Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

CH≈ Fifteen -٢


"فقد يخبؤ لهيب الحب و يزول مع الأيام،
لكن العشق أعمق و أقوى
من أن يذبل بمرور الزمن."

.......


أصبعه تستمر بالتحرك بخفه على
شاشة هاتفه المضيئة بخفوت.

الغرفة من حوله متوشحه بالسواد..
لاشيء ظاهر مطلقاً.. هو نفسه لم يستطع
حتى رؤية قدمية المتكورة أسفل الغطاء. 

تحرك بؤبؤ عيناه ببطء يتأمل الصورة
التي تتوسط شاشته مع قلبه الذي كان ينبض
بوتيره هادئة.. أنفاسه تخرج منتظمة.. لا
إبتسامة عريضة تملأ وجهه ولا أفكار
جامحة بشأنه.. لا شيء به مربك البته.. ولكن
لماذا يستمر عقله بأرسال تلك الصور إليه؟

لماذا في كل مرة يحاول تجاهل
الأمر تتراقص تلك الصور أمام عيناه؟

صور عديدة وبمواقف شتى وجميعها
متشابهه..لكن لماذا يحدث هذا معه أن
لم يكن واقع في الحب؟

لماذا يفكر كثيراً أن لم يكن يهتم حقاً؟
لماذا يحدث له هذا مؤخراً؟

لماذا وضع نفسهُ في ذلك الموقف؟
لماذا أجبر إيرلا على مرافقتهم للتخييم؟
لماذا يستمر في الظهور أمامها دون أن
يكون هناك سبب يدفعه لذلك؟

"يـونغـي!" أرتفع صوت تايهيونغ
صارخاً من الأسفل ليغادر سريرهُ
بعجل وإستغراب.

"ماذا دهاك؟" سأل هوسوك والذي كان
يُشارك الآخر السكن وهو يخرج
من غرفته كذلك.

"يـونغـي، أين أنت؟" صاح تايهيونغ
متجاهلاً سؤاله في اللحظة التي ظهر
بها يونغي من أعلى الدرج.

"لمَ تصرُخ؟" أستفسر بحيره وهو
ينزل ناحيته ببطء،إلا أن تايهيونغ
كان أسرع منه عندما أمسكهُ من تلابيب
قميصه يشدهُ إليه بعينان قاتمة.

"هل تشعر جيداً وأنت تشاهد جيمين؟"
هسهس بحنق وهو يوشك على شده مجدداًً
عندما أندفع هوسوك محاولاً التفرقة
بينهما.

"هل جننت تاي؟" سألهُ بعدم إستحسان
لفعلته الإ أن المعني ضحك دون بهجةٌ وهو
يُشير ناحية يونغي "بالطبع سوف أجن
طالما وأن صديقك هذا يُحاول بكل الطُرق
المتاحة لهُ في كسر قلب جيمين!"

"لا تهذي" أسكتهُ يونغي بإنفعال
"من قال بأنني أفعل هذا؟ هل فقدت عقلك..
جيمين صديقي—"

"هل أنت مُعجب بها حتى؟" قاطعهُ هادراً
بعنف "هل فكرت يوماً بمستقبلكم معاً؟
هل رغبت بلمسها أو تقبيلها؟ هل تعرف حتى
ما تُحب؟ ما تكره؟ أو حتى ما لون عيناها مثلاً
أسفل الشمس!"

"تايهيونغ—"

"هل قبلتها؟" سأل مزمجراً،ليصرخ
يونغي بعصبية وهو يضرب الأرض "لم أفعل!
لم ألمسها.. لم أقبلها.. لم أفكر بأي شيء
بيننا.. هل أنت سعيد الأن!!"

"هذا لأنك لست واقعاً لها،" قال بعد
وهله من الصمت وهو يُحدق بكثافة بين
عينيّ يونغي والذي كان يُبادله بأنفاس
ثائرة.

"في حين أن جيمين.. بقي وحيداً
يرسمُ تفاصيلها بذاكرته أنت تستهين
بكل شيء هنا بلا مُبالتك وسوء معرفتك لمَ
تُريد.." أردف تايهيونغ أخيراً قبل أن يستدير
مغادراً المكان تاركاً الإثنان يُحدقان بالباب الذي
صُفع خلفهُ بعنف.

نظر يونغي الى ساعة الحائط والتي
أشارت إلى منتصف الليل. الوقت متأخر
بالفعل ومع ذلك لم يستطع النوم.

حول بصره إلى حيث هوسوك الذي
يرقد بإهمال على الأرض وهو يعبث بهاتفه
دون توقف.. يبدو وأنهُ لا يستطيع النوم أيضاً.

أصدر يونغي تنهيدة عميقة حتى
يجذب أنتباه من حرك رأسه لينظر
اليه بتساؤل "ماذا؟"

"أذهب إلى النوم!"كشر يونغي وهو يشيح
ببصره عنه فيما أردف هوسوك بهدوء
وهو ينهض عن الأرض "أنا أنتظر ذهابك أولاً!"

قوس يونغي حاجبيه بحيره وهو يدير
رأسه نحوه "ماذا تقصد؟"

فرك هوسوك جبينه بخفه مسترسلاً
"مجيء تايهيونغ وحديثه—"

"دعنا لا نذكر الأمر!" قاطعهُ بضيق.

"يونغي.. أنت تغيرت كثيراً.. أنا لم أعد أفهم
تصرفاتك الغريبة"

"أنا هكذا منذ زمن هوسوك، أنت فقط تُبالغ
في رؤية الأمور!" دمدم وهو ينظر
إلى أصابعه.

نفى هوسوك بإستنكار "لست كذلك،
منذ متى وأنت هكذا؟ بربك أنا لا أتحدث
عن طبيعتك المنغلقة أو برودة شخصيتك..
يونغي منذ حادثة إيرلا ونايون وأنت لم تعد
طبيعياً البته"

جادلهُ "أخبرتك بأنك أنت فقط من يرى
الأمور من منظور أخـ—"

قاطعه هوسوك بحزم "الجميع يونغي،لستُ
وحدي من يرى هذا بك!"

تنهد يونغي وهو يدير جسده ليصبح
مقابلاً له"من الجميع هوسوك ؟ أنت؟
جين نامجون—"

"تايهيونغ جونغكوك..وجيمين!" أشار
ليحصل على نظرة غاضبة من يونغي
ولكنهُ تابع مواصلاً"أنظر أنا لا ألومك هنا..
ولا أريد أن أشعرك بالسوء ولكن.. أنهُ يتهرب
من البقاء معنا بسببك!.. بسبب تغير
شخصيتك الجذري، لست أنا فقط من يرى الأمور
من منظور مختلف،بل الجميع، نحن حتى
لم نعد كالسابق في لقاءتنا العديدة"

ضغط يونغي بشفتيه معاً وهو يقول
بعناد"إذن لستُ المتغير الوحيد هنا
بل جيـ—"

قاطعهُ هوسوك وهو يتنهد بعمق "جيمين
لم يتغير مطلقاً، ما يزال كما هو، رغم
أخفاءه الواضح لتعلقه وحبه لإيرلا إلا
أنهُ يقاتل بإبتسامة صفراء، أنا أشعر
بالأستغراب الشديد لعدم تركيزك في
هذا يونغي، في العادة أنت أول من يفهم
جيمين!"

أصدر حمحمه خفيفه عندما هبطّ
الصمت بينهما قبل أن يهمس قائلاً
"أنتما الأثنان تُعانيان من ذات الشيء..
الستُ محقاً؟"

"أي شيء؟" سألهُ يتصنع عدم فهمه.

وهوسوك نظر إلى منتصف عينّيه
"وقوعكما في حب ذات الفتاة!"

"لسنا كذلك" أعترض من فوره لينفي
هوسوك بإبتسامة "على الأقل لست أنت!"

"...ماذا؟"

" أنت لست واقع لإيرلا.. أنا يمُكنني تصور
حدوث كل شيء في هذه الحياة إلا أن ترغم
قلبك على حب شخص جيمين المُفضل"

تنهد يمسح على ذقنه لعدة مرات قبل
أن يتابع" جيمين بالنسبة لك في المقدمة..
دوماً ما كُنت تفضله حتى على نفسك—"

"هوسوك لا تجعلني أغضب!"

" لا أريدك أن تغضب.. إنما أريد أن ترى
الأمور بشكل صحيح "

"وما هي هذه الأمور أيها المتحذلق؟"

"كون إيرلا الأمر الوحيد الذي أرهقك
تماماً.. أنت لا تدرك مدى إستنزافك يونغي!
أنت تجهل العديد من الأمور ولكنك تحاول
مقاومتها في حين أن الوقوع في الحبّ
لا يحتاج ذلك،لا يحتاج أن تجبر نفسك
حتى ترضيّ الطرف الآخر..حباً بالله،الأ ترى
بأن شعور الذنب بداخلك يطغى على
حكم قلبك؟"

"هوسوك..أنت لا تعلم كيف أشعر—"

"أنت تشفق عليها فقط.. كلا، أستمع إلي!"
أصر بنبرة عالية عندما أوشك يونغي على
الإعتراض والذي سكنّ في مكانه يُحدق به
بغيظ واضح.

"أنا لن آتي وأفتح لك درس عن كيفية الحبّ
ولكني أعلم جيداً بأنهُ لا يبدأ بجملة هي
تُحبني أنا.. لا أدري حقاً ولستُ مستعد
لتقديم أي نصيحة لشخص ناضج مثلك
ولكن في الوقت الذي تجبر قلبك على الوقوع
في حبها لأجل أن لا تلوم نفسك لاحقاً بأنك
سبب في آلمها، هناك جيمين والذي أن أعطته
فرصة ضئيلة ليُظهر مقدار حبه لها وإهتمامه
الواضح منذ البداية.. لمَ تذكرت حتى أنها
أحبتك في يوم.. الحب لا يعني أن تبقى بقربها
وإنما أن تبذل ذلك الجهد حتى تؤمن به!"

"أذهب إلى النوم هوسوك!" تمتم يونغي
بهدوء وهو ينهض عن مكانه متوجهاً
نحو الشرفة.

أسند جبينه على الزجاج البارد مع
طنين كلمات هوسوك التي
تعصف بداخله.

لقد كان على حق، ولكن الأحمق الذي بداخله
لم يتوقف عن التشكيك ونفي جميع
ما تفوه به هوسوك.. لا يُريد إفتراضات
وإنما المزيد من الحقائق.. ولكنهُ لا يعرف
كيف عليه إيجادها.

لقد أصبح يشعر كما لو أن شخص أخر
قد سكن محله،شخص غريب يتصرف
بطريقة أغرب،شخص لا يعرفه يتحكم به
بشدة وحنكه فظيعه،شخص جعله يتجنب
الجميع ويكتفي بنفسه وبأفكاره وبوهم
حبّ إيرلا.

يُدرك بأنهُ مخطئ.. ولكن كيفية
تصويب هذا الخطأ كان مشوش برأسه.

............

هل سمعتم بمقولة 
"الحب جحيم يُطاق والحياة بدون حب 
نعيم لا يُطاق"

حسناً، مؤخراً حياتي تتمحور حول
هذه المقولة تماماً و التي لم أكن
اؤمن بها مطلقاً.

سابقاً قبل أن التقي بيونغي، حياتي
كانت عادية جداً، لم أفكر قط في الوقوع
بالحب، بالرغم من أدراكِ الشديد بأن
هذا سوف يحدث أجلاً أم عاجلاً، ولكني لم
أكن مهتم حقاً في هذا، كل شيء في حياتي
كان مثالياً بوجود الأصدقاء و العائلة وكل
الأشياء التي أحبها.

لكن بعد رؤيتي ليونغي بملامحه تلك
وأبتسامته الجميلة، شعرت بأشياء لا وصف
لها، مشاعر عنيفة جعلتني أفكر به دون
توقف، مشاعر أقحمته في أحلامي التي
لطالما كانت عن الطعام وحسب، مشاعر
أستولت على كل ذرة في جسدي والذي أصبح
خارج سيطرتي هو الأخر، الكثير من
الأحاسيس الغريبة والتي لم أجد لها أي تفسير،
نظراً لكوني عديمة الخبرة في الحب.

لم أكن أفهم أن السعادة التي أشعر
بها حينما أراه يضحك دون تصنع، أو حينما
يظهر برفقة جيمين ويجلس بهدوء يُراقب
تصرفات أصدقائه الجامحة، أو عندما ينظر
إلى عيناي عن طريق الصدفة ليجعلني
أحمر خجلاً، أنا لم أكن أعلم أن كل هذه
التفاصيل تعني وقوعي في الحب والذي لم أكن
راغبة أو مهتمة البته في الوقوع به.

لكن مع الوقت أدركت بالفعل بأن الحياة
دون حب نعيم لا يطاق، أدركت بأن حياتي
كانت عادية جداً، حياة أطلقت عليها
النعيم دون أن أتذوقه، حياة خالية من الأنتظار
بتشوق للغد حتى أراه، من التقرب منه،
مراقبته، الأحساس بتلك الضربات العميقة
في صدري إن مر صدفة بجانبي..

لذا أنا قررت بالفعل الوقوع له أكثر حتى
دون أن يعلم، كنت أقول بأنه لابأس أن أخطو
بمفردي بعدها يأتي هو ليُغلق الفجوة
بنبض قلبينا معاً..

لكن بعدها، 
عرفت بأن الحب جحيم يُطاق..
إذ أنيّ بالفعل تحملت كثيراً، بكيت، عانيت،
تصنعت القوة فقط لأجله هو.

وبعد وقت من وهمّ العيش في الحياة الجديدة
التي كنت بها برفقة يونغي والتذمرات
الهائلة لمن كانت صديقتي مسبقاً، أكتشفت
بأن الطريق الذي سلكت منتصفه لم يكن
الصائب إلي، لم يكن المقدر لحياتي فما
عانيت به من خيانة صديق وألم في القلب
كان قاسياً جداً بالنسبة للمرة الأولى التي
أقرر بها أن أقع في الحب.

لذا دون شعور كنت أحارب البقاء بعيدةٌ عنه
بقوة الحب الذي كان يخفيه جيمين
بطيآت عينيه وفي جوف صدره الممتلئ بي.

مرارة شفتيه مع تلك الأحرف التي
غادرته مازالت عالقة في فمي والذي
لم أتوقف عن تلمسه طوال الأسابيع التي
مضت منذ أن غادرنا تلك الرحلة والتي
ليتني لم أستمع ليونغي وأقبل بعرضة..

ليتني أمضيتها أستمع إلى تذمرات والدايّ
لا أن أحصل على أعتراف صادم مِن
من ظننته عاشق لغيري، مِن من شد على
جروحي وأمتصها لجسده.

جيمين والذي منذ تلك اللحظة
التي أعترف بإكراه بحبه ليّ حتى لم يبقى
لثانية واحدة وعاود الأختفاء.

بالبداية لم يكن له أي أثر، لا في الحياة
الواقعية أو الألكترونية، لا أصدقاء على
علم بموقعه وطبعاً لم اتجرأ ابداً الإقتراب من تايهيونغ والسؤال عنه.. ولا عائلة قد أستطيع المعرفة عنه من خلالهم.. وبخصوص
هذا تذكرت بأنني لم اسأله قط عن عائلته
وهو بدوره لم يتحدث يوماً عنهم..
عن أي فرد بهم.

هو فقط أبتعد ولكأنهُ يهرب بعد أعترافه
والذي لم يكن مقصود، ولكأن وجودي آنذاك
هو ما دفعه على قول تلك الكلمات
والتي لربما لم ولن يقبل بقولها طالما أني
كنت أستند عليه لأجل زرع ثمرة
حبيّ ليونغي.

يونغي؟

كررت أسمه بالفعل في فمي لعدة مرات
لا تحصى، تذكرت المواقف السابقة،
النظرات المسروقة وضربات القلب المجنونة
ولكن.. لا شيء البته.

"يونغي" همست مجدداً وأنا أنظر
إلى الصورة التي بين يداي.

الصورة التي مسبقاً أغرقتها بالدموع
الكثيره للمسافة التي تفصل بيننا، للحظة
التي رأيتُ نايون برفقته، للوقت الذي كنت
به وحيدة مع حبه الذي تغلغل
بداخلي عميقاً.

هي ذات الصورة التي أحدق بها الأن
مع نبضات قلب هادئة، نبض طبيعي
مختلف تماماً عن تلك الوخزات اللذيذة
التي طالما شعرتُ بها.

القلق على موقع جيمين كان كل
ما يشغل تفكيري، التوتر من أن يكون قد
ذهب بعيداً يجعلني أشعر بالعجز... هذا
حتى ظهر صباح اليوم عندما لمحت سيارته
عن طريق المصادفة..

كانت الساعة السابعة.. وقت غير مستحب
لإستيقاظي ومع ذلك لا أدري كيف وجدتُ
نفسي مستفيقه كلياً وبيدي كوب قهوة ضخم
أحدق بالخارج الهادئ عبر الشرفة.

كان الصباح بارد.. نسمات عليلة قارصة تهب
بين حين وآخر لتجمد مسآم وجهيّ وأنفي،
مع ذلك أنا لم أتحرك بقيت أرتشف من الكوب
وأبحلق بصمت وملامح فارغة من أي تعبير
كُنت كمن يقف على آهبه الإستعداد في
إنتظار حدوث شيء ما.. حينما ظهرت سيارتهُ
الحمراء تكسر هدوء الحيّ في هذا الوقت.

ما أزعجني آنذاك هو الشعور المرير
الذي أقحم نفسهُ في داخلي وأستقر بعد
أن نثر سمهُ من فكرة أن يكون جيمين قرر
المجيء إلى منزله بعد كل هذا الغياب في
هذا الوقت تماماً والذي لا أكون متسيقظة
به عادةٌ، ولكن لأكون صادقة ما أشعرني
بالضيق الشديد هو ذلك الجسد الذي كان
يشاركهُ مقعد الراكب.. جسد لا يعود إلى أي
فرد من أصدقاءه وإنما لفتاة ما نظراً لشعرها
الطويل وملامحها الحلوة البهية منذ
الصباح الباكر.. لاسيما وأن سقف سيارته كان
مفتوح.. وهو كان يبتسم بإتساع.

لا أعلم حقاً ما كان هذا الذي شعرت به
فجأة.. أي أحاسيس هذه التي جعلتني أستمر
بالتفكير به والقلق والتساؤل عن الملجأ
الذي يأوي إليه في الوقت الحالي في حين
أنهُ يبدو بخير ولا بأس به أستدعى كل
ذلك الوقت الذي خسرتهُ وتلك المشاعر
التي شعرتُ بها.

وعلى نحو مُفاجئ.. أنا لم أعد أستطيع
التفكير في أي شيء.. لم أعد أرغب في
القهوة ولا بنسائم الهواء الباردة ولا حتى
بمغادرة السرير.. ومع ذلك لا أعلم كيف
ومتى ولماذا أنا هرولت مسرعة إلى الخارج
بعد أن أرتديت حذائي بتعثر على الرغم من
محاولتي التحرك بصمت حتى لا ينهض
أحد والدايّ ويبدأن التحقيق كعادتهما
مؤخراً.

"سحقاً" هسهست بأسنان مصطكة
فور أن ضرب جسدي الهواء البارد..

لففت ذراعيّ حول نفسي وأنا أشتم
أفكاري التي دفعتني للخروج دون أن أرتدي
شيء ثقيل.. أنا حتى لماذا فعلت هذا..
لا أعلم!.. أعني أعلم نوعاً ما.. ولكني—

"هل يمُكنني فهم لماذا تتجول فتاة
ناضجة بملابس خفيفة في شارع فارغ
بمثل هذا الوقت المُبكر؟"

"جونغكوك!" لهثت بخوف ما أن ظهر
بشكل مباغتٌ من خلفي وهو يبتسم
بطريقة ماكرة وحاجب مرفوع.

"من أخبرك بأنني ناضجة!" تذمرت
أصيح به حتى لا أظهر أنني كنت مذعورة
بحق الجحيم ولكن الطريقة التي برزت بها
أسنانه مع صوت ضحكة ساخرة جعلتني أقلب
عينيّ قبل أن أدير ظهري له وأتقدم نحو
منزلي.. ولكنني توقفت لإعود مسرعة في
نفس الوقت الذي كان يتقدم به نحوي لإصطدم
به بقوة كادت أن توقعني، وهو أمسكني
من ذراعيّ.

"ماذا؟" سألت بإندفاع لعينيهّ التي بقيت
فوقي يُحدق بي كما لو أنهُ يعلم بالفعل ما
أريد سؤاله.. ولكن هل سأظهر له ذلك؟

"هل تناولت الأفطار؟"

بالطبع لا.

..............

"برتقال؟" سألته وأنا أضع طبق الجبن
بعد أن أصبحنا في المطبخ وفي يدي الآخرى
مسكت زجاجة العصير.

"حليب الموز؟" أبتسم وأنا قلبت عينيّ
بضحكة خفيفة قبل أن أضع الكأس جانباً
وأتجه نحو الثلاجة.

"في العادة لا أصنع هذا الخليط..
ولكن سأحاول!" قلت.

"حسناً.. كل ما تحتاجين إليه هو
الحليب الطازج والموز ثم أخلطيه
جيداً حتى—"

"برأيك يُنفع تقشيرها؟" سألته ساخرة
وهو نظر إلي لوهله بصمت قبل أن
يزمّ شفتيه ويجلس هادئاً في مكانه.

"فتى جيد!" أشرت،ضليدير وجهه بغيظ.

"ها أنت ذا" قلت بعد دقائق وأنا أضع أكبر
كأس لدينا أمامه.

"سأكل جيداً!" قال من فوره بإبتسامة
ضخمة قبل أن يشرعّ في تناول طعامه
وشرابه بتلذذ جعلني أبتسم لا إرادياً.

يبدو لطيف جداً.

"حسناً.." دمدم بعد مرور وقت
عندما فرغنا من تناول الطعام وبقي
كلانا يرتشف من كأسه.

"حسناً ماذا؟" قلت بتساؤل ليقلب
عينيه هذه المرة مردفاً "ألن تسألِ
عنه؟"

"هل يجب عليّ؟"

"إيرلا—"

"لقد أوضح تايهيونغ الأمر ليّ
بشكل مباشر" قاطعتهُ أشير بصوت
خفيف "أعني.. قد يكون فظ حرفياً ولكنهُ
على حق،بالنهاية صديقهُ من يتأذى
ولستُ—"

"تايهيونغ لا يدري ماذا يقول حينما
يتعلق الأمر بجيمين!" قال بنبرة مبتسمة
لألقي نظرة صغيرة عليه قبل أن أعاود
التحديق في أصبعي التي تلمس حواف الكأس.

فيما أسترسل جونغكوك مضيفاً
"لقد بذل جهداً كبيراً حتى يتقرب من
جيمين.. ولكِ حرية تخيل ماذا يعني أن
تركض خلف شخص لعام كامل حتى
يكون صديقك!"

"عام كامل!" كررت خلفه مندهشة
ليؤما بنفس الإبتسامة.

" غير قابل للتصديق معكِ حق..
حتى أنا كُنت أستهز به في كل مرة
يحكيّ بها بفخر عن إصراره وعزمه
في التقرب من جيمين.. ولكن بعد أن تعرفت
عليه أدركت ما كان يقصده.." هدر بنبرة
أنخفضت تدريجياً ليستحوذ على أنتباهي
كلياً،

ويبدو أن النظرة التي علتّ وجهي
كانت بارزة للحد الذي جعلهُ يتابع "جيمين..
كان فتى خجولاً، لطيفاً لايجرؤ على الصراخ
أو حتى الغضب، لديه شقيق أكبر منه بثلاثة
أعوام غادر البلد بغرض الدراسة خارجاً بعد
حصوله على فرصة جيدة لفعل هذا،مما
جعل من جيمين الفتى الوحيد المدلل مِن قبّل
جده وجدته.. ببساطة كان الجميع يحبه من
لطفه الشديد وحُسن تعامله.. على الرغم
من أنه كان صامتاً يُحب الأعتزال عن الأخرون
والبقاء بغرفته طوال الوقت بعيداً وخصوصاً
عن والديه وحتى عن صديقه الوحيد الذي
تعرف عليه بعد صعوبة كبيرة و رفض شديد!"

توقف عن التحدث وبؤبؤ عينيه اللامعه
تتحرك ببطء في الأرجاء كما لو أنهُ يتذكر
شيء ليس من المُفترض عليه البوح به..

أنا راقبتهُ بصمت،لا أريد أن أصر
عليه لاسيما وهو من بدأ الدخول في
هذا الحديث.. والذي بطريقة ما
أشعر وكأن نهايتهُ سيئة.

"قد تتساءلين عن معرفتي لكل هذا في
حين أنني أصغر منه" تابع بعد وقت وهو
يعود بظهره على المقعد وعندما وجدني
أحدق به بضياع وعدم فهم أشار "أنا أصغر من
الجميع بعامين، كنت آنذاك الفتى الجديد
المنتقل حديثاً وقمت بعمل عدة أختبارات
لأتخطئ مرحلتين وطبعاً لكونيّ ذكي
كفاية نجحت وبطريقة ما أصبحت في
الفصل مع الرفاق"

صمت لبرهه وهو يبلل شفاهه الجافة
قبل أن يتنهد قائلاً "جيمين كان يخشى
الإختلاط مع الآخرين بشكل مفزع..
أغلب أوقاته أما في السطح أو في الفصل
يكتب دروسه.. لقد كان الوحيد الذي جذب
أنتباهي إليه كوني كنت خجولاً جداً ذلك
الوقت من أن أتقرب من أي شخص فيهم..
كما تعلمين كنت لا أزال في الرابعة عشر
وجميعهم في السادسة عشر لذا كان من
الصعب الإختلاط بهم في البداية..
ولكن مع مرور الوقت بدأت أنتبه إلى
أن جيمين يُبادلني النظرات من وقت لآخر
يبتسم إلي صباحاً ويلوح قبل العودة إلى المنزل
حتى لا أدري كيف ولكننا تقربنا من بعض
كثيراً،آنذاك كان صديقهُ كما أخبرتك
سابقاً هو يونغي.. أنتقل معهُ للمدينة ثم
المدرسة،وعندما رأى كيف أن علاقتنا
تطورت في غضون أسبوعين وجدتهُ ذات يوم
ينتظرني قرب البوابة قبل أن يعرض
عليّ مشاركتيّ الذهاب للمنزل.."

توقف ليضحك بخفه وهو يستذكر
تلك اللحظة "طبعاً لم يفعل، غرضهُ
الأساسي لم يكن مشاركتي أو شيء
من هذا القبيل وإنما قام بتهديدي
بشكل علنيّ.. لأكون صادقاً لقد ذُعرت
منه.. كان حاد الطباع بدرجة مخيفة
خصوصاً حينما يتعلق الأمر بجيمين.."

"هددك!" قلت بذهول وأنا أضع الكأس
بعيداً عن يدي قبل أن أقترب نحوه
أكثر بالمقعد حينما اؤما مردفاً "لازلت
أتذكر ذلك اليوم حتى هذه اللحظة
لقد حذرني من أن أجرح جيمين أو
أخذله حذرني من أن أتسلى بمعرفته
أو أستهين به.. وعلى نحو خاص من
تركه.. في ذلك الوقت لم أفهم ما يعنيه
ولكني قطعت لهُ وعدّ بعدم فعل ذلك
وأنني سأتصرف معهُ كصديق مخلص..
مع مرور الأيام وعندما أدرك بأنني عند
وعديّ لهُ أفصح عن سبب إنعزال جيمين
وقلقه المُتفاقم من الدخول في علاقات
أو حتى توسيع دائرة المقربين لهُ!"

"السبب؟" قلت بفضول وترقب،وهو
نظر ليّ لفترة قبل أن ينبس بنبرة
خافتة "أنفصال والديه.."

"أنفصال؟ تعني بأن والدايّ جيمين
منفصلين منذ صغره!.." غمغمت بدهشة
وأنا أُقيم ظهري على المقعد "ياللهول.. هذا
نوعاً ما.. مُفاجئ تماماً!"

"ما المُفاجئ؟"

"جيمين نفسه.. أعني قد يكون أختلف
وضعه عن السابق نظراً لعلاقاته التي
لا يُمكنك غض الطرف عنها" أشرت
بطريقة بدت كما لو أنني أكره هذا الشيء
به ليبتسم جونغكوك من فوره بعينان توسعت
قليلاً.

"حسناً.. أياً يكن لن أتحدث أكمل أنت"
دمدمت بإنزعاج وأنا أنهض ألتقط الأطباق
الفارغة نحو المغسلة.

وصلتني قهقهاته لأعقد حاجبيّ
بغضب من زلة لسانيّ السخيفة
فيما نهض هو الآخر يقدم العون في
رفع الأطباق وتوقف بقربي يشمر عن
ساعديه.

"ماذا تفعل؟"

"أساعدكِ!"

"كلا،لديك شيء أهم تُخبرني به"
أوقفته أدفعهُ خارج المطبخ من الباب
المؤدي إلى الحديقة "والدتي ستتكفل
بذلك.. والأن لتجلس هنا،بالضبط..
هيا أكمل!"

حثتهُ على المواصله بهز يدي
في الهواء ليؤما قائلاً من فوره "لم
تكن والدتهُ جيده أبداً معهُ،لم تهتم به مطلقاً
أو حتى تشعرهُ يوماً بأنها أم جيد لصبيّ مُدرك
و ذكي مثله! والدته شخص يهتم بالمال أكثر
من أي شيء أخر،مبذره في كل ما يخص أسلوب
حياتها،مجرد أمراه جشعه بشخصية قبيحة
وهذا ما جعل والدهُ يفقد صبره ويعلن أنفصاله
عنها بأن ألقى بها خارج منزله دون أخد أن
تأخذ شيء يخصها حتى حقيبة ملابسها..
ولأنها من ذلك النوع السيء هي فعلت المستحيل
للحصول على المال والمجوهرات وكل شيء خاص
بها عدا عن جيمين،هي فقط أخبرته بأن يبقى
لدى والده لأنهُ أحمق وعديم الفائدة
وعن كونها ليست بحاجة لهُ،ومنذ ذلك الحين
أصبح مختلفاً جداً، قال يونغي أن رغم
صعوبة قبول جيمين به كصديق الا أنه لم
يرأهُ مطلقاً بذلك الوضع الذي أصبح به بعد
أسبوع من مغادرة والدته المنزل وتركه مع
والده والذي هو الأخر لم يكن بذلك الأهتمام
حتى يعتني بمراهق تم هجره مؤخراً، حيث كان
محور أهتمامه هو أن يعمل بجهد أكبر حتى
يُكمل أنشاء شركته الخاصة وهذا ما حصل
بعد ثلاث سنوات فقط!"

"...هذا،مُخيف!" هسهست بصدمة وبكلمات
مقتضبة حيث أنني لم أجد شيء يصف
مدى قُبح أن يكون لديكِ والدة بهذا الشكل،
كيف لجيمين الحيوي والمرح أن يعاني ويمر
بكل هذه الأشياء في صغره؟ كيف يمكنهُ
تجاوز كل هذه الصعوبات بمُفرده.. كيف
أستطاع الوصول إلى هذا الحد دون عائلة
لدعمه وحمايته؟

"وهكذا كان الأمر بالنسبة لتايهيونغ" أشار
بعد صمت طفيف "لقد عانى كثيراً حتى
أستطاع كسب جيمين كصديق له،لهذا
هو منحاز له ويفتعل أبسط شجار مع
أي شخص يُحاول دخول عالمة أو حتى يُفكر
بأذيته.. تايهيونغ يُحب جيمين بشكل
لا يُمكنكِ توقعه!"

"أنا حقاً أشعر كما لو أنني في بئر عميق..
عميق جداً،ماذا عن شقيقه؟"

"لا أعلم عنه اي شيء، لم يذكر جيمين
أسمه ولو لمرة واحده منذ أن
تعرفت عليه!"

"والده؟"

"كذلك هو،ما أن أصبح جيمين في
الثامنة عشر حتى أنتقل إلى منزل
بمفرده!"

"ماذا عن المال؟"

"لقد كان يجمعهُ طوال الوقت"

"هل كان يعمل بدوام جزئي؟"

"كلا،صحيح بأن والده لم يهتم به،
إلا أن من الناحية المادية هو كان يرسل
إليه  نهاية كل أسبوع مبلغ كبير
حتى يتدبر أموره"

"هذا مؤسف حقاً.." تمتم وأنا أشعر
بالإختناق. ضيق شديد أستولى على
داخلي،مع قلبي الذي لم يتوقف عن
النبض بعنف.. بعنف مُخيف.

شعور حماية جيمين المُباغت الذي
أرتفع في جوفي كان مُفاجئ،ولكن
على الأقل بعد الحديث هذا.. أعتقد
بأنني أعرف ما يتوجب علي القيام
به.. ما كان يجب أن أفعله منذ وقت
طويل.
..........

"بهذه السرعة؟" سألني يونغي بإبتسامة
صغيرة وهو يمسح بأصبعهُ على
قماش الطاولة.

بعد أن ودعت جونغكوك صباحاً
لم أستطع الإنتظار أكثر حتى وجدت
نفسي أخبر يونغي بأنني أريد
مُقابلته لأمر جللّ.. وها أنا أجلس
أمامه أحاول بتلعثم توضيح سبب رغبتيّ
المُفاجئة هذه مع أستمراري في عصر
أصابع يديّ بعنف.

"حسناً لم أتوقع أن يأتي الجواب
سريعاً هكذا،لاسيما بعد توقعي أننا تقربنا
بالفعل!" أشار يونغي بقهقه خافته وهو
يدفع ظهره إلى الخلف قبل أن يستطرد
مواصلاً "أعتقد بأنهُ الأفضل لكلانا، صحيح؟"

"ماذا؟" نبست بشتات،غير مُدركه 
إلامَ يُشير بقوله.

"أعني أنا شيء وأنتِ شيء أخر" رفع كفه
في الهواء يحدد قصر جسده مع إبتسامة
عريضة أظهرت ما يخفيه من أسنان لطيفة.

"لم أعني هذا مطلقاً، يا إلهي أنا لا يهمني
أياً يكن مظهر جسدك—" نفيت بذهول موسعه
عينيّ.

"أنا أمزح وحسب" قاطعني بملامح
تقلصت الإبتسامة عنها "أعلم بأنهُ
جيمين السبب.. في الغرابة التي
أنتِ عليها.."

"يونغي،هذا—"

"لا داعي لتبرير شيء إيرلا" قاطعني بهدوء
"لا تقلقِ بهذا الشأن، أنا حقاً لا أشعر بذلك
الجرح لرفضكِ لي،أعني ربما شعور الذنب
لكوني تسببت بفقدانكِ لصديقتكِ والتألم
لفترة طويلة هو من دفعني لطلب المواعدة
أو ربما أعجبتني الطريقة التي أحببتني
بها.. لا أدري حقاً وليست مشكلة البته..
أنا.. أشعر بالراحة الأن، تقدمتِ بخطوة
عنيّ وأنا الذي كُنت حائراً كيف أفعل!"

شرح بخفه وهو ينظر أخيراً في منتصف
عينيّ لوهله قبل أن يُتابع"ربما أن كنتِ
وافقتي على هذا، لم نكن لنستمر معاً مطولاً.."

أفرج عن تنهيده وهو يدفع مقعده إلى
الوراء لينهض"ربما لعبة القدر هذه المرة
كان ضحيتها جيمين وحبهُ الصامت لكِ،
لذا حتى وإن كان ذاك النابض أيسركِ فارغ منه
حالياً دعيه يمتلئ به، لن تخسريّ البته..
في النهاية جيمين يستحق حقاً..
يستحق كل شيء،وأنا كنت الأعمى الوحيد
مغموراً بشعور الذنب نحوكِ، والأن
يُمكنكما أنتما الإثنان التنفس!"

مد يدهُ نحوي لأنهض بتعثر كذلك،
لا أجد أي من الكلمات التي حضرت لها
مسبقاً.. لا شيء حقاً،لذا أنا فقط صافحتهُ
اؤما برأسي دون توقف ليفرج عن قهقه
صغيرة قبل أن يلوح بيده ويستدير
مغادراً.

تابعتهُ بعينيّ لوهله حتى أغلق باب
المقهى لأنهار على الكرسي من فوري
بتنهيده كبيرة.. يا إلهي،لم أشعر بحياتي
بالضغط كما فعلت لتويّ.
...........


كانت الرابعة مساءً عندما غادرتُ
المقهى وبقيت أتجول لساعات
هنا وهناك حتى قادتني قدميّ إلى
حديقة صغيرة لأجلس فوق الكرسي
الخشبي الكبير.

تنهدت لمرة وإثنان وعشر..
الثقل الذي بداخليّ أخف وفكرة أنني
لم أعد بحاجة إلى القلق من فكرة
إرتباطيّ بيونغي لاسيما وأن كل ذرة
مشاعر بيّ لم تعد كالسابق..

لم يعد هو من يملئ فراغ عقلي،
لم يعد يطوف زائراً في أحلامي،ولم
يعد الشخص الذي ينبض قلبي بإرتجاف
لرؤيته.. لم يعد يعني ليّ شيء أكثر من كونهُ
مُجرد صديق.. أجل،لستُ أبالغ بقوليّ هذا..

لأكون صادقة من فكرة أنني لم أعد
مرتبطة به بأي شكل كان غمرتني براحة
شديدة، بتُ كما لو أنني أخف عن السابق،
أخف إضطراباً وقلقاً.

ولكن بقيّ موضوع جيمين في جهة
ما أشعر به يغرسني حتى أنتبه إليه،
حتى أقدم على خطوة أستطيع من
خلالها التحدث.. أو على الأقل التقرب
منه أكثر كما السابق، معرفة إن كان لا يزال
يكنّ ليّ المشاعر، إن ما يزال يُريدني بالقرب
منه.... إن لم ينساني بعد!

أتذكرك في ذلك اليوم
حين تجادلنا نحن الإثنان
والأن عندما أفكر مرة آخرى
لم يكن الأمر يستحق الشجار..

كنت دائماً بجانبي كل يوم
لابد وأنني نسيت للحظة
كم أنا ممتنة لك..

الأن عندما أنظر إلى نظرَاتك
يمكنني أن أشعر بقلبك..
أحياناً أعتقد بأنني أعرفك

أكثر مما تعرف نفسك..

أستدر للحظة..
قلوبنا قستّ من الطريق الصعب
الذي سرنا به لفترة طويلة..
ولكن أنت الوحيد الذي تثق بي

أكثر من أي شخص آخر..

إذا كنا معاً كهذه اللحظة
فأنت الوحيد..

أنا الوحيدة التي بجانبك
وأنت الوحيد بجانبيّ..

قلت ذلك مراراً وتكراراً
الحبّ عبارة عن لحظة واحدة
تلك البداية المُفاجئة حينما
نلتقي بمحض الصدفة..♪

نظرت بتفاجئُ نحو الجهة الآخرى
من حيث أجلس حين أرتفعت
الموسيقى مع صوت فتى لطيف
على مقعد صغير يُغني في منتصف
الحديقة ويلتف من حوله البعض
يرددون خلفه والآخر يصور بهاتفه..

"الحب عبارة عن لحظة واحدة.."
كررت بذات النغمة وأنا أنظر
نحو التجمع الصغير والذي كان
يزداد شيء فشيء،وقلبي ينبض
خلف كل حرف يصدر منه، خلف
كل نغمة موسيقية أتخيل نفسي
أسير في ذلك الطريق الذي جمعنيّ
لأول مرة به،ذلك الطريق الذي بسببه
بقيّ بجانبي في كل ثانية وكل يوم
وفي كل لحظة شعرتُ بها بالضعف،
في كل لحظة تمنيت لو أن كل شيء
مررت به ينتهي.. جيمين كان قريب..
دوماً قريب بطريقة تدفعني للجنون،
تجعلني أنشغل كلياً عن أي أمر آخر،
يجعلني أنسى كل شيء تماماً.

أدرك الأن بأنني أستعجلت كثيراً
وكنت السبب في كل حزنيّ
وكل الطريق الصعب الذي خضتهُ
مع ظنيّ بأنهُ المُناسب ليّ،في حين
أن ما كان يُليق بي وبقلبي هو قرب
جيمين وحسب، جيمين والذي كان يهتم
طوال الوقت، جيمين الذي وضع نفسه
بداخلي حتى وأن لم أشعر به مسبقاً.

"إيرلا؟"

أرتفع صوت ينادي بأسمي من بين
الحشود لألتفت بعينان متلهفة لتلك
البحة والنبرة المميزة والتي جعلتني أقف
مسرعة بقلب يعلن إنتفاضة ضد
صدري بترقب..حتى ظهر أمامي.

بمعطف أسود حتى منتصف
ساقيه،وبغطاء رمادي سميك يلتف
حول عنقة وخصلات شعره التي تُغطي
جبينه حتى أعلى عينيه المتقوسه
بإبتسامة صغيرة..

وقف جيمين أمامي.

............

كيف أنتِ؟
صيغةٌ كاذبةٌ لسؤالٍ آخر،
وعلينا في هذه الحالات، ألّا نخطِئ
في إعرابِها فالمُبتدأ هنا، ليسَ الذي نتوقّعهُ،
إنّه ضميرٌ مستترٌ للتّحدي، تقديره"كيفَ أنتِ
من دُوني أنا؟" أما الخبرُ فكلُّ مذاهبِ
الحبِّ تتفقُّ عليه.
.........

◀❤❤▶

البارت الخامس عشر٢

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro