Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفصل| 2

●●●

بارك تشانيول، الرجل النبيل قبل أن يكون ولي عهد، المفضّل لدى الجميع والمُحببُ لوالديه، كان قد أنهى خطابهُ على وزراء ورؤساء القصر في اجتماعٍ مهم، قبل أن يغادر القاعة الكبيرة المزيَّنة بالعديد من اللَّوحات التي تضم رسومات للعائلة الملكية؛ الملك والملكة، ثم ولي العهد الذي يجلس في حضن والدته، ولَوحات أخرى بها صورة جماعية لهم، تمَّ رسمها بإتقان واحترافية.

"تشانيول."

سمع ذلك الصوت، فتوقف مكانه وابتَسم قبل أن يستدير حتى، إنَّها هي، حبيبته ومن خطفت قلبه الحزين من الظُّلمات التي كان غارقاً بها.

لم يتحرَّك من مكانه عندما سمع خطواتِها وهي قادِمة نحوَه، حتى وقفت أمامه بابتسامتها الجانبيَّة المعتادة. مدت أناملها النحيلة صوبَ تلابيب ملابسه الملكيَّة، دون أن تُبعد عدستيها عن عينيه الهائمتين بحبِّها، ثُمَّ قرَّبته إليها قليلًا.

"هل يعقل أنك نسيت موعدنا؟."

انهالت نظراتُه المفتونَة على قامتِها المُلائِمة لطولِه، إذ كانت كافيةً لتوصِل رأسَها إلى صدرِه، مُرورًا من شعرِها المُتراكِم على قفا عُنقها في تسريحةٍ أنيقة، ثمَّ مُقدِّمةِ فُستانِها المُطرَّزة بالذهبيّ اللّامِع، كذا أكمامِه الفضفاضَة، الأطولِ مِن ذراعيها؛ هِي شيهيون جاريتُه المُفضَّلة مُنذ سنةٍ كامِلة، والوحيدَة الَّتي يُلاقيها جِهارًا.

" بالطَّبعِ لم أنسَ، لكنِّي تورَّطت مع الوزراء ثانية، تعلمين كم أنَّهُم لحوحين. "

تصنَّعت العُبوسَ فامتدَّت ذراعاه واقتَطفتاها مِن منبتِها.

" لم يسبِق وأن رأيتُ ملكًا يُبرِّر لرعاياه سبَب تخلُّفه عن موعِد، كم أنتِ محظوظة لحصولِك على رجلٍ مِثلي!، عليكِ أن تكوني مُمتنَّة. "

خال أنَّه قد ربِح النِّزاع لكنَّها ردَّت وقد تحلَّى ثغرُها بابتِسامة ماكِرة.

" لا أدري من الأوفر حظًّا بينَنا حقًّا، فأنا امرأةٌ قادِرةٌ على ارتِقاءِ القمَّة بيُسر، ولكن ها أنا ذا مُجرَّد جارية في مُتناول الألسِنة!. "

صمتت لوهلةٍ قبل أن تطوِّق رقبته بذراعيها وعلى محيَّاها مسحةٌ مِن الحُزن.

" لاشكَّ وأنَّ الملِكة الأمّ  أعلمتك عمَّا تحيكُه لمُستقبلك، أراهِن أنَّه مُرتبطٌ بمصلحةِ المملكة، ولكنِّي لا أستطيعُ لَّا أكونَ أنانيَّة، لا أستطيع إرسالُك إلى امرأةٍ أُخرى باسمِ الحتميَّة. "

" سأعتَني بالموضوع، فلتنتظري قليلًا بعد. "

حلَّت ابتسامةٌ راضيةُ ضيفةً على شدقيها، في حين صعدت إحدى يديها إلى خدِّه وعليه حطَّت بدماثَة.

" بما أنَّك فوتَّ إفطارَنا الشهيّ في السَّقيفَة بجوار بحيرة البطّ، أمرتُ الخَدم بتحضيرِ الغداء هُناك أيضًا، ما يزال موعِدُنا قائِمًا. "

"بالتَّأكيد!."
 
همس قبل أن يطبعَ قبلةً على جبينِها، فأغمضت عينيهاَ مفترَّة، ثم أخدت بيدِه، وجرَّته خلفهاَ باتِّجاهِ الحديقة.

"أخبرتهُم أن يعدوا أطباقكَ المفضلة حتّى نتناولهَا ونحنُ نتحدثُ لوحدِنا. "

وصلا للكراسي فكانت أول من تجلسُ، إذ سحبَ الكرسيَّ من أجلِها، لا ننسى أنه رجلٌ نبيل قبل أن يكونَ ملكاً!.

جلست في تفاخُرٍ واضعة القدمَ على الأخرى، تثير إشمئزاز الخادماتِ اللواتي يقفن إستعدادًا لتقديم الطعام.

لن تنسى أنها كانت مِثلهنَّ في الماضي، لكنَّها الآن قريبةٌ من التربُّعِ على العَرش.

أشارت لهنَّ بنظرة حاقدة أن يُغادِرن، فعُدن إلى الخلف باحتِرامٍ، ثمَّ رحلن في صمت، حينَها عادت لتزيِّف ابتسامتها الماكرة.

كان تشانيول قد شرع في تناول طعامه، لكنَّها أوقفته بذكرها لأخيه.

"هل يعلم أخوك بآخر إنجازاتِك؟."

"أخبرتكِ بأنَّني لا أحِب التحدُّث بخصوصِ هَذا الموضوع؟."

ابتَلعت قطعة اللَّحم الَّتي كانت تمضغها ثمَّ قصَّت أخرى من الطَّبق بشوكةٍ فضيَّة.

"هل ستسمح له باستغلال أراضٍ هيَ ملكٌ لك لقد استحوذَ على النِّصف، ومن يدري قد ينقلبُ ضدكَ يوماً ما!. "

حدقت به دون أن ترمِش، كانَ الحِقد جليًّا في نبرتِها، هي تريد التحكُّم بكامِل شؤونِه، تريد أن تجعله كدميتها المفضلة.

تنهد بضيقٍ متجرعًا ما في الكوب من مياه، ثمَّ تابع تناول طعامه بصمت.

"نسيتُ أنَّك لا تعلمُ عمَّا يحصلُ في الخارج، ومن واجبي تحذيرك لأنَّني أفكر بكَ و بمصلحتك، لكن كلامي لا يسبِّب لك سوى المغص."

"وما الذي لا أعلم عنه ويحصل في الخارج؟ أخبريني بنفسكِ هيا."

ارتخت أعصابها الموتِّرة حال وصولها إلى هدفِها، هي أدركت أنَّها أثارت انتباهه بشكلٍ جيد، ملامِحه المنقبِضة تثبت كل شيء.

"بيكهيون اليوم تخطى حدودنا باستحواذه على مناطق الصَّيد الموجودة بالجنوب..."

بيكهيون هُو الشخصيَّة الشرِّيرة في القصَّة، والتَّهديدُ الأعظَم الَّذي يتربَّصُ بتشانيول، هكذَا فصَّلت سيريم دورَه، وقلَّدته إيَّاه بكُلِّ دمٍ بارِدٍ، قبل أن تشتعِل عاطِفتُها ناحيته.

ليست الوحيدة، فالبعض مِن قرَّائِها الإلكترونيِّين قد ماثلوها ذات الإحساس، في بادِئ الأمرِ استَغربت ميولَهم، لكنَّها وقعت في حُفرتِها رويدًا رويدَا، وأصيبَت بمُتلازِمة البَطل الثَّاني، هِي مُتلازمةٌ تبني في أنفُسِ الإناث رغبةً مُلحَّة لحُصولِه على حياةٍ سعيدة مهما افتَعل مِن فوضى لا طائِل مِنها... وربَّما مُتلازِمة السايكوباث، فبيكهيون ليس مُجرَّد رجلٍ عاديّ، بل مُختلٌّ قد يُزهقُ روحَ أيٍّ كان لمُجرَّد أنَّه لا يروقُه، أو أنَّ انطباعه عنه كان سيِّئًا!.

هِي أكثَر من يعرِفه ويفهمه، لكنَّها الآن بحاجةٍ لفهمِ الموقِف أوَّلًا... وكأوَّل خطوةٍ قد تخطُر ببالٍ أيٍّ كان قرصَت أعالِيَ يدِها.

" هذا مُؤلم. "

ربَّتت على مكانِ التَّجربة الَّتي كانت نتيجتُها فاجِعةً لسيريم، رغم أنَّها حبَّذت ألَّا تُصدِّق ما لاحَ بعقلِها لوهلة، ذلِك غيرُ منطقيّ البتَّة!.

" هل أنتِ جاسوسة؟. "

طالعت فجوتاه الرَّماديَّتان كمدينةٍ لاكتها النِّيران ثُمَّ تجشَّأت دُخَّانًا سامًّا برهبة، ومُذ أنَّ مُعجمهُ لا ينضوي على الصَّبر أخفض سيفه عن عُنقها، وقبَّض عضدُها غير مُكترثٍ لهشاشتِها.

" أأرسلكِ ذلِك الحقيرُ إلى هُنا للنَّبش في شُؤوني، وتزويدة بآخر أخباري؟ فلتَعترِفي لصالِح مَن تعملين؟ أنا لستُ صبورًا!. "

أغمَضت عينيها لجُزءٍ مِن الثَّانية تستجمِع فُتاتَ شخصِها وبفُتورٍ تمتمت.

" هذا مُجرَّد حُلم، سأستيقِظ لذلِك لا داعِيَ للتوتُّر وجعله كابوسًا مُرعِبًا، يكفي الواقِع. "

استَطاعت النُّطق بشكلٍ سليمٍ بينَما تنظُر في عينيه، رغم أنَّهُما وسطٌ يستحيل أن ينجوَ فيه كائنٌ حيّ.

" سأخبِرك، أفلِتني. "

سُرعان ما ارتَدت أوسَع ابتِسامةٍ بخزنتِها، وأكثَرها لمعانًا.

" أنا أدعى سيريم، مُؤلِّفة روايات رومانسية مِن القرن الحادي والعشرين، ويصادِف أنَّك البطل الثَّاني بأحدثِها، إنَّه لمن دواعِي سُروري مُقابلتُك سيِّد بيون بيكهيون. "

مدَّت يدَها تبتغي مُصافحَته، وحينَما امتَنع واكتفى بالصَّمت الَّذي كان وليدة دهشتِه مِن كلماتِها المريبة، أخفضت يدها ومسحتها بفخِذها، تتساءَل ما إذا كانت المُصافحة غير متداولةٍ في هذِه الحقبة؟.

" ما هذا الهُراء الَّذي تتفوَّهين بِه؟. "

داسَت التَّهديد المُنبثِق مِن أخاديد وجهه، وانتَحبت.

" ثمَة الكثيرُ بخُلدي لكنِّي أخشى أن أستيقِظ قبل أن أُبلغك بأهمَّ ما لديّ. "

قبضتُه حولَ حدِّ السَّيفِ اشتدَّت حتَّى ابيضَّ بنانُه، مُنبئةً عن مُشارفةِ صبرِه على النَّفاذ، ولو نفَذ فلا عتَب على سِواها.

لم يظنَّ ولو للحظةِ أنَّها ستعدِم المضيقَ بينَهُما، وتلحِم جسديها في حضنٍ حميم، ما نالَ لهُ مثيلًا مُنذ رحيلِ والدته عن هذِه الحياة، لأنَّه رجُلٌ زُرعَ في صحراءِ القسوة القاحِلة، فنَما كصبَّار!.

تظافَرت أصابِعها حولَ خصريه، وأنامَت رأسها على صدرِه بارتِياح، ظنًّا أنَّها ولفرطِ ما فكَّرت فيه وهي واعيةٌ خلقَه ذِهنُها في اللَّاوعي، لأنَّها تشعُر بالأسى حِيالَه.

" تخلَّى عن فِكرة الحرب لأنَّك ستخسَرهَا حتمًا، ذلِك المصير الَّذي تفرضه عليكَ القصَّة، لأنَّك لستَ البَطل، فلا تُحاوِل أن تكونَه، عليكَ أن تعيش. "

دفعها عنه، وكان يزفر الهواء بسخط.

"عن أي قصة تتحدثين و ما هذا الهُراء الَّذي تتفوهين به!."

تاهت نظراتِها منبهرة بتفاصيلهِ كلِّها، خصلاتُ شعرهِ الناريّة والمُبعثرة بشكلٍ عشوائِي، عيناه الحادَّتان اللَّتان ترمقانِها بعُدوانية وغُربة، هي تعرفهُ جيدًا، فهو ما خطَّته أنامِلها في تلك الليالي البارِدة والمِظلمة على سريرِها الخاص.

لكنه يجهل من تكون، أدَّى صُراخُه الغاضِب الَّذي نشَب منذ قليل متسببًا في فضول الجميع إلى ركضِ الحرس نحو جناحِه.

اقتَحموا المكان بقلقٍ تزامنا مع استِقرار مقدِّمة سيفِه الحادة بين حاجبيها، وشدَّدو الحِماية حولَه، إذ تربَّصت بِها المزيد من الأسلِحة... كانوا أربعًا، وأربعتُهم أشاحوا بأوجهِهم عنها متوتِّرين بسببِ ساقيها العارِيتين، وما يبوح به فُستانها.

إزدردَت سيريم ريقها برعب، الأمور جديَّة هنا! من تظنُّ نفسها ليوليها أُذنًا صاغية، أو ليثق بما قالته قبل قليل؟.

هذا بيون بيكهيون، مقاديرُ الرُّوح الذي نفخَتها فيه كلُّها عبارةٌ عن مشاعر الحقد والكراهية، وانعدام الثقة والرحمة!.

"أرجوك، دعني أشرح لك، إن أنهيتَ حياتي الآن فلن تسير الأمور وفقَ ما تُريده، وقد تكون في خطر!."

مدَّ يدَه وسحبها من ملابسها الرَّقيقة تجاهَه، ثمَّ قذَف بها بعيدًا عن موطِئ سريرِه الملكيّ، هي سقطت على ركبيتها وفور رفعِها لرأسها كان سيفه قد تسبَّب لها في جرح على رقبتها.

"من أرسلك؟."

انفرجت شفتاها، وتأوَّهت، إذ رفع ذقنها بمقدِّمة السيف بينَما ينظر لها بعينين ضيِّقتين..

"لم يرسلني أحد، أنا أتيت بنفسي وإن أمرتهم بإبعاد أسلحتهم سأخبرك بكل شيء."

رغم أنَّ الألم الَّذي تعرَّضت له إثباتٌ لحقيقةٍ غير منطقيَّة أبت التَّصديق، ورغم غباء ما في جُعبتِها إلَّا أنَّها ألقت بِه دونَ تفكير.

" أنا حقًّا بريئةٌ مِن التُّهم الَّتي تُلصِقُها لي في ذِهنك، ليسَ تشانيول مَن أرسلني، لقد غفوت في غُرفَتي واستيقَظت هُنا، لا أدري كيفَ أتيت صدِّقني. "

" حُرّاس، خُذوها إلى السِّجن. "

تردَّد الحُرَّاس في أخذِها لوهلةٍ بسببِ ما ترتديه، وما يُعتبَر غيرَ لائقٍ في مِثل هذا الزَّمانِ المُتحفِّظ ظاهِرًا، رغم أنَّ ما يجري في الخفاءِ يفوق عالمَ الحيوانِ انحِلالًا... ظلَّ الشَّبابُ ساكِنين حتَّى دوى صُراخُه مُجلجلًا السُّكونَ اللحظيّ.

" ما الَّذي تنتَظرونَه، خذوهَا على الفور، وضعوها في السِّرداب ريثَما أتفرَّغُ لها. "

ما كانَ بيدِهم حيلةٌ إلَّا الانصياع له، حيثُ تطوَّع اثنان منهما للقيام بالمهمَّة، وبينَما هي تراهُما قادمين نحوَها تملَّكها الذُّعر، وتمتمت.

" ما الَّذي يجري هُنا، لماذا لا يسعُني الاستيقاظُ يا إلــهي، لا يُعقَل أنَّ هذِه حقيقةٌ بحتة، يستحيل ذلك. "

انحَنى أحدُهما نحوَها مُلتقِطًا ذِراعها، ثُمَّ بوحشيَّةٍ أقامَها مِن مسقطِها، بالطَّبع لن يشفَع لها كونها امرأةٌ أمامَ هؤلاء، حينَما اشتدَّت مُقاومتُها سانَده الآخر...

رمقت بيكهيون بدهشةٍ قبل أن تقول مُتلعثمة:

" أنتَ لن تفعَل ذلِك بي، أليسَ كذلِك؟. "

خطَا بيكهيون نحوَها وبأنامِله أسَر ذقَنها، مُذيقًا مُقلتيها مِن علقمِ نظراتِه.

" فلتكوني مُمتنَّة لأنِّي لم أحكُم عليكِ بالإعدام بعد، لربّما يُساعِدك العيشُ لبعض الوقت في الظُّلمات بينَ الجرذان على تذكُّر سيِّدك. "

تزامُنًا وإفلاته لها أومأ للحرسِ بانتِشالِها مِن مرآه، الآن فقط أدركت أنَّها قد أوقعت نفسَها بورطةٍ لا تُحمَد عُقباها، كانَ عليها حِساب ألفِ حسابٍ لكلماتِها!.

داخل زنزانةٍ غاشِمة، والَّتي كنَّتها منذ زمنٍ بحُفرة الموت، لم تكن ترى شيئًا من الضوء سوى قلادتها الفضية التي تلمع بخفوت.

بدأت تتحسَّس بأصابع يدها جدران السجن الَّتي كانت لزجة بسبب الرطوبة، كذلك كانت الأرضيَّة رطبة، لأنَّها حافية القدمين.

لا تنكر أنَّها لا تزال مذهولة ومستغربة من دُخولها إلى القصَّة التي تكتبها، وهي خائفة أيضا من مصيرها القادم، إذ تظنُّ أنَّ هذه القصة انقلبت عليها، وستبدأ الأمور بالتغيُّر والخروج عن مسارِها، لأنَّها لم توضِّح طبيعَة الشَّخصيَّة الإضافيَّه؛ سيريم.

لم تستطِع الجلوس على الأرضِ القذِرة الَّتي تسكُنها الجرذان، وكلَّما شعرت أن شيئا ثقيلا مرّ على قدمها صرخت، لكن الحراس هناك يضعون صخورا في آذانِهم وعلى قلوبهم أيضا.

سرعان ما راحت تذرف الدموع وهي تضع يديها على الباب وتضربه بقوَّة مستغيثَة.

"هل من أحدٍ هنا؟ أرجوكم إفتحوا هذا الباب لا أستطيع التحمل أكثر من ذلك."

الرائحة هنا نتنة، لذلِك كانت تقرب أنفها من فتحات الباب الصغيرة لاستِنشاق هواءٍ نقيّ، رغم أنَّها لا تطلُّ سوى على الظَّلام.

"افتحوا هذا الباب اللعين، كيف تجرؤون على سجني وأنا الَّتي جعلت من وجودكم حقيقة. "

ضربت يدها الباب بقوَّة في نهاية كلامها، وما هي إلَّا لحظات حتَّى شعرت بالتعب، وضيق في التنفُّس نتيجةَ الرُّعب الَّذي تملَّكها...

مرت أربعُ ساعاتٍ وهي تقف مستندة على الباب، بينما تضرب جبينها به بخفَّة تنتظر الفرج... كلَّت من المحاولة وبحّ صوتها من كثرة الصراخ، كما أنَّها عتادت على المكان قليلا.

وها قد ظهر في الأفق ضوء أحمر، أخذ يقترب منها رويدًا  رويدا، جاعلا مقلتيها تلتصقان بفتحات الباب بينما تستميت في طلب النَّجدة.

" أخرجوني من هنا، أنا سأموت لفرطِ القذارة المعشِّشة في الأرجاء. "

"أنتِ ستموتين بالفعل، لم كل هذا التسرُّع؟ على الأقل اقضي آخر ساعاتِك وأنتِ تتذكرين لحظاتك الجميلة."

ما الذي يتفوَّه به هذا الحارس الغبيّ الَّذي لم تصنَع له اسمًا، ولم تتعب نفسها في وصف ملامح وجهه وهي تكتب القصة حتى!.

"أنت! سأجعلك تموت في أحد الأحداث، هل تسمعني؟ ستموت شنقا، لا بل سيكون موتك بطيئا، من الحرق إلى الجلد ثم الخنق والغرق!."

فتح الباب حامِلًا مِشعلًا، فحدَّقت بملامح وجهه الباردة لوهلة قبل أن تحاول الفرار، لكنَّ بقيَّة الحراس أمسكوها بها.

"دعوني، أبعد يدك أيها السافل."

حاولت الرَّكل والدِّفاع عن نفسها بكل ما أوتِيت من قوة لكِنَّها رُفعت في الهواء، بعدما حوصِرت من كِلا ذراعيها، ثمَّ اقتيدَت خارِج السِّرداب، حيث الضوء الذي يزداد سطوعا.

سُرعان ما صبَت بُؤرَته، وهِي عِبارةٌ عن حُجرةٍ ضيِّقة يعلو مدخَلها سِراجٌ وهَّاج، بِها طاولة مُربَّعة، مثبَّت على سطحِها قيدان حديديَّان، بينهُما مسافةٌ بعرض جسَد، وقُبالَتها كُرسيّ، يقعُد عليهِ بيكهيون الَّذي تجرَّد مِن ملابِسه الثَّقيلَة في غُرفتِه سلفًا، مُبقيًا على قميصٍ أبيضَ رفيع.

ما إن رآها حتَّى استقام وراح يُشمِّر على ساعديه متأهِّبًا لمهمةٍ جديدة.

هِي تعلَم أنَّ مَن يلجها فلن يبرحَها إلَّا وقد وصَم الموتُ جبيَنه، سواءٌ كذب أو قالَ الحقيقَة، لأنَّه رجلٌ لا يرَحم من يشكُّ فيه، حتَّى ولو كانَ بريئًا مِمَّا في بالِه...

اقتادَها الحارِسان إلى الكُرسيِّ الَّذي أخلاه بيكهيون للتوّ، وأجلساها عليهِ بعد عناءٍ شديد، وبينَما أحدُهما مُتكفِّل بشلِّ حركتِها حبسَ الآخر يديها بالقيدين الواحدة تِلوى الأُخرى.

عقِبَ انتِهائِهما مِن أداءِ مهمَّتهما دنا بيكهيون مِن سيريم الَّتي اقتَتلت الحيرةُ والخوفُ على مُحيَّاها، حيثُ استنَد بكفَّيه على سطحِ الطَّاوِلة، واختَرقت نظراتُه بؤبؤيها المُتزعزعين.

" لا تتدخَّلا أيّ كان ما ستسمعانِه مِن أصوات، تعلمان كيفَ نتعامَل مع الخونَة والمُندسِّين بغضِّ النَّظر عن الجِنس. "

هتَف كِلاهُما.

" أمرُك، جلالتُك. "

حينَما أشبَع بصرهُ بخوفِها عدَّل وقفَته، وأشارَ إلى إطارِ الباب ببرود.

" يُمكِنكما المُغادرة. "

كانَ صوت أنفاسِها المُضطرِبة، وخفقاتِها المُهتاجَة هُو كلُّ ما يُمكِن سماعُه في هذَا الحيِّز الَّذي ظنَّت أنَّ الهواء ما عادَ يصلُه، وربَّما أنفقَت كُلَّ ما اختزنته في زفراتِها المتقطِّعة على التَّفكير، الخوفُ يلوكُ فُؤادَها، رغم أنَّ عقلَها غير قادرٍ على استيعابِ ما هِي فيه.

أخرَجها صوتُه المُتواتِر مِن سُباتِها اللّحظيّ، حيثُ لاحَظت أنَّه قد اتَّكأ على حافَّة الطَّاوِلة، مواجِهًا لها.

" إذًا ما اسمُك آنِستي؟. "

" جو سيريم. "

لم يقطع أيٌّ مِنهما التَّواصُل البصريّ، غالِبًا لا يستطيعُ أحدٌ الصُّمودَ على متنِ جفنيه لأكثرِ مِن ثانيتين، لكنَّها تصنَعُ المُعجِزَة هُنا.

" جيِّد. "

تَظاهَر بالتَّفكير لوهلة قبل أن يسأل.

" أينَ تُقيمين؟. "

" في سول، كوريا. "

" أهذِه إحدى بُلدانِ القَمر؟. "

انتَظر مِنها تفسيرًا لما تفوَّهت بِه، مُذ أنَّه لم يسمع عن مكانٍ كهذا مِن قبل، وحينَما بلَغ فيه اليأسُ أشدَّه صفَّى ثغرَه مِمَّا شابَه ثُمَّ خاطَبها بصرامة.

" لا فائِدةَ تُرجى مِنك، والآن أخبِريني عمَّا جاءَ بكِ إلى هُنا، لعلِّي ألتَمِس لكِ عُذرًا فأعفو عنكِ. "

أشاحَت بوجهها عنه باستِهتار.

" مَن تُحاوِل أن تخدَع؟. "

حينَما وازَت وجهَها بوجهِه كانَ قد رفَع أحدَ حاجبيه باستِنكار، فاضطرَّت للتَّفسير، لم تتخلَّى عنها الثِّقة، ربَّما تجهَل الموقِف الَّذي ألقتها فيه الحياة، لكنَّها تعرِفه حقَّ المعرِف.

" أنا الَّتي صنعتُك، ونفختُ فيكَ شخصيَّتك الطَّاغيةَ هذِه، وأدري أنَّك لن تُسرِّحني مِن هذا المَكانِ في جميعِ الأحوال، بل ستأمُر جُندَك بإعدامي، حتَّى ولو لم أقترِف ما يستحقُّ الموت... أنتَ رجُلٌ مِن هذا النَّوع. "

" أنتِ صنعتِني؟. "

نقَل سبَّابته مِن صدرِها إلى صدرِه، قبل أن يبتسِم فاكِهًا، يظنُّ أنَّ ما تقولُه نُكتَة... لطالَما كانت شفتاه مرنتان، بيُسرٍ تلتَويان، وتستَويان، لكنَّ الصِّدق يعجز عن التَّوازُن عليهما.

طوى ظهره حتَّى أدرَك مِن مُحيَّاها قُربًا يُخوِّلُها رُؤيةَ كُلِّ كبيرة وصغيرة تجول في فلكِه، ثُمَّ ضغطَ بأصابِعه على ذقنِها.

" التحذلُق لن يُنجيكِ مِن مصيرِك صدِّقيني، ومُذ أنَّ سُمعتي فاسِدةٌ بالفِعل، فلا ضيرَ مِن إضفاءِ مزيدٍ من الضَّحايا إلى الحصيلة."

تركَ ذقنها بإهمالٍ عندما لم يتلقى منها ردّا، فزفرت ما بداخلها من أنفاس ضيَّقت صدرها.

"حسنا، يمكنك سؤالي، أنا أعرف عنك كل شيء، أعرف طريقةَ تفكيرك وكيف تشعُر، ماضيك وحاضرَك وحتى خططك التي لم تبدأ في التفكير بها بعد!. "

أعطاها بظهرِه وابتَعد عنها بمسافةٍ ضيئلة، ماثِلًا أمام خطَّافٍ عليه عددٌ من السِّياط بمختلف أحجامِها، قبل أن تلمَح كتفاه يهتزان، هو ضحِك لأنَّه وجد أن ما تقوله الآن هو عبارة عن نكتةٍ سخيفة تحاول إنقاذ حياتها بها، لكن مع من؟.

" هل تحاولين ادِّعاء الخرفِ الآن، حتى أعفوَ عنك؟."

أنهى جُملته بجلدِ الأرضيَّة بالسوط الذي انتقاه للتوّ، متسببا في قفزها من مكانها برُعب.

"لِنرى إن كان العِقاب سيُعيدُك إلى الاستقامة، أم أنَّك ستستمرين في الإنعراجِ عن الطريق، وصدقيني عزيزتي أنتِ وقعتِ بينَ يديّ الشخص الخطأ."

-

هلووزز رجعنا بتشابتر جدييد😎

و طبعا تأخرنا احنا تيم التأخير صح كامي؟😂🖤❤️

المهممزز اتمنى يكون عجبكم الفصلل، كمنتتتاتت و لايكات لحتى نتحمس نكتب و ننزل بصرعاااععع😭🏃‍♀💗💗💗

🎤🎤🎤

طبعًا اي حد بيدخل نطاقي رح تصيبو عدوى التأخير 😂😂😂 بذكر العدوى الله يحمي الكل من الكورونا 🙉 مبارح وصلنا 😂

نجي للأسئلة

شو رأيكم بالفصل!

أكثر جزء عجبكم وما عجبكم!

بيكهيون!

سيريم!

تشانيول!

شيهيون!

هل سيتحرك تشانيول لردع بيكهيون!

ما الَّذي تضمره شيهيون!

ما الَّذي سيحلّ بسيريم وهل ستتعرَّض للجلد حقًّا؟

طبعًا يلي هي فيه واقع مش حلم 😂😂😂 بتتوقعو ينتهي او يستمرّ!

توقعاتكم للفصل القادم

يلا سي يو بالفصل الجاي

دمتم في رعاية الله وحفظه 🍀

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro