ch.11
أغلقت عيناها، صرخت بينما سقط جسدها المقيد دون اي إرادة منها، كانت تستعد للاصطدام بالأرض وتلقي الألم...
لكن هذا لم يحدث...
مهما طالت الثوان، لم تصطدم بالارض...
فتحت اعينها، خرجت أنفاس قصيرة متسارعة...
الادرينالين يتدفق...
قلبها يضُخ الدم بقوة وعنف لجميع انحاء جسدها...
اطراف أصابعها ترتجف...
أخذها الأمر بعض الوقت، حتي تستوعب
ما الذي حدث...
لم تكن على الأرض، الأصح لم تكن أقدامها تلمس الأرض...
كانت الدهشة مازالت بادية على وجهها...
رفعت رأسها لأعلها...
و رأت الشيطان الذي دفعها...
يد في جيب بنطاله، ويد حملت الحبل الذي قيدها...تُبقيها في الهواء...
أدركت، لم يدعها تسقط...جذبها في أخر لحظة...
..بلا أي تعبيرات على وجهه، وكأن وزنها كله لم يشكل اي عبء عليه، ليعبث بها كما يشاء...
عيناها التي تلألأت في صدمة وهي تنظر له بينما وقف بكل أريحية يُراقبها من الاعلى...جعلت إبتسامة تطل على وجهه...
...لقد كانت مُضطربة...وهذا جعله مسروراً...
إن كانت غير مقيدة، إن لم يكن هذا المختل قد دفعها للتو...
إن لم يكن ما مرت به للتو حقيقاً...وإن كانت قد قابلته في مكان عام ما...ورأت تلك الابتسامة كانت بالتأكيد لتظن أنه من اوسم الرجال المُهيبين الذين قابلتهم...
ربما كان سيمكنها الشعور بجاذبيته بينما برزت عضلات يده التي أمسكت بالحبل الملفوف في قبضته...
لكن لا... إبتسامتة في تلك اللحظة، ذلك الشخص الذي وقف وسط الظلام كجزء منه، كانت كاللعنة التي وقعت عليها...بينما تتملكها عيناه التي راقبتها بلا أدني رحمة...
مرة أخرى، تشعر أنها تغرق فيهما...تختنق...
أشاحت نظرها عن عينه...
كان ذلك ما أرسل الرعب لداخل قلبها...كان كياناً مُخيفاً يحدق بها...لا يمكنها الانكار انها كانت خائفة...
لكن كبرياؤها هي المُقيدة، جعلها تتجاهل ذلك...
كانت تفيق من أثر الصدمة...و أحمرت وجنتاها في غضب عارم وهي تدرك حقيقه أنه تم إلقائها من الطابق الثاني...
ذلك الوغد اللعين...المترصد اللعين...
رفست قدماها في غضب وهي تحاول الوصول للأرض، كانت أطراف أصابعها تكاد تُلامس الارض بالفعل...
لكن بلا أمل، كذلك العقدة اللعينة التي أحكمها على يدها، كانت مُستحيلة الفك...
"إن كنت تظن انك ستخفيني بفعلك هذا، فأنت واهم!! سيكون من الأفضل لك أن تركض خارجاً الآن لأني سأقتلك اذا ما تحررت من هنا!!"
صرخت بينما علا صدرها وهبط في غضب كان ظهرها يلامس الحائط خلفها...لكن لم يكن لهذا اي فائدة مادامت تلك العقدة اللعينة تربط يديها...
"وغد، لعين، داعر!! أنا أقسم انه ان لم تفك هذ___"
انتفض جسدها حين تم جذبها فجأة لأعلي...
رفعت رأسها مرة أخرى...
"مالذي تظن أنك تفعل___"
تم إخراسها مجدداً حين تم جذب الحبل مرة أخرى وحينها رأت...أنه كان يرفعها لأعلي...
ابتعدت أقدامها عن الأرض بمسافة غير سارة الآن...نظرت اليه، وكان قد انحني علي ركبته، يربط الحبل بسور السُلم...
ما أن أنتهي حتي ترك الحبل، وقف وقد عاد نظرة اليها...
...شهية...
رايفي التي سبته ولعنته بكل ما لديها...كانت شهية للغاية...
شهية وفاتنة بينما عُلقت في ذلك الثوب الابيض القصير...
أجتاحته قُشعريرة، رعشة من الآثارة
كيف سيكون مذاق رايفي؟
بدون اي تفكير أخر تحرك، لقد حان الوقت...
رايفي التي كانت مازالت تحاول فك قيدها...توقف جسدها بأكمله عن الحركة ما أن أستمعت لدندنة أغنيها تعرفها جيداً...
كيف لا وقد كانت أغنيتها المفضلة؟؟
الصوت الرجولي القاتم الذي لم يتلائم مع أغنيتها...
ربما تحولت أغنيتها المفضلة لأسوء كوابيسها الآن
أخذت نفساً بينما أستمعت لوقع خطواته المتأنية علي الدرج
مالذي ينتظرها ما أن يصل الي هنا؟
اسيقوم بقتلها؟ ام تعذيبها؟ بالنهاية وجوده بأكمله لم يكن مبرر له...لم يكن هناك سبب ليفعل هذا لها...
ازدادت نبضات قلبها مع كل خطوة يأخذها مُعلنة أقترابه منها بينما كانت مُعلقة في الهواء الآن غير قادرة على الفرار او المواجهة بيد مقيدة...
ذلك الرجل التي لا تدري هويته او حتي أسمه...
كيف ستعرف أسمه وفقط منذ دقائق أدركت أنه هو ذلك الشخص بالمطعم...فقط لأنها أخذت مناوبة أخري هذا اليوم...
احقاً هذا هو جزاؤها لانها حاولت أن تساعد شخصاً في حاجه؟
وقع خطواته، التي كانت كالمأساة في أذنها...أنتهت...
كان أمامها... أدركت هذا...أمامها بدرجة قريبة للغاية
لكن لسبب ما لم تجرؤ علي رفع رأسها لمواجهته
لم تود أن تري أي التعبيرات الملتوية ارتسمت علي وجهه، وبأي عيون مُعتمة نظر لها
كان بإمكانها بالفعل الشعور بضألتها أمامه...
بالرغم من أنه رفعها وكانت بعيداً عن الأرض الا أنه بالنظر لصدره العريض حيث سقطت أعينها، كان بإمكانها القول...أنهما كانا في مثل الطول بينما كانت مُعلقة بعيداً عن الأرض... وأدركت، أنه على الاغلب... وضعها في مثل هذا الارتفاع خصيصا لأجله...
كانت تشعر بالمذلة، كان يتلاعب بها...
...يعرضها كلوحة فنية يتأملها...
أرتفعت عيناها، نظرت له في حُنق بينما عضت علي شفتها السفلية في غضب، عيناه التي توجهت من عينيها لشفته بكل تروي كانت كالثلج الذي سقط عليها
رجل ببنية مفتولة، هي التي كانت في ثوب حريري لا يكاد يُغطي أفخاذها...عيناه التي التهمت جسدها في رغبة
...شعرت أنها عارية أمامه، و تيبس جسدها في توتر...
العين التي عادت لتنظر لخاصتها الخضراء...
جعلها واثقة من حقيقة أنه كان يفترس جسدها...
...وحقيقه أنها أدركت هذا...ما يحدث...جعلتها تبتلع ريقها وهي تشعر بالجفاف في حلقها...
و أرتفع جانب فمه في متعة...
...أنه سَير مشاعرها وأفكارها وفقاً لما يريده، جعلها حانقة ومضطربة...
كان عليها أن تلم شتات نفسها...ما كان أكثر حنقاً واحراجاً لها من فكرة أن رجل ما سيطر علي كيفية أحساسها الآن؟!
هي التي رأت نفسها أفضل من اي رجل؟ من عدت نفسها صيداً صعباً لأي رجل؟؟
عاد شعور الذُل المقيت إليها، وكونها لا تستطيع فعل شيء في وضعها الحالي كان أكثر من مُهين
لذلك كان عليها الخروج من هذا المأزق بطريقة ما
إن لم يكن الأمر من خلال مواجهته الجسدية فعن طريق الحوار...
كان هذا أخر امل لها...
ربما، إن أحسنت اختيار كلماتها...تُقنعه بفك قيدها، تركها والرحيل...
وبهذا قررت معرفة نيته كبداية، نقود او غيرها كان يجب أن تعرف الغرض من إقتحامه منزلها...
"م...ما...مالذي تريد...مني؟"
أغمضت عينيها للحظات في ضيق...تكره أنها تعلثمت رغماً عنها، كيف لا وأخر مرة سألته هذا السؤال قام بالقائها؟...
لكن لسوء الحظ...او حسنه...لم يُجب...
ولم تنتظرة طويلاً ليفعل
قررت تجربة مدخل أخر
"أنا..أنا اعدك...أن فكيت قيدي الآن ورحلت...أعدك أني لن أبلغ الشرطة عنك"
توقفت وهي تنظر له، ومرة أخري إنتظارها لرده
كانت تراقب كل تعبيرات وجهه...إن كان يتجاوب معها أم لا...
بعد العمل في خدمة الزبائن لسنوات، كان بإمكانها قراءة معظم تعبيرات الأشخاص الآن
أو هكذا ظنت...تعبيراته المُبهمة، كانت أصعب شيء واجهته حتي الآن...
لم تدري...وأصابها القلق...لقد كانت لديها مثل هذه الثقة بقدرتها وكان هذا الشخص...يخفي كل شيء جيداً...
وفي اللحظة التي كادت تستلم فيها شعرت بيد تمر بجانب وجهها، أعاد خصلة شعر غطت وجهها خلف أذنها...
"همم...أكملي"
نطق بهدوء وهو يرتب خصلات شعرها المُبعثرة واحدة تلو الأخرى للجانب الأيسر، ليس وكأنه هو من جذبها من شعرها منذ دقائق بالاعلي وتسبب بهذا...
كان رد الفعل غريب بحد ذاته، لكنها أخذتها علامة علي تجاوبة
وعادت لها لفحة الأمل الصغيرة التي كادت تختفي مسبقاً
"أ...أجل...لذلك كما قلت...إن تركتني الآن ورحلت فلن أخبر أحداً عنك أبداً...بل و سأسامحك علي كل ما فعلته من قبل!"
لم تر تعبيرات وجهه حين أخفض رأسه لأسفل...
أهتز جسده، وتساءلت عن اللعنة التي تحدث به...حتي رفع رأسه مرة أخرى...عينه تمتلك عينيها...وأدركت من الابتسامه على شفتيه، أنه كان يكتُم ضحكته...
الشعور المشؤوم الذي اصابها لم يخطئ بينما علا وجهها التساؤل، وبعد عدة لحظات أخرج نفساً أعاد به وجهه الخالي من التعبيرات والصمت الطويل الذي دام بينهم...كَسَره
"تملكين لساناً بذيئاً يا رايفي"
إجابة...بل جملة...ليس لها علاقة بأي شيء ذكرته...بينما استمر بترتيب شعرها
كالمجنون، أجل كالمجنون
لم تري اي مسمي أخر لتصرفه
شعرها الذي وضعه كله علي جانب واحد، أفصح عن رقبتها البيضاء الناعمة أمامه...
كانت مازالت في أوج تساؤلاتها، حتي شعرت بيده تلامس وجنتها مرة أخري، أصابعه التي كانت تغوص بثقل علي بشرتها...توجهت للخلف تغطي عُنقِها وجانب وجهها معاً، وكانت أنفاسُها تتباطئ في توتر وترقب لحظة تلو الأخرى
صوت انفاسها الصادر كان الشيء الوحيد المسموع بالغرفة للحظات، حتي شعرت بيده تحكم القبض علي مؤخرة عنقها...
"لا، ليست مُسامحتك هي ما أريد يا رايفي"
توجهت عيناها من النظر ليده التي علي عُنقها الي وجهه مرة أخري
قطبت عيناها في تساؤل وهي لاتهتم بتذكير نفسها بالسيطرة علي تعبيرات وجهها، كان التساؤل بادياً وصريحاً علي كل ملامحها، ترددت للحظة قبل أن تسأل
"م...مالذي تعني بهذ___!!"
صيحتها العالية التي دوت في كافة أرجاء المنزل، لم تصل لأذنها...
القت برأسها للخلف، تساقطت شعرها، أتسعت عيناها علي مصرعيها وقد سقطت دمعة علي جانب وجهها...
كان نفسها مكتوم، و رأسها يدور للحظات حتي أفاقت من الألم الشديد الذي أصابها
حين عادت رأسه للخلف، وخرجت أسنانه من خارج لحمها...
ارتخي جسدها الذي تصلب بأكمله منذ لحظة، خرج نفسُها ثقيلاً للغاية، ولم تدرك حقاً ما يحدث حتي شعرت بلُعابه ولسان دافئ على جسدها
عادت رأسها لحيث كانت، وتوجه نظرها للأسفل...
هناك بين رقبتها وكتفها، حيث موضع الألم...
رأت الدماء تسيل لأسفل من مكان عضته، واللعنة اي طاغية ذاك الذي يغرز أنيابه بها حتي يُدمي جسدُها؟!
لم يكد عقلها يعمل للعثور علي إجابة، حتي عادت رأسه مرة أُخرى، وانطلقت صرخة مُدوية أخرى...
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro