$|من الغَسقِ حتّى الفَجر|$
الحب هو ذكاء المسافة. ألّا تقترب كثيراً فتُلغي اللهفة، ولا تبتعد طويلًا فتُنسى. ألّا تضع حطبك دفعةً واحدةً في موقد من تُحب. أن تُبقيه مشتعلًا بتحريكك الحطب ليس أكثر، دون أن يلمح الآخر يدك المحرّكة لمشاعره ومسار قدره.
- الأسود يليقُ بِك -
لا لصغار السن
رجاءًا تنحوا جانبًا عن هذا الجزء
(إبتسامة بريئة )
~~~~~
كان يومًا حافلًا حيثُ إجتمعت مع صديقاتها ليحتفلن بتخرجهن
~~~~~~~~
.
.
دخلت للمقعد الخلفي ، ليفعل هو المثل متعجبًا
هي أجابته دون أن يطرح السؤال المتوقع
" أريد البقاء هنا قليلًا .."
لم يكن مقتنعًا تمامًا إلّا أنه أحبّ فكرة تواجده معها في حيز خاصٍ وصغير كهذا ، والأهم من ذلك أنّ الدجن يحيطهما من كل الجوانب ، كان الليل يسدل ستائره عليهما ساترًا حبهما الفاضح
وتاركًا لهما وسعًا من الراحة ، دون أن تراقبهما عينا بشر ، تتصفح هي الهاتف متفقدةً الصور الجديدة التي قامت صديقاتها بتحديثها
حيث شعرت بأنفاسه تتوقد قرب جيدها لتخر قواها لتلكَ الأنفاس ، تحارب الخدر الذي تشعب بأرجاء جسدها كلّه حتى أصبحت هامدةً تمامًا بين يديه
حينما أوقعت الهاتف لأن أنفاس أحدهم قد إنتشلت كل قوةٍ حاولت إبقائها في ظل وجوده
تحت أكنافه هي كانت ، حينما شرع بتجرع رضابها وتملك جسدها بسحر يديه ، حينما أصبحت السيارة ساخنةً حدّ قربها من الإحتراق بهما
حينما لم يكن هنالك مجال لأخذ الأنفاس حيث أنّ وتيرة الشغف كانت سريعةً بجنون ، وكأن شيئًا سيضيع من يديه إن لم يحصل عليه اليوم
"توقف .."
كما هو متوقع ، ككل مرةٍ هي ستوقفه من إكمال السيناريو الناقص من القصّة ، حيثُ تعاد كرةُ الحب بشكلٍ أفضل هذه المرة
حينما تعاد كتابة القصص على مخطوطات جسدها بخطٍ رفيع وداكنٍ دون أي شوائب أو أخطاء ، لأنه كان خالصًا من حب وليس مجرد رغبةٍ طائشة
لكنها ستحجبه عن ذلك لأن الوقت لم يحن بعد ، لم تصبح له حتى الآن ، مازالت في داخلها بعض المبادئ الباقية ، حتى لو أنّ ذلك قد حصل لكنها لن تجعله يحصل مرة أخرى إن إستطاعت منعه من الحدوث بشكلٍ خاطئ !
" لم أصبح السيدة أوه بعد.."
المسافة الفاصلة بينهما أدق من الشعرة لذا صوتها يبدو كصدى يتردد في أذنه وأنفاسها الضاربة تقشعره تمامًا
بالرغم من أنّ اللّيل دامس إلا أنها تمكنت من رؤية عيناه التي تفتح ببطء ، الرمش الكثيف الذي يحيط جفنيه بأناقة
" حسنًا.." هو كان شبه مبتَسم ، لأنه لم يكن متفاجئًا
هذا هو المتوقع من الآنسة العريقة مينا
راح يجمع أنفاسه حينما إبتعد عنها كي يحاول كبت الشبق الذي إجتاحه ، ثم عاد لمقعد السائق
وهي إعتدلت بعد أن كانت هامدة على الكرسي تحت بنيته المثالية ، هي إستجمعت أنفاسها التي سُرقت من قبله ، متحسسة شفاهها التي أصبحت ساخنة ومتألمةً بسببه
ثمّ هي توجهت للمقعد الأمامي ، ليحلّ الصمت عليهما
" لمَ أنتِ صامتة ؟"
هي كانت تحدّق بالسماء من نافذة السيارة " ليس لدي شيء لأتحدث عنه ..."
" أي شيء ..لا أحبّ الصمت الذي يلي ممارسة حبٍ فاشلة !"
وجّهت بصرها إليه ، لترى أن شفاهه مخضبة بأحمر شفاهها القرمزي
إستلت المنديل كي تمسك بذقنه وتبعد ذلك الأثر عنه شبه ضاحكة " حسنًا ..سأحدثك عن .."
" عن ماذا ؟" كان مريحًا له رؤيتها تبتسم بعد أن إجتاحه القلق من كونها ستمكث دون أي تعابير لفترة من الزمن ككل مرة
" أنني أحبّك ؟"
غطى وجهه لفترة من الوقت ، عالأغلب هو كان يشعر بخجل شديد لأنه لم يعتد على ذلك منها بعد
" فقط كي تعلم كيف أشعر في كل مرةٍ تقول لي ذلك "
" إذًا سأتوقف عن قولها "
" كلا سيهون لا تتوقف ! ..
ولا ليوم واحد "
قالت محدقةً بمقله اللامعة ، ليومأ لها بخفة
" لنذهب الآن.."
~~~
" تصبحين على خير " همس قرب جيدها ، حيث كان سيتركها متوجهًا لغرفته
وهي ردت عليه بقبلة سريعةٍ على خط ذقنه الحاد " تصبح على خير "
لوّح لها بلطفٍ لتبادله التلويحة ، تشاهده يغادر ذاهبًا لمكانٍ آخر لا تكون هي فيه
من أرادته وبشدة أن يكون قربها طوال هذا اليوم
" سيهون ..."
هتفت بإسمه قبل ولوجه للغرفة ليحدّق بها بتعجب
" تعال..."
تقدم إليها متسائلًا
" ألم تخبرني أنكَ ستبقى معي من الفجر حتى الغسق ؟"
" وها قد جاء الغسق "
" لم يأتي الفجر بعد !"
" حتّى الغسق القادم؟"
" حتى آخر غسقٍ أراه في حياتي "
" أحبُّ الفجر أكثر من الغسق يا أجمل من في حياتي "
قال محيطًا وجهها بيديه ، لترد عليه بأعينٍ متألقة
" إذًا لنرى الفجر اليوم سويًا .."
" أشكُّ بأننا سنشهده نائمين "
" مادمنا جنب بعضنا فله الشرف بإستقبال أجمل زوجين "
" قريبًا ..سنكون كذلك "
" أسأنتظر حتى ذلك الوقت لأشهد الفجر معك ؟"
" أسانتظر حتى ذلك الوقت لأفعل الحب معك ؟"
خسرت النزال هنا ضاحكة ، ليضمها بشدةٍ عند فؤاده
" حسنًا ..سأبقى معكِ حتى الفجر ..وحتى الغسق القادم ..وحتى آخر غسق أشهده في هذه الحياة "
لتفتح باب غرفتها مبتسمة ، إبتسامةٌ منبعثة من حبٍ خالص يتبعه مشاعر هائجة ومترقبة
لا يسعه أن يبارز سيف فتنةِ تلكَ الإبتسامة ، التي أصبح يحسد عينيه على ما تمقله ، ليبادلها ويدخل كذلك ، فتوصد باب الغرفةِ بإحكام
~~~~~~~
.
.
🌹
.
.
هو ذا الشي انا كتبته من قبل ما ابدا بذا الجزء ومن قبل لا تجيني فكرته حتى ، فما ادري تراه يخجل مررره
وبالنسبة لاسم البارت تذكرت لمن حطيت مقطع من الاغنية والقارئة الكيوتة قالت انها تنفع اوست لبرايفت
❤
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro