١٢|أعين تلمع كالشمس.|
«بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ»
الفصـل الـثـانِـي عشَـر مِـن
ويـسـلـي.
ضعـوا تعليقـات على الفقـرات لأنها تسعدنـي ولا تنسـوا الڤـوت.
٣٠٠ تعليـق على الفقـرات
= فصـل جديـد.💙
↞لا تُحتسب التعليقات التي تحتوي على نقاط، إيموجي، حروف و كلمات ليس لها علاقة بالرواية، لا تتعب يدك في كتابة تعليقات مثلها لأني في النهاية سأحذفها، رأيك في الأحداث و كل ما هو في الفصل يهمني أعرفه💗.
➶➶➶
غادرت المشفى بعد أن أخذت الإذن من الطبيب، فهو قد وافق على خروجي بعدة شروط.
شروطه كانت إنني أبقى مع أشخاص مرتاحه معهم، و إنني أتناول علاجي بشكل صحيح ولا أفوت مِيعاده بجانب التحاليل و الإستشارات الشهرية.
وإن عضلة قلبي مؤشرتها منخفضه عن العادة، فيجب ألا أفعل مجهود كبير يؤذيني.
سيارتي كانت مصفوفة بداخل جراچ السيارات الخاص بالمشفى، فصباح اليوم طلبت من إحدى العاملين في منزلنا بأن يرسلها لي.
الساعة الآن كانت تُشير للثالثة و تبقى ساعة واحده على مُقابلة أدريـان، لوكاس معي و يسير بسعادة عامرة و الإبتسامة لا تُفارق وجهه البشوش.
«سعيد يا صغيري؟!» سألته وأنا أفتح له باب السيارة، ليهز رأسه بِإيمائه صغيره مُجيبًا «نعم، سعيد للغاية لمقابلة العم أدريـان و العـم إليــ...»
استغربت من توقف لوكاس عن الحديث و كأنه قال شيئًا خاطئ، لا يجب عليه قوله.
و استغربت أكثر عندما قال العم و توقف!
«العم من؟! هل سيأتي أحد أقاربنا معنا؟! هل تعلم شيئًا و تخبئه عني أيها الصغير؟!» تسألت بنوع من الحيره، لما هذا الصغير يبدو قالقًا هكذا.
ابتسامة بلهاء قد رسمت على شفتاه، جعلتني أطالعه بنوع من الريبه «لا شيء، أنا فقد سعيد و أتحدث بالكثير من الهراء»
استندت بجسدي على جانب السيارة، أحاول أن أستوعب متى قد فسد هذا الطفل؟! حقًا لقد غاب عن عيني طويلاً الفترة الماضيه التي ظهر فيها أدريـان بشكل مفاجئ 'أو كما أعتقدت أنا'
كاد أن يركب السيارة، إلا إني امسكته من قميصه الأبيض اجذبه إلي «هراء؟! من أين تعلمت هذه الكلمة؟! هل تُقابل هذا الإلياس كثيرًا؟! »
نبرة صوتي كانت غاضبه بحق، كلما تذكرت هذا الوغد اغضب أكثر، كنت أعتقد طوال الوقت انه فاسد لعين انه هكذا بالفعل، ولكني لا أصدق إنه سار معهم في هذه الكذبه اللعينه، لقد كان أقرب لي من باريس و أدريـان، لقد كان كالوريد بالنسبة لي هذا اللعين.
صوت اجش قوي قد جاء من خلف رأسي «ماذا به إلياس أيتها الغريبه؟!»
التفت نحو المُتحدث و كان هو الوغد، قلبت عيناي بإنزعاج و عدم راحه، هذا كان لقبه اللعين لي، كان يناديني به طوال الوقت، هذا السافل يعتقد ان الأمور على مايرام حتى ينادي علي بهذا اللقب؟!
تحرك لوكاس من قبضتي و ركض نحو إلياس يُعانق خصره« العم إلياس»
رفعه إلياس عن الأرض و عندما انخفض ظهرت باريس من خلفه، لقد كانت تحتمي فيه، و عندما انخفض ظهرت هي، انصدمت من مظهرها، وجهها الذابل و عينيها الناعسه مُحمره بشده، الشر و التعالي الذي كان دائمًـا مرسوم على وجهها بأكمله قد اختفى بالكامل، لا يوجد سوى الحزن و الضيق.
جسدها قد أصبح انحف من قبل، و وجهها أصبح انحف من ذي قبل أستطيع رؤية العظام بارزه بشده أسفل جلدها الناعم الرقيق، أصبحت مختلفه تمامًا عن آخر مره رأيتها بها، بدت ميته و ليست ذابله فحسب.
كلما رأيت أحدهم تذكرت كيف كنا في الماضي و كيف أصبحنا الآن.
أنزل إلياس لوكاس على الأرض بعد مُده من الاحضان و الأحاديث و ضحكات لوكاس العاليه.
عيناي لم تبتعد عن باريس، أعيننا كانت في تواصل مستمر، تواصل يذكرنا بما كنا عليه في السابق، كيف كانت باريس قريبه لي، و كيف كنت احكي لها عن أفعال أدريـان المُزريه و الكثير و الكثير من المواقف.
يكفي إنها كانت أول من ارتمي في حضنها و أبكي، الوحيده التي كنت أقضي معها ليالي الفتيات خاصتنا و نترك أحبتنا في الخارج يتذمرون لأننا ننفرد بأنفسنا عنهم.
اشحت بنظري عنها عندما ادمعت عينيها و بدأت في البُكاء، ذممت شفتاي في خط مستقيم، لا أستطيع رؤيتها في هذا الشكل المُزري اللعين.
قد تكون هي مظلومه بينهم، قد تكون لم ترغب بأن يحدث هذا و ان يكذبوا علي، ولكن اللعنه لا أستطيع أن اصالحها هكذا.
«ستذهبِي لِمُعانقتها و مُصالحتها أم أجعل من هذا الشارع بحرًا من الدِماء؟!» صوت إلياس كان كالجحيم، نظرت لعيناه و قد كانت غابات غاضبه بداخلها، ابتلعت ريقي قبل أن أنظر إليها مطولاً.
«ستكون دمائكِ و ليس أحد آخر» نعم هذا مُزاح إلياس اللعين، الوغد لا يخاف من أن أتصل بالشرطة، على أي حال لقد فعلتها من قبل.
دفع إلياس جسدي بلطف نوعًا ما إتجاه باريس، بالطبع لن يدفع باريس حتى لو بمزاح، فهو يخشى عليها من الهواء. هذا العاهر يدفع الكل و يعامل الجميع بحقاره، ولكن عندما يأتي الأمر إليها يصبح كالجرو الصغير، يُلاطفها كما لم يفعل مع أحد من قبل.
تنهدت قبل أن أتخذ الخطوات المتبقيه إليها، اندفعت هي نحوي تلف ذراعيها حول خصري بقوة و تدفن راسها في رقبتي تبكي بقوة، موجه من المشاعر الغريبه قد هاجمتني، تلك المشاعر الاشتياق و الدفئ و الالفه الذي دائمًـا ما كنت أشعر بهم بجانبها.
«أيتها الحقيرة» تمتمت باريس بصوت منخفض مُختنق من حشر فمها بجانب رقبتي، لِتردُف «كيف تتركيني كل هذا الوقت بدون أن تتحدثِين معي؟!» ابتعدت قليلاً تلتقط أنفاسها و تنظر لي بأعينها الذابله الداكنه «لم يكن الأمر بيدي، أقسم لكِ بأني اجبرت كما انجبر الجميع على فعل هذا!»
لم أستطيع أن اعترض على أي كلمة قد تفوهت بها باريس، فإلياس جاهز بأن يفجر دماغي إذا نطقت بكلمه إليها، حتى لو توسل إليه أدريـان لن يستمع إليه و سيقتلني بكل تلذذ، إنه بحق أكبر وغد قد عرفته في حياتي.
عادت لإحتضاني، صوت بُكائها قد قطع لي قلبي بحق، رفعت يدي و عانقتها لي أقوى، أقوى مما هي تفعل بكثير، بالكاد نلتقط أنفاسها من هذا العناق الضيق، إلا إنه كان مُريح، عناق تتحدث فيه الدموع و الأنفاس و الأجساد من كل الألم و التعب التي عنينا منها طوال الأشهر الماضيه.
مضينا دقائق بهذا العِناق حتى قاطع وصلة بُكائنا سويًا، تأفف لوكاس بإنزعاج وهو يتحدث «ستفسدون عيد ميلادي بكل هذه الدموع! توقفان عن البُكاء الآن»
ابتعدت عنها اجفف دموعي التي تساقطت دون وعي مني، لولا كلمات هذا الصغير الشقي لما شعرت بأني أبكي.
اتجهت نحو سيارتي أركب في مقعد السائق، تركتهم بالخارج وحدهم، لا أرغب بأن أتحدث مع أحد بحق، لولا هذا الدعسوق الصغير لكنت الآن أجلس في غرفه المشفى اتناول طعامي بكل سلاسه دون وجع رأس.
أنزلت المرآة الموجوده في السيارة، أنظر لمظهري، مكياجي الخفيف لم يُخرب، و الحمد لله إن المسكره كانت ضد المياه، جيد لقد دفعت بها ما يكفي من أموال.
«لا أدري لما عندما أبكى أصبح بهذا الجمال» تحدثت لنفسي، بحق وجهي أصبح وردي و عيناي أصبح بها لمعه غريبه زادت بريق عيناي، يا إلهي أنا مهووسه بمظهري بعد البُكاء دائمًـا ما كنت أحب أن التقط صور بعد أن ابكي، لأن مهما كان وضعي كنت أبدو جميله بشده.
فُتِح الباب بجانبي لتركب بجانبي باريس و في الخلف يجلس إلياس و يأخذ في حضنه لوكاس.
«لا تزالين تعشقين النظر في المرآه و التقاط الصور لنفسكِ بعد البُكاء» تحدثت باريس بصوت هادئ، يلازمه بعض التشحرج.
نظرت إليها بطرف عيناي قبل أن احرك السياره« بعض الأمور لا تتغير مهما تغيرت الظروف و الأحوال»
طول الطريق لم يسمع لي صوت لا أنا ولا باريس، ولكن هناك حفله مقامه في الخلف حيث يجلس لوكاس و إلياس.
بعض الأحيان اتخلى عن فكرة كون إلياس أخطر رجل على هذا الكوكب و أعتقد أنه طفل فحسب، كلما تقابل مع أي طفل صغير يظهر هذا الطفل الذي مُخبئ بداخله، فهو يعشق الأطفال و يلعب معهم بلطافه و يعاملهم بشكل مُريح و يجعلك تطمئن عليهم معه.
مع ذلك مظهره الخداع بحق لا يناسب ما يفعله من أفعال سيئة، بعيدًا عن تلك العلامة على جانب وجهه الا إنه يستطيع أن يصبح فتى لطيف و جيد بأن ينزل شعره على وجه كالان، و في بعض الأحيان يكون سارق الأرواح شعره يكون مرفوع و عيناه تظهر جاذبيتها في صيد فريسته.
مع أن الجميع حاولوا معي العديد من المرات أن يقنعوني بأنه ليس سوى فتى يحب الدرجات، إلا إنني لا استطيع التوقف عن تخيله قاتل متسلسل يقتل كل من يزعجه.
لطالما ازعجته ولكنه كان يخبرني دائمًـا بأنه يفعل معروف لأدريان ولن يقتل فتاته.
بذكر أدريـان، نحن نقف الآن أمام المُنتزه الذي أخبرني أن أقود إليه إلياس، حيث سيكون أدريـان ينتظرنا هناك.
نزل الجميع من أماكنهم، ولكني بقيت في الداخل مع نفسي، لا أدري كيف سأتعامل معه الآن.
بعد رسائله المليئة بالحب و الاعتذارات لا أستطيع التوقف عن تخيل أيامنا اللطيفه سويًا، ولا أستطيع التوقف عن الحنين إليها، الفترة الأخيرة أصبحت حساسه و اميل للعاطفه بشكل أكبر من السابق.
أخشى أن أشعر بالدفئ الذي يغزو قلبي كلما رأيته، و اندفع إليه اعانقه أو أفعل أي فعل غبي لعين.
منذ قرأت كلماته وأنا أتلوى في سريري، أفكر في أيامنا معًا و كيف كنا سويًا، حتى إنني حلمت ببعض لحظاتنا سويًا التي اختلطت بين الواقع و الخيال.
فُتِح الباب ليركب إلياس بجانبي، عيناه قد قابلت خاصتي، ابعدت عيناي عنه فلا وقت لي بأن أبكي مُجددًا.
«قد تكوني تكرهيننِي الآن، و لكن جميعنا كنا في حرب مع أنفسنا، سأخبرك امرًا آريس .. إذا عاد بي الزمن لذلك اليوم مُجددًا لكنت فعلت هذا و أكثر في هذا الفتى اللعين، أنتِ بمثابة أخت لي، و لا أحب أن يعامل أحد شقيقتي هكذا! قد تقولين كان يجب علينا الاتصال بالشرطة ولكن ما الفائده؟! لقد عاد و تحرش بكِ مُجددًا، فالشرطة اللعينه لا تقوم بعملها، قمت به أنا و أدريـان و لكننا للأسف لم ننجزه! لا تلومين أدريـان، فهو أكثر من تضرر من فقدانك للذاكره.» إحمر وجهي من الغضب، يتحدث عن هذه الحادثه بكل بساطه، إنه إلياس لن يجمل حديثه ولن يرحم من أمامه طالما هو متأكد من أفعاله.
لِيردُف مكملاً حديثه «أتذكر إنه بقى في منزله شهر كامل يحاول أن يستوعب انكِ لا تتذكرينه، حتى أنه أصبح يهرب من المنزل و يخرج في أماكن يعلم انكِ بها لأجل رؤيتكِ، لعلكِ تتعرفي عليه. أتذكر إنه عاد لي يبكي و يصرخ في حاله من الانهيار، أن عيناه قد قابلت عيناكِ في تواصل بصري إلا انكِ اشحتي بنظركِ بعيدًا، لم يكن يصدق انكِ قد نسيتيه بالكامل.» عقلي خيل لي مظهر أدريـان في أسوأ مظاهره، أدريـان الشاحب و ذو الهالات السوداء و ضعيف الجسد.
أكمل مُضيفًا «كان من الصعب عليه أن يتعامل مع هذا الوضع، كان مجبر كما كنا جميعًا مجبرين، الطبيب وضعنا في وضع لا يحسد عليه أحد، وضع جعلنا نفقد عقولنا، أدريـان أكثر من تضرر آريس، أدريـان حتى يومنا هذا كل يوم يذهب يطمئن عليـكِ في الليل و يتأكد انكِ بخير، لطالما كنتم تتحدثوا في الهاتف حتى يغفى أحدكم، اعتاد ولم يستطيع أن يتخلى عن هذه العاده. ربما قد نام أمس مرتاحًا لانكِ إتصلتِ عليه و لكن ليس كل يوم ينام بهذه الراحه.»
أضاف آخر كلماته وهو يتنهد بيأس «ليس من السهل قول تلك الكلمات أنا أعرف، وليس من السهل أن تسامحي أعرف أيضًا، ولكن حاولي .. لو بقى لديكِ نقطه من بحر مشاعركِ له حاولي، لأنه يتألم و يتعذب كل يوم و آلمه يزيد بِبُعادكِ هذا.»
نظرت له بأعين دامعه، أعين راغبه في النجاه من هذا اليأس و التعب، جسد مهلك و أعين تنادي للنجاه. «مـاذا يجب أن أفعل إلياس؟! أخبرني إنني تأهه ولا أعرف كيف أتعامل مع هذا الوضع، لا أعرف كيف أتعامل معه هو بالذات.»
بكيت بإنهيار، بكيت كما لم أفعل من قبل، شعور الضيق و عدم الراحه يتخلل قلبي، ثقل مهلك فوق كاهلي، أشعر بأني اقتل كل ما هو حلو في حياتي.
اقترب إلياس نحوي و ذراعيه اخذتني في عناق أخوي لطيف. «لا بأس، سأخبركِ»
➶➶➶
يركض لوكاس داخل المُنتزه و إلياس يركض خلفه، أصوات ضحكاتهما عاليه في الأرجاء.
و قد شاركهما أدريـان عندما وقعت عيناه عليهما، أصبح هناك ثلاث أطفال يركضون خلف بعضهما البعض.
كان هناك في إحدى بقع هذا المنتزه، ملايات مزغرفه بأشكال لطيفه موضوعه على الأرض، و أربع سلات طعام موضوعه فوقها.
كانت الأجواء لطيفه العديد من العائلات هناك، و الأطفال يركضون في الارجاء، و الأزواج يجلسون بجانب بعضهم البعض في تعانق لطيف.
جلست باريس على الأرض فوق الملايات، و دعت آريس لأجل الجلوس بجانبها، لتجلس آريس على الأرض و تستند بظهرها على إحدى الأشجار، عينيها لم تُفارق لوكاس وهو يركض و كيف أدريـان أصبح يحمله و يركض به هاربًا من إلياس الوحش الذي يتذمر.
ضحكات لوكاس كانت عاليه و رنانه بشكل جميل، الإبتسامة تكبر و تعلو على شفتيها مع كل ضحكه تُغادر ثُغر هذا اللطيف.
جذب انتباهها كلمات باريس بجانبها «عينـاكِ تلمع بشده، تشبهين الأمهات التي ترى أطفالهم يضحكون لأول مره.» ابتسمت لها، هذا صحيح هي بالفعل تشعر بهذه المشاعر، تشعر بأنها أم له، و إنها المسؤوله عنه، هو طفلها قبل أن يكون أخيها الصغير، هو طفلها الذي اعتنت به طوال الوقت و عاملته كأنه قطعه منها.
همست باريس بصوت مُنخفض بجانبها «ثلاث أطفال، يا إلهي لا أصدق إنهم لا يزالوا هكذا! على الأقل بينهم طفل بحق»
قهقهت بعلو وهي تهز رأسها بإستنكار من كلماتها! «أخطأتِ! إنهـم طفـل و بغلان!» شاركتها باريس الضحك بصخب وهي تهز رأسها توافقها الرأي «هذا صحيح».
كانوا يقتربون من مكان جلوس الفتيات، اقترب أولهم كان لوكاس الذي ذهب لِمُعانقة آريس في عناق ضيق، يضع رأسه فوق صدرها.
أخذت آريس منديل ورقي تمسح عرق الصغير الذي أصبح يزين وجهه.
وضعت رأسه في حضنها لتسأله «هل أنت سعيد يا صغيري؟!» هز رأسه وهو يضحك بصخب شديد، لتهمس آريس بِـ «جيد»
رأت بطرف عينيها اقتراب أدريـان و إلياس و كليهما كانوا يتحدثان سويًا.
اقترب إلياس أولاً و أرتمى في حضن باريس التي استقبلته برحابة صدر.
في حين أن أدريـان قد اقترب من مكان جلوس آريس و جلس أمامها على بعد مسافه صغيره و أعطاها ظهره، قبل أن يعود بظهره و يستند برأسه على قدمها، حيث رأسه فوق فخدها.
تفاجأت آريس من فعلته، حتى إنها شهقت بصوت عالي، تحاول أن تزحزح رأسه عن جسدها «م مـاذا تفعـل!»
كان الوضع بالنسبة له كأنه مُعتاد عليه، فتح عيناه ذات اللون البحري الجميل، الأزرق صفاء البحر و السماء فوقه تجعل من عيناه أجمل بمراحل، تشبه السماء الصافيه و المُريحه للنظر.
ليتحدث إليها يجعلها ساكنه في مكانها. «أستريح قليـلاً، الشمس جميله جدًا اليـوم»
فهمت هي ما هو مقصده بالشمس في تلك اللحظه، فهمت إنه يقصد عينيها، لتبعد وجهها نحو اليمين و هنا فعليًا تقابلت عينيها مع الشمس و أصبحت عينيها أجمل في هذا الضوء الساطع.
خانها فمها لِلحظه، حتى إنها ابتسمت بشكل بسيط إلا إنه لاحظ هذا على الفور.
ليصقف بكلتا يديه وهو ينظر إليها مُبتسمًا بشده «يا إلهي، أصبحت أكثر جمالاً الآن، حتى أنها تبتسم»
ضمت آريس شفتيها بقوة حتى لا تبتسم أكثر على كلماته، كما أفعاله تجعلها في رغبه شديده في الضحك.
ابتعد لوكاس عن حضنها يُطالع أدريـان بعبوس لطيف على وجهه وهو يتحدث «عم أدريـان، أين هي الشمس التي تضحك؟! لم أرى الشمس تضحك من قبل.»
ضحك كل المتواجد، إلا أن آريس قد أحمر وجهها بشكل لطيف و ابعدت عينيها سريعًا عنهم تُطالع أي شيء في الأرجاء غير أدريـان.
نهض إلياس من مكانه و ساعد باريس في النهوض، لياخذ لوكاس مُبتعدًا وهو يخبرها «تعالى نبحث عن الشمس التي تضحك معًا.»
و نعم لم يبقى هناك سوى آريس و أدريـان فحسب.
هو يتأملها وهي تهرب منه بالنظر في أرجاء الحديقه، تشعر بأن وجهها قد أحمر بزياده بسبب نظراته المطوله لها، إلا إنها لا تدري كيف تجعله يتوقف عن النظر إليها.
كما أن إلياس الوغد قد ذهب بعيدًا ولا تستطيع اللِحاق بهم.
➶➶➶
أدريـان
تتحَشى النظر لي ولكني مُستمتع بالنظر إليها بهذا القُرب، عينيها تلمع مع الشمس تجعلني اجن.
صَدق من قـال "احذر تقابـل أعين محبوبكَ البُنيه مع الشمس"، كان يجب أن احذر لأني الآن في النعيم مع تلك اللؤلؤات العسليه الجميله.
لا أصدق إنها صامته ولا ترفسني بعيدًا، أشعر بتوترها الشديد، حتى إنها تمسح يديها في فُستانها الأزرق الجميل هذا.
تلك الشرائط المربوطه على شكل حمالات فوق اكتافها تجعلني كالمجنون، أفكاري الغبيه أصبحت تتدفق الآن.
الفُستان يُلائمها بشده، يُلائم إنحناءات جسدها بشده.
«يا إمرأتي الجميله، الا يجب أن تعطفي على هذا القلب الرقيق، فهو أرق من أن يتحمل كل هذا الجمال، الا يكفي عيناكِ التي تتلألأ بجنون الآن» لا أعلم ماذا قولت بحق قلبي من تحدث الان، ولكن من نظرة عينيها المتوسعه و وجود تلك البُحيرات الصغيره داخل عينيها، علمت إنها تأثرت.
هزت رأسها تنفي ربما ما فهمته من حديثِي، لتقول بنبره مهزوزه «أنت لن تستدرج هذا القلب بتلك الكلمات، لا تحلم بهذا.»
لا أحب أن أراها في تلك الحاله، أكره رؤيتها مهزومه، مهزوزه، خائفه، ضعيفه، أكره هذا و بشده. أريدها في أقوى أوقاتها لأن في هذا الوضع هي تكون جامحه في ردوها و أفعالها.
أرغب بهـا قويه، ضعيفه، منهزمه، غالبه، أرغب بها خائفه، شجاعه، أرغب بأن بكل أحوالها.
أنا أرغب بهـا فحسب. لا أرغب إلا بها.
هي أمنيتي الوحيده.
«لا تنظر لي هكذا، توقف عن هذا» صوتها كان ضعيف هامس، أرادت إبعادي عنها إلا إنني لا أقوى على فعل هذا.
علمت من إلياس إنها تفكر في مُصالحتي، و لكنها لا تدري من أين تبدأ، لذلك أنا بدأت، أنا سأبدأ دائمًـا و اقترب أولاً، لا بأس معي لطالما هي سترضى بهذا في النهاية.
لم استمع لكلامها ولم ابتعد بل بدأت في سرد بعض الأحداث التي حدثت داخل ذلك المُنتزه، أريد أختبار هذه الذاكره، هل تتذكرني كأدريان حبيبها اللطيف، أم أدريـان المتوحش الذي حاول قتل فتى مُتحرش قذر.
عدت لوضع رأسي فوق فخدها و امسكت يديها المتوتره و جعلتها تضعها فوق رأسي، حيث شعري و أصابعها بدأت في التغلغل بين ثنايا خصلاتِ، تنهدت بقوة من هذا الشعور اللطيف، أغلق عيني براحه، لقد إفتقدت هذا بشده.
«هذا المُنتزه كان مكاننا الجميل، كلما ضاق بنا الحال نأتي لهذه البُقعه بالذات و نجلس بها، نتعانق و نتحدث سويًا لعلا وعسى أن نزيح بعض الهموم عن بعضنا البعض، أتذكر أن هنا بكيتي لأول مره في حضني، لطالما كنتِ تلجئين لِـباريس ولكنك وقتها لجئتي لحضني وهذا نوعًا ما أسعدني انكِ تشعرين بالراحه معي، كنا نهرب من المسؤوليات و أعمال الدراسه لهنا، ناتي هنا و نلعب و نركض في الارجاء كالأطفال الصِغار» غادرت الكلمات فمي بكل سهوله، أنا أنظر إليها من الأسفل أرى إنها تنظر لي بالمقابل و عينيها مليئه بالدموع و هذا دليل على أنها تتذكر، تتذكر كل ما قولته و أكثر من هذا.
ابتسمت لهذا، هي تتذكرني كأدريان الحبيب اللطيف، الذي يخاف عليها و يخشى عليها من نسمة هواء بارد، أتمنى لو أستطيع أن امحي تلك الصورة اللعينه عني، أتمنى لو كانت لدي القدرة لكنت حذفتها من عقلها للأبد.
لم أستطيع أن اصمت، مشاعري الفائضه لم تستطيع الصمود بعد الآن، لأنطق «هنـا أيضًا لقد إعترفت لكِ بِحُبي»
رأيتها تهز رأسها بهدوء وهي تنظر لعيناي، تُطالعني بنوع من الإهتمام و الراحه، يكفي إني أراه الراحه بين ثنايا عينيها، هذا يسعدني بشده.
بللت شفتيها بطرف لسانها، قبل أن تفتح ثُغرها و تتحدث «أنت تعلم إنني اتذكرك جيدًا الآن، و أتذكر كل الأمور التي دارت بيننا في السابق، مشاعري كما هي أيضًا لم تتغير، رُبما قد تكون زادت! ولكني أحاول صدقني أحاول أن اتقبل الوضع هذا»
أعلم أن الوضع ليس بالسهل أبدًا، ولكن لا بأس في المحاولات، سأبقى بجانبها ادعمها في كل ما تريد، سأحاول أجعلها تتقبل الأمور بإضاحها لها واحده تلو الأخرى، سأحاول بكل جهد لأجلها.
«لا بأس آريو، خذي وقتكِ في التفكير و الإستعداد النفسي لأجل تلك الأمور، وأنا هنا بجانبكِ أدعمكِ في كل ما ترغبين به بكل صدق، مهما كان قراركِ سأوافق عليه، لا بأس في هذا ولا داعي للخوف لأنه في النهاية سيكون قراركِ أنتِ» حاولت أن أجعلها تطمئن، ولكني أعلم أنها بعيده جدًا عن الشعور بالأمان و الاطمئنان.
اعتدلت بجسدي، لأجلس مواجه لها.
حاولت أن اعصر عقلي في أن أخرج شيء آخر غير ماضينا في التحدث فيه ولم أجد ما أتحدث عنه.
لا أعلم ماذا يحل بعقلي كلما رأيتها، الكلام يغادر عقلي دون عوده، وأصبح اغبى إنسان على وجه الأرض ولا أستطيع التفكير في أي شيء.
نظرت لسلة الطعام الموجوده بجانبي، لاتذكر الطعام الذي أرسلته مع لوكاس الصغير. أخبرني إنها أكلته بنهم شديد و إنه عجبها بشده.
«ما كان رأيك في الطعام الذي أرسلته لكِ ليلة أمس! هل أعجبكِ؟!» سألت بحماس شديد.
ولكن قابلني ملامحها و تعبيرات وجهها التي تدل على عدم فهما لما أقوله.
«أي طعام؟ لم أتنــ .. لوكـاس ؟! هل أرسلته مع لوكـاس؟!» اتسعت عينيها بشده منصدمه.
أصبحت الآن أنا من لا يفهم شيئًا. «لما أنتِ مصدومه هكذا؟! ما هي علاقة لـوكاس بهذا؟» تحدثت إليها بعدم استيعاب.
عينيها قد لمعت بنوع من البريق الخداع، قلبي تخطت نبضاته عندما تقابلت عيناي مع خاصتها. «هذا الصغير أخبرني بأنه طلب من إحدى المُمرضات أن تطلب هذا الطعام من إحدى الأماكن القريبه من المشفى لأجلي!»
صمت لثواني فقط أحاول أن أستوعب إن هذا الصغير لم يتوقف عن خداعها حتى يومنا هذا، لم أستطيع التوقف عن الضحك، ملامحها و طريقتها في شرح الأمر يجعلني أموت من الضحك عليها.
أردفت من وسط ضحكاتي العاليه «دائمًـا ما يتم الضحك عليـكِ من جانب هذا الصغير، لا بأس»
ضربت الأرض بكفي و لازالت أضحك بصخب، في حين إنها تعبس الآن و تكتف ذراعيها نحو صدرها بشده، لتنطق بصوت مُختنق و مُتضايق «هااي! توقف عن الضحك هذا مُزعج»
أقسم إنني حاولت أن اتوقف عن الضحك ولكني لم أستطيع، حتى بدأت هي الأخرى في الضحك معي.
في هذه اللحظه بدأت ضحكاتي في الهدوء في حين خاصتها بدأت في العلو، هدأت اقترب إليها حتى بقى بيننا مسافه صغيره جدًا، أنظر إليها عن قُرب.
كيف إنها تغلق عينيها و تكمشها بشده، و جانب أعينيها كانت تضحك كذلك، شفتيها الحمراء مُنفرجه بطريقه جميله و جسدها يهتز بهدوء من ضحكتها، خطوطها التعبيريه بجانب شفتيها من ضحكها.
غير ضحكتها الرنانه، صوتها الجميل وهي تضحك، تجعل من قلبي يُرفرف من جمالها، صوته وحده يجعل قلبي في حاله من السعاده، فما بالك عندما تضحك بهذا الشكل الخطير و الجميل على قلبي.
إنني أقع لها مليون مره في الثانيه الواحده، أقع في حبها مليارات مرات في اليوم الواحد، كيف لها الا تشعر بهذا القلب المجنون بها.
يا إلهي أعطني الصبر و التحمل لأجل أن أحصل عليها مُجددًا، لأجل أن تكون خطيبتي و زوجتي مرة أخرى.
فتحت عيونها و تقابلت مع خاصتي في هذا القُرب الشديد، أشعر بِأنفاسها تصبح أشد من الأول حتى انعدمت، إنها تحبس أنفاسها تلك الغبيه الصغيره.
لِأهمس لها في هذا القُرب «إلتقطِ أنفاسكِ» أشعر بقلبها و ضرباته الشديده، لم يكن قلبي الوحيد المُضطرب من هذا القُرب، قلبها كان مثل خاصتي.
قلبهـا يَنبُض لي كمـا قلبي يَنبُض لهـا.
أنفسنا كانت تختلط، أنفاسها تداعب جانب وجهي في حين أن أنفاسي تُداعب جانب أذنها حيث أميل عليها قليلاً.
لٍأهمس لهـا «لا يجرؤ هذا القلب على أن يقع في حب أحد غيري، إحتفظي به لأجلي»
ابتعدت عن أذنها لأقابل وجهها من جديد، الشمس كانت مُسلطة على جانب وجهها اليمين، عينيها هناك كانت أفتح من العادي بدرجات و بدت جميله جدًا.
وجهها كان ملون بالأحمر، أعتقد إنها خجلت من كلماتي الآن.
اقتربت منها لِتتلامست أنوفنا، هي مُستسلمه للغايه أسفلي، أغلقت عينيها و تسارعت أنفاسها، إنها جاهزه لي، هل لا بأس في هذا القُرب؟! لا بأس في الاقتراب أكثر؟!.
هل لا بأس في إطباق شفتـاي على شفتيها القطنيـه؟!.
«إسمحِي لي»
لأتحدث بهدوء، شفتاي قد لامست خاصتها في تلامس بسيط عندما تحدثت.
«إن سمحتُ لكَ، سيكـون من الصعـب التوقـف عن السمـاح لك دائمًـا» همست هي في المُقابل ولا تزال تغلق عينيها.
«إسمحِي لي هذه المرة فقط، ولن أطلب السماح في المرات القادمة»
لأن المرات القادمة لن أطلب السماح، سأفعلها بكل ما لدي من قوة و مشاعر.
➶➶➶
الأسئلة اللي في نهاية الفصل بجد مهمه عشان أعرف رأيك 💗
إنتهى الفصل ✨
الفصل 3650 كلمة 💗✨
الفصل مقسوم على جزئين، ده الجزء الأول و الجزء التاني الاسبوع اللي جاي طبعًا طبعًا لو لقيت تفاعل كويس هيكون قبلها ⭐
فصل كامل مُتكامل لِأريس و أدريـان 💗✨
📌رأيكم في الفصل؟!
📌حديث آريس و إلياس؟!
📌علاقة صداقة آريس و باريس؟!
📌طفل و بغلين؟! 😂😂
📌أحداث النهارده من وجهة نظر آريس؟!
📌من وجهة نظر أدريـان؟!
📌تقيم الفصل؟!
📌تقيم الروايه حتى الآن؟!
📌أفضل مشهد في الفصل؟!
🎧 مساحـة تكتب فيها رأيك في أي حاجه أزعجتك في الروايه، في الفصل، في أي حاجه و هسمع لرأيـك ☁️
➶➶➶
متنسوش تعملوا فولو على الانستا عشان بنزل عليه تسريبات من الفصول اللي لسه هتنزل و الروايات و متفاعله عليه أكتر من هنا 💗✨
بحبكـوا خاصتي 💗✨
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro