Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

ch.18

قراءة ممتعة ⁦(◕ᴗ◕✿)⁩

........

لأن المستودع كان قريباً من طريق القصر، مشت لفترة وسط الأشجار وسُرعان ما وجدت نفسها قد عادت للطريق الرئيسي...

لكنها لم تمتلك شيئاًً لا محفظتها ولا هاتفها...ولا حذاؤها...
لم يكن بإمكانها فعل شيء سوى السير عبر الطريق عائدة للمدينة بمفردها او محاولة إيقاف سيارة ما من السيارات القليلة التي مرت...

كانت ليلة حافلة...لكنها كانت تُحاول أن تكون بخير، ذلك اللعين الذي تلاعب بها لم يعد له وجود...كانت تلك الفكرة وحدها تُريحها...

مازالت تضع فرصة نجاته المحدودة في الحُسبان...
ربما تمكن حقا من الهرب في النِصف دقيقة المُتبقية، كان الشيطان على اي حال...رُبما تمكن من فعل ذلك...

مع ذلك سواء مات ام عاش، كان ذلك أفضل خيار أتخذته...
لم تهتم...إن كان هناك نسبه واحد في المائة لقتله فكانت لتفعلها

اذا لم يستطع كل هؤلاء الرجال مواجهته كيف كانت لتفعل هي؟

استغلال تلك الفرصة، كان أفضل ما فعلته لليلة...
لقد تحررت، لن يُطاردها قاتل مجنون بعد الآن...

رأت سيارة أخرى أخيرا تقترب، حاولت الإشارة لها لكن بلا فائدة، ربما لأنه طريق سفر والسيارات تحركت على سُرعة عالية لم يلحظها أحد...

لذلك لم يكن لها خيار أخر سوى الإستمرار بالمشي في مُحاولة للوصول للمدينة، سيراً علي الأقدام...
هكذا ظنت في البداية، لكن بعد سيرها لأكثر من ثلث أو نصف ساعة...لم تدري الوقت بالتحديد لكنها شعرت أنها كانت تمشي دَهراً...جسدها مُنهك، أقدامها الحافية مُتورمتان ومجروحتان بما فيه الكفاية بالفعل

مشت بخطوات ثقيلة مُتباطئة، خطوة تلو الأُخرى في إرهاق...
زفرت في تعب وهي ترفع رأسها لأعلي تتأمل ضوء القمر والسماء فوقها...

السماء الهادئة كانت جميلة للغاية، وكأن كل الأحداث المؤسفة لليلة لم تحدث...
أخذت لحظات تنظر لتلك السماء في هذا الصمت المُحيط بها، حتى قطع هذا الصمت صوت مُحرك سيارة أخر...
التفتت لكن سرعان ما تقوست عيناها وهي ترى ضوء سيارة ساطع تقترب منها، يضرب في عيناها...

دون أن تُحاول أن تُشير حتى، السيارة التي كانت مُسرعة بالفعل باتجاهها توقفت بجوارها...

كانت تتساءل إن ما كان احدا يعرفها او شخص ما لمحها ويود تقديم المساعدة لها...

وقفت في مكانها وهي ترى زُجاج السيارة الجانبي ينخفض
لتقابل عيناها، أعين حالكه جعلتها تفقد قدرتها على التنفس...

علقت أنفاسها بحلقها للحظات وهي تنظر للوجه المُترب للشخص الذي ظنت انها تخلصت منه بيديها مُنذ نصف ساعة مضت

"اصعدي"
نطق بلا مبالاة، بشعر أشعث، وملابس ممزقة

بدلته الفاخرة التي بدا وسيماً بها في هذه السهرة...
لم يتبقي منها سوي البنطال، و نصف القميص الذي غطى صدره و إحدى ذراعيه بينما ظهر كتفه الاخر عارياً أسفل كم قميصة المُحترق

"نجوت إذا..."
نطقت بلا تعبير محدد على وجهها، إن كان هناك تعبير ما ليظهر على وجهها... فقد كانت خيبة أملها...

لتظهر إبتسامة واثقة على وجهه اللعين

"لا يُمكنني الموت وتركك خلفي"

كان عليها تجاهل الضيق الذي شعرت به أثر رؤية إبتسامته، تكره ثقته التي تجعلها لا ترى سوى مستقبل مُظلم أمامها من صُنعه...

لكنها مازالت أدعت عدم الاهتمام بكلماته وهي تنخفض لتنظر له في عينيه مباشرة من خلال النافذة وهي تهدده بصوت بارد يُفصح عن جديتها...
"انا أحذرك، أرحل ولا تقترب مني، ما فعلته اليوم، لست نادمة لفعله، سأُكررها مئات المرات إن رفضت تركي وشأني"

"إن كان ذلك يعني انك ستُنادين بأسمي مجدداً، فلا أُمانع"
نطق لتجفل هي رموشها عدة مرات في صمت، تحاول استيعاب قدر الجنون الذي في عقله كي لا يُمانع ذلك...

كانت تندم أنها نادت باسمه بالفعل...كانت حمقاء لأنها ظنت أنها ستكون أخر مرة...

لم يكن لديها كلمات أخرى ترُد بها عليه، ربما كان لا بأس له بذلك، لكنها لم تود برؤية قنبلة أخرى لآخر حياتها...
مرة واحدة تكفي بالفعل، لذلك أعتدلت مُبتعدة عن النافذة وعاودت السير في صمت....

هي فقط لا يُمكنها التحاور مع مُختل يُفسر كل أفعالها بطريقة جنونية.

لم تكد تخطو عدة خطوات حتي وجدت السيارة قد تحركت مرة أخرى يُعاود قطع طريقها...

"أخبرتك أن تصعدي."
بصوت أجش جاف نطق لتسير القشعريرة في جسدها، ليس وكأنها ستسقط لخوفها منه...بالعكس، نبرته الأمره تجعل خوفها يتحول لغضب...

"وأخبرتك اني لن أفعل!"
صاحت في وجهه، سرعان ما تجاهلته وابتعدت مرة اخرى لكن مجدداً لم تكد تخطو عدة خطوات لينطلق مُعيقاً طريقها بسيارته للمرة الثالثة...

"هذه أخر مرة أطلب منك يا رايفي، أصعدي السيارة اللعينة قبل أن اقوم بفعل هذا بنفسي"
قال بابتسامة لم تصل لعيناه المظلمة، كان بإمكانها القول انه كان يجز على أسنانه ليسيطر علي تعبيرات وجهه بالفعل...

لكن ليس وكأنها تهتم،كان يُخيفها...لكن لأنها علمت من هو حقاً الآن... لأنها حملت مقداراً ضئيلاً من المشاعر السخيفة تجاهه، لأنها كادت أن تقوده اليها بأقدامها... لأنه الشيطان...
كانت حقيقه ما فعلته هي تُزعجها للغاية...
لتتجاهله للمرة الثالثة وهي تدور من خلف سيارته وتكمل طريقها...
بقدر ما ظنت انه سيسأم ويرحل لكنها أدركت أنها مخطأه وان إرهاقها جعلها تنسى أن ذلك اللعين كان ينفذ كل ما يقوله...

سمعت صوت باب السيارة يُصفق، نظرت خلفها للحظة لتراه قد ترجل من السيارة، آت اليها...

اعتراها الذعر الذي تجاهلته منذ لحظات بما يكفي، لتشعُر بالادرينالين يندفع في جسدها للمرة المائة لليلة لتنسي أقدامها التي آلمتها وتبدأ بالركض مرة أخرى... لكن حتى إذا شعرت هي بذلك فلابد أنها لم تكن كذلك...لم تكن بالسرعة التي تخيلت وشعرت انها تركض بها وربما لان جسدها كان مُتعب للغاية، لكن لم تكد تركض عدة خطوات حتى شعرت بيد تقبض على خصرها، ترفعها وتلقي بها لأعلى بعنف ليلتقطها مجدداً واضعاً اياها على كتفه...

صرخت وهي تحاول النزول والهروب من قبضته، تضرب بيدها علي ظهره، لكن بلا فائدة بالنهاية تم جرها لسيارته،
فتح باب الراكب والقي بها بالداخل قبل أن يغلق باب السيارة موصداً السيارة بأكملها...

لم يكن بإمكانه رؤيتها من زجاج السيارة المعتم، لكن برؤية أنها توقفت عن صراخها، علم أنها هدأت...
وكان بإمكانه التأكد من ذلك ما أن دخل للسيارة و رؤيتها وقد عقدت ساعديها أمام صدرها في غضب صامت...

لانها لن تحاول الهرب مرة أخرى وكانت غاضبة، اهتز صدرة في ضحكة خافتة، لأنها بدت لطيفة للغاية بينما فعلت ذلك...
وبسماع ضحكته أخفضت يدها، وهي تُرخي جسدها على المقعد...تُعلن استسلامها، لا ترغب أن تفعل اي شيء يكون في سبيل إمتاعة او إثارة رد فعل ما منه

شعرت بشيء يوضع عليها لتُفاجأ بمحفظتها وهاتفها اللذان سقطا منها...لم ترغب بمعرفة حتي كيف عثر عليهما
لكن شيء واحد تساءلت حقاً بشأنه

"لماذا أنا؟ اليس هناك شيء أفضل تفعله؟"
الشيطان الذي كان حديث المدينة...هل كان لديه وقت الفراغ لترصُدها والتسلل لمنزلها؟

"تعلمين إذا، الجهد الذي ابذله لأكون معك."
بالتأكيد وسط جداول ضحاياه ومواعيد قتله، يجد الوقت الكافي ليترصدها منذ فترة الآن...أرادت الضحك في سخرية لكنها منعت نفسها...لتُكمل...كان هناك نقطة تحاول الوصول اليها...

"لا تبذل جهداً إذا، فقط لتقُم بمحوي واكمال حياتك كما كنت تفعل وستعود حياتك لما كانت عليه"

"لن تعود حياتي لما كانت عليه قبلك، الآن أُفضل الموت عوضاً عن الابتعاد عنك"
أنهي جملته بإبتسامه مزيفه لتفهم أن حديثها معه بلا هدف وأن محاورة حائط اسهل من محاورته...

"لتمُت إذا"
اشاحت وجهها للناحية الأخرى وهي تنطق بحده و برود
لم يكن هناك ادني ذرة من الإهتمام او التعاطف على وجهها

علقت نظرها في الفراغ خارج النافذة بينما انطلقت السيارة، وهي تفكر في جميع الطرق الممكنه للهرب والتخلص منه....

الطريق الطويل الذي امضته في صمت أنتهي حين توقفت سيارته أمام منزلها
ترجلت من السيارة دون النظر له وهي تتجه للمنزل، لكن سرعان ما توقفت في مكانها وهي تسمع صوت مزمار سيارته...

التفتت لتنظر له من نافذته التي تم اخفاضها...
بينما اخرج عود سيجارة وأشعلها أخذ نفساً طويلاً ليطلقه قبل أن ينطق بهدوء
"سأنهي أمراً ما، وأعود سريعاً"

"لا تعد...لا تأتي لي مرة أُخرى، سأهرُب من هذه المدينة ان اضطرني الأمر"
بقدر ما تخلل صدقها صوتها، اكتفي بنفث الدخان مرة أخرى
ليظهر على وجهه شبح إبتسامة خافتة
"كلانا يعلم، ان ذلك لا يهُم، اينما ذهبتي سأكون هُناك..."

صمتت وهي لا تدري لماذا تستمر بمحاولة إقناعه...
كان من الاسهل تصديق انهم لم يتحدثوا اللغه ذاتها عوضاً عن إقناعه...

وبالنهاية انتهي حوارهم حين لم يفتح احدهم فمه...
أعاد وعده بأنه سيعود لها ومن ثم أستدار بسيارته ورحل...

تأملت سيارته ترحل لدقائق وقد شردت في الشارع الخاوي بدونه...
سُرعان ما أفاقت وتوجهت للداخل...كانت الساعة الثانية والنصف... وبقدر ما رغبت بالراحة، الا أنه حين توجهت لمرحاضها وتأملت مظهرها...

الدماء التي جفت علي وجهها، يده التي مرت على وجنتها سابقاً...
بقدر ما كانت تلك اليد دافئة ومطمئنة، الا أنها مُلوثه...

...الشيطان...

أدارت المياه بينما اشتعلت عيناها في عزم، مسحت تلك الدماء من علي وجهها لتخرُج سريعاً...

ارتدت معطفها، تتأكد من عقد حزامه جيداً كيلا يظهر شَيء من ثَوبها المُلطخ، توجهت للخارج مرة أخري وهي تطلب سائق اجرة قريب، سرعان ما وصلت واحدة وتوجهت لقسم الشرطة...

ترجلت من السيارة وتوجهت لداخل القسم الذي اتته عدة مرات...
لم تدري لم أتت الي هنا، ومالذي رغبت بإثباته...
لكن كان ذلك هو الأمل الضئيل الوحيد الذي امتلكته الآن

مرت بجوار عدة ضباط أمام البوابة الرئيسية،
وهي تتجه لقسم بلاغات المفقودين الذي سبق وزارته...

ذلك الشاب كان أملها الوحيد...
إن مازال لم يتواجد ذلك الشخص بقائمة المفقودين...إن كان مازال حياً يُرزق بمكان ما على وجه الارض...

فربما عَنى ذلك أنه ليس كما يدعي
أنه لم يكن الشيطان...
حتي مع أنه لم ينكر ذلك بنفسه...
الا أنه ربما كان يخدعها... ربما كان يفعل هذا ليجعلها تخشاه او لأجل اي سبب لعين أخر، أدعيطى انه الشيطان...

كانت علي وشك التوجه للغرفه الخاصة ببلاغات المفقودين
لكن سُرعان ما توقفت في إحدى الردهات المؤدية لتلك الغرفة...

توقفت لثوان وهي تتأمل المُلصقات المُعلقه على الحائط...
تشعر بدمعه تسيل علي وجهها...
وهي ترى الوجه الذي كانت تبحث عنه...
لا يُمكن أن تنساه...كيف وقد تأكدت أنها الآن السبب في مقتله...
حيث توسط وجهه مُلصق للبحث عن شهود لجريمة قتل...جريمة تعرف مرتكبها...

"هل هناك ما تحتاجينه يا أنسه؟"
التفتت لترى بجاورها لتري ضابط شرطة صغير السن

"لا، شكراً"
اجابت وهي تسرع بالمرور بجاوره تمسح الدمعه اللعينة التي سقطت بظهر يديها سريعاً...لتعاود الخروج من قسم الشرطه و العوده لمنزلها...

زفرت وهي تُلقي بجسدها في الماء...
ملابسها مبعثرة امام الحوض...
جسدها الثقيل يغرق في الماء، تُعيد رأسها للخلف يبتل شعرها حتى تشعر بالماء يُغطي وجهها...حتى كانت تغرق
لتعاود الصعود لأعلي مستوي الحوض وفقط تسترخي لما بدا لها أكثر من دهر...كانت تحتاج ذلك...تلك الراحة...وسط الماء الدافئ كانت تغفو كل خمس دقائق ليُفيقها جسدها ما أن تسقط في الماء مرة أخري...كان حوض أستحمام الطابق الأول أكبر من خاصتها لذلك كانت أكثر راحه... لم تقوى حتى الصعود لغُرفتها والقت بجسدها هنا فور مجيئها...

بعد أن أفاقت أخيراً وشعرت أن جسدها اصبح أفضل بقليل بفعل الماء الساخن، فتحت الصنبور وقامت بغسل جسدها وشعرها...ارتدت روب الاستحمام المتوفر وهي تضع منشفه فوق شعرها وتوجهت للخارج...

تسمرت أقدامها بينما كانت في طريقها للسُلم للصعود لغُرفتها...
كانت غلطتها انها لم تعبأ بإضاءة الانوار حال دخولها، بل أنها نسيت أنه أخبرها انه سيعود...

الشيطان الذي جلس بكل اريحية على مقعدها السميك بجوار النافذة يمسك كأس يرتشف منه ما تُخمن أنه ويسكي من الذي يحتفظ به في خزانه نبيذها...

علي الرغم من مظهر ملابسه المحترقة الممُزقة، الا أن وجهه الساحر يجعلها تتجاهل كل شيء، لا تري الا سواه لثوان
هزت رأسها وهي تتدارك نفسها...بقدر ما بدي فاتناً، كانت تُدرك الآن أنه المُستحيل

"الم اخبرك الا تعد؟"
وضعت يدها علي جبهتها وهي تحاول منع نفسها من الانفجار غضباً...لينهض هو ويتجه اليها، خطت للخلف وشعرت بمنشفة رأسها تسقط...وعلى الرغم من أن يداه أمسكت بيداها قبل أن تخطوا للخلف أكثر، تمنعها من الهرب

وقفت ثابته تنظر له بأعين تتشعل حده ليُبادلها هو تلك الحده وينطق بكل سُخرية
"لماذا؟ الا اتريدين ان اعرف أنك ذهبتي كالفأره لمركز الشرطة مره أخري؟ إذا ماذا...هل وجدت أحدا ليُساعدك هناك؟"

حقيقة انه علم انها ذهبت لمركز الشرطة بطريقة ما لا تهمها بقدر السخريه في صوته والتي تجعلها بائسة اكثر، مشاعرها تضطرب مرة أخرى بما يكفي لتُحاول دفعة

"ليس من شأنك!!"
صاحت بحده في وجهه وهي تدفعه بعيداً عنها

كان يسخر من جهودها...
لم تكن بالسذاجة التي ظنها لتفعل هذا مرة أخرى
الآن تعلم لماذا لم يتمكن احد من مساعدتها...

لكنها لم تستطع فقط أن تُخبره
أنها ذهبت لتعثُر علي اخر أمل يثبت أنه لم يكن اسوء إنسان على وجه البشرية!

يدها التي ارتجفت بينما استمرت بدفعه توقفت حين أحكم امساكها بين خاصته مره أخرى... انتظر للحظات وهو يراها تأخذ انفاسها، جسدها المُرتجف كما يداها يهدئان تدريجياً...
أنزل معصميها أمامها قبل أن يقودها الي حيث الأريكة ويخفضها لتجلس عليها...

وسط سيل من التساؤلات من رايفي عن نيته وما ينوي أن يفعل، ترك يداها وابتعد عنها متجها للطاولة، يأخذ شيئاً ما لا تستطيع تمييزة في الظلام المحيط ليُعاود القدوم اليها ويجلس امامها

رأته يُمسك بحقيبة بلاستيكية ما
كانت على وشك سؤاله عما ينوي ان يفعل بحق الجحيم لكن سُرعان ما جفلت رموشها في دهشة وهي تستلقي بظهرها على مسند الأريكة حين قام برفع أقدمها فجأة امامها لتُحكم إغلاق روب إستحماماها جيداً بيداها أولاً...

كانت على وشك الاعتدال لكنه لم يدعها تفعل ذلك وقد قام بجذب قدم لأعلى تراه يُخرج شيئاً من الكيس يفتحه ويقوم بوضعه...

تسمرت في مكانها وهي تدرك أنه خرج ليُحضر لها دواءً...

جعلها ذلك تشعر بالغرابة...
شعور غريب لا يُمكنها تحديده يعتريها...

تُراقبه في صمت بينما قام بوضع المرهم على أقدامها المُتورمه المجروحه، كانت تتجاهل الالم طوال الوقت ولم تفكر حتى بوضع دواء عليهم...لماذا هو يفعل؟...

انهي وضع المرهم وقام بإخراج عدة ضمادات من الحقيبة البلاستيكية...
لم تري ملامحه جيداً بسبب الظلام...لكن لمسه يده الرقيقه عليها جعلتها تعض على شفتها، محاولة أن تتماسك، وأن تمنع دموعها من الانهمار مرة أخرى...
حقيقة أن الشخص الذي يُضمد قدماها بلطف الآن كان هو الشيطان...تجعلها تتمني الاختفاء من الوجود...

تتمني لو أن كل هذا كان حُلماً...أنها لم تشهد ما شهدته الليلة...
وأن هذا الشخص لم يكن الشيطان...

لكن لأنها علمت أن ذلك مستحيل، لانهأ رأت ذلك بعينيها...وتأكدت من ذلك بنفسها...

نهض من علي الأريكة ما أن انهى تضميد قدميها مازال لم ينطق أحدهما بشيء
رأته يأخذ حقيبه أخرى من على الطاولة يُخرج منها طقم أخر من الملابس على الاغلب أحضرها معه حين خرج أيضاً قبل أن يستدير ويتجه للمرحاض الذي كانت به منذ دقائق... سمعت صوت المياه تجري وأدركت أنه يستحم هو أيضاً...

لسبب ما لم تغضب بمعرفة هذا...
ربما لأن السبب في أنه اصبح بهذا الشكل هو إغلاقها لباب المستودع...كان ذلك نوع من المساومة بالنسبة لها عن ذلك...لكنه ذكرها بأمر آخر...
حتى القنبلة لم تقضي عليه...
فكيف لها أن تنخلص منه؟

لا يمكنها إنكار حقيقته...
وكان لابد لها من التعامل مع ذلك...
لا يمكنها... الاستمرار فيما يحدث الآن اكثر من ذلك...

ليس وكأنها كانت في المدينة منذ يوم أو اثنان، لقد عاشت هُنا... وكانت جرائم الشيطان شيء تداولته في حياتها اليومية
الشيطان الذي عُرف بقسوته تشويهه لضحاياه،
لقد كان مُختلاً... شخصاً استمتمع بتعذيب الأشخاص...وتمزيق لحوم البشر...شخص كهذا...حتى وان احبها كما لم يفعل احد وضمد قدماها برقة كما فعل الآن...مستحيل لها أن تكون بجواره...

كان عليها التخلص منه بأي شكل، لكنها علمت الآن...أن مواجهته كما كانت تفعل سابقاً مُستحيلة... من الجيد انه لم يُمزقها لقطع حتي الآن...

لم تدري اي شيء عنه سوي حقيقة انه الشيطان وأنه يُحبها...الي اي مدي يصل هذا الحب لا تدري...

وتلك الحقيقة برغم ما بدت مُخيفة الا أنها كانت الشيء الوحيد الذي يُمكنها استخدامه...

كان عليها اتباع طريقة أُخرى، أكثر جُرأه، لكنها كانت واثقة انها اكثر أماناً...وأكثر نفعاً...مالذي لن تفعله لتنجو؟

في الوقت المناسب لقرارها ذاك، سمعت صوت الباب يُفتح، ورأته يخرج...يفتح ضوئاً جانبياً خافتاً في الحجرة ليس بالشديد لكنه يكفي لترى البنطال الأسود الذي ارتداه، صدره وعضلات بطنه العاريه السميكه...

رأته يُمسك القميص قبل أن يبدأ بارتداءُه،
ابتلعت لُعباها وهي تُعاود التحديق، تدري أن الضوء المُنخفض حليفها...تلعق شفتيها وهي ترى صدره العاري قبل أن تنخفض عيناها لأسفل...
أسفل عضلات بطنه تري بداية رسمة كبيرة لشيء ما تختفي أسفل بنطاله...
اذلك وشم؟
ايمتلك حقاً وشم هناك؟

لا يّمكنها تمييزه في الظلام...
اذلك ريش؟
ربما تلك أجنحة؟؟

ربما لأنها لم تدري انها كانت تُحدق به بما يكفي لينتبه لها ويفهم الفضول الذي ملأ أعيُنها...

انتبهت فقط ما أن رأت يداه تتجه لزر بنطاله الأمامي قبل أن يسأل والمتعة تتخل عبارته
"هل تودين رؤيته؟"

اتسعت عينا رايفي للحظات، وهي ترتفع عن بطنه وصدره لتقع على عيناه المُثبته عليها...

"بالطبع لا!" هتفت قبل أن تُشيح بوجهها الذي لم تظهر حُمرته في هذا الضوء الخافت وتلك المسافة

مهما تساءلت رايفي بداخلها للحظات عن اياً ما كان الوشم صقراً او طائراً ما، لكنها لم تكن لتدعه يريها بكل الاحوال، لم يكن يهمُها الأمر، بل وكان مكان غريب لوضع وشم فيه من البداية

ما ان انتهي من إغلاق قميصة، عاد اليها وهو يرى أن احد الضمادات قد انحلت...
جلس ليُعاود تضميدها مجدداً...

بينما تأملته...وجهه وخصلات شعره الذي تساقطت منها قطرات الماء...
علا صدرها وهبط بينما رأت يداه تُلامس قدمها...
بالفعل كان ذلك الطريق الوحيد...

اعتدلت رايفي ما ان انتهي إعادة تركيب الضمادة وهي تثني ركبتها أسفلها بينما جلست على الأريكة... بخطوات بحركة اتجهت نحوه حتى اصبحت أمامه...

اصابع يدها التي أرتجفت، أستقرت على جانبي وجهه المبتل...على ضوء المصباح الخافت كان بإمكانها رؤية عيناه المُظلمة تتبع عيناها للحظات... بينما تسمروا مكانهم للحظات لا يُسمع فيها سوى صوت تنفسهم، بالرغم من ما خططته بداخل عقلها، الا أن تنفيذ ذلك كان أصعب...و قبل أن تظن انها على وشك الفشل...كانت يد إيفان هي التي تجذبها من خصرها...

لتُجلسها على قدماه...
بينما ترددت يداها التي كانت على وجهه وهي تنظُر له في قلق...حتي شعرت بإحدي يداه تتجه من على خصرها تُمسك بمؤخرة رأسها
تشعر بجذب يده بخفة على خصلات شعرها المتجمع في يده، لتعود رأسها للخلف قليلاً، و تواجه عيناها خاصته مباشرة...

هو الذي كان أضخم واطول منها...كان وجهه اعلاها مباشره...
بينما كان لديه تحكم بها أمال رأسها أكثر حتى للخلف، ليحصُل على زاوية أكبر ويلتهم شفتاها كلياً بين خاصته، في لحظات معدودة و دون أن يترك لها فرصة واحدة لإعادة التفكير في خطتها...

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro