ch.9
كان بإمكانه رؤيتها جيداً...بينما ابتسمت وهي تضع الاطباق لذلك اللعين الذي أتسعت ابتسامته، بينما تفحص جسدها بعينيه...
وبينما لم يمتلك اي تعبيرات على وجهه في تلك السيارة، الا أن عروق رقبته البارزة...أفصحت عن غضبه...
أخرج هاتفه، ضغطت أصابعه بهدوء على شاشة الهاتف
' اذا ابتسمتي له مرة أخرى...سأنهي وجوده البائس من علي الارض '
ليس الامر أنه أهتم بحياة الرجل الذي امامها، بالتأكيد استحق الموت في نظره...كل من يجرؤ على النظر والرغبة لما مِلكه يستحق الموت، ذلك ما نشأ عليه...
لكن لأنها كانت رايفي...لم يكن هناك حدود لما بإمكانه أن يفعل لها...كانت الاولي والأخيرة، التي حظيت بفُرصه ممنوحه من قبل الشيطان...
لذلك أرسل لها رساله، يمنحها الفرصة للاختيار
...وإن كان هناك شيء واحد أكتسبه من مونتيرا...
أن كلماته لم تكن بالكذب أبداً...كل كلمه وعد بها كانت واقع سيحدث بالفعل...إذا اختارت تجاهل تحذيره، وكم أحبت رايفي فعل ذلك...
وبالفعل راقب وجهها بينما نظرت حولها للحظات...
لن تعثُر عليه ، لم يكن ليسمح لها أن تفعل ذلك الآن...
اختفت بعيداً عن نظره للحظات...فقط لتعود ونصف ازرار قميصها العلوية المفتوحة...
رأي الثقة في عينيها، مع الابتسامة الماكرة على وجهها للشاب...
اتسعت ابتسامته...حقيقه أنها تجاهلت فرصته، لم تكن ذا أهمية بينما غرق جسده في لذه من صنعها...
....كيف لا يُثار ويسقط لها بعد تلك الابتسامة ؟...
كان عليه أن يتجاهل الرغبة القوية في امتلاكها...
اقتراح اختطافها الآن وفي هذه اللحظة، كان يستمر في الظهور في عقله مراراً وتكراراً...
لكنه لم يسقط لتلك الفكرة...الصبر والانتظار...
كان تحدي يشعل جسده في رغبة اشد لها...
لعق شفته السفلية، أجل...لقد كانت تتحداه، وكم عشق تحديها الصغير له...حتي أنه نسي الجثة التي كانت أمامها...
التقط صوره وقام بأرسالها لإحدى جهات الاتصال في هاتفه، 'احضره لمنزلي الليلة '
وصله الرد فوراً، أغلق هاتفه، أعاد نظره الي المطعم مرة اخيره "اوه كم تختبرين صبري يا رايفي " همس بسرور وهو يتابعها بعيناه، سرعان ما أعاد عينه الي الطريق وهو يدير محرك سيارته، كان يتمني أن يختطفه بنفسه، لكن لسوء الحظ كان لديه عمل أخر، ولم يكن الامر هاماً حقاً بما أن نهايته ستكون واحدة...
تلقي اتصالاً في طريقه لمنزله، تم تأكيد المهمة التي كلف ادم بها
كما كانت عملية تفتيش الأوراق خلف نوادي مونتيرا ناجحة...
بإرسال قائمه بأسماء مُديري النوادي من قاموا بالاختلاس لمونتيرا، وصله الرد سريعاً وقام بجدوله مواعيده للأسبوع القادم، مع اعتبار تجنب الاوقات التي سيتعقب فيها رايفي، قام بتوزيع الصيد في الاوقات المتبقية...
بالرغم من أنهم لا يعلمون أن الشيطان خلفهم بعد، وتمني أن يظل الوضع على هذا الحال...لا يود أن يلحظ احدهم تحركاته، ويهرب خارجاً، لم يود أن يسافر بعيداً عن رايفي، بل لا...لا يمكنه حتي فعل ذلك...
لكن ماذا إن حدث هذا حقاً...؟
أعليه الغاء مخططاته ؟
أسيسمح مونتيرا بالفشل ؟
ما أن ركن سيارته امام منزله حتي أغلق عينيه معيداً رأسه للخلف بينما استمر عقله في طرح الأسئلة...
عيناه التي فتحها، سقطت علي صورة رايفي المُعلقة بداخل سيارته...هدأ عقله...لقد كان أمراً لا يستدعي التفكير بشأنه...
ماذا إن اعترض مونتيرا علي تصرفه ؟
سيكون عليه أن يقتله أيضاً فحسب
ما أن هدأ عقله وقد توصل لإجابه بالفعل، خرج من سيارته...
منزله المكون من طابقين مُتسعين...لم يكن فخم مثل أحد منازل مونتيرا...
وبالرغم من امتلاكه الثروة...الا أنه أحب البقاء بعيداً عن الأضواء بقدر المستطاع، كان عليه البقاء بعيداً عن الأضواء...
لذلك...المنزل الأسود أمامه والذي بدا عادياً للغاية، لم يكن ليخمن أي شخص يراه ما يحدث بداخله
صعد الي عتبه منزله، وضع أصبعه علي قفل منزله وسرعان ما تم التعرف على بصمته و فُتح الباب لمالكه...
كان أول ما توجهت خطواته اليه هو غرفه معيشته...
الشاشات العديدة التي عُلقت بينما عرضت جميع غرف منزل رايفي...
والافضل...رايفي التي ظهرت على أحدي الشاشات وقد نظرت حولها في شك قبل أن تتجه الي غرفتها...جعلته يضحك، اوه كم كانت رايفي مضحكه...
حذرها وترقبها لظهوره...لم تكن لتدري ذلك على اي حال...لكن ذلك الترقب والقلق علي وجهها، أسعده للغاية...
كانت ليكون يوماً رائعاً، لولا أنها عكرت ذلك بمُشاغبتها...
للأسف لم يري حيث دخلت، فرايفي لم تركب كاميرا بداخل حمامها...
توجه الي أحدي الشاشات وقام برفع صوت الميكروفون الذي ركبه خِلسه في حمامها، وصل لأذنه صوت الماء، أغنيتها المفضلة في الخلفية...
أغلق عينيه، كان لمخيلته أن تبني التفاصيل حتي بدون رؤيتها...صوت قطرات الماء التي سمعها بينما سقطت على جسدها، و الموسيقي التي دندنتها...أرسلته لعالم أخر...
تمشي بخطوات هادئة مُدندناً الاغنية معها، بينما بدأ هو الأخر بخلع قميصه وملابسه...
...كان الشيطان في أفضل حالاته...
لم يستطع الرجل المعلق التفوه بأي شيء...
صراخه المكتوم بالكاد كان له صوت، لم يستطع حتي التوسل لحياته...
لكنه لم يعلم...أن الشيطان الذي كمم فمه ولم يعطه فرصه من البداية...لم يكن لديه أي نيه سوي تمزيقه مراراً وتكراراً...
تصلب جسد الرجل وأرتخي عده مرات، جحظت مقلتيه من عينيها تتبعها دموع كثيفة، كل مرة أحدثت السكين ثقباً في معدته...
كان يغيب عن الوعي عده مرات، ولم يدري لكم من الوقت كان على تلك الحال، لم يعلم ماذا يحدث ولماذا يحدث كان منذ عده ساعات فقط، يتناول فطوره في مطعمه المفضل قبل أن يتوجه للعمل كالعادة، لكن ما أن وطأت قدمه بعيداً عن المطعم حتي تم تغطية رأسه وفقد وعيه...وقد أستيقظ مكمم الفم مغطي الأعين، مقيد من يديه في سقف ما لا تطأ أقدامه الارض، ولا يدرك أي شيء سوي الألم الذي أستمر بتمزيقه
تمني الموت، تمني أن يتوقف الشيطان الذي أمامه عن غرز السكين في أنحاء جسده، تمني أن يرحمه!!
لكن لم يحدث أياً من هذا طوال الساعات التي أمضاها في هذا الجحيم
لكنه أخيراً، علم أن الشيطان الذي أمامه كان على وشك أن ينتهي...بعد أن صنع لوحه فنيه على جسده...
نظر الي الرجل المعلق في السقف عالياً عارياً مع أحشائه التي خرجت من مكانها، كان بإمكانه خفض الحبل قليلاً حتي يقتلع مقلتيه التي رأت رايفي من مكانهما، لكنه كان في مزاج جيد الآن، كان في مزاج لأن يستمتع، ما أن أنهي لوحته وبدأت الدماء تسقط من كل الثقوب التي أحدثها...وقف أسفل الرجل، برفق أحتضنت ذراعاه كاحل الرجل بينما أستند برأسه علي ساقي الرجل...
أغلق عينيه، بدأ بدندنة أغنية رايفي مرة أخري، بينما استمتع بحمام الدماء الذي تساقط عليه، يستشعر أخر أنفاس الرجل تخرج مع كل قطره تسقط...
...ابتسم...لقد كان في مزاج جيد، عليه أن يذهب لرؤية رايفي
ما أن صعد الي الطابق العلوي مره أخري، حتي سقط كأس النبيذ من يد ادم الذي كان متجها ليجلس على الأريكة...
لقد خرج قلبه من صدره للحظات، لكنه سرعان ما أغفل عينيه وقد تماسك تعبيرات وجهه وهو يجلس، ليس وكأن الشيطان الذي أمامه عبأ بأي حركه من تحركاته، ربما لم يدرك حتي أنه كان هناك، بينما غرق في عالمه الخاص، وقد التقط قميصاً تلوث بالدماء ما أن لامس جسده وهو في طريقه متجهاً الي الخارج
آدم الذي كان مفزوعاً من هيئة الشيطان، كان عليه أن يسأل...تجنباً للمشاكل لاحقاً، لا يدري ماذا سيفعل ذلك الوغد المجنون بينما هو خارج بذاك المظهر
وبرغم أنه حقاً حقاً تمني الا يعترض طريقه الآن، الا أنه أضطر لذلك...في النهاية لن يلوم مونتيرا أحد سواه
" أين تذهب ؟..."
بعد لحظات من أخذه لنفسه، تمكن من إخراج السؤال من فمه...
الشيطان الذي كلما خطا خطوه تلوثت أرضية المنزل البيضاء بالدماء أسفله، توقف ما أن وصل الي الباب
قبض آدم علي يد المقعد الذي هو عليه، وقد تأمل ظهره العريض الذي واجهه في صمت، لم يدري ماذا كانت تعبيرات وجهه، ما كان يفكر به، قد يكون مازال لم يحدد موقفه حيال وجوده حوله للآن، او لم يعبأ للاهتمام به من البداية، لكن هذا لا يُنكر أنه حركه او كلمه واحده خاطئة، قد تؤدي لموته
بالنهاية لا يمكنك أن تأمن لشيطان، لذلك أنتابه القلق بينما أنتظر...
ومرت لحظات طوال على قلبه حتي تحرك الشيطان الذي كان واقفاً مواجهه الباب لم يعبأ سوي بإدارة جانب وجهه.
"الي رايفي"
ارتفع جانب فمه في ابتسامة كانت أقرب للعنه من الشيطان مع الدماء التي غطت وجهه، علم أدم أنه وجه سيحظى به في كوابيسه لعده أيام على الأغلب...
تساءل أدم ما إن كان عليه إخباره أن هناك قطعه أمعاء عالقة بشعره من الخلف، لكنه لم يظن أنه كان ليهتم...
"ح...حظاً موفقاً..." همس آدم بينما رآه يخرج، وهو يتمني كل الحظ...
لا له، بل لرايفي هذه
ضرب الهواء في جسده...علي الرغم من أن شعره تطاير...
الا أن النوم الهانئ الذي حظي به في الساعات الماضية أثر مزاجه الجيد بالأمس، جعل جسده في أفضل حالاته، ولم يفقده تركيزه...
أمال رأسه للجانب هو يغلق عين واحده ويضع تركيزه على الصورة المكبرة بمنظاره في العين الأخرى...
أتي انتظاره بنتائجه...
بعد عده دقائق من ثبات جسده على أكمل وجه بينما كان مسطحاً على الأرض أسفله...
أخذ بالعد...
ثلاثة، اثنان، واحد...
ضغط زناد قناصته، وسرعان ما رأي الجميع في الغرفة يهلعون مبتعدين عن الرجل الذي اخترقت رأسه رصاصه للتو وتناثرت دماؤه علي الطاولة التي كان يجلس أمامها في لحظات وقد فارق الحياة...
بالتأكيد أن عمله تم علي أكمل وجه، نهض من مكانه، المبني الذي كان على بُعد خمسمائة متر منه...سرعان ما تقلص حين أزال منظار قناصته، أستند علي ركبه واحده بينما قام بتوضيب سلاحه في حقيبته...
بالطابق الخمسون من المبني الذي كان به، أخذ منظاره اليدوي وهو يتجه للجهة المعاكسة من السطح...بالشارع السفلي للجهة الأخرى للمبني، رأي رجال الشرطة وهم يهرعون بسيارتهم خارج القسم، أبتسم وهو يعلم أنه تم الإبلاغ عن جريمته
لكن سرعان ما سقطت ابتسامته وقد رأي الشخص الذي وقف بجوار باب قسم الشرطة، متجهه لتجلس علي إحدى المقاعد القريبة...
"اليس قدرنا ممتعاً أكثر مما تظنين رايفي ؟"
" ألم تخرج بعد ؟ أسرع، تأكد من الا يراك أحد "
أتاه صوت أدم من السماعة في أُذنه، مرر يده بملل بخصلات شعره الذي تطاير، نزع السماعة من أذنه ولم يبقي سوي صوت الرياح الشديدة من حوله
فقط حين كانت تشغل عقله، ظهرت أمامه...
رفع منظاره...رايفي التي قرأ شفتيها، بدأت دندنه أغنية حفظها عن ظهر قلب الآن، جعلت قلبه ينبض مرة أخرى...
وفي لحظات كان قد انطلق علي السُلم نزولاً للطابق السفلي
ازدادت الحماسه في جسده مع كل خطوه يخطوها...
رايفي،رايفي، رايفي، رايفي
كانت رايفي هي الشيء الوحيد الذي جعله يشعر بمثل هذه الإثارة...
الخطط التي وضعها لرايفي...
ما أن خرج من المبني حتي التقطتها عيناه...
تسمر بين الأشخاص المارين حوله...
اختفت الأفكار من عقله...
عزيزته رايفي التي بدت مسترخيه تماماً بينما دندنت أغنيتها، خطفت أنفاسه مجدداً، حتي أنه وجد نفسه يخرج هاتفه يلتقط صوره لها...
فقط بعد أن قطبت حاجبيها وقد أغمضت عينيها، أدرك ما فعل...وفي اللحظة ذاتها كان قد استدار...
تسمرت قدماه للحظه، رغبته بإمتلاك كل انتباهها تهدأ
...لم يكن الوقت بعد...على كل شيء أن يكون مثالياً كما خطط...
وبذلك عاود المشي للأمام بإحدى الشوارع الجانبية، مختفياً تماماً عن أنظارها...
صعد الي سيارته...القي برأسه للخلف، المسدس ما يزال بيده...
حل رباط عنقه في ضيق، أخرج عقب سيجارة وأشعله...
هرب أحدهم...بالرغم من رجال مونتيرا الذي أمرهم بمراقبة المخارج بينما تسلل هو للمبني...
"عديمي الفائدة..."
نفث الدخان بضيق وهو يطفئ عقب السيجارة الذي كان مازال في أوله...
أخرج هاتفه، ربما إن رأي رايفي سيذهب هؤلاء الحمقى بعيداً عن عقله قبل أن يعود ويقتلهم جميعاً...
رايفي التي كانت في مطبخها تضع فُشاراً أعدته في إحدى الاطباق، اتجهت الي حيث نبيذهم، ومرة أخري رايفي...القت بزُجاجاته وكأن شيئاً لم يكن...
أغلق عينيه للحظات، عض على شفتيه...ابتسامة تفلت من جانبي فمه...
رايفي كانت متشوقة لرؤيته أسرع مما توقع...
وعده...سيُنفذ اليوم...
فتح حاسوبه المحمول، أمنيته...أخيراً ستتحقق...
...رايفي حققت أمنيته...
فتح البرنامج الذي أعده مسبقاً...في ثوان كان قد أخترق نظام شركه رينيا وبدأ حاسوبه المتصل بالولوج الي البيانات...
انطلق بسيارته...نظر بطرف عينه لشاشه الحاسوب الذي وضعه علي المقعد بحواره وكان الأختراق يجري جيداً...
لم يكن بأي حاجه لهذا...لكن كان ذلك كفيلاً بإخراج صديقتها...
سواء كانت هناك او لا...ليس وكأنه هناك شخص علي وجه هذا الكوكب يستطيع حمايتها منه...
لكن بالنهاية يظل هذا لقاؤهم الأول... بالنسبة لرايفي...
...لن يتواجد سواهم في هذه الليلة...
أخيراً...كان على وشك أن يحظى بصيده الافضل...
...صيده لرايفي...
ما أن توقفت سيارته...أرسل لها رسالة أخرى يُعلن فيها بداية مطاردتهم...
أخرج جهاز صغير من درج سيارته
ضغط علي الزر بالجهاز الصغير الذي أعده مسبقاً حول منزلها...وعلي الفور انقطعت الإشارة
أعاد تعبئة مسدسه وهو يخرج من سيارته
"لا شرطة اليوم يا رايفي"
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro