ch.8
قراءة ممتعة 💖
............
وقعت عيناه المشؤومه عليها...
لم تلتقي اعينهما...سقطت علي ركبتها اسرع من نظرته لها...
تسارعت انفاسها بينما خفق قلبها بعنف
تلك العينان التي بدت وكأنها تلعنها...
لم يأخذ الامر لحظات حتي سقطت ادمع ساخنه من عينيها وهي تدرك أن الشيطان بالخارج لم يكن مجرد مترصدا...بل كان قاتلاً...
حاولت تنظيم انفاسها...نظرت يميناً ويساراً..بحثت بعينيها حتي عثرت عليه... زحفت علي الارض حتي وصلت الي سريرها...بالكاد استطاعت الامساك بهاتفها من خلال اصابعها المرتجفه...
ضغطت على رقم الشرطه..وسرعان ما خرج صوت سيده من الناحيه الاخري..
"مرحباً..كيف يمكنني مساعدتك ؟ "
كانت على وشك التحدث.. لكن تسمرت عيناها على شاشه الهاتف الذي اخفضته في صمت...كررت المرأة السؤال عده مرات..لكنها لم تجب...هل بإمكانهم انقاذها ؟
كان سؤال تعلم إجابته...
لانها علمت..ان الشرطه لن تفعل شيئاً...اغلقت المكالمه...
انزلت الهاتف بينما اسندت رأسها علي جانب السرير...وكان كل ما شغل عقلها هو شئ واحد... 'لماذا انا' استمر عقلها بطرح السؤال في رأسها...لماذا قرر العبث بحياتها هي...هي لم تستحق ان تختبئ اسفل نافذه منزلها بينما ارتجفت لأن مختلاً ما أراد ذلك....
وبالفعل اعادت امساك الهاتف...ضغطت اصابعها بعنف على الشاشه...
'رايفي : لماذا تفعل هذا بي ؟'
مضي العديد من الوقت...ولم تجد رداً...عادت مره اخري اسفل النافذه....استندت علي ركبتيها.. أمسكت الحائط بأطراف اصابعها ورفعت جسدها..حتي استطاعت الرؤيه....لكنه لم يكن يكتب رداً...فقط كانت عيناه معلقه علي الرساله في هاتفه...
تساؤلت ان كان يشاور نفسه الان... إن كان قد بدأ يعود لوعيه وهو يدرك خطأ ما يفعله...
هذا ما تمنته...لكن إبهام يده التي حملت الهاتف تحرك في تأني...وسرعان ما صدر صوت الرساله في هاتفها..
انتفض جسدها بينما قرأت الكلمات في عدم تصديق..
ومن شده ذهولها تناست حقيقه انها قد عاودت الوقوف
'رقم مجهول : لأني اريدك '
نظرت للرساله في استنكار...عادت عينيها للسقوط عليه...وهذه المره..كان نظره معلق بها...
لم تستطع تمييز ملامحه جيداً بسبب الظلام المحيط بها..
لكنها استطاعت رؤيه الدماء التي أغرقته..بنطاله..قميصه الاسود النصف مغلق...صدره و وجهه المغطيان بالدماء.. وعينه المثبته عليها وسط هذه الدماء...مع الابتسامه التي علت وجهه... لم يكن فقط التوتر ما أصابها..بل..الغضب أيضاً....ليس لان ذلك قد يحدث..بل لمقدار الثقه الذي امتلكه...كلماته التي تخبرها بأمر كأنه تم تقريره بالفعل....
اعاد نظره للهاتف وسرعان ما وصلتها رساله اخري
'رقم مجهول : سأحصل على كل من عقلك وقلبك وجسدك يا رايفي'
لقد ظن حقاً أنه سيجعلها ملكه...صدرت ضحكه ساخره من فمها وهي تنظر للرساله ومن ثم ضغطت أصابعها علي الهاتف...
'رايفي : في احلامك فلتقتلني افضل '
نظرت اليه رايفي في تحدي...علمت انه ربما لم تكن هذه أفضل اجابه لشخص أتي لتوه بعد قتله أحدهم... لكنها كانت واثقه أن مخططه هذا مستحيل..وتحطيم ثقته وجرح كبرياؤه كان اهم لها في تلك اللحظه..قتلها سيكون اسرع بالنسبه له من فكره ان يمتلكها في هذه الحياه....ظنت أنه بهذا يمكنها جعله يستسلم...او على الاقل تمنت أن يحدث ذلك...
'رقم مجهول : لا أُمانع أن نُدفن سوياً..و نذهب للجحيم معاً..'
اتسعت عيناها في عدم تصديق..ما اللعنه..احقاً سيقتلها ؟!..بل وسينتحر معها ؟؟...مالذي توقعته من مختل ؟...
لن تدفن مع مختل مثله...رفعت نظرها في غضب اليه...وسرعان ما انقبض صدرها...انقبضت معدتها في اشمئزاز وهي تراه يلعق ما تبقي من الدماء على السكين التي امسكها....اقشعر بدنها بينما اجتاحتها رغبه بالتقيوء....وفقط حين ثبت عيناه عليها مره اخري....تسمرت...وقد تعلقت عيناها بعينه بينما لعق الدماء من اصابعه...الابتسامه الشيطانية التي علت وجهه....أسقطتها على ركبتها مره اخري....
كان ذلك اكثر مما يمكنها تحمله..
...شيطان اتي ليأخذها الي الجحيم....
...كان يُخالجها هذا الشعور المشؤوم بداخلها...
وبينما تسمرت لدقائق مكانها مختبئه في خشيه من أعينه التي طاردتها... أضاء هاتفها الذي سقط بجوارها
'رقم مجهول : أراكي لاحقاً رايفي '
لمحت عيناها اشعار الرسالة التي ظهرت لثوان... اظلم الهاتف مره اخري... سمعت صوت باب سيارته...وسرعان ما رحل.... حينها فقط اسرعت للمرحاض تستفرغ ما في معدتها....
رن منبه هاتفها عده مرات... لكنها كانت في عالم اخر من الأفكار...وأخيراً...انتبهت الي صوت الهاتف الساعه السادسه... نظرت يميناً ويساراً...وهي تتفحص الغرفه المظلمه ..قد اغلقت كل نافذه وكل ستاره موجوده حتي صارت الغرفه في عتمه كامله...لم يدخل شعاع ضوء واحد... وإن لم يرن منبه هاتفها...لما علمت ان الصباح قد حل...
لم تستطع النوم ولو لحظه منذ الامس...لم تستطع التخلص من القلق الذي راودها والعيون المشؤومه التي طاردتها....
ظلت تفكر فيما عليها ان تفعل..وكيف تتخلص منه....تسائلت العديد والعديد من المرات...لكن لم تجد إجابه....
بالنهاية قررت الذهاب للشرطه مره اخري... إن كان ما توقعته صحيحاً....ان كان ذلك المختل المهووس بها قد قتل احدهم بالامس...فسيكون ذلك الشاب من الامس في المطعم...
لذلك استعدت وتوجهت الي مركز الشرطه، وهناك كان بإمكانها رؤيه امتعاض وجه الشرطي حال رؤيتها مره أخري...
لكنها لم تهتم...كان الامر مختلفاً هذه المرة...يوجد فرق كبير بين مجرد مترصد وبين قاتل....
لذلك بدأت بقص ما حدث من تسلله لمنزلها مرة أخرى بعد عده ايام من تركيب كاميرات المراقبه لظهوره الدامي بالأمس...
وبعد استماع الشرطيان لها...طلبوا منها الانتظار...ريثما ذهب احدهم للتحقق من بضعه اشياء...وبعد مرور ساعه من جلوسها...في المركز...عاد الشرطي...
لكنه لم يعد بالانباء التي توقعها...لقد عاد بخيبه أمل مره أخري...
أشار الرجل الي تسجيلات منزلها التي تم احضارها من شركه الأمن..."كما ترين في تلك الايام التي قلتي انه اقتحم المنزل فيها..اذا نظرتي الي هنا وهنا سترين انه لم تظهر الكاميرات اي شخص اخر بالمنزل او حتي اي سجل لفتح الباب سواكِ..."
قبضت على يديها وقد شعرت الي اين يذهب هذا الحوار....
"ربما قام بتهكير نظام منزلي، الم يخطر ذلك بعقلك ؟؟ أُخبرك انه رأيته بذلك اليوم داخل المنزل !!"
"انستي...تلك الشركه من اشهر شركات الأمن ، ونظام الأمن المركب في منزلك...جيد للغايه...وحقاً...حقاً...
صعب الاختراق ، فلابد من أنكي مخطئه..."
عضت على شفتها...كيف تكون مخطئه وقد دخل بالفعل !!..
ابتلعت...ريقها وسرعان ما تجاهلت تلك الحقيقه...حتي ان لم يظهر علي كاميرات المراقبه...فقد رأته بالامس...انها واثقه من انه قتل ذلك الرجل بالامس !!
"ماذا عن الامس ؟؟ أخبرتك أنه كان يحمل سكيناّ و غارقاً في دماء أحدهم، أتظن أني أيضاً تخيلت هذا ؟؟"
"أيضاً بذكر هذا الأمر تفقدت السجلات ، ولم يتم الابلاغ عن أي جريمه او أي مفقودين بالامس ، لذلك لا تقلقي وعودي العوده لمنزلك الان"
" أخبرتك أنه قتل شخصاً حتي أني رأيته يشرب دماء ذلك الشخص !!!"
استوقفها صوت الملفات بيد الشرطي الاخر تُلقي على المكتب في عنف...وقد احمر وجهه في حنق بينما صاح بها
" هل رأيته يقتل شخصاً حياً أمامك ؟؟!! تستمرين بالقول انه قام تسلل لمنزلك مع أنه لم يظهر بالكاميرات !! وقام بتهكير نظام منزلك مع أن ذلك مستحيل تقريباً..بل وأنه ماذا قتل شخصاً ؟! أنستي ليس وكأن الشيطان في منزلك وبالفعل نحن نتعامل مع العديد من المشكلات الان...لا ينقصنا مثل هذه البلاغات السخيفه "
صمتت...لم تدري ماذا تقول...كان نظرها معلق في الارض...
اجل...هي بنفسها كانت تدرك مثل الشرطي أنه من الصعب اقتحام نظام الأمان وليس وكأنها اصبحت أتعس مخلوق علي وجه الارض ليقوم الشيطان بأفراغ جدول جرائمه والتفرغ لها او اقتحام منزلها المتواضع... ،أقشعر بدنها بمجرد ذكر سيرته...
ولكن...بعيداً عن الشيطان او غيره...ذلك لا ينفي ما حدث لها... إن لم يكن هناك سواها من شهد هذا...هل يعني هذا أنه لم يحدث ؟؟...
برؤيه القلق مازال على وجهها..تحدث رفيقه الاخر
"كان علي الاغلب شخص يمزح معك...تعلمين كم أنه يوجد العديد من الشباب الأهوج خاصتاً اصحاب تلك الصفحات الاجتماعيه، يقومون بعمل مقالب مثل هذه لاخافه الناس...لم يكن اتصالا واحدا او اثنين يوجد العديد من مثل هذه الحالات...قلتي انه لعق السكين اليس كذلك ؟؟"
"اجل..."
تمتمت باقتضاب
"اذا فهذا يؤكد ما أقول، اي شخص عاقل سيقوم بشُرب الدماء ؟؟ فعل هذا لأنه مقلب وعلى الأغلب كانت هذه الصلصه التي يستخدموها في تلك المقالب لذلك شربها كما لو كانت لا شيء كما قلتي..."
قال الشرطي بصوت مازح...وتسائلت حينها، إن كان الامر كذلك حقاً ؟...
ربت الشرطي علي كتفها وفي عينية نظره مُطمئنه تُخبرها الا تقلق...
اخذت نفساً وقد بدأت تهدأ... وسرعان ما خرجت من مركز الشرطه وهي مازالت تفكر بإجابة ذلك السؤال...
هل كان حقاً ذلك الوغد يريد فقط اخافتها لأجل مقلب ما ؟؟...
ربما نعم وربما لا...ربما اراد اخافتها لانه شعر بالانكسار بعد رؤيتها مع ذلك الشخص من الامس...لذلك أدي مثل تلك التمثيليه لاخافتها...وقد نجح في هذا للحظات...
بالنهاية هو مجرد وغد....وغد جبان...قبضت على يديها في غضب وهي لا تصدق أنها وقعت في مثل هذه الخدعه الحمقاء...لن تتحمله بعد الآن.... إن كان يظن انه سيخدعها بدماء مزيفه...فهي واثقه من أنه...سيختفي من أمام نظرها اذا ما طعنته بسكينها ورأي الدماء الحقيقيه امامه...
ذلك ما قررته....لكنها لم تنسي...انه حتي ان فعل ذلك لاخافتها... قد يكون بالفعل مصاباً بقليل من الجنون...
كادت تقسم انها حتي شعرت بالسواد والشر الذي يغمر قلبه من مكانها بالامس بالطابق الثاني... بالإضافة للقشعريره التي سببها لها أكثر من مره.....كانت هذه العلامات التي شعر بها جسدها تُنببها وتصرخ بالخطر بالنسبه لها وكانت أكثر من كافيه لتأخذ حذرها.... لأنه حتي وإن كان مجرد مترصد...يوجد شيئ مسير للتشاؤم بشأنه... وستكون على أهبه الاستعداد لمواجهته وأخراجه من حياتها...
حال أن خرجت من افكارها، نظرت للساعه...وقد فاتت مناوبتها...لذلك اتصلت واعتذرت وتم تبديل مناوبتها لليوم بالمناوبه الليليه
اغلقت المكالمه مع المدير وضغطت على رقم رينا
وأتاها صوتها القلق من الناحيه الاخري كانت قد أخبرتهم انها متوجهه لمركز الشرطه مره أخري في الصباح....لذلك بعد اخبارها ما حدث بالمركز..زفرت رينا بارتياح...
"مع ذلك..لا يجب أن تبقي بمفردك، في الواقع...انا في منتصف حزم حقيبتي الان ، أمازلتي أمام مركز الشرطه ؟"
نظرت رايفي للطريق حولها، أعادت النظر لقدمها التي طرقت بها أرضاً...
"أجل..."
"اذا انتظريني سأتي لأقلك في خلال عشر دقائق.."
" حسناً"
أجابت رايفي وهي تشعر براحة اكثر من ذي قبل...
برؤيتها لرجال الشرطة يسارعون خارج المبني في سيارتهم، تنحت جانباً...
اتجهت لإحدي المقاعد العامه بجوار المركز، وجلست هناك...
لم تمتلك سماعه اذنها، لذا أكتفت بتشغيل أغنيه علي هاتفها مع خفض الصوت حتي لا ينزعج الآخرون من حولها...
استندت بكلتا يديها علي المقعد وهي تتأمل المارين والطريق بعشوائية، على الرغم من أنها لم تنم وأمضت ليله عصيبه...إلا أن الجلوس في طريق مزدحم و سماع احدى أغنياتها المفضله جعلتها تسترخي...
كانت تتلفت بعينيها ببطئ تشاهد المتاجر في الشارع المقابل... ، استدارت برأسها تجاه متجر أخر وحينها تقابلت أعينها مع ضوء ساطع ، أغمضت عينيها للحظه وهي تستوعب ما يحدث...وتدرك أنه قد تم تصويرها للتو...
ما أن عاودت فتح أعينيها حتي نهضت وهي تنظر يميناً و يساراً محاوله تحديد المكان الذي صدر منه الضوء او رؤيه شخص مريب يقف يحدق بها...لكن...كان هناك الكثير من الماره...ولم يكن هناك من يقف ممسكاً بكاميرا موجهه نحوها او حتي ينظر لها... ، هل تخيلت ذلك ؟...
ربما في وضع اخر كانت لتظن هذا....لكن في مثل هذا الوضع حيث تتبعها ذلك المترصد اللعين... ، ألن تكون أحتماليه كونه هو من يراقبها أنه قد التقطتها هي الاعلي ؟؟....
حقاً ؟!..وهي على بعد خطوات من مركز الشرطه ؟!....
زفرت بضيق وهي تعاود الجلوس علي المقعد ، اخرجت هاتفها...ومن ثم انتقلت للمحادثه الغير مرغوبه...
'رايفي : انت من قمت بتصويري للتو اليس كذلك ؟ '
رفعت عينيها عن الشاشه وهي تنظر لكل شاب يحمل هاتف في شك...حتي سمعت إشعار وصول رساله...
'رقم مجهول : ليس بيدي حيله إن كنتي تجلسين بهذه اللطافه'
نظرت في صمت للرساله للحظات...مجرد فكره أن ذلك اللعين يظن انها لطيفه...جعلت بدنها يقشعر...
"اللعنه عليك"
همست وهي تغلق الهاتف و تستند بظهرها علي المقعد واضعتاً قدم فوق الاخري... ، مررت أعينها في الطريق مره اخري قبل أن تمد يدها أمامها وترفع اصبعها الأوسط له...
توجهت بعض انظار الماره لها ، لكنها لم تهتم
...لم تره...لكنها تعلم أنهُ يفعل...
أخفضت يدها وأعادت تشغيل أغنيتها...وسرعان ما أتت رينا بعدها بعده دقائق...ركبت السياره متوجهين نحو منزلها
توقفت امام بوابه منزلها الخشبيه القصيره....
"ماذا....." تمتمت بدهشه وهي تنظر لسور منزلها...
السور التي رحلت وكان قطع محطمه ، عاد سليماً وكأنه لم يحدث شيء...
دعكت أعينها مره أخري وهي تعاود النظر السور...سليم...الحديقه مُرتبه... كما لو أن كل أحداث الامس لم تكن حقيقه...اتسعت دهشتها وهي تفكر كيف حدث هذا ؟
ليس وكأنها كانت في وعيها لتحضر شخصاً ما لاصلاحه...
"رينا هل انت من قمتي بأصلاحه ؟"
سئلت رينا التي كانت تخرج حقيبتها...
"ماذا ؟"
لم تدرك مقصدها لثوان وسرعان ما تذكرت أنها ذكرت ان سورها قد تحطم...
"اوه..لا لست انا...ربما ايمي او لونا ؟ "
وقفت رايفي للحظات وهي تذكر إن ما كانت اخبرتهم بتحطم سورها...تحققت من الرسائل مره أخري وكان كل ما ذكرته انه أتي مره اخري..لكن لم تذكر شيئاً عن السور...ظهرت تلك الاحتماليه في عقلها..لكنها سرعان ما استبعدتها.....
دخلت المنزل وقفت في صاله منزلها بينما هاتفت كلا من ايمي و لونا ظنا أن إحداهن نسيت أنها ستذهب للشرطه و مرت لتطمئن عليها في الصباح وحدث ما حدث.....
لكن لم يكن الامر كذلك...لم تكن إحداهما...عصرت عقلها مره أخري وهي تفكر في من يمكن ان يكون من اصلح السور... وبالنهاية لم يبقي لها حقاً سوي ذلك الاحتمال التي أستمر بالظهور في عقلها واستمرت باستبعاده من انعدام عقلانيته....وجهت نظرها خارج زجاج صاله منزلها
"بالتأكيد هو ليس مجنوناً لهذه الدرجه..."
همست وهي تتأمل السور بالخارج...
ليس هو....لما سيصلح السور الذي دمره ؟؟
كلا....حتي إن حطمه لما سيعيد اصلاح سور منزلها من الاصل ؟!!
كانت تلك الافعال...التي لم تكن طبيعيه..لم تستطع تفسيرها وتعدت الجنون...هي ما جعل تلك الافكار السوداويه تجول في عقلها....انه ليس مجرد مترصد ما او فتي اهوج يصنع المقالب...كانت الافعال مريبه للغايه ليكون كذلك...
لم تتحمل التوتر الناتج عن هذا الفضول...
لذلك نظرت للسور مره اخيره قبل ان تقوم بكتابه الرسالة وضغط زر الارسال....
'رايفي : السور....ليس انت اليس كذلك ؟...'
'أخبرني أنه ليس انت...أخبرني أنه ليس انت...'
كررت بداخلها مراراً وتكراراً... وهي تدعي أنه لن يكون الشخص الذي اصلحه...
وكالعادة لم يأخذ الامر وقتاً حتي رأت رده...
ترددت قبل ان تفتح الرساله لكنها سرعان ما فتحتها...
'رقم مجهول : لا يمكنني رؤيه منزلنا محطم '
تسمرت...لم يظهر علي وجهها أي تعبيرات...و تساءلت بجدية لكم من المرات سيصدمها جنونه...تركت الهاتف يسقط على الاريكه... جابت في صاله منزلها وهي لا تدري ماذا تفعل...
استندت علي رخامه مطبخها...أخذت نفساً...وهي تحاول تهدئه نفسها....حاولت اقناع نفسها بعكسما ظنت....ان افكاره المتفرده المريبة هذه...لا تنبع من مكان مظلم...بل تنبع من جنونه كونه شاب أهوج...أجل لابد أن يكون الامر كذلك...فبدون ذلك لن يمكنها أن تنفي ذلك الاحساس المقيت أنه كيان يفوق قدرتها..انها ليست ندا له.... وأنه لن يمكنها التخلص من اعينه المظلمه التي حُفرتُ بداخل عقلها....لذلك، كان عليها التصديق...لتتمكن مواجهته...
وباقناع نفسها بهذا...بأنه لا شئ..مجرد لعين يتسلي بمحاوله أخافتها....عادت والتقطت الهاتف...اذا نظرت للأمر من هذه الجهه..فحتي هذه الرساله ربما هي تمثيليه وادعاء اخر ليثير غضبها ويتلاعب بها....
'رايفي : اولاً هذا ليس منزلنا بل منزلي انا...ثانياً بأي حق تجرؤ على اصلاحه بينما انت من حطمته ؟'
'رقم مجهول :إن لم تكوني مشاغبه وتستنفذي صبري كما فعلتِ بالأمس لما حدث ذلك '
ضحكت في سخريه وهي تنظر للرساله... حقاً كم جرحت من كبريائه ليخبرها مثل هذه التفاهات ؟
'رايفي : استنفذ صبرك ؟ اتظن اني اهتم ؟"
' رقم مجهول : ربما لا تهتمي الان لكن عليك الحذر رايفي قريبا ستستنفذين جميع فُرصك معي وحينها لن اكون بهذه الرأفه '
ضحكت رايفي مره أخري... ، التحدث كما لو أنها ستكون تحت رحمته...كم هو يائس ليكتب هذه الكلمات مدعياً انها تحذير...
هزت رايفي رأسها بسخريه في عدم تصديق...
"هل هناك شيئ مضحك ؟ " ، سئلت رينا التي انتهت من الاستحمام وعادت للطابق السفلي مره اخري
ابتسمت رايفي وهي تترك الهاتف...
"لا شيء...هل اغتسل انا أيضاً ؟ اود أن اسقط في النوم لعده ساعات قبل الذهاب للعمل.."
صعدت للطابق العلوي بينما اخذت رينا جهاز التحكم الخاص بالتلفاز وقامت بفتحه ريثما جففت شعرها بمنشفه...
وكان لدي رايفي شعور قوي بأنها قريبا جداً...ستعود لحياتها الطبيعيه...
أستندت علي احدي الطاولات وهي تنظر لساعه الحائط المُعلقه...أوشكت الساعه علي أن تصبح الثانيه عشر ، لم يتبقي سوي القليل من الزبائن... ولأن المطعم كان مزدحماً أكثر في المساء كالعاده... ، كان جسدها متيبس للغايه...
شبكت يديها معاً... ، مددت ذراعها أمامها ومن ثم لأعلي ، شعرت بذراعيها يسترخيان مره أخري... ، وبالرغم من انشغال جسدها طوال اليوم ، الا أن عقلها كان مازال منشغلاً بفكره واحده... ، وهي كيف ستتخلص منه...عضت علي شفتها وهي تتذكر جسده الضخم مره أخري...كان قلقها الوحيد هو أنها لن تتمكن من مواجهته بسبب ذلك الجسد... ، لذلك عمل عقلها في التفكير في وسيله اخري...
"رايفي !"
"اوه..نعم ؟!"
خرجت من شرودها على صوت ميا
"بما أن المطعم يُعد فارغ هل بأمكانك مساعدتهم في فك اربطه صناديق المنتجات التي وصلت اليوم ؟ "
أشارت ميا الي غرفه المطبخ
" حسناً سأفعل ذلك.."
أجابت رايفي بابتسامه...
وبالفعل دخلت رايفي من المطبخ وعبرته وتوجهت حيث المخزن... ، تنهدت ما أن رأت كومه الصناديق التي احتوت علي زجاجات زيوت وغيرها من المنتجات المطلوبه علي الارض وقد عمل الجميع علي حل أربطه الصناديق وأخراجها...
توجهت الي حيث هناك وبدأت رايفي بالعمل معهم...وفقط ، حين كانت تقوم بفك رباط ثالث صندوق... ، خطر في عقلها فكره...
توقفت يدها للحظه عن العمل وهي...لا تدري أين كانت تلك الفكره من قبل ، مع مثل هذا الامر...التعامل معه سيكون اسهل مما توقعت...
"هل أضعهم في حقيبه ؟ "
أومأت رايفي بابتسامه على وجهها...
كانت في مزاج جيد بما فيه الكفاية بعد أن عثرت علي الحل ، لئلا تهتم لنظره العامل بينما وضع زجاجه المُخدر الرشاش و الحبل معاً في حقيبه واعطاؤهم لها...
أخذت الاشياء وعادت لمنزلها في سعاده ، كانت تشعر بقدر كبير من الثقه...
إن قامت بتخديره وربطه ، حينها لن يستطيع أن يفعل لها شيئاً... ، ويمكنها تسليمه للشرطه ويمضي وقته في السجن بعيداً عنها حينها ، حتي أنها احضرت الحبل طويل للغايه لتتمكن من ربط جميع اجزاء جسده كانت سعيده بما خططت حتي أنها كادت تصفق لنفسها...
أخرجت الحبل والرشاش من الحقيبه البلاستيكيه و وضعتهم علي الطاوله بجوار الباب في غرفتها...
قامت بالاستحمام وارتدت ثوب نوم أبيض قصير ذات أكتاف ساقطه وذهبت للأسفل حيث جلست رينا تشاهد التلفاز ، بعدما عادت من عملها منذ قليل هي الاخري...
ظنت انها ليست فرصه سيئه لمشاهد فيلم والجلوس والاسترخاء منذ فتره... ، لذلك حضرت بعض الفُشار وكانت على وشك أخراج بعض الكحول من ثلاجتها لكنها وجدت انها قد نفذت منه....او بالاصح كانت رينا تشرب أخر عُلبه الان...
"رينا هل احضر لكي نبيذ معي ؟ "
"اوه لا بأس...سأكتفي بهذه.."
هتفت رينا وهي ترفع العُلبه...ابتسمت رايفي وتوجهت حيث النبيذ..وما أن فتحته... ، لم تتفاجئ حتي حين عثرت علي زجاجات الويسكي خاصته مره أخري... ، ومره أخري دون أن تبدي أي رد فعل أمسكت بالزجاجات والقتها في سله القمامه... ، لن يغيظها هذا الان ، بإمكانه وضعها كما يشاء وستلقيها في كل مره...
احضرت النبيذ الخاص بها ، سكبته في كأس واتجهت الي حيث الاريكه ، بينما شاهدت الفيلم...لم تكد تجلس على الاريكه خمس دقائق...حتي رأت رينا تنهض وهي تتلقي مكالمه هاتفيه من عملها...كانت رينا تتحدث بصوت جاد... لذلك اخفضت رايفي صوت الفيلم حتي لا يعيق مكالمتها...
ما أن انتهت المكالمه حتي أسرعت رينا للغرفه التي مكثت فيها بالطابق الثاني..وخلفها رايفي..كانت رينا تبدل ملابس نومها وتستعد للخروج
"ما الامر ؟؟!"
سئلت رايفي بدهشه
"الشركه !! يوجد مشكله في الشركه على الذهاب الان !!"
هتفت رينا وهي ترتدي ملابسها على عجل وقد انتهت في اقل من دقيقتان ، وهي تعاود الاتجاه للاسفل...
لكنها سرعان ما تذكرت واستدارت وهي تنظر لرايفي التي وقفت على سُلم الطابق الثاني
"قد يستغرق الامر نصف ساعة او ساعه لا أدري لكن..ما أن احل الامر سأعود سريعاً "
أومأت رايفي...انتشلت رينا مفاتيح سيارتها وهرعت للخارج ، بينما توجهت رايفي لغرفتها وهي تفتح ستائر الغرفه وزجاج نافذتها... ، شاهدت بينما ركبت رينا السياره ، وسرعان ما انطلقت... ، برؤيه سرعه السياره... أمسكت رايفي هاتفها وارسلت لها أن تتروي في طريقها وإن كانت تشك في أنها ستقرأ الرساله حتي في هذا الحال...لكن على أي حال تمنت رايفي أن تكون صديقتها أمنه وأن تسير الامور جيداً في شركتها...
كانت على وشك اغلاق الستائر لكنها توقفت حين وصلتها رساله أخري...
أخذت نفساً وهي تنظر حولها ومن ثم فتحت الرساله...
"رقم مجهول : لقد حذرتك "
لم تكد رايفي تقرأ الرساله حتي سمعت صوت بالخارج ، وقع نظر رايفي علي السياره التي رأتها بالامس وهي تعاود الظهور في طريق منزلها... ، لكنه توقف علي بعد مسافه كبير في الشارع المقابل لمنزلها...
ابتلعت ريقها وهي تُخبر نفسها أنه مجرد تهديد سخيف وأنه لن يتمكن من فعل أي شيء لها ، بالعكس هي من أنتظرت الفرصه...
أغلقت العربيه اضواءها ، صوت رساله أخري صدرت من هاتفها بينما تعلق نظرها بالسياره ، اخفضت نظرها للرساله في الهاتف
' رقم مجهول : اهربي يا رايفي '
رفعت عينيها بقلق للطريق مره أخري ، رأته يخرج من السياره ، وقع قلبها في قدميها...بينما رأت المسدس في يديه...ولم تكد تمر لحظات حتي صرخت وهي تراه بدأ يركض بسرعه جنونيه نحو منزلها...
.............
أتمني أن الفصل قد نال اعجابكم 🥰
انا مازالت في فتره الاختبارات..لكني قررت نشر هذا الفصل بما ان تعليقاتكم شجعتني لنشره رغم اني قلت اني لن انشر سوي بعد انتهاء الاختبارات..ولم يحتاج للكثير من التعديل..
انا اقوم بالتعديل على الرواية...ليست الفصول المنشورة بل الفصول الغير منشورة بداية من الفصل التالي لاكون أكثر دقه....سأقوم بتعديل المشاهد الغير الملائمة...ومحوها بقدر المستطاع...💖💖
اذا..اراكم الفصل القادم 😘
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro