Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

ch.14


*رايفي*

لَعين، عاهِر حَقير وَقِح...
فقط إن كان بإمكاني تَمزيق هذا الفَم وهذه الإبتِسامة...هل كان ليختَفي ذَلِك الشُعور المُريع الذي يعتريني؟؟

وبقَدر ما كنت أكرهُ ذَلِك، كنت أُدرك أنهُ يقرأ من خِلالي...
لا أدري كَيف لكِنهُ يَعلَم واستَغل ذَلِك لصَالِحه...

لذَلِك دونَ أن يَقولها لي بِنفسه...أجَل، لَم يَكُن بإمكاني فِعل هذا... لم يَكُن بإمكاني أبداً أن أدعهُم يَرَون هذا الخِزي الذي وُضِعتُ به

لم أدري أي طَاقة استَجمَعت، لَكِني وَجَدتُ نَفسي أهتف.
"دَقائِق وسأنتَهي!"

"دَائِماً ما تُطيلين الاستِحمام، حَتَى أني صَعدتُ خِصيصاً لأُخبرُكِ أن تَنتَهي سَريعاً!"
تَبرَمَت ايمي للحَظات، سَمعت رينا تُخبِِرها شَيئاً لَم أعبأ لمعرِفَته إطلاقاً الآن...
لم أكُن في الوَضع الذي يَسمح لي بذَلِك
انتَظرت للحَظات في تَوتُر حَتَى سَمِعت صَوت أقدامهُم عائِدين للأسفَل

تَوجَهت عيناي التي حَمَلت كُرهاً شَديداً للرجُل الذي وَضَعني في هذا المَوقِف.

"هذا ما ظَننتُه يا رايفي"
أردَف وهو يُلقي نَظرة أخيرَة نَحوي، ثم يَخرُج مِن الحَوض ويَرحَل عبرَ الباب بكُل أريحية، كما لو أنه باب منزله.
بَذلته المُبتلة تَترُك أثاراً من قَطرات الماء أسفله.
أتمني أن تَنزَلق عَلى الدَرَج وتَموت، أن تَدهسَك شاحِنة وأنت تَعبُر الطريق، أن يُصيبك الزُكام، وتَموت من كَثرةِ السُعال!

لم أَدري حَتَى مَتى ظَلَلتُ مُستَلقية بالحَوض.
ما أذكُره أنه بَعد مرور بِضع الوَقت، استَطعت الوُقوف بأقدام مُرتَجِفة...
أعدتُ تَشغيل المياة، قُمت بدعك جَسَدي العَديد مِن المَرات...

مهما قُمت بغَسل نَفسي...لم يَزَل...
... ذَلِك الشعور المُريع لا يَزول...
خَرَجتُ من الحَوض وقفت أمام المرآة، وتوجهت أعيُني للعَلامات التي أحتَلت جَسَدي من جَديد...

مرة أُخرى...لقد وضع أثارُه عَلى
هل عَلي المُرور بعَناء اخفاء هذا مُجدداً؟
حَدقت بعيناي بالمرآة
بالرَغم من أنها تَبدو عادية، الا أني أشعُر بها تَحتَرق.

تَماسَكت تَعبيرات وَجهي، مهما آلمتني عَيناي،
لَن أبكي لأجل لَعين مِثل هذا...

شَعرتُ بطعم الدِماء مَرة أخرى، شَفتي التي عَضضتُ عليها دون أن أدري تم فَتح جُرحها من جَديد.
الجُرح الذي تَسبب به.

رأيتُ الدِماء عَلى شَفَتي...

هل هذا هو الوَجه الذي بدا مُستمتعاً للغاية برؤيته؟
رؤيتي مُرتبِكة، وعاجِزة؟؟

صَرختُ في غَضب بينما القيتُ بكُل ما أمامي أرضاً، سَمِعت صَوت زُجاجات العطور تتحطم ورأيتها مبعثرة لقطع صَغيرة أسفَلي.

قَلبي الذي احتَرَق في غَيظ وذُل...
كان لديه تِلك الرَغبة في الفَساد،
تدمير اي شَيء أمامي، لأني لم أستَطع تَدميرُه هو...

أنا من أُحطم وأكسِر وليس أنا من تم كَسرُها
حاوَلت إقناع نفسي بذلك، لَكِن لا، لم يشعرني هذا بأني أفضل...

"رايفي هل أنتِ بخير؟! سَمِعنا صَوت تحَطُم للتو!"

أغلَقتُ عَيناي وانا استمع لصَوت رينا من الخارِج...
عُدت خُطوة للخلف اتزن على أقدامي، أخذت نفساً أُهدئ نفسي
"أجَل انا بخير، لا يوجَد شَيء"

"إذا أسرِعي، سنتأخر بهذا الحال!!"

سنتأخر؟ علي ماذا؟
على رؤية المَزيد من الرِجال اللُعناء؟

وَدَدتُ لو أضحك بصَوتٍ عالٍ على كَلِماتها، لَكِني لم افعَل...

الوقوع على عَيني المَريرة في المرآة يَجعَلني أتَحطم في اعتِراف...

اي انتِصار هذا؟
وقد جَعَل مني حَمقاء بالكَامِل...

أجل، كُنت حمقاء.
كُنت غَبية لأني قُمت باستفزازة ظَناً أنه لَن يَجرؤ على الاقتِراب مني بينَما انا بِرفقَة أحدُهم...

من اين اتت هذه الثِقة؟ وقد دَخل مَنزلي العَديد من المَرات بالفِعل...
العَبَث بالكاميرات، و شَرِكة رينيا.
لقد اثبَت بالفِعل أنهُ أكثَر من قادِر على ذَلِك...

اذا لِماذا ظَنَنتُ أني أستَطيع الفوز ضِده؟؟
لِماذا تم إثارتي من قبل لعين مثله؟
لِماذا تقبيله كان جيداً؟
فقط لأن لديه وَجه مُغري، وفَم مُتَمَرِس، ايجعَل ذَلِك جَسَدي يسقُط له؟!

إهانة، أشعر بِمهانة لا مُتناهية تَجعلني أرغَب بدَفن نفسي، في مكان ما...بل لما على أن أدفن نفسي؟ يجب أن أشعُر برَغبة في دَفنُه هو، كَي لا يَعلَم أحد أبَداً ما حَدث...

سَقَطت أكتافي في هَزيمة.
لأنه مَضت فَترة طَويلة مُنذ اعتَمدت على نَفسي في كُل أُمور الحَياة، لأني كُنت الأُخت الكُبري وكان هناك من يَعتمِد عَلي...
جَعلَني ذلك أظُن أني لا أُقهر، أني قادِرة على مواجهة اي شَيء...
لَكِن ذَلِك الشعور الذي لطالما فَخَرت به...
يَتلاشي أمامه...
كان يُمكنُني الآن الاعتِراف بذَلِك...أنا لا يُمكنُني مواجَهته...

بإدراك ذَلِك انا...ارتديت رَوب الإستِحمام الخاص بي، قُمت بجمع الزُجاج المُحطم وتنظيف الأرض وخرجت...لم اتفاجأ لرؤية ايمي بغُرفتي تستخدم أدوات التَجميل الخاصة بي...

"الا تظُنين أنكِ تأخرتي كَثيراً؟؟"
عاتبتني وهي تنظُر لي من خِلال المرآة، تضع احمر شِفاة يُلائم ثَوبها الأسود المُثير...

"لن أتي..."

كُنت اتجه للفِراش، لَكِن صَوتها اوقَفني.
"ماذا؟! مالذي تعنية أنكِ لن تأتي؟ لأنكِ لا تَودين الذَهاب للمَلهى؟! لَكِننا اتفقنا جميعاً على الذَهاب، تعلمين اني أُريد الذهاب!!"

كان صَوتها مُنزعجاً، لَكِني لم أهتَم.

تريدين الذَهاب للتَعَرُف على شاب، بينما مُشكلتي هي عَكسُكِ تماماً، انا أرغَب بالابتِعاد عن الرِجال.
"إن أردتِ الذَهاب يُمكنُكما الذَهاب بمُفردِكُما،انا لن اذهَب في أي مكان"

سَمِعت صَوت أقدام أخر، انقَبض قَلبي للحظات...
لَكِن سُرعان ما أدركت أن صَوت الأقدام الخَفيف هذا لا يُمكن أن يَكون له...

لانهُ أما يَخطو في صَمتٍ تام دون اي أثَر...
او يود أن يزرَع الرُعب في قَلبي، بأن يجعل وَقع خُطواته
مَعروفة، متأنية وثقيلة...وَقع كل خطوة يأخُذها تكون أشد على قَلبي...وبالفعل نَجَح بأن يحفُر ذَلِك بداخلي...

رأيت رينيا ودار بَينها وبين ايمي مُناقشةٌ ما، لَكِني كُنت أسقُط في دَوامة أُخرى من الخسارة والاعتِراف...

استلقَيت علي السَرير كما أنا.
جَذبت الغِطاء وتَكَومت في جَانب واحد من السَرير، أدفن نفسي تماماً أسفل الغِطاء...

"هل ستقومين بتَجاهُلي بهذا الشكل؟!"
صاحت ايمي وهي تحاول جَذب الغِطاء من على رأسي...

لكن ذلك لم يُفلح، لأني لم أترُكه...
"اوه، هل حقاً تفعلين هذا بي يا رايفي!"
كانت في مُحاولة أُخرى لجَذب الغِطاء حَتَى أوقَفتها رينيا...

"لابأس يُمكنكِ الذهاب برفقة لونا، وسأمكث أنا هنا معها"

"لماذا لا تأتي فقط برفقتنا؟ وقد كانت مُتحمسة لهذا مُنذ ساعتين فقط! وانتِ ايضاً أردتي الذَهاب"

برغم ما رغبت بالبقاء في حالي كان علي المُشاركة في الحِوار القائم فَوق رأسي...
لذَلِك أزحت الغِطاء واعتدلت...
"يُمكنكِ الذَهاب أنتِ أيضاً رينا، اليوم يوم عُطلتك الوحيد لذَلِك اذهبي واستمتعي، لا تقلقي بشأني سأكون بخير...ذلك الشَخص...لن يأتي اليَوم على اي حال"

"كيف تَعرِفين ذلك؟"

"لم يأتي مُنذ عِدة أسابيع بالفعل...أخبرتُكِ أني اعتقد أن شيئاً ما حدث له او ربما عثر على فتاة أُخرى ليُلاحقها، لا أدري لَكِني واثِقة أنه لن يأتي، لذَلِك لا تَقلقي واذهبوا انتم سأكون بخير"
لن يأتي، لأنه كان هنا بالفعل...
لقد أتى بالفعل...

نظرت لي غير واثِقة للحظات، لكنها سُرعان ما أومأت وأخذت ايمي مُتجِهه للخارِج
"استريحي إذا، ولا تنسي أن تُجففي شَعرك قبل أن تنامي...لا تتركيه مُبلل هَكَذا"
اومأت لها وسرعان ما أغلقت الباب وعدت أنا لدفن نَفسي أسفل الغِطاء...
لم أُرد اي شيء سوى الاختباء، الاختباء حَتَى تختفي كل تلك المشاعر والأفكار اللعينة التي غمَرت عَقلي...


"مَرحباً بِعُودتك..."

هتفت ايمي، التوتر بادٍ على وَجهها...
كانت رينيا مَازالت بالعمل و ايمي هي من بالمَنزِل...

"أجل..."
أجبتُها وأنا أخلَع حِذائي وأتجه لأصعَد السُلم...
"هل ستُغيرين ملابِسك وتنامي مرة اخري؟"

أومأت في صَمت قبل أن اصعَد للغُرفة، قُمت بتَغيير ملابسي...

والقيت بَجَسدي على السَرير...لا أفعل شَيء سوى النظَر لسقف الحُجرة حَتَى أسقُط في النَوم...

او هكذا كانت خططي بعد بضع ساعات من التَحديق في الفَراغ، حَتَى تَمت مُقاطعتها حين سَمِعت صَوت طرق للحظات قبل أن يَنفَتِح الباب

لأُفاجأ بدخول ايمي ورينيا ولونا معاً
جلست رينيا ولونا علي طَرف السَرير بينما استندت ايمي على خِزانة ملابِسي وقد عَقدت ساعديها معاً والقلق يَعتلي مَحياها.

"ما الأمر، لماذا اتيتُم جميعاً فجأة، حَتَى لونا هنا؟"

"اتينا لأننا نود أن نخرُج معكِ سوياً..." هَتفت لونا
لتُكمل رينيا
"اجل، أيوجد مكان مُعين ترغَبين بالذَهاب اليه؟ سنذهَب لأي مكان تُريدين"

"لَكِني لا أرغب بالذَهاب لأي مكان..."
لم ارغب بفعل أي شَيء سوى البقاء في هذه الغُرفة بمفردي...

"لماذا لا تُفكرين قليلاً؟ قد يكون هُناك مكان بالفعل..."
اعادت رينيا السؤال لَكِني أومأت نَفياً مرة أخرى لتحاول ايمي بدلاً منها

"لماذا لا ترغَبين بالخُروج أهُناك ما يُزعجك؟"

"لا..."

"مالذي تعنيه بلا...انت تُغلقين على نَفسك مُنذ خمسة أيام الآن، من العمل لغُرفتك ومن غُرفتك للعمل، لا تتناولين طعامك جَيداً، لا تجلسي معنا بالأسفل ونائمة طول الوَقت، لا بد أن هُناك شيئاً يُزعجك!"

"أهو ذلك المُترصد، هل عاد مرة أُخرى، أحدث شيئٌ ما؟؟"

نظرت لهم للحظات، الأمر يُصبح أكثَر تَعقيداً...
لا أعلم إن بدي التوتر على وجهي ام أني تماسكت نَفسي جيداً كما اعتقدت أني أفعل
مع أن لونا من سألت الا أن نظري توجه لايمي فقط...
"لا يوجد شَيء من هذا القَبيل انا فقط كُنت مُتعبه قَليلاً من العَمل، لَكِن أظن أنكُم مُحقين، ربما يُمكننا الذَهاب للحديقة العَامة قَليلاً مَضى وقت مُنذ تناولت المثلجات إيضاً..."

عَم الصَمت للحظات لم تنطق إحدانا بشَيء، كذَلِك ايمي التي نظَرت لي في صمت، قد يمكنني خِداع رينيا ولونا، اما ايمي فلا...لأننا نعرف بعضنا البعض مُنذ تسع سنوات، هي فقط، تعرفني كظاهر يدها، اكثر حَتَى من فيرا...

لَكِن لحُسن حَظي ابتسمت لونا كاسِرة هذا الصَمت
"هذا جَيد إذا، ارتدي ملابِسك و وافينا بالأسفل سَنكون بإنتظارك"

"أجل!"
نهضت وانا أُرافقهم حَتَى الباب
"راي...في..."
أدفع ايمي التي نطقت اسمي مُتسائلة وكأنها على وشك أن تقول شَيئاً، خارجاً قبل أن تُكمل...

اتمني أنها ستُمرر الأمر هذه المرة، ولن تعاود الشك مرة أُخرى

ما أن عَم الصَمت غُرفتي مرة أُخرى أتجهت لخِزانتي.
أخرجت ثَوب طَويل مريح وسُترة رياضية فَوقه.

كُنا سنجلس في الحَديقة في الظلام، اي لم يكن بأمر يستدعي التأنق...ولم يكُن لدي الطاقة لذَلِك على اي حال... إن لم يكن لأجل التَوقف عن اقلاقِهم لما فكرت في النُهوض من عَلى سَريري حَتَى...

أخذت حَقيبتي،كنت علي وَشك وضع هاتِفي بها حين رأيت الوَردة الحمراء التي تركها في خزاننتي بالمَطعم هذا الصباح...لم أشأ أن ألقيها في سَلة غُرفة تَغيير الموظَفات كيلا اثير فُضول او شُكوك أحدهم...
لذلك وضعتها في الحقيبة، وها هي تقبع في حقيبتي...

دون غَضب، او انزِعاج...أمسكتُ بالوَردة وألقيتُ بها في السَلة...
اذا ما كان ذلك قبل أسبوع لكُنت مزقتها او أحرقتها وثِرت غضباً فور رؤيتها...
لكن يبدو...أن عَزيمتي للمواجهه ماتت مُنذ أخر لقاء... حَتَى أن رؤية وردته و رسائله التي تجاهلتها طوال الأسبوع...لم يُثيرا شَيئاً بداخلي
لا أدري إن كُنت اصف هذا بالبرود ام خمول، لَكِن مُنذ أدركت أن مواجهته أمر أكبر من قدرتي...وقررت تجاهُله وانا لا أشعُر بالاستياء كثيراً لرؤية مثل هذه الأشياء...

أتمني فقط، أنه سَيسأم كما فعلت انا...

"من المؤسف أنه لا توجَد مُثلجات بنكهة التوت، رايفي أرادت تناولها..."

"لا بأس، الفانيلا جَيدة أيضاً..."

"لَكِنك تُفضلين التوت أكثَر..."
ذكرَت لونا بأسف وهي تنظُر للمُثلجات بيدها

لم يكُن بالأمر المهم، لَيس وكأن حَظي كان بالسَيء لليوم فقط...
لَكِن كان من الجَيد حقاً الخُروج في هذا الهواء البارد قليلاً...
أشعر اني أستطيع التَنفُس قَليلاً...
الخُروج مع الفتيات وشراء المُثلجات في طريق العودة.

...أتمني لو تكون كل الايام بهذا الهدوء...

توجهت أنا ولونا ونحن نحمل المثلجات الي حيث رينيا وايمي التي انتظرتا على اول الشارع...سبَقتني لونا بخطوات وهي تلوح للفتيات ولحقتها سريعاً بابتسامة علي وجهي...

كنت على وشك أن الوح لهم أنا أيضاً حَتَى توقفت وقد استرعي نظري هيئة شَخصٌ ما في الشارع المُجاور، خطواته تتابع مع خُطواتي...
ربما أنا أتخَيل ذلك...
وربما يكون ظني صحيح
لم أدري...
اذلك هو؟
ام أنه مُجرد شَخص مار، وأنا أُهول من الأمر...
عَضَضت على شفتي وأنا أضُم هاتفي الي صَدري، وأُسرع من خُطواتي
لم أجرؤ على أن أرفع عَيني والنظر للناحِية الأخرى للتأكد،
كُنت أخشى من أن يكون هو حقاً، يُراقبني عبر الشارِع الآخر...

ما أن وصلت حيث الفتيات، وقفت بَين رينيا وايمي...
كنت في المُنتصف...وربما أشعرني هذا ببعض الأمان، بما يكفي لأُدير رأسي واختلِس النظر للشارع المجاور مرة أُخرى...

أصوات الفتيات تَختفي من حَولي حين أرى عينان سوداوان تُضاهي شؤم سواد هذه الليلة مُعلقة بي، ومن ثم المح تلك الابتسامة تطفو وجهه، أراه ينظُر للأمام مرة أخري، يختَفي عن نَظري حين يقطع بيننا مبني، يُخفيه عن نظري...

أعدت النظر أمامي، أشعر باهتزاز هاتفي بين يدي...
نبضات قلبي التي تسارعت مُنذ وقعت عَيناه علي
لا تهدأ مع رؤية شاشة هاتفي تُعلن 'مُكالمة من رقم مَجهول'
اعلم أن المتصل المَجهول لا أحد سواه...
أخذت زفيراً، وقد قررت الا أُجيب، أراه يظهر مرة أخري بعد أن عبرنا المبني الفاصل بيننا، هاتفه على أذنه، يأخذ نفساً من سيجارة مُعلقه بين اصبعي يده اليسرى لنختفي خلف مَبني أخر...

ترددت للحظات وانا أرى شاشة الهاتف تُضيء مرة أخرى
صحيح أني مع الفتيات، أني أظُن اني أمنة...بنسبة ما...

لكن ماذا إذا كنت مُخطئه، إذا عرضهم هذا جميعاً للخطر...
إذا كان يَحمِل مُسدساً خلف تلك البذلة او ما شابه، هل سيقوم بإطلاق النار عليهم؟

بتقرير أنه قد يَكون من الأمن الإجابة على اتصاله الآن، نقرت باصبَعي للإجابة
وضَعت الهاتف على أُذني، نَفْثُه البَطيء لدُخان سيجارته يصلني لتتباطأ معه حَركة أقدامي...

لم أنطق بكلمه، كذلك هو لم يفعل...
فقط استرقت النظر له بين كل لحظة و الأخرى.
أستمع لصَوت أنفاسه التي تنفُث دُخان سيجارته...
كما استمع هو لصَوت أنفاسي...

"رايفي"

تَوقَفت أنفَاسي للحظات وانا استمع لأسمي يخرُج من بين فَمه، أتذكر حين ضغط اصابعه علي فكي بينما التهم شفتي...

شَيء في الطريقة الني يُنادي بها أسمي، تَجعل قلبي ينبض...في شعور أقرب للخوف... لَكِن لا أدري ما هو
ربما نبض قلبي في خوف وحماسة معاً...

حماسة؟؟ هل أظن أني شعرت بهذا للتو ربما مُتحمسة لصَفعِه بالتأكيد...ثم هل أتصل فقط كي يصمت؟؟
إن لم أكن أخشي تهوره اللعين، لأغلقت الهاتف في وجهه مُنذ دقائق بالفعل!

ما أن لاحظت أني قد توقفت عن السير كلياً حَتَى اسرعت بالتقدم واللحاق بالفتيات وقد سَبقوني بعِدة خُطوات الآن مُنغمسين بالضحك على مُزحة ألقتها لونا...
استمررت بالمشي خلفهم ببضعة خطوات وانا أنظُر أمامي، لا أود أن أبدو كما لو أني تأثرت بصَوته اللَعين يُنادي أسمي...

"بقدر ما اكره هذا، لكن علي الذهاب الآن لا تَبقي كَثيراً في الشارِع واذهبي للمَنزِل مُباشرةً"

صمت للحظات قبل أن يعلو صوت ضحكي فجأه في وَسط الشارع، إن قررت تجاهله وحاولت أن أمنع نفسي عن استفزازة لعدة ايام الآن، فقد نجح هو بكسر صمتي هذا...

بقدر ما احتَد صَوتي، الا أني من إخفاض نَبرة صَوتي والابتِعاد عن الفتيات، حتي لا يَستَمِعوا لصياحي به

"يا هذا ما الذي يُعطيك الحق لتقول لي ما أفعل؟!!"
كان همسي الحاد الذي اخترق الهاتف يُعبر عن غضبي الذي لم أستطع إظهاره امام الفتيات، و وصلني الرد سريعاً للغاية، واضحاً للغاية...

"إيفان"

"ما الذي تعن___"

"ليس يا هذا بل إيفان..."

كانت ضحكة أُخرى على وشك الإفلات من فَمي...
"هل تظن اني أود أن اعلَم أسمُك، او قد أُنادي حَتَى بهذا الاسم الحقير في حياتي؟"

"ستُنادين به يا رايفي..."

ضحِكت بداخلي على الثِقة التي تحدَث بها...ليس وكأن هذا سيحدُث... لَكِن لا بأس من أن أدعه يحلُم

وربما رأي السُخرية علي وجهي لأنه أعاد التأكيد مرة أخرى
"رُبما ليس الآن، لَكنكِ ستَفعلين يا رايفي."

صَمَت للحظات، ثِقتُه تجعلني أتشكك بنَفسي مرة أُخرى...
رفعت عيني له لاري أنه قد توقف عن السير إيضاً يواجهني كلياً من الشارع الآخر...

"أراكِ قريباً يا رايفي"
قطبت حاجبي معاً، وأنا أفيق من هذا التواصل البصري اللعين واهتف مرة أخرى
"لا فقط اختَفي من أمامي ولا تَدعني أراك مَرة أُخرى!!"

ضَحِك في الهاتف وهو يُكرر كلماته كاللَعنة يُلقيها عَلى أُذني "قريباً رايفي"

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro