"
تحرك جونغكوك بأنصياع نحو خزانة
جيمين ليلتقط القميص الذي أشار عليه
مسبقاً ليستدير بعدها إلى الخلف ويُحدق
به بعينان متوترة في ما قد يُقدم عليه .
ألقى بالقميص على السرير جانب ذراع
جيمين والذي تحدث من فوره دون أن
يستدير "يُمكنك المغادرة"
تردد جونغكوك لبرهه وهو يحاول قول
شيء ما إلا أنهُ أستسلم ليلف جسده مغادراً
الغرفة بهدوء تاركاً خلفه جيمين الذي
تقوقع على ركبتيه وهو يمسك بين يديه
القميص محدقاً في التي تستلقي بهدوء تام.
مسح بعيناه على جسدها بأكمله ليزفر
بقوة وهو يقفز خارج السرير غير قادر
على فعل ما فكر به لتوه، ولكنهُ في نفس
الوقت يعلم بأنه إن لم يغير هذه ملابسها فأن
الوضع سيزداد سوءٍ إضافة إلى أنه لا يوجد
أحد قد يساعدهُ في ذلك.
تنهد مجدداً وهو يلقي بالقميص ليخلل
بأصابعه خصلات شعره المبتله مفكراً
بطريقة قد تساعدهُ على إيجاد أي حل
ولكن عقلهُ فارغ تماماً.
مرر لسانه على شفته السفلى قبل أن
يقضمها بقوة وهو يقترب نحو السرير
ليجلس القرفصاء ويمد أحدى يديه هامساً
بصوت غلفه التوتر "إيرلا .."
رفع من درجه صوته قليلاً يهز الآخرى
على كتفها حتى تستيقظ فهو أدرك بأنهُ
مهما كان متحرراً إلا أنهُ لا يملك أي قوة
لفعل هذا حتى وأن كان مرادهُ لفعل الخير.
يعرف جيداً عقلية إيرلا ومقتها الشديد له
يعرف أنها ما أن تستيقظ وتُدرك ما فعلهُ
حتى تجعل حياته كالجحيم، لذا هو قرر
إيقاظها حتى و إن كان صعباً.
أبعد يديه فور أرتفاع عينان الآخرى
لتعلن عن إستيقاظها، هي أخدت وقت
بسيط في التحديق بالسقف وبعقل مشوش
أدارت وجهها إلى الجانب لتلتقي عيناها بعينان
غامقة لم تُدرك صاحبها بعد، هي بالطبع
ما تزال غير واعيه لما يحدث من حولها أو
حتى من أيقظها أو أين تكون الأن.
أستغل جيمين هذه الفرصة ليقول بسرعة
وهو يرفع القميص بين يديه "أنهضي وغيري
ملابسكِ الطقس يزداد بروده"
رفرفت الأخرى بجفنيها بعدم أستيعاب
ليقفز جيمين بخفه يُساعدها على النهوض
وهو يكرر ذات الحديث بأن تغير ملابسها ثم
وضع القميص في حضنها وهو يربت على
كتفها هامساً "أرتدي هذا وعودي إلى النوم"
وبعدها تحرك مبتعداً عن السرير وهو
يُحدق بالتي كانت تنظر إلى مافي حوزتها
دون أن تبدي ردة فعل لعدة ثوانٍ قبل أن
تشرع في تحرير أزرار قميصها ليهرع
جيمين إلى الخارج بعد أن تأكد تماماً بأنها
ستفعل بما قالهُ.
ما ان اغلق الباب خلفه حتى ظهر جسد
جونغكوك أمامه يُحدق به بنصف عين
ليصرخ جيمين من فوره "لم أفعل شيء،
لقد أيقظتها فقط"
ضيق جونغكوك عيناه أكثر ولكأنهُ يشك
في صدق قوله ليسترسل بصراخ أكبر
وهو يضربه على كتفه "أخبرتُكَ بأنني أيقظتها، اللعنة لستُ سيء إلى هذا الحد!"
أبتسم جونغكوك بعرضة وهو يحيط
برقبته "كنتُ أعلم هذا، مهما كان هيونغ
منحرفاً فهو لايستطيع فعل هذا الشيء "
"توقف عن قول هيونغ!" تمتم جيمين
بتذمر وهو يبعدهُ عنه "وأغرب عن وجهي"
نفى جونغكوك بإبتسامة أعرض وهو يلقي
على رأس جيمين منشفه لا يعلم من
أين أحضرها ليلفها حوله مجففاً خصلات
شعره المبتله وهو يقول "يجب أن لا تمرض،
تساعد الآخرى وتهمل نفسك "
تنفس جيمين بقوة وهو يستسلم ليداي
جونغكوك التي تفرك رأسه بلطف ليشعر
بالأسترخاء إلا أنهُ سرعان ما صرخ مندفعاً إلى
الخلف "أيُها اللعنة الصغيرة هل تُريد
كسر عنقي؟"
قهقه جونغكوك بخفه وهو يتقدم
نحوه ليتراجع جيمين بعبوس وهو يمد
ذراعيه في الهواء كحاجز أمامي بينهما
وهو يتمتم "لا تقترب أنا سأهتم بنفسي!"
همهم جونغكوك بخفه وهو يرفع كتفيه
عالياً "كما تشاء، لقد وضعت لكَ بعض
الملابس في الحمام السفلي!"
اؤما جيمين ببطء وهو يُحرك قدميه إلى
الخلف قبل أن يستدير بسرعة ويركض
إلى الأسفل لينفجر جونغكوك ضاحكاً على
تصرفه الذي يبدو طفولياً.
........
أشارت عقارب الساعة الى الثامنة تماماً
لتصدر من خلفها نغمة هادئة مُخصصه
للأستيقاظ.
تحرك جسدها ببطء بعدم رغبة لفتح
عيناها إلا أن الصوت لم يتوقف عن الرنين
وكان يزداد في الأرتفاع ليُصبح مزعجاً تماماً
مما دفعها لرفع جذعها عن سطح السرير
بعينان مُغلقة وصوت متذمر وهي تحاول
إيجاد زر الأطفاء.
أصدرت صوت خفيفاً كموء القطة
بعد أن ألقت بالمُنبة في مكان ما وهي
ترفع ذراعيها عالياً في الهواء سامحه اخيراً
لعيناها بأن تُفتح.
أخدت دقيقة كامله لتستوعب في أي
بقعه هي من هذا العالم.
وبعد أن مسحت بنظرها كل أنش من
الغرفة بورق حيطانها الرماديه حتى
عبست بتفكير متمتمهٌ لنفسها "متى
أصبح ورق حائطي رمادي؟ أبشع لون يا إلهي
لما قد يضعهُ أحدهم!"
غيرت مجال نظرها إلى النافذة الجانبية
والتي تعلوها ستائر كبيرة ممتدة حتى
الأسفل بلون أرجواني غامق ليزداد عبوس
وجهها "يبدو وأنني ما أزال أحلُم"
هسهست بهمس وهي تُغلق من عيناها
بسرعة لعلها تستيقظ مرة آخرى في
غرفتها إلا إن الهدوء الذي غمر كيانها أرسل
إليها جميع ما مرت بهِ من أحداث سيئة
لتهتز حدقتيها بذعر هذه المرة وهي
تتذكر آخر شيء حدث لها—بقائها مع جيمين.
قفزت عن السرير بقوة ولكنها لم
تلبث حتى تعثرت عندما شعرت بالبرودة
تضرب قدميها العاريتان، أخفضت رأسها
بطريقة درامتيكيه لتنظر إلى القميص
الذي يلتصق بجسدها ويصل حتى منتصف
فخديها، لتقوس حاجبيها بإستنكار لمَ
تراه وبلسان أنعقد بحلقها.
نقلت عيناها بسرعة في أرجاء
الغرفة علها تجد ملابسها ولكن المكان
يبدو لامعاً بنظافته وبأثاته الفاخرة.
توقفت إيرلا في المنتصف تعصر
دماغها لعلها تُدرك أين هي أو حتى شيء
بسيط من ليلة الأمس بعد أن غفت
على ذراعاي جيمين—، على الرغم من
الصوت المُزعج الذي يستمر في إخبارها
بأنها في منزله، إلا أنها هزت رأسها رافضة
الأصغاء إليه وضيقت من عيناها تُفكر بذلك
مجدداً هي بالفعل كانت بين ذراعيه.
لقد تمادئ كثيراً بأفعاله، لقد تبعها
وأفسد الهدوء الذي كانت تطمع به، ثم
أجبرها على التوقف مرات عديدة وأخيراً
بفعلته الشنيعه حينما أبعد خصلات
شعرها بفمه.
"تباً لك" ضربت الأرض بقدمها بقوة
وهي تتذمر رافعه ذراعيها إلى الأعلى
إلا أنها أخفضتهُما بسرعة عندما شعرت
بطرف القميص يرتفع مظهراً الكثير.
تذمرت بصوت أعلى هذه المرة وهي
تُحرك قدميها بعدم رضا نحو الباب،
نظرت إلى المقبض لدقائق طويلة وهي
تشعر بالتردد من ما سوف تقدم عليه،
ولكن ما باليد حيله هي حقاً تحتاج لملابسها
ثم الفرار فهي لم تعتاد على المبيت في منزل
شخص آخر بملابس فاضحه كهذه.
بعد صراع طويل مع أفكارها أدارت
مقبض الباب لتدفع رأسها ببطء من طرفه
وتُحدق بالممر الذي كان خالياً.
ضغطت أسنانها على شفتها بقوة وهي
تحث ساقيها على مغادرة عتبه الغرفة
لتتحرك بخطوات بطيئة تُبحلق بتأهب
وقلق في بكل شيء حولها وهي تصلي
بداخلها أن لا يكون هذا المنزل لذلك المُنحرف،
أعني حتى وإن كان كذلك هي صلت بكل رجاء
أن يكون في الخارج يلهو في أي بقعه لعينه.
أخدت نفساً عميقاً حينما أصبحت في
الطابق السفلي بعد تجاوزها لعشرون درجة
بأرتباك غلف أطراف جسدها ثم حركت
بؤبؤ عيناها تُمشط الأرجاء الصامتة
من حولها لتستدير بعدها بهدوء تكمل
سيرها على أطراف أصابع قدميها العارية،
لاتعلم إلى أين قد تذهب إلا أنها فكرت
بأنهُ قد يكون عرض ملابسها في الخارج
حتى تجف بعد أن تعرضت للمطر.
لكنها توقفت فجأة حينما سقطت
عيناها على ثلاثة أبواب ملتصقة
بجانب بعضها البعض.
أرتسم عبوس على ملامحها فيما وضعت
إحدى أصابع يديها على طرف شفاهها السفلى
تضرب عليها ببطء شديد حتى أستسلمت
للأمر الواقع وقررت العودة من حيث أتت،
لذا هي أستدارت بهدوء بغرض المغادرة
إلا أن الجسد الذي كان يقف مستنداً
على الحائط الأمامي لها جعل عيناها تتسع
بقوة فيما أرتفع ثغره من فوره بإبتسامة
عريضة وهو يلوح لها بإحدى يديه قائلاً
بصوت أجش ولكأنهُ أستيقظ لتوه
"صباح الخير إيرلي~"
والآخرى لم تستطع فتح فمها لتكوين
حرف واحد كل ما كان يدور في عقلها
بأنها أصابت حينما فكرت بأن هذا المنزل
الفارغ يخصهُ والأشنع بأنها تقف أمامه
بساقين عاريه تماماً وبأن صلاتها لم تُقبل
لذا ها هو الحظ العاثر يضرب يومها
منذُ بدايته.
فيما كانت هي غارقة بأفكارها لم
تشعر مطلقاً بالذي قد تقدم نحوها
ليُصبح أمامها عدا عن تركه لمسافة
صغيرة جداً بمقدار خطوتين فقط
بينهما.
رفع أصبعه السبابة لينقر بها جبين التي أستعادت وعيها من فورها وهي ترمش بعيناها بطريقة آليه.
أمال رأسه بخفه وهو يبتسم إبتسامته
اليوميه ليردف بصوته الذي تبغضه
"لم أكن أعلم بأن الحظ رفيقي حتى
هذه اللحظة"
رفع أصابعه ببطء ليُعانق طرف ذقنه
وهو يستطرد بسخرية "لم أعتقد بأنني
شخص مبارك حتى يتحقق كل ما أطلبه،
لكن أنظري، أنهُ قدرنا إيرلي.. لا مفر منهُ ابداً"
"إنهُ إيرلا" صححت بإنزعاج أسمها
قبل أن تردف وهي تقلب عيناها "أي قدر
هذا الذي تتحدث عنه الأن؟"
أتسعت أبتسامتة لأستجابتها السريعة
ليتمتم وهو يرفع أصابع يدهُ اليسرى
"لقد طلبت صباح مميز معكِ وها هو يتحقق
وفي منزلي، طلبت منكِ مسبقاً بأن تتوقفِ
عن أرتداء تلك البنطايل اللعينة وها هو
الأمر يتحقق ايضاً__" أخفض بصرهُ ببطء
متعمداً ينظر إلى ساقيها المكشوفه أمامه
ليكمل بإبتسامة طفيفه تعلو ثغره "ساقان
مثيرة كما توقعت!"
التقت نظراتهما معاً ليعم الصمت
الأرجاء، هو ينظر بإبتسامة عريضة
لأنهُ يعلم أنهُ قد نجح في إستفزازها من
خلال تلك التعابير الفارغة التي سيطرت
على ملامح وجهها بعيناها المتسعه
وشفاهها المنفرجة قليلاً.
سرعان ما أنفجر ضاحكاً وهو يستدير
على كعب قدميه متحركاً فيما ما زالت
هي تقف بعجز تام عن التعبير لمَ
سمعتهُ منه .
تعلم كم هو جريء، منحرف، لعوب كذلك،
وغير مهتم و وقح و سيء الطباع، هي تعلم
كل هذا تماماً—لكن ما لم تعلمه هو لماذا
ما تزال في منتصف منزله؟ لماذا لم تصرخ
كعادتها به وتركض هاربه من أستفزازه لها
والذي قد بدأ بالفعل؟
لماذا تشعر بأن قدميها تمنعانِها عن
التحرك في حين أن الأمر كان بسيط جداً
حيث لمجرد أطلاقها العنان لقدميها في
التحرك والإستدارة بجسدها حتى تُغادر
أسوار منزل هذا اللعين لتذهب إلى منزلها.
صحيح بأنها تبدو بمظهر شنيع وكأنها
إحدى فتيات النوادي ولكن منزلها قريب
من منزله مجرد شارع يفصل بينهما
وتصل إلى مسكنها المحبوب ولكنها بالفعل
لم تستطع، هي ربما تشعر بالغضب من
نفسها او القلق لأنها سمحت لهُ برؤية جانبها
الضعيف في الأمس—،
كما أنها خشيت من أن يحاول أستدراج
الأمر لصالحه وفعل كل ما أراده منذ البداية،
فإغاظتهُ الدائمه لها لأبد وأن يكون خلفها
شيء ما، ففي النهاية هو مجرد فتى حاول
الوصول إليها كما فعل الكثيرون قبله—
ولكن المزعج في الأمر أنها بالفعل قد
سمحت لهُ كثيراً حتى قام بالصُراخ
عليها ولمسِها وحملها وتغيير ملابسها
والنوم في سريره.
"إيــرلا،سيلـفـو"
قطع سلسلة أفكارها صوته حينما صرخ
ينادي عليها بالطريقة التي تكرهُها بشدة
يطلبُ منها أن تأتي.
هي فقط لا تفهم لما يُحب نطق أسم
والدها بهذه الطريقة المزعجة.
حينما أخترق صوته مسامعها للمرة
الثانية على التوالي قررت اخيراً التوجهُ
إليه تابعه ذات الطريق الذي سلكهُ مسبقاً
والذي أتضح لها حينما أصبحت بداخله
أنهُ المطبخ.
توقفت عيناها على جسد جيمين الذي
تحرك جالساً على إحدى مقاعد المائدة
المستديرة بعد أن وضع الطبق الذي كان
بين يديه على سطحها لينظر بعدها
نحوها وهو يشير بعيناه "الأفطار~"
نفت ببطء وهو تحرك أقرب نحوها
"هل فقدتِ صوتكِ أو شيء من هذ القبيل؟"
نظرت إيرلا إليه بملامح ممتعضه
وهي تدير عيناها ليقوس حاجبيه بتساؤل
"إذن لماذا لا تتحدثين!"
أستلت نفساً عميقاً وهي تضع إبتسامة مصطنعه على ثغرها الملتوي لتقول بهدوء "أريد ملابسي"
سرعان ما أنفرجت شفتاي جيمين بإبتسامة
ماكرة وهو يرفع حاجبيه إلى الأعلى "لماذا!
أنا أُحب وبشدة ما أراهُ أمامي_"
"بارك" حذرتهُ بنبرة منزعجة وهي
ترفع ذراعيها لتضعها أمامهُ في الهواء
حتى توقف حركته إلا أنهُ أخفض منهما
بسرعة وهو يهز رأسه "خطوة خطيرة منكِ"
"ما الخطير؟" حدقت به بغرابة
وهو مسح بعيناها على جسدها بعد أن
أعاد وضع ذراعيها في الهواء،آنذاك فحسب
فهمت تلميحه لتدفعهُ بقوة عنها مع وجهٌ
حار وتصبغ بالحمرة.
"فقط أحضر لي ملابسي" صاحت بإنزعاج،
وجيمين أستدار بجسده متوجهاً إلى المائده
وهو يردف بصوت لعوب "تُريدين ملابسك
تناولِ ولو القليل فقط، لا تُريدين، ليس
مهم فأنا بالفعل مستمتع جداً"
غمز في وجهها وهو يجلس
على مقعده مردفاً"أخبرتكِ بأنهُ صباح
مبارك بالفعل~"
شدت على يدها بقوة وهي تحاول
ألا تفرغ غضبها أمامه كما أعتادت، ليس
من الجيد أن تبدو بمظهر الضعيفة في
حين أنهُ مستمع جداً—،
لذا هيّ ضغطت على نفسها زافره كل
الطاقة السلبية التي أحاطتها فور أستيقاظها،
ثم تحركت بخطوات بطيئة تقلب بعيناها
في كل مكان عدا عن وجه الذي أصبح
يجلس على جانبها الأيمن.
أبتسم جيمين بقوة وهو يحرك قدميه
بأستمتاع أسفل المائدة فيما مد ذراعهُ
ليأخد الطبق الذي سبق و وضعه على
جانبه الأيسر ليدفعهُ أمام من تذمرت
على الفور مجعدة أنفها "لا أحب هذا"
"ماذا عن هذا؟" سأل يضع طبق أخر.
"هذا يكفي" أجابت ممتعضه وهي
تخطف كأس العصير بقوة سبب بدفع
بعضاً منه ينسكب على جلد يدها.
كشر جيمين بملامحه بإنزعاج "هذا
لا يُسمى أفطار مطلقاً!"
"هذهِ أنا" قلدتهُ وهي تقلب عيناها "لا أحب الأفطار~"
أستل جيمين نفساً عميقاً وهو يعلم بقراره
نفسه بأن التي أمامه لن تنصاع لطلبه حتى
وأن هدد مجدداًً بأخفاء ملابسها لذا هو التزم
الصمت وشرع في تناول طعامه.
مرت الثوان بينهما بصمت مريع بالنسبة
لجيمين والذي لم يعتاد هذا أبداً، هو في
العادة مزعج، مرح، أجتماعي، شخص صاخب
أن صح القول، لا يُحب الهدوء بتاتاً.
لذا الجزء المفضل له كان أستفزازها.
وضع كوب قهوته جانباً بعد أن أكتفى
من الطعام ليتمتم ببراءة "بالمناسبة،
لم تسألِ من غير ملابسكِ—"
أختنقت إيرلا بعصيرها لتبصقه
ارضاً من فورها وهي تكح بقوة فجرت اللون
الأحمر في كامل وجهها،
تقوست عيناي جيمين وهو ينفجر
ضاحكاً بصوت عال لردة فعلها السريعة
مع ضربه بكف يده على سطح المائدة.
"أنت حقير، لما تفعل هذا بي" صرخت
حانقه تتصنع الغضب وهي تسحب المنديل
لتمسح على جلدها بخشونه في حين أنها
كانت تشعر بالأحراج للموقف السخيف
وللحرارة التي أشعلت وجهها.
حملق جيمين بها وهو يحاول أيقاف
نفسه عن الضحك إلا أنهُ في كل مرة يلمح
خديها المتوهجين حتى يغرق بموجه آخرى
وهو يدفن رأسه بين ذراعيه.
عندما أخدت كفايتها من أستفزازهُ لها
ونوبة الضحك التي لم تتوقف جعلها تقف
على قدميها بغيظ وتتحرك متجاوزه جسده
الذي يتربع على المقعد بجانبها إلا انها توقفت
بفعل حركتهُ السريعة حيث أمسك برسغها
ليجذبها للخلف حتى تجلس مجدداً.
تمالك نفسه أخيراً وهو يسحب أنفاساً
عميقة قبل أن يميل برأسه وهو يحرك
أصبعهُ في الهواء أمامها "لا يجب عليكِ التهور
عندما ترتدين شيء قصير، أخبرتُكِ بأنهُ
خطر، لا تختبري صبري"
عبست بعدم فهم وهي تحدجهُ بنظرات
قاتلة مع نفضها ليدهُ الآخرى عن رسغها
بينما واصل جيمين وهو يرمقها بعينان
لامعه مع أقترابهُ نحو وجهها هامساً
"هذه المرة الثانية التي تفعلين بها ذلك..
لا تنسي.. نحن بمفردنا عزيزتي"
"ماذا؟" همست بفم جاف تقريباً وهي
ترمش بعيناها بعد أستيعاب لما قالهُ،
كلا هي فهمت جيداً ماذا يقصد لكن..
أن يخبرها ببراءة هكذا.
"ملابسكِ في غرفة المعيشة" أشار
وهو يضغط بأصبعه على نهاية أنفها، ومع
إبتسامة منتصره هو غادر المطبخ.
وإيرلا تنفست بقوة وهي تفرج أخيراً
عن أنفاسها التي حبستها لفترة طويلة دون
أن تشعر بها، قبل أن تنهض بخطوات متعثرة
لتُغادر المطبخ إلى حيث ملابسها.
لا يجب عليها البقاء هنا طويلاً.
➡
...
◀الرواية قيد التعديل▶
◀❤❤▶
◀البارت الثالث▶
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro