CH≈ Nine
"لان الحياة لن تعتذر لك أبداً، تعلم أن تتجاوز."
.....
نظرت إيرلا ببطء إلى جيمين وهي تهمس بعينان متوسله "هل يمُكننا الأقتراب؟"
هز جيمين رأسه نافياً وهو يتقدم نحوها "يمُكننا فعل هذا في الصباح ولكن الأن الوقت متأخر ومن يعلم ماقد يحدث"
عبست إيرلا بعدم رضا، ليضيف جيمين بهدوء
"المكان فارغ، لن يرانا أحد أن حدث أرتفاع في أمواجه.. وكما تعلمين هو متقلب المزاج كثيراً، كشخص ما.."
حدقت إيرلا به بطرف عينها اليُسرى والذي بادبها النظر لبرهه طويلة حتى أطلقت تذمر مسموع يتبعهُ بتنهيدة عالية وهي تُعقب "على أيه حال لماذا أنا هنا إن كان الوقت متأخر بالفعل؟"
همهم جيمين مُقترباً إلى حيث السور بشكل أكبر حتى أسند مرفقيه على سطحه البارد فيما ضرب الهواء وجههُ بقوة ليتحرك شعره بطريقة عشوائية على جبينه.
"أنا أتحدث، جيمين"
"وأنا أسمع، إيرلا" أجاب مفرجاً عن أنفاسهُ المحشورة في منتصف حلقه قبل أن يضيف "هذا هو المكان الخاص بي، أقضي مُعظم وقتي هُنا.. حيث أنتمي"
"تنتمي؟ ماذا تعني؟"
"أعني بأنهُ المكان الوحيد الذي أستطيع به الشعور بالراحة والتحرر من نفسي التي تخنقني" أستل نفساً عميقاً قبل أن يُميل بوجهه ناحيتها "أحضرتُكِ إلى هنا لأنني أريدكِ أن تشعري تماماً بما أشعر به، أريدكِ أن تتخلصي من كل جزء من أحداث ذلك اليوم، أريدكِ أن تصرخِ بكل قوتكِ حتى تخرجين ما يعيق طريق سعادتكِ إيرلا، أريدكِ أن تنسي صديقتكِ وخيانتها لكِ، أنسيها تماماً وكأنها لم تُخلق أبداً.."
أخد نفساً آخراً وهو يجول بنظرهُ في الأفق البعيدة قبل أن يواصل "أنا حقاً أريدكِ أن تبدأين حياة جديدة، حياة خالية من هذه الذكريات السيئة، حياة خالية من اي ماضٍ، من الآلآم التي سببها لكِ سواءٍ كان الحب أم صديقتكِ.. تخلصي من الدموع التي ذرفتها دون توقف لأجل من لا يستحقكِ فعلاً... وكذلك من يونغي"
همس أسم المدعو ببطء شديد وهو ينظر إليها لوهبه قصيرة قبل أن يشيح بعيناه بعيداً نحو الأفق المظلمة حتى لا يرى ملامحها، حتى لا يشهد بأم عينيه تلك اللمعه والتي دون شك قد أحتوت مقلتيها الفاتنة_
والتي بالفعل أخدت تبتلع غصه خنقت أعلى حلقها، فيما راحت عيناها تتحرك بعشوائية على جانب وجه جيمين والذي بدأ جدياً تماماً، بدأ كشخص مختلف عن بارك جيمين المستهتر، جيمين اللعوب.
كلماتهُ أصابتها عميقاً، السهم الذي أطلقهُ بكلماته لم يجرح قلبها، على العكس هي شعرت براحة، شعرت بأطمئنان، شعرت وكأن الوقت الذي أمضتهُ في البكاء لم ينفعها بإي شيء سوى إضاعة المزيد من الوقت كما سبقتها أيام حياتها.
هي بالفعل أرادت التحرك إلى الأمام، أرادت المضي قدماً ولكن الأسم الأخير، حروف أسم يونغي هي كانت السبب الرئيسي في أضطراب أنفاسها وضربات قلبها التي أرتفعت بقوة أقسمت على أنها كانت مسموعة تماماً للآخر في ظل هذا الهدوء الكامل.
وجيمين أبتسم بخفيه، قبل أن يتقدم نحوها
ببطء حينما لم يتلقي أي أستجابة من إيرلا والتي أكتفت بالإستدارة بجسدها وإبعاد نظرها عنه وتثبيته بالتحديق في أمواج البحر المُتراطمة بعنف في حين أن أفكارها كانت غارقة بشدة في أسم يونغي -حبها الأول-
يونغي من نبض قلبها لهُ،
يونغي من جعلها تُحب وجودها بكوريا على الرغم من إنعدام التواصل بينهما،
يونغي من غير أفكارها.. يونغي من لأجله صنعت الكثير من الأحلام التي تُريد تحقيقها معهُ فقط،
يونغي الذي يعني لها الكثير حقاً، ويونغي هو ذات الشخص الذي خانتها صديقتها معهُ.
تسللت رعشه في أنحاء جسدها عندما وبشكل مُفاجئ شعرت بجسد من الخلف يلتصق بظهرها دافعاً إياها إلى الأمام، فيما ألتفت ذراعيين حول خصرها بقوة طفيفة.
"لماذا تسمحين لهُ بالسيطرة على أفكارك؟ لماذا لا تدفعين صوت قلبكِ بعيداً وتنصتين إلى عقلكِ الذي يصرخ لأجل الحفاظ على ماتبقى من نفسكِ والتي تلقين بها إلى الهاوية؟ لماذا تستمرين في تحريك الذكريات في حين أنها تُفضل البقاء في باطن عقلكِ بالفعل؟" تساءل جيمين بجانب أذنها بنبرة بدت يائسه أو ربما حزينة.
"لماذا تستمرين في تعذيب نفسكِ بطريقة لم يفعلها أي شخص مسبقاً؟ فقط أمضي في حياتكِ وكأنكِ لم تُحبين مطلقاً، أمضي في حياتكِ وكأنكِ لم تقعين في حبه.. إيرلا أنظري، أنا أحضرتكِ إلى هنا لأسمع هذا منكِ، لأراه بعيناكِ.. لا لأجعلك تتعمقين في الكثير من التفاصيل والذكريات، أعلم جيداً كم أنهُ من السهل قوله ولكن من الصعب الفعل به ولكننا هُنا حتى نُحاول، حتى ننجح.."
وللمرة الألف إيرلا فقدت نفسها من الآثر التي وضعتهُ كلماتهُ في قلبها وبكت.
أفرجت عن دموعها بشكل صامت، فيما أخذت تهز رأسها ولكأنها نرفض كل كلمة ينبس بها جيمين، ولكأنها ترفض حتى سماع ما يتفوه به، عقلها لا يُريد الإستيعاب تماماً، لا رغبة لها في الإبتعاد..
"إيرلا.. قد تتعثرين طويلاً، قد يآخد منكِ وقتاً أطول، قد لا يكون سهلاً كما الطريقة التي أحدثكِ بها ولكن على الأقل تحاولين، تشقين طريقكِ نحو الخلاص!"
"هو كذلك جيمين، ليس من السهل أن أفعل هذا، ليس من السهل الخلاص والتصرف كما لو أنني لم أحبهُ مطلقاً"
"أنا لا أخبركِ أن تدفعيه خارج قلبكِ على الفور، كلا.. أنا فقط أريدكِ أن تفهمي بأن ما تفعلينهُ بحق نفسكِ يُعد صعباً.. أو حتى لنقل بأنهُ ظُلماً.. البكاء لأجل من لم يعلم بحبك مطلقاً هل هو سهل أيضاً؟"
"أنت لا تُدرك ماذا يعني أن تُحب بصدق" هسهست بخشونه وهي تُدير رأسها نحوه لتُبحلق به بعينان توشك على الإنفجار من إحمرارها "أنت لم تذق معنى الحب قط حتى تخبرني بأنهُ سهل"
"آوه" شخر جيمين بدهشه ممزوجه بسخريه واضحة "أنتِ لا يُمكنكِ معرفة إن كنتُ أحب أم لا، فقط كون لقب لعين التصق بأسمي لا يعني البته أنهُ صحيح" أشار بقوله وهو يهز رأسه في كلتا الجانبين "لطالما قيل عنكِ هادئة ومسالمة وغيرها الكثير من الصفات الجيدة.. لكن هل أنتِ كذلك حقاً؟"
سأل وهو يبتعد عن خلفها ليُحررها من بين ذراعيه، لتستدير إيرلا مُحدقه به بعدم فهم.
"أنتِ بالطبع لستِ كذلك" همس جيمين بإبتسامة باهته "الشخصية التي نخلقها لنوهم الناس بها لا تعني البته أنها جزء من واقعنا.. لا تدعين أشياء سخيفة كهذه تُسيطر على تفكيركِ، لأننا شيء بعيداً جداً عن ما يفرضهُ الواقع علينا من أشياء آخرى~"
"مع ذلك، هذا بعيد كلياً عن محور حديثنا.." جادلتهُ بحده وهي تنظر بين عينيه "هذا ليس موضوع-"
"بربكِ، ليس ماذا؟" كرر بعدم تصديق "ماهو محور حديثنا إذن؟ يونغي وصعوبة تحرير نفسكِ من هذا النسيج الوهمي الذي وضعته على قلبكِ"
"ليس وهمي" زمجرت غاضبة "أنا أحبهُ، قلبي يُحبه، أنت لا تعرف ما يعني هذا، لا تعلم كم أنه صعب ومؤلم-"
"من قال بأنني لا أعلم؟" سأل بنفاذ صبر ونبرة عالية مُقاطعاً حديثها "من قال بأنني لا أعرف ماذا يعني أن تُحب شخصاً واللعنه لا يعلم بشأنك، أن تُدمن تفاصيلهُ و تبتسم لمجرد مرور طيفه في الجوار، أن تعيش على أمل أن يُبادلك كل تلك المشاعر والتي تجعلك عاجزاً على أن تعيش بشكل طبيعي، أن تنام براحة ولو لمرة دون التفكير به، أن تحاول الحصول على حبٍ آخر لربما يُبادلك ذلك العشق الكبير، همم.. أخبريني ما الذي لا أعلمهُ بالضبط!" أشار بعصبيه مع حاجبين مقطوبين بشدة.
وإيرلا تراجعت إلى الخلف قليلاً، لم تعرف كيف تُجيب عليه، صوتها توقف في منتصف حلقها فيما أخد قلبها يطرق بعنف لشرح جيمين المفصل عن كل ذرة مشاعر عاشت بها طوال مدة تعلقها بيونغي..
لكن أليس هذا هو حال جميع العاشقين؟
كيف لجيمين أن يُدرك كل هذا دون أن يبدو عليه؟
"أنا أيضاً أحببت" قال جيمين فجأة بعد صمت طويل وهو يقترب نحو السياج ليقبض عليه بشدة قبل أن يقفز ويجلس على حافته مسبباً شهقه مذعورة من إيرلا والتي بتلقائيه مدت يدها لتُمسك رسغهُ قائله بإرتباك "أحمق، سوف تقع"
"لن أفعل" رد جيمين مبتسماً ولكأنهُ لم يُفجر معلومة جديدة كلياً على مسامع والتي حاولت جاهدة إبتلاع فضولها بشأنه، إلا أنها لم تقدر وعوضاً عن ذلك قامت بإبعاد يدها عن رسغه وتنحت إلى الجانب قبل أن تسأل "منذ متى؟"
"منذ متى؟" كرر جيمين خلفها بعدم فهم، لتُشيح إيرلا بوجهها بعيداً عن ناظريه ليدرك من فوره الأمر ويُصدر صوت متفهماً قبل أن يغمغم "منذ وقت طويل، أشهر طويلة جداً، حتى ظننت بأنني أحبهُ كثيراً..
في البداية أخبرت نفسي بأنهُ إعجاب مؤقت، أو ربما لا أعلم.. ربما شيء لحظي لكن.. لا أتوقع ذلك"
"و..هل أنتما معا؟" سألت بعد تردد وصمت طفيف، ليهز جيمين رأسهُ بنفي قائلاً "حالي كحالكِ أيضاً"
"آوه" أطلقت صوتاً متفاجئاً وهي تقترب أكثر نحوه قبل أن تسند ظهرها على السياج وتنظر إليه بإنتباه أكبر.
"همم، لم تعلم ولا أريدها أن تعلم في الوقت الحالي" همس بهذا وهو يبتسم بخفه.
أستغربت قائله "كيف هذا؟ الأ تُحبها؟"
"أفعل، ولكنها لا تفعل، هي لم تنظر إلي قط بتلك الطريقة التي أنظر بها، على الرغم من كل الأشياء التي أفعلها لأجلها هي ربما تعتبرني مجرد شخص عابر، أو حتى زميل فحسب .."
"هذا.. صعب" همست ناظرة إلى الأسفل
وجيمين اؤما مضيفاً "كثيراً"
"إذن كيف لك أن تقول عنهُ سهلاً؟ أنت تعلم بالفعل كم مرٍّ هو هذا الشعور" أشارت بعدم رضا وجيمين واصل الإبتسام هامساً "ولكنها لا تعلم، أنا أخبرتكِ بالفعل عن الطريقة التي تنظر بها إلي، مجرد زميل عابر أو ربما لاشيء البته"
شدد على حروفه وهو يميل من رأسه ناحيتها قبل أن يستطرد مع تنهيدة عميقة "لن تقف حياتي عليها إيرلا، أنا ضعيف بالفعل، أنتظرتها طويلاً وأخدت أحدق بها عن بعد علها وعسى تأتي إلي.. ولكن كيف لها أن تفعل في حين أنني لم أوضح عن حبي؟ على الرغم من معرفتي التامة بأن تصرفاتي معها كانت حقيقية ومكشوفه للجميع.. أي أما أنها تعلم ولا تُريد الإقتراب أو حمقاء كفاية حتى لا تفهم"
"أو ربما لأنكَ منحرف بتصرفاتك مع الجميع" أشارت إيرلا دون تردد "أياً يكن ذلك الشخص فربما لم يرغب بأن يعمل علاقة مع شخص لن يضمن بقاءه معه"
أعتلت الدهشة ملامح جيمين فيما أخذت عينيه تتحرك على وجه الآخرى والتي بدت غير مُدركة بعد قولها.
جيمين لم يُحب ما سمعهُ ومع ذلك صمت، لم يعرف بأي طريقه قد يرد على أتهامها المباشر والصريح.. صحيح ربما هذا يكون سبب منطقي لها ولكن بالنسبة له كان تافهاً.
"أنا.. لم أقصد هذا" تلعثمت بعد برهه فور إدراكها
لما تفوهت به وهي تخفض من رأسها كثيراً.
بينما حدق جيمين بعيداً وهو يأخد نفساً عميقاً عبر ثقوب أنفه، قبل أن يقفز عن السياج واقفاً على قدميه قائلاً "أعتقد.. هذا ليس سبباً كافياً، لو كان يونغي بشخصية كهذه وبتعلقكِ العميق به هل كنتِ ترددتِ عن حبه أو القبول به؟"
"لن أفعل" هتفت من فورها وهي تهز رأسها بتأكيد.
"بالضبط.. الحُب ليس بما يوجد بالشخص وإنما بما رأيتهُ فيه ليختارهُ القلب" أعقب بإبتسامة صغيرة قبل أن يدير بظهره ناحيتها "تعرفين جيداً طريق العودة، كونِ حذرة"
وإيرلا شاهدتهُ بندم وصمت يُغادر المكان أسفل تراطم أمواج البحر العالية.
.......
◀❤❤▶
◀البارت التاسع▶
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro