ch.15
قراءة ممتعة 😘
..........
غاصَت عَيناها في خاصته مَرة أخيرة وسُرعان ما انتهت المُكالمة، رأت ظهرُه وقد استدار ورَحل مُتبعا ظلام الطَريق أمامه...
"فقط لا تعُد واللَّعْنَة!"
هَتفت بغضب وهي تنظُر للهاتِف وسُرعان ما التَفتت هي الأُخرى، ما أن انتبهت أن صوتها رُبما كان مُرتفعاً أكثر من اللازِم
ألقت نَظرَة على الفتيات، لم يَسمعوا شيئاً بسبب صَوت ضَحِك ايمي العالي
كان ذلك مُريحاً، لَكِن شَيء في عين ايمي التي وَقَعت عليها أثناء ضَحكها، جعلتها تُدرك...أنها في مأزِق...أشاحت بعَينيها عنها وهي تتجه لتسير أقصى اليسار بجوار لونا بينما تَلوم ذلك اللَّعْين على هَذا
"رايفي!"
نادت ايمي ما أن دخلوا الى المَنِزل بعد التَجَول مُدة ساعَتين أُخرَتين ورَحيل لونا...
"اوه، انظُري الى الساعة الواحدة والنِصف، لدي عَمَل بالغد يجب أن أخلُد للنوم الآن!"
هَتَفت رايفي بعَجَل وهي تتخطاها وتَصعَد السُلم
أو كان هذا مُخططها حَتَّى استوقفها صوت شَهيق عالٍ
تَسَمرت مكانها قبل أن تركُض السُلم لأسفَل مَرة أُخرى وقد أصابها القَلق...
اتجهت للمَطبخ حيث مَصدر الصَوت، وكانت ايمي قد اتجهت معها كذلك، و رأوا رينيا تَقِف بأعين مُتسعة أمام الثلاجة...
"ما كُل هذا؟!!"
تمتمت رينيا وهي تأخُذ أحد الأكياس بيدها
عقدت ايمي سَاعديها وهي تنظُر لرايفي، بينما تطلعت رايفي في صدمة مُماثلة للكَم الكبير من أكياس المُثلجات بالتوت التي ملأت كل بقعة فارغة بثلاجتها...
أشاحت رايفي بوجهِها وقد عَضت على شَفَتِها للحظات وهي لا تدري بماذا تُبرر بَينما انتَظَرت رينيا بكُل وُضوح تَفسيراً...
بالنهاية من تحدث كانت ايمي...
"أنا قمت بطَلبِها مُنذُ قليل، لأني اشتهي المُثلجات بالتوت، أيضاً رايفي أرادت تناولها."
نظَرت رايفي لايمي في صَمت، كلاهُما يعلم أن هذا غير صحيح...
"ما هذه الكمية المهولة! ثُم هل جُننتي كيف تسمحين لعامل التوصيل بمعرفة رقم مرور المنزل والدخول اليه؟!!"
وَبختها رينيا واتجهت ايمي للثلاجة، أخذت كيساً وفتحته
"لا تقلقي، يُمكن لرايفي تغييره"
أجابت غَير عابِئة بتوبيخ رينيا بينما تناولت المُثلجات
هزت رينيا رأسها في عدم تصديق من تهور ايمي وطَيشيها
توقفت ايمي عن لَعق المُثلجات التي بيدها للحَظات، علا وجهها ابتسامة دلت عن فضولها ومتعتها الشديد بالموقف الحالي
"الن تتناولي المُثلجات التي أُحضرت خصيصاً لكِ يا رايفي؟"
سألت في مُراعاة مُصطنعة
رايفي التي أدركت هذا، قَبضت يَديها في حَرج وغضب.
اذا هل رَحَل ليُحضر لها المُثلجات؟
لأنها لم تعثُر عليها بالمتجر؟
إن كان هذا التصرف صادر من رجُل أخر، ربما كانت ستسعد...
لكن لانه كان صادراً منه هو، وجدت جسدها يقشعر في إشمئزاز...
واللعنة لماذا يُحضر لها الُمثلجات؟!
بل من المَعْتوه الذي يُحضر مُثلجات بهذا الكم!!
لم يكن هناك بمكان خال بالثلاجة الا و وضع به مثلجات!!
برؤية ايمي تُحاول منع ضَحِكها التفت وركَضت عائدة للأعلي...
بقدر ما رغبت بإرسال رسالة تسُب حياته اللَّعْينَة فيها، لتُخرج ذلك الغضب عليه، تماسكت نفسها لقد قررت أنها ستتجاهلُه...
حَتَّى بقدر ما حاول استفزازها، الا أنها تماسكت جيداً طوال الأيام الماضية...
رُبما كادت تفقد ربطة جأشها للحظات اليَوم...
لكن لا، عليها التماسُك، عليها الا تغضب...
والاستِمرار بتجاهُله، هَكذا سَيتوقف...
اخذت نفساً أخر تُهدئ نفسها...
لم تكن ابداً النوع الذي يتَحكم بغضبِه، ويكبَح نفسه...
...لكنه أصبحت كذلك...
لذلك أخذت انفاساً طويلة وهي تُخبر نفسها أن بإمكانها فعل ذلك، كلماته السابقة بلقاؤهم مازالت عالقة في عقلها، لكن لم يكُن ذلك بالمُهم.
ستَتحمله، ستتجاهلُه حَتَّى يَختفي تماماً من أمامها...
اتسعت عَيناها، اِزدوجت رؤيتها وقد ثَقُلت رأسها
اِرتجفت أطراف أصابعها التي حَمَلت الصَنية الفارغة، تشعُر بالدوار للحظات...
أغلقت عينيها وهي تأخُذ نفساً.
اعادت فتحُهما لتتداخل الهَيئتان ذات البِذْلة أمامها حَتَّى تُكون صورة واضحة لرَجُل واحد...
رأته...أمامها...جالساً في مَطعَمِها...
حَدَّقت به بأعين متسعة غير مُصدقة لما تَراه...
تَحَدَّث عن أوقح شَخص رأتهُ في حَياتِها...
ابتسم بثقه ما أن تقابلت اعيُنهما
ولم تكُن هُناك من كَلِمات في عقلِها بعد...
لم تدري حَتَّى متى ظَلت مُتسمرة في مكانها هذا، حَتَّى شعرت بيد تضغط علي كَتِفيها...
التفت رأسها لا أرداياً وقد خرجت من أثر المفاجأة السابقة علي صوت ميا تُناديها
"الن تأخُذي طَلبُه يا رايفي؟"
سألت ميا وهي تُشير برأسها لشخص لم تَرغب هي بتقبُل حَقيقة وجوده أبَداً في هذه اللحظة...
لِماذا هي؟
هل تعلَم ميا؟
تساءلت في شك وهي تَنظُر حَولها لتَرى كُلاً من الفَتيات مُنشغلات بطاوِلات أُخرى بالفعل
لهذا طلبت منها هي، لأنهُ لم يكُن هُناك سِواها المُتفرغه...
عاد نظرُها إليه وقد زَالت شكوكِها وهي تَهمِس...
"أ...أجل...سأفعَل..."
بالكاد تَمتمت وقد عادت لوَعيها...أخَذت إحدى قَوائم الطعام واتجهت اليه.
بكُل خطوة حاولت تماسُك تَعبيرات وجهها، بَينما قَبَضت يدها أكثر فأكثر على القائمة...
أرادت أن تصرُخ بأعلى صَوتِها، لَكِنها لم تفعل
كل الأفكار السابقة عن تجاهُله وتحمُله، أختفت كما لو أنها لم توجد قط...
تباً لتحمُله
كَيف يَجرؤ؟!
عَلى المَجيء لمَطعمِها؟؟
في عِز النهار، يجلِسُ هناك كما لو أنه أمراً عادياً
كَيف واللَّعْنَة!!
ما أن وصَلت للطاولة حَتَّى أخفَضت رأسها وهي تَدعي أنها تَضع القائِمة ببُطئ لتهتِف في وَجهه
"هل جُننت!"
هتَفت في غضب بصَوت لا يتَعدى الهَمس، مازالت تُحاول السَيطرة عَلى تَعبيرات وَجهِها، كَي لا يَلحظ أحدُهم شيئاً...
لا يُمكن أن يَلحظ أي من زُملاؤها هذا...
واللعنة لا يجب أن يَرى مَخلوق هذا اللعين الذي أقتحم حياتها وقلبها رأساً علي عَقِب في الأسابيع الماضية...
"الن تَبتسِمي كما فَعلتي أول مَرة، مازِلت أري ابتسامتك من ذلك اليَوم في عَقلي"
جزت علي اسنانها وهي تهمس في غير تصديق...
"هذا لأني حينها ظننت أنك شخصاً عَادياً ولست وغداً مَجنوناً"
"مَجنونٌ بك"
أضاف وهو يغمز بعين لها، فقط ليزيد من استِفزازها وقد نجح بذلك...
"وكأن هذا يهُمني؟!! ما اللَّعنَة التي تَفعَلها هنُا؟!!"
كَانت تستشيط غضباً، لَكِن لم يُمكنها حَتَّى التَعبير عن ذلك...
لم تَدري حَتَّى أي الأمور حاولت أن تُخفي، حَقيقة أن مُترصِدها الذي أرعبها الأسابيع الماضية عاد أمامها، أم حقيقة أن اللعين الذي استمتعت بقِبلته أتى لمكان عَملِها ولا تَدري أي هُراء قد يَتفوه به وأي لَّعنَة قد يفعل!!!
رُبما لأنها خَشيت الأمر الثاني أكثر، كان عليها التخَلُص منهُ على الفَور...بما يكفي حَتَّى لمُحاولة إقناعِه...
"مالذي تفعلُه بِحق الجَحيم الم تَكُن تُحب الاختِباء؟!!"
كان التوتر باد على وجهها بينما استمرت بالتطلع حولها عيناها بها لفحة من التوسل والترجي ليرحل والتي سرعان ما اختفت وهي تفقد اعصابها حين لم يُبدي ردة فعل لمُحاولتها البائسة حَتَّى
"فقط أذهب واختبئ بمكان ما واللَّعنَة!!"
قالت وهي تَجذِب مِعصمه، تحِسُهُ علي النُهوض
لكنها لم تَجِد منه إستِجابة سوى بإنتشاله ليده من بين يديها
يعقد ساعديه على صدرة، رفع حاجباً يتأمل تصرُفاتها للحظات قبل أن ينطِق بصَوته القاطِع المُعتاد...
"الم أُخبرك أني سأتي لرؤيتك؟ وقَريباً."
"وأخبرتُك اني لا أُريد هذا!"
زفرت بضيق، وهي تَلعن بداخلها اليوم الذي رأته به...
"هذا صَحيح. لا يُمكنني أن اكون انا من يأتي اليك دائماً
اليس كذلك؟"
تساءل، عيناه تنظُر في الفَراغ أمامه كما لو كان يُحادث نَفسه، لا هي...
"مالذي تَعنيه؟"
لاحظت التغيُر الذي طرأ علية وسُرعان ما اختالها ذلك الاحساس المَشؤوم وهي تراه يرفع عينيه اليها مَرة أخرى
بالفعل، انفرجت شفتاه في إبتسامة وهو يُخرج مسدس ليضعه بكل أريحيه على الطاولة أمامها...
اتسعت عيناها في ذُعرٍ صَامِت
"ماذا بِحق الجحيم تَنوي أن تفعل!!!"
خانتها تعبيرات وجهها وهي تهلَع، تنظر حولها، تحاول أن تقف أمام الطاولة بحيث تُخفي بالمصيبة التي القاها بكل أريحية وهي لا تدري ماذا تفعل مع ذلك اللَّعين الذي على الأرجح جُن جنونه منذ أذل الآن...
كان ذلك ما جال في عقلها حَتَّى أخرجها صَوته المُسترخي كما لو أنه لم يَضع للتو مُسدس في مُنتصف طاولة على الملأ في عِز النهار في مَطعم عائلي...
"ليس ماذا سأفعل بل ماذا ستفعلين يا رايفي"
اقتضب حاجبيها في عدم فهم لينظُر بعيداً عنها، تتبع نظرُه ليُشير برأسه ناحية حمامات الرِجال...
"سأنتظِرُك هناك، إن كُنتي تَودين الاستِمتاع معي بمُفردِنا ام تَودين منا الاستمتاع سوياً هُنا في هذه البُقعة فوق جُثث هؤلاء الحَمقى فهذا هو ما تقرريه انتِ يا رايفي، ستأتين الي لدَقيقة واحِدة قبليني بشَغف كما أفعل ومن ثم سأختَفي من هذا المكان كما تَتَمنين"
عَيناها التي اتسعت بينما أستمعت غير مُصدقة لكلِماته،
اهتَزت بينما نظرت إليه بصمت في استياء وخَوف في آن واحد
بينما تسَمرت هي في مكانِها غَير قادِرة على فِعل او قَول او التَفكير حَتَّى بشيء، نهضَ هو ليُغطي ببنيته على جَسدِها.
اعاد وضع المُسدس بجَيبه، خَطى حَتَّى أصبح بجِوارها.
أخفض جَسدُه مُقترباً لمستوى رأسِها، كل أثار الاستمتاع قد أختفت، ما بقي أمامها هو أعين مُظلمة، وصوت صارم قاطع لكلاً من أنفاسها وافكارها...
"عشر دقائق يا رايفي، قبل أن أُحول هذا المكان لساحة دماء"
عادت خطوة للوراء حين اصطدم كَتفه بكتِفها عن قَصد بينما تخطاها، تارِكاً اياها بمُفردها وسط الفوضى التي وضعها بها...
نبض قلبِها الذي تَسارع، لم يتَوافق مع التخاذُل الذي سَيطر علي جَسدِها، لم تكُن قدماها مُلتصقة بالأرض لكِنها شعَرت أنها كَذلك...
مَرت دقائق بينما تَخَدر كلاً من عقلِها وجَسَدِها و وَقَفت تُحدق بالفَراغ حَتَّى عاد عقلِها للعَمل أخيراً...
رُبما تأثرت من وقع كلماته للحظات...
لكنهُ بالتأكيد لن يقوم بهذا..
بالتأكيد، لن يقوم بإراقة دماء جميع من بالمطعم.
لا بد أنه يمزح...لم يكُن مَجنوناً لهذا الحد...
بأخبار نَفسِها لهذا قررت تجَاهُله، أعادت القائِمة لمكانها وكانت علي وَشك تلبية طَلب طاوِلة أُخرى حَتَّى توقفت أقدامها وهي تغرَق في التَفكير مُجدداً
ماذا يضمن أنهُ ليس مَجنوناً لهذا الحَد؟
قَول الشرطي انها كانت صَلصة؟
كانت تضع هذا في احتِمالها طوال تعامُلها معه، لكن ماذا اذا لم تكن صَلصة وقام بأذية أحدهم بالفعل؟
ماذا إن لم يكُن هذا المُسدس فقط لمُجرد إخافتها، بل حقاً لسَلب حَياة الأشخاص؟
هل حقاً...قد يقوم بقتل أحدهم؟؟
لم تدري سواء تُصدقة ام تتجاهلُه، سَبَق وفكرت بهذا من قبل
ملابِسه والظلام المُحيط به، الأسلِحة التي حملها...كل ما به، أوحي بشكل صارخ أنه يعمل بشيء مَشبوة بالفِعل...
لكنها ظنت أنه على الأكثر أحد افراد أحد العِصابات الصغيرة بالمدينة...
لم يكن هُناك بمدينتهم عِصابة أقسي وأسوء من عصابة مونتيرا، لكن لم يكن فرد بعصابة مونتيرا ليجد الفراغ ليترصدها حَتَّى، لذلك لابُد من أنه كان ضمن جماعة أخرى غير معروفة...إن كان كذلك...
لذلك بالتأكيد...لم يكن جادً بذلك التهديد...
هكذا حاوَلت أن تفكر...لكن إحساسها المشؤوم لم يَختفي بينما أستمرت عيناها بالوقوع على الساعة المُعلقة على الحائط وقد مر أكثر من أربع دقائق بالفِعل...تعلم مما رأته للأن، أنه لم يقل شيئاً لا يعنيه...كلماته لم تكُن أبداً بالكذب، او الحُلم كما تمنت...
لكِن...
حَتَّى لو كان ذلك حقيقياً؟ هل عَليها أن تُضحي بنفسها حقاً، تُحقق ما اعتقدت أنه مُستحيل وتذهب إليه بأقادمها؟!
...فقط لتنقذ هؤلاء الأشخاص؟...
لا...لما عليها أن تفعل ذلك؟...
...ماذا إن مات جميع من هنا؟...
ليس وكأنها كانت جيدة بما فيه الكفاية لتهتم لذلك...
حَتَّى إن قتل جَميع من هُنا، سيكون أفضل من أن تذهب اليه...
التف جَسدُها بعُنف وهي تُعاود الذهاب للمطبخ، لتأخذ طلباً أخر وتسلمه الى طاوِلة أخرى...
ما أن وضعت الطلب حَتَّى هتفت الطفلة على الطاوِلة بشكراً و وقعت عيناها علي من بالطاولة...
...من بالمطعم بأكملة...
الأسر والعُشاق والأصدقاء...كل من جلسوا يتناولوا طعامهم في مُتعة وسعادة... هل كان حقاً هذا قدرُهم؟ أنهم أتوا الى المطعم حيث تعمل هي؟
هل كان قَدرهم أن يموتوا علي يد مُترصد لنادِلة ما بالمطعم؟
هل حقاً ليس لا دخل بالأمر كما تود أن تُقنع نفسها...
إن لم تكُن تِلك مُزحة، إن كان يَعني كلِماته...هل ذلك يَعني أن كل هؤلاء الأشخَاص سيموتون بسببها؟؟
مهما حاولت تجاهُل هذا، لم تتمكن...
نبضات قلبها التي تسارعت والذُعر الذي حاولت إخفائه منذ رحيله، اعتراها وبشدة لحظة اعترافها أنهُ حقاً قد يكون بهذا السوء، لم يندَثِر بينما نظرت للساعة كل ثانية والأخرى...
كان ذلك قرارها هي، قرار تأخُذه على مسرح أعده هو...
بالتفكير أن كل هؤلاء الأشخَاص الذي لا لم تهتم لحياتهم مِنذ لحظات حَتَّى...لا يستحقو أن يموتو بسبب قراراها الهزلي بالفعل، التفت وهي تُسرع خطواتها، تَركُض الطُرقة حتي وصلت أمام الباب المَنشود...
كاد التفكير في كيف تدخل حَتَّى حمام مُخصص بالرِجال أن يضايقها لكنها تجاهلت ذلك وهي تدرك أنها لا تمتلك الوقت لفعل هذا واندفعت للداخل...
ولحُسن حظِها، او ربما كان ذلك من تَدبيره، لكن لم يكُن هُناك أحداً بالداخل...
كانت جَميع ألأبواب مَفتوحة عدا باباً واحداً بالنهاية نصف مُغلق...
أتجهت لذلك الباب...وقفت أمامه بينما تصَبب العرق على مؤخرة عُنقها ويَديها نبضات قلبها التي تسارعت أثناء ركضها لهُنا لا تهدئ...
"سبعُ دقائق ونصف"
فَتحت الباب لتراه ينطق وهو يَفتح عَينيه التي كانت مُغلقة بينما جلس على غطاء المرحاض المُغلق عاقداً ساعديه ومُرخياً رأسه للخلف مستنداً علي الحائط ورائه...
نظرت له بصمت...بينما غمرتها عدة مشاعر مُضطربة...
مازالت لا تود تصديق حقيقة أنه ذهبت إليه بنفسها وهي لا تدري أي لعنة قد يفعل بها مُجدداً....
"حسناً، الم تَستغرقي وقتاً طَويلاً للغاية؟ لا أظُن أنكِ تهتمين بحياة من حَولِك لهذه الدرجة...لستِ جيدة حقاً بقدر ما توقعته يا رايفي"
بل كان الامر عكس ما قاله، استغرقت وقتاً طَويلاً لأنها لم تُصدق انها سيكون سَيئ حقاً لدرجة أن يقتُل كل هؤلاء الاشخَاص...
لكن...ما قاله كان صحيحا، انها ترددت للحظات
وأنها ظنت للحظة أن رُبما ترك هؤلاء الأشخَاص يموتون افضل من أن تذهب اليه...
أخرجت زَفيراً وقد هدأ قلبُها قليلاً الآن...
"اذا ماذا؟ بما أنك تعلم أني لستُ شخصاً جيداً، أيُمكنك تركي أرحل الآن؟"
بقدر ما تمنت أن ذلك سيجعله ينفر منها...
الا أنها أدركت أنه لم يشعر بالخَيبة ولو للحظة كما أملت حين رأت شفتاه تنفرج في إبتسامة لعينة تُزين وجهه
"لا، هذا فقط زاد من رَغبتي بكِ"
مات باقي أملُها حين سمعت كَلِماته...
'مُختل' همست بداخلها.
سُرعان ما شعرت بيده تجذبُها للداخل.
يُغلق الباب خلفها، لتقف مُستنده بظهرها على الباب في البُقعة الوَحيدة الفارِغة وسط المساحة الضيقة التي تشاركها
عَم الصمت بينهم للحظات قبل أن تُنظِف حلقها وهي تُنفذ ما قررته مُنذ اختارت المَجيء الي هُنا.
...أنها ستنهي ذلك سريعاً...
ماذا إذا قبلته مُدة دقيقة واحدة؟ يمكنها فعل ذلك إذا عَنى هذا مَنع جَريمة مُحتملة وإنقاذ حياة جَميع من بالخارِج
بالتفكير بهذا نظرت له من الأعلى والثقة تتخلل عينيها بينما جلس هو أمامها...
"اذا هل إذا قَبَلتُك فقط لمُدة دقيقة؟ حقاً سترحل وتترُك جَميع من بالمَطعم بشأنهم؟"
"هل بدا أني أخلفتُ أياً من كَلمِاتي لكِ سابِقاً؟..."
أدارت عيناها بضيق، كان هذا هو ما جعلها تأتي هنا في المقام الأول...
لَّعين مُختل...
كانت على وشك التقدم وتَقبيلة حين وضع يَده أمامها مانِعاً إياها
"لن أعُدها قبله الا أظهرت شغَفِك، مثلما ذكرت"
كان هذا في نيتها من البداية، لن تُخفق حَتَّى يَتَسنى له استغلال ذلك لإعادتها عِدة مرات...
"لا تقلق، الشغف...أجل، سأدعي فعل هذا"
أجابت بملل بينما تقدمت وهي تتمني فقط إنهاء هذه اللعنة سريعاً والرحيل، لكِنه أوقفها مَرة أُخرى
"كيف ستفعَلين هذا بينما تترُكين ملابِسك كما هي؟"
رفعت حاجباً غاضباً في تساؤل وقد بدأ صبرها بالنفاذ...
لتقع عينيها حيث وقعت عيناه هو وتفهم مَغزاه اللعين...
"إذا هل تَظُن أني أُظهر شغَفي بكشفي لصدري؟"
ظهر استنكار واضح في نبرتها.
بينما فعلت هذا لتثير غيظة بعجزه حينها، لا لأنها شعرت بالشغف تجاه ذلك الشاب أبداً رُبما عَلِم هذا، وكان يقوم باستفزازها وربما لم يفعل وكان حقاً يظن هذا.
لم يكن ليُفصح لها عن أفكاره، و بأي حال لم ترغب بأن تعرف...
هز كَتِفيه بلا مُبالاة
"هذا ما بدا لي أخر مَرة حين أردتي أن تُغري لَّعينٌ ما"
'لا يوجد من هو الّعنُ مِنك'
أرادت إخباره بذلك، لكنها لم تفعل...
ولم تهتم لما ظن...
كان كل ما خططت له أن تنهي ذلك سريعاً وترحل، لن تُجادله وتدخل في شِجار أخر...لن تسمح له بأن يرى اجزاء عديدة منها...إن كان ذلك أحد أهدافه...
رؤية جزء من صدرها؟ قبلة؟ بإمكانها فعل ذلك، إن ظن بذلك أنه يمتلكها فهو لا يخدع سوى نفسه وهي أكثر من مُستعده لتؤكد له هذا الوهم، أن عَنى ذلك التخلُص منه...
بدون اكتراث، قامت بفك أزرار قميصها العلوية، حتي ظهر صدرها...كما تلك المَرة...
لم تُحاول تقبيلة بينما هي واقفة مجدداً، ظهرها ألمها حين انخفضت بالفعل في المُحاولتين السابقَتين،
لم تكن المِساحة في المِرحاض الضيق تتسع لتفعل هذا، ولم يستحق هو أن تُعاني من أجلِه...
لذلك بدون سابق إنذار جلست علي أقدامه، أرتفعت جيبه عملها قليلاً لأعلى أفخاذها، لكنها لم تهتم.
أقتربت منه ممسكة بفكيه الحادين بين يداها وبينما لمحت تلك اللمعة في عينيه، زفرت مَرة أخيرة وهي تُغلق عَينيها لتطبق شفتيهما معاً...
مرت اللحظات بينما شاركته أنفاسها وشَفتاها ببطئ...
لكنه لم يحرك ساكناً...
لذلك تناوَلت شفتاه بين خاصتها، مصت لِسانه، جعلته يتنفس انفاسِها بينما غطتهُ بلُعابها...
فعلت كل شيء كما فَعله هو...
لم تكن قِبلتها بنفس العـنف والتَمَلُك، لكن الشغف كان كذلك، كما أراد هو...
مع ذلك عكس ما فعلت هي وسقطت لقِبلته، ذلك اللَعين لم يُبادلها القبلة على الإطلاق...
ليتخللها الضيق بينما شعرت أنه يسيطر عليها ببرودة أمامها حَتَّى في لحظة كهذة، لذلك حاولت أقوي حَتَّى من ذي قبل مع أن انفاسها قد بدأت تنقطع لكنها لم تهتم.
بعكس ما قررته أنها لن تُدخل مشاعرها لهذا
أنها ستعُدها مُهمه جَسدية فقط لتُنقذ حياة من بالمَطعم
كان جسدها يَذوب بالفِعل بينما تَحسس لسانها خاصته...
يَشتعِل في عطش.
كانت ترغب بالمزيد منه، بحركة لسان واحدة او بضم شفتيه علي خاصتها او حتي لمسه من يده علي شعرها، صدرها المكشوف وعُنقها
لكن حتي نهاية انقطاع انفاسها وفصلها للقبلة...
لم يفعل شيئاً...سوى مُراقبتها...
لم تدري لماذا حَتَى تمنت ان يُبادلها ذلك اللَّعين القِبلة
هي التي كانت تُقبله كانت تشعُر بالإثارة بالفعل، وهي حتي لا تحبه!
فكيف يمكنه أن لا يكون مُثاراً بينما هي من تُقبله؟!
شعرت في تجاهله لها بإهانة لأنوثتها...
وربما لأن مُدة الدقيقة كانت أطول مما توقعت
خاصتاً وانها فعلت ذلك بمُفردها، كان ذلك مُرهقاً للغاية..
حتي أنها لم تدري بينما سقط جسدها عليه واستندت برأسها علي صدره لماذا كان جسدها ثقيلاً للغاية ولماذا كان اخذ أنفاسها بهذه الصعوبة...
لماذا شعرت برغبة شَديدة تعتريها، وعطش شديد للمسته...
بما يكفي لتجعل جسدها يقشعر من غرابة وقوة تلك المشاعر التي أجتاحتها فجأة حين تلاصقت شفتاهُما منذ لحظات...
"دقيقه وثلاث ثوان"
أثني عليها بينما نظر في ساعته،
لم تدري لماذا تَحدث وكأنه فَخوراً بها
لكن ما كان مُهما أن هذا يعني نصرها...
لقد أنتهت وأنتصرت...لكنها لم تشعر بأي فرحة انتصار بينما انتظرت كلا من جسدِها وأنفاسِها ليهدئا...
وبينما أستندت علية في هذا الصمت لم تجد سوى سخط وحرج يطغيان عليها لأنه لم يُبادلها القبلة، لم يتأثر كما كان ليسقُط لها أي رجُل أخر مع امرأة بمِثل جمالها وجسدها...
رفعت رأسها من على صَدره، ملامحها الحادة بالفعل تُعبر عن الغضب الذي اجتاحها...
لم تكَد تعتدِل علي جَسده حَتَّى انتبهت للشَيء البارِز الذي شعرت به أسفلها، أسرعت باخفاء تعبيرات وجهها، قبل أن تظهَر الدهشة عليها...
لم يكن الأمر أنه لم يتأثر...
ما كان أسفلها كان أكبر دليل على ذلك...
إذا ما خطبه واللعنة؟!
لَّعنته بداخلها بينما لم تتمكن من الاعتدال على قدمة سوي حين عادت لتستند بيدها مرة أُخرى علي صدره، كانت تشاركة الانفاس ذاتها، لكنها لم تستطع معرفة بماذا يُفكر...
لم تكن لتدري أبداً أفكاره، لكنها كانت تدري خاصتها...وكانت تعلم...أنه يتلاعب بها...
لقد نجح في إيقاظ مشاعر لم تكن تدري حَتَّى أنها لديها، أن يُشعل تَوق خاص للمسته علي جسدها...لكنها لم تكن بالسهلة ربما انجرفت جسدياً، لكنها عادت لتُذكره بحدة في لحظات مثل هذه...
"يُمكنك أن تحلُم كما تشاء، لن يأتي اليَوم الذي أتوسل فيه اهتمامك"
سمِع صَوتها الرَزين عكس وجهها الأحمر و انفاسها المُضطربة، اهتز صَدرُه في ضَحِكة خافِته لا تتناسب مع وَضعه
كان يُمكن القول أن فِطنة رايفي أدهشته في بَعض اللحظات...
لكن سواء أدركت هذا ام لا مشاعرها مازالت ستتدفق وفقاً لما أراده هو...
رُبما سقط جسدها له كما خطط، لكن ليس قلبها...
رايفي جعلت من ذلك واضحاً كالشمس بينما أصرت علي الا تنادية بأسمه وقد استخدمت 'يا هذا' بدلاً من أسمه الذي احترق لسماعِه يخرُج من تلك الشفاه ذاتها التي أغرقته في النعيم منذ لحظات...
كان ذلك واضحاً برؤية لون وجهها، وتسارع نبض قلبها الذي شعر به حين أرخت جسدها عليه للحظات...
بالرغم من أنه تمكن من فِعل هذا دون لَمسة واحِدة حَتَّى منه
وبالرغم من أن صوتها الناعم الذي خرج كان كالموسيقي في أذنه...
الا أن كلماتها كانت سكاكين حادة تُمزقة...
رايفي التي استمتعت بتقبيلة و لَمسِه لها،
لن تُنادي باسمه ولن تَسقُط له...
رايفي التي تمكن من قَلب كيانها رأساً علي عقب، التي جلست علي أقدامه بملابس مُبعثرة وجه أحمر وشفة مُنتفخه...
في وضعها هذا، ابتسمت بسخرية وهي تنظر له من الاعلى في ثقة تقرُب للعجرفة...
ليشعر بنبض أخر متسارع، لم يكن مصدرة رايفي...
بل كانت نبضاته هو...
مثلما لم يتحكم بجسدها مُنذ لامست يداها فكُه وهي تقبله...
قلبه الذي كان يُفترض أن يمتلأ بمرارة نُكرانها لوجوده...
نبض في حماسه وسعاده عارمة مرة أُخرى
لأن رايفي لم تعترف به، وكانت فاتنه للغاية بينما فعلت هذا...
لانها وضعت حداً واضحها بين مشاعرها والمتعة التي حصلت عليها لجسدها...
لكنه يعلم ايضاً، كيف يجذبها لجَحيمه، كانت مسألة وقت فحسب، مجيئها اليه بحد ذاته كان أولي الخطوات لذلك
"اذا، بما أن الدقيقة قد مرت، الا يجب أن تَختفي كما لم تتواجد قط الآن؟"
لم تفهم رايفي سبب تلك النظرة في عينيه، رأت الحماسة علي طرف عينيها، لكنها لم تر ذلك التَمَلُك والهوس الذي اندثر بين خفايا عيناه الكاحلة...
يده التي كانت بجواره طوال هذا الوقت ارتفعت لتُحيط بخصرِها، قام برفعها وإعادتها للأرض أمامه ثانيه ما أن استعادت توازنها حتي شعرت بضآلة حجمها أمامه هو الذي نهض مُحاصراً إياها في تلك المساحة الضيقة
انتفض جسَدها بينما شعَرت بيده، ليس بغاية اللطف تَجذِب تنورتها التي ارتفعت مسبقا لأسفل
نظرت في صمت ليده التي لامست صدرِها بينما اغلقت أزرار قميصها واحداً تلو الاخر حَتَّى أخر زِر...
تأوهت ما أن شعَرت بلمسته، ترفع عيناها اليه في غضب حين جمع صدرها بين يديه علي حين غَرة
ليختفي غضبها وهي ترى إقتضاب حاجبيه
"هذان، لا تعرضيهما أمام لَّعين أخر، فهمتي؟"
ليس أنه أخفاها كلياً رُبما قليلاً، وليس لأنها أرادت الاستماع لكلماته لكن ما كان أكيداً انها لم تُرد أن يظهر على باب منزِلها مَرة أخر مُغطي بالدِماء، ومازالت كانت تتمني لو تسأله إن كان حقا قد قام بأذية ذلك الشاب ام كانت تلك صَلصة كما أخبرتها الشرطة لكن لم يكن هذا الوقت لذلك بينما انتبهت حقاً لما حدث للتو...
صَفَعت يده التي أمسكت نهديها بعيداً بينما نهرته غاضبة
"لا تَجروء عَلى إخباري ما أفعَل!!"
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro