ch.2
*رايفي*
...اشعر به...
...وربما لا...
على اي حال...لا أود الذهاب للعمل
اشعر أني أصبحت اكثر حساسية هذه الفترة
ذلك الموقف الغريب في مناوبة ليزي...
والصباح التالي حين سمعت أنه تم العثور علي جثة بعد شارعين فقط من مطعمنا...
... أعلم أن المدينة غير آمنه...لكن ذلك الحي آمن بدرجة ما....
او هذا..ما ظننته... لكن أن تحدث جريمه قتل في حينا... وأن يشتبه بأن الشيطان هو فاعلها، كان أمراً مُرعباً للغاية...
مازالت معدتي تتقلب كلما تذكرت كلمات اليس حين حذرتني الا اذهب من ذلك الطريق...حيث حدثت الجريمة...
ذِكرها أن الوجه كان مهشم وممزق لدرجه أنهم لم يستطيعوا معرفه صاحبه، أطرافه المفقودة...والاسوء أن احشاء جثه ذلك الشخص كانت في كل مكان...لذلك اثار الدم متناثرة في ذلك الطريق...
الجميع ظن بأن الشيطان هو من فعلها...بالرغم من أن الجريمة كانت اكثر وحشيه هذه المرة...او الا في حاله أنه قد ظهر من هو اسوء منه.... لأنه أياً كان من فعلها...فمن الواضح أنه كان قد اطلق جماح جنونه وهو يمزق معدة الرجل بسكينه لاشلاء...
فقط إن أمسكوا بذلك الشيطان...كان ليخفف عبء من اعبائي...لكن الشرطه المُغفله لا تفعل شيئاً...
ولكن هل بإمكاني لومهم؟؟
حتي المحققين الذين تمردوا محاولين القيام بعملهم...لم يعثرو على اثر واحد له...مع كل هذه الجرائم التي ارتكبها!! الا أنه كان دقيقاً في كل جرائمة...ومعظم ضحاياه هم اشخاص كذلك الرجل، لا يمكن حتي التعرف عليهم...الا عن طريق بصمتهم، هذا أن ترك أطرافهم سليمة وهو الأمر الذي نادراً ما يحدث
اهذا لأن القتل وظيفته؟
أهنا يأتي استخدام حكمه 'اتقان العمل'؟
سرعان ما ذكرت نفسي، القتل ليس وظيفه...بل جريمة...لا يفعلها سوي مريض نفسي...
ومع احتمال وجود مثل هذا الشخص بالقرب من حَينا...اشعر أني لا اود أن اذهب للعمل اليوم...
كل هذه المواقف الغير سارة...جعلتني اكثر انتباهاً واكثر حساسية لهذا...ربما لاني متعبه....فأنا اتخيل...
أتخيل أن هناك من يُراقبني...
شعرت بذلك بالامس...لكني أعدت تذكير نفسي أنه بسبب سماعي لذلك الخبر بالامس هو ما جعلني اكثر تحسساً...ربما انا فقط أُبالغ، لأني لا أشعر بالأمان...
بتشجيع نفسي أن غداً هو نهاية الاسبوع...
غداً سأذهب مع الفتيات لنمرح في النادي وألقي بكل ما حدث خلال هذا الاسبوع ورائي بينما امرح...بتذكر هذا الآن...اشعر أني أفضل بالفعل
صوت من باحة منزلي جعلني أدير رأسي لنافذة الغرفه...
نهضت من فراشي، ازحت الستائر للجانب بينما نظرت للباحة الخضراء من غرفتي بالطابق الثاني...لا يوجد شيء...هل خيل الي أني أسمع شيئاً؟؟
لكن منزلي يقع في منطقة هادئة للغاية...لا تحتوي سوى علي بضعه منازل مُتفرقة...وخلف خط المنازل هذا تقع غابه اعتدت علي اللعب فيها انا واختي حين كنا صغار...لكنها لم تعد هنا الآن... انتقلت لمدينة اخري لأجل جامعتها، منذ سنوات واستقرت بحياتها هُناك...
بينما انا دخلت الي قسم إدارة المطاعم...في جامعة بسيطة بالمدينة...وعملت بالمطعم بينما انا أدرس، لذلك حتي حين تخرجت من الكلية بالعام الماضي...فأنا مازالت من العاملين ذوي الخبرة بالمطعم...
استمررت بالنظر الي الباحه بينما اخذتني الافكار...ومازلت...لم أري شيئاً...فقط حين كنت على وشك اغلاق الستارة مرة اخري...لمحتها...قطة صغيرة في الشارع المقابل...لابد أنها من كانت بباحة منزلي...
نظراً لأن السور قصير فكثير من القطط تدخل وتخرج... وهذا أمر نسيته للحظات...
كما قلت انا... أبالغ بجميع الامور هذه الايام...
زفرت قبل أن اغلق الستائر كلياً وأستعد للعمل
اتمني أن يمر اليوم على ما يرام
.......
"رايفي، هل انت بخير؟؟"
تجاهلت كلمات اليس بينما نظرت لجميع الاشخاص من بالمطعم واحدا تلو الاخر ومن ثم جابت عيني الشارع خارج الزجاج....لا أحد...ينظر لي على الاقل...
اذا لماذا لدي هذا الشعور القوي بأن شخص ما كان يحدق بمؤخرة عنقي للتو!! وليس هذا فقط، انا أشعر بهذا منذ اللحظه التي غادرت فيها منزلي...وهذا مستحيل، لان شارع المنزل كان خاوياً للغاية...لانها منطقة نائية، ولم أرى مخلوقاً!...فلماذا بحق الجحيم استمر الشعور بهذا؟؟!!
اخذت نفساً...لا بد من أني حقاً لست بخير...
"انا اسفة اليس، لا اظن أنه بأمكاني أن أُكمل مُناوبتي لليوم..."
تخطيت اليس قبل سماع اي من كلماتها واسرعت لغرفة تبديل الملابس...اغلقت الباب خلفي...
الان فقط...لا أشعر بأعين احدهم تحدق في...لا أشعر أني مُراقبة...
جلست على الارض بينما هدأت قليلاً... أخرجت هاتفي
وراسلت ايمي...
' هل يمكنك أن تُقليني بسيارتك في الغد؟'
'ايمي : بالتأكيد هل هناك خطب ؟'
'سأخبرك لاحقا غداً...قد لا يكون شيئاً لكني حقاً متعبة ولا أود الذهاب بمفردي...'
'ايمي : لا بأس عزيزتي سأتي لأُقلك في السادسة'
أغلقت هاتفي...سارعت بتبديل ملابسي والخروج للشارع...
نظرت حولي يميناً ويساراً..لكني لم أرى شخصاً مُريباً...
في الواقع أظن أني لم أشعر بشيء...ربما أنا كنت مخطئة طوال هذا الوقت...علي اي حال سأعود للراحة في منزلي فعقلي وقلبي حقاً...مرهقان اليوم...
.....
"ربما يوجد...أحداً ما يترصدك؟"
نظرنا جميعاً الي رينا، عيناها الزرقاء تلمعان...
كنا في تجمع انا والفتيات...انا وايمي اصدقاء من المدرسه الثانوية وتعرفت علي رينا ولونا في الجامعة..بالطبع عرفتهم على ايمي كذلك واصبحنا أربع صديقات سوياً..ولان جميعنا نعمل...فلا نتقابل سوي في عطلات نهاية الاسبوع...
كما اليوم، حيث أقلتني ايمي لمنزل لونا بينما تجهزن للذهاب للنادي...وهناك اخبرتهم...عن الجريمة التي حدثت في حي المطعم وعن الشعور الذي يراودني بأني مراقبة من ذلك اليوم...وكان هذا، هو تعليق رينا على موقفي...
"لا اظن ذلك..." ايمي التي اجابت بينما وضعت الماسكارا علي رموشها، التفتت الي
"الم تقولي أنكِ لم تري احدا؟؟"
"اجل"
"اذا إن كان هناك شخصاً ما حقاً...كنتي سترينه ولو مرة على الاقل...بما أنكِ قلتي أنكِ شعرتي بهذا طوال اليوم"
بعد سماع الأمر منها فأنا أكثر اقتناعاً بكلماتها...
"اذا لابد أن جريمة القتل التي حدثت هي السبب لشعورك بهذا..." أقرت لونا وقد أعادت تمشيط شعرها البُني والذي ماثل لون شعري، الفرق هو أن شعري وصل لمنتصف ظهري بينما شعرها كان اطول من ذلك بقليل...
"او أنك حقاً علي وشك الجنون من كونك عِاذبة..."
"هذا صحيح!!"
اقرت كلا من لونا وايمي علي كلمات رينا...
"هذا لأنه مضت فترة طويلة للغاية منذ أن واعدتي او لمستي فتي...لذلك السبب أنت تشتاقين لاهتمام أحدهم الآن"
زفرت بملل، لا يعقل أن يكون هذا هو الأمر...او ربما هو كذلك؟ شككت في الأمر حين تذكرت توتري في المطعم في ذلك اليوم...وتصرفي الغير مهني حينها، ربما هم على حق في ذلك...
علي أي حال سأرقص واشرب الليلة حتي انسي كل هذا، حتي لا أشعر بأي شيء حتي أخر اليوم!!
...........
نبض قلبي بسرعه في صدري، لا أدري إن كان هذا بسبب الكحول الذي تجرعته ام بسبب الموسيقي العالية التي رجت قاعه النادي بأكملها...
جلست انا ولونا نشرب الكحول، بينما ذهبت رينا وايمي للرقص بالحلبة رينا ترقص مع نفسها...بينما ايمي تحاول العثور على شاب جيد يرضيها لليلة...بعد ساعة او ما شابه...بعد أن تجرعنا كل ما يمكننا من كحوليات انا ولونا، نزلنا الي حلبه الرقص...بالكاد كنت أرى أمامي...
شعرت بذراع أحدهم تجذبني للخلف...حاولت فتح عيني النصف مغلقه وكانت رينا، او هذا ما أظن اني أراه...
"ابقي بجانبي...حقاً لقد اسرفتي للغاية في الشرب!! إن تم اختطافك الان ستُرحبين بذلك!"
ابتسمت بينما لم تدخل جميع كلماتها رأسي...
"اترين ذلك الشاب الوسيم الذي يُدخن بالاعلي؟! إنه يحدق بك منذ دقائق!! "
هتفت لونا من جوارنا...
أخذت دقائق بينما حاولت التركيز لتجول عيني الطابق الثاني من النادي، لم أرى شيئاً ولكني سرعان ما سمعت تأوه لونا...
رينا قد ضربتها على كتفها بينما صاحت
"انتي أيضا حالتك يرثي لها وتتخيلين اشياء غير موجوده!! لا أحد بالاعلي ينظر لها!! حقا، لماذا تحتم أن تشربوا هذا القدر بينما انا معكم..."
"لكني حقاً رأيت___"
اعتقد أني سمعت لونا تجادل رينا لكني لم اهتم لقد استمعت للموسيقي، وحركت جسدي معاها...بينما بالكاد كنت قادره على فتح عيني...
وحينها أدركت...اني قد حققت هدفي لليوم...لم أعد أشعر بأي شيء...سواء كان شاب ما ينظر لي او عِدة شُبان لا أشعر بأي شيء...
.........
أظن أنها كانت رينا من القتني بداخل منزلي وكنت مازلت اسمع صياح لونا الثمله بالسيارة....
اظن أيضا أن رينا كانت تشتم الآن... قبل أن تغلق الباب خلفي...
بالكاد كنت اري أمامي...لكني اصريت على النوم بسريري...لذلك بعد عدة محاولات لصعود السلم دون أن اسقط أخيراً وصلت الي غرفتي والقيت بجسدي المنهك علي السرير وسقط في نوم عميق...
......
رأسي...رأسي تقتلني...
ما أن حاولت فتح اعيني...حتي وجدت أشعة الشمس وقد سقطت على عيني...
لقد نسيت أن أُغلق الستائر قبل النوم...مُنزعجة من ضوء الشمس الساقط على عيني، أدرت رأسي...عيناي النصف مُغلقة، تقع علي الوردة الحمراء بين يدي...
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro