ch. 16
قراءة ممتعة 😘
.............
لمَعت عيناه في تأَني وتلَذُذ، الجُرأة التي تَمَلكت رايفي بينما واجَهتهُ...
بالرغم مِن خَوفِها، توتُرِها قلقُها، كُرهها لَهُ...
شجاعتها... تهورها كان يَطغي على كُل هذا...
لم تَشعُر رايفي بالخَوفِ وهي تُحَدثه بالعكس ربما نظَرت لَهُ بِدُونية، هو مَن كان بِإِمكانه فِعلُ ذلك للجَميع...
رايِفي التي وبخته بينما بدا الغضَب على وجهِها، جَذَبَتهُ مرة أخرى...كان فَخُوراً...
بالتَقَدم الذي أَحرَزهُ...بِهَا...
كان على رايفي الا تَخشاه، لكن لَيس كُلياً...
كان مازال على قَلبِهَا أن يَتسَارع لأَجِله...
لذلك أصَابِعهُ التي وَقَعَت على فَكِها، فَاجَأتها بينما قَيد وَجهِها بقَبضَة لَعِينَة مرة أُخرى.
في اللَحظَة القَليلَة التي لَمَحَت بِعَينَاها الباب خلفها كان قد أدارهُمَا ليُصبح هو حَائِط مُرتفِع أمامها يَحجُب الباب عنها، لأنهُ أدرَك أن ما جَال بعَقلِها في تلك اللحظَة هو حِسَاب مُحَاولاتِها للهرب...
نظَر اليها و أرتَفع إِحدى حَاجِبيه في تَحَدي لها، لتَفعَل شَيئًا بينما حَاصَرها في تلك المِسَاحة الضَيقَة...
وبِالفِعل لم تَفعَل...
لم تَكُن لتَنوي أن تَبدأَ جَولة أُخرى من العَابِهُ المُختَلة
ُ
وفي تلك المساحة الضَيقة بينما التصقا ببعضهما البعض ارتفعت عيناها اليه في صمت، حيث تذكرت أخر مرة قبض على فكها بالطريقة ذاتها...
وبالفعل ظهر شبح إبتسامة على شفتيه بينما قرب وجهها اليه
سارعت بإغلاق عَيناها، لأنها لم تود أن ترى أياً ما كان سيفعل لها...سواء التهم شفتيها ام قام بعَضِها مرة أُخرى، لم تكُن مَستعدة لأياً من هذا...
خلف وجهه الجليدي، لم تَدري ما نوع الأفكار التي دارت في عقلِه...
بينما تَسَارعت نَبضَات قَلبِها بعد شعُورها بلَمسة قِبلة خَفيفة على جبهتها
أخذها الأمر عِدة ثوان لتُدرك أنه قام بتقبيل جبهتها برِقة.
بِالرغم من أن عينيه المُظلمة منذ لَحظة بدت كما لو أنه على وَشك التهامها بوَحشية، ليس هذا...
ربما لأنها تفاجَأت قليلاً...استغرقها الأمر بضع ثوان أكثر مما يَنبغي لتُدرك ما حَدَث...
فتحت أعينها ببُطئ وهي لا تُخمن أي وجه يُظهر الآن، فقط لتَجِد نفسها بمفردها أمام باب مفتوح...
أطلقت نفساً كانت قد كتمته طويلاً، بينما تسارعت نبضات قلبها لسبب لم تَدريه...
خرَجت وهي تنظُر حَولها او نحو الباب الرئيسي... لكن لم يكن له وجود...
قد اختَفى بلا أثر كما وعد...
لم تَضغَط يدها على الزِر أمامها وقد شَردت للحَظات...
ضغط أصابعه على فكِها...
شفَتاه التي اطبَقَت على شفَتيها، لسانُه الذي تحَسس لسانَها في ذلك اليوم في حمام منزلها...
الأنه عاود إمساك فكِها اليوم؟؟
لماذا تلك الذِكرى وتلك اللمسة لا يُفارقان عقلها منذ ذلك اليوم....هل جُنت؟
نظَرت امامها لتجد اصبعها متوقف علي لَوحة مفاتيح رمز مرور منزلها، قَطَبت حاجِبيها من حالها وهي تصفِق الأزرار في غضب لتُسرع بفتح باب منزِلها والدخول مُتجاهلة تلك الذكرى اللَعينة التي تُطاردها...
سَمِعت صَوت القفل يُغلق خَلفها...
وقَفت للحَظات في الظلام وقد شردت مرة أخرى حَتى أعادها صوت ايمي التي خَرجت من إحدي الجوانب تَحمِل مقلاة بيدها...
"واللَعنة يا رايفي لِمَاذا لَا تُصدرينَ صَوتاً اذا اتيتي؟! كِدت أَمُوت مِن القَلَق لأَني سَمِعت صَوت الباب لَكِن لم يَدخُل احد لِذَلِك ظننتُ انهُ اما لِصْ مَا...أَوْ مُترصِدك ذَاك"
"لا تَقلقي، ذلك المُترَصِد لن يأْتي اليَوم"
ذكرت رايفي وهي تخلَع حذاؤها تعبر من جوار إيمي مُتجاهله نَظَرات التساؤل علي وجهِها...
لكن إيمي لم تَسمح بذلك ولحقتها حيث وقفوا في منتصف الصالة
"كيف تَكونين واثِقة من ذلك؟"
اقتربت ايمي وقد عَقَدت ساعديها معاً بينما رفعت إحدي حاجبيها في شَك
"فقط...أعرف..."
تَمتمت رايفي بضيق...سُرعان ما اخترقتها أعين ايمي الغاضبة...
"هذه اخر فرصة لك، أخبريني مالذي يَجري بحق الجحيم! لأني أعلم وبشَكل واضح أن هُناك شيئاً ما يجري...والسَبب الذي يجعلك لا تَودين إخباري...
هو أنكِ لا تَودين أن تَعترفي بما يَحدُث معك لأحد...او لنفسك..."
كانت كلمات ايمي مُزعجة بطريقة ما لرايفي، لكنها علِمت، أنه ليس بإماكنها الهرَب من ايمي للأبد وأنها لن تَستطيع إخفَاء ذلك اكثر من هذا... إخفاء ما يحدُث معها... إخفاء مشاعرها...وبتقرير انه ربما عليها مُشاركة هذا مع أحد قبل ان تجن بمُفردها جلست على الأريكة وهي تَقُص عليها كل ما حَدَث مُنذ مُباغتتها في مِرحاضها للمكالمة الهاتفية ولما حَدَث هذا الصباح...
"إذا ما اعتقده صحيح، ان تلك المثلجات كانت منه..."
ذكرت ايمي وهي تفتح إحدي اكياس المُثلجات التي احضرتها من الثلاجة
تعلق نظر رايفي بالمُثلجات للحظات وقد بدا واضحا ان عقلها كان مع صاحب المثلجات لا المثلجات نفسها...
ليفاجأها سؤال ايمي التالي
"إذا هل سَقطِي في الحب؟"
أشاحت رايفي بنظرها عن المُثلجات وقد وقعت عيناها على السُلم امامها...
تأملت رايفي السُلم، لتُجيب بمنطِقية شديدة
"بل سَقطت من الطابِق الثاني."
"ماذا؟"
بمعني اصح قد دفعها هو، أرادت الذكر...لكنها لم تجد داع لذلك...مازالت تلك الذكرى تضايقها أكثر من غيرها
دارت عينا رايفي قبل أن تزفر بارتياح
" لا، سبق وفكرت بهذا...لكن لا...انا لا أحبه... ربما ذلك اللَعين يجعل جَسدي يشتعِل، أجل لكن لا...مهما كان ما يَعتريني من مشاعِر، الحب لن يكون احدها بالتأكيد."
"هل هو جَيد لهذا الحد؟"
حدقت ايمي والفضول يشُع من عينيها...و أومأت رايفي في صمت...
رايفي التي تَركت اخر حبيب لها لأنه لم يستطع إشباع رغبتها الجَسدية ولطالما تذمرت من ضَعف الرِجال حولها، كان هناك رجل جَيد بما يكفي ليُسقط جَسدها له رغم غرابة شخصيته...لم تُصدق ايمي ذلك...
"ماذا عن شَكله إذا؟، هل هو جَيد؟"
ادعت رايفي عدم الإهتمام بينما أجابت بجفَاء...
"اظُن أنه مَقبول..."
"مقبول....واللعنة إن ذكرت رايفي ذات المعايير العالية أنه مقبول فلابُد من أنه فائِق الوسامة اللَعنة يا رايفي!"
هتفت ايمي في غضب وتفاجَئت رايفي...
"ماذا؟!"
" وسيم! جيد بالفراش! انتِ كل اهتمامه...يحضر لكِ ورود حمراء ومُثلجاتك المفضلة، الا تظُنين ان هذا اكثر من مثالي؟!!"
"اجل، يظهر مُغطي بالدِماء، يَعتدي علي دون إرادتي، يركُض ورائي بمُسدس في يده، وأخيراً يضع مسدسه الَلعين في مُنتصف طاولة بمطعم عائلي بينما يُهددني بقتل جميع من هُناك!"
"اخبرتني ان تلك لم تكن دِماء حقيقة، ولا بُد من انه لم يكن ليقتُل أحداً حقاً، صدقيني شَخص لطيف بما يكفي ليُحضىر ورود ومثلجات للفتاة التي يُحبها...لا يُمكن ان يكون سَيئاً لهذه الدَرجة..."
"أولاً، تَقصدين فتاه يتعقبُها، ثانياً لا أظُن لمُجرد إحضاره مُثلجات ذلك لا يجعله شخص لطيف، ثالثاً...الا تظُنين أن كثرة مواعدتِك القصيرة المُتتالية والغير مُتوقفة جعلتكِ غريبة بما يكفي لتقومي بمدح مُترَصِد؟ ماذا إن كانت تلك دماء حقيقية ماذا إن كان ينوي حقا قتل من هناك؟ حقيقة انه مُترَصِد فقط تجعل من ذلك وارد في الاحتمال"
ظهر الاستنكار على وجه رايفي لتُجيبها ايمي بكل برود
"اوه، أجل...ربما نمط مُواعدتي القصير والمُتتالي غريباً بعض الشَيء لكني لست أغرب من فتاة استمتعت على يد مُترَصِدها بمفردها"
وجهت إبتسامة ساخرة ما ان انهت جملتها، ليحمر وجه رايفي غضبا...
"حقاً يا رايفي الم تُفكري في ذلك من قبل؟ قلت انه لم يمتع نفسه ابدا، بالنسبة لشخص أكثر من قادر على تَقييدك كان بإمكانه استغلال جسدك لرغبتُه إن أراد، بما انه لم يفعل ولا مرة اظن أن هذا يعني أنه ربما ليس بهذا السوء"
"اذا ماذا؟ هل اكون شَاكرة لانه لم يُضاجعني رغماً عني؟ في الحالتين سيظل وغد لعين! لا أفهم مالذي تُشيرين اليه بهذا الحوار..."
" اقصد...راقبيه انتِ...ربما اضطر للجوء لهذه الطريقة لأنك ترفُضين رفضا حازماً بهذا الشكل، ربما سمع عن رفضك المُتتالي للشُبان في النوادي وقرر جذب انتباهك بهذه الطريقة لأنكِ لم تكوني لتُعطية فُرصة حتى...ما أقوله هو، قد يكون هذا هو الشخص الوحيد القادر على تلبية طلباتك التي لم يُرضيها احد قبلة لذلك اعتبريه شخصا نادراً وفكري في إعطاءه فُرصة"
صدرت ضحكة عالية من فم رايفي قبل أن تنهض من على الأريكة...
"انتِ مُختلة، لن أُناقشك في هذا أكثر من ذلك..."
"حسنا بالتأكيد، لكن فقط تذكري يا رايفي، تصادقنا بالثانوية لاننا تشابهنا لذلك ربما لونا و رينيا لا يُدركان ذلك، لكني اعلم كم انتِ مُختلة مثلي تماماً"
هتفت ايمي بينما تجاهلتها رايفي وهي تتجه للمطبخ لتأخذ بعض المكونات من الثلاجة وتعد غداء بسيطا
"اذا لم ترغبي به حقاً اسألية عن رأية بالشقراوات، تعلمين اني عازبه هذه الايام"
"بالتأكيد..."
اشاحت رايفي بيدها غير عابئة بهُراء ايمي، توقفت عن إخراج ما بيدها من طعام و تعلقت كلا من عينيها هي وايمي بالباب ما أن سمعا صوت رمز المُرور...
تسمرت كلتاهما للحظات قبل أن يسمعا صوت فتح الباب ودُخول رينيا عليهم...
زفرت كلتاهما بارتياح، سُرعان ما نظروا لبعضهم البعض قبل أن يسقطوا في الضحك على رد فعلهم المشابه لما حدث منذ قليل
"لقد عُدت"
نطقت رينيا وهي تتوجه الى الأريكة المقابلة لإيمي وتلقي بجسدها عليها لتسقُط حقيبتها الغير مُغلقة بجوارها وتنزلق أوراق عديدة منها
"هل أنت بخير؟ تأخرتي ثَلاث ساعات..."
سألت ايمي وهي تنظر بقلق لرينيا التي بدت وكانها عادت من الموت لا العمل
اخذت رينيا بضع انفاساً تنظر فيها اليهم بصمت قبل ان تنطق أخيراً "اجل، كان علي انهاء اقتراح مشروع الغد الخاص بشركتنا لأجل تقديمه للمُستثمرين غدا بالحفل"
"صحيح ذكرتي ان شركتك ستقوم بعرض المشروع التالي في حفل المدينة التالي في القصر الأثري"
"اجل، وكنت على وَشَك الموت انا وفريقي اليوم لإنهاء ذلك..."
زفرت ايمي قبل ان تُرخي رأسها للخلف، نبرة حَالِمة تتخلل كلماتها...
"محظوظة، أتمني أن اذهب أيضا...كل أثرياء المدينة سيكونون هناك...اليست الفُرصة المثالية لاصطياد فتي ثري؟"
اعتدَلت رينيا لتُقلب بين الأوراق المُلقاة على الأرض سُرعان ما وجدت ما تبحث عنه
أمسكت بظرف صغير قامت بهزه أمامهم قبل أن تسأل بابتسامة مُشاغبة على وجهها
"خَمني، ما هذا؟"
صمتت ايمي للحظات وهي تنظر للظرف قبل أن تقفز من مكانها على الأريكة
"لا يُعقل!!!"
اتسعت عينا ايمي في حماسة بينما رأت رينيا تخرج أربع تذاكر سوداء من الظرف
صرخت ايمي وهي تقفز في ارجاء الصالة
سُرعان ما اتجهت لرينيا وهي تأخذ البطاقات لتقلبها في يدها
"الهي رينيا انت الافضل!! لا أصدق انك استطعتي الحصول علي تذاكر لنا أيضا"
"لم يكن بالأمر الصعب، بالنهاية كنت احد المساهمين في التخطيط لهذا الحفل..."
"ما رأيك يا رايفي؟ انت ايضا متحمسة للذهاب اليس كذلك؟"
أومات رايفي، بينما فكرت في أجواء هذا الحفل، كم سيكون من المُمتع التأنق والذهاب لمُناسبة لا يحضُرها سوى نُخبة من أثرياء هذه المدينة...الوجود في وسط هذه الأجواء الفاخِرة سيُنسيها قليلا مما في عقلها، ومن يعلم كما ذكرت ايمي ربما تجد شاب وسيم يَخطِف أنفاسُها هناك...
...أنفاسُها...
أنفاسُها المُتقطعة بداخله بينما وضع لسانِه داخل فمها سارقاً كل نفس صغير تُحاول أخذه...
أنتفضت وهي تدرك أنها كانت تري تلك اللحظة مرة أخرى...
لماذا كل أمر تفكر به ينتهي بذلك اللعين...
لماذا واللعنة لا يخرج من رأسها!
قطبت حاجبيها في غضب وهي تستند بظهرها على الحائط خلفها...فقط لتري نفسها تعود للخلف على الحائط، بينما اصطدم ظهرها بالحائط يده التي تخللتها حتي وصلت لمتعة لم تختبرها مع رجل قبله، عضت علي شفتها السفلية بينما غرقت في ذكريات تلك المرة للحظات...
سرعان ما ابتعدت عن الحائط وهي تنظر له بدهشة، لماذا حائط يجعلها تشعر بالإثارة؟؟
لماذا جسدها ساخن الآن ولماذا تثار لمجرد ذكريات واللعنة؟
بإدراك أنها قد جنت لفعلها هذا، تجاهلت الحوار القائم بين رينيا وايمي والغداء التي كانت علي وشك تحضيره وركضت السلالم مسرعة للأعلي...
أسرعت للحمام وأغلقت الباب خلفها...قامت بفتح المياة الباردة.
أسرعت بخلع ملابسها والدخول للماء...
أغلقت عينيها وهي تسد اذنيها خافضة رأسها للاسفل، تتمني أن تتوقف تلك الصور وتلك الذكريات عن الظهور في عقلها...
بالفعل قلبها وجسدها الذان اشتعلا بالتفكير به...هدأ قليلا...
بينما ارخت جسدها في حوض الاستحمام الخاص بها تحسست جبهتها...ربما كان ذلك بسبب حوارها مع ايمي منذ قليل...أو بسبب المثلجات التي اشتراها، او بسبب القبلة الرقيقة التي وضعها علي جبهتها هذا الصباح...
شخص وَسيم مُعجب بها، قادِر على إثارة جسدها ومشاعرها...
هل حقا...قد لا تعثر علي رجل أخر مثله؟
إبتسامته بينما غرِق بالدِماء في ذلك اليوم امام منزلها...
كان بإمكانها القول، هناك شيء خاطئ به...
ربما هو منجذب للعب الأدوار؟ ايستمتع بالإدعاء بأنه مجنون؟
هل ذلك لأنه كما قالت ايمي...لأنه خشي أن ترفضه؟
الذلك قرر اختراق حياتها بشكل أخر؟
زفرت في ضيق وهي تغطَس أكثر في الماء، التفكير به كان متعبا...
لأنها لا تدري ما يفكر به...لم يكن بإمكانها تخمين اي شيء...
شيء واحد كانت أكيدة منه، أنه أشعلها كما لم يفعل أحد
تحَسست يدها كتفاها العاريان وهي تتذكر لَمسته علي جسدها نزولاً بصدرِها، معدتها و أفخاذها لتستقر على شفتها مرة أُخرى
ربما حقا...قد تري ما سيحدث...ربما تراقب تصرفاته قليلا ومن ثم تقرر سواء كانت قد تُعطية فرصة ام لا...
ربما لأنها كانت في مزاج جيد اليوم، كانت تدندن بينما بدلت ملابس عملها لملابسها العادية
لم يبعث لها برسائل او يأتي طوال اليوم، لكنها لم تهتم...
ليس وكأنها تنتظره بالعكس فكرة رحيلة عن حياتها كانت تسعدها أيضا...
توجهت خارج المطعم وسرعان ما استقلت سيارة أجرة لتعود لمنزلها وتبدل ملابسها.
كانت الساعة الخامسة والنصف بالفعل والحفل يبدأ في العاشرة
لكن لأن الفيلا التي سيقام بها الحفل على تل خارج المدينة، سيتغرق الوصول لهناك أكثر من نصف ساعة بالسيارة...
لذلك رينيا التي ستصطحبهم حذرتهم من التأخر...
صعدت الي الاعلى لتجهيز ملابسها قبل الدخول للاستحمام فتحت خزانة ملابسها وأخرجت ثوبا ازرق منساب به خرز صغير يلمع
توجهت لوضعه على فراشها لكنها توقفت ما أن لمحت شيئا...
قطبت حاجباها وهي تنظر للصندوق الأسود القابع في منتصف سريرها
لقد كانت واثقة ان مثل هذا الصندوق لم يتواجد قط قبل رحيلها للعمل هذا الصباح.
أتي لعقلها شخص واحد...
هل تركه لها؟
وبقدر ما خشيت للحظة فتح الصندوق...الا أن فضولها لمعرفة ما بالصندوق كان أكبر من ذلك
جلست على فراشها أمسكت الصندوق وأسندته على فخذيها قبل أن ترفع بأصابعها غطاء الصندوق، لتتسمر مكانها لحظات ما أن وقعت عينيها على القلادة الماسية السميكة بالداخل
أخذت نفسا وهي تعاود النظر لغطاء الصندوق، لتري اسم ماركة مجوهرات عالمية علي قمته.
لم تدري ماذا تفعل للحظات وهي تنظر للعقد المُرصع بالماس بالداخل حتى افاقت وهي تلمَح بطاقة ما في احد جوانب الصندوق
أخرجتها من الصندوق قامت بفتحها لتقرأ العبارة الوحيدة المكتوبة بالداخل فقط لتسقط لمفاجأة أخرى حال رؤيتها
'سأكون بإنتظَارِك'
هو يعلم...
يعلم انها ذاهبة للحفل هذا المساء
وهو...سيكون هناك...
بعد مرور دقائق من سقوطها لأفكارها، تركت الصندوق بينما نهضت لتعاود الذهاب لخزانة ملابسها
عضت علي شفتها السفلية وهي تحاول كبح نفسها...
مع ذلك استمرت تلك الإبتسامة الطفيفة بالظهور علي شفتيها
كانت الإثارة تغمرها...
ستقابلة هناك...بطريقة ما... هذا بدا كأول موعد متفق علية من قبلهما...لذلك بمعرفة أنه ينتظرها هناك و برؤية هذا العقد الضخم...لم يكن بإمكانها منع حماستها وإثارتها...
وبينما وقفت أمام الفساتين بخزانتها، اخذت ثوبا آخر رغم جماله لم ترتدية ولو لمرة واحدة من قبل...لكنها علمت أنه الثوب المناسب لهذه الليلة
وضعت الفستان علي فراشها بجوار علبة المجوهرات ونزلت لتناول الغداء بالمطبخ
لكن لأنها لم تشعر بالجوع حقا، ولم ترغب بتناول الكثير قبل أرتداء ثوبها...
أكتفت بإخراج إحدي اكياس المُثلجات من الثلاجة...
ربما لأنها ظنت هذا...وربما لأنها أرادت تناول المثلجات التي احضرها لها...
طعم مُثلجات التوت التي جمعت ما بين الحلاوة ولفحة مزازة ذابت علي لسانها لتتمزج بالطعم الرائع الذي غمر فمها...
المثلجات كانت مُنعشة...
متناقضة الأطعم تشابة تناقض مشاعرها حياله...
لكنها ستستمتع بذلك على اي حال
"اوه...يا إلهي!"
هتفت ايمي حين فتحت الباب لتقوم باستعجال رايفي التي استغرقت ساعات لتجهز كالمعتاد...
سواء الثوب الأسود الضيق عاري الظهر، ذا الحمالات الرفيعة والذي التصق بجسدها بمثالية ليظهر مفاتنها وانحرافات جسدها المميزة لينتهي بفتحة عند بداية فخذها تظهر أقدامها المغرية في الكعب الأسود المرتفع الذي ارتدته...
القلادة الماسية التي زينت رقبتها، شعرها المصفف و المنسدل كما المشاهير...ام أحمر الشفاة الطاغي التي كانت تقوم بوضعة الآن على شفتيها...كانت فاتنة حد الجنون...
" واللَعنة يا رايفي، هل تَودين إثارة جنون جميع الرجال بالحفل!"
"هل يبدوا فاتناً؟"
سألت رايفي بنبرة لَعوب وهي تستدير أمام ايمي
لتتحسس مفاتِن جسدها أمام المرآة
"مُثيراً بما فيه الكفاية، ومُغرياً...؟"
همست وهي تتأمل نفسها، بالفعل كانت انوثتها طاغية
بدت مُثيرة وكانت تشعُر بالإثارة كذلك...
"اذا، انتِ تَنوين الاستيلاء علي قُلوب جميع الرجال بالحفل الليلة؟"
ضحكت رايفي، لم تكن هذه نيتها، كان هدفها إثارة جنون رجل واحد فقط بالحفل...وحسناً لم تكُن لتمانع بالمزيد
"الأكثر أفضل"
غمزت لتزفُر ايمي في استسلام
"فقط اتركي لي القليل، علي حقا أن لا أعود الي المنزل الليلة"
"لا تقلقي سأفعل"
قالت رايفي ليسقطوا في الضحك هما الاثنان وتعلق ايمي على شيء اخر كان لابُد أن يسترعي انتباه اي شخص، وبمعرفتها بدخل صديقتها...كان بإمكانها التخمين من اين حصلت عليه صديقتها...
"واللَعنة يا رايفي، تلك القلادة تُساوي بضع ملايين على الاقل، بضعة أعوام من راتبي السنوي كاملاً ربما"
"أجل"
ابتسمت رايفي بدلال وهي تتحسس القلادة التي استقرت علي رقبتها...
"انظُري كيف تبتسمين، هل وقَعتي في حُبه الآن؟"
عبثت ملامح رايفي فجأة وتبدلت
"أبداً!"
أن تُعطية فُرصة لا يعني بالضرورة أنها ستُحبه...ليس قبل أن يتضح كل شيء حوله...
قامت رايفي بأخذ حقيبتها بعد أن وضعت بها هاتفها واحمر الشفاة والعطر الخاص بها وتعليقها علي كتفها
قامت بالنظر لوجهها لمرة أخيرة بالمرآة، تنظم خصلات شعرها وهي تنطق في هدوء بينما تعلق نظرها على عُنقها...
"بقدر ما تكون القِلادة جميلة، لن يُشتري قلبي بالمال"
"انتِ حقاً لئيمة، على اي حال إن لم تسر الأمور جيداً اعطه رقمي، وانا سأعتني به جيداً"
"بقدر ما تبدين خرقاء يا ايمي، انتِ الطف مني بقليل لذلك اذا كنت أنا اعاني بينما اتعامل مع مثل غريب الأطوار ذاك وجها لوجه اتظُنين أنكِ ستصمُدين امامه؟"
"اوه، سيُغشي علي بالتأكيد"
قالت ايمي لتسقُط كلتاهما ضاحكتين مرة أخرى قبل أن يتوجها للخارج علي صوت مزمار سيارة رينيا التي كانت تنتظرهم بالخارج منذ عِدة دقائق الآن
ركبا السيارة، شغلت إيمي الأغاني على ذوقها في خلال طريقهم وقادت رينيا لمدة طويلة، حتي خرجوا من المدينة...
دخلت رينيا من طريق جانبي وبدأ طريق التل يتضح كان بإمكان رايفي رؤية الأضواء على المنزل البعيد في أعلى التل و الذي بدا لها لا كالمنزل بل قصر ...كان يبدوا ضخماً للغاية وكان الطريق الطويل المؤدي اليه خاوياً للغاية، لا منازل، لا أشخاص فقط أشجار أو أراضي مفتوحة من كلا الجوانب، سيارة او اثنين يقودان في نفس الطريق على الأغلب مَدعوون أيضا مُتجهين للحفل.
وبعد مرور رُبع ساعة أخرى... أخيراً وصلوا حيث ذلك القصر.
استقبلهم حارسين على البوابة الرئيسية قاموا باستلام الدعوات الخاصة بهم، وارشدهم ثالث لبُقعة ركن سيارتهم
وما أن ركنت رينيا سيارتها حتي رأوا العديد من الضيوف الأخرين، من يصفون سيارتهم ومن يدع السائقين يصفوها لهم، العديد من النساء المُتأنقات يرتدين الفساتين والرجال يرتدون البِذل الرسمية...كانت الأجواء رائعة بالفعل...
توجهوا حيث مكان قاعة الحفل مع بقية الضيوف، المنزل الرُخامي ذو السقف العال كان مُبهر للغاية، اللوحات المعلقة والأعمال الفنية المرصوصة بدقة شعرت رايفي كأنها في متحف لا في منزل...لم تكن لتتوقع أقل من هذا في حفلة أثرياء...
القاعة الفَسيحة كانت مُضيئة للغاية، الثَرايا الذهبية الفاخرة تدلت من سقف القاعة المُرتفع وكان بإمكانها رؤية سلم رُخامي في منتصف القاعة يؤدي الي شُرف مفتوحة بالأعلى و ردهات تؤدي الى غُرف أُخرى بالقاعة...
بقدر ما طال نظرها لتنظيم القاعة وشكلها الفاخر الا أنها توقفت حين بدأت تلاحظ أن العديد من الأعين وقعت عليها للحظات أثناء سيرها...وكانت تستمتع بتلك اللحظة.
وبالاخص الشباب على الاغلب عديمي الخبرة، من يخجلون بمُجرد تلقي نظرة واحدة منها ويلتَفون مُحاولين تهدئه أنفسهم...
استمتعت بعبثها بقلوب هؤلاء الفتيان للحظات
بينما ضحكت ايمي ورينيا على ما يحدث.
سُرعان ما أتي إحدي زملاء رينيا بالعمل واتجهوا للقاء العديد من رجال الأعمال باصطحاب ايمي و رايفي معهم بالطبع...
تم تعريف رايفي على الكثير من الأشخاص أثناء تنقل رينيا وزميلها، في الغالب أشخاص لن يُفيدوها في شيء بما انها تعمل نادلة ولا تحتاج لمعاونة رجال وسيدات الأعمال في شيء في مجالها...
لكنها استمتعت بالتحدث للعديد من الأشخاص على اي حال، عيناها مازالت تَجوب الصالة يميناً ويساراً بحثاً عن شخص مُحدد، لكن الشخص الذي عثر عليها كان آخر.
بينما كانوا يرتَشفون كؤوساً من المشروبات بجوار إحدى الطاولات، لونا التي لم تأتي معهم وقد وصلت وقبلهم
لوحت بيدها حال عثورها على رايفي والفتيات، سُرعان ما ذهبت اليهم بينما كانت برفقة رجل ما
رحبوا ببعضهم البعض كما أثنت لونا بالطبع على مظهر رايفي الجرئ لليوم قبل أن تُعرفهم على الرجل الذي التقت به منذ قليل وكان هو من اصبح رفيقها للحفل خلال انتظارها لوصولهم...
"فتيات هذا دان، شرطي مُنتقل حديثاً للمدينة"
نظرت رايفي للشاب ذو الشعر الاصفر الشائِك والأعين الزرقاء، مظهره لم يوحي بأنه شُرطي، وإن كانت حقيقية كونه شُرطي بحد ذاتها لا تسُرها...
لم يكن لديها ذكريات مع الشرطة سوى أنهم كانوا عديموا النفع بالنسبة لها، لذلك لم تطلع حقاً للتعرف على دان في البداية لكن سرعان ما اخذهم الحديث وكان شخصاً لطيف لحد ما، هادئ لكن لديه آراء جيدة بالعديد من الأمور التي تعلقت بمدينتهم والتي جعلته شخصاً ممتعاً لحد ما، حتى تبادلوا جميعا ارقام الهاتف معه، جميعهم عدا ايمي التي أخرجت هاتفها لكنها لم تُدخل رقم هاتفه وظلت تحدق بمكان ما...
"ايمي"
نادت لونا وخرجت ايمي من شرودها قبل أن تتسع عيناها وتهتِف
"فتيات انظرن هُناك! أنهُ مونتيرا، بشحمه ولحمه!"
سرت رعشة في جسد رايفي، كذلك وجه دان قد أظلم...لا تلومه فمونتيرا لم يكن بالاسم السار في المدينة... خاصتاً للشرطة...
كانت الحفلة فاخرة حتي أن مونتيرا بنفسة قد أتى...
التفتت رايفي لتنظر لرُجل ابيض الوجه أشيب الشعر، سمين البدَن توسط مجموعة من الرجال على بُعد ما والذي قد دُعي بمونتيرا...بقدر ما سمعت عنه طوال حياتها، كانت تراه لأول مرة الآن
تعلقت عيناها بالرجل العجوز الرزين للحظات حتى أسترعى انتباهها شخص أخر يقف بجوار مونتيرا..شخص تعرفه...وربما لا...
بينما ارتدي حُلة سوداء فاخرة أظهرت أناقته و وسامته
تحدث مع بضع الرجال الذين وقفوا بجوارهم، بينما تسمرت هي مكانها...بقدر ما فكرت بمُقابلته في حفل اليوم، لم تظن أنها كانت لتراه بجوار شخص مثل مونتيرا أبداً...
هل يعمل لديه؟
ام انه تعرف عليه لأول مرة اليوم ايضاً؟
هل يعلم كم أن مونتيرا شخص خطير؟
لم تدري عنه شيئاً او عن عمله...
لكن حتى إذا أوحى عمله بالخطر الي حد ما
لكن ليس مونتيرا...
مونتيرا امتلك الشيطان بجانبه، لا يجب أن يعبث مع شخص بخطورة مونتيرا...
بذكر مونتيرا والشيطان، أقشعر جسد رايفي...
لا يعقل أنه قد حضر إيضاً للحفل؟!
نظرت حولها بقلق للحظات وهي تبحث عن أي مجنون يحمل سلاحاً او يُمزق جثة أحدهم في الارجاء
لكن لحُسن الحظ لا يوجد، زفرت في ارتياح وهي تُعيد نظرها اليه
علمت انه مُتهور، لكنها لم تعلم أنه بالتهور الكافي لينخَرِط مع شخص بهذه الخطورة، لم تدري حتى لماذا كانت تشعُر بقليل...قليل...من القلق لأجله...ربما لهذا ذكرت نفسها أنه ربما تحذره من مونتيرا لاحقاً على اي حال...
بينما تعلقت عيناها بوجهه الخالي من التعبيرات بينما نطق ببعض الكلمات التي لم تسمعها بالتأكيد من مسافتها هذه
ارتفع جانب فمه في إبتسامة تساءلت عن سببها، حتى تبعها وقوع عينه على خاصتها في أقل من الثانية، عيناه تلتهِمانها...لتُشيح بوجهها بينما تسارعت نبضات قلبها...
وضعت يديها على صدرها لتُهدأ من نفسها... بينما جفلت عدة مرات...
قطبت حاجباها وهي تُدرك ما حدث للتو، كانت تستمتع بإشاحة الرجال وجههم فور تلاقي اعينهم معها... لماذا هي التي تشيح بوجهها بعيداً عنه؟!
بل لماذا تشعر بالخجل أمامه؟!!
هذا المظهر وهذا الثوب، لتؤثر هي به لا العكس.
ما ان أستعادت رُشدها حتى التفت لتواجهه مرة أخرى
كانت هي الفاتِنة، وهو من علية أن يخضَع لإغرائها.
وبالفعل بدأت سحرها، جفلت برموشها عدة مرات بينما رفعت عيناها ببطئ لتقع عليه، منعت إبتسامة كادت تظهر علي وجهها حين رأت أنه مازال يُبادلها النظر
أدارت رأسها للجهة الاخري بعيداً عنه، ترتشف باقي كأسها قبل أن تبتسم في نصر...
لم يستطع أن يُزح عينيه من عليها.
بثقة غامرة، أنزلت الكأس دُفعة واحدة على الطاولة
وسرعان ما خطت من جوار ايمي والفتيات وسط الحشد لتختَفي عن نظره...إن استطاعت...
أمسكت بطرف ثوبها بينما عبرت من خلال العديد من النساء والرجال الأثرياء الذين ثرثروا دون أكتراث لما حولهم...
ربما لأنها كانت في هذا الجو او ربما لأنها شربت قليلاً او ربما لأن ملابسها كانت مُثيرة اليوم...وربما لانها شعرت به وقد تجاهل كل شيء كان به وقام بتتبعها هي فقط...
كانت تشعُر بالإثارة... والمُتعة...تشعُر وكأنها امتلكت سَيطرة كاملة...على كلا من نفسها وعليه
وكان يمكنها التأكد من ذلك حين وصلت لأول السلم الذهبي الضخم، بينما أدارت رأسها للجانب قليلاً تُلقي نظرة خاطفة عليه
عيناه لا تسقط من عليها، مُعلقة بها فقط.
كانت تغريه، تقوده خلفها...
مفتوناً بإغراءها، تبعها بينما لم تتعلق عيناه بسواها...حتى أنه أصطدم بكتف أحدهم بينما مر، لكن يبدو أن ذلك الشخص لم يعترض بينما رأى أنه هو من عبر من جواره
ربما لأنه شعَر كما لو أنه ذبابة صغيرة في طريقه...او لسبب اخر لم تدريه رايفي لكن لم يكن لديها الوقت لتتساءل بشأن ذلك.
كان يقترب، وكان عليه الا يُمسكها...الآن...
ولأنها استمتعت بمِثل تلك اللحظَة ومِثل ذلك السحر الذي امتلكته عليه...ما كان منها الا أن تزيد من مُستوي إثارة هذه المُطاردة بأن تُمسك جانب ثوبها المفتوح بيديها ُمزيحة اياه للجانب قليلاً بينما صعدت السلم، ليأخذ صورة أفضل لفخذها العاري الذي أنكشف أمامه...
وبقدر ما كان قلبُها يشتعل، الا أنها حافظت على هدؤها بينما صعدت درجات السلم واحدة تلو الأخرى، صوت كعبُها يَصدُح خلفها...
ما أن صعدت توجهت للشُرفة الفَسيحة أمامها
ولأن القصر وقع على تل مُرتفع كان بإمكانها رؤية... المدينة من بعيد كذلك القمر ساطعاً أعلى رأسها بينما استندت يداها علي سور الشرفة أخذت نفساً وقد أنساها جمال المظهر هنا كل شيء للحظة قليلة للغاية، حتى شعرت بجَسد ضخم يقف خلفها
يُلامس جسدها، يد تُحيطان بيدها المُستندة على الشُرفة
رأس انخفض ليهمس بصوت أجش في أُذنها
"أحسنتِ بإثاراتي يا رايفي، كِدت أفقد عقلي خِلال لحَظات صعودي الي هُنا"
بينما لامست شفته أذنها...عاد جسدها ليحتَرق أسفل لَمسته...
أستدارت في المساحة القليلة التي فصلت بينهما...
"إذا، الا يعجبك هذا؟"
همست وهي تستشعر أنفاسه تتداخل مع خاصتها بينما ثبتت نظرها في تَحدي على عيناه التي سَقطت عليها...
يَلتهم كل شيء فيها من أعينها لشفتيها ذات أحمر الشفاة الطاغي، اكتفاها العارية التي كان يُحارب ذاته ويمنع نفسة كي لا يفقد السَيطرة القليلة التي أمتلكها ويغرس أسنانه بداخلهما مرة أخرى، قلادته التي انتقاها لها وقد طوقتها مُقيدة عنقها النحيل لتصبح ملكا له...
كيف لا يُعجبه، مُحاولة رايفي لمُشاركته لعبته.
"الشيء الوحيد الذي لم يُعجبني، هو اني لم اكن الوحيد الذي يري هذا وهذا جعلني مُستاء قليلاً...فقط فكرة أن يلمسك أحد هؤلاء اللُعناء تجعلني أرغب بتمزيقهم، كل لَعين يمد إصبعه عليك او يقترب مِنك"
نطق بجفاء، لتعقد هي ذراعيها معاً وهي ترفع إحدى حاجبيها بسخرية
"إذا هل ستطلب من رجال مونتيرا التخلص منهم لأجلك؟"
وبقدر ما ظنت انها تبلي جيداً بإثارة استياءه الا أنها تفاجئت من الضحكة الخافته التي صدرت أسفل صدرة...
"لا أحتاج الطلَب من أحد سأكون أكثر من سعيد لأفعَل هذا بنفسي"
نبرتُه المُستاءة تحولت لأُخرى مُستمتعة...وبقدر ما لم تفهم رايفي السبب...الا أنها شعرت بيده تُلامس فخذها...
تسمرت وقد مرت اصابعه بروية علي جانب فخذها حتى وصل الي حيث رفعت الثوب سابقا، ليقوم بجذبة لأسفل وتستقر يداه على خصرها
"أحذرك يا رايفي، لا نَوَد أن ينقلب هذا الحفل لساحة دِماء اليس كذلك؟"
رفع حاجباً لتزفُر بضيق، لا يمكنه أن يجرؤ علي فِعل شَيء بينما رِجال مونتيرا هُنا على اي حال الا انها لم تُخبره هذا...
بالعكس ادعاؤه بالقوة أمامها بدأ يبدوا لطيف لحد ما بالنسبة لها الآن...
وبينما استمرت بمُراقبته فقط في صمت، استمرت عيناها بالسقوط لتلك الشفاه التي تفوهت بأمور أكبر منه، وقد علا وهبط صدرها، تسارعت نبضات قلبها في رغبة...
رغبة جامحة لتقبيلُه، كان ذلك هو سبب اغراءه الي هنا من البداية...
وربما لاحظ هو الرغبة في عينيها وانفاسها المتسارعة بينما تعلقت عيناها به...
لأن عيناه التي درستها اظلمَت في رغبة مُماثلة...
كان يَكبَح نَفسه مُنذ وَقَعت عَيناها عليه بالقاعة بالأسفل و أدعي عدم مُلاحظتها...حتى يَرى ما ستفعل أولاً...
لكنها كانت تجعل من ذلك مستحيلاً بالنسبة له في هذه اللحظَة...
لهذا بينما انتظرته هي وأقترب منها...كانت على وَشك إغلاق عينها حتى سمعت صوتاً يُناديها...
عيناها التي كانت علي وَشك ان تُغلَق اتسعت على اخرها وهي تُدرك انه صوت أحد الفتيات لتدفعة بعيداً عنها...ويتراجع هو بدوره طاعة لرغبتها...
سُرعان ما ظهرت لونا وهي تصعد من على السُلم لترى رايفي تقف بمفردها بينما تتأمل الشرفة في صمت، هي ورجل ما يقف على بُعد خطوات منها...
لكن لم يكن هذا هو المهم، ما ارادته هو شيء اخر
"رايفي! رافقيني للمِرحاض رينيا مشغولة بتقديم عرضِها وايمي اختفَت بمكان ما"
زفرت رايفي في ارتياح وهي تحاول إخفاء حُمرة وجهها حيثما شعرت بالدفيء في وجنتَيها...
"بالتأكيد يا لونا"
هتفَت وهي تتقدَم مُتجاهله الرجل الذي وقف معها في الشُرفة، لا يمكنها إظهار انها تعرفة، ليس بعد...
عدا ايمي لا يُمكنها التخمين حتى ما سيكون رد فِعل الفتيات ان علموا انها تستمتع بلمَسات شخص يتَرصدها...
لذلك تجاهلته ورحَلت...
وكانت لونا مُحقة بطلب رايفي لمُرافقتها لأن حمامات الضيوف كانت بمُلحق مُنعزل خارج المنزل تماما...
دخلت لونا إحدى المُلحقات الفردية للنساء بينما انتظرت رايفي بالخارج أمامه...تسمع صوت هُتاف مُزعج صادر من أربع شباب سَكرى يُدخنون على بُعد خطوات منها أمام المُلحق الخاص بالرجال...
انتظرت في صمت للحظات وهي تأمل أن تنتهي لونا سريعاً ويرحلوا من هُنا ويعودوا للداخل
شردت بأفكارها وهي تُفكر بما كان علي وَشك أن يحدُث بالداخل للحظات...
إن تركته يُقبلها، فذلك يَعني أنها تعترف به رسمياً؟
هل ربما تقبل مُقابلته لفترة من الوقت والتعرف عليه؟
ابتسمت وهي تُفكر فيما ستفعل حين عودتها له، لكن ذلك لم يدُم حين سمعت هُتافاً مُزعجاً من إحدى الفتيان
"يا حُلوة، هل توَدين اللهو معنا قليلاً؟"
نظرت حولها للحَظات، غير مُتأكدة إذا ما كان ذلك الكلام موجه حقا لها أم لا...
لكن سُرعان ما تأكدت شكوكها حين رأت أن اعينهم ساقطة عليها، ولا يوجد سواها بالمكان...
بتقرير أنه ربما من الأفضل الانتظار في داخل إحدى المُلحقات رَيثما تخرج لونا خطت بضع خطوات مُتوجهه نحو إحدى المـلحقات المُجاورة للونا
لكنها لم تتمكن من الدخول، إذ حاوطها الشُبان الأربعة،
تم إحاطتها من كُل جانِب، وكان أحدهم يَقِف أمام باب المُلحق الذي كانا على وشك دخوله بالفِعل.
رفعت رأسها بحدة للشخص الذي اماماها لتهتِف بغضب "ابتعد من امام وجهي، إن لم تُرد أن أجعلك تندم انت ورفقائك هؤلاء"
هددت رايفي بحُنق وقد بحثت بعينيها عما اذا كان هناك احد ما في الجوار، اي شخص يُمكنها الاستِنجاد به...
لكن لم يكن هناك أحد وكان عليها التعامل مع هذا الأمر بمُفردها، ومع انها شعَرت بالقلق يتَخللها الا أنه كان عليها الصُمود ومواجهتهم حَتى تخُرج لونا وتساعدها أو ينقذها شَخص ما او تجد هي الفُرصة المُناسبة للهَرب بنفسها
عادت خُطوة للخلف وهي تَنوي تهديده مَرة أُخرى لكن سُرعان ما اصطَدم ظهرها بشاب خلفها يُعيق طريقها وذلك لم يمنعها من أن تلتفت أليه وتهتف في وجهه
"انا أُحذِرك يا هذا! ان أتى رفيقي الى هِنا لن تخرج من هذا سالماً"
ظنت رايفي أنها بذلك ستُخيفهم لكنها تفاجأت بالشَخص الذي كان خلفها يصرُخ بها لتستدير نحوه مَرة أُخرى
"من تظُنين نفسِك لتَجرؤي عَلى تهديدي الا تعلمين من أنا ومن يكون أبي يا هذه؟؟"
صَرخ الفتى الذي بدا أنه كان مخموراً بوضوح بوجهها بينما لمس ذراعها وكان على وَشك جذبها اليه
لكن توقفوا جميعاً حال سماع صراخ احد الرجال الذي كان قد خرج لتوه من إحدى المُلحقات ليهتف
"اهربوا انه الشَيطان! الشَيطان هُنا"
لم يكد الرجل يصرُخ بهذا حَتى سمِعت رايفي صوت طلق ناري، قريب للغاية من رأسها...
تجمدت بمكانها لثانية لاتستوعب ما حدث، تشعر بمعِدتها تنقلب في خَوف وغثَيان من حقيقة أنها سمعت للتو أن الشيطان هُنا للرصاصة التي مرت من جانبها او كانت موجهه لها للتو...العديد من الافكار شلت عقلها وجَسدها
تلفتت في أقل من الثانية لتُفاجأ ان الرصاصه اخترقت رأس الفتى الذي كان خلفها وفي وسط الذُعر الذي تملكها وتملك الشُبان الاخرين حولها لم تكد تُحاول فهم ما يحدث حتى وَقَعَت عينيها على الشَيطان المَزعوم...
الشخص الذي تقدم نحوهم بمسدس في إحدي يديه وأعين مُشتعله...في وسط سيل من ترجي الشُبان الذي لم تدري متى او حتى بدأوا بالتوسل لحياتهم.
بينما تعلَقت عَينا ذلك الشخص بها ولم يُلقي ولو نظرة واحدة لأياً منهم انطلقت ثلاث رصاصات أُخرى بجِوارها لتَسقُط هي معها...
.........
أتمني أن الفصل قد نال إعجابكم 💓
ملحوظة :
الفصل خمسة الاف كلمة اي يعادل ثلاث فصول إسبوعية
بالنسبة لمواعيد النشر فبحسب انتهاء كتابة الفصل يتم النشر، لأني أعلق في بعض الأجزاء...ولا يمكنني أبدا أبدا نشر الفصل إذا كان هناك مشهد ما لا يُعجبني/ او لم اتمكن من إيضاحه بالكلمات مثلما تخيلته
مهما قمتم بالضغط علي للنشر فلن أفعل ذلك ما دام الفصل ناقص بالنسبة لي 🙃
لان هذه الرواية بالذات تحتاج الكثير من التركيز لأجل إيضاح الابطال وإيصال مشاعرهم بأكثر طريقة...مقبولة...
مثل فصل اليوم هذا ومشاعر رايفي المضطربة والتي أتاني الالهام أخيراً لتعديل ما أردت فقط بالامس مع اني مهما شغلت عقلي طوال الأسابيع الماضية بمحاولة كتابة ذلك لم تأتيني الطريقة المناسبة لفعل هذا سوي بالأمس لذلك ها هو أخيراً الفصل يُنشر اليوم
لكني ذكرت من البداية أن الرواية أبعد ما تكون عن الطبيعية
هذه رواية حب او هوس أكثر من كونه حباً لأشخاص ملتوية بمنطق غير سليم في نظر الكثيرين
لذلك إن كنت تبحث عن حب نقي بأبطال طبيعيون فهذه ليست الرواية المناسبة لك 😓
الخُلاصة: لا تضغطوا علي، التعليقات الإيجابية فقط هي ما تُحفزني، وأراكم الفصل القادم 💓💓💓
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro